شبكة سرقة التراث الوطني تهرب عشرات الكيلومترات المكعبة من الحجرة السوداء
طرقات العاصمة ووهران اقتلعت منها تحف الحجارة وعوضت بالزفت المزيف
أصبحت عدة تحف معمارية وأخرى تاريخية محل تدمير مبرمج وأخرى طالتها سرقات في ظل غياب أي حماية من طرف المكلفين بحماية التراث الوطني وما تعرض له قصر الباي بوهران والحالة المزرية التى أصبح عليها مركز سرفونتان ببلكور إضافة الى الساعات الأثرية التى كشفت" الأمة العربية "على أنها بيعت مقابل 100 مليون لعصابة مجهولة والقائمة طويلة لدليل على الجريمة المنظمة التى ترتكب في حق تاريخ الأمة الجزائرية
تحقيق /صالح مختاري
في هذا الصدد وقفت" الأمة العربية "على أمر خطير تمثل في سرقة عشرات الكيلومترات المكعبة من "الحجرة السوداء " كانت مثبتة على الطرقات وهو ما لم ينتبه له مسؤولو الجماعات المحلية سواء في الجزائر ووهران أو أنهم كانوا متواطئين في العملية
بداية اكتشاف هذه القضية كانت في أول يوم من شهر رمضان
دحيث وجدنا نحو 300 متر مكعب من هذه الحجارة قد حاول أحد المقاولين كان مكلفا من طرف شركة سونلغاز بحفر نفق لإصلاح عطب أنبوب الغاز على مستوى المضيق المؤدي إلى محطة القطار ببلكور اقتلاعها وحسب شهادة بائعي الجرائد وبعض المواطنين القاطنين بمحيط المكان فإنهم تفاجأوا بإقدام هدا المقاول وهو "ينتر" الحجارة السوداء من طريق الأمر الذي جعلهم يعارضون العملية التى حسبهمم لو حدثت لذهب"شارم" المكان الذي بقي شاهد عيان على عملية سرقة كبيرة مست طرق بلكور وأحياء القصبة وباب الوادي التى أنجزت خصيصا بالحجارة السوداء يعود تاريخ إنشائها إلى عهد الاستعمار وقبله، ففي الوقت الدي بقيت شوارع بعض المدن الفرنسية والإسبانية على حالتها التاريخية التى ثبتت بها الحجارة السوداء الغالية الثمن اختفت هذه الأخيرة من شوارع العاصمة ووهران، وقد قدرت مصادر من حي بلكور أن نحو 10 كيلومترات المكعبة من "الحجارة السوداء "التى وضعت بطريقة فنية رائعة على طول طرق بلكور مرورا بحسيبة بن بوعلى ووصولا إلى أحياء باب الوادي والقضبة ، كما أن طرقا أخرى بالعاصمة تم إنجاز هي كذلك بـ"الحجرة السوداء" كانت محل تهريب منظم كما أن طرقا أخرى بوهران ومدن أخرى لم تسلم من أنياب هذه الشبكة
وعن سبب اختفاء هذه الكمية الهامة من"الحجرة السوداء" كشفت مصادرنا أنها تكتسي أهمية بالغة في المتانة والتزيين والتى بيعت باثمان باهظة وأخرى تحصل عليها أشخاص نافدون بدون مقابل شيدوا بها العديد من الفيلات بأرقى أحياء العاصمة، في هذا السياق توجد عدة عمارات على مستوى حي باب الجديد وعمارة أخرى بوسط حي أودان بالعاصمة كانت قد أنجزت بالحجرة السوداء، ففي الوقت الذي بقيت فيه عمارات باب الجديد تصارع الانهيار مند زلزال عام 2003 تم تهديم عمارة حي أودان أين تم تحويل التحفة السوداء إلى وجهة مجهولة لتبقى حجارة باب الجديد تنظر دورها وهو ما يفسر عدم ترحيل السكان المنكوبين لحد الساعة رغم خطورة الوضع وقد كشفت لنا مصادر من السكان أنه رغم تصنيف عماراتهم بالأحمر واهتراء السلالم التى وقفنا على حالتها بأنفسنا في إحدى زيارتنا لها إلا أن سلطات المحلية والولائية بقيت تتفرج لأن حسبهم الأمر يتعلق بقضية مهمة وهي الحجارة السوداء التى تبحث الشبكة التى اعتادت تهريبها بغرض بيعها بأثمان باهطة عن الوسيلة الأنجع لاخفائها في حالة تهديم العمارات البالغ عددها أربعة حتى لا ينكشف أمرها ، الحجارة السوداء والتحف الأثرية ومباني المزارع ومراكز تاريخية أخرى دخلت لعبة الإهمال والتسيب كان لابد من حمايتها لأنها تمثل مرحلة من مراحل تاريخ أمة فعندما تسرق الحجرة السوداء وتعوض بالزفت المزيف فهذا يعني أن القائمين على حمايتها انعدمت لديهم روح المسؤولية والضمير المهني ...