Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

اللواء بوسطيلة يقف على مسرح الإعتداء وقيادة الدرك تحقق/ تفاصيل المذبحة وبطولات شهداء الدرك/ الشروق نايلة برحا

الشروق تزور واد قصير ..ترصد وقائع الجريمة و تحضر جنائر الضحايا

اللواء بوسطيلة يقف على مسرح الإعتداء وقيادة الدرك تحقق

تفاصيل المذبحة وبطولات شهداء الدرك

2009.06.19  مبعوثة "الشروق" إلى البرج: نائلة.ب

صورة الشروق تفاصيل معركة حامية بين الإرهابيين ودركي حاول إنقاذ زملائه

شاحنة مقطورة لاحقت قافلة الدرك منذ خروجها من قاعدة الحياة التابعة للصينيين

تنقل صباح الخميس الماضي، اللواء أحمد بوسطيلة قائد سلاح الدرك الوطني، الى ولاية برج بوعريريج شرق البلاد ساعات بعد الاعتداء الإرهابي الذي استهدف قافلة للدرك الوطني بالمنطقة وخلف 24 ضحية بين قتيل وجريح منهم مدنيين،

 

 

اللواء بوسطيلة يقف على مسرح الإعتداء وقيادة الدرك تحقق

 وكان قائد الدرك الذي تنقل الى ولاية البرج مباشرة بعد عودته من ولايتي وهران وسيدي بلعباس في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء بعد إشرافه على تخرج دفعة لأعوان الشرطة القضائية من مدرسة ضباط صف بسيدي بلعباس، ثم جلسة عمل بالقيادة الجهوية الثانية للدرك بوهران، وكان قائد الدرك مرفوقا بإطارات من معهد الإجرام والأدلة الجنائية ببوشاوي للتحقيق في الاعتداء بناء على عينات  آثار الإعتداء الإرهابي المرفوعة من مسرح المجزرة.

وتم ظهر أمس، تشييع جثامين 7 من الدركيين الضحايا بولايات خنشلة، باتنة، الطارف، قالمة، سكيكدة، جيجل، سوق أهراس، بحضور العديد من المواطنين الذين نقلوا لمراسلينا تنديدهم بهذه المجزرة التي استهدفت شبابا جزائريين. كما اغتيل في هذه المجزرة صهر قائد الفرقة الإقليمية للدرك الوطني ببئر العاتر بولاية تبسة الذي اغتيل في انفجار قنبلة تقليدية عند إسعاف مواطنين ضحايا اعتداء إرهابي إضافة الى عريف ينحدر من بن سكران بولاية تلمسان ينحدر من عائلة ثرية، وينقل أحد أقاربه عنه، أن والده تحفظ على تجنيده في صفوف الدرك كون عائلته ثرية وميسورة وليس بحاجة الى العمل خارجا، لكنه أكد له "أنه عشق الدرك الوطني وانخرط عن حب وقناعة.. الله يرحمه".

 

الإرهابيون تنقلوا على متن شاحنة مقطورة ولاحقوا القافلة من حمام البيبان

تنقنا الى ولاية برج بوعريريج صبيحة الخميس، قبل أيام كنت سلكت نفس الطريق باتجاه الغرب، ووقفت على هذا الإنجاز الذي يستحق عبارة "مشروع القرن"، وصلنا بصعوبة الى منطقة القصير، كان هناك العديد من رجال الدرك منتشرين رفقة أفراد الجيش، ورأينا مروحية تحلق في السماء، حيث كانت تجري عملية تمشيط واسعة تحت إشراف قائد الناحية العسكرية، وتم منع الوصول الى مسرح الجريمة على بعد حوالي 1 كم، المنطقة تبدو معزولة، وتمكنا من بعيد من رؤية آثار الحريق الذي اندلع في سيارات الدرك.

كانت الساعة تشير الى حوالي السابعة و45 دقيقة مساء، عندما كانت 6 سيارات رباعية الدفع تابعة لمجموعة التدخل والاحتياط التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني ببرج بوعريريج عائدة من قاعدة الحياة التابعة لمؤسسة الصداقة الجزائرية الصينية المكلفة بإنجاز الطريق السيار شرق غرب، حيث يقوم أفراد الدرك بمرافقة العمال الأجانب من وإلى مقر قاعدة الحياة الواقعة بحمام البيبان   قرب محطة البنزين يوميا وفي نفس التوقيت تقريبا، وعند عودتهم، كانت شاحنة مقطورة تسير خلف آخر سيارة للدرك، ولم يكن الأمر مثيرا للشك على خلفية تنقل شاحنات الوزن الثقيل عبر هذا الطريق الوطني رقم 5 باتجاه العاصمة والبويرة، وعند وصول القافلة بمنحدر خطير قرب غابة بمنطقة القصر على بعد 1 كم من مقر فرقة الدرك الوطني التي تقع بالمخرج الشرقي لمدينة المنصورة بين قرية عين الدفلى والمنصورة، قامت الشاحنة بصدم آخر سيارة للدرك مما أدى الى توقفها، ونزل من الشاحنة حوالي 30 ارهابيا كانوا مختبئين في الحاوية قاموا باطلاق الرصاص من أسلحة "الآف آم بيكا" و"الآربيجي"، مما أدى الى إضرام النار في 3 سيارات تابعة للدرك وسقوط 12 ضحية في مرحلة أولى، قبل أن يتدخل عناصر الدرك الذين كانوا على متن السيارات في المقدمة بالإشتباك مع المجموعة الإرهابية لمدة تجاوزت الساعة، وقام المواطنون الذين كانوا على متن سياراتهم بالفرار في اتجاهات مختلفة، ونقل هؤلاء الناجين عن الإرهابيين الذين كانوا يرتدون الزي الأفغاني وملابس عادية ويضع بعضهم لحى، لم يكونوا يرددون عباراتهم التقليدية "الله أكبر" بل كانوا يقولون "قاعدة... قاعدة"، وهي نفس العبارات التي أطلقها الإرهابيون عند اغتيال 5 من رجال الدرك كانوا على متن سياراتهم  بالمدية قبل أقل من شهر.

وكان الإرهابيون يطلقون الرصاص بعشوائية، مما أدى الى إصابة 14 مواطنا برصاصات في أجزاء مختلفة من أجسادهم، أغلبهم كانوا مارين على متن سياراتهم وقت الوقائع، وتم تحويلهم الى مستشفى البرج الذي أغلق أبوابه في وجه الصحفيين وتم منعهم من الدخول، ووجدت عائلات الضحايا صعوبة في الإطمئنان على ذويها.

وقام الإرهابيون بالاستيلاء على أسلحة الدركيين من نوع كلاشينكوف ومسدسات آلية قدرتها مصادر "الشروق اليومي" بـ21 قطعة سلاح، إضافة الى بدلهم وصدريات واقية الرصاص، و6 أجهزة اتصال، قبل أن يلوذوا بالفرار بعد السطو على سيارات مواطنين باتجاه الغابات المجاورة، وقال شهود عيان، أن الإرهابيين قاموا بتوقيف شاحنة نصف مقطورة واغتالوا سائقها رميا بالرصاص، وقاموا بغلق الطريق لعرقلة وصول التعزيزات الأمنية من الثكنة العسكرية الموجودة بالمنطقة.

 

الإرهابيون استولوا على سيارات المواطنين لنقل قتلاهم وجرحاهم

وعثر أفراد الجيش على جثة إرهابي يجري تحديد هويته بعد القضاء عليه من طرف أحد الضحايا، وقالت شهادات متطابقة للشهود، أنهم شاهدوا ارهابيين يجرون رفقاءهم، ومنه لايستبعد أنهم أصيبوا بجروح أو تم القضاء عليهم، وهو ما يفسر لحد بعيد استخدام سيارات المواطنين لنقلهم، كما أفاد مصدر عسكري قريب من عملية التمشيط الواسعة التي تقوم بها قوات الجيش، أنه تم العثور على بقع دم تشير الى إصابات بليغة في صفوف الإرهابيين.

ويروي شاهد عيان، أنه لم يكن بعيدا عن موقع الجريمة عندما سمع وابلا من الرصاص ياتجاه سيارات الدرك، رأيت أحدهم يصرخ باتجاه زملائه "كوشي فو" (انبطحوا)، و ظل يطلق الرصاص في جميع الإتجاهات لحماية رفقائه الذين كانوا بدورهم يقومون بحماية بعضهم في تضامن كبير، وأضاف الشاهد "كان يرتدي بدلة عليها نجمة واحدة، وعندما اغتيل، رأيت الإرهابيين يتقدمون نحوه وضربوه قبل أن يجردوه من البدلة والسلاح".

وعلمت "الشروق اليومي"، أن الضحية هو ضابط برتبة ملازم اسمه بلقاسم شرقي ينحدر من ولاية غليزان  يقيم بولاية وهران، وهو قائد الفصيلة، اغتيل رفقة رفقائه منهم اثنين برتبة رقيب أول و15 دركيا برتبة عريف، 5 تفحمت جثثهم، ويجري حاليا تحديد هوياتهم إضافة الى 6 دركيين يوجدون في حالة خطيرة.

وتفيد المعلومات المتوفرة لدى "الشروق اليومي"، أن هذه الفصيلة التي تنتمي الى مجموعة التدخل والاحتياط بالمجموعة الولائية للدرك الوطني بالبرج، تم تجنيدها لعدة أشهر لحفظ النظام العام ببريان بولاية غرداية على خلفية "فتنة" بريان، ويشهد السكان لأفرادها بالإنضباط والتخلق.

 كنا قد سألنا ضباطا مسؤولين في قيادة الدرك الوطني حول هذه المجزرة، أوضح ضابط سامي، "أنه  تم اختيار الانتساب لصفوف الدرك الوطني وحماية السلاح من أجل حماية الوطن والمواطنين وهي قناعة كل رجال سلاح الدرك"، مضيفا "أن هذه التضحيات تزيدنا عزيمة لمواصلة مكافحة الإرهاب وقواعده الخلفية دون هوادة"، وأضاف "لن توقفنا هذه الاعتداءات الإجرامية الجبانة ولن تثبط عزيمة رجالنا في الميدان الذين عقدوا العزم واقسموا على حماية الوطن والمواطن ومكافحة الجريمة بأشكالها".

وانتهى الإشتباك في حدود الساعة التاسعة مساء بعد وصول التعزيزات الأمنية وتم نقل الضحايا من جرحى وقتلى الى مستشفى بوزيدي بالبرج.

 

تبرع بالدم لإنقاذ الجرحى

ويروي حارس بالمستشفى التقيت به صبيحة الخميس، أن ما لفت انتباهه هو التوافد الكبير للمواطنين على المستشفى للتبرع بالدم "لم نسجل هذا العدد أبدا، كانوا مصدومين ونحن كذلك"، وقاطعه حارس في الخمسين من العمر كان يتابع حديثنا "لم تعرف منطقتنا أي اعتداء إرهابي حتى في عز الأزمة الأمنية، ما حدث كارثة، لأن هؤلاء في النهاية هم أبناء الجزائر ولا فرق بين دركي وشرطي وجندي ومواطن"، ليضيف رفيقه "في كل عائلة جزائرية يوجد اليوم مجند في أجهزة الأمن".

وتمكنا من لقاء شاب يعمل في محطة البنزين، كان قد ألح على التبرع بدمه للجرحى "كان ذلك أضعف الإيمان، نحن نندد ونستنكر هذه الجريمة".

وكانت هذه الجريمة قد أثارت استنكارا واسعا لدى القراء المرتادين على موقع "الشروق أون لاين" ووردت برقيات من قراء داخل وخارج الوطن، حيث كتب شاب من ولاية تسمسيلت يطلب "الدعاء بالرحمة لهؤلاء الأبطال وأيضا مواساة أهاليهم وأقاربهم والدعاء بالصبر ان شاء الله".. وخاطب الإرهابيين منفذي الإعتداء بالقول "أقول لهم شيئا واحدا انتم قتلتم الدركيين وتعرفون جيدا أن مثواهم الجنة.. هذا أكيد، وانتم أين ستذهبون، الأكيد والمؤكد أنكم وقود جهنم.. وأحيطكم علما أن هذا الموضوع سيجعلني انضم الى صفوف الدرك الوطني، والموت واحد.. يحيا الإسلام والوطن، ولتعلن الحرب على الحثالة الساذجة"، ووجه الياس قارئ من إن أمناس بولاية اليزي رسالة تعزية عبر "الشرق أون لاين"، وكتب حسين من سطيف "إنهم جبناء وإلا كيف يغتالون رجالا يؤدون مهامهم. اقول لهؤلاء الجبناء لو كنتم حقا رجالا كما تزعمون واجهوا رجال الدرك وجها لوجه أيها الأغبياء، لأنكم لو واجهتموهم وجها لوجه لقضي عليكم، والله أسأل أن يرحم الدركين وأن يجعلهم من الشهداء ويلهم ذويهم الصبر والسلوان
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :