فاطمة نعماني.. مسيرة صحفية عنيدة
صالح مختاري نشر بالجزائر نيوز عام 2007
الجزا الثاني
خلال تجربتها في قسم التحقيقات غطت عدة ندوات ومؤتمرات وطنية وإقليمية، المؤتمر ٢٠ لبوليس العربي، القمة العربية ١٩٩٨، المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي أعلن فيه الاعتراف بدولة فلسطين في أكتوبر من عام ١٩٨٨، التقت نعماني في أحد المؤتمرات الإعلامية بزميلة الدراسة السيدة حشيشي، صاحبة مكتب للترجمة، عن هذا اللقاء كشفت هذه الأخيرة:" في الثانوية كنا نحلم بأن نصبح شخصيات ونلتقي في المؤتمرات، أمنية تحققت بعد عشرين سنة، عندما جمعتنا الصدفة في مؤتمر بنادي الصنوبر أنا كمترجمة، وهي كصحفية مشيرة أن هذه السيدة تقدم عملها على حساب حياتها الشخصية".
قامت الصحفية نعماني بإجراء حوارات مع الشيخ سايح، الرئيس السابق للمجلس الفلسطيني، المرحوم الإمام محمد الغزالي، والمرحوم جيلالي اليابس الوزير السابق للجامعات حوار هذا الأخهير لم يكن كباقي الحوارات، قصة ترويها صاحبته بقولها: "كنت مع زميلتي عفيفة، عند إجراء الحوار، بعد انتهاء اللقاء جربنا التسجيل، فلم نجد شيئا" وتضيف "كانت خيبتنا كبيرة وموقفنا ضعيف أمام الوزير الذي لم ينزعج وقبل إعادة الحوار، بعد يومين من ذلك"، التغطيات الدولية كانت حاضرة في تاريخ هذه السيدة حيث حضرت انعقاد المؤتمر الافريقي حول النيباد بنيجيريا عام ٢٠٠١ ، احتفالات سنة الجزائر بفرنسا ٢٠٠٣... تجربتها الثرية وانضباطها في العمل جعلها محل احترام رؤسائها في الوكالة من محمد مرزوق إلى مدير الوكالة الحالي ناصر مهل، لم يقف الأمر عند هذا الحد بل تم اختيارها في عام ١٩٩٦ من طرف رئاسة الجمهورية في عهد الرئيس لمين زروال لتكون ضمن اللجنة النسائية المشرفة على تحضير ندوة الوفاق الوطني، فكان لها شرف إلقاء الكلمة باسم النساء الجزائريات في سبتمبر من نفس السنة، لتقول مقولتها المشهورة "الجزائر هي شاهدة الميلاد... وهو البلد الذي لاوطن لنا غيره...، هي جواز السفر الذي نحمله في ترحالنا..". تدرجت على سلم المسؤوليات من نائبة رئيس التحرير إلى رئيسة تحرير، لتصل إلى منصب إدارة مكتب ولائي بحجم الجزائر العاصمة الذي كانت تراسلة قبل نقله من المقر المركزي إلى دار الصحافة طاهر جاووت في جويلية ٢٠٠٦، لتكون بذلك أول امرأة تسند لها مسؤولية ضمن مجموع مكاتب الوكالة عبر التراب الوطني.
خلال ربع قرن من العمل الصحفي في أحضان وكالة الأنباء الجزائرية عايشت المخضرمة عصر الأحادية الإعلامية والتعددية بعد فتح المجال للعمل السياسي، ترى من خلال التجربتين، أن النجاح له فلسفة الاستفادة من التجارب والأخطاء لأن الوصول إلى القمة حسبها لن يتأتى إلا بإتقان العمل لإرضاء الضمير والصدق بدل الغش والمثابرة بدل الكسل، والصبر بدل الانسحاب