فاطمة نعماني.. مسيرة صحفية عنيدة
الجزء الأول
دخولها عالم الصحافة من باب الصدفة كان فاتحة خير عليها، تعملت أولى قواعده من والدها جيلالي الذي كان يتابع الأحداث الوطنية والدولية، نعماني أصبحت تلقائيا تلاحق الأخبار، مما جعلها تحلم بدخول عالم الدبلوماسية.
صالح مختاري نشر بالجزائر نيوز عام 2007
رحلة السيدة نعماني الإعلامية الممتدة على مدار ٢٤ سنة بدأت بعد نيلها لشهادة الليسانس في العلوم السياسية والإعلام، تخصص علاقات دولية، كانت تعتقد وقتها أن أبواب التوظيف ستكون مفتوحة بعد التخرج، إلا أن شيئا من هذا القبيل لم يتحقق إلا بعد مرور عام تقريبا، عندما قرأت في إحدى الصحف إعلان إجراء مسابقة لتوظيف نشرته وكالة الأنباء الجزائرية، تحصلها على منصب عمل في الوكالة اعتبرته شيئا مهما في حياتها كيوم حصولها على شهادة البكالوريا من عام ١٩٧٤، ودخولها الجامعة فترة تقول عنها نعماني: "هنا عاد لي الحلم الذي كان يراودني طيلة فتر الدراسة وهو عالم الدبلوماسية، الدراسة في الجامعة لم تكن بسهولة التي عليها الآن، كان طلبة معهد العلوم السياسية والاعلام يتنقلون بين ثلاثة مقرات، إدارة المعهد بديدوش مراد، المكتبة بشارع العربي بن مهيدي، والدراسة بين معهد اللسانيات بابن عكنون ومعهد الحقوق تحدي كان على الطالبة نعماني تجاوزه، فمنذ صغرها كان لديها حب التفوق والتنافس للحصول على المراتب الأولى، السيدة زينب مسؤولة بديوان وزارة العمل، قالت عن زميلة الدراسة: "علاقتي بنعماني تعود إلى بداية السبعينات، هي لا تستسلم للهزيمة، سيدة ملتزمة مثابرة، وشجاعة"، وتضيف: "هي خارجة من رحم المجتمع قاومت لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم"، فحسبها لم تحقق بعد الطموحات التي تصبو إليها، مقارنة بقدراتها الهائلة..
كانت ضحية اجتهادها في أحد مراحل الدراسة الجامعية بحصولها على أسوء علامة منحت لها من طرف أستاذة عراقية ليس بسبب عدم حدية البحث، بل لكون الطالبة نعماني أضافت معلومات للبحث كسبتها بالمطالعة وهنا قالت: "لم أكن أعلم أن الأستاذة من النوع الذي يحب أن ترجع له بضاعته".
قسم الترجمة كان أول خطوة لها لاكتشاف عالم ليس بالغريب عليها، ولكن ممارسته لها تقنيات وضوابط لاتحدها إلا في مؤسسة بحجم وكالة الأنباء الجزائرية، خطوة تقول عنها الإعلامية، "كانت أمنيتي ممارسة الكتابة والخروج إلى الميدان، كنت متخوفة لأنه ليس من السهل القيام بمهمة الترجمة وبعد مرور ثلاثة سنوات جنيت فائدة لا تقدر بثمن، مشيرة بأنها أثرت رصيدها اللغوي والفكري نظرا لتعاملاتها اليومي مع البرقيات التي كانت تعالج مختلف الموضيع، قسم التحقيقات كان وجهها الثانية لتبقى به أكثر من عشرة سنوات، أجرت خلالها المئات من التغطيات والربورتاجات والحوارات، هذا النوع من العمل الصحفي تقول بشأنه نعماني: "لابد التحلي بالجرأة لتحقيق الهدف، للحصول على المعلومة يلزم الجري وراء المسؤولين والإلحاح عليهم"، معتبرة الحصول على الخبر الجواري بالأمر الصعب، لأنه حسبها هو اجتهاد شخصي يعمل من خلاله الصحفي على الاستماع إلى جميع الأطراف مشبهة إياه بعملية تقطير ماء الزهر