Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

كتاب جواسيس في مهام سرية /حادثة إسقاط

 

حادثة إسقاط

الطائرة الأمريكية

التجسسية (يو-2)

 

 

في مطلع عام 1956 شاهد مواطنو عدة دول أوروبية غربية و شرقية طائرة غربية تحلق في الأجواء، و أصبح هذا الحادث حديث المواطنين في هذه الدول، و لقد بذل الأمريكيون جهودا كبيرة لإخفاء تلك الطائرة عن الأنظار، إلا أن كثيرا من الفضوليين استطاعوا رؤية هذه الطائرة.

 

أما في الاتحاد السوفياتي فقد شاهد العديد من الطيارين هذه الطائرة و هي تحلق على ارتفاعات شاهقة لم يستطيعوا الوصول إليها، و نظرا لأن هذه الطائرة كانت مطلاة باللون الأسود، فقد أطلق عليها السوفيات لقب (الجاسوسة السوداء) و في الحقيقة فإن هذه الطائرة كانت مجهزة للقيام برحلات تجسس تقوم خلالها بجمع الصور و المعلومات الإلكترونية فيما وراء الستار الحديدي، و قد وضع تصميم هذه الطائرة في عام 1950لكي تظل الولايات المتحدة و دول الغرب على علم تام بمنظومات الصواريخ السوفياتية و الخصائص الفنية للمحطات الرادارية حتى يسهل السيطرة عليها بوسائل الحرب الإلكترونية المناسبة، كانت القوات الجوية الأمريكية قد فقدت عشرة طائرات استطلاع من بين خمسة عشر حادثا لطائراتها، لذا فإنها قد اعترضت على استخدام طائرات الاستطلاع التقليدية لتصوير أراضي الاتحاد السوفياتي و جمع المعلومات عن منظوماتها الدفاعية.

 

و إزاء هذا فقد كلفت الحكومة الأمريكية وكالة المخابرات المركزية بتولي عمليات التجسس فوق الأراضي السوفياتية، و كان هذا أول إجراء لهذه الوكالة هو تكليف شركة (لوكهيد) بتصميم و تصنيع طائرة تصلح لتنفيذ هذه المهام، و خرجت الطائرة (يو-2) إلى حيز الوجود و كانت بالفعل مثالا للتقدم التكنولوجي الرائع، بحيث استطاعت أن تحلق على ارتفاعات مليون قدم و قد يصل مدى عملها إلى 4500 ميل و سرعتها 500 ميل في الساعة، أي أنه كان بإمكان هذه الطائرة الطيران لمدة حوالي عشر ساعات متواصلة، و قد صممت هذه الطائرة بحيث يمكنها الهبوط بواسطة مجموعة عجلاتها أو الانزلاق على المدارج و الأراضي الصالحة للهبوط بواسطة زحافات مثبتة في أسفل الطائرة، و رغم أنه كان لدى الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد السوفياتي و بريطانيا و ربما بعض الدول الأوروبية الأخرى نماذج من الطائرات تستطيع التحليق على مثل هذا الارتفاع إلا أن هذه النماذج لم يكن بمقدورها التحليق على مثل هذه الارتفاعات العالية إلا لفترات قصيرة جدا، كما كانت قدرتها على المناورة محدودة للغاية بسبب الظروف الجوية في طبقات الجو العليا، و كانت وكالة المخابرات المركزية تدرك أنه لم يكن هناك في وسع الصواريخ السوفياتية (جو-جو) و (أرض-جو) و المقاتلات السوفياتية هي الأخرى بلوغ مثل هذه الارتفاعات التي تحلق عليها الطائرة (يو-2) و هكذا كان بإمكان الطائرة الأمريكية (يو-2) أن تعمل فوق التراب السوفياتي دون خوف من مهاجمتها أو التعرض لها و قد حاول الاتحاد السوفياتي بالفعل إسقاط هذه الطائرات مرات عديدة بواسطة الصواريخ (أرض-جو) و (جو-جو) إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، و لما كانت معظم أجزاء هذه الطائرة قد صنعت من خشب الابلكاش و الألياف الزجاجية، فإن المحرك وحده هو الذي كان يعكس الإشعاع الكهرومغناطيسي الذي تتعرض له الطائرة، لذا فإنه كان يصعب على المحطات الرادارية اكتشاف الطائرة (يو-2) على شاشات راداراتهم، و على هذا فإن رادارات الدفاع الجوي السوفياتية لم تستطع اكتشاف سوى عدد قليل جدا من طلعات هذه الطائرة.

 

و لم تكتف الطائرة (يو-2) بهذه الخصائص الفنية فقط، بل كانت مجهزة أيضا بثماني كاميرات أوتوماتيكية تستطيع تصوير أي شيء فوق سطح الأرض أو البحار أو المحيطات ليلا و نهارا تحت مختلف الظروف الجوية، و قد كانت هذه الصور غاية في الوضوح حتى من ارتفاع 80 ألف قدم إلى درجة أنه كان يمكن التمييز بين فرد يسير على قدميه و آخر يركب دراجته، و بين فرد يرتدي الزي العسكري و آخر يرتدي الزي المدني، و كان يمكن لطائرة واحدة من هذا الطراز أن تقوم بتصوير شريط من الأرض طوله 4300 كلم و عرضه 700 كلم خلال أربع ساعات من الطيران.

 

و هكذا يمكن تصوير دولة في مثل مساحة الاتحاد السوفياتي خلال أسابيع قليلة فقط، كما جهزت الطائرة (يو-2) في وقت لاحق بمعدات غاية في تعقيد أغراض التجسس و تتكون هذه المعدات من أجهزة استقبال للإشعاع الكهرومغناطيسي الصادر من المحطات الرادارية السوفياتية المختلفة و أجهزة أخرى لاستقبال الاتصالات اللاسلكية المتبادلة بين وحدات الدفاع الجوي السوفياتية و جهاز لتحديد الاتجاه يمكن بواسطته تحديد مواقع المحطات اللاسلكية و الرادارية. و كذلك شريط ممغنط لتسجيل جميع أنواع الإرسال الكهرومغناطيسي، هذا بالإضافة إلى بوصة لاسلكية و جهاز للقيادة الآلية و آخر للاتصالات اللاسلكية، و إمعانا في التمويه فقد كانت جميع الوثائق و الإعلام الغربي تشير بأن هذه الطائرة تستخدم أساسا لاكتشاف طبقات الجو العليا و الأرصاد الجوية.

 

و قد أعلن بالفعل عام 1957أن هذه الطائرة قد اكتشفت إعصارا فوق بحر الكاراييبي و رغم جميع الإجراءات السرية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية حول هذه الطائرة بدأت تكتشف بعض الحوادث التي تعرضت لها، مثل التي حدثت فوق الأراضي اليابانية عندما تحطمت إحدى هذه النماذج و هي تقوم بمهام تجسسية و قد لاحظ أحد الصحافيين اليابانيين و الذي كان ضابطا متقاعدا و هو يتفقد الطائرة المحطمة في إحدى الحقول اليابانية أنها مجهزة بمعدات إلكترونية تستعمل لأعمال تجسسية كما لاحظ أن الطيار كان معه مسدسا، مما جعله يتأكد أنه طيار عسكري.

إن حادث الطائرة (يو-2) بدأت عندما تقرر أن يقوم الطيار الأمريكي باروز بطل هذا الحادث بأعمال تجسسية فوق الأراضي السوفياتية، و تبدأ رحلته التي سطرتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية من قاعدة "أطنة" في تركيا باتجاه "بيشاور" في الباكستان حيث يواصل رحلته محلقا فوق "كابول" في أفغانستان ثم "سفردلفوسك" في الاتحاد السوفياتي و منها إلى "بوندو" في النرويج.

 

كان باروز يحمل مسدسا من عيار 22 مم و حقنة دقيقة، تحتوي على جرعة مميتة مخبأة داخل قطعة فضية من فئة الدولار يمكن استخدامها إذا ما اضطر للهبوط في أرض معادية غير أن الإقدام على هذا الإجراء كان أمرا اختباريا طبقا لتعليمات وكالة المخابرات المركزية. و كان خط السير الأول من تركيا إلى بيشاور هو بمثابة قاعدة للانطلاق فوق الأراضي السوفياتية إذ كان عليه أن يقضي أربع أيام في بيشاور للراحة و التزويد بالوقود اللازم استعدادا للرحلة الطويلة، و في فاتح ماي صعد "باروز" إلى كابينة القيادة في طائرته من طراز (يو-2) ليستأنف و ليقطع مسافة 3525 ميلا محلقا على ارتفاع ألف قدم فوق جبال الأورال ثم المدن السوفياتية التالية (ستالينغراد، ارلسك، كيروف، اركانجل، مورمانسك) ثم فوق قواعد الصواريخ الهامة التي كانت أجهزة التجسس الأمريكية قد اكتشفتها في (تيورتام) و (كابيستين)، و الجدير بالذكر أن الطلعات التي قام بها باروز لا تتم إلا بأمر من الرئـيس الأمريكي ايزنهاور شخصيا.

 

لقد كان باروز في أتم الاستعداد للقيام بالمهمة، كما كانت جميع الاختبارات على الطائرات توحي بسلامة أجهزتها و في جهاز التفجير الذاتي الذي يستخدم لتفجير جميع هذه الأجهزة في حالة اضطرار الطائرة للهبوط ضمانا لعدم وقوعها في أيدي السوفيات، و هكذا بدأت الطائرة في الارتفاع إلى أعلى بسرعة رهيبة و عندما حلقت فوق (كابول) كانت قد وصلت إلى ارتفاع 65 ألف قدم و هنا شرع "باروز" في تشغيل الأجهزة الإلكترونية للالتقاط أي إرسال كهرومغناطيسي في طبقات الجو بما في ذلك البرقيات العسكرية المتبادلة على مختلف الترددات. و قد كان بإمكان هذه الأجهزة معرفة و تسجيل الخصائص الفنية الأساسية للمحطات الرادارية (التردد، أمد النبضة، معدل تكرار النبضات، سرعة دوران الهوائي..) و التي تعتبر بمثابة بصمة يجب معرفتها لابتكار أجهزة الإعاقة الرادارية و اللاسلكية المناسبة لتنفيذ إجراءات الحرب الإلكترونية، حيث تتولى هذه الأجهزة إنذار الطيار الذي يحاول اختراق أجواء الدولة المعادية بمصدر التهديد الذي قد يكون محطة رادارية  أرضية أو محمولة جوا تستخدم في إدارة نيران المدفعية المضادة أو الصواريخ، فيقوم بمناورات حادة لتجنب هذه الأسلحة أو اتخاذ الإجراءات الإلكترونية المضادة.

 

و لم يكن "باروز" خبيرا في الحرب الإلكترونية، إلى أنه قد درب بواسطة المخابرات المركزية على استخدام تلك الأجهزة المعقدة التي كانت تحملها الطائرة الأمريكية طراز (يو-2) و التي قامت بتصنيعها ثلاث شركات أمريكية و احتفظت بها في غاية في السرية.

 

و كان باروز يعلم أن السوفيات يشعرون بخيبة أمل شديد لعدم استطاعتهم القيام بأي إجراء من شأنه إيقاف طلعات التجسس هذه فوق أراضيهم، كما كان يعلم أن الرادارات السوفياتية قد تتمكن من اكتشافه و تحديد موقعه بمجرد دخوله المجال الجوي السوفياتي، و لكنه لم يكن قلقا لأنه كان يعلم أنه ليس لديهم مقاتلات أو صواريخ يمكنها الوصول إلى تلك الارتفاعات الشاهقة التي تحلق عليها طائرته، و تابعت محطات الرادار الأمريكية في باكستان و أفغانستان طائرة باروز حتى عبورها الأجواء السوفياتية و اختفائها من شاشات الرادار، و حينئذ التزم بصمت اللاسلكي إلا أنه ظل على الاستماع لمحطات المخابرات المركزية لتلقي المعلومات و أي تعليمات لهذه الوكالة، و مع توغل الطائرة إلى قلب الاتحاد السوفياتي أخذت محطات الرادار السوفياتية المتتابعة تذيع اكتشافها لطائرة مجهولة، و فجأة سمع عمال اللاسلكي في وكالة المخابرات المركزية إذاعة المحطات السوفياتية تعلن عن إصابة الهدف. و كان باروز قد شعر بهزة عنيفة داخل كابينة القيادة ثم صوت انفجار شديد يأتي من خلف الطائرة ففقد السيطرة عليها و أخذت تهبط في دورات  بطيء ففتح كابينة القيادة و قفز بمظلته التي فتحت على ارتفاع 30ألف قدم و بدأ يهبط في هدوء إلى أراضي الاتحاد السوفياتي حيث تم أسره، و عند استجوابه ذكر أنه يعمل طيار تجارب لشركة "لوكهيد" و أنه كان يقوم باختبار طائرة صممت خصيصا للقيام بمهام تجسس فوق أراضي الاتحاد السوفياتي.

 

كان هذا الحدث قد وقع قبل الموعد المحدد للقاء الرئيس ايزنهاور بالرئيس السوفياتي خروتشوف في سويسرا لبحث استقرار السلام بين الشرق و الغرب و انتهز خروتشوف هذه الفرصة لإحراج الولايات المتحدة الأمريكية أمام العالم اجمع. و حوكم باروز أمام محكمة عسكرية في موسكو حيث اتهم بأنه قد ارتكب عملا أحمق كان يؤدي إلى إشعال حرب نووية في سبيل جمع المال، و قد عرض المدعي العام الشريط الممغنط الذي سجلت عليه المعلومات عن محطات الرادار السوفياتية وصور الطائرة (يو-2) كدليل على الاتهام، و حكم على "باروز" بالسجن لمدة عشر سنوات ثم أفرج عنه بعد مضي سبعة عشر شهرا في تبادل للإفراج عن الجواسيس حيث أفرج عن الجاسوس السوفياتي الشهير العقيد "رودلف ايل" الذي كان قبض عليه و حكم عليه بالسجن هو الآخر في الولايات المتحدة، وما أن وطأت أقدام "باروز" الولايات المتحدة حتى بدأ التحقيق معه بواسطة وكالة المخابرات المركزية لمدة عشرين يوما فقد كان هناك نقاط يودون استيضاحها لمعرفة سبب فشل رحلة "باروز" و هل كان هذا يرجع إلى امتلاك الاتحاد السوفياتي لصاروخ أرض/جو بعيد المدى أم أن ذلك كان يرجع إلى خطأ باروز نفسه، و هل يعني ذلك أنه لم يعد في إمكان القاذفات الأمريكية المجهزة بوسائل الحرب الإلكترونية اختراق الأجواء السوفياتية في حالة الحرب. و ذكر باروز أثناء محاكمته بالاتحاد السوفياتي أنه كان يحلق على ارتفاع يتراوح بين 45ألف و 732 ألف قدم و أنه لم يكن يحلق على ارتفاع 100 ألف قدم كما هو مخطط لمثل هذه الطلعات بسبب انسداد ماسورة تغذية المحرك بالوقود مما أدى إلى توقف المحرك النفاث و فقد جانبا كبيرا من ارتفاعه و هو يحاول إعادة تشغيله. و كانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في حيرة، كيف تمكنت أجهزة الرادار السوفياتية من رصد الطائرة (يو-2) بهذه السرعة و كيف لم ينجح باروز في اكتشاف هذه الصواريخ و إعاقتها، و كان خروتشوف قد ذكر أن الطائرة قد أسقطت بصاروخ واحد و هي تحلق على ارتفاع 65ألف قدم. و قد علم من مصادر سرية داخل الاتحاد السوفياتي أنهم قد أرسلوا مقاتلتين من طراز ميغ لاعتراض الطائرة (يو-2) و في نفس الوقت أطلقوا ثلاثة صواريخ أرض/جو أصاب اثنان منهما الطائرة الميغ نتيجة لتدخل أجهزة الإعاقة بالطائرة (يو-2) أما الصاروخ الثالث فقد انفجر قرب مؤخرة الطائرة (يو-2) و لم تنجح أجهزة الإعاقة في التعامل معه نتيجة لتشبعها بالإرسال المنبعث من الصاروخين الآخرين.

 

و لما كانت الطائرة لم تتلق إصابة مباشرة فقد كان هناك تساؤل لماذا لم يقم باروز بتشغيل أجهزة التدمير الذاتي لتدمير الأجهزة الإلكترونية قبل أن يقفز بمظلته حتى لا تقع  في أيدي السوفيات ؟ و بعد انتهاء استجواب باروز بواسطة وكالة المخابرات المركزية قامت أيضا لجان حكومية متعددة باستجوابه كما تحدث أمام الكونغرس إلا أن جميع هذه اللجان لم تتوصل إلى إجابات شافية لهذه التساؤلات و حاولت وكالة المخابرات المركزية استدراج باروز فكلفت إحدى عميلاتها الحسان باستدراج باروز لانتزاع الاعترافات الحقيقية منه لتقديمه لمحكمة خاصة إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل و انتهت بطلاق باروز من زوجته و زواجه من العميلة التي دست عليه.

 

و بعد هذا الحادث بسنوات قليلة اتضح للمخابرات المركزية الأمريكية أنه كانت هناك علاقة بين تسرب المعلومات عن عمليات التجسس الجوي فوق أراضي الاتحاد السوفياتي و الصين وبين "لي هارفي اوزوالد" المتهم بقتل الرئيس الأمريكيأاأاأأأاأأ      أاااأأأأأ كنيدي، حيث اتضح "اوزوالد" الذي كان يعمل موجها جويا أثناء خدمته في مشاة الأسطول في قاعدة "اتسوجي" بتركيا كان بحكم عمله يعلم الكثير عن هذه العمليات حينما كان يتبادل الرسائل بين الطيارين و بين محطته و أنه قد سافر إلى الاتحاد السوفياتي حيث نقل إليهم أسرار هذه الطلعات ثم عاد ثانية إلى الولايات المتحدة بعد أن أمد السوفييت بالمعلومات التي تضع إجابة للتساؤلات السابقة و كيف تمكن السوفيات من اكتشاف و تتبع طائرة صنعت من مادة مقاومة للكشف الراداري، و كيف تمكنوا من إسقاط طائرة من طراز (يو-2) بصاروخ يقل مداه عن الارتفاع الذي تحلق عنه هذه الطائرة.

 

هذا و قد ترددت شائعات من داخل الاتحاد السوفييتي بان الطائرة (يو-2) و إنما تعرضت لعمليات تخريب من جانب عملاء المخابرات السوفياتية بينما هي في "بيشاور" بباكستان حيث تم تلويث الوقود الذي زودت به  مما أدى إلى انسداد ماسورة تغذية المحرك النفاث و تعطله ففقدت الطائرة ارتفاعها في مرمى صواريخ الدفاع الجوي السوفياتي حيث تم إسقاطها. أما الشائعة الثانية فهي أن نفس العملاء قد قاموا بتثبيت عبوة ناسفة موقوتة في ذيل الطائرة و قد أدى انفجارها إلى فقدان الطائرة لاتزانها فأخذت في الهبوط إلى الارتفاع الذي تمكنت عنده وسائل الدفاع الجوي السوفياتي من إسقاطها. و الشائعة الأولى هي التي تتفق مع أقوال باروز أمام لجان التحقيق المختلفة و التي ظل متمسكا بها حتى وفاته في حادث سقوط طائـرة هيليكوبتر في أول أوت سنة 1977عن عمر يناهز الثامنة و الأربعين.

 

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :