Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

كتاب جواسيس في مهام سرية/قصة الجاسوسة متاهاري15

 

 

 

 

ماتاهري
هل هي جسوسة أم دعاية مغرضة؟

 

 

 

 


كان رئيس المخابرات البريطانية (التي أطلق عليها فيما بعد اسم S.I.S.) الكابتن مانسفيلد سميث كامينغ. فقد ذكر في أحد راوياته بأنه قد فقد ساقه، 1914، في حادث سيارة كان يتواجد فيها مع ابنه قرب باريس، و بأنه حين سمع أنين ابنه، استل سكينا و قطع بها ساقه العالقة بين ركام السيارة ثم زحف نحو ابنه و غطاه بمعطف ثم غاب عن الوعي. لكن الحقيقة لا علاقة لها البتة بهذه الرواية: فكامينغ فقد ساقيه الاثنين في حادث بعد أن أجريت له عملية جراحية في المستشفى. لكن دوائر المخابرات، مع ذلك، غدت و أطلقت هذه الأسطورة لأغراضها الخاصة.

 

و لكن لعبة الأسطورة لم تستطع تغطية فشل المخابرات على أرض الواقع. فكامينغ عين، على سبيل المثال، عميلا له في روسيا، ليس لأن هذا العميل يتقن اللغة الروسية و يعرف تلك البلاد، بل لأنه شاطره الإعجاب بمجموعة من المسدسات. و حين أوفد كامينغ عميلين إلى ألمانيا لرصد تحركات القوات المسلحة، سارعت برلين إلى اعتقالهما و رميهما في غياهب السجن بعد أن أثارت ضجة دبلوماسية حولها.

 

إضافة إلى ذلك، كان كامينغ يعاني من مشكلة عويصة هي نوع العملاء الذين يجب تجنيدهم و مدى مقاومتهم لإغراءات هذه المهنة، و في طليعتها إغراء اختراع المعلومات لتدبير استمرارريته في العمل. و كان ثمة إغراء ثان هو سوء استخدام الأموال الطائلة التي توضح تحت تصرفه : فمن المستبعد أن يوقع الناس الذين يتلقون الأموال مقابل المعلومات، أي إيصال، و لم يكن أمام كامينغ و "الأس. آي. اس." سوى إبداء الثقة بـ " نظافة كف" العميل، و هي ثقة كانت في غالب الأحيان، في غير محلها !و هذا ما حدث مثلا، مع عميل بريطاني في المجرد مثل مسرحية الانتحار ثم فر إلى الولايات المتحدة مع كل ما ملكت يداه من أموال الـ " أس. آي. أس."  و هناك عميل آخر أطلق النار على نفسه حين سئل عما فعل بمبلغ 28 ألف جنيه إسترليني من مخصصات المخبرات.

 

لا ريب أن هذه المشاكل، أدت إلى تفرع و تكاثر أجهزة المخابرات البريطانية غداة الحرب العالمية الأولى، إذ عمد سلاح البحرية إلى إقامة جهاز التجسس الخاص به و جعل مركزه في جنيف، و الجيش البري حذو البحرية و كذلك فعلت قيادة الجيوش البريطانية في الهند بهدف" الحماية من المخططات الألمانية."

لكن كل الأجهزة لم تجمع سوى فتات المعلومات التي لا تفيد إلا لأغراض تكتيكية، مثل مستوى المعنويات الألمانية و ما إذا كان ثمة مجموعات ألمانية معرضة للقيصر و كيف تتغلغل ألمانيا في الدول المحايدة. 

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :