المستعمر بيجو اراد ترحيل كل الشعب الجزائري الى جاميكا عام 1840
النظال السياسي ضد الغزو الاستطينان الاوروبي الفرنسي بدا مند عام 1830
حقائق سرية عن اسرار انتصارات مظاهرات 17 اكتوبر 1961
الجبهة انشات منظمة سرية مند عام 1957 بفرنسا
مخابرات جيش التحرير تصفي العميل علي شكال أمام مراى الرئيس الفرنسي رونيه كوتي
وتنسف السكك الحديدية ومراكز الشرطة الفرنسية
سان موريس لوزاك - لردواز محتشدات اشتهرت
بسجن الاالاف من الجزائرين
اخطاء تاريخية في كتب مدرسية تغالط التاريخ والاحداث
في الوقت يريد مهندسوا الاستعمار بالامس وادنابهم المتعودين على كتابة تاريخ المحروسة حسب معاير التحضر الاستعماري مازالت العديد من المعجزات الثورية التى استطاعت الجزائر الثائرة تحقيقها ليس فقط على ارض المعركة بالجزائر بل وصل مداها حتى الاراضي الاوروبية عامة والاراضي الفرنسية خاصة اين استطاع الجبهة الجزائرية من اختراق ديوان رئيس الفرنسي السابق شارل ديغول ومن قبل كانت مخابرات الثورية الجزائرية قد استقرت بالمدن الفرنسية لتنفيد عمليات ضد المصالح الفرنسية حيث تمكنت من نقل المعركة الى قلب العاصمة الاستعمارية وهو ما لم تحققه دول اخرى كانت تحت نير الاحتلال الاوروبي والامريكي ....
ملف من اعداد صالح مختاري
مصادر البحث موثقة مستقاة من عدة كتب تاريخية
لم تكن مظاهرات 17 أكتوبر وليدة الصدفة،كما ادعت وقتها السلطات الاستعمارية الفرنسية التى ظلت تطمس حقائق
عبقرية الثوار الجزائرين الدي اطلقت عليهم العديد من الاوصاف بداية من " الفلاقة " وصولا الى وصف " الارهابين "
وصولا الى تسمية " لكرابوا " وكأن الارض الجزائرية كانت اوربية قبل ميلاد دولة الفرنسية التى انتقضها دات يوم القمح الجزائؤي الخالص من مجاعة كادت ان تقضي على جزء من الشعب الفرنسي مازالت ديونه عالقة على ظهر الدولة الفرنسية مند قرن ونصف كما كان الفضل لاكثر من 40 الف جزائري المجندون اجباريا ضمن الجيش الفرنسي الاستعماري في تحرير فرنسا من النازية الألمانية كان جزاء أبناءهم وعائلتهم مجازر 8 ماي 45 التى خلفت اكثر من 40 ألف ضحية والعشرات الآلاف من الجرحى والمفقودين وآخرون رميوا عبر الحومات في البحر ويقال لنا عبر قانون تمجيد الاستعمار الفرنسي المصادق عليه من طرف الجمعية الفرنسية خلال عام 2004 ان ماقاموا به هو حضارة وتمدن
مظاهرات 17 أكتوبر لم تكن وليد الصدفة
انتفاضة باريس وصفها المؤرخون على انها كانت تعبيرا صادقا على مدى الوعي الذي وصل أليه الشعب الجزائري في ظل الاستيطان الأوروبي الفرنسي الذي حاول بكل ما أوتي من قوة طمس مقوماته و إخماد وطنيته خطط كسرها الشعب الجزائري نظرا لاءمانه بقضيته العادلة التي ناضل من اجلها نضالا مستميتا مبديا شجاعة نادرة ، حيث كانت مظاهرات 17 أكتوبر 1961 التعبير الحقيقي لنضجه السياسي.
حيث استطاع منظلوا فدرالية الجبهة بفرنسا من زلزلت فرنسا من الداخل دخل ضمن احدي الحلقات المهمة في تاريخ الثورة التحريرية
النظال السياسي لشعب الجزائري اعتبره البعض ان بداية ظهور كانت بداية من عام 1924 حيث اطلق عليه اسم الوطنية العصرية المتمثلة بالدرجة الأولي في شخص الأمير خالد ، الذي تبني النضال السياسي، الا الوقائع التاريخية ف أثبتت بان هناك شخصيات جزائرية كانت سباقة في ميدان النضال منذ دخول عساكر الاستطيطان الاوروبي الفرنسي لجزائر المحروسة في عام 1830 حيث كان علي رأس هؤلاءالمناضلين حمدان خوجة صاحب المرآة الذي عبّر عن موافقته السياسية اتجاه هدا الغزو البربري فتم نفيه ه من الجزائر ، ليكون بدالك عام 1924 حلقة من حلقات المميزة من تاريخ الجزائر المعاصر مرتبطة بظروف معينة فرضتها الحتمية التاريخية
ظروف تاريخية فرضت على الجزائريين نقل نضالهم فرنسا التى ارسلت جيشها الاستعماري لاغتصاب الاراضي الجزائرية التي غادرها الآلاف منهم ضمن هجرة كبيرة فكانت هذه الهجرة وراء ظهور أكبر تنظيم سياسي بفرنسا نجم شمال أفريقيا الذي أصبح تحت تصرف الجالية الجزائرية التي نادت من خلاله بالاستقلال وهو
نشاط هذا الحزب خلق لدى أبناء الجالية الجزائرية فكرة النضال السياسي من أجل الاستقلال الدي أصبح لدى الأغلبية منهم من أحدي المسلمات ، الشعور الوطني تجسد فيما بعد في ظل حزب الشعب الجزائري ، الذي نقل النضال السياسي من الجزائر إلى فرنسا اين استطاع هدا الاخير من استقطاب أعداد هائلة من الجزائريين إلى صفوفه .
تجربة الجزائرين في هدا النظال السياسي جعلتهم يامنون
بالمبادئ الأساسية الهادفة إلى تحقيق الاستقلال التى ترسخت في ادهان القاعدة الشعبية التى أمنت بحتمية النضال بشتى أنواعه السياسي والمسلح على حد سواء ، ليصبح بعدها النضال المسلح امرا ضروريآ في مرحلة فقد فيها النضال السياسي مكانته وأصبح حبرا علي ورق فكانت إنطلاقة الثورة المباركة في غرة نوفمبر 1954 بمقابة الفتوحات
التى اعلنها ثوار غزوة نوفمبر عام 1954...
الجبهة انشات منظمة سرية مند عام 1957 بفرنسا
مخابرات جيش التحرير تصفي العميل علي شكال أمام مراى الرئيس الفرنسي رونيه كوتي
بعد بيعة اول نوفمبر تمكن أعضاء فيدرالية جبهة التحرير الوطني تجنيد اغلب المهاجرين خدمة للقضية المتمثلة في تحرير الجزائر من فيروس الاستيطان وقد تمكنت الجبهة من السيطرة على مناطق تواجد المهاجرين الجزائريين في فرنسا مع مطلع عام 1957 وبعد اتساع رقعة نشاطها من أربعة مناطق إلي ستة مع بداية عام 1959 ، اهتدت فدرالية الجبهة الى ضرورة الاعتماد علي التنظيم المحكم حتي لا يقع أعضاؤها في قبضة السلطات الفرنسية وبناء علي التعليمات التي كانت تقدم من طرف لجنة التنسيق و التنفيذ كانت من أهم توجيهاتها هو العمل علي إرباك السلطات الفرنسية عن طريق الأعمال التخريبية ضد مصالحها الاقتصادية وغيرها من اجل زعزعة الأمن الداخلي مهام ثورية سرية إلي منظمة خاصة تشرف عليها فيدرالية الجبهة المباشرة من فرنسا داتها ... .
المنظمة ظهرت الى الوجود خلال عام 1957 كانت باريس من اهم قواعد نشاطها اسندت لها القيام بأعمال مسلحة داخل التراب الفرنسي عناصرها كانوا قد تخرجوا من منطقة لعراش بالمغرب اين كان يوجد مركز تدريب أعضاء هده اللجنة التى ركزت نشاطها الثوري في باريس و نواحيها و من أبرز أعمال المنظمة السرية الخاصة التى كانت تعتبر احد وحدات التابعة لمخابرات جيش التحرير الجزائري هو جراتها في التخطيط وتنفيد عملية تصفية العميل علي شكال أمام مراى ومسمع الرئيس الفرنسي السابق رونيه كوتي
الادارة الاستعمارية لم تهضم ما كان يحدث داخل أراضيها من أعمال مثل ما حدث مع حادثة تصفية احد عملائها امام مراى رئيسها حيث كان رد فعلها عنيفآ و قويا ضد الجالية الجزائرية مطبقة عليها حظر التجول والشروع في ممارسات اللاإنسانية ضدها بارتكاب العديد من الاعتقالات العشوائية التعسفية في حق الجالية المهاجرة إ بالاضافة الى المداهمات التى انتهت بالمئات منهم الى دهاليس السجون اعمال الوحشية لم تضعف من عزيمة جبهة التحرير الوطني التي استمرت في النضال رغم المحاولات الفاشلة التي حاول من خلالها بعض القادة الفرنسيين و على رأسهم الجنرال ديغول من فرنسة الجزائر عن طريق سياسة الاندماج التي رفضتها الجبهة التحرير بشدة ...
المنظمة الخاصة تنسف السكك الحديدية ومراكز الشرطة الفرنسية
سان موريس لوزاك - لردواز محتشدات اشتهرت
بسجن الاالاف من الجزائرين
المنظمة الخاصة لم تكتفي بتصفية العميل علي شكال بعد انجزت عدة اعمال بطولية داخل الاراضي الفرنسية المحصنة من طرف جيوش الاستطيان الدي كان يترجل على النساء والاطفال والشيوخ في الجزائر حيث تمكنت من القيام بعدة عمليات المسلحة ضد قطاعات حيوية كنسف خطوط السكك الحديدية و حرق المخازن المخصصة للمواد الخام إلي جانب عمليات هجومية متكررة علي مراكز الشرطة و غيرها مما اضطر الادارة الاستعمارية بفرنسا الى ضرورة الإسراع في تطبيق حظر التجول قصد تطويق مناضلي جبهة التحرير الوطني بداية من 27 أوت 1958
و بحلول عام 1961 ، كانت الهمجية الفرنسية قد وصلت الى اقصى شرسة ووحشية في تعاملها مع أبناء الجالية الجزائرية في فرنسا اين تم زج العديد منهم في السجون و المحتشدات و منهم من استشهد واخرين نقلوا الى الجزائر بتهمة مساندتهم الثورية من اجل استرجاع الاستقلال والتمتع بالحرية .....
هدف العمليات المسلحة التى حققتها الجبهة عبر جناحها العسكري بداخل التراب الفرنسي كان بهدف الضغط علي السلطات ا الاستعمارية لكي تتوقف عن عملية تدعيم تواجدها العسكري داخل الجزائر الذي كان له الأثر السلبي على المجاهدين عمليات أثمرت عن التخفيف من الضغط العسكري المتزايد على جبهات القتال بالجزائر
الادارة الاستعمارية سخرت عدة المحتشدات خصصتها لدفن الجزائريين بداخل التراب الفرنسي كان محتشد سان موريس لوزاك ، لردواز، اشهرها في جعل نهار الثوار ليلا كان لمناضلي الجبهة الدي تظاهروا يوم 17 اكتوبر 1961
مكنا لهم بغرف التعديب والاهانة ...
مظاهرات كانت بمثابة دفع قوي للثورة خارج حدودها الإقليمية برهنت من خلالها علي مدي قوة الترابط العفوي بين أبناء الجزائر في الداخل و الخارج..... .
الثورة الجزائرية من بين اكبر ثورات العالم الكبرى
يقول الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر أن الإستعمار هو الذي يخلق الوطنية لدى المستعمرين ، أن هذه المغالطة ومصلها كثيرا أصبغت على الثورة الجزائرية وعلى الجزائر بصورة عامة كثيفا حتى أصبح البحث عن الحقيقة وعن حقيقة الثورة الجزائرية و عن تاريخ الجزائر من باب الألغاز الممتنعة المستعصية ومثل هذا القول صدر عن شخصية لاشك من ولائها للقورة الجزائرية ومناصرتها في ظروف صعبة مما جعل المسألة متعلقة أساسا بالوسط الذي عاشت فيه هذه الشخصية، و بتعبير فلسفي سياسي بحث فالمسألة تتعلق ب الإيديولوجية السائدة وهي الإيديولوجية الإستعمارية التي بثت سموم فاقت كل تصورات حتى صار تصحيح المفاهيم وإبراز الحقائق من باب المستحيلات السبع هذا بالنسبة للفرنسين المخلصين لقضايا الحرية وكرامة الإنسان، أما المتعنيتين منهم والمتعصبين فمواقفهم لا تاريخية ومنافية للعقل.
أما بالنسبة للجزائريين فالرؤيا كانت أوضح من ذلك بكثير ولم ينتظر الشعب الجزائري أول نوفمبر 1954 ليحب وطنه أو ليعبر عن ذلك الحب، بل كان من الشعوب القليلة التي نشأ لديها حب الوطن مند وقت مبكر حيث كافح من أجل بقائه عزيزا مكرما ذاق في سبيل ذلك الأمرين
اخطاء تاريخية في كتب مدرسية تغالط التاريخ والاحداث
رغم عظمة نظال وكفاح الشعب الجزائري الا ان بعض المتامرين على تاريخ الأمة سربوا عبر كتب التاريخ الموجهة لتلاميد السنة النهائية من التعليم الثانوي حيث جاء في الصفحة 189 "الجزائر كانت سنة 1947 تتمتع بدستور " وهو لمر الدي لم يكن ابدا حيث كيف اصحاب المؤامرة قانون أصدرته السلطة التشريعية الفرنسية لتنظيم الحياة العامة من الجزائر كمستعمرة ضمن الاتحاد الفرنسي على انه دستور :
لان الدستور يصدر عن هيأة برلمانية تمثل السيادة الوطنية، وماسمي بدستور 47 كان البرلمان الفرنسي قد أصدره لبسط السيادة الفرنسية على الجزائر في ظل الاستيطان و لا علاقة له ب السيادة الجزائرية.
ولو كان للجزائر دستورا أيام العهد الاستعماري لما كان من الضروريان يعلن الجزائريون الكفاح عبر بوابة ثورة نوفمبر
أما الخطأ الثاني فقد سجله مؤرخي العقلية الاستعمارية على أن السلطات الفرنسية اعتبرت ما كان يجري في الجزائر بأنه مجرد عمليات لحفظ الأمن قامت بها بها الشرطة أساسا والجيش بصورة عرضية، وهذا في إطار القانو ن الفرنسي
حيث اعتبرت ثورة في نظر القانون الفرنسي تمرد على السلطة القائمة وهو ما جعل الساسة الفرنسيون والجنرال ديغول إلى اعتبار الثورة الجزائرية مجرد إنتفاضة.
إن اعتبار الثورة الجزائرية مجرد تمرد أمر له أبعاد لأن المسألة تبقى في الإطار الفرنسي المحض ويكون من شؤون الدولة الفرنسية الداخيلة تعالجها كما تريد إذ أن المواجهة تبقى بين مواطني دولة واحدة هي فرنسا وبذلك ينفى عن الجزائريين صفة الثوار ومن جهة أخرى فإن اعتبار الثورة الجزائرية بهذه الصفة يضفي عليها طابع الغامرة والعشوائية والفوضى وهذا يتجلى بوضوح في التصريحات الرسمية الفرنسية فتفقد بذلك الثورة الجزائرية صفة التنظيم والتبدبير، ومن جانب ثالث فإن اعتبار الثورة الجزائرية مردا أو مغامرة أراح الكثير من الباحثين الذين أحرجتهم الثورة الجزائري إحراجا لاقبيل لهم بتجاوزه، لولا المفهوم الفرنسي الرسمي الذي كفاهم مخاطر الخبث في موضوع لا تستهويهم لأن المسألة مسألة تصنيف فقد احتاروا في حقيقة الثورة ولم يجدوا لها مكانا بين الثورات التي يعرفونها، الحقيقة ثابتة وهي أن الموضوعية في التاريخ نسبية وكل باحث لا يتجرد تماما وبصورة كاملة عن شخصية بكل ما تحمله هذه الشخصية من مقومات.
إن الثورة الجزائرية جاءت في ظروف تاريخية معينة فكان عليها تحمل خصائص هذه الظروف وتندرج ضمنها، ومع ذلك شذت عن القاعدة وتيمزت بخصائص لا تشاركها فيها الانتفاضات أو الثورات الأخرى لذلك ضرب على جانبها العقائدي والفلسفي جدارا من الصمت من طرف الدراسين على اختلاف مشابهم ومذاهبهم وبالخصوص من طرف الدراسين العرب وإذا كان لابد من توجيه اللوم فلا بد أن نبدأ بأنفنسا نحن الجزائريين بالدرجة الأولى، لأننا لم نوصل رسالة نوفمبر إلى الأجيال الصاعدة ووقعنا نحن الآخرين في الخطأ الذي وقع فيه غيرنا، فقد كان اهتمامنا بالواقع أكثر مما وراء الوقائع أنصب همنا على تجريد فلان من المشاركة أو إثبات مشاركته ونسينا الباقي ـ تعلقنا بالمهم وتركنا الأهم.
لكن لماذا حيكت خيوط مؤامرة الصمت هذه على الثورة الجزائرية وما الذي اقترفته الجزائر من ذنب حتى تستحق مثل هذه المعاملة بينما جرت أحداث أخرى في العالم كانت أقل أهمية وأقل صدى وأقل بعدا ولكنها نالت ما نالت من عناية جاءت الثورة الجزائرة فدوخت العالم، أقامته وأقعدته ثم فجأة اختفى ذكرها ـ لابد أن في الأمر سر، تجتمع الأدوات العالمية فيأتي ذكر الثورات ولا تذكر الثورة الجزائرية، أو إذا ذكرت فباقتضاب، ويمر ذكرها مرور الكرام، هذا حتى عند إخواننا العرب الذين ساهموا بالقسط الوافر في حينها في التعريف بالثورة الجزائرية، فقد تجندت أجهزة الإعلام العربية وألقت بثقلها من أجل القضية الجزائرية لكن بعد ذلك لا شيء.
تعقد ندوة طويلة حول أثر حرب أكتوبر 73 حركة التحرير العربية وتذكر جميع ثورات العالم حتى الثورات الرجعية ولا لاتذكر الثورة العربية الجزائرية.
صمت رهيب خيم على الثورة الجزائرية في حين صنفت الثورات في العالم من طرف علماء الاجتماع بنوعين ثورة ليبرالية ذات طابع عالمي وثورة اشتراكية ذات طابع محلي محدودة من حيث التطبيق لا من حيث الكفر، وبهذا التنصيف يحق للدراسين بطبيعة الحال أن يبعدوا الثورة الجزائرية لأنها لا تمت بصلة لكتا الطائفتين
لقد إحتكرت أوروبا فكرتين فكرة الدولة الأمة وفكرة الثورة ولكنها في نفس الوقت وقعت في خطا جسيم وتناقض فادح، فالثورة الفرنسية وقعت في إطار النظام القانوني الفرنسي لكن ما أطلق عليه بالثورة الأمريكية مع إنطلاقها من النظام القانوني الإنكليزي إلا أنه أسفر على إنفصال الولايات المتحدة الأمريكية عن الوطن الأم، وبذلك فإن الصورة الأمريكية ليست ثورة بمفهوم الثورة التقليدية هذا ما يجعلنا نتساءل بحق عن المفهوم الحقيقي للصورة ونفرق بينها وبين مفاهيم عديدة إستعملت في أوقات ما ولأغراض معينة كمرادف للثورة ونحدد المكان الحقيقي للحدث التاريخي الذي وقع في الجزائر سنة 1954.
هناك إصطلاحات عديدة إختلطت بمصطلح الثورة : التمرد ـ الإنفصال ـ التصحيح الثوري ـ العصيان.
ولكن لكل واحد مدولوه ومحتواه والكل يختلف عن الثورة في طابع هذه الأخيرة الشمولي، مع إقترانهم جميعا بالعنف ـ ولقد شاء الفكر المعاصر أن يحصر الثورة في إطار نظام قانوني وسياسي واحد لذلك إعتبر الثورة حكرا على الدولة التي تقع فيها، لذلك صب كل إهتمامه على الثورة الفرنسية والأمريكية والروسية.
فإذاكانت الصورة هي عمل فجائي وعنيف يقصد به تصحيح وضع إجتماعي قد ساءت أحواله بحيث أنه خرج عن المسار التاريخي المقرر له، وتقوم بها مجموعة ما في مواجهة نظام الحكم القائم فتعمل على الإطاحة به والحلول محله لتعيد المجتمع إلى خط كان عليه يحيد عنه.
ـ فالثورة بهذا المفهوم لاتعدو أن تكون حربا يتواجه فيها خصمان يعمل الواحد على القضاء على الآخر سعيا وراء السلطة، والغلبة لمن يجوز على أكبر عدد من الأنصار ويحشد لعمله هذا أكبر قوة ممكنة.
على ضوء هذا التعريف تم تحليل الثورة الأمريكية والفرنسية والروسية والصينية كذلك لكن من حيث الأحداث والوقائع فقط ثم يعود المحللون إلى عصر التنوير أو فكر القرن التاسع عشر ليشحنوا هذه الوقائع بالمحتوى الفلسفي والسياسي وبذلك يحصلون على مفهوم الثورة الذي يروق له، فيصبح هذا المفهوم
على ان الثورة هي كل عمل فجائي وعنيف يقع في بلد ما للإطاحة بنظام ويقصد به التغيير الجذري للحياة الإجتماعية والسياسية وتغييرا يضمن تحقيق المطامح الشعبية أو بأدق تعبير تحقيق أكبر جزئ من مطامح الشعب
بهذا المفهوم وبالرجوع الى الفكر الفلسفي السائد أو الذي سبق مباشرة نجد أن الثورة إنطلقت لتحقيق مبادئ عامة تلتقي فيها البشرية جمعاء لأنها مثل عليا يتوق إلى تحقيقها جميع بني الإنسان ـ وهكذا يسود الإعتقاد بأن الثورة عالمية جاءت لتحرير الإنسان هذا هو الظاهر أما الباطن فشيء آخر يختلف إختلاف بيننا وواضحا لأنه يعيد هذا النوع من الثورات إلى حجمها الحقيقي ويكاد ينزع منها صفة الثورة.
المستعمر بيجو اراد ترحيل الشعب الجزائري الى جاميكا عام 1840
الثورة الأمريكية التي بدأت في النصف الثاني من القرن 18 وإنتهت بإعلان إستقلال الولايات المتحدة الأمريكية سنجة1776، فلم تكن ثورة على الإطلاق بل هي تمرد إنتهى بإنفصال لأن الولايات المتحدة الأمريكية وعددها في الأصل 13 ولاية كانت مستعمرات بريطانية تم إسكانها بفضل الهجرات المتالية الواردة إليها من الدول الأوروبية أساسا وكذلك من الرقيق السود الذين إستقدموا من إفريقيا خلال أكثر من قرنين من الزمن وبلغ عددهم حوالي 30 مليون زنجي وخلال الحكم الإستعماري الإنجليزي وقبله الإسباني تمت إبادة أهل البلد الاصليين الذين لم يبقى منهم سوء عدد قليل، ونظرا لمتاعب سياسية دولية واجهت بريطانيا ووضعية إقتصادية واجتماعبة إضطرت الى إتخاذ مجموعة من الإجراءات حددت بها مجال النشاط التجاري في مستعمراتها وجعلته وقفا على سفنها ومؤسساتها وحصرت التعامل مع الإسبانيين وذلك لفرض السيادة الإنجليزية على المحيط الأطلسي بالإضافة الى ذلك إتخذت إجراءات برفع الضرائب المستحقة للتاج البريطاني على المستعمرات الأمريكية.
في هذا الجو كانت أفكار الموسوعيين الفرنسيين والنظريات المختلفة التي راجت في أوروبا قد أخذت سبيلها في الأوساط المثقفة الأمريكية وهذه الأوساط هي أساسا من الأغنياء في الشمال كرجال لصناعة أو أعمال وتجار وأصحاب مهن حرة وفي الجنوب مزارعين كبار يملكون الارض ومن عليها من الرقيق.
ما وقع في الولايات المتحدة منذ قرنين كاد أن يقع في الجزائر خلال حرب التحرير الوطنية عندما قرر المعمرون الإنفصال عن فرنسا في 13 ماي 1958 أو ما أراد بيجو أن يفعله مع الشعب الجزائري سنة 1840عندما كان يريد ترحيل الجزائريين جميعا إلى جاميكا.
الثورة الفرنسية التى كثر الحديث عنها وامتلأت
صفحات الكتب بأخبارها وأبعادها ونظرياتها، وذهب الكتاب غربا وشرقا في الدفاع عنها إلى حد التقديس، الفيلسوف الألماني هيجل يقول عنها "فقد كانت إذن فجرا جميلا ".
ويمضي في تصوير إعجابه بها فيقول "إن جميع المفكرين
اشتركوا في الاحتفال بهذا العصر الجديد، فلقد ساد في ذلك الوقت انفعال شديد، وكانت موجة الحماس تجتاح العالم كأن تصالحا حقيقيا وقع بين السماء والأرض ".
بالرجوع إلى الفكر والفلسفة السائدة في ذلك الوقت لابد من ال إشارة إلي الطابع العلماني الذي أخذته الحياة العامة بعد خروج أوروبا من القرون الوسطى ـ لكن هذه العلمانية كانت لحل مشكلة والقضاء على أزمة: العمل على توحيد أوروبا لمواجهة الخطر العثماني، ومن ينسى هذه الحقيقة لا يمكن أن يفهم تطور الأوضاع الأوروبية خلال القرنين 18 و19 و20 في نصفه الأول ـ لذلك كان الفكر يتناول الحياة الأوروبية وحديثة عن البشرية لا يتعدى الحدود الأوروبية ، وتصرفات العديد من الشخصيات التي ناصرت الثورة .
إن الأزمة الاقتصادية التي كانت تتخبط فيها فرنسا وسؤ أحوال الشعب قد يوحيان بأن الثورة ثورة فقراء لتغيير الأوضاع والحقيقية أن الخروج من القرون الوسطى وبداية التوسيع الاستعماري وانتهاء عصر الإقطاعية بعث إلى الوجود طبقة جديدة من الأثرياء لا تنتمى لأية طبقة موجودة "النبلاء، رجال الدين، الطبقة الثالثة فكان عليهم أن يبحثوا لها عن مكان، ففجرت الثورة لتقضي على طبقتي النبلاء، ورجال الدين لتحل محلها وكانت في حاجة إلى مساعدة عامة الشعب فتحالفت معه، لكن ما أن استتب لها الأمر حتى عاد الشعب إلى قواعده ولم يجني ثمار ثورته فضاعت حقوقه وحل الرعب والتعصف إلى أن عادت الملكية من الباب الواسع فتحولت فرنسا إلى إمبراطورية مع نابليون الذي تعهد بنشر مبادئ الثورة في عالم، فكان ما كان.
فكتو هيجوا يفضخ اصحاب المغالات التاريخية في البرلمان الفرنسي
الشاعر الفرنسي فكتور هيجو كان قد قال أمام المجلس الوطني الفرنسي مخطبا رجال الكنسية في 15 / 1 / 1850 "أننا نعرفكم ! ونعرف حزبكم! إنه حزب قدي له مآثر عديدة! فهو الذي يحمي استقامة العقيدة، وهو الذي يمن العلم والعبقرية من تجاوز كتاب مقدس ويريد سجن الفكر، أن كل الخطوات التي خطتها أوروبا في مجال الفكر والعلم خطة رغم حزبكم الذي كتب تاريخه في تاريخ القتدم البشري لكن على هامشه،... فهو الذي ضرب البسياط بريان للي لأنه قال بأن النجوم لن تسقط على الأرض، وعذب هارفي لأنه قال بأن الدم يجري في جسم الإنسان.. لو كان العقل البشري أمام اعينكم هنا،وبقي حث تصرفكم ، مفتوحا كصفحات كتاب لرأيتم أن فيه ما يجب أن يشطب ".
وإذا كان لدين إنس يتسم بالثورة بالمفهوم الحقيقي ، فإن الإسلام وحده جدير بذلك، إذ هو الذي كان ولا يزال أعظم ثورة فكرية واجتماعية وشهدتها الإنسانية.
فإن ما حدث في أول نوفمبر 1954 لم يكن ثورة على الإطلاق لأن هذا المفهوم يجعلنا مضطرين للانطلاق من داخل النظام القانوني الفرنسي وقد وقع ذلك بالفعل سواء من طرف المؤرخين الفرنسيين والغربيين بصفة عامة وكذلك لدى العديد من الباحثين العرب وكذلك الجزائريين.
أما بالنسبة للغربيين فقد تحدثوا عن "أحداث الجزائر" عن حرب الجزائر عن "المترد الجزائري " أما الغرب وبعض الجزائريين فتحدثوا عن حرب التحرير الوطنية الجزائرية ، الموسوعة السياسية تذكر زهاء 50 ثورة وبالنسبة للثورة الجزائرية تحيل إلى مادة حرب التحرير الجزائرية ولابد من الإشارة إلى أن عبارة " حرب الجزائر" كثيرا ما ترد في الجزائر فكتاب حرحات عباس أسماه تشريح حرب .
كما أن الكثير من الجزائإيين يعتبرون أن الفترة الممتدة من 54 الى غاية اليوم مكونهة من مرحلتين
ـ مرحلة الكفاح المسلح أو حرب التحرير الوطني وهذا منطلق يقترب كثير من عبارة.
ـ مرحلة البناء والتشيد وهي مرحلة الثورة لأن الثورات الاجتماعية الثلاثة الصناعية و الراعية والثقافة انطلقت بعد الاستقلال ـ فالمسألة إذن مسألة أزمة إصطلاح ما نتفق في تعاملنا على مصطلح واحد لتوحيد مفاهيمنا ـ فإذا كانت ثورة فلنتحدث عن ثورة وإذا كانت حرب فلنتحدث عن الحرب أما أننا خضنا حرب فهذا غير صحيح إطلاقا لأن الحرب لها تعريفها ومتفق عليها لدى رجال القانون والسياسية ولا يختلف في ذلك إثنان شرقا أو غربا شمالا أو جنوبا.
فالحرب تقوم بين طرفين يعترف الواحد بالأحر وهي وسيلة لتحقيق هدف سياسية لم تتمكن السياسية من تحقيقه، إذن فالحربتقوم بين دول لها كيان سياسي وقانوني مسلم به بين الأطراف، فإذا تحدثت الأوساط الفرنسية ومن يدور في فلكها عن حرب في الجزائر فإن الجزائر لم تكن دولة حتى تقوم بينها وبين فرنسا حربا.
كما أن ال أحداث التي وقعت هنا لم تكن انفصالا لأن الجزائريين لم يكونوا رعايا فرنسيين فانفصلوا عن الوطن الأم بتمردهم، فماذا يبقى إذن،أما أن تكون حرب تحرير وطنية أم ثورة.
فأما الحرب التحريرية فإنها تقابل في المصصلح الفرنسي الحرب الاستعمارية أي القصد منها التحرير فقط وبعد ذلك ترى، وهنا لم يكن في برنامج الجزائريين، فهم رغم تصريحات الكثير من المسؤولين كانوا يقصدون شيئآ آخر وهو الثورة ـ لكن بين القول والحقيقية قد يكون هناك شيء من التباين.
لق أخذ من قال بأن الثورة الجزائرية ليست ثورة لأنها تفتقد إلى إيديولوجية والواقع أنه إذا كان المقصود من الإيديولوجية مجموعة التخيلات والأكفار، الوقواعد الأخلاقية والصتورات الإجمالية الشاملة؟ والنشاطات الجماعية والعقائدية الدينية ونظام القرابة وأساليب العيش والقتدم، والخيال الأسطوري والنظام الفلسفي، وتنظيم السلطات والهيئات والقوات التي تنبثق عنها ـ فإن كانت الإيديولوجية هي هذا النظام المتشعب المتكامل من الأفكار والتصورات والقواعد التي من شأنها أن تنظم داخل مجموعة بشرية معينة العلاقات التي ينتجها الأفراد فيما بينهم ومع الأخرين ومع الطبيعة والرموز التي توجد بها والعلاقات مع الخالق، وتصور الآمال والأهداف في الحيا والموقف أمام الحياة والموت، إدئما كانت الإيديولوجية بهذا المعنى فأنها بكلمة مخصرة التصور الواعي وغير الواعي كما هي عليه الحياة اليومية والوسائل الكفيلة بتغييرها لتصبح حسب التصور الذي يراه الأفراد.
.
ـ وفي هذا الصدد جاء في صحيفة المجاهد العدد 27 الصادر في 27 / 7 / 1958 مايلي:
"خلافا لثورة 1871 لم تكن ثورة نوفمبر 1954 نتيجة لحادث عرضي وفجائي انتشر بعد ذلك كالحريق، لقد ولدت الثورة بقرار اتخذ بعد تفكير طويل وجاد من طرف نخبة من المواطنين الشبان الذين عملوا السنين الطوال من أجل هذه الفترة الدقيقة... إنها ليست حربا مقدسة.. وأنها ليست حرب العرب ضد الأوروبيين ولا حرب المسلمين ضد المسيحين، كما أنها ليست حرب الشعب الجزائري ضد الشعب الفرنسي".
هذه هي الثورة الجزائرية في حقيقتها وفي تفاعلها مع أحداث عرصها وهذا هو المركز الذي يجب أن تحتله بين الأحداث الكبرى في تاريخ البشرية وخاصة بين الثورات التي خاضتها الشعوب هناك وهناك.
ههذ هي المكانة التي يجب أن تخللها ثورتنا ـ لا تعصبنا لها ـ لأنها فعلا فتحت عهدا جديدا في حياة البشرية وأن النموذج الذي أحدثته يكتسي طابع الشمولية الذي يجعلها الأسلوب الوحيد الذي يمكن أن يقع في أي مكان بنفس الخصائص ونفس الأهداف مع مراعاة الظروف الخاصة بكل شعب ومع اعبتار معالم الشخصية الوطنية لكل أمة