Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

مناصروا الخضر مشوا مسافة 11 كلم تحت قدائف الحجارة واطنان الشتائم /الامن المصري شارك ودعم المعتدين على جزائرين

شهادة عئد من جحيم  القاهرة

مناصروا الخضر مشوا مسافة 11 كلم تحت قدائف  الحجارة واطنان الشتائم

الامن المصري شارك ودعم المعتدين على جزائرين عزل

قناة النيل  والصحافة المصرية تسخر من قرارت الرئيس لتشجيع الخضر

جريدة الاخبار البنانية تؤكد ما نشرته الامة العربية

بان النظام المصري تورط في احداثالقاهرة

 

 

السلطات المصرية وعلى راسها المصالح الامنية نفت ماحدث لفريق الجزائري ومناصروه  قبل واثناء وبعد لقاء القاهرة الدي جمع الخضر بفريق مصري خطط لسرق تاهل بشتى الطرق لانقاد النظام المصري من المازق الدي يعيشه مند فترة وكما دكرته الامة العربية فيما سبق  واكدته جريدة الاخبار البنانية الصادرة يوم امس

صالح مختاري

 

  حيث تاكد للجميع ان النظام المصري  ممثلا في أمنه  متواطيء في الاعتداءات التى طالت المنتخب الجزائري مرات عديدة  نفس الامر حدث للمناصرين البالغ عددهم حوالي 2500 مناصر  هؤلاء اكدوا فور نزولهم  مطار هواري بومدين بانهم  كانوا محل اعتداءات من جانب الشعب المصري وامنه الدي شارك حسبهم في واقعة اهانة الجزائرين بلاد ام الدنيا  في هدا الصدد كشفت الاخبار البنانية ما تطرقت اليه الامة العربية بان السلطة في مصر كانت تامل في سرقة نصر من الخضر لتغطية على الازمة التى يعيشها النظام في مصر  وان تاهل الفراعنة تقول دات الجريدة سيعفي السلطة في مصر من  حدوث ازمة امنية ودستورية قد تقلب الامور راسا على عقب   وهو ما يفس اصرار كل الاطراف على النيل من الجزائرين ومناصريهم  حتى قبل بدا المقابلة  ان تمكن المصريون من الفوز على الخضر بنتيجة هدفين مزورين الا انهم في نظر المتتبعين فان المنتصر الحقيقي في هده المبارة هو الفريق الجزائري الدي تمكن حسبهم بان يجمدوا فرحة الفراعنة  الى اشعار اخر  رغم ما تعرضوا له من هجمات لم تحدث في عام الكرة مند عام 1969 ...

 

مناصروا الخضر مشوا مسافة 11 كلم تحت قدائف  الحجارة واطنان الشتائم

 

حالة المناصريين الجزائرين وهم ينزلون بمطار هواري بومدين واعلامهم وملابسهم ملطخة بالدماء اغلبهم  كانوا في حالة مزرية مجروحين في  كرمتهم عليهم علامات الاصابات الخطيرة التى كانت بادية على اجسامهم ولم يسلم منها حتى الاعلاميون  الدين تعرضوا هم كدالك الى نفص المصير  والدين اجمعوا على ان الامن المصري قدمهم في طبق من دهب  الى مصرين متعطشين الى دم الجزائري بعدما تم تحديد خطوط المرور على احياء معروفة بالانحراف وامور اخرى  في هدا الصدد كشف محمد  الدي كان من   ضمن مناصري الخضر لامة العربية بالن هو واغلب المناصرين لخضر بقوا مند انتهاء المقابلة  محاصرين بملعب القاهرة الى غاية الساعة الرابعة  ليلا من اليوم الموالي  وبعد اصرارهم يضيف على توفير الامن  طمانتهم هده الاخيرة بانه سيتم توفير  التامين لهم وبمجرد خروجهم من المعلعب  يكشف المتحدث بان الواعدون بالامن  اختفوا على الانظار بعد مسافة 200 متر

الامن المصري شارك ودعم المعتدين على جزائرين عزل

 

 

 وبعدها وجد الجزائريون وهم عزل حسبه  انفسهم في مواجهة وحشية الفراعنة على طول مسافة 11 طلم التى تفصل الملعب بفندق اروبا الدي كان يقيم فيه ابناء نوفمبر  مسافة عبر عنها ضحية همجية الاخوة المصرين بانها كانت بطرق لا توصف  ولم تحدث قد في أي عالم عريبي او اسلامي بحم الروابط الدين واللغة التى تجمع كل البلدان العربية والتى  تمنع حدوث مثل هده الامور في هدا الشان اكد الشاهد لامة العربية  بانه وقف على جرح اكثر من 8 جزائريين  اسقطوا ارضا في الوقت الدي  كانت تتساقط على البقية  اطنان من الحجارة  والضرب بالعصي  حيث تعمد ت السلطان الامنية  المصرية حسبه بان يمر المناصريين الجزائيون على مصر القديمة  المعروفة بوجود الكثير من المنحرفين الدين تم شحنهم بعداوة لا تصف ضد الجزائريين  شجعتهم على  محاولة اصدياد  ابناء الجزائر وهم عزل ...

 

قناة النيل  والصحافة المصرية تسخر من قرارت الرئيس لتشجيع الخضر

مبادرة الرئيس والمجاهد عبد العزيز بوتفليقة  بنقل مناصري الخضر  مجانا على جميع الاصعدة سواءا بمجانية النقل وتداكر الدخول الى ملعب الخرطوم و تكليف سفارة الجزائر بالسودان بايواء ودعم مناصري المحروسة لم تستسغيه قناة النيل المصرية ولا اعلامها القدر واصفين قرارات الرئيس الجزائري  بهزلية  وامور اخرى لا يطيب المقام لدكرها  وهو مايدل على الهزيمة المعنوية التى مني بها الفراعة  الدين  تلقوا التهنئة من لدن حليفتهم اسرائيل التى تمنت تاهل مصر على حساب الجزائر ولا ندري كيف يقبل اخواننا بمثل هده التهنيئة التى تخفي وراءها الكثير من المعاني وهي التى تورطت في ارهبة مصر وتازيم الوضع في جنوب السودان اين تخدقت مع اروبا وامريكا لسرقة خيرات السودان وقلب نظامه المسالم

 هل من تفسير عن تجاهل المصرين لتدخل الاسرائلي في هدا البلد الشقيق   وتجاهله لما صدر عن محكمة الجنايات المتصهينة التى ارادت اعتقال رئيس دولة السودان  الدي يتمتع بسيلدة في حين امتنعت عن اعتقال بوش  وشرون غيرهم من مجربي الحرب الغربين الدي هودوا معتبرين الشعوب العربية غويم أي حيونات يجب ابادتهم  مهما كان الثمن

Voir les commentaires

الامن الرئاسي كلف بحراسة محاربوا الصحراء /الامن الرئاسي كلف بحراسة محاربوا الصحراء /معركة القاهرة انتصر فيها

رورارة يتقدم باحتجاج رسمي لفيفا بعد تعرض حافلة الخضر لاعتداء بعد نهاية المقابلة

معركة القاهرة الى انتصر فيها الخضر بحرمان الفراعنة من التاهل امام جمهورهم المتعصب

ويكشف بان الجزائريون خرجوا من كمين محكم لاطاحة بهم

وفاة جزائري  وهو يناصر ابطال الخضر ضد فراعنة الحجارة

الامن الرئاسي كلف بحراسة محاربوا الصحراء

المقابلة التى اجريت يوم امس بين الجزائر ومصر وصفها بعض المختصين بانها كانت

بمثابة ميدان حرب وليست مبارة في كرة القدم فبعد الاعتداء الوحشي الدي كان ضحيته رفقاء صيفي  تواصلت الاستفزازات والمضايقات لطرق مختلفة حتى وصل الامر الى تجنيد سائق الحافلة التى كانت تقل الخضر الى ملعب القاهرة  لاجراء فترة تدريبية يوم الجمعة

تقرير /صالح مختاري

 

 السائق تعمد ان تكون مدة الوصول الى الملعب62 دقيقة  بدل 18 دقيقة  التى كانت مدة العودة الى فندق الخضر  ورغم تحديرات الفيفا من أي تجاوزز  اخر  والزامها بتوفير الحماية لكل البعثة الرياضية

من مناصرين وصحفيين وكدا الفريق الجزائري ولكن الالتزامات الكتابية التى ارسلتها السلطات المصرية لفيفا كانت مجرد در الرماد على العيون لان كل الامور كانت مدبرة مسبقا للحط من معنويات الخضر لافتكاك الفوز من الجزائريين بنتيجة ثلاثة اهداف او اكثر وهو ماكانت يتمناه حسن شحاتة لانقاد السلطة في مصر حسب راي احد السياسيتن التى لو انهز او اقصي الفراعنة بملعبهم ستكون كارثة  وازمة  بدليل حسبه حضور اغلب الفنانين وابناء الرئيس حسني مبارك

لمناصرة  الفراعنة الدين فجؤوا بصمود ابناء نوفمبر  الدين حرموا الفراعنة من التاهل بملعبهم وفرضوا عليهم مقابلة فاصلة تجري في ملعب محايد   كل العالم شاهد ماتعرض له حليش ولموشية  من اصابات كانت من تدبير المصريين

تحدي هؤلاء اكد للجميع ان الجزائريين لن تعيقهم أي من هده المؤامرات حيث احسن مثال على تضحيات اجدادهم وابائهم  الدين الثمن من تحرير الجزائر بقوة السلاح  سال الدم الجزائري كالوديان والتى تعتبر البلد العربي الوحيد الدي انجز ثورة عالمية بمعنى الكلمة  والتى كانت ميزاتها حاضرة يوم امس عندما سقط حليش ارضا متاثرا بجروحه وهو يدافع على شرف وحرمة مرمى المحروسة ....

 

الجزائريون خرجوا من كمين محكم لاطاحة بهم

وفاة جزائري  وهو يناصر ابطال الخضر ضد فراعنة الحجارة

 

بعد انتهاء المقابلة بقي الخضر محاصرين طيلة ساعتيين بغرفة الملابس  في غياب أي تدخل من طرف المسؤولين الامنيين الدين كانوا يتفرجون على الفريق الجزائري وهو يخرج من الملعب على واقع القصف بالحجارة والقارورات  ونتساءل كيف تم ادخال هده الاشياء المنوعة الى الملعب رغم تحديرات الفيفا والسلطات الجزائرية  هدا الاخيرة لم تتدخر أي جهد في تامين الفريق الجزائري وما مكالمة الهاتفية لرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورسائله المتتالية لمساندة الخضر لدليل على ان الدولة  واقفة وراء ابناءهم مهما كان الثمن وقد تم تكليف كل من وزير التضامن وزير الخارجية والشباب والرياضة  بمهمة

توفير كل شروط الراحة والامان لفريق الجزائري الدي تعرض رة اخرى حسب شهادة الحاج روراة الى القصف بالحجارة وهو يتنقل على متنالحافلة التى كانت تقله من الملعب الى مقر اقامته حيث تعرضوا لوابل من القصف بالحجارة

  امام مراى ممثل الامني للفيفا وبهدا الشان تقدم الحاج روراوة رئيس الفاف  باحتجاج رسمي لدى الفيفا عن ماجرى بعد انتهاء المبارة  التى لم يسلم منها حتى المناصرون لرفقاء حليش والدين تركوا لوحدهم بدون امن  حيث تعرضوا لشتى انواع الضرب والسب والشتم حتى وصل الامر الى اغتصاب بعض مناصرات الجزائيات ممن كن في حلبة التشجيع

 اعتداءات وحشية دهب ضحيتها جزائري من الدين بقوا مناصرين لخضر ضد فراعنة الحجارة الدين ارادوا ان يتاهلوا بانتفاضة الحجارة بدل الروح الرياضية ..

 

الامن الرئاسي كلف بحماية الخضر

 

اهتمامات الرئيس بالفريق الوطني الجزائري وصلت الى حد ارسال عناصر امن من النخبة التابعين لامن الرئاسي لحماية الخضر بعد ان تقدم الحاج روراة  بطلب ارسال عناصر امن جزائريين لتامين الفريق من أي اعتداءات محتملة وكما تمكن حراس الامن الجزائيين التابعين للسفارة الجزائرية بالقاهرة و حراس الوزير جيار من انقاض الخضر من الموت المحقق

لما تعرضوا لهجوم اكثر من 500 فرعوني مدججين بالحجارة والعصي  اعتداء اسفر عن  اصابة  اكثر من 5 عناصر

من الفريق الجزائري على مستويات متعددة من اجسامهم  تمكننت نخبة الامن الرئاسي من الحفاظ على حياة عناصر الخضر  عندما تعرضت حافلتهم لرشق بالحجارة  وهم يغادرون محيط ملعب القاهرة حيث حاول الفراعنة  وضع حواجز امامها لتوفير شروط الانتقام من صمود الخضر ولكن فطنة النخبة حالت دون دالك

 واقعة المطار كدبتها اعلى السلطات المصرية متهمة هي واعلامهما بان الجزائريون هم من افتعوا الاعتداء ولكن الصور والاشرطة  كشفت بان حتى هده السلطات كانت متورطة في هده الخطة والا كيف نفسر وجود اشخاص  حاملين الحجارة والعصي ولا يتفطن لها احد وهي اتلتى جندت رافت الهجان لتجسس على اسرائيل فكيف يفوف على الاجهزة الامنية امر بمثل هدا الحجم في محيط مطار دولي  كتبت عليه الاية القرانية  ادخلوا  مصر امنيين " فشتانة بين قول الرحمان وضمنات  السياسيين ومسؤولي الرياضة في مصر  فمحاولة الاعتداء على فرقة كنال بلوس بغرض سرقة عتادهم  وما تعرض له الاعلاميون الجزائريون من ضرب ومضايقات  والاعتداء على احدى صحفيات التلفزيون يؤكد للعالم بان المصرييتن  اصابهم الغرور الى حد الاعتقاد بانهم هم الولايات المتحدة اتلامريكية في العالم العربي فمن يحاصر الشعب الفلسطيني وهو تحت قصف العدوان الاسرائلي تحت دوائي معاهدات السلام  الغبيثة فلا تنتظر منه ان يفعل خير ا بابنائنا الدين رفضوا هده المعاهدات ولم يتخلوا عن مبادئهم رغم المكائد والدسائس  ....

Voir les commentaires

البحرية الجزائرية حجزت 11 سفينة امريكية واسرت 2 الف امريكي عام 1893 /وثائق تكشف مشروع فرنسي لاحتلال الجزائر عام 172

القوة البحرية الجزائرية حجزت 11 سفينة امريكية واسرت 2 الف امريكي عام 1893

معاهدة السلام بين الجزائر وامريكا عام 1895

علاقات الدبلوماسية بين الجزائر ودول اوربا وامريكا قبل عام 1830

وثائق الفرنسية   تكشف مشروع فرنسي لاحتلال الجزائر    عام  1729  وفي سنة 1791

 

المؤرخون الفرنسيون  كشفوا "   .

 استحوذ فرنسا الغازية على  على خزينة الجزائر تحتوي على     2.400.000 جنيه استرليني ذهبا، " 

 

  كانت الجزائر دولة مستقلة،   لها علم، وعملة، وجيش، وعلاقات ديبلوماسية مع الدولة الأخرى  لكنها كانت تعترف بالباب العالي أو الخلافة الإسلامية التي كانت تحت السلطة الثمانية، لأسباب دينية   ترسل هدية إلى الخليفة في إسطنبول في كل ثلاث سنوات ولكنها   لم تكن ضرورية، وبالإضافة إلى ذلك فإن العلم العثماني لم يكن دائما محل احترام من الجزائر 

اعداد /صالح مختاري

   ا

لقد كان للجزائر أسطول بحري قوى خلال الثلاثة قرون، و كان هذا الأسطول مسيطرا على كامل غرب الحبر الأبيض المتوسط وعلى شواطئ الأطلسي الأفريقية حتى إنجلترا، وهذه السلطة البحرية قد فرضت نفسها على الدول الأوروبية بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية عدة سنين  ، وكانت الدولة الأوروبية الصغيرة (مثل بريطانيا وال أراضي المنخفضة، والبلاد الأسكندنافية) تدفع الجزية للجزائر سنويا وتقدم لخا مختلف الهدايا لكي تشيد معا صداقة دائمة وتحافظ على تجارتها نشيطة، أما تلك الدول القوية التي كانت تتحرر من السلطة الاستعمارية ومن حروب المنافسة في أجزاء كثيرة من العالم ، فقد دفعت هي أيضا الجزية للجزائر في كثر من الأحيان ولكنها قد دخلت معها أحيانا في حروب، وقد كانت الجزائر هي المنتظرة دائما خلال هذا الصراع إلى الحملة الفرنسية 1830.

 

 

ولكي نوضح الصورة حول السياسة الخارجية للجزائر، نذكر باختصار كيف طبقت هذه السياسة على كل دولة أوروبية على حد وسنذكر ي هذا المجال الولايات المتحدة الأمريكية، ونستثني فرنسا التي سنخصص لها قسما من هذا البحث لأنها تحتاج إلى تركيز أكثر في علاقتها مع الجزائر

.

  القوة البحرية الجزائرية حجزت 11 سفينة امريكية واسرت 2 الف امريكي عام 1893

 

ارتبطت العلاقات بين أمريكيا قبل 1783، فقد كان لأمريكا مشاكلها الخاصة في نهاية القرن الثامن عشر، ورغم تلك فقد بدأت تتاجر مع العالم الخارجي وكانت تريد أن تمد منطقة حركتها إلى البحر ال أبيض المتوسط، وقد أعلنت الجزائر الحرب ضدها، وهكذا حجز الأسطول الجزائري سنة 1785 سفينتين أمريكتين في عرض المحيط، ونظرا إلى أنه لم يكن لأمريكا من الوسائل ما تعالج به هذا الوضع فقد أضافت مادة في معاهدتها مع فرنسا تقوم بمقتضاها الأخير بمساعدتها.

وكل من ج. آدامر، وب فرنكلين وت. جيفرسن، الذين كانوا في أوروبا في ذلك الوقت أعطيت لهم تفويضات من حكومتهم لكي يفاوضوا على معاهدة مع الجزائر، وفي 1793 حجز الجزائريون، إحدى عشرة سفينة أمريكية أخرى في عرض المحيط وجاءوا بها إلى الجزائر العاصمة، وخلال هذه الأثناء كان هناك أكبر من مائة أسير أمريكي في الجزائر.

وفي سبتمبر 1795 أمضيت معاهدة سلام بين الجزائر والولايات المتحدة اتفقت الأخيرة بمقتضاها على أن تدفع حوالي سبعمائة وخمسة وعشرين دولارا، أما داي الجزائر فقد وافق من جهته على أن يساعد على إبرام معاهدا سلام بين الولايات المتحدة وكل من تونس وطرابلس، وقد قال بعضهم »إن معاهدة السلام مع الداي قد قبلت بالحفاوة والتهاني في أمريكا، إنه أدت إلى إطلاق سراح الأسرى وأمنت التجارة، ولكنها كانت معاهدة مهينة كثيرا (لأمريكا) لأنها قد كلفت كثيرا من النقود ونصبت على جزية سنوية«.

ونظرا إلى حربه مع بريطانيا سنة  1781 فإن مدخرات أمريكا البحرية قد عانت كثيرا، وعندما عرضت على الداي أن تدفع له النقود بلاد من المعدات العسكرية، رفض وأعلن الحرب عليهما من جديد، ولكنها بعد  ن وقعت السلام مع بريطانيا (1815) ظهرت أمريكا بقوة حبرية جيدة وأرسلت أسطولها أمام مدينة الجزائر كي يفرض السلام على الداي.

وهكذا أبرمت بين الطرين معاهدة سلام في مدينة الجزائر سنة 1815.

وقد جددت هذه المعاهدة عدة مرات، ومنذئذ أصبحت العلاقتة الجزائرية ـ الأمريكية عادية وبقي كذلك إلى الاحتلال الفرنسي  

 علاقة   الجزائر وبريطانيا  

 

 العلاقات بين الجزائر وبريطانيا  فهي أقدم وأكثر تأثيرا من تلك التي كانت ينها وبين أمريكا، ومن جهة أخرى كانت هذه العلاقات أكثر تعقيدا كل التفاصيل المتعلقة بالعلاقات الجزائرية البريطانيا ولكن هدفه هو أن يعطي فكرة عن أهمية الجزائر في هذه الفترة التارخية، ولا سيما في العقلية الأوروبية.

 

 

  الجزائر قد أقامت علاقات ودية مع بريطانيا حتى قبل مجيء الأتراك في أوائل القرن السادس عشر، فأهمية الجزائر الجغراية والسياسية والتجارية، قد جلعت بريطانيا وفرنسا تتنافسان بأشنها ولكن الجزائإ قد تعاملت مع كليهما واستفادت من هذه المنافسة بشأنها ولكن الجزائر   من البحث ردود الفعل البريطانيا من الاستعداد الفرنسية  لهجوم على الجزائر.

لقد تمتعت بريطانيا بامتيزات خاصة لم تتمتع بها إلى فرنسا منذ عهد لويس الرابع عشر، وعلى أية حال، فإنه بينما كانت فرنسا في حرب في أوروبا تحت نابوليون، أعطت الجزائر تلك الامتيازات إلى بريطانيا سنة 1806 بنفس المعاملة التي كانت لفرنسا،  وبعد  مؤتمر فيينا، خرجت بريطانيا منتصرة وهاجم أسطولها في البحر الأبيض المتوسط الجزائر دون استشارة الحكومية، لكي يجبر الجزائريين على إطلاق سراح الأسرى البريطانيين والمالطيين والإيطاليين، أن معركة الجزائر التي جرت سنة 1816 مشهورة في تاريخ البحرية لأن البريطانيين كانوا قد تحالفوا مع هولاندا ومع بعض الأساطيل الإيطالية   وقد ساومت وناورت في هذه الأثناء دون أن تخسر كثيرا، وفي معاهدة 26 أوت 1817 استرجعت فرنسا امتيازتها في الجزائر عن طريق المساومة،  .

وقد استأنف البريطانيون علاقاتهم مع الجزائر وواصلوا تأييدهم القوى لها ضد فرنسا، وبتعاقب الأيام واتتهم فرص ذهبية حين تصدعت العلاقات الفرنسية الجزائرية  في 1827،  

 

ـ الجزائر والدول الأوروبية الصغيرة

أما العلاقات بين الجزائر والدول الأوروبية الصغيرة فقد كانت مختلفة نوعا ما. فبعض هذه الدول كانت تدفع الجزية إلى الجزائر، بحيث تدفع لها كمية معينة من النقود أو تتعهد بحماية السفن الجزائرية فيموانيها لكي تقوم بأعمالها التجارية بحرية، وتؤمن خطوط مواصلاتها البحرية، ومن هذه الدول الدانمارك، والسويد، وسردينيا، ونابولي، وغيرها. وقد كان هناك على العموم سلام دائم بين الجزائر هذه الدول، أما المجموعة الأخرى من الدول الأوربية فتشمل إسبنانيا والبرتغال وهولاندا، فهذه الدول كانت تدفع الجزية الى الجزائر في أغلب الأحيان ولكنها أحيانا كانت تدخل في حرب معها بطريقة فردية كما فعلت إسبانيا والبرتغال، أو بطريقة التحالف مع دولة أخرى كما فعلت هولاندا حين دخلت في الحرب ضد الجزائر بالتحالف  مع بريطانيا العظمى سنة 1816.

 

  ـ إسبانيا   

كانت إسبانيا هي أكثر الدول المغضوب عليها من الجزائريين. فكثير منهم كانوا معروفين بالمور: أهالي أفريقيا الشمالة الذين عاشوا في الأندلس عدّة قرون والذين طردهم الصليبيون الإسبانيون أثناء وبعد الحكم الإسلامي في إسبانيا. وبالإضافة الى ذلك فإن الإسبانيين قد طاردوا أولئك المسلمين الفاري في بداية القرن السادس عشر حين إحتلوا وهران، وبجاية، وهددوا مدينة الجزائر نفسها.

وعلى أية حال فإن العلاقات الجزائرية الإسبانية لم تصل أبدا الى درجة التفاهم. وقد فرضت الجزائر شروطا على إسبانيا مدة حوالى ثلاثة قرون رغم تدخل بريطانيا العظمى، ونابولين، ورغم المحاولات الإسبانية لمحاصرة الجزائر بل حتي مهاجمتها بيأس، مثلما وقع في حملة أوريلي 1775، والحق أن بريطانيا العظمى قد قدمت مساعدتها لإسبانيا بخصوص وضع الأخيرة مع الحزائر .

 

  ـ البرتغال   

لم تكن البرتغال تختلف كثير عن إسبانيا بإستثناء أن الأولى كانت أضعف، وأقل، وأكثر تبعية في معظم الأحيان لصديقها أو حليفها، وبهذه الطريقة إضطرت الى دفع جزية سنوية الى الجزائر، وفي سنة 18910 كان هناك 615 برتغاليا  سجينا في الجزائر.

وقد توسطت بريطانيا العظمى فعمدت الى وضع خطة لتحرير هؤلاء الأسرى، وذلك بزن تدفع البرتغال الى الجزائر مبلغ 690337 دولار فدية. وقد نجخت هذه الخطة، فدفعت البرتغال وأطلق سراح أسرها. لقد كانت البرتغال « تصارع من أجل  وجودها السياسي، وكانت أما تحت رحمة أعدائها الفرنسيين وأما تحت السلطة العسكرية لحيليفتها« (بريطانيا).

 

3 ـ  هولندا :

أن العلاقات بين هولندا ودحول شمال أوروبا من جحهة وبين الجزائر من جهة أخرى لها تاريخ سلمي طويل. فقد دفعت تلك الدول جزياتها الى الجزائر دون خرق للمعاهدات. وقد إحترام الجزائريون تلك الدول بعمث نظرا لسياستها السلمية وطابعها الدولي المرموق.

 

ونذكر   بعض الإحصاءات التي تبين الموارد التي إتصلت بها الخزينة الجزائرية سنويا من بعض الدول الأوروبية ولاسيما فرنسا:

ـ فرنسا (من حق صيد المرجان، وإحتكار الصوف، والشمع والجلود) 7000 دولارا

ـ ملك نابولي 24000 دولارا

ـ ملك السويد 24000 دولارا

ـ مالك الدانمارك 2400 دولارا

ـ مالك البرتغال 24000 دولارا

 

 ـ العلاقات الدبلوماسية الجزائرية الفرنسية

: وثائق الفرنسية   تكشف مشروع فرنسي لاحتلال الجزائر    عام  1729  وفي سنة 1791

إن العلاقات الفرنسية ـ الجزائرية كانت قديمة الى حد كبير يسمح بإقامة صداقة قوية وتعاون دائم. وقد ظهر هذا التعاون والصداقة في شكل إمتيازات ، وقروض، ومعاهدات سلام بين البلدين. فمن أوائل القرن السادس عشر أعطيت فرنسا إمتيازات في الجزائر بممارسة التجارة وإستغلال بعض المنافع على الساحل. وقد تولت الشركة الإفريقية هذه المسؤولية.

وأثناء الثورة الفرنسية كانت هذه الصداقة بين البلدين أن تتوقف. ولكن الجزائر قد واصلت منح فرنسا ساعدات إقتصادية وبالأخص النقود والحبوب. وعندما هاجم نابوليون مصر إضطرت الجزائر أن تعلن الحرب ضد فرنسا. وتحت تأثير وترغيب بريطانيا بل لعله نظرا إلى تفوق بريطانيا في البحر جردت الجزائر فرنسا من إمتيازاتها على الساحل الجزائري منحتها (الإمتيازات ) الى بريطانيا، ولكن ذلك لم يدم طويلا. وقد أشرت من قبل إلى أن بريطانيا قد هاجمت الجزائر سنة 1816. ونتيجة لهذا الحادث، إسترجعت فرنسا في الحال الإمتيازات بمعاهدة 1817. وبعد ثلاث سنوات أصرت الجزائر عى أنه يجب على فرنسا أن تجدد المعاهدة لإعادة النظر في طريقة الدفع. وقد توترت العلاقات بين البلدين حتى كادت أن تنقع. وكان داي الجزائر يواصل سؤاله للقنصل الفرنسي بخصوص الدين الذي كانت فرنسا مدينة به للجزائر.

وفي 1827، وأثناء حفلة دينية، وأمام القناصل الأجنبية والهيئات الدبلوماسية المعتمدة جدد الداى سؤال الى القنصل الفرنسي. ولكن جواب الأخير كان غير مهذب، فما كان من الداى إلا أن فقد توازنه وضرب القنصل على وجهه بمروحة من الريش وأمرع بمغادرة المكان  وقدإعتبرت فرنسا هذا التصرف من الداى إهانة لشرفها وطالبت بالمبررات والتعويضات. وعندما لم تقتنع بالجواب أعلنت حصارا كاملا ضد الجزائر.

 هذا الحصار لم يكن فعالا، وقد دام ثلاث سنوات بدون نتيجة. وهنا بدأت فرنسا تعد حملتها العسكرية ضد الجزائر. وفي 14 جوان 1830 نزلت القوات الفرنسية هناك.  

ولكن فرنسا في الحقيقة كانت تعد حملتها ضد الجزائر منذ قبل الثورة الفرنسية. فقد إكتشف في الوثائق الفرنسية أن هناك مشروعا غريبا قد م سنة 1729 الى الملك الفرنسي عندئذ بهدف إحتلال الجزائر، وفي سنة 1791 كان هناك مشروع غريب آخر يستهدف إحتلال الجزائر

 

 

ويشير بارسال حملة عسكرية الى سيدي فرج على الساحل الجزائري   وبعد حوالي 17 سنة(1808) أعطى نابلوين نفسه أمرا الى أميره البحري، ديكري، لإعداد مشروع لمهاجمة الجزائر وتونس وفي رسالته الى هذا الأمير ذكر نابوليون بأهمية الساحل الجزائري وطلب معلومات كاملة عن الجزائر قبل أن يشرع فعلا في إحتلالها. وقد أشار نابلويون في رسالته أيضا الى الأخطيار التي يمكن أن تكون في جزيرتي صقلية ومالطة إذا عزم على إحتلال الجزائر  

 إن فرنسا قد إستمرت في علاقتها  المعادية     لجزائر، وكان هناك تبادل الرسائل والمراسلات  بين حكام الجزائر وحكام فرنسا في مختلف المناسبات. ومن بين حكام فرنسا نابوليون الذي طلب من الجزائر في أوائل القرن التاسع عشر أن تحترم رعاياه في إيطاليا. وقد فعلت الجزائر ذلك .

 

 

 ـ الوضع الداخلي في فرنسا   

لقد أعاد مؤتمر فيننا أسرة البوربون الى عرش فرنسا سنة 1815 ورغم أن الشعب الفرنسي كان قد تعب من الحرب فإن أفكار الإصلاح، 

 

 

والحرية، والدستور قد بقيت حية. وقد إنترت فكرة التهدئة والإستسلام بفضل حماية القوة الرجعية في أوروبا التي كان على رأسها  مترنيخ، والإسكندار الزول (فيما بعد وبعض الزعماء البريطانيين.

ولكن لويس الثامن عشر قد تبنى كثيرا من الإصلاحات النابوليونية التي من بينها الدستور وتجاهات ليبرالية أخرى بخصوص الكنيسة، والصحافة، والفلاحين. وقد كان حزب الملكيين المتطرفين يتقدم تدريجيا. لذلك فإنه عندما مات لويس الثامن عشر سنة 1824 كانت الحكومة في فرنسا في أيدي الملكيين المتطرفين.

وكان الملك الجديدو شارل العاشر، أولا في تعاطف مع الملكيين ثم أيدهم في النهاية بصفة كاملة. وقد كانت هناك علامات سخط في شعبه.

فنمو الإتجاهات اليبرالية في فرنسا ثم الأفكار الجمهورية، والإشتراكية، والبونابيرتية... الخ، قد جعلت الملك يتحول إلى الملكيين والى الجماعات الرجعية. فقد أعاد شارل العاشر  »كثيرا من الإمتيازات الى طبقة رجال الدين وأعطى طبقة الإشراف مليونا من الفرنكات كتعويض عما فقدوه أثناء الثورة. وقد ألغى  حرية الصحافة وجرد معظم الطبقة الوسطى من حق الإنتخابات .

وعندما شعر شارل العاشر وجماعته الرجعية أن تيار الشعب الفرنسي بسير ضدهم رأوا أن يعدو حملة ضد الجزائر للنفخ في الروح ا لوطنية ولمنع، أو على الأقل، لتـأجيل الثورة التي كان يتوقعها كل أحد.

فالمك الرجعي ووزراؤه قد قاموا أيضا بمهمات أخرى، وهي حل مجلس النواب حين فاز الليبراليون بالأغلبية في الإنتخابات العامة. وفي يوم الإثنين 17 ماي 1830 أصدر شارل العاشر أمرا ملكيا. بحل مجلس

 

 

النواب ودعوة المجالس الإنتخابية للإجتماع في شهري جوان وجويلية وإجراء إنتخاب مجلس الشيوخ والنواب في الثالث من أوت.  

وكان هؤلاء الفرنسيون يأملون أن الحملة ضد الجزائر قد تغير نتيجة الإنتخابات السابقة وتجعلهم، يفوزون بالأغلبية وبنجاح فائق في مجلس النواب الجديد. ولكن مانتيجة مثل هذه الجهود المعتوهة؟ وقبل شهر واحد من ثورة جويلية التي نجحت في إسقاط الملك الرجعي، وكتب محررو مجلة غلوب   »إن الأزمة التي تتخبط فيها فرنسا الآن تمثل منظرا مرعبا. وأنه المنظر المرعب للفوضى التي طالما لطخت مكانتها بالدم والتي هزت كيان أوروبا كالزلزال يبدو أنها على وشك العودة من جديد...«    لقد كان حقا أن فرنسا كانت على وشك ثورة جديدة في جوان 1830، ولكن الثورة التي حدثت أثناء أقل من شهر واحد لم  تكن زلزالا في أوروبا ولا في فرنسا نفسها. فثورة جويلية قد أسقطت شارل العاشر وجادت بلويس فيليب وقد إستمر هذا في تطبيق نفس السياسة سواء في الداخل أو في الجزائر.

 

 

 

وقد ظنوا  أن مثل هذه النغمة ستجعل هؤلاء يسرعون إلى تأييد الحكومة ويباركون حركتها العدالة والقومية.  

ومن جهة أخرى فإن  الجيش الفرنسي قد بقي مدة طويلة في سلام. فمنذ نابليون وفترة الاسترجاع التي تلته لم يكن »للجيش الأعظم« أي شيء يعمله ،أما أوروبا عامة فقد كانت في سلام تحت الحكومات الرجعية مترنيخ، وليفربول، والأسكندر الأول، ثم بالطبع شارل العاشر، وبدلا من أن يترك الجيش يتقدم نحو باريس النظام وتأييد الليبراليين، بدر شارل العاشر إرسال الجيش إلى طوولون استعداد »للمعركة المجيدة« على الساحل الآخر على البحر الأبيض المتوسط.

ولكن ماذا عن  ربيطانيا المعظمى وأوروبا كلها؟ هل أخذ الرسميون الفرنسيون ذلك في الاعتبار قل أن يباروا في تنظيم الحملة؟ نعم لقد فعلوا واختلفوا في أسباب ومبرارات. فقد قالوا أن للجزائر لم تطع أمر المبعوثين البريطانيين والفرنسيين بإلغاء نظام الرق وقالوا أيضا بأنها قد استرقت ضباطا كانوا قد أسروا على بواخر تحمل  علم روما التي كانت عندئذ تحت الحماية الفرنسية .. إلخ.

غير  أن بريطانيا لم تكن مقتنعة بهذ الإدعاءات، وأصرت  على أنه يجب على فرنسا أن  تقدم تفسيرات وافية حول مصير الجزائر إذا نجحت الحملة وقد رد ملك فرنسا شارل العاشر عى السفير البريطاني في باريس، عن طريق رئيس وزرائه دي بولنياك (De Polignac)، أن إذا نجحت الحملة فإن فرنسا مع حلفائها. ولكن شارل العارش قد أضاف

ــــــــــــ

18 ـ كل المؤرخين الفرنسيين يستعلمون كملة »الممتلكات« أو»المنشآت الفرنسية« بل حتى كلمة »ملكية« التي له بالطبع، أصول الإمبرالية وفكرة الإعتداء من أجل المصالح الاقتصادية.

ــــــــــــ

لسان رئيس وزائه بأن احتلال الجزائر في حد ذاته أن يباركه كل المسيحين وكل العالم المتحضر.

وقد جاء في كلامه »إذا كان في الصراع الذي أوشك أن يبدأ نتيجة هامة فإن الملك في تلك الحالة سيأخذ  في الاعتبار أهمية هذه المسأل لإقرارا ما يجب أن تكون عليه الأشياء أمام الوضع الجديد،  التي يجب أن تسجل أكبر ربح لمسيحية«. (19)

أما الجريدة لومنيتور Le Moniteur شبه الرسمية فقد نشرت أهم النقط التي اعتبرتها فرنسا العناصر الأساسية التي أدت إلى حملتها ضد الجزائر، وبناء على هذه الجريدة فإن  أسباب الحملة هي مايلي:

1 ـ لقد استرجعت فرنسا، بمقتضى معاهدة 1817، ممتلكاتها لبعض المؤسسات التجارية التي توقف  استعمالها  أثناء الثورة، ولكن الداي فرر أنه لا يسمح بامتيازات لفرنسا لا تتمتع بها الدول الأخرى، ولذلك هدم كل الحصون والمؤسسات وتوابعها التي كانت لفرنسا.

2 ـ وبمقتضى نفس المعاهدة  كان لفرنسا امتياز صيد المرجان على الساحل الجزائري بشرط أن تدفع هي 60 ألف فرنك سنويا مقابل ذلك.

وبعد سنتين من المعاهدة طلب الداي من الفرنسيين 200 ألف فرنك ففعلوا، وفي سنة 1826 أصدر الداي قرارا يمنح بمقتضاه الحرية لكل الدول في صيد المرجان.

  

 

وفي سنة 1814 أجبر القنصل الفرنسي، ديبوي ثانفيل    على مغادرة مدينة الجزائر لأنه رفض أن يعوض بعض الجزائريين عما أقرضوه لبعض الرعايا الفرنسيين قبل أن يستشير حكومته.

 إن الداي قد رفض أن يعطي إجابات مرضية على حجز والاستيلاء على الباخرة الفرنسية لا فورتون

  

     في عنابة

.

5 ـ في سنة 1818 أجاب  الداي كلا من أمير البحر البريطاني والفرنسي بأنه سيواصل نظام الاسترقاق ضد رعايا الدول التي لم توقع معاهدات معها.

6 ـ وفي سنتي 1826 و1827 كان هناك خرق للمعادهات من الداي، فهناك بواخر ترفع علم روما قد صودمت رغم أنها كانت تحت الحماية الفرنسية. كما أن هناك بواخر فرنسية قد نهبت وأرغم ربانوها على أن ي صدعوا بواخر القراصنة الجزائريين بهدف الاستظهار بأوراقهم.

7 ـ تصرف الداي نحو يهوديين فبناء على إتفاقية 1818 كان اليهوديان سيعوضان، مع الاحتفاط ببعض النقوذ لإجابة مطالب بعض الفرنسيين ضدهما، وكان الداي طلب أن يدفع إليه شخصيا كل القرض الذي يصل إلى (700.000 فرنك) وأن على الرعايا الفرنسيين أن يلتجئوا إلى الحكومة الجزائرية لإجاب مطالبهم، وقد أضاف إلى هذا الموقف الذي يثير السخط (إشارة إلى ضرب الداي للنقل الفرنسي) تهديم المؤسسات الفرنسية، لذلك أصح حصار مدينة الجزائر أمر لا مناقص منه، وبعد أن كلف هذا الحصار فرنسا حوالي 20 مليون من الفرنكات حاولت فرنسا في جولية 1829 أن تتفح امفاضوات ولكنها فشلت، وقد وصف اليبان الفرنسي هذا ا لموقف من الداي بأنه قل جعل كل محاولة أخرى للتفاهم  من جانب فرنسا غير متناسب مع شرف الأمة.

 

وهنا نرى أن البيان الفرنسي الذي نشرته جريدة »لومنيتور« قد استعمل نفس النغمة التي ساتعملها هلتر قبل أن يهجم على ضحيته: الاتهام بخرق المعاهدات، والإدعاء بامتلاك بعض المؤسسات والممتلكات في بلد أجنبية، وإهانة شرف الأمة، وغير ذلك.

وقد قدر المؤرخ الفرنسي أرسن برتاي ( ) مؤلف كتاب »الجزائإ الفرنسية« إن فرناس قد خسرت حوالي 7 ملايين فرنك  نتيجة للحصار، وأنها تعتبر نفسها صاحبة الحق في الممتلكات التي أسستها منذ القرن الخامس عشر، ولكن أكثر من ذلك أهمية هو أن المؤلف قد ذكر أحد الأ سباب التي أشير إليها في اليبان الفرنسي، وهو، غيرة فرنسا من أنكلترا لأن الداي قد أعطى الحقوق التجارية إلى التجار الأنكليز، فهذا التصرف، بناء على رأيه،  قد أغضب فرنسا بالطبع.   

وبعد قتال مرير وخسائر كبيرة دخل الفرنسيون مدينة الجزائر في 5 جويلية من نفس العام، ولكن القتال في الشوارع وفي الضواحي قد استمر، ومن تلك اللحظة بدأ تاريخ المقاومة الجزائرية.

هذا وقد أبيحث مدينة الجزئر إلى الجنود خلال أكثر من أربعة أيام.

وقد سجل المؤرخون الفرنسيون أنفسهم بخجل انتهاك الحرمات والفظائع التي أصبحت هي قانون المدنية.

واستحوذ الفرنسيون على خزينة الجزائر، وتؤكد وثائقهم بأن الخزينة التي تقع في القصب كانت تحتوي على حوالي 2.400.000 جنيه استرليني ذهبا، وبينا قدرت مصاريف الحملة بـ 4.000.000 فقط،  ولكن المؤرخين يذكرون أن الداي علي خوجة قد استعمل سنة 1817، 50 بغلا كل ليلة لمدة خمسة عشر ليلة لنقل محتؤى الخزانة.  

وهكذا انتهى وجود الجزائر كدولة مستقبلة، ورغم البيان الفرنسي فإن الجزائر قد ألحقت بفرنسا مباشرة. أما شارل العاشر فقد أسقطته ثورة جويلية التي جا إلى الحكم بلويس فيليب، الذي واصل نفس السياسة في الجزائر، ولم تستشر فرنسا حلفاءها كما وعدت من قبل أما منافستها بريطانية فقد كانت مشتغلة بأزمتها الداخلية وبموت ملكها.

لقد كانت فرصة ذهبية لفرنسا أن تضع قدمها على الشطر ال خير من البحر الأبيض المتوسط وأن تبدأ عهدا جديدا يعرف بعهد الأمبراطورية الثانية الذي يمثل احتلال الجزائر فاتحه له.

 

  إن الحرب ضد الجزائر سنة 1830 كانت أعظم  عمل مهين وعنيف ترتكبه أمة ضد أخرى، فقد استغل ملك فرنسا العواطف الدينية للمواطنين الفرنسيين والزوروبين طلبا للتأييد الكنسية، ولكن كان  هناك معارضون كثيرون لهذه الحرب من الشعب الفرنسي، ومن بريطانيا، ومن الباب العالي، فالمعارضة في البرلمان الفرنسي قد عارضت الحرب ونادت بالسلام وقد قام بهذا الدور الجمهوريون والاشتراكيون، والليبراليون عموما، وقد قال مؤلف »الجزائر وماضيها« بأن الرأيالعام الفرنسي كان قد تأثر بالأفكار الباريسية وبالذات منذ أدب فولتير. (23)

ولكن الذين أيدوا الاستعمار كانوا أهل  النخبة الذين كانوا واعين لعظمة فرنسا، وتقاليدها الاجتماعية، وبالإضافة إلى ذلك كان هناك.

ـــــــــــــ

 

التجار ورجال الأعمال في الأقاليم، ولا سيما بمرسيليا، وبالطبع كان هناك الجيش أيضا الذي  ثارته إهانة الجزائر للشرف الفرنسي، كما كان يشاع.

أما بريطاني فقد كانت ضد الحملة كما سبقت الإشارة، وقد أصرت على أن يقدم فرنسا مبررات وضمانا على القيام بالحملة، وقد نشرت جريدة »ليفربول ميركيري« ( ) رسالة من مدينة ميسينا (تاريخها 28 ماي 1830) قد أبحر نحو الجزائر.... ولكن يشاع بأن هناك سوء  تفاهم بين القنصل الإنجليزي وأمير البحر الفرنسي في الجزائر.« وقد أشارت الرسالة أيضا إلى أن »قطعة من الأسطول الروسي ستتبع« متجهة نحو الجزائر

 

مؤامرة اغتيال الداي الجزائري

.

  فرنسا قد بدأت الحملة ضد الجزائر منذ 1827، ولكن لم يأت بنتيجة عندئذ، وقبل بداية 1830 كانت مدينة طولون مشغولة، فقد نودي على الجيش الفرنسي من مختلف أقاليم البلاد، كما أن البحرية كان على استعداد أيضا، وقد وفرت الدولة لذلك أسلحة ومناورات جديدة، وكان العملاء والجواسيس الفرنسيون يعملون في مختلف الاتجاهات، من مصر إلى المغرب  الأقصى تم طولون، وكانت  هناك إتصالات سرية مع الخلفاء والأصدقاء، وبينما كان  ملك فرنسا الكاثوليكي المتحمس يتآم ضد حرية شعبه وضد ديمقراطية الدستور الفرنسي، وكان داي الجزائر يواجه ثورة في بلاده (ربما من وحي المخبرين الفرنسيين) وفي نفس الوقت اكتشفت مؤامرة هدفها اغتيال الداي مما أدى قتل كثير من المتآمرين، قبل أربعة عشر يوما فقط من دخول الفرنسيين.

وكانت هناك بعض المصاعب للحصول على الأسلحة، وفي بناء خطوط دفاعية، قوية وفي إعداد برية ضخمة لتدافع عن كامل الساحل الجزائري الطويل.

ومن جهة أخرى كان الفرنسيون يحاولون إضعاف معنويات أهالي الجزائر بواسطة عمالئهم، ومشوراتهم السرية، فقبل أن يغادروا طولون متجهين إلى الجزائرين أعلنوا بيانا طبعوه بالعربي وأرسلوا منه 400 نسخة إلى قنصلهم في تونس لتوزيعها في الجزائر.

وفي هذا البيان ادعى الفرنسيون مايلي:

  ـ إنهم قادمون إلى الجزائر لمحاربة ال أتراك وليس الأهالي.

  ـ إنهم سيحمون الأهالي ولا يحكمونهم.

  ـ أنهم سيحترمون دين الأهالي، ونساءهم، وأملاكهم، إلخ.

(لأن ملك فرنسا، حامي وطننا المحبوب، يحمي كل دين).

  ـ تذكير الأهالي بأن مصر قد قبلت صداقة الفرنسيين (30 سنة مضت على حملة نابليون على مصر) وأن هؤلاء سيعاملون الجزائريين بنفس المعاملة التي عاموا بها المصرين.

5 ـ طلبوا من الأهالي أن يتعاونوا معهم ضد الأتراك أوعلى الأقل أن يبتعدوا إلى الريف »أن الفرنسيين ليسوا في حاجة إلى مساعدة لهزيمة وطرد الأتراك).

ونظرا لأهمية هذا البيان أو هذه الوثيقة التاريخية، فإن سأكذرها كاملة في المحلق (24) وقد قاد دي بورمويل    t الذي كان

 

 

قد فر جيش نابليون  ثناء اللحظة الحامسة في معركة »واترلو«، والذي كان وزيرا للحربية في وزارة بولينياك، قاد الجيش والأسطول الفرنسيين إلى الجزائر، ونزل الفرنسيون في سيدي فرج، وهو مكان لم يتوقع الجزائريون الهجوم منه، يوم الربع عشر من جوان 1830.

 

 

إلى الشعب الجزائري    البيان الفرنسي

  نسخة من اليبان الفرنسي الذي أعد في طولون بالعربية والموجه إلى الجزائريين عشية إقلاع الأسطول الفرنس نحو الجزائر.

(إلى الكولوغلي، أبناء الأتراك والعرب المقاومين في إقليم الجزائر)

أننا نحن أصدقاءكم الفرنسيين نتوجه الآن نحو مدينة الجزائر، أننا داهبون لكي نطرد الأتراك من هناك، أن الأتراك هم أعداؤكم وطغاتكم الذين يتجبرون عليكم ويضطهدونكم والذي يسرقون أملاككم وإنتاج أرضكم،  والذين يهددون حياتكم باستمرار، أننا لن نأحذ المدينة منهم لكي نكون سادة عليها. أننا نقسم على ذلك بدمائنا وإذا انضممتم إلينا، وإذا برهنتم على أنكم جرديون بحمايتنا فسيكون الحكم في أيديكم كما كان في السابق، وستكونون سادة مستقلين على وطنكم.

إن الفرنسيون سيعاملونكم كما عاملوا المصريين، إخوانكم الأعزاء، الذين لم يفتأوا يكفرون فينا ويتأسفون على فراقنا طيلة الثلايين سنة الماضية، منذ خوجنا من بلادهم، والذين ما يزالون يرسلون أبناءهم إلى فرنسا يتعلموا القراءة والكتابة ولكل فن وحرفة مفيدة، ونحن نعدكم باحترام.

نقودكم وبضائعكم  ودينكم المقدس، لأن ملك فرنسا المعظم حامي وطننا المحبوب، ويحمي كل دين.

فإذا كنتم لا تثقون في كلمتنا وفي قوة سلاحنا، فابتعدوا عن طريقنا ولا تنضموا إلى الأتراك الذين هم  أعداؤنا وأعداؤكم، فابقوا هادئين. إن الفرنسيين لسيوا في حاجة إلى مساعدة لضرب وطرد الأتراك ، إن الفرنسيين هم، سيظلون أصدقاؤكم المخلصون فتعالوا إلينا وسنكون مسرورين بكم  وسيكون ذلك فرصة لكم، وإذا أحضرتم إلينا الأطمعة والأغذية والأبقار والأغنام فنسدفع ثمن ذلك بسعر السوق، وإذا كنتم خائفين من سلاحنا فأشيروا علينا بالمكان الذي يقابلكم فيه جنودنا المخلصون ذون سلاح مزودين بالنقود في مقابل التمويل الذي تأتون به.

وهكذ يحل السلام بينكم وبينا لمصلحتكم ومصلحتنا.

 

Voir les commentaires

السودان قبل التاريخ كانت تسمى أرض الله/أهرامات جبل البركل ونوري بناها ملوك نبتـة ومروي بالسودان /السودان الحض

 

 السودان الحضارة  وبلاد الشهامة

سكان الخرطوم كانوا يعيشون حضارة جد متقدة

السودان قبل التاريخ كانت تسمى  أرض الله

الجنس النوبى سكنوا  السودان في العصور الحجرية  8000ق م - 3200 ق م

الأسرة السودانية الحاكمة لمصر

أهرامات جبل البركل ونوري  بناها ملوك نبتـة ومرويبالسودان

الثورة المهدية وحروب الاستقلال

 

 

الكثير منا لا يعرف التاريخ العريق لسودان الشقيق الدي له حضارى تضرب في اعماق اللحضارة الانسانية تعمد بعض الاشقاء والاصديقاء على  وضعها في طي النسيات خوفا على تصرده لامة العربية   حضارة  السودان والجزائر والعراق واخيرا اليمن جعلتهم اهدافا لمؤامرات الغرب المتصهين   الدي تواطات معه بعض الانظمة العربية  لاسقاط هده الدول في مستنقع الانفصالات  والاقتتال فيما بين ابناء هده الدول لتوفير شروط التفكيك والاحتلال عن بعد.....

 

ملف من اعداد /صالح مختاري

 

يعتبر السودان من أقدم البلاد التي سكنها البشر بحسب الحفريات التي وجدت في بعض أجزائه  وبالرغم من أنه بلد قديم   كان وراء  اكتشاف الكتابة    الهيروغليفية    الا ان هدا المر بقي في طي النسيان لحاجة في نفس يعقوب  

 

السودان قبل التاريخ

 

حيث يوجد  رأي يقول بأن الهيروغليفية نفسها بدأت  في السودان  ثم اتجهت شمالا  كما كانت اللغة المروية أول لغة صوتية في إفريقيا تبتكر في السودان وهي   لغة بمعنى ترميز المعاني لا أصوات الكلمات كما هي اللغات الأبجدية المختلفة

  تاريخ عريق عرفه السودان    أصابه انقطاع حضاري فيما يتعلق بالتدوين وهو ما جعل الكتابات عن تاريخه في الغالب مأخوذة عن المؤرخين الإغريق من جهة والعرب المسلمين من جهة أخرى كتابات لا تغطي كافة حلقات السودان التاريخية، ولا تشمل كافة بقاع السودان الحالية

يقع السودان بين غرب أفريقيا ودول الشرق مع اتصاله بالبحر الأحمر واحتلاله شطراً كبيراً من وادى النيل وكونه يربط بين أوروبا ومنطقة البحر المتوسط وأواسط أفريقيا جعله في ملتقي الطرق الأفريقية . وعلي اتصال دائم بجاراته. فنشأت علاقات تجارية وثقافية وسياسية بين مصر والبلاد السودانية منذ الأزل ، وكان قدماء المصريين يسمونه ببلد " أرض الأرواح " أو " أرض الله " عندما تبهرتهم خيراته.

سكن الجنس النوبى قديما السودان في العصور الحجرية ( 8000ق م - 3200 ق م). واتخذ أول خطوانه نحو الحضارة . فقاموا بصناعة الفخار و استعمال المواقد والنار للطبخ . وبلاد السودان منذ سنة 3900ٌ ق.م. كان العرب يطلقونه علي المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا الممتدة من المحيط الأطلنطي غربـاً إلي البحر الأحمر والمحيط الهندي شرقـاً.

 في عهدي الدولة الوسطي بمصر و الدولة الحديثة احتل احمس جزءاً من السودان والدين اطلقوا عليه   كوش. بحبث اصبحت    اللغة الفرعونية هي اللغة الرسمية. ولاسيما بعدما طرد "أحمس مؤسس الأسرة الثامنة عشر الهكسوس من مصر. فاتجه إلي بلاد النوبة نحو السودان. ووصل "تحتمس الثالث" حتي الشلال الرابع. وإستمر الاحتلال لمدة ستة قرون . اعتنق بعض النوبة خلالها الديانة الفرعونية وعبدوا ألهتها . وكان ملوك الدولة الحديثة يعينون نوابـاً عنهم لإدارة الجزء المحتل من مملكة النوبة، . ولكن بعد الانتصار على المحتلين وطردهم تلاشت معرفة السودانيين باللغة الفرعونية ولاسيما أثناء مملكة كوش النوبية حيث ظهرت اللغة الكوشية . وكانت لغة التفاهم بين الكوشيين قبل ظهور الكتابة المروية نسبة لمدينة مروي التي تقع غلي الضفة الشرقية للنيل شمال قرية البجراوية الحالية. و كانت عاصمة للسودان ما بين القرن السادس ق.م. والقرن الرابع ميلادى. . عندما إزدهرت تجارة الصمغ والعاج والبخور والذهب بين الجزيرة العربية وبين موانئ السودان والحبشة. وكانت للسودان علاقات مع ليبيا و الحبشة منذ القدم . وفي الأثار السودانية كانت مملكة مروي علي صلة بالحضارة الهندية في العصور القديمة. وكان الإغريق يسمون البلاد الواقعة جنوب مصر " أثيوبيا وقال هوميروس عنها أن الآلهة يجتمعون في السودان في عيدهم السنوي..

 

سكان الخرطوم كانوا يعيشون حضارة جد متقدة

 

 

وأظهرت الحفريات الأثرية آثارا سودانية منذ حوالي عام 3100 ق.م. إلي 2000 ق.م.  وهو ياكد  بأن إنسان السوداني اتخذ أول خطوة معروفة نحو الحضارة في أفريقيا بصناعة الفخار واستعماله . وكان  سكان الخرطوم القديمة يعيشون في مجتمع متطور مقسم إلى حرف ومهن كما ظهر من آثارهم .

 

ولا يُعرف شيء عن السودان علي وجه التحقيق ما بين عامي 3800 ق.م. و3100 ق. م . ولكن توجد قبور في أماكن مختلفة ببلاد النوبة تمثل ثقافة لا تُعرف من قبل ويرجع تاريخها الى عام 3100 ق.م ، ويطلق عليها " حضارة المجموعة الأُولي " ، ومن بين آثارها التي وُجدت في هذه القبور الأواني الفخارية والأدوات النحاسية.

وهناك كانت حضارة أُخري تُعرف" بحضارة المجموعة الثانية " تلت ثقافة المجموعة الأُولي.

وفي الفترة مـا بين 2240 ق.م - 2150 ق .م ظهرت في بلاد النوبة حضارة تُعرف بثقافة عصر "المجموعة الحضارية الثالثة

 .و كان بين السودان و شبه الجزيرة العربية و الشواطئ العربية و الإفريقيـة صلات قديمة عبر البحرالأحمر. حيث إزدهرت تجارة الصمغ والعاج والبخور والذهب بين السودان والحبشة من ناحية وبين موانئ الجزيرة العربية من ناحية أُخرى . ومنذ 2000 سنة ق.م. احتلت إمبراطورية الحبشة بلاد اليمن كما حدثت هجرات عربية من شبة الجزيرة العربية الى ارض النوبة في شمال السودان ولعل اشهرها المجموعة الجعلية التى تعود اصولهم الى العباس بن عبد المطلب عم لنبي محمد

السودان والإغريق والرومان

 

 في العهد المروي كانت العلاقات وطيدة بين السودانيين والبطالسة بمصر ولاسيما في عهد "بطليموس الثاني" . كما كانت العلاقـة وثيقة بين كوش واليونانين لدرجة ظهر ثأثير الحضارة الإغريقية في الأثار بمروي. وبعد غزو الرومان لمصر حاولوا الاحتفاظ بالحدود الجنوبية المصرية . ولم يعترف الكوشيون بحق الرومان في إقليم "روديكاشنوش" وبسطوا نفوذهم عليه بإعتباره جزء اً من بلادهم. وحاربوا الرومان عام 39 ق.م عندما ظهر جباة الضرائب لأول مرة في إقليم طيبة. حتى اضطر الإمبراطور " دقلديانوس " إلى إخلاء منطقة " روديكاشنوس " ونقل الحامية الرومانية من المحرقة إلي أسوان ، وأقر أن يدفع أتاوة سنوية لأهل كوش مقابل عدم محاربتهم للإمبراطورية الرومانية . وتبين أثار مملكة مروي العلاقة الوثيقة بين الرومان والكوشيين ، ولاسيما في فن العمارة

 

الأسرة السودانية الحاكمة لمصر

أهرامات جبل البركل ونوري  بناها ملوك نبتـة ومرويبالسودان

 

نجح "كشتـا" ملك كوش في احتلال أجزاء من مصر و إقامة عاصمة لمملكتة في نبتـة الواقعة أسفل الشلال الرابع . وتمكن "ابن كشتـا وخلفه " الملك بعانخي (بيا) " من احتلال مصر كلياً وإخضاعها تماماً عام 725 ق.م. لسلطته،  حيث أسس دولة إمتدت من البحر الأبيض المتوسط حتي الحبشة. و عندما غزا مصر الأشوريون .أجبر الكوشيين علي التراجع بعدما حكموا مصر 80عامـاً . وفي القرن السادس ق.م. نقلت كوش عاصمتها من نبتـة إلي مروي  

بعد نهاية عظمة مروي قامت ثلاثة ممالك نوبية . فكانت في الشمال مملكة النوباطيين التي تمتد من الشلال الأول إلي الشلال الثالث وعاصمتها " فرس" . ويليها جنوبـاً مملكة المغرة التي تنتهي حدودها الجنوبية عند "الأبواب " التي تقع بالقرب من كبوشية جنوب مروي القديمة ، وهذه المملكة عاصمتها " دنقلا العجوز " ، ثم مملكة علوة وعاصمتها " سوبا " وتقع بالقرب من الخرطوم . وإتحدت مملكتا النوباطيين والمغرة فيما بين عامي 650- 710 م وصارتا مملكة واحدة. وصلت النوبة قوة مجدها في القرن العاشر الميلادي وكان ملك النوبة المدافع الأول عن بطريرك الكنيسة المرقسية بالإسكندرية . ولما إنهزم " كودنيس " آخر ملك علي مملكة دنقلا " عام 1323 م ، انتهت الدولة المسيحية . وبعد ذلك اعتنق السودانيون الإسلام. فتاريخ الفترة التي تمتد من القرن الثامن قبل الميلاد إلي القرن الرابع الميلادي، نجده في الكتابات التي تركها السودانيون علي جدران معابدهم بالشمال وفي الأهرامات كأهرامات جبل البركل ونوري التي بناها ملوك نبتـة ومروي، والأثار علي ضفتى النيل ما بين وادى حلفا وسنار وفي منطقة بوهين و فرس و عبد القادرو نبتـة ومروي القديمة و فركة و جنوب وادى حلفا و الكوة وبكرمة بمنطقة دنقلة ، وفي منطقة جبل البركل ومروي . و الأهرام الملكية في البجراوية و الحصون التي شُيدت في السودان في عصر إمبراطورية مروي و في قرية الشهيناب علي الضفة الغربية من النيل وسوبـا بالقرب من الخرطوم ، ودير الغزالة بالقرب من مدينة مروي الحديثة. وفي وادى حلفـا بعمارة غرب ، وسيسي " مدينتان محصنتان وفيهما معابد بُنيت من الحجر الرملى ". . وبجانب الأثار هناك ،توجدعدة كتابات لكُتاب رومان وإغريق إلا أن معظمها يعتمد علي الإشارة والتلميح كما أنها لا تعدو أن تكون أوهاماً.

السودان في التاريخ القديم

 

يبدأ التاريخ الموثق عن السودان مند حوالي 50 قرناً أي خمسة آلاف سنة، ومصادر هذا التاريخ هي   

            النقوش النوبية في بعض جهات السودان.

            الهياكل العظمية في المقابر النوبية .

            الصناعات الحديدية والنحاسية المتطورة .

وكان من أهم ملوك النوبة في عهد استقلاله الملك   بعانخي   الذي حكم مملكة النوبة سنة 751 ق.م. . وقد سعى إلى ضم مصر إلى مملكته في السودان فأرسل حملة قوية حوالي سنة 730ق.م بعد أن ورد إليه أن  تافنخت    أحد ملوك الدلتا  الدي جهز جيشاً للانفصال عن مملكة النوبة فأرسل إليه   بعانخي  جيشاً قوياً حتى تحصن  تافنخت  في إحدى المدن فخرج إليه  بعانخي  من العاصمة النوبية   نبتة  . حتى وصل إليه وحاصره بجيوشه لثلاثة أيام ، فتمكن منه فدانت البلاد من نبتة جنوبا إلى البحر المتوسط شمالاً للملك بعانخي . استمر الحكم النوبى في مصر مدة 80 عاماً. وانتهى على أيدي الآشوريين الذين استولوا على مصر بعد عدة معارك كان النصر فيها سجالا. عقب تلك الفترة انتقلت العاصمة إلى مروي نسبة إلى قربها من السهول والحاصلات الزراعية و الثروة الحيوانية وكانت ملتقىً تجارياً هاماً بين شرقي النوبة وبقية أرجاءه. ازدهرت مروي في القرن الثالث ق.م ازدهاراً شديداً حتى أن اليونان اعتبروها من مصادر الحضارة . واتسعت مروي وكثرت مبانيها وعرفت عند أهلها الكتابة للغتهم ، إلا أن طلاسمها لم تفك حتى الآن. ازدهرت العلاقة بين السودان واليونان في تلك الحقبة حتى حاول اليونان التغلغل في الأراضي السودانية في إطار توسعهم في الحكم، إلا أن السودانيين ردوهم على أعقابهم وحافظوا على استقلالهم السياسي

 

السودان في القرن العاشر وبداية الفتوحات الاسلامية

كنائس حولها السودانيون الى مساجد

 

 في القرن العاشر الميلادي كان السودان منقسماً إلى مملكة المقرة في الشمال وكانت دنقلا عاصمة لها و 

            مملكة علوة على النيل الأزرق وعاصمتها سوببا بالاضافة الى مملكة البجة في شرق السودان ومقر ملكها في هجر  

    

في عهد الظاهر بيبرس تم إرسال حملة للقضاء على مملكة المقرة المسيحية سنة 1276م.  حيث هُزِمَ الملك داود ، وكانت تلك الحملة من الحملات القوية حتى انهم استطاعوا أن يقلبوا الكنائس إلى مساجد. فاستمر التدفق الإسلامي جنوباً حتى جاوروا مملكة علوة التي كانت تدين بالمسيحية أيضاً، فتحالف العرب بقيادة عبد الله جماع مع الفونج وهاجموا علوة وكان أول هجوم لهم من بوابة علوة من اربحي حيث تعد اربجي الميناء الرئيسي لعلوة علي النيل الازرق كما هي حامية رئيسة لعلوة علي النيل الازرق وبعد معركة اربجي 1504 وانتصار الفونج دخلوا سوبا وخربوها خراباً مشهوراً حتى أُطلق المثل "خراب سوبا". بانتصار الفونج وحلفائهم العرب في 1504 م بدأت أول سلطنة عربية إسلامية في السودان وكان سلطانها هو قائد الفونج في معاركهم "عمارة دونقس" وكان قائد العرب "عبد الله جماع" وزيراً له ، وتم الاتفاق أن يكون السلاطين من الفونج والوزراء من العرب. دخل الدين الإسلامي إلى السودان في الشمال والشرق والغرب والوسط والقليل من المناطق الجنوبية، وانتشرت مع الإسلام اللغة العربية التي بدأت تسود البلاد وتختلط بالسودانيين حتى تكونت اللهجة السودانية الحديثة.

بعد فترة طويلة من المجد والعظمة ضعفت السلطنة الزرقاء   سلطنة الفونج   بسبب المعارك مع مملكة الفور على مناطق كردفان سنة 1748 التي أجهدت المملكتين عسكرياً واقتصادياً.

 

الغزو التركي لسودان عام  1820

 

بعد استيلاء محمد علي باشا على مصر أراد أن يكون له جيشاً قويا بسبب الأطماع الأوروبية الهادفة إلى الاستيلاء على بلاده وخاصة بعد الحملة لفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت الذي استمر من 1798 ولم ينتهِ إلا بالصلح الذي عقده الفرنسيون مع الإنجليز سنة 1802 ثم حاولت إنجلترا غزو مصر في 1807 لكن الاتراك ردوهم. فعمل الباشا جاهداً على أن يوسع رقعة حكمه شرقاً إلى الحجاز ، غرباً إلى ليبيا و جنوباً إلى السودان ليضم هذه البلدان تحت إمبراطوريته حتى انه شمل في تهديده الإمبراطورية العثمانية شمالاً. بدأ بأراضي الحجاز فهاجمها في السنوات ما بين 1811 - 1818م وانتصر على السعوديين وبعدها اتجه غربا فأمّنَ حدوده الغربية حتى واحة سيوة سنة 1820.

لم يبقى له سوى تأمين الحدود الجنوبية ، إن حملاته ضد الوهابيين شغلته عن ذلك سابقاً حتى أرسل وفداً يحمل في ظاهره الصداقة والمودة إلى سلطان الفونج في 1813 وكانت مهمة الوفد استقصاء الحقائق حول الوضع السياسي ، الاجتماعي ، الاقتصادي والحربي. وقد حمل الوفد هدايا إلى السلطان تقدر قيمتها بـ 4 ألف ريال ( كانت العملة السائدة في السودان في ذلك الوقت الريال النمساوي أو الإسباني أو المكسيكي) فرد السلطان الهدية بما يتناسب ورغبات الباشا ولكن أهم ما حمله الوفد في طريق عودته كانت التقارير التي تفيد ضعف السلطنة خاصة والسودانيين عامة بالإضافة إلى خلو السودان من الأسلحة النارية. رغم ذلك تأخر الغزو بعد ذلك عدة سنوات لأن الوهابيين لم تنكسر شوكتهم بعد. أراد محمد علي أن يكون جيشه حديثاً ومجهزاً بأحدث الأسلحة وبنظام وتدريب حديثين ، لكنه علم أن جنوده لن يقبلوا هذا النظام بسبب عدم اهتمامهم وبسبب عدم رغبتهم في إطاعة الأوامر. فقرر أن يستجلب الجنود من السودان وكان هذا من الأسباب التي دفعته إلى الاستيلاء على السودان. كان السوداني بقامته العسكرية وشجاعته المعهودة خير من المصري . اشتهر السودان منذ القدم بأن أراضيه غنية ب الذهب وكان محمد علي في حاجة إليه لانفاقه على بلاده عسكرياً وصناعياً وحتى زراعياً.

خلال القرن الثامن عشر كانت الحبشة تشكل تهديداً للمصريين والسودانيين بتحويلها لمجرى النيل وخاصة بعد الأنباء التي أشاعت أن الإنجليز و أوروبا عامة مساندة لفكرة التحويل. أراد محمد علي أن يأمن هذا الأمر أيضاً باستيلائه على السودان، بالإضافة إلى ما في ذلك من زيادة للرقعة الزراعية لأراضيه. أراد محمد علي من السودانيين أن يكونوا على مودة مع الوالي لكن الأمر لم يكن كذلك إذ أن المماليك الذين هربوا من مكائده اتخذوا من شمال السودان موطناً لهم بالقرب من مملكة الشايقية، حيث أنشأوا مملكة لهم كانت بمثابة طعنة في ظهر محمد علي، لذلك قرر أن يقضي عليهم خوفاً من أن تزيد سلطتهم ويسيطروا على السودان فيشكلوا خطراً على حكمه. كان محمد علي يرمي إلى استغلال تجارة السودان واحتكار حاصلاتها وتسويقها في السوق العالمية عن طريق مصر. من أهم صادرات السودان آن ذاك : العاج ، الأبنوس ، ريش النعام والجلود هذا بالإضافة للذهب الذي طالما اعتقد المصريون وجوده في السودان بكميات مهولة، كما أن السودان كان سوقاً جيداً للصادرات المصرية. وإذا حصرنا هذه الأسباب نجدها

            تأمين البلاد ضد الغزو الأوروبي باستجلاب الجنود من السودان. وبزيادة رقعة وعدد سكان بلاده.

            الحصول على التمويل لدعم القطاعات المختلفة في مصر باستغلال الذهب والتجارة والحاصلات السودانية.

            تامين مجرى النيل المصدر الوحيد لري الأراضي المصرية و زيادة المساحة الزراعية.

 

وجود المماليك في السودان.

 

 

بعد عودة الوفد المصري التركي الذي أرسله محمد علي باشا ما لبث أن قدم إلى مصر الشيخ بشير ود عقيد من قرية أم الطيور قرب عطبرة في 1816 وطلب من محمد علي أن يعينه على خصمه ملك الجعليين الذي أقصاه من مشيخته، اعتقد الشيخ أن الباشا سيساعده فأبقاه الباشا واكرم وفادته حتى أعد العدة لفتح السودان وأرسله مع الجيش سنة 1820، ثم عينه شيخاً على شندي في آخر الأمر بعد نزوح المك نمر إلى الحبشة. وادي أرسل أيضاً جيشاً آخر إلى سلطنة الفور ليستولي على كردفان و دارفور.

الحملة الأولى   الزحف إلى سنار يوليو

1820

تولى قيادة الجيش الأول إسماعيل بن محمد علي باشا وضم الجيش 4500 من الجنود فيهم الأتراك والأرناؤوط والمغاربة (لوحظ عدم وجود أي مصري بين الجنود، إذ كان الجيش من المرتزقة الذين تعود الأتراك أن يجندوهم) وتسلحوا بالبنادق و24 مدفعاً. كان الباشا يعلم أن السودانيين يجلون علماء الدين أجلالاً عظيما فأرسل مع الجيش ثلاثة من أكبر العلماء وهم: القاضي محمد الأسيوطي الحنفي، السيد أحمد البقلي الشافعي والشيخ السلاوي المكي ، وكان عليهم أن يحثوا الناس على وجوب طاعة الوالي ويتجنبوا سفك الدماء (لحرمتها) ويطيعوا الخليفة العثماني وواليه في مصر. ما أن ارتفعت مياه النيل في فيضان يوليو 1820 حتى اندفعت 3000 مركبة تشق النيل من أسوان متجهة جنوبا ومثل ذلك العدد من الجمال كان يسير على اليابسة تابعاً للحملة (يوجد عدم تناسق بين الأرقام الواردة عن هذه الحملة وعلى سبيل المثال عدد الجنود لا يتناسب مع عدد المراكب والجمال، لكننا نسرد الأرقام تماماً كما وردت في المرجع). وجد حكام شمال السودان أنفسهم ضعافاً أمام الحملة نظراً لتفرقهم إلى ممالك صغيرة ، فسلموا الأمر إلى إسماعيل باشا. أما المماليك فهرب جزء منهم إلى الجعليين وسلم البعض الآخر نفسه إلى إسماعيل

.

معركة كورتي نوفمبر

1820

لم يقابل جيش إسماعيل أية عقبة حتى وصل الديار الشايقية الذين اعتزوا بسطوتهم على جيرانهم وثورتهم على الفونج. آثر الشوايقة الخضوع للحكم على أن لا يتدخل الباشا في شؤونهم لكن إسماعيل وضع شروطا كان أهمها هو تسليمهم الخيل والسلاح (الأبيض) وأن يفلحوا الأرض فلم يقبلوا بذلك وعزموا على القتال. بدأ النصر يلوح للشوايقة في بادئ الأمر إلا أنهم سحقوا بعد ذلك تحت وطأة السلاح الناري فانقسموا إلى مؤيد للموالاة بقيادة الملك صبير حاكم غرب الشايقية وإلى المقاومين الذين لحقوا بالمماليك في دار جعل، بقيادة الملك جاويش حاكم عموم الشوايقة في مروي. فمنح إسماعيل مكافأة لكل جندي يقتل شايقياً ويأتي بأذنيه دليلاً وكان من جراء ذلك أن عاد الجنود بعدد ضخم من آذان القتلى والأحياء لكن هذه القسوة محتها المعاملة الحسنة من عبدي كاشف أحد قادة جيوش إسماعيل حين أعاد الفتاة مهيرة بنت الشيخ عبود شيخ السواراب أحد ملوك الشوايقة التي كانت تؤلب الرجال وتثير فيهم الحماس ليستميتوا في قتالهم ضد الغزاة. انضم رجال الملك صبير إلى جيش إسماعيل برغبة منهم فساروا معه لإخضاع بقية الأراضي. وذهب الملك جاويش إلى المتمة حيث المك نمر لكن المك أبى أن يقبل التحالف معه فاتجه جنوباً إلى حلفاية الملوك الذين رفضوا أيضاً فهاجمهم بخيالته ثم اتجه شمالاً ليعلن عن رغبته في الانضمام إلى جيش إسماعيل. بانضمام الشايقية إلى الجيش الغازي كان لهم تاريخ جديد هو التعاون مع الأتراك والمصريين حتى قيام الثورة المهدية. وكانت نزعتهم هي أن يكونوا سادة مع السادة مهما كان الأمر بدلاً من أن يعيشوا كسائر الرعية، وربما كان حبهم للجندية هو أهم دافع لهم على السير في جيش إسماعيل. قرر المك نمر الإذعان للجيش الغازي فانضم للجيش فألحقه إسماعيل بجيشه ليضمن ولاءه. وسار الجيش حتى بلغ الحلفايا دار العبدلاب حتى جاء ملكهم الشيخ ناصر بن الأمين خاضعا للجيش فتركه سيداً على بلاده وأخذ ابنه ليضمن ولاء العبدلاب كما جعل من المك نمر ضماناً لولاء الجعليين وكان ذلك في اجتياح سـنــار

 

سار الجيش متجها نحو سنار عاصمة مملكة الفونج فأرسل إسماعيل إلى الوزير محمد ود عدلان الذين كان ممسكاً بزمام الحكم بدلاً من السلطان بادي السادس. وطلب إسماعيل باشا الولاء للخليفة العثماني فكتب له ود عدلان رسالته المشهورة: لا يغرنك انتصارك على الجعليين والشايقية، فنحن هنا الملوك وهم الرعية. أما علمت بأن سنار محروسة محمية، بصوارم قواطع هندية، وجياد جرد أدهمية، ورجال صابرين على القتال بكرة وعشية. كان ظاهراً أن ود عدلان لم يكن يعيش واقع عصره إذ أن جواسيسه أخبروه أن الجيش قوامه 186 ألف محارب  الجيش المتحرك من مصر كان 4500 جندي  حتى انه أخذ يطلب العون من الأولياء والصالحين بدلاً من تجنيد الجند من القبائل ومحالفة القبائل الأخرى ليستعد لمقابلة الجيش. تم اغتيال ود عدلان بسبب مشاكله مع أبناء عمومته قبل أن يصل إلى اتفاق مع الفور بشأن توحيد الكلمة لمحاربة الغازي. بدأ الأرباب دفع الله الوزير الجديد للسلطنة بالمفاوضات في ود مدني مع إسماعيل ونقل إليه رغبة السلطنة في الخضوع بعد أن أدرك أنه لا فائدة ترجى من المقاومة. لما اقترب إسماعيل من سنار خرج إليه بادي السادس (الذي كان شاباً في الخامسة والعشرين) مبايعاً وتنازل عن سلطانه لخليفة المسلمين في 13 يونيو 1821. هكذا انتهت سلطنة الفونج التي عاشت في ربوع السودان من عام 1504 – 1821م، بدخول الجيش في اليوم التالي دخول الغزاة المنتصرين وهم يقصفون البر ومن خلفهم سار السلطان السابق بعد أن عينه إسماعيل شيخاً على سنار ليجمع الضرائب ويسلمها للإدارة التركية المصرية

.

الحملة الثانية - حملة كردفان و دارفور

 

أرسل محمد علي جيشاً آخر بقيادة صهره محمد بك الدفتردار لضم غرب السودان إلى أملاك مصر. ولقد أمد الكبابيش وهي القبيلة التي تقطن بين مصر والمناطق الغربية للسودان والتي كانت تحمل البضائع من وإلى مصر من تلك المناطق أمدت جيش الدفتردار بما احتاج إليه من جمال لنقل العتاد إلى غرب السودان وكانوا خير دليل لتحديد أماكن الآبار ومناطق المعسكرات. سار جيش الدفتردار عقب انطلاق الجيش الأول وقبل أن يصل إلى الأبيّض عاصمة الفور أرسل إلى سلطانها محمد الفضل ينصحه بالتسليم فرد ود الفضل: أما علمت أن عندنا العباد والزهاد، والأقطاب والأولياء الصالحين من ظهرت لهم الكرامات في وقتنا هذا و هم بيننا يدفعون شر ناركم، فتصير رماداً، ويرجع إلى أهله والله يكفي شر الظالمين. لكن الدفتردار تقدم إلى كردفان دون أن يعترضه أي معترض فلما علم الوالي خرج بعسكره متجهاً شمالاً إلى بارا ليواجه الجيش الغازي.

واقعة بار 16 أبريل 1821م

 

التقى الغزاة مع جيش المقدوم مسلم والي كردفان الذي عينه السلطان محمد الفضل، فاندفع جيش الأخير لا يظن سوى النصر (كما فعل الشايقية من قبل) لكنهم تفاجئوا بسقوط الجنود بالرصاص فعلموا أنه لا قبل لهم بعدوهم وهم يحملون السيوف والرماح. وهكذا انتهت واقعة بار بانهزام الوطنيين وانتصار الغزاة فسقطت كردفان في يد الدفتردار قبل سقوط سنار في يد إسماعيل. لم يحاول السلطان المقاومة بل نزح إلى الفاشر ينتظر تطورات الموقف. لم يسر الدفتردار أبعد من الأبيّض لندرة المياه في تلك المناطق فأعلن محمد علي باشا عدم رغبته في فتح دارفور بل فكر في إخلاء كردفان والتنازل لأحد الملوك ليدفع الجزية إلا أن الدفتردار أقنعه بالعدول فعدل عن ذلك في 1822م

.

مقـتل إسماعيل بن محمد علي باشا 1822

 

بدأت الثورات تظهر في مختلف المناطق بسبب الازدياد المتواصل في الضرائب التي فرضها الأتراك على السودانيين إذ أن الضرائب السنوية للممتلكات كانت تقدر بنصف الثمن. فلما هدأت تلك الثورات بعد أن زاد الولاة في قسوتهم وزادوا في ضرائب الجهات الثائرة إذ أن الجزيرة زيدت ضرائبها من 35،000 ريال إلى 50،000 ريال وكذلك أراضي الجعليين.

وصل إسماعيل باشا إلى شندي في ديسمبر 1822 وأمر المك نمر والمك مساعد بالمثول أمامه وعند حضورهما بدأ الباشا بتأنيب المك نمر واتهامه بإثارة القلاقل ومن ثم عاقبه بأن أمره أن يدفع غرامة فادحة، الغرض منها تعجيزه وتحقيره (1000 أوقية ذهب، ألفي عبد ذكر، 4 آلاف من النساء والأطفال، ألف جمل ومثلها من البقر والضأن) واختلفت المصادر في الأعداد لكن اتفقت في استحالة الطلب. رد المك باستحالة الطلب فأهانه الباشا وضربه بغليونه التركي بإساءة بالغة أمام الحاضرين . حتى أن المك رفع سيفه فأوقفه المك مساعد وتحدث إليه ب اللغة الهدندوية (التي عرفوها عن طريق التجارة مع سكان البحر الأحمر) فأبدى المك رضوخه وأظهر خضوعه بأن دعا الباشا إلى العشاء وذبح له الضأن وهيأ له الحرس وأمعن في خدمته وأخبره أن الغرامة ستدفع في صباح اليوم التالي، أثناء ذلك كان الجعليون يطوقون الحفل بالقش من كل مكان مخبرين رجال الباشا أنها للماشية التي ستحضر و قبيل انفضاض الحفل أطلق الجعليون النار في القش فمات إسماعيل ورجاله خنقاً وحرقاً. نتيجة لذلك ساءت معاملة المغتصبين أشد الإساءة حتى أنهم قتلوا في إحدى المرات 30،000 من الجعليين العزل، استمر المك نمر في إغارته على الدفتردرا حتى بلغت خسائر رجاله عدداً عظيما بفضل السلاح الناري فهاجر المك ومعه عددا لن يستهان به من الفبيلةإلى حدود الحبشة حيث خطط مدينة أسماها المتمة أسوة بعاصمة الجعليين في الشمال ومكث هناك عدة سنين حتى مات.

استمر الحكم الدفتردار العسكري للسودان واستمرت المجازر البربرية كما أن الجنود الذين لم يتسلموا مرتباتهم لمدة ثمانية أشهر بدءوا بالبطش والنهب ليجدوا متطلبات حياتهم، إلى أن ثار الرأي العام الأوروبي ، فأمر محمد علي، الدفتردار بالعودة سنة 1824 محاولة منه إنهاء الحكم العسكري وإرساء نظام إداري أكثر إنسانية.

عند الدخول التركي عينت سنار عاصمة للسودان إلا أن أمطارها الخريفية وكثرت الأمراض فيها اضطرتهم إلى تغييرها إلى ود مدني إلى أن أتى عثمان باشا الذي خلف الدفتردار عقب عودته إلى مصر وأعجب بالمنطقة التي يقترن فيها النيل الأبيض بالأزرق فبنى قلعة ووضع فيها الجند سنة 1824 واتخذها عاصمة له. تلك كانت بداية مدينة الخرطوم التي ازدهرت وسكنها 60 ألف نصفهم من المصريين واليونان واللبنانيين والسوريين وأعداد من الأوروبيين. اهتم خورشيد باشا أيام حكمه 26-1838 بتحسين الخرطوم وإنشاء المنشآت كما شهدت الخرطوم في عهده نوعا جديدا من الحكم إذ امتاز بإشراك السودانيين في الحكم كما عين الشيخ عبد القادر ود الزين مستشاراً له، الذي ساعده بدوره في حل الكثير من مشكلات السودان وأهمها هجرة السودانيين إلى المناطق المتاخمة للحبشة والبحر الأحمر هرباً من البطش والضرائب، فأعفى المتأخرات وأعفى الفقهاء و رجال الدين ورؤوس القبائل من الضرائب فبدأت الوفود بالعودة.

التقسيم الإداري في عهد محمد علي

بعد استقرار الأحوال قليلا في السودان قسم محمد علي البلاد على النظام الإداري التركي إلى 6 مديريات: دنقلا ، بربر ، الخرطوم ، سنار ، كردفان وفازوغلي (كما وردت في المرجع). ثم ضمت مديرية التاكا في الشرق فأصبحت السابعة. سنة 1834 أطلق محمد علي اسم الحكمدار لحاكم السودان وأعطيت له السلطات العليا الإدارية ، التشريعية ، التنفيذية والعسكرية. لكنه غير النظام سنة 1843 لتخوفه من الحكمدار أحمد باشا شركس (أبو ودان) الذي كان طموحا وأراد أن يستقل بالسودان عن طريق فرمان من الباب العالي التركي. واستبدل الحكمدار بالمنظم بعد وفاة أحمد باشا أبو ودان المثيرة للجدل. إلى أن أعاد الحكمدارية للسودان بسبب ضعف المنظم الذي عينه

.

الخديوي عباس  48-1854

 

اهتم عباس الذي خلف محمد علي باشا ، اهتم بالنواحي الإدارية كثيراً وحاول معالجة الرشاوى وأعاد تقسيم المديريات وأدخل الطب الغربي إلى السودان لمعالجة الجنود والموظفين المصريين والأتراك ، كما فتحت أول مدرسة لأبناء الموظفين في الخرطوم سنة 1853 على يد رفاعة بك الطهطاوي . وفد نشطت التجارة الأوروبية في السودان في عهده وساعد هو في ذلك بتخفيف القيود المفروضة وكان الكثير منهم يتاجر في الرقيق كما أن القناصل كانوا يتاجرون في العاج فكانوا يبيعون العمال مع العاج فور وصولهم للجهة المستوردة. أيضاً بدأت الحملات التبشيرية ل المسيحية في عهده سنة 1848 كما أرسل الكثير من الموظفين والمحاسبين الأقباط (كما فعل محمد علي باشا من قبل

)...

الخديوي سعيد 54-1863

 

اهتم سعيد برفاهية وترقية الشعب السوداني كما حارب تجارة الرقيق وحاول تحسين النظام الإداري في السودان كما عمد إلى إشراك السودانيين في الحكم و أنشأ الحكومات المحلية وجعل الإدارة غير مركزية لتيسير عمل المديريات وسرعة تنفيذ مشاريعها، فألغى الحكمدارية مرة أخرى (مع الفرق الشاسع في السبب).. كما عزز مكانة مشايخ القبائل وجعلهم ينوبون عن المديرين في جمع الضرائب التي خففها عنهم بعد زيارته للسودان ومقابلته للمواطنين الذين شكوا له ثقل الضرائب على عواتقهم ، فتقابل جشع المديرين(الذين اعتبروا السودان منفى لجمع الثروة) مع وطنية المشايخ مما أدى إلى إخفاق النظام اللامركزي الديموقراطي الذي أعطى السودانيين بعض الحق في إدارة وطنهم، فشاهد سعيد هذا الفشل الذي حاق بنظامه الإنساني الديموقراطي قبل وفاته فأعاد الحكمدارية للسودان. وفي سنة 1857 عُين أراكيل بك مديراًً للخرطوم فثار السودانيون على تعيين مدير مسيحي عليهم وطالبوا باستبداله إلى أن أرسل المدير عدد منهم لسجنهم في مصر إلا أنهم أعيدوا إلى بلدانهم

.

إسماعيل باشا الثاني  1863 – 1879

 

عمد إسماعيل إلى تغيير النظام الإداري كلياً نظراً لكثرة الأخطاء والمساوئ، واهتم بإدخال التعليم فأنشأ العديد من المدارس الابتدائية في المدن الكبرى كالخرطوم و دنقلا ،الأبيّض ، بربر و كسلا وكانت مفتوحة للسودانيين الراغبين في ذلك بالإضافة لأبناء الموظفين المصريين (هذا إلى جانب الخلاوي التي انتشرت في مختلف بقاع السودان والتي تتفاوت في أهميتها حسب شهرة المشايخ والفقهاء وكان إسماعيل باشا يساعد هذه الكتاتيب بدفع مرتبات شهرية للشيوخ)، اهتم الباشا إسماعيل أيضاً بقطاعي الزراعة والمواصلات (من سكك حديدية ، مواصلات نهرية ، تلغرافات). كما أراد التوسع جنوبا وغرباً وشرقاً فاتفق مع الرحالة الإنجليزي صمويل بيكر على أن يخضع له حوض و منابع النيل مقابل مرتب سنوي كبير، وكانت تلك بداية دخول الإنجليز إلى السودان الذين كثر عددهم كمسؤولين وموظفين. نجح صمويل في إخضاع مساحة شاسعة من الجنوب تحت حكم الخديوي بعد معارك ضارية مع القبائل في تلك المناطق. إلى أن ترك صمويل البلاد مخلفاً حقد المواطنين بسبب وحشية تعامله، فخلفه الضابط الإنجليزي تشارلز جورج غردون، نجح غردون في مهمته أكثر مما فعل صمويل بيكر لأنه كسب ود العديد من القبائل وحارب تجار الرقيق، إلى أن قام رجل مغامر من أبناء الجيلي وهي منطقة تابعة لنفوذ الجعليين في ذلك الوقت، وهو الزبير باشا رحمه برحلة إلى الغرب، فاختلط مع التجار ودخل معهم واستطاع أن يجمع ثروة بسبب ذكاءه وكون جيشه الخاص إلا أن استولى على منطقة بحر الغزال وكوّن أول ولاية إسلامية هناك وأسقط سلطنة الفور 1874 التي استمر حكمها ما يقارب ثلاثة قرون، أسقطها بمساعدة الحكومة المصرية التي تولت فيما بعد حكم هذه المناطق. تخلى غردون عن منصبه كحاكم على مديرية الاستوائية وعاد إلى بلده فاتصل به الخديوي مرة أخرى واقترح عليه أن يكون حكمدار السودان مضافة إليه الأراضي الجديدة بعد التوسع في الحكم فوافق على ذلك في 1877. عمل غردون على إيجاد طريقة فعالة لمحاربة الفساد في الحكومة ومحاربة تجارة الرقيق، إلا أنه واجه العديد من الثورات منها تلك التي أقامها الزبير باشا لأنه فتح المنطقة الغربية من ماله الخاص ولم تعوضه الحكومة المصرية عن ذلك ، بدأ بتأليب الفور عليهم ليحاولوا إعادة سلطنتهم فخرج السلطان هارون بجيش في أوائل 1879 من جبل مرة فتواجهوا مع قوات لحكومة وقُتل السلطان وهزم جيشه و بذلك أخمدت تلك الثورة. اضطربت أفكار غردون بعد أن أصبح حكمدار السودان وكانت تجارة الرقيق ومحاربتها هي شغله الشاغل فأراد أن يقضي عليها في أقصر وقت ممكن لكن الرقيق في البيوت السودانية لم يرغبوا في ترك أسيادهم فاتفق غردون مع الملاك على أن يسمح لهم بتملكهم مدة 12 سنة وأن يكون للحكومة الحق في التدخل في شؤونهم إن دعت الحاجة وأعطى كل منهم مستندات تفيد ذلك وسجل أسماء وأوصاف الرقيق لضمان عدم التلاعب في القرار. اضطربت بقية الأحوال في عهده وارتفعت الضرائب وساءت الإدارة

.

الثورة المهدية وحروب الاستقلال

 

ولد السيد محمد احمد بن عبد الله المهدى في لبب إحدى الجزر المجاورة لدنقلا في 1844، كان شغوفاً بالعلم الشرعي منذ صغره، رغم أن والده وإخوانه اشتغلوا ببناء المراكب، فالتحق بعدة خلاوي بدأها بكرري ثم الخرطوم ومن ثم عاد إلى الشمالية ، وضع محمد أحمد رغم حداثت سنه أسسا للحياة وكان يحاسب نفسه في كل صغيرة وكبير فنشأ هكذا حتى إذا ما بلغ شبابه تاقت نفسه إلى التصوف، فالتحق بأحد شيوخ الطريقة السمانية (محمد شريف نور الدائم) في 1861، وعمل على الالتزام بنهج المصطفى في كل صغيرة وكبير فكان يحمل الحطب لأصحابه كما عاونهم في حمل اللبنات عند البناء وكان كثير التهجد والبكاء حتى عجب منه شيخه وزملائه، وامتلأ قلبه إيماناً وورعا ونسكاً فرضي عنه شيخه فمنحه الأستاذية بعد 7 أعوام من الدراسة، بعد ذلك انتقل محمد أحمد إلى الجزيرة أبا فوجد فيها غاراً فالتجأ إليه وأخذ يتعبد الله في هذا الغار وبعد أن أخذ نصيبه من الخلوة والخلود لذكر الله جعل وقته للتعليم فاشتهرت مدرسة ذلك الشاب الورع وحمل الناس إليه الهدايا لينفقها على تلامذته وتبركوا بزيارته وسكنت نفوسهم برؤيته لصلاحه وتقواه. لم تنقطع صلات محمد أحمد بشيخه محمد شريف فكان يزوره كلما سنحت الفرصة وفي إحدى زياراته رآه يسمح للنساء بتقبيل يده فهاله الأمر وأفصح عما في ضميره طالبا منه الاعتراض على تلك العادة، ثم ما لبث أن رأى أستاذه يسمح بالطبل والغناء في احتفال لختان أنجاله، فاعترض عليه فتسبب في حرج لأستاذه فاستشاط الشيخ غضباً على تلميذه، ولم تفلح محاولات محمد أحمد في الاعتذار وطلب العفو.

علم محمد أحمد أن طريقه إلى إعادة الإسلام إلى سيرته الأولى يتطلب منه أن يحتل مركزاً دينياً مرموقاً فذهب للشيخ القرشي خليفة الطريقة السمانية في ذلك الوقت وجدد البيعة ومن ثم اتجه إلى الغرب يزور رجال الدين هناك وكان الناس يلقونه بالحفاوة فقد عرفوا فيه التقوى والورع. ما لبث الشيخ القرشي قليلا حتى مات فاشترك تلاميذه في دفنه وأقاموا عليه قبة كما جرت العادة في البلاد عندما يموت مشايخ الصوفية، وهناك أثناء الدفن التقى برجل يدعى عبد الله التعايشي، كان عبد الله مأخوذا بشخصية محمد أحمد وعلمه وكان هو الآخر مأخوذا بذكاء عبد الله رغم قلة علمه، أصبح الاثنان صديقان وأخذه محمد أحمد معه إلى جزيرة أبا وهناك أسر الشيخ إلى تلميذه وصديقه أنه أصبح يرى الرسول وهو يقظان وأنه أخبره أنه المهدي المنتظر كان ذلك في مارس 1881 ما يوافق ربيع الثاني 1298 هـ وكانت نهاية القرن 13 الهجري، كما فعل النبي أخبر المهدي أصحابه وخاصته وأهل بيته وأسر أيضاً إلى خاصة تلاميذه وبايعه تلاميذه على نصرة المهدية ومنذ ذلك الوقت سمي كل من ناصره بالأنصار كما سمى النبي أهل يثرب عندما بايعوه.

رأى المهدي (جرت العادة أن يسمى محمد أحمد بالمهدي بغض النظر عن الإيمان بكونه المهدي المنتظر أم لا) أن يجدد زيارته لكردفان وكان يرى فيها خير مكان لنشاط ثورته وهناك أسر لرجال الدين بأمره بدأ المهدي بالجهر لدعوته بعد عدة أشهر وكان يأمر بالجهاد واتباع سنة المصطفى   فكتب إلى كل الفقهاء وزعماء القبائل كما كتب للحكمدار في الخرطوم ونصحه أن يبايع، أرسل الحكمدار أحد معاونيه للمهدي ليتبين الأمر لكن جهوده لم تفلح في أن يوقف الرجل عما بدأه، فهدده بقوة الحكومة لكنه لم يرضخ.

الواقعة الأولى   1881

 

جهز الحكمدار جنوده لقتال المهدي تحت إشراف أبو السعود الذي أرسله من قبل إلى المهدي نزل الجنود إلى جزيرة أبا واعتقدوا أن مجرد ظهورهم سيرد المهدي عن أمره لكن المهدي باغتهم بالهجوم مع رجاله بأسلحتهم البسيطة، فقتل معظم الجنود وفر البقية عائدين إلى الخرطوم حاملين معهم نبأ أول هزيمة للحكومة منذ الاحتلال المصري التركي، وكانت الواقعة في 17 رمضان وهو التاريخ الذي يوافق غزوة بدر التي كانت أول انتصار للمسلمين في عهد النبي عليه السلام

.

واقعة راشد ديسمبر 1881

 

راشد بك أيمن كان مديراً على فشودة وكانت جبال النوبة التي لجأ إليها المهدي بعد المعركة الأولى جزءاً من مديريته، أراد راشد أن يفاجئ المهدي بهجوم سريع لكن أثناء تحركه مع جنوده الـ 420 رأتهم سيدة تدعى رابحة الكنانية وكانت من مريدي المهدي فأسرعت إليه تواصل الليل بالنهار حتى أبلغته، فباغت المهدي راشد ورجاله قبل أن يصلوا إليه ولم يصبح الصبح حتى صار راشد بك جثة هامدة ومن حوله جثث جنوده إلا من فر منهم ليبلغ الخرطوم بالمجزرة.عزز هذا النصر اعتقاد الناس بالمهدي إذ اعتبروا ما حدث معجزة، هذا بالإضافة إلى أن مدير كردفان حاول الهجوم أيضاً لكن صوت الطلقات التي كان يطلقها رجال المهدي ليلا أرهبه فهرب بجنده فاعتبر الناس هذه من الكرامات أيضاً. أرسل الحكمدار إلى مصر لطلب المدد لكن مصر أيامها كانت مشغولة ب الثورة العرابية ولم يستطع أحمد عرابي إرسال أية إمدادات إلى السودان لتخوفه من هجوم الإنجليز في أي وقت، هكذا حصل المهدي على مزيد من الوقت لمضاعفة قوته وزيادة أتباعه

.

واقعة الشلالي مايو 1882

 

أرسل الحكمدار 6100 جندي بقيادة يوسف باشا الشلالي وانضمت إليه كتائب من الأبيّض ، أرسل المهدي إليهم 2 من أتباعه إلا أن الشلالي أمر بتقطيعهم حتى الموت، وعندما وصل الشلالي إلى قدير المنطقة التي يقيم فيها المهدي بدأت المعركة في الصبح الباكر والتحم الجيشان ولم تنتهي المعركة إلا بانتهاء جيش الحكومة، وكان هذا هو النصر الثالث للمهدي وحصل في هذه المعركة على الكثير من العتاد والأسلحة النارية بسبب كثرة الجيش. زاد عدد الثوار على الحكومة بسبب البطش والضرائب فانضموا بدورهم لحركة المهدي وبدءوا يتذكرون ما فعل الدفتردار.

اّثار السوداننة

 

Voir les commentaires

دارفور الدور الاسرائلي في ازمة/ قصة مدكرة عتقال الرئيس عمر البشير

خلفيات المؤامرة على دولة السودان الشقيق

السودان   يستطيع سد فجوة الغذاء العربية

 

  دارفور  الدور الاسرائلي في ازمة   

الحكومة الصهيونية رصدت  5 ملايين دولار لمساعدة لاجئي دارفور،

اهتمام الغرب والصهاينة بإقليم دارفور أكبر أقاليم السودان

  قصة  مدكرة عتقال الرئيس عمر  البشير

 فرنسا في  مقدمة الدول المهتمَّة بإقليم دارفور بخلفيات تاريخية مبيتة

 جمعية "لارش دي زو" الفرنسية   خطف أطفال   الدارفور لبيعهم لعائلات إنجليزية وفرنسية

دول غربية خططت بالعاون مع المكحمة الجنائية بخطف  الوزير السوداني أحمد هارون   من على متن طائرة  

 

كل وقف يتفرج على مايحدث في السودان البلدان العربية اغلبيتها لا تدري حجم المؤامرة التى تدبر في كواليس الغرب المتصهين لاستلاء على خيرات هدا البلد الاسلامي العريق حتى جيرانه لم يكتفوا بالحياد حيال مايحدث في ازمة الدرفور بل راحوا يتامرون عليه في الخحفاء محتقرين شعبه العظيم الدي ضرب اروع الامثلة في تحديه لسياسة الامريكية ومن وراءها اروبا وحليفتها اسرائيل

ملف /من اعداد صالح مختاري

 

  كلفته اصدار مدكرة توقيف دولية في حق رئيسه السيد عمر البشير بتهم باطلة قيل انها

تتعلق بالابادة في حين تاكد الوقائع بان تدخل هؤلاء الغزاة في شؤون السودان وتشجيعه لانفصال وتمركز مراكز التبشير المسيحي بالمنطقة التى خلقت اقلية مسيحية في المنطقة هي من تسببت في مقتل سودانين وليس النظام الودان كما ادعت المحكمة الدولية التى تغاضت على جرائم شارون في لبنان وفلسطين وجرائم الفرنسين في رواندا والحلف الاطلسي في افغنسان والعراق  حيث اصبح جنود وقادة الغرب معفيين من أي متابعة دولية بشان جرائمهم ضد الشعوب العربية والاسلامية وحتى الافريقية

 

 

 من أهم الأسباب التي تفسِّر عدم وجود تعاطف شعبي إسلامي كبير مع مشكلة السودان   هو جهل المسلمين بحقيقة الأوضاع   داخل هذا البلد الإسلامي الكبير، خاصةً في منطقة دارفور، والتي برزت على الساحة فجأةً   في السنوات القليلة السابقة.

 وقد دأب الإعلام الغربي والصهيوني على الحديث عن قضية دارفور من منظوره لتحقيق أهدافٍ واضحة، يأتي في مقدّمتها فصل دارفور عن السودان، وتكاسُل الإعلام الإسلامي عن القيام بدوره في هذه القضية لعدة سنوات؛ مما نتج عنه اضطراب وفقدان للتوازن  في المنطقة ...

 لا  يستطيع احد  أن يفهم  الأزمة السودانية دون فقهٍ عميق لجذورها وأبعادها،  وان تشفير اسبابها   لن يتاتى الا   بوجود قاعدة معلوماتية ضخمة تشرح  أبعاد الموقف رمته  .

 

 

اهتمام الغرب والصهاينة بإقليم دارفور أكبر أقاليم السودان

 

إقليم دارفور أحد أكبر الأقاليم في السودان يقع في غربه    تبلغ مساحته أكثر من نصف مليون كيلو متر مربع،  يقترب عدد سكانه من ستة ملايين إنسان معظمهم من المسلمين السُّنَّة،  عندهم توجُّه إسلامي واضح حيث تزداد فيهم نسبة الحافظين لكتاب الله بشكل لافت للنظر، حتى وصل   البعض إلى نسبة 50 % من السكان وهو ما يعطي انطباعً عن الطبيعة الإسلامية لهذا الإقليم، وهو  جعل اهتمام الغرب والصهاينة به أكثر وأعظم

 في هدا الاطار  ظهرت في هذا الإقليم حركات تدعو للتمرد والانفصال عن الكيان الأم السودان مع بداية التسعينيات     ليتفاقم  الوضع الى حد  ان أصبحت القضية مطروحة عالميًّا  بوضع احتمالين ابتزيين  وهما هل ينبغي أن تنفصل دارفور عن السودان؟ أم أنّ بقاءَها كإقليم في داخل الدولة أمر حتمي؟

 

   وبالرجوع الى ملف الدارفور نجد أن احتمالات انفصال الإقليم عن السودان واردة   وأن ما لم يتفاعل  المسلمين مع  القضية بشكلٍ أكثر عملية وسرعة فإن كابوس الانفصال سيصبح حقيقة، وعندها لن الندم ...  وما يجعل احتمالات الانفصال واردة هو !

 .

 

 المساحة الضخمة لهذا الإقليم، والتي تؤهله أن يكون دولة مستقلة بإمكانيات قوية، حيث إنه ليس فقط أكبر من عشرات الدول في العالم، ولكنه أيضًا يمتلك البترول واليورانيوم، ولقد وصف  المحللون الغربيون  بان الدارفور   يساوي مساحة فرنسا  لترسيخ فكرة حصوله على الانفصال من البلد الام .. حيث يمتاز بحدوده المعقدة .

  من ناحيته الغربية مع تشاد بحدود طولها 600 كيلو متر، و  مع ليبيا وإفريقيا الوسطى. ومن المعروف أن هذه المناطق الصحراوية والقبلية ليست مُحْكَمة الحدود كغيرها من الدول، وعليه فدخول الأفراد من وإلى دارفور سهل للغاية، وخاصةً أن هناك قبائلَ كثيرة ممن تعيش في الإقليم ترتبط بعَلاقات مصاهرة ونسب وعلاقات اقتصادية وسياسية مع القبائل في الدول المجاورة وخاصةً تشاد، وهذا جعل الكثير من المشاكل السياسية التي تحدث في تشاد تكون مرجعيتها إلى دارفور والعكس، و هو ما يجعل   الدول المجاورة ان تكون  عنصرًا فاعلاً في مشكلة دارفور،  .

 طبيعة القبائل في الإقليم تثير الكثير من القلق بهدا الاقليم  الجميع مسلمون، إلا أن الأصول الإثنيّة تختلف، فحوالي 80 % من السكان ينتمون إلى القبائل الإفريقية غير العربية، وهؤلاء يعملون في المعظم في الزراعة، أما بقية السكان فمن القبائل العربية التي هاجرت في القرن الماضي إلى منطقة دارفور، وهؤلاء يعملون في الرعي. وهذه الخلفيات العِرقيّة لها تأثير في الاختلاف بين الطائفتين،  لقد حدثت خلافات قبل ذلك بين المهاجرين والأنصار، وبين الأوس والخزرج، وما لم يُؤخذ الأمر بجديّة  فإن الخلافات قد تتعقد جدًّا،  . ويزيد من تعقيد الموضوع في دارفور مشكلة التصحُّر وقلةُ المراعي؛ مما يدفع القبائل الكثيرة إلى التصارع على موارد الماء ومناطق الزراعة، وهو صراع من أجل الحياة، يصبح إزهاقُ الأرواح فيه أمرًا طبيعيًّا

 ان  البُعد التاريخي   لمنطقة دارفور يجعل مسألةَ انفصالها أمرًا خطيرًا يحتاج إلى حذرٍ وحرص؛ فالمنطقة في معظم تاريخها كانت بالفعل مستقلة عن السودان، وكانت في واقع الأمر سلطنة مسلمة تضم عددًا كبيرًا من القبائل الإفريقية، وآخر سلاطينها هو السلطان المسلم الوَرِع عليّ بن دينار، الذي حكم من سنة 1898 إلى سنة 1917م، والذي كان يرسل كسوة الكعبة إلى مكة على مدار عشرين سنة كاملةً  وكان يُطعِم الحجيج بكثافة، لدرجة أنه أقام مكانًا لتزويد الحجاج بالطعام عند ميقات أهل المدينة المعروف بذي الحُلَيفة. وقد وقف هذا السلطان المسلم مع الخلافة العثمانية في الحرب العالمية الأولى من منطلق إسلامي، وهو  أزعج   السلطات الإنجليزية التي كانت تسيطر على السودان آنذاك، فقامت بضم هذا الإقليم إلى السودان في سنة 1917م، ومن يومها وهو جزء من السودان، وهذه الخلفية التاريخية تشير إلى نفسيّة السكان الذين إذا لم يشعروا بالأمان والاطمئنان لحكومة السودان، فإنهم سيرغبون في العودة إلى ما كانوا عليه منذ مئات السنين،

 

التخل الغربي الصهيوني وراء طلب الانفصال

. فرنسا في  مقدمة الدول المهتمَّة بإقليم دارفور بخلفيات تاريخية مبيتة

 

  التدخل الغربي الصهيوني الكثيف في المنطقة غيِّر الكثير من الحسابات، ودفع بقوة إلى فكرة الانفصال، وذلك لتحقيق مصالح استراتيجية خطيرة، وقد أصبح هؤلاء يتعاملون بمنتهى الوضوح مع قادة التمرد في دارفور؛ لكي يدفعوهم إلى الانفصال لتقوم دولة تدين بالولاء إلى الكيانات الغربية والصهيونية الموالية، وتأتي في مقدمة الدول المهتمَّة بإقليم دارفور فرنسا، حيث تمثِّل هذه المنطقة تاريخًا مهمًّا جدًّا لفرنسا؛ لأن دارفور هي أقصى شرق الحزام المعروف بالحزام الفرانكفوني  المنسوب إلى فرنسا ، وهي الدول التي كانت تسيطر عليها فرنسا قديمًا في هذه المنطقة، وهي دارفور وتشاد والنيجر وإفريقيا الوسطى والكاميرون، وقد استطاعت فرنسا الوصول إلى شخصية من قبيلة الفور، وهي أكبر القبائل الإفريقية في دارفور، وإليها ينسب الإقليم (دارفور)، وهذه الشخصية هي عبد الواحد محمد نور صاحب التوجُّهات العلمانية الفرنسية الواضحة، ومؤسِّس أكبر جماعات التمرد في دارفور، والمعروفة باسم جيش تحرير السودان، وهي حركة مختلفة عن الجيش الشعبي لتحرير السودان، والمتمركزة في جنوب السودان، وإن كانت الأيدلوجية الفكرية للحركتين متشابهة، الا ان هناك   تنسيق واضح بينهما.

 

 

 إنجلترا   دخلت   هي كدلك العبة   في المنطقة عن طريق خليل إبراهيم، الذي أنشأ حركة تمرد أخرى تنتمي إلى قبيلة أخرى من القبائل الإفريقية، وهي قبيلة الزغاوة، حيث قام مدعومًا ببريطانيا بإنشاء حركة العدل والمساواة، وهي كذلك حركة علمانية تطالب بفصل دارفور عن السودان

 

الحكومة الصهيونية رصدت  5 ملايين دولار لمساعدة لاجئي دارفور،

جمعية "لارش دي زو" الفرنسية   خطف أطفال   الدارفور لبيعهم لعائلات إنجليزية وفرنسية

 

وإضافةً إلى فرنسا وإنجلترا فهناك أمريكا صاحبة الأطماع المستمرة ليس في دارفور فقط، ولا في السودان فحسب، بل ليس في القرن الإفريقي وحده، وإنما في العالم أجمع  فهي تدفع بقوة في اتجاه وجود قوات دُوليّة لحفظ السلام في المنطقة تكون تحت السيطرة المباشرة لمجلس الأمن، ومِن ثَم لأمريكا. وأخيرًا تأتي دولة الكيان الصهيوني "إسرائيل" لتشارك بقوَّة وصراحة ووضوح في مسألة دارفور، وليس فقط عن طريق تحالف جماعات الضغط الصهيونية في أمريكا والمعروف بتحالف "أنقذوا دارفور"، ولكن أيضًا عن طريق التدخل السافر للحكومة الصهيونية نفسها حيث رصدت الحكومة الصهيونية مبلغ 5 ملايين دولار لمساعدة لاجئي دارفور، وفتحت الباب أمام الجمعيات الخيرية في إسرائيل للمشاركة. كما أعلنت عن استعدادها لشراء أدوية ومعدات لتحليل المياه بما يعادل 800 ألف دولار يتم جمعها من بعض الشركات الصهيونية كما سبق أن أعلنت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية اليهودية في اجتماع لها مع بعض السفراء الأفارقة في تل أبيب سنة 2008 أن حكومتها ستسعى لإيجاد حل لأزمة دارفور

 الحديث عن التدخل الأجنبي في المنطقة لا يقتسر على هده الدول بل  يصل الى حد مشاركة عشرات الجمعيات الإغاثية،  التي تمارس خليطًا من الأعمال الإغاثية من جانب، والتبشيرية التنصيرية من جانب آخر، والإجرامية من جانب ثالث، وليس ببعيدٍ ما فعلته جمعية "لارش دي زو" الفرنسية من خطف أطفال من دارفور لبيعهم لعائلات إنجليزية وفرنسية،   لفضيحة تم اكتشافها   افي أكتوبر 2007، وما خفي كان أعظم

 

 

تردي الأوضاع في دارفورو ضعف سيطرة الجيش السوداني

عصابات "الجانجويد"،  عصابات   تركب الخيول  ، تقتل وتسرق وتفرض ما تريد

 

 الضعف العسكري  للحكومة السودانية، بجيش  لا يزيد على 90 ألف جندي، بإمكانيات عسكرية متواضعة  خاصةً بعد مروره بحرب جنوب السودان على مدار عشرين عامًا كاملة، أرهقت هدا  الجيش بصورة كبيرة الدي وجد نفسه وحيدا بدون مساعدة باقي الدول الشقيقة والمجاورة خاصة العربية منها والمسلمة  الجيش  لا يستطيع أن يسيطر على المساحات الشاسعة الموجودة  بالسودان بصفة عامة، وفي دارفور بصفة خاصة؛ وهذامما أدى إلى ظهور عصابات "الجانجويد"، وهي عصابات من قبائل عربية تركب الخيول وتلبس الملابس البيضاء وتحمل الرشاشات، وتتجول بِحُرِّية في ربوع دارفور، تقتل وتسرق وتفرض ما تريد، ويتَّهِم الغرب الحكومة السودانية بالتعاون مع عصابات الجانجويد، وتنفي الحكومة السودانية ذلك،   

 

 ان  عدم وجود دراسات علمية موثَّقة تشرح طبيعة المنطقة، وتشعباتها الجغرافية والتاريخية والسكانية، وطرق التعامل مع القبائل المختلفة، ومناهج تفكيرهم ومنطلقاتهم، ومِن ثَم فإن الذي يسعى لحلّ المشكلة ولجمع الأطراف لا يستطيع غالبًا أن يدخل من الباب الصحيح، وقد يفشل في الحل حتى لو كان مخلصًا متجردًا  حيث لا يملك آليات الحل السليم، ولا المعلومات الدقيقة.

هده الأحداث المركَّبة تفاقمت منذ أكثر من عشر سنوات، ولا  يجب  أن يترك السودان بمفرده في هذه الأزمة  لقطع الطريق امام  انفصال دارفور   

مشكلة درفور واحدة من اكبر المشاكل المطروحة على الساحة الدولية في الوقت الراهن يوجد بها 

في البداية عندما سمعنا عن الازمة وحاولنا فهمها  حيث هناك  طرف خفي   فاذا سلمنا انها ازمة غير مصطنعة  ازمة قبلية   بين مجموعة من الاعراق التى اعتادت على هذا النوع من الصراعات في مثل هذه المناطق وتوجد مئات الصراعات المشابهة في افريقيا بل والاكثر دموية كما حدث في رواندا مثلا وعندما اطل علينا الطفل السوداني المدلل من الحكومات الاوربية وهو رأس الفتنة في الاصل  اعلن تشكيل مكتب لتمثيل حركته المزعومة في اسرائيل بدأت الرؤيا في   الكثير من المراقبين فكما يدعي عبد الواحد اسرائيل استقبلت الكثير من اللاجئين

 الفارين من دارفوروبهدا الشان   اسرائيل لن تضيع فرصة وجود فرع افريقي لها في السودان بل  التأثير اليهودي في اضفاء الصبغة الدولية على الازمة ومحاولة ادخال قوات اجنبية الى السودان ولم لا اعلان دارفور منطقة حكم ذاتي واعطائها نفس الحقوق التي اهديت للجنوب وتستمر القصة في التكرار  أي شخص ينفصل يتصل على اقرب سفارة اسرائيلية   وما يلاحض هو صغر حجم الدور المصري وهي الجار المباشر للسودان فمصر دورها في افريقيا عموما لا يمثل الثقل السياسي المصري في القارة على عكس الدور الليبي مثلا فهى ضالعة في مختلف القضايا الافريقية والرئيس الليبي يستقبل استقبال الفاتحين عند زيارة الكثير من هذه الدول ,وحقيقة  ان  الدور المصري بصفة عامة اصبح محدودا في السياسة الدولية  .

 قصة  مدكرة عتقال الرئيس عمر  البشير

 دول غربية خططت بالعاون مع المكحمة الجنائية بخطف  الوزير السوداني أحمد هارون   من على متن طائرة  

 

 

 إن إصدار المحكمة الجنائية الدولية قرار اعتقال البشير هي قضية جانبية أو فرعية  في خضم الصراعات المستعرة  في الشرق الأوسط بل هي على جميع ا الاإستراتيجية في صراع المحاور الدائر   في هذه المنطقة و التي قدرها أن تتجمع فيها خيوط الصراعات العالمية     

 

أولى هذه المستويات   هي النظر إلى طبيعة المحكمة الدولية  التى أنشئت في عام 1998 على خلفية الفظائع التي ارتكبت في يوغسلافيا ورواندا ووقف حيالها المجتمع الدولي حائرا وعاجزا. وقد تم إنشاء محكمتين خاصتين دوليتين لكل من تلك القضايا ولكن الرأي اتجه بعد ذلك لإنشاء محكمة دائمة تكون الملجأ الأخير لضحايا الفظائع والجرائم الكبرى ممن لا يجدون الإنصاف في بلدانهم. و هناك افتراض أساسي تقوم عليه فكرة المحكمة الجنائية الدولية وهو أن عالم ما بعد الحرب الباردة أصبح ساحة انسجام وتوافق دولي وإجماع على القيم والإجراءات التي تحكم علاقات الدول. والمحكمة بحسب هذا الفهم تعكس هذه الإرادة الدولية المنسجمة مع نفسها والقيم المتوافق عليها. و هي بحكم وقوعها تحت سلطة مجلس الأمن مع كونها مرفوضة من غالبية أعضائه الدائمين أداة في يد دول المجلس بحيث لن تحال إليها أبدا قضايا لا ترضى عنها هذه الدول. أي أن هذه المحكمة الدولية هي نتاج غربي و هي تعبير عن ثقافته و أداة من أدواته يطبق بواسطتها و بأدوات أخرى على كل من يخالف توجهاته و أهدافه و إستراتيجياته في دول العالم المختلفة  .

 

ثاني هذه المستويات   إن تتبع  إجراءات المحكمة الدولية ضد السودان يجد فيها فعلا مبرمجا و مخططا  فمنذ خمس سنوات و بالتحديد في  عام 2004 و حين كانت الحرب في دارفور تأخذ شكلا درامتيكيا  في وسائل الإعلام صرح جون دانفورث مندوب واشنطن لدى الأمم المتحدة في ذلك التوقيت  بأن المسؤولية عن هذه كارثة دارفور تقع بحق على عاتق حكومة السودان.. حان الوقت لبدء العد التنازلي لحكومة السودان .مع العلم أن هذا التصريح أطلقه عقب صدور قرار مجلس الأمن الذي تُبُني بغالبية 13 صوتا وامتناع دولتين عن التصويت هذا القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا آنذاك كان يمهل الحكومة السودانية مدة 30 يوما لتسوية أزمة دارفور وإلا واجهت عقوبات دولية في حال عدم الوفاء بالتزاماتها خلال المهلة الزمنية المذكورة.

 

و قبل ذلك التوقيت بعدة أشهر أصدرت منظمة هيومان رايتس واتش الأمريكية تقرير مؤلف من سبعة و سبعين صفحة بعنوان دارفور قد دُمرت  التطهير العرقي من قِبَل قوات الحكومة والميليشيات في غربي السودان  والذي ملخصه أن الحكومة السودانية تتحمل المسؤولية عن التطهير العرقي وعن الجرائم ضد الإنسانية على حد زعم التقرير في منطقة دارفور جنوبي السودان.

 

وعلى إثر ذلك قام كولن باول وزير الخارجية الأمريكي حينذاك بزيارة السودان  وبلغ الرئيس البشير رسالة واضحة من الرئيس بوش مفادها كما أعلنها باول على لسانه  أن على السودان اتخاذ خطوات حاسمة لحل الأزمة في دارفور وبشكل محدد.

 

و لكن الغرق الأمريكي في المستنقع العراقي في تلك الأثناء كان قد بدأ في التفاقم مما جعل كثير من القضايا الحيوية بالنسبة للإدارة الأمريكية تتراجع .

 

و منذ عامين بالضبط طالب لويس أوكامبو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية باعتقال الوزير السوداني أحمد هارون بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية على خلفية أحداث درفور فلما رفض السودان تسليم الوزير اعترف أوكامبو بأن المحكمة خططت بالتعاون مع دول لم يحددها لخطف هارون من على متن طائرة كان سيستقلها   ثم طالب أوكامبو في العام الماضي باعتقال الرئيس السوداني بالتهم ذاتها  وسئل في حينه عن السبب في أنه لا يحقق  مثلا  في جرائم الإبادة الجماعية في العراق وفلسطين فأجاب بأن تلك المناطق  لا تقع في نطاق صلاحياتي القانونية  .كما إن القرار رقم 1593 الخاص بتحويل قضية دارفور من مجلس الأمن إلى المحكمة الجنائية هو قرار سياسي اتخذه هذا المجلس الخاضع في النهاية للإرادة الأمريكية سواء بالتحالف المباشر مثل فرنسا و بريطانيا أو باستخدام أوراق الضغط كما في حالة دولتي روسيا و الصين .

 

 عقلية الامريكة مبنية على السطو على خيرات الدول

 

منذ ولادة ما يعرف بأمريكا يتوالى على الضمير الجمعي الأمريكي عدة عناصر تتداخل فيما بينها ليظهر في النهاية ما يعرف بالخصائص العامة للشعب الأمريكي وهي الخصائص التي تتبلور في عدة أهداف عادة ما تندفع وراء تحقيقها السياسة الأمريكية ومن ورائها الطبقة السياسية التي يجري بينها تداول السلطة هناك داخل لعبة الديمقراطية ويصطلح كثير من المفكرين والمتخصصين في الشأن الأمريكي على أن هناك ما يعرف بثلاثية: الثروة والدين والقوة. وهذه الثلاثية هي التي يجري على أساسها تفسير أي سلوك اجتماعي وما يتفرع عنه من سلوك سياسي تسير وفقه السياسة الأمريكية.

 

فالثروة التي تكمن في السودان ودارفور تحاذي بحيرة النفط الممتدة من إقليم بحر الغزال مرورا بتشاد والكاميرون هي من الأسباب التي جعلت أمريكا تهتم بتلك المنطقة ناهيك عن حفرة النحاس المتاخمة التي يقال إنها غنية بالمعادن لا سيما اليورانيوم و إلى هذا تشير صحيفة الجارديان البريطانية حيث تقول إن النفط سيكون القوة الدافعة الرئيسية في أي غزو عسكري خارجي للسودان وخلصت إلى أن التدخل العسكري المحتمل في السودان سيوفر خزان نفط ضخما وغير مستغل في جنوب إقليم دارفور وجنوب السودان لاسيما أن هناك دافعا آخر يبدو بارزا وهو أن امتياز استخراج النفط في جنوب دارفور تتمتع به الشركة القومية الصينية للبترول: باعتبار أن الصين هي أكبر المستثمرين في النفط السوداني.

 

والاهتمام الأمريكي بنفط السودان لا يعود فقط إلى أن اكتشافه تم على يد شركة شيفرون الأمريكية التي أنفقت ما يفوق مليار دولار على نشاطها هناك قبل خروجها في عام 1992م وأن كل النفط السوداني الذي تستمتع به الشركات الصينية والماليزية والهندية يأتي من حقول اكتشفتها شيفرون وإنما يعود كذلك إلى إمكانية نقل النفط السوداني عبر تشاد الذي يتم نقله حاليا عبر خط طوله 1610 كلم إلى ميناء بشائر على البحر الأحمر.

 

ويقدر احتياطي السودان من النفط بحوالي 2 مليار برميل من المتوقع زيادتها إلى 4 مليارات برميل عام 2010م. كل هذا يجعل شهية الولايات المتحد مفتوحة لالتهام هذا المنجم المفتوح.

 

- أما البعد الديني في مشكلة دارفور وهو عامل متجذر في السياسة الأمريكية فيظهر جليا في التهافت التنصيري على دارفور وهو اندفاع علني ولا يمكن لأي باحث سياسي تجاهله. وقد حذر المهندس (الحاج عطا المنان) والي جنوب دارفور من وجود بوادر حملة تنصيرية بدارفور وكشف لدى لقائه وفد الحكومة الزائر لولايته عن قيام عدد من رجال الدين المسيحي بتوزيع كتب التنصير على المواطنين في محاولة لتنصيرهم وإبعادهم عن الدين الإسلامي. وقال عطا المنان: إن الخطر الحقيقي ليس في التدخل الخارجي بالسلاح ولكن في تنصير مواطني دارفور الذين عُرفوا بحبهم للقرآن وكتابتهم للمصحف الشريف.

 

في هدا الاطار  كشف وزير الداخلية السوداني عن أن عدد المنظمات التنصيرية الأوروبية والأمريكية العاملة في دارفور يبلغ أكثر من 30 منظمة تقوم بأدوار في غاية الخطورة وتستغل العمل الإغاثي في عمليات التنصير في دارفور التي يعتبر غالبية سكانها مسلمين ولا يوجد بها كنيسة واحدة وكانت قمة التدخل التنصيري في أثناء اجتماع الأساقفة الإنجيليين بالمركز الكنسي التابع للأمم المتحدة بنيويورك في شهر إبريل الماضي حيث دعا رئيس الشمَّاسين كل بروتستانتي إلى تقديم يد العون لسكان دارفور والمشردين منها وأرسل بابا الفاتيكان مبعوثا شخصيا له وهو رئيس الأساقفة الألماني بول كوردز إلى السودان أواخر شهر يوليو 2004م للضغط على الحكومة السودانية لتسرع في إدخال المنظمات الكاثوليكية وتقدم لها التسهيلات والأهم من هذا هو السماح للفاتيكان بتقديم تضامنه الروحي للمنكوبين أي التنصير. ومن بين المنظمات التنصيرية التي كرست جهودها مؤخرا في دارفور: منظمة ميرسي كوربس الأمريكية الإنجيلية التي قضت 25 عاما بالتنصير في جنوب السودان. ويبدو أن ثمة تعاونا وثيقا بين نصارى الجنوب وبين المنظمات التنصيرية فقد أرسل رئيس الأساقفة الإنجيليين بالسودان يوسف مارونا إلى نظرائه في مناطق مختلفة في العالم يحثهم فيها على التدخل في دارفور

 

Voir les commentaires

وفاة اربعة جزائريين وهو يناصر إبطال الخضر ضد فراعنة الحجارة

راورة يتقدم باحتجاج رسمي لفيفا بعد تعرض حافلة الخضر لاعتداء بعد نهاية المقابلة

معركة القاهرة  انتصر فيها الخضر بحرمان الفراعنة من التاهل امام جمهورهم المتعصب

ويكشف بان الجزائريون خرجوا من كمين محكم لإطاحة بهم

وفاة اربعة  جزائريين  وهو يناصر إبطال الخضر ضد فراعنة الحجارة

الأمن الرئاسي كلف بحراسة محاربو الصحراء

 

المقابلة التي أجريت يوم أمس بين الجزائر ومصر وصفها بعض المختصين بانها كانت

بمثابة ميدان حرب وليست مبارة في كرة القدم فبعد الاعتداء الوحشي الذي كان ضحيته رفقاء صيفي  تواصلت الاستفزازات والمضايقات بطرق مختلفة حتى وصل الأمر الى تجنيد سائق الحافلة التي كانت تقل الخضر الى ملعب القاهرة  لاجراء فترة تدريبية يوم الجمعة...

تقرير /صالح مختاري

 

 السائق تعمد ان تكون مدة الوصول الى الملعب62 دقيقة  بدل 18 دقيقة  التى كانت مدة العودة الى فندق الخضر  ورغم تحذيرات الفيفا من أي تجاوز  أخر  وإلزامها بتوفير الحماية لكل البعثة الرياضية

من مناصرين وصحفيين وكدا الفريق الجزائري الا ان الالتزامات الكتابية التي أرسلتها السلطات المصرية للفيفا كانت مجرد در الرماد على العيون لان كل الأمور كانت مدبرة مسبقا للحط من معنويات الخضر لافتاك الفوز من الجزائريين بنتيجة ثلاثة أهداف او أكثر وهو ماكانت يتمناه حسن شحاتة لانقاد السلطة في مصر حسب راي احد السياسيين التي لو انهزم او أقصي الفراعنة بملعبهم ستكون كارثة  وأزمة  بدليل حسبه حضور اغلب الفنانين وابناء الرئيس حسني مبارك

لمناصرة  الفراعنة الدين فجرؤوا بصمود أبناء نوفمبر  الدين حرموا الفراعنة من التأهل بملعبهم وفرضوا عليهم مقابلة فاصلة تجري في ملعب محايد..   كل العالم شاهد ما تعرض له حليش ولموشية  وصيفي  من إصابات كانت من تدبير المصريين ..

 

تحدي  جنود الجزائر  اكد للجميع ان الجزائريين لن تعيقهم أي من هده المؤامرات  قدموا خلال المبارة  أحسن مثال على ما قدمه أجدادهم وإبائهم من تضحيات   جسيمة  من اجل تحرير الجزائر بقوة السلاح  سال الدم الجزائري كالوديان  نفس المر الدي حضر بالقاهرة والدي بمقياس الواد بل كقطرات الامطار الا ان لها معنى تاريخي مقدس  الجزائر  تعتبر البلد العربي الوحيد الدي انجز ثورة عالمية بمعنى الكلمة    كانت ميزاتها حاضرة يوم امس عندما سقط حليش ارضا متاثرا بجروحه وهو يدافع على شرف وحرمة مرمى المحروسة ....

 

الجزائريون خرجوا من كمين محكم لاطاحة بهم

وفاة اربعة  جزائري  وهو يناصر ابطال الخضر ضد فراعنة الحجارة

 

بعد انتهاء المقابلة بقي الخضر محاصرين طيلة ساعتين بغرفة الملابس  في غياب أي تدخل من طرف المسئولين الأمنيين الدين كانوا يتفرجون على الفريق الجزائري وهو يخرج من الملعب على واقع القصف بالحجارة والقارورات  ونتساءل كيف تم إدخال هده الأشياء المنوعة الى الملعب رغم تحذيرات الفيفا والسلطات الجزائرية  هدا الأخيرة لم تدخر أي جهد في تامين الفريق الجزائري وما مكالمة الهاتفية لرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورسائله المتتالية لمساندة الخضر لدليل على ان الدولة  واقفة وراء أبناءها مهما كان الثمن في هدا الاطار  تم تكليف كل من وزير التضامن وزير الخارجية والشباب والرياضة  بمهمة

توفير كل شروط الراحة والأمان لفريق الجزائري الذي تعرض مرة أخرى حسب شهادة الحاج راورة  الى القصف بالحجارة وهو يتنقل على متن الحافلة التي كانت تقله من الملعب الى مقر إقامته  اين  تعرضوا لوابل من قدائف  بالحجارة

  امام مراى ومسمع  ممثل الامني للفيفا وبهدا الشان تقدم الحاج روراوة رئيس الفاف  باحتجاج رسمي لدى الفيفا يحنوي على ملف يروي بالتفصيل    ماجرى بعد انتهاء المبارة  التى لم يسلم منها حتى المناصرون الجزائريون الدين كانوا يمثلون 2 في المئة من مجموع الحاضرين  جزائريون مسالمين  تركوا لوحدهم وهم عزل  بدون امن   مما سهل الاعتداء عليه   بشتى انواع الضرب والسب والشتم حتى وصل الامر الى اغتصاب بعض مناصرات الجزائيات ممن كن في حلبة التشجيع

 اعتداءات وحشية دهب ضحيتها اربعة جزائرين  من الدين بقوا مناصرين لخضر ضد فراعنة الحجارة الدين ارادوا ان يتاهلوا بانتفاضة الحجارة بدل الروح الرياضية ..

 

الامن الرئاسي كلف بحماية الخضر

 

اهتمامات الرئيس بالفريق الوطني الجزائري وصلت الى حد ارسال عناصر امن من النخبة التابعين لامن الرئاسي لحماية الخضر بعد ان تقدم الحاج روراة  بطلب ارسال عناصر امن جزائريين لتامين الفريق من أي اعتداءات محتملة وكما تمكن حراس الامن الجزائريين التابعين للسفارة الجزائرية بالقاهرة و حراس الوزير جيار من أنقاض الخضر من الموت المحقق

لما تعرضوا لهجوم اكثر من 500 فرعوني مدججين بالحجارة والعصي  اعتداء اسفر عن  اصابة  اكثر من 5 عناصر

من الفريق الجزائري على مستويات متعددة من اجسامهم،  تمكنت نخبة الامن الرئاسي من الحفاظ على حياة عناصر الخضر  عندما تعرضت حافلتهم لرشق بالحجارة  وهم يغادرون محيط ملعب القاهرة اين حاول الفراعنة  وضع حواجز أمامها لتوفير شروط الانتقام من صمود الخضر ولكن فطنة النخبة حالت دون دالك

 واقعة المطار كدبتها اعلي السلطات المصرية متهمة هي وإعلامهما الموجه  بان الجزائريون هم من افتعلوا الاعتداء على انفسهم الا ان الصور والأشرطة  كشفت بان حتى هده السلطات كانت متورطة في هده الخطة والا كيف نفسر وجود اشخاص  حاملين الحجارة والعصي ولا يتفطن لها احد وهي التى جندت رافت الهجان لتجسس على اسرائيل فكيف يفوف على الاجهزة الامنية امر بمثل هدا الحجم في محيط مطار دولي  كتبت عليه الاية القرانية " ادخلوا  مصر أمنيين " فشتان بين قول الرحمان وضمانات  السياسيين ومسؤولي الرياضة في مصر..  فمحاولة الاعتداء على فرقة كنال بلوس بغرض سرقة عتادهم  وما تعرض له الاعلاميون الجزائريون من ضرب ومضايقات  والاعتداء على احدى صحفيات التلفزيون الجزائري  يؤكد للعالم بان المصرييتن  اصابهم الغرور الى حد الاعتقاد بانهم هم الولايات المتحدة الامريكية في العالم العربي فمن يحاصر الشعب الفلسطيني وهو تحت قصف العدوان الاسرائلي تحت دواعي معاهدات السلام  الخبيثة فلا تنتظر منه ان يفعل خير ا بابنائنا الدين رفضوا هده المعاهدات ولم يتخلوا عن مبادئهم رغم المكائد والدسائس  ....

Voir les commentaires

الشارع الجزائري قبل ساعة من المبارة الجزائر مصر

الشارع الجزائري قبل ساعة من المبارة الجزائر مصر

/الامة العربية تستطلع الشارع الجزائري قبل ساعة من انطالقة مقابلة الخضر بالفراعنة

 

احتفالات على اوسع نطاق شارك فيها الاطفال ونساء بتاهل الخضر قبل الاوان

بوتفليقة اوصى عناصر الخضر بان يكونوا شرفاء في الميدان

صالح مختاري

 

مند ليلة اول امس لم تنقطع سفرات السيارات وهتفات المناصرين لفريق الوطني الجزائري  الدين اصبحوا يفوق عددهم اكثر منخمسة وثلاثون جزائري يضاف اليها مناصروا كل البلدان المغرب العربي

الاعلام والوطنية واشارات التى ترمز الى الخضر اصبحت في متناول كل جزائري نساءا شيوخا واطفالا  احتفلوا مند ليلة   الرابعة عشر نوفمبر الى سبقتها ليلة سوداء عاشها الخضر بمطار القاهرة  اين تعرض لهجوم اكثر من خمسة مائة مناصر من هولغنس المصري ارادوا الحط من عزيمة جنود سعدان الدين عقدوا العزم ان تحي الجزائر  كما فعلها الشهداء والمجاهدون الاحرار وكما تلقى جيش التحرير مساندة مطلقة من لدن الشعب الجزائري فان اليوم التاريخ يعيد نفسه حيث وقف كل الشعب الجزائري وراء رفقاء سبفي  محتفلين بالنصر والتاهل الى مزنديال جنوب افريقيا حتى قبل انطالاق المبارة الفاصلة هو ما اكتشفته الامة العربية خلال عملية الاستطلاع التى  قادتها الى بعض شوارع العاصمة من المدنية الى بلكور وبلوزاد  ونفس الامر تعيشه بقية شوارع الجمهورية حتى النساء ارتدنا  بدلات  زياني بوقرة وانت نتجول بهده الشوارع تكتشف وكان كل المناصرين اصبحوا لاعبين في صفوف الخضر  جانب مهم في مثل هده الحالات اين يعيش الفريق الوطني الجزائري الدي تلقى رسالة دعم ومساندة  فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة التى وجهها لاعضاء البعثة الجزائرية التى حثها على تشريف الكرة الجزائرية بالتحلي بالخلاق الرياضية العالية مثمنا تضحيات كل عناصر الفريق الوطني الجزائري  الدين حسبه تمكنوا من يكونوا احسن سفراء لجزائر على مستوى القارة الافريقية الرسالة التى وصلت الخضر مباشرة بعد تعرضهم لاعتداء والحملة الشرسة التى قادها الاعلام المصري التى اتهم الجزائرين بافتعال الحادثة جاء ت فيها عبارات النصر والتفاءل بالتاهل وعندما يطلق الرئيس الدي كان اول وزير لشباب والرياضة في اول حكومة جزائرية بعد الاسيتقلال فهدا يعني بانه متيقن من قوة جنوده الدين كان اخوانهم قد افتكوا النصر من الفريق الفرنسي خلال الالعاب البحر الابيض المتوسط  التى جرت بالجزائر عام خمسة وسبعون

 

الفريق الجزائري كان واثق من نفسه  يوم المبارة

 

ظهرت على عناصر المنتخب الوطني لكرة القدم ثقة وعزم كبيرين بضعة ساعات قبل لمقابلة الحاسمة التي جمعهم بالمنتخب المصري مساء يوم السبت بملعب القاهرة لحساب الجولة الأخيرة من التصفيات المزدوجة لكأسي افريقيا والعالم 2010.

 

 حيث أجرى أشبال المدرب الوطني رابح سعدان عشية المقابلة حصة تدريبية فوق أرضية ملعب القاهرة الدولي في نفس توقيت المباراة (30ر18سا بالتوقيت الجزائري تحسبا لهذا الموعد الحاسم من اجل الحصول  على تأشيرة المشاركة الثالثة للجزائر في مونديال 2010.

  

 بحيث  نسي رفقاء مطمور الاعتداء الذي تعرض له الفريق الوطني لدى وصوله يوم الخميس إلى مطار القاهرة بفضل هبة التضامن المتميزة و التجند الكبير لكافة الجزائريين المتواجدين بالقاهرة.

 

 

  هبة التضامن هذه مشجعة بالنسبة "للخضر"  كانت مهمة لاقتلاع  التأشيرة الوحيدة للمجموعة الثالثة   

 

  تحتل الجزائر التي لا تحتاج سوى لنتيجة التعادل أو الانهزام بفارق هدف واحد من أجل التأهل إلى كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا صدارة ترتيب المجموعة الثالثة

 

كان جنوود سعدان واعون كل الوعي بالمسؤولية الكبيرة التي ستقع على عاتقهم خلال المواجهة الساخنة التي انتظرهم بملعب القاهرة.

 

 

فبالرغم من عدم تكيفه مع أرضية الملعب إلا أن المنتخب الوطني اكتفى  بمناصريه الذين قدموا من كافة أنحاء الجزائر و كذا من فرنسا و أوروبا و أمريكا

 

حتى و إن كان عددهم قليلا (ما بين 2000 و 3000 مناصر مقابل 60000 مناصر مصري) أحد مناصري كشف بان   "كافة هؤلاء المناصرين الذي سيحملون العلم الوطني بفخر كبير في مدرجات الملعب سيكنون بمثابة الرجل الجزائري ال12 خلال هذه المقابلة".

 

 

وقصد تمكين اللاعبين من التركيز بشكل جيد على هذه المقابلة قرر مسؤولو الفدرالية الجزائرية لكرة القدم تنظيم تربص تحضيري بمدينة فلورنسا الإيطالية لإبعادهم عن أي ضغط يمكن أن يؤثر عليهم.

 

 

ويبدو أن هذه الاستراتيجية قد أعطت ثمارها و خير دليل على ذلك هو التركيز الكبير و الجو الذي يحيط بالمنتخب الوطني منذ وصوله إلى العاصمة المصرية بحيث أن

 

الحادث الذي تعرض له المنتخب الوطني قد "عزز التضامن ضمن عناصره"، حسبما صرح به أحد الصحفيين الجزائريين.

 

فقد أجرى رفقاء زياني الذين بدوا هادئين و مرتاحين حصتهم التدريبية بمعنويات مرتفعة و انضباط تام. و قبيل بضعة ساعات من المقابلة أمام مصر يبدو "الخضر" مستعدين اكثر من اي وقت لإهداء الجزائر مشاركة ثالثة في كأس العالم بعد دورتي 1982 و 1986.

 

Voir les commentaires

نص الفتوى قورارة التى زورتها المخابرات الفرنسية يوم 22 جوان 1893 / إقامة النظام الفرنسي و الحضارة في الشمال الغرب

مكانة الجزائر الدولية في مواجهة الغرب الصليبي

 

استيطان فرنسا الكاتوليكية   للمحروسة شكل رأس الحربة لتمزيق العالم الإسلامي

 

الامة العربية تنفرد بنشر نص الفتوى قورارة التى زورتها  المخابرات الفرنسية يوم  22 جوان 1893   

 

 

 الجاسوس  ليون روش زار  القيروان و الأزهر و مكة و الرباط  لإعداد الفتوى المزورة

البوحميدي  المقرب من الأمير عبد القادر يكشف الجاسوس لوش

المراسلات السرية بين  ادارة المستعمرات الفرنسية وحاكم الجزائر والسودان

 

الأب شارل دوفوكو" الأمر الأول هو إقامة النظام الفرنسي و الحضارة في إمبراطوريتنا بالشمال الغربي الإفريقي .... و الأمر الثاني هو   التبشير " 

    سياسة

       تصليب العالم الاسلامي  وتحويله الى  امة جاهلة كانت من بين اهم الركائز التى قام عليها  الاستيطان المسيحي الاوروبي الفرنسي في الجزائر خاصة وباقي البلدان العربية كلبنان على سبيل المثال هدا الاخير عمل على تدمير أسس التقدم المعروفة عند شعوب هذا العالم المترامي الأطراف من كنجة إلى جاكارتا و من غانا إلى فرغانة فضاء الجغرافي كبير، كان  يشتمل على أجناس و ألوان و لهجات و لغات متعددة    في إطار النمط الإسلامي، كانت إلى مطلع العصر الحديث مسلمة دينا، عربية لسانا .....

 

 

  ملف الشهداء يعودون هدا الاسبوع اعداد /صالح مختاري

 من كتاب أسرار الاستيطان الاوروبي الفرنسي على الجزائر المحروسة

 الكتاب له مراجع تاريخية

 

          الجزائر منذ دخولها ضمن دائرة الحضارة العربية الإسلامية كانت بمثابة البوابة الحديدية التي تحطمت على أسوارها الأطماع الأسبانية و الفرنسية وباقي الدول الاوروبية  و قد تنبهت فرنسا إلى  مكانة الجزائر الدولية في مواجهة الغرب الصليبي  ... ولهدا عمل   الاستيطان الاوروربي الفرنسي 

 

          بمجرد  تدنيسه  لاراضي الاسلامية الجزائرية   في إحياء الجذور العرقية للشعوب، كما فعلها في الشام عندما شجع  النزعة الفينيقية بهدف إحياء اللهجات القديمة  لمحاربة اللغة  العربية لسان الثقافة الإسلامية، و القرآن العظيم،في هدا الشان  نجح الاستدمار الفرنسي إلى حد بعيد في تكوين نخبة مسيحية في لبنان، التى هيأ لها ظروف تولى  الحكم   شرط ان تثور   على الوجود العثماني .

 

استطيان فرنسا الكاتوليكية   للمحروسة

شكل رأس الحربة لتمزيق العالم الإسلامي

 

    احتلال الجزائر من طرف فرنسا الكاتوليكية لم يكن مصادفة أو مغامرة لتأديب الداي   حسين   الذي  وبخ الدولة الفرنسية في شخص سفيرها  اليهودي المدعوا  دوفال  الدي هندس حادثة المروحة،  الحقائق الثابتة  اكدت بأن  استيطان اوروبا ممثلة في  فرنسا للجزائر شكل رأس الحربة لتمزيق العالم الإسلامي، حيث كانت سياسة التوسعبة في الجنوب الغربي الجزائري و بلاد السنغال التى انتهجها الغزاة تركزعلى  ضرب وحدة المنطقة و تمزيق نسيجها الاجتماعي و الثقافي

          الامر قد تبدو   لغير المطلعين  على أسلوب الدوائر العسكرية الفرنسية  بانه  ليس   دو  أهمية بالمقارنة مع أسلوب الدمار الشامل للفرق العسكرية الفرنسية في الجزائر و السنغال لتهدئة الأوضاع بعد احتلال مدينة   تينقورارين   قورارة    في مطلع القرن العشرين الدي يصادف عام   1900   و ما صحب هذا من دمار شامل و هجرة جماعية لسكان إقليم   توات  التاريخي ، بعد ان تم احتلال منطقة   قورارة   التى  كانت الفرق العسكرية الفرنسية المرابطة في مدينة   سان لوي   بشمال السنغال تتهيأ لإفشال حركة عسكرية كبيرة بالمنطقة، و بالموازاة مع ما يحدث من تمشيط للجنوب الغربي الجزائري، و تتبع فلول القبائل الفارة من دمار المدفعية الفرنسية و وحشية و بربرية فرقها العسكرية   التى كانت  

           تخشى عودة الاضطرابات إلى هذه المنطقة، فبدأت باستمالة أعيان المنطقة لتدجينهم من أجل نزع فتيل المقاومة و طمأنة  السكان   بإنسانية فرنسا التي جاءت إلى المنطقة بهدف إخراجها من دائرة العزلة, وربطها بسبل الحضارة و التقدم السياسة تهدف إلى أمرين أساسيين

   العمل عل نشر النفوذ الفرنسي بالصحراء في هدوء واجتناب المواجهة المسلحة  إلى حين و  إدماج السكان في الحضارة الفرنسية  مع تبني سياسة  تنصيرهم 

 

الأب شارل دوفوكو" الأمر الأول هو إقامة النظام الفرنسي

و الحضارة في إمبراطوريتنا بالشمال الغربي الإفريقي .... و الأمر الثاني هو   التبشير "

 

 خلفيات الغزوة الاوروبية الفرنسية على الجزائر المحروسة كشفها الأب شارل دوفوكو  الدي اقام  بتامنراست بين عامي 1905-1916  في نص صريح  جاء فيه  "الأمر الأول هو إقامة النظام الفرنسي و الحضارة في إمبراطوريتنا بالشمال الغربي الإفريقي .... و الأمر الثاني هو   التبشير " في هدا الاطار   لم تميز أوروبا في  تلك الفترة بين الإستعمار و التنصير  

 وقد أرسل أحد علماء المنطقة "النازلة"   إلى شيوخ الإسلام بمكة المكرمة يطلب فيها حكم الشرع, فيما إذا تغلب الكفار على وطن من أوطان المسلمين  و لم يكن في وسعهم رد الإعتداء, بعد ان   رغبهم المحتل الكافر لأرض المسلمين, في إقامة الصلاة  و شجعهم على اختيار إمام الصلوات الخمس او الجمعة, حيث اصبحوا لا يستطيعون مغادرة أراضيهم لاستضعافهم و خوفهم من مشقة الطريق و الإبتعاد عن الأوطان.

 و بالموزاة مع دالك  أرسل حاكم الجزائر العام   جيل كامبون نازلة اخرى  في عام 1893   إلى نفس الشيوخ يستفتيهم حول شرعية وجودهم بديار المسلمين،بعد ان علم بشان نازلة العالم الجزائري يستفتيهم فيها " إذا كانت السلطات الفرنسية لا تتدخل في شؤونهم الإسلامية، فهل يبيح الشرع إقامة مسلم تحت سلطة كافر".

و قد أجمع شيوخ المذاهب الإسلامية الأحناف، المالكية، و الشافعية في ردهم  حسب الوثيقة المؤرخ في 22 جوان 1893   على وجوب إقامة المستضعفين إذا أقاموا دينهم و شعائرهم مع الظروف المذكورة في النازلة   "الفتوى "   

 و بحكم الغموض في سرد الأحكام الفقهية المعروفة و سوء فهم هؤلاء المشايخ مناط نازلة جيل كامبون  حاكم  

 الجزائر العام آنذاك الذي  استغل النازلة و روج لها بطريقة عجيبة الدي كان  نصها  قد  أعطى لفرنسا المستوطنة  حججا استغلتها  لصالحها..

 

 

المخابرات الفرنسية زورت فتوى قورارة عام   22 جوان 1893 م  

 الجاسوس  ليون روش زار  القيروان و الأزهر و مكة و الرباط متنكرا في الزي العربي الإسلامي  

 

 تشير الوثائق الموجودة بأرشيف ما وراء البحر الخاصة باحتلال منطقة  قورارة  وتينقورارين  و إقليم توات و المراسلات المتبادلة بين حاكم إقليم وهران و حاكم الجزائر العام و السلطات الاستعمارية في السنغال و بلاد الهقار و المستعمرات الفرنسية الأخرى، ساحل العاج، مالي، غينيا الفرنسية، و الكونغو إلى ما كان يقوم به الإعلام الاستيطاني  الذكي لتحقيق أهداف فرنسا التوسعية، و السيطرة على السكان بأقل الخسائر الممكنة، و انجاز أهدافها و مشاريعها الاقتصادية و العسكرية مثل مد خط السكة الحديدية من المنطقة الغربية إلى ورقلة، و منها إلى أقاليم الصحراء الشرقية و إحكام الطوق لاحتلال مدينة   جنات  و محاصرة الزوايا السنوسية المناهضة للوجود العسكري الفرنسي في الصحراء والتى تحالفت مع  قبائل الهقار و القبائل العربية في شمال تشاد

 وقد اشار  المؤرخ الجيل الدكتور سعد   إلى هذا الأمر   "  كانت سياسة الدولة العثمانية الإسلامية و خوف فرنسا على الوضع الدخلي بالجزائر، قد أجبر  الحاكم العام جول كامبون على تزوير فتوى جديدة في  إشارة  الى  فتوى قورارة  تثبط المسلمين الجزائريين ضد الهجرة و تقاوم تأثير السياسة الإسلامية أو الدعاية العثمانية في الجزائر،  حيث كان جول كامبون  قد أمر بدراسة نفوذ الطرق الصوفية و معرفة ما كان منها   وطني  أي نابعا من الجزائر، ومن  ليس له فروع أو أصول في المشرق، و ما كان منها  عالميا  أو مشرقيا له فروع و أصول. و كانت فرنسا الاستعمارية قبل ذلك قد استعانت بالجاسوس الشهير ليون روش متنكرا في الزي العربي الإسلامي الذي أرسل إلى أهل القيروان و الأزهر و مكة و الرباط  من قبل  والدي جاء من علماء هذه الحواضر و الدول   بفتوى  أعدتها مسبقا مصالح المخابرات الفرنسية، و ختمت عليها أيدي علماء الإسلام  الأعلام  في الأماكن المذكورة . . . فعلقت على جدران المساجد  و قرئت في الخطب و نشرت في جريدة المبشر و سارت بها الركبان إلى الأرياف و الآفاق، و نادى بها البراحون في الأسواق، و كلهم يقولون   لا للهجرة الجماعية للمسلمين و لا لحمل السلاح في وجه الكفار ما داموا لم يتعرضوا للدين بالأذى و ما دام المسلمون عاجزين عن إخراجهم من الجزائر بقوة .......

 

البوحميدي  المقرب من الأمير عبد القادر يكشف الجاسوس لوش

 

  الجاسوس المدعو ليون روش  الذي تمكن البوحميدي  المقرب من الأمير عبد القادر في جهاده ضد فرنسا الاستعمارية من اكتشاف أمره منذ مدة طويلة قد استعان بشرفاء وزان من أهل الطريقة الطيبية في استصدار الفتوى المشهورة عام 1843  عهد في  السفاح بوجو، والدي  لما أرسل إلى مكة   في نفس عام 1842   وافق على فتواه علماء مكة و مجلسهم الموقر الذي دعي إليه الشريف غالب حاكم مكة المكرمة، إلا محمد بن علي السنوسي الذي رفض التوقيع على استسلام أبناء المسلمين المجاهدين في الجزائر، و هو ما ذكره ليون روش نفسه في كتابه الشهير    " اثنان و ثلاثون سنة في الإسلام "

 حيث  حمل ليون روش نص فتوى إلى علماء مكة ليوافقوا عليه، وكان  محتوى النص هو دعوة الجزائريين إلى الكف عن حرب الفرنسيين ما داموا قد سمحوا لهم بالعبادة.  روش كان  قد روى   في كتابه هده  القصة   كيف ذهب عام 1842 إلى مكة و من رافقه من مقدمي الطرق الصوفية الجزائريين   معترفا بأن العالم الوحيد الذي عارض الفتوى في المجلس العلمي  هو محمد بن علي السنوسي  

 

النازلة و مسألة الولاء و البراءة

 

           هذه النازلة تطرح مسألة معروفة في الفقه الإسلامي، و لها علاقة وثيقة بعقيدة   الولاء و البراءة  ، و لم تكن غريبة عن تاريخ الجزائر الحديث حيث ظهرت أولا عند العلامة أحمد بن يحيى الونشريسي  صاحب المعيار الذي عاصر ظروف المسلمين بعد سقوط غرناطة عام 1492 م آخر معاقل الإسلام المحاضر في أوروبة الجنوبية الغربية و عنوان رسالته   أسنى المتاجر في بيان أحكام من تغلب على وطنه النصارى و لم يهاجر و ما يترتب عليه من العقوبات و الزواجر      إن رسالة الونشريسي     في فتواه هو  أن يعود المسلمون القاطنون تحت ذمة الكفار في الأندلس إلى صوابهم، و يدخلوا إلى دار الإسلام بالمغرب، و يتوبوا من ذنب كبير قد ارتكبوه، و هدف الأمير  بفتواه  هو  إرواء ظمأ مستفتيه و إطلاع سائله على حكم الشرع فمن بقي تحت ذمة الملة الكافرة و لم يهاجر إلى دار الإسلام و التي تحت حوزته بالمغرب الجزائري

            المحتل كان يشجع   على هذه الهجرة التي هي سياسة فرنسية ماكرة لإفراغ الجزائر من سكانها و نخبتها و فرسانها حتى تحقق حلم نخبتها البرجوازية الفرنسية في المزيد من الاحتلال و القتل للسكان في مجازر تاريخية لإفراغ الجزائر من سكانها

           الظروف و الملابسات الخاصة  بنازلة قورارة  تختلف حسب ما تقتضيه المراسلات و ما تتظمنه الوثائق  فهي الصورة الثانية للهدف الفرنسي المرجو من إقامة مرحلة سلم بالجنوب الغربي الجزائري للتفرغ إلى مشاريعها الاستعمارية في السنغال و مالي و ساحل العاج و الكونغو و غينيا، بعد القضاء على جهاد الحاج عمر الفوتي الذي كان هدفه الأسمى القضاء على تحالف القبائل و الإمارات الوثنية، الموالية للاستعمار الفرنسي، و إقامة دولة إسلامية بعيدة عن نفوذ الاحتلال الفرنسي الكافر

           وقتها  كان جيل كامبون حاكم الجزائر العام    لا يزال تحت تأثير زيارة الوفد البرلماني الفرنسي عام 1892 م بقيادة جول فيري الوزير   الرأس المدبرة للفكر الكولونيالي، حيث اغتنم الجزائريون فرصة وجود لجنة جول فيري بينهم سنة 1892 م   فتقدموا إليها بمطالب قوية، بما في ذلك تحرير نظام الضرائب و إصلاح التمثيل النيابي و استعادة القضاء الإسلامي، و فوق ذلك كله كما قال  فيري  فإن الجزائريين قد طلبوا من الفرنسيين أن  "  دعونا وحدنا" في الوقت الدي كانت   

          فرنسا الاستعمارية لا تزال تعيش حالة الاضطراب الذي عرفتها أثناء ثورة بوعمامة    1881   1908

 

الفتوى المزوة   سحبت   الغطاء السياسي و الروحي  من العائلات الكبيرة

 

 

                   هذه الملابسات كلها تركت سبيلها لإضفاء الدعاية الكبيرة على فتوى شيوخ الإسلام المؤرخة كما   في 22 جوان 1893 م و هي بذلك تسعى إلى كسب ود أعيان منطقة الصحراء و إدماجهم ضمن دائرة العائلات الكبيرة التي يسميها المؤرخون "أرستقراطية العصور الوسطى" أو الخيام الكبيرة أو النخبة التقليدية،  فإن فرنسا قد نجحت في كسب العائلات الكبيرة و سحبت منها الغطاء السياسي و الروحي و التمثيلي لدى الجماهير

          وبدلك عملت السلطات الاستعمارية على توسيع رقعة احتلالها بالجنوب الغربي  اين  ربطت المنطقة بالسنغال و بمناطق نفوذها فيما يعرف بإفريقية الغربية الفرنسية أو بلاد السودان الفرنسي.

         أما حظ فتوى شيوخ الإسلام في السنغال فقد أشارت وثائق الأرشيف الفرنسي إلى قوة الدعاية التي قامت بها فرنسا في السنغال من أجل مسح آثار جهاد الشيخ الحاج عمر الفوتي و دلته الإسلامية، الذي كان  لا يزال يتردد صداها منذ نهاية الستينيات من القرن التاسع عشر، و هو النجاح الذي تحقق بالموازاة مع  دور المبشرين و الجواسيس و المكتشفين الأوروبيين و المستشرقين من خبراء الاستعمار   الدين عمدوا الى  تشويه صورة الإنسان الإفريقي بالمنطقة

           و تشويه النخب المتعلمة الواعية   حيث تم إخضاع أقاليم و مناطق الصحراء الجزائرية إلى قوانين فرنسا الاستعمارية بشتى الأساليب و أحط الوسائل.

           فكان الانتقام و اتباع سياسة الأرض المحروقة في الجزائر عامة و قصور الصحراء خاصة، انتقاما لقتى المستوطن   بعد رفض المقاومة  استسلام حيث دافع  أهالي   عن شرف قراهم و قصورهم و مدنهم   قابلتهم فرنسا المتحضرة بمجازر لا تزال دماء شهداء إينغر الأولى و الثانية و قصر باجودة الشامخ و هضبة تيديكلت التي تحدت الغزاة، شاهدة على جهاد أهل المنطقة دفاعا عن الدين و الشرف و الوطن

 

نص الفتوى المزورة من طرف المخابرات الفرنسية

 

         ما قولكم في أهل بلدة مسلمين قد استولى عليهم الكافر و صار حاكما عليهم، و لم يتعرض لهم في أمور دينهم، بل يحثهم على إجراء أحكامهم الدينية، و وظف عليهم قاضيا من أهل دينهم يجري عليهم الأحكام الشرعية، و جعل له معاشا وافرا يأخذه على رأس كل شهر، فهل مع هذا تجب عليهم الهجرة أم لا ؟ و هل تجب عليهم مقاومته و محاربته مع عدم قدرتهم على ذلك أم لا؟ و هل بلدهم التي استولى عليها يقال لها دار حرب أم دار إسلام؟ بينوا لنا بيانا شافيا  

 

الكون استمد التوفيق و العون من حامد سماحة محمد الإجابة

         قال شيخنا العلامة رحمه الله في جواب نحو المسؤول عنه  المهاجرة واجبة من موضع لا يتمكن الرجل من إقامة أمور دينه بأي سبب كان، و من لم يقدر على ذلك يجب عليه الهجرة إن قدر عليها بأن كان له مال يكفيه لمؤنة الانتقال، فقد قال الله سبحانه و تعالى في حق قوم أسلموا و لم يهاجروا مع تمكنهم من ذلك " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها"  الآية  النساء   97   

         فلم يعذرهم ربهم مع استضعافهم بتمكنهم من المهاجرة إلى محل آخر إلا من استثنى في آخر الآية، قال تعالى: " إلا المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان"    النساء   98  . و المعنى أن جهنم مأوى جميع من ترك الهجرة إلا من هو استضعف من جنس الرجال و النساء و الولدان حال كونهم لا يستطيعون حيلة في الخروج لعجزهم و فقرهم و لا يهتدون سبيلا أي لا معرفة لهم بالمسالك فولئك عسى الله أن يعفو عنهم ترك الهجرة.  .

         كذا قاله علماء التفسير  و قال صلى الله عليه و سلم  "من فر بدينه من أرض إلى أرض و إن كان شبرا من الأرض، استوجبت له الجنة و كان رفيق أبيه ابراهيم و نبيه محمد صلوات الله عليهم أجمعين"، و في "معراج الدراية" عن المبسوط .. البلاد التي في أيدي الكفار بلاد إسلام،   لا بلاد حرب لأنهم لم يظهروا حكم الكفر بل القضاة و الولاة مسلمون يطيعونهم عن ضرورة أو بدونها، و كل مصر فيه و  من جهتهم يجوز له إقامة الجمع و الأعياد و الحدود. فلو  كان  الولاة كفارا يجوز للمسلمين إقامة الجمع و يصير القاضي قاضيا بتراضي المسلمين و يجب عليهم أن يلتمسوا واليا مسلما   

 

و في تنوير الأبصار و شرحه الدر المختار ..  لا تصير دار الإسلام دار حرب إلا بأمور ثلاثة  بإجراء أحكام أهل الشرك و  باتصالها بدار الحرب و بأن لا يبقى فيها مسلم أو ذمي آمنا بالآمان الأول على نفسه.    

         قال "العلامة الطحطاوي" في حاشيته عليه" و ظاهره أنه لو أجريت أحكام المسلمين و أحكام أهل الشرك لا تكون دار حرب. .

         فعلم مما نقلناه أنه، متى وجد قاض من المسلمين و لو بإقامة الكافر له و أجريت أحكام المسلمين على ما وصف أعلاه، لا تخرج البلاد عن أن تكون دار إسلام    

         و الله سبحانه أعلمن أمر برقمه خادم الشريعة و المنهاج عبد الرحمان بن عبد الله سراج الحنفي مفتي مكة المكرمة كان الله لهما، حامدا مصليا مسلما.

الختم

عبد الرحمن بن عبد الله سراج

 

الحمد الله وحده و صلى الله و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و السالكين لنهجهم بعده

         اللهم هداية للصواب

         في فتاوى العلامة الشيغ محمد بن سليمان الكردي محشي شرح ابن حجر أن إقامة المسلمين بدار الكفر على أربعة أقيام

         إما لازمة بأن قدروا على الامتناع من الكفر و الاعتزال عنهم و لم يرجوا نصرة المسلمين لأن موضعهم دار إسلام، فإذا هاجروا صار دار حرب، أو مندوبة بأن أمكنهم إظهار دينهم و يرجى ظهور الإسلام  أو مكروهة بأن أمكنهم و لم يرجو ذلك، أو حرام بأن لم يمكنهم إظهار دينهم، فحينئذ إذا كان في إظهار الدين و أحكام المسلمين من حدود و غيرها إهلاك البلاد و قتل المسلمين بسبب أنه يتعطاه الوالي الكافر و لا يفوضه إلى حكم الإسلام، حرمت الإقامة عندهم، و وجبت الهجرة إلا لعاجز لا يقدر عليها فيعذر، انتهى. و في شرح الجمال الرملي على المنهاج إلا وجهان دار الإسلام التي استولوا أي الكفار عليها كذلك أي في التفصيل المذكور. انتهى.

         و من ذلك علم حكم السؤال الأول. و جواب السؤال الثاني: لا تجب مقاومة الكفار مع عدم القدرة و الله أعلم. و جواب السؤال الثالث: أن بلاد الإسلام لا تصير باستيلاء الكفار عليها دار حرب و الله سبحانه و تعالى أعلم، رقما لما تجري من به كلال النبل

         محمد سعيد بن محمد با بصيل مفتي الشافعية بمكة المحمية غفر الله له و لوالديه و مشايخه و جميع المسلمين.

الختم.

 

الحمد لله وحده. اللهم هداية للصواب.

         أما بعد فإنني قد نظرت فيما أفاده السادة الأعلام فوجدته هو الصواب المعول عليه، و لا يكون الاعتماد إلا عليه، فجزاهم الله أحسن الجزاء، و أقام بهم شعائر الدين و بالله الاعتماد

 

         أمر برقمه مفتي السادة المالكية بمكة المحمية محمد عابد ابن المرحوم الشيخ حسين  

الختم  

الحمد لله وحده، اللهم هداية للصواب

         أما بعد فإنني قد نظرت فيما أفاده السادة الأعلام فوجدته هو الصواب المعول عليه، و لا يكون الاعتماد إلا عليه، فجزأهم الله أحسن الجزاء، و أقام بهم شعائر الدين و بالله الاعتماد

         أمر برقمه مفتي السادة المالكية بمكة المحمية محمد عابد ابن المرحوم الشيخ حسين

الختم.

        

 

 المراسلات السرية بين  ادارة المستعمرات الفرنسية وحاكم الجزائر والسودان

 

 

رسالة    قردوي  حاكم السودان  الفرنسي إلى    نائب كاتب الدولة للمستعمرات

  17 جانفي  1894

 

 

         لقد شرفتموني في رسالتكم المؤرخة بتاريخ 9 ديسمبر الماضي تحت رقم  243 التي تتضمن نسخا من "الفتوى" التي رد فيها شيوخ المذاهب الثلاثة الأحناف، الشافعية و المالكية المقيمون بإفريقية الشمالية، و هذا على ما طلبه حاكم الجزائر العام  جيل كومبون  لمعرفة شرعية خضوع المسلمين تحت سلطة الكفار

         و قد طلبتم مني تسليم هذه النماذج إلى أعواننا الضباط أو موظفينا المتواجدين في الأقطار الإسلامية

         إن الدراسة المعمقة لهذه الوثيقة تجعلني أفكر بأنه من غير المناسب تبليغها إلى أتباع الإسلام الموجودين بالسودان الفرنسي إن الشعوب السوداء بالمستعمرة الذين يتبعون أحكام القرآن هم

        

         أولا  التكرور  ثم يليهم قدماء الوثنيين الذين انضموا تدريجيا إلى الدين بعد فتوحات الحاج عمر  الفوتي و إذا كان الأولون الذين كانوا و لا يزالون المبشرين الحقيقيين للإسلام في السودان، الذين تمكنوا آنذاك بمساعدة قوتهم العسكرية من فرض دينهم على عدة أقوام  وثنية و بقوا مع ذلك على دراية غير كافية بالكتاب المقدس و مفسريه

         إذ لم يتلقوا تربية دينية كاملة، التي يتمتع بها عرب الجزائر  و مرابطوهم  ليسوا سوى متعصبين جهلة، أما فيما يخص هؤلاء الوثنيين الذين أسلموا فإنهم أقل تنويرا، قليلو الإلمام بدينهم الجديد من التكرور، حيث إنهم لا يتكلمون و لا يقرؤون العربية، و القليل منهم فقط يستعمل الحروف العربية لكتابة لهجاتهم الخاصة

         و خلاصة القول  لا هؤلاء، و لا هؤلاء يمكن مقارنتهم   فيما يخص علوم الدين  مع شعوب الشمال الإفريقي، و أكثر من ذلك شعوب الشرق، غير أنهم كلهم يعوضون نقص معرفة شريعة الرسول، بتعصب أعمى، و لا يسمعون للاستدلال، و غير قادرين إلا على أن تكون موضع تفكير أو دراسة

         في مثل هذه الظروف و نظرا لأسلوب الفتوى الملتوي فإنه يتوجب علينا الحذر و في اعتقادي بأن مفعولها غير مجد و ربما يكون عكسيا، فالمرابطون سيتحفظون منها إلا العواطف الملائمة لأحكام الإسلام بدلا من روح الأجوبة المتعلقة بالفتوى التي طرحها حاكم الجزائر العام

         يتبين لي إذا أنه من المستحسن عدم نشر هذه الفتوى في هذه الآونة، اللهم إلا إذا صادفنا مرابط له من الذكاء و الفهم يمكنانه من شرحها للمسلمين في الاتجاه الإيجابي الذي يخدم مصالحنا، و هيمنتنا على السودان الفرنسي

 الإمضاء : أ. قردوي.   

رسالة نيابة كتابة الدولة للمستعمرات

 

إلى   حاكم الجزائر العام

 

           5 مارس 1894  

بلاغكم بتاريخ 9 ديسمبر الماضي،

 فقد حولت النازلة  الفتوى  و ترجمتها إلى وكائلنا بالسنغال، السودان غينا الفرنسية، ساحل العاج، و الكونغو، أين أجاب شيوخ   المذاهب الثلاثة الموجودون بإفريقية الشمالية  عن سؤال حاكم الجزائر العام المتضمن إمكانية إقامة المسلمين تحت سلطة الكفار

         إن السيد حاكم السودان الفرنسي، يخشى أن يكون وقع الوثيقة سيئا على مصالحنا من طرف دعاة الإسلام بالمناطق الخاضعة لسلطته، و الذين يتلقون تربية دينية ناقصة جدا مع جهلهم بتفاسير القرآن

         لي الشرف أن أبعث لكم نسخة من تقرير حاكم السودان الذي يوافق هذه الرؤية و المضمون الذي يتضمن أفكارا هادفة، و أضيف أن السادة حكام غينيا الفرنسية، ساحل العاج عكس ما ذهبنا إليه يقترحان نشر هذه الفتوى في كل بقاع هاتين المستعمرتين أين يتبين جدوى ذلك

تقبلوا سيدي الحاكم العام العام خالص تقديري و احترامي.

 

موريس لولو

 

…………………………

انجازات فريق الخضر رهينة  سياسة الفشل والترقيع

أزمة اللجنة الاولمبية  ترهن مصير الرياضة  الجزائرية

  مؤامرات داخلية وخارجية  وراء محاولات إقصاء الجزائر  

 

Voir les commentaires

فرنسا وقفت ضد تحقيق الوفاق الوطني والمصالحة في الجزائر

 

أحداث الجزائر والمستفيد من الجريمة

فرنسا وقفت ضد تحقيق الوفاق الوطني والمصالحة  في الجزائر

شبوهات حول خلفيات مقتل الفرنسيين الثلاثة عام 1994 بالجزائر

وسائل الاعلام الفرنسية تشكك في قضية اغتيال الرعايا الفرنسيين

 اليزي  ساعدت الأقلية التغريبية التي وقفت ضد المصالحة الوطنية

طيلة 19 سنة لم تتوقف  الإعمال الإرهابية في الجزائر وهو رقم قياسي عالمي في الجرائم الإرهابية لم تحققه اي دولة في العالم لحد الآن أبناء الجزائر مازالوا واقفون لوحدهم في مكافحة آفة غريبة عنهم تم استيرادها بفعل فاعل كان لفرنسا وأجهزة استخبارات غربية ومنها الاسرائيلة اليد الطولي في تجنيد جزائريين وإفريقيين وحتى اوروبين ليكونوا عملاء الإرهاب في الجزائر

مختاري صالح

من كتاب علاقة الارهاب في الجزائر مع اجهزة المخابرات الاجنبية

عام 1998 مودع لدى اندا

   السلطات الفرنسية كانت مع بداية الأزمة الأمنية  قد انحازت نهائيا إلى أطروحات التيار  الإستئصالي، الذي  لم يكن  يؤمن   بالحوار السياسي حيث رفض كل جهود الوفاق الوطني 

  الأقليات التغريبية، بالمفهوم السياسي الواسع لا بالمعنى اللغوي المحدود  أقليات مرتبطة بالنموذج الفرنسي فكرا وروحا  الدي يتناقض  مع قيم مجتمع الجزائري  ومعالم حضارته العريقة، كانت ومازالت  تتصرف  وكأنها تخوض معركة البقاء الأخيرة، لأنها تعرف أن خسارتها هي فقدان لوجودها نفسه، لا كقوة مؤثرة على الساحة الوطنية والدولية فحسب،  بل كجزء كامل الحقوق في المجتمع، خاصة بعد أن أدركت  هده الأقلية عجز السلطات الفرنسية عن إقناع الدول الكبرى بصحة أطروحاتها السياسية، و نجاعة  ممارساتها الاقتصادية والاجتماعية،  وقدرتها  على ضمان المصالح المشروعة لشركاء الجزائر في مختلف الميادين، على المدى المتوسط والبعيد.

 في هدا الصد فضح  وزير الداخلية الفرنسي السابق   نفسه كاشفا عن  أوراقه  السرية في حديث متلفز     لقناة الثانية الفرنسية ، هدا  الوزير   تحدث عن الوضعية  الامنية في الجزائر   لمدة نصف ساعة تقريبا، وهو أمر  غير  مألوف، حتى في قناة حكومية، كالقناة الثانية.هدا الاخير تطرق الى  مضمون غريب  

 بعد يوم من

  من اغتيال ثلاثة جنود درك فرنسيين في الجزائر  ودلك خلال عام 1994  إثر هجوم شنته مجموعة مسلحة، قيل إنها كانت ترتدي ملابس عسكرية،  استعمل عناصرها  سيارة من نوع"نيسان" الذي قيل كدلك إن الأمن الجزائري يستعملها  وهدا الشان اسرت مصادر متبعة لشان الامني بان عملية من هدا النوع يستحيل القيام بها امام سفارة مثل سفارة فرنسا  واصفين العملية بالمفبركة  هندسها الاليزي لاستثمارها في الانتخابات الرئاسية التى كانت على الابواب وكدا استثمارها في ابتزاز الجزائر سياسيا امنيا واقتصاديا .

وسائل الاعلام الفرنسية تشكك في قضية اغتيال الرعايا الفرنسيين

 حسب وسائل الإعلام الفرنسية التى غطت اغتيال الرعايا الفرنسيين  قالت  بان الضحايا الثلاثة لم يكونوا مجموعة كشفية في مخيم صيفي، بل  كانوا رجال أمن مدربين ومؤهلين للقيام بمسؤولية الدفاع  عن مؤسسات تخضع  للوضعية الديبلوماسية خاصة ، والمفروض أن تكون سفارة الفرنسية  بعد كل ما عرفه العالم من عمليات إرهابية، ان تكون مزودة بكل معدات الحماية الإلكترونية وآلات التصوير التلفزيوني ووسائل الحماية العصرية  الفعالة  وتضيف  "وإذا لم يكن هذا متوفرا فهو تقصير فاضح وقصور مؤسف من الدولة الفرنسية نفسها، ولا تتحمل الدولة الجزائرية مسؤوليته بأي حال من الأحوال "

   منذ اللحظات الأولى للعملية   نشرت الأخبار عبر الأجهزة الإعلامية الفرنسية من خلال المنظور الإعلامي الذي يدفع إلى الإعتقاد بأن وراء العملية عناصر إسلامية إرهابية، وذلك حتى قبل أن تعلن أي جهة تبنيها لها، وفي هذا الإطار قامت التلفزة الفرنسية باستجواب  رابح كبير،  قيادي  الجبهة الإسلامية، المحظورة  الدي كان  مقيما    في ألمانيا.  هدا الاخير  نفى أي علاقة للجبهة أو لجماعاتها المسلحة بحادث اغتيال الفرنسيين . في هدا السياق

  سأل المذيع الفرنسي وزير الداخلية الفرنسي  بخصوص ما صرح به رابح كبير  ،الوزير   كان من حقه أن يكذب  كبير، أو أن يفند أقواله،  الا انه  انهال باللوم   على القنوات الفرنسية، التي اعطت الكلمة حسبه لأمثال هؤلاء المتواطئين مع الإرهاب، ولم يتردد في القول، ردا على سؤال آخر " كلهم سواء فليس هناك متطرفون ومعتدلون، وكلهم إرهابيون."

وفي اليوم  الموالي من هده الدردشة التلفزيونية  قيل بأن صحيفة لندنية صادرة بالعربية   تلقت برقية "فاكس" موقعة بإسم "الجماعة الإسلامية المسلحة، تتبت فيها  العملية، وهنا حدث للإعلام الفرنسي ما يعبر عنه إخواننا المصريين بقولهم "هبلة وأمسكوها طار".

 

 وهو اعطى الفرصة   لشن حملة رهيبة في كل القنوات لاستثارة عواطف الفرنسيين والجزائريين على حد سواء ضد كل ماهو إسلامي،  إلى الدرجة  انه تم استنفار  مواطنين فرنسيين في القرية التي حجزت فيها السلطات الفرنسية "متهمين" جزائريين، فقام هؤلاء المواطنين، للمرة الأولى في التاريخ، بمظاهرات تندد بوجود "المتواطئين مع القتلة" في بلديتهم الطاهرة، رغم أن القانون الفرنسي نفسه يؤكد أن المتهم بريء إلى أن تثبت إدانته،  

 المتتابعون لمسار  أجهزة الإعلام الفرنسية في مثل هده التغطيات  كشفوا  بأن حكومة باريس،  ولأسباب انتخابية رئاسية، و  لمصالح سياسية  و اقتصادية غير معلنة، وضعت كل ثقلها لاستثمار عملية اغتيال المأساوية التي تعرض لها رعاياها في ظروف مشبوهة،   طابعها الدرامي   كشف عن  تهاون الحراس وعدم جديتهم في  عملية الحراسة.

وقد وصل الاستنفار إلى حد التهريج،  بإقامة نقاط التفتيش في شوارع العاصمة الفرنسية تحت أضواء كاميرات التلفزيونية ، وهو ما جعل الكثيرين يتاكد  بأن الهدف الأساسي من هده الحملات  هو  محاولة التأثير على القرار الجزائري، تلويحا بمواقف يمكن أن يتخذها الشعب الفرنسي أو هيئاته السياسية أو مؤسساته المالية ضد الجزائر، دولة أو مؤسسات اقتصادية أو جالية، إذا اقدمت السلطات في الجزائر لاجراء  الحوار مع  الارهابين   وهو  نفس  الشعار  الدي  رفعه الإستئصاليون في الجزائر.

 

فرنسا وقفت ضد الوفاق الوطني والمصالحة الوطنية في الجزائر

  الشارع الجزائري  من خلال متابعته لمثل هده المسرحيات التى ظلت فرنسا تحرر سيناريوهاتها بتواطؤ ادنابها بالجزائر  تأكد بأن القوة الرئيسية التي وقفت ضد إجراء الحوار السياسي وتحقيق الوفاق الوطني  ومن بعدها المصالحة الوطنية هي السلطات الفرنسية نفسها،   لأنها كانت تريد دائما   أن تكون طرفا في عملية اتخاد القرار، بشكل مباشر أو غير مباشر،  بحيث لم تكن مستعدة في يوم من الايام    السماح بقيام وضعية تكون فيها الجزائر سيدة قرارتها، وبناءا على دلك  مارست شتى انواع الضغوطات وفبركة العديد من الخطط لارهبة الجزائر   في اطار ما يعرف في القاموس الدبلوماسي ب "الشانتاج"-السياسي- الإقتصادي،  في الوقت الدي لم يكن  مشكل الجزائر الرئيسي   هو الديون التى بلغت وقتها اكثر من ستة وعشرين ملياردولار   وإنما الفائدة   الرهيبة الناتجة عنها والمقدرة    بأكثر من تسعة ملايير دولار،  التى كانت تتزايد كل عام   

 في هدا السياق اجتهدت  فرنسا    في  شراء الديون الجزائرية من دائنين آخرين، مما جعلها  الى غاية عام 2006  الدائن الأول للجزائر  بأكثر من ستين في المائة من مجموع الديون، وهو ما اعطى الخلفية السياسية للقضية .

 وجعل  الشارع السياسي الجزائري يتاكد من تورط فرنسا واجهزتها الامنية والادارية   في الازمة الامنية التى عاشتها الجزائر مند بداية عام 1988 بتواطؤ من أيدي الأجنبية التي حركت خيوطها،باتقان وفت  وسائل لها ارضية الاستمرارية لخدمة اجندات استعمارية بحثة

 

Voir les commentaires

الدرك ينظف احياء قسنطينة وتبسة من مروجي المخدرات

الدرك ينظف احياء  قسنطينة  وتبسة من مروجي المخدرات

 ويسقط شبكة لتزوير  العملة الوطنية  بسعيدة

صالح مختاري

الساعة 21.48 من يوم 13 09 09

 

في إطار الحرب على شبكات مروجي المخدرات  والمهلوسات التى يكثر استهلاكها في شهر رمضان تمكنت يوم 11 سبتمبر  2009  فرقة التدخل والتحري التابعة لدرك الوطني  بولاية قسنطينة  من إلقاء القبض على شخصين بناحية حي بن تليس  كان بحوزتها على سجائر معبئة  بالمخدرات  و23 قرص  لمهلوسات  

في نفس الاطار استطاعت فرقة الأبحاث لدرك الوطني بدات الولاية   الإمساك  

  بثلاثة مدمنين وبحوزتهم على 300 غ من الكيف المعالجو كمية من المهلوسات تقدر ب4580 قرص  من نوع سوال كانوا بصدد ترويجها بحي بن تليس  الثلاثة المقبوض عليهم دلوا مصالح الدرك على شركين  لهم في مثل هده العمليات   القي عليهم القبض في نفس اليوم وبحوزتهم هم   على 303 غ من الكيف المعالج و340 قرص من المهلوسات  وعلى مستوى ولاية تبسة كان عناصر الدرك الوطني بتاريخ 9 سبتمبر على موعد  مع عمليات مماثلة  استطاعوا من خلالها  القبض على أربعة أشخاص من بينهم رعية افريقية كان مقيم بطريقة غير شرعية كانوا بصدد الترويج  لأقراص المهلوسات في هدا السياق سقط  في شباك الدرك مواطنان على مستوى منطقة  المسماة الكرمة بدائرة عين الزرقة  احدهما رعية  افريقية كان  في وضعية غير قانونية   وبحوزتهم   480 غ من الكيف المعالج  وبعد توسيع دائرة التحريات استطاعت  أصحاب البذلة الخضراء من القاء  القبض على شركين لهما .

وفي سياق متصل سقطت شبكة لتزوير النقود من فئة 1000 دج كانت تنشط بمنطقة حي مدجوب  بولاية سعيدة اين تمكنت فرقة الابحاث لدرك الوطني من اعتقال شخص كان وحجز عتاد كان يستعمله في عملية تزوير العملة الوطنية  والدي عثر بداخل مقر اقامته على   22 ورقة مزورة من فئة 1000 دج وبعد تكثيف  التحريات تم اعتقال شريكين لراس العصابة  وبحوزتهم 8 ورقات من نفس الفئة  ،المبلغ المحجوز حسب دات المصالح قدر ب48 الف دج كلها مزورة عبر جهاز الاعلام  الالي الدي حجزته مصالح الدرك كدليل ادانة على جريمة التزوير العملة الوطنية التى تشير العديد من التدخلات التى قامت بها مصالح الدرك بانها  تقلصت  مقارنة بالسنوات الماضية  حيث اصبحت اسواق الماشية  والخضر اهم  ساحة   لترويج لها .في حين كانت البنوك هي كدلك ضحية عصابات تزوير النقود التى تمكن هؤلاء من ادخالها الى خزائنها بتواطؤ بعض اعوان العاملين بهده الادارات المصرفية .

Voir les commentaires

<< < 1 2 3 4 5 6 > >>