Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

المعارك السرية للمخابرات الجزائرية المالك ضد فرنسا الاستعمارية/الجزاء الثاني

  دور الاعلام في معركة التحرير الجزائرية

المعارك السرية للمخابرات الجزائرية ضد فرنسا الاستعمارية

الجزاء الثاني

صوت الجزائر من دمشق

        لم تشأ دمشق أن تبقى بعيدة عن الساحة الإعلامية بخصوص الجزائر و ثورتها خصوصا و في قلب كل سوري و شائج حنين أن لم نقل قربى مع الجزائر التي تربطها بالشام روابط تاريخية يجسمها مثوى الأمير عبد القادر في مسجد أمية بدمشق رغم نقل رفاته لموطنه الجزائر

        و هكذا رعم أن وسائل الإعلام السورية لم تقصر لحظة واحدة في حق الثورة الجزائرية إلا أن الجالية الجزائرية العتيدة بالشام و خصوصا لفيفا من طلبتنا اعتبروا من أقدس واجباتهم الإسهام في المعركة برؤاهم و آمالهم في جزائر الغد

        و تفضل رئيس البعثة المغفور له الشيخ محمد الغسيري بأن فتح لهم الباب أمام السلطات السورية التي لبت النداء فورا و حققت الرجاء

        و صدح صوت الجزائر الثائرة من إذاعة دمشق على لسان الأخ محمد مهري الذي كان يتحمل وحده في المدة الأولى بث البرنامج كاملا بأنبائه عن الكفاح المسلح و تعليقه السياس أو تحليله الإخباري و ذلك كل يوم

        ثم استعان بجمع من الطلبة الجزائريين الدارسين في جامعة دمشق الذين كانوا يتداولون على البرنامج يوما بيوم أذكر من بينهم :

- الأخ سي الهشمي قدوري

- الأخ محمد بوعروج

- الأخ منور الصم

- المرحوم الأخ عبود

        ما يميز البرنامج الجزائري في إذاعة دمشق هو أنه كان حرا لا يخضع لأية رقابة من أي نوع كان.

        غير أن تغيير نظام الحكم في سوريا بانفصالها عن مصر و خروجها من الجمهورية العربية المتحدة قد غير الأحوال.      

        فقد أعرب المسؤولون الجدد للأخ محمد مهري المشرف على البرنامج عن ضرورة تسلم النصوص المزمع بثها للرقيب قبل تسجيلها، في حين أكد صاحب البرنامج أنه لا يمكن للثورة الجزائرية أن تخضع الناطق باسمها لغير القيادة الجزائرة.

        و تمسك كل طرف بموقفه، و طلب الأخ محمد مهري من المسؤولين في الإذاعة السورية نصا كتابيا في الموضوع، فأكدوا له كتابيا ضرورة مراقبة محتوى برنامج صوت الجزائر قبل بثه، فعاد إليهم بكتاب رسمي من البعثة الجزائرية يسجل هذا الموقف و يعلم باتخاذ قرار بوقف الحصة.

        و هكذا سكت صوت الجزائر من إذاعة دمشق التي بقيت تتناول القضية الجزائرية برؤى و أصوات شامية.

 

صوت الجزائر من بغداد :

        تحاشت السلطات العراقية في عهد نوري السعيد فتح إذاعتها الرسمية لبرنامج إعلامي خاص بالجزائر و ذلك تحسبا و تخوفا من غليان الجماهير العراقية الذي قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه بالنسبة لنظام الحكم في ذلك العهد.

        فقد كان الملك فيصل و الأمير عبد الإله أشبه بالأراجوز في يد الأنكليز الذي راهنوا و معهم الأمريكان على نوري السعيد.

        و قد عبر القصر الملكي و خصوصا نوري السعيد لكل من زارهم من مسؤولي الثورة الجزائرية على استعداده الكامل لتقديم أي دعم مالي أو مادي للجزائر لكنه أكد كل مرة أنه لا يرى ضرورة أبدا لفتح أمواج الأثير لصوت الجزائر من إذاعة بغداد.

        و بقي الأمر على هذه الخال حتى جاء صيف 1958.

        فقد قام الجيش العراقي بقيادة اللواء الركن عبد الكريم قاسم رحمه اله بقلب نظام الحكم و أذن بفتح إذاعة بغداد الثورية لصوت الجزائر الثائرة إضافة إلى قراره بتخصيص ميزانية قارة سنوية لصالح كفاح الجزائر إلى جانب ميزانية الدولة العراقية.

        إسمحوا لي اخواني عدم تمكني من الاتصال بالأخوين حامد روابجية و محمد قصوري الذين كان برنامج صوت الجزائر يبث من إذاعة بغداد تحت إشرافهما باعتبارهما تحملا رئاسة البعثة الجزائرية في العاصمة العراقية آنذاك، فلديهما تفاصيل ساعات الإرسال و أسماء المساهمين في التحرير و الأداء فضلا عن محتويات البرنامج.

 

ملاحظات هامة :

        ما هو مفعول كل هذه البرامج الإذاعية ؟

        و ما مدى صدى صوت الجزائر، يكفي التنبيه إلى أن أساطين الحرب النفسية الاستعمارية اضطروا - أمام عجز بل إفلاس إذاعة باريس بقنواتها العديدة - اضطروا إلى أحداث و إقامة إذاعة خاصة كان مركزها مدينة تولوز (Toulouse)  جنوب فرنسا حشدوا لها إمكانيات ضخمة و حندوا لها أصواتا متنوعة انتقوها شبيهة بأصوات معلقي مختلف البرامج الإذاعية الثورية كعملية تمويه على الجماهير العربية عامة و الجزائرية خاصة.  

        و كانت هذه الإذاعة الفرنسية تبث برامجها يوميا و كأنها صوت آخر لثورة الجزائر مليىء بالأخبار عن المعارك التي تنتهي دائما في روايتها بانسحاب المجاهدين من الميدان أو بالغلو في نتيجة المعارك مما يجعلها عرضة للريبة و الشك.

        و كانت تتخلل برامجها نفس الأناشيد الحماسية التي تذاع من صوت العرب بالقاهرة.

        لكن وعي الجماهير كان كفيلا بكشف هذه الإذاعة المضللة التي عجز أسيادها في العثور على أصوات مكهربة شبيهة و لو من بعيد بصوت عيسى مسعودي أو صوت أحمد سعيد.

        المهم أن برامج صوت الجزائر المجاهدة أدت ما عليها. فقد أعطت في الليالي الحالكات شحنة إيمان قوية لشعبنا المكافح الصامد كما عبرت بوضوح للرأي العام و دون انقطاع عن مواقفنا الراسخة، أغنى عن كشفها المتواصل لمناورات العدو و اعتداءاته الوحشية ضد الأبرياء و في مستهل شهر جويلية 1962 صدح "صوت الجزائر" لآخر مرة في المحطات الإذاعية التي سبق ذكرها، و قدم باسم الثورة الجزائرية الظافرة و باسم شعبنا العتيد الشكر الجزيل لجميع الشعوب التي ساندت كفاحنا التحريري، و امتناننا لجميع البلدان التي احتضنت قضيتنا و آوت لاجئينا، معلنا انتقال الجزائر من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، داعيا أشقاء الجزائر و أصدقاؤها في العالم إلى السير جنبا لجنب حتى يتحقق مستقبل أفضل لجميع شعوبنا التواقة للانعتاق من الاستعمار و التعبية.  

 

ملاحظة : لعلكم تتساءلون ما مصير تسجيلات صوت الجزائر؟

        أقول لكم بأن اخوة من إذاعة تونس قدموا رجاء في نهاية عام 1962 يتمثل في رغبتهم تسليمنا جميع التسجيلات مقابل أشرطة جديدة لأن رصيد الإذاعة التونسية من الأشرطة و ضعف ميزانيتها آنذاك لا يسمح لها بالتنازل عن الكمية الهائلة من التسجيلات "صوت الجزائر" دون تعويض. و أعتقد أن عدم التكفل بهذه القضية أدى إلى فسخ أغلب الأشرطة.

        فهل من منقذ لما تبقى ؟ و هل من متابع لهذا الموضوع المرتبط بتاريخ ثورتنا المجيدة ؟

        المؤمل استرجاع كل التسجيلات من كل الإذاعات السابقة ذكرها و إلا فكيف نكتب تاريخ ثورتنا بصفة جادة.

 

الإعلام عبر الصحف و النشريات :

النشريات :

منذ نداء أول نوفمبر 1954 الذي يعتبر المنشور رقم 1 في دعوة الشعب الجزائري إلى الكفاح صفا واحدا ضد الاحتلال الأجنبي، توالت البيانات و النشريات هنا و هناك توضح المواقف و تقسر الرؤى، و تجند كافة طبقات الشعب للمعركة الفاصلة. فقد كان لبعض الولايات و حتى المناطق نشريتها الخاصة، عرف بعضها و أندثر الجزء الأكبر منها.

        و لا مناصب للباحث عن وسائل الإعلام إبان حرب التحرير من التنقيب عن هذه النشريات و ما أكثرها، لكننا - واحسرتاه - لا نجد لها أثر اللهم إلا بعض العناوين القليلة التي ما يزال من أسهموا فيها على قيد الحياة.

        كانت عناوين هذه النشريات متعددة بتعدد قيادات الولايات و الناطق و بالأخص بتوفر محافظين سياسيين أكفاء نذكر منها هذه النشريات على سبيل المثال :

        "الجبل" ، "الفيدائي"، "حرب العصابات"، "اوراس النمامشة"، "صدى الثورة"، "سيف الأسود" الخ ...

و لعل بعض المواطنين من المجاهدين و المناضلين يذكرون عناوين أخرى لنشريات كانت توزع سرا إبان حرب التحرير.

 

جريدة "المقاومة الجزائرية" :

أ- صدرت الطبعة الأولى من جريدة "المقاومة الجزائرية" في باريس. و كانت تستهدف إخوتنا في المهجر إضافة إلى المجتمع الفرنسي لتنويره بحقيقة المعركة التحريرية الدائرة في الجزائر.     

        و كانت هذه الطبعة بحكم المكان تصدر بالفرنسية كما كانت لمقتضيات القضية ميالة إلى الأسلوب الثوري المناسب لمجتمع ذاق مرارة الاحتلال النازي في الأربعينات و قاوم هذا الاحتلال ببطولة مشهودة. 

        و كانت هذه الطبعة تصدر في شكل ملزمة جيدة الطبع.

ب- أما الطبعة الثانية من المقاومة الجزائرية، فقد كانت تصدر بالمغرب الشقيق و بالضبط في تطوان و تحمل شارة طبعة (ب)، و قد أشرف على المبادرة بنشرها الفقد محمد بوضياف و الأخ علي هارون الذي يحتفظ بمجموعة كاملة من هذه النشرة.

ج- أما الطبعة الثالثة و تسمى طبعة (ج)، فقد كانت تصدر في تونس، و تطبع في مطبعة صغيرة بنهج المفتي قرب جامع الزيتونة المعمور صدرت أعدادها الأولى باللغة العربية و كانت نصف شهرية ثابتة (العدد الأول منها صدر بتاريخ فاتح نوفمبر 1956).

        كانت المقالات تصفف حرفا حرفا، ثم كلمة كلمة، ثم سطرا سطرا، ففقرة فقرة كما كان السحب يتواصل صفحة صفحة يتم في النهاية جمعها و طيها عددا بعدد.

        ميزة هذا النوع من الطبع هو أن الصفحات تمتاز بالنظافة و الدقة كما تبدو الصور المطبوعة كأنها الأصل.

        غير أن عامل الزمن لم يكن في صالح هذا الأسلوب الذي يمكن أن يعتبر أقرب إلى الأسلوب البدائي منه للعصري.

        كان أول مشرف على هذه الطبعة هو الأخ عبد الرزاق شنتوف المحامي كما كانت أسرة التحرير تتكون من الإخوة الآتية أسماؤهم :

- عبد الرحمان شيبان

- محمد الميلي

- محمد الصالح الصديق

- الأمين بشيشي الذي كانت مهمته سكرتارية التحرير و الإشراف على الإخراج و الطبع.

        كانت الطبعة (ج) من المقاومة الجزائرية تشتمل على مآثر المجاهدين في الميدان كما كانت غنية بالتعاليق و التحاليل السياسية إضافة إلى الوجوه المشرفة من الرجال و النساء عبر تاريخنا البعيد و القريب كما نجد على صفحاتها قصصا من الواقع الثوري تخلد مآثر المجاهدين و المجاهدات.

        الإيجابي في هذه الطبعة خلافا لكل من الطبعة (أ) و الطبعة (ب) هو أن أعدادها جمعت بكاملها في شكل سجل قريب من شكل الجريدة الأصلي حجما، و قد صدرت مجموعة المقاومة الجزائرية طبعة (ج) عن وزارة الثقافة و الإعلام مشكورة بمناسبة الذكرى الثلاثين لثورتنا الخالدة (نوفمبر 1984).

        من البديهي أن طبعات ثلاث تصدر في أماكن شتى (باريس - تطوان - تونس) بهيئات تحرير لا صلة بينهم يؤدي حتما إلى بعض الخلاف في الرؤى أن لم نقل التبادين في المواقف.

        هذا ما أدى بقيادة الثورة إلى توقيف جميع الطبعات ثم إلغائها في جوان 1957 و استبدال "المقاومة الجزائرية" بجريدة "المجاهد" التي صارت منذ ذلك الوقت اللسان المركزي للثورة.

 

"المجاهد":

        صدر أول عدد من جريدة "المجاهد" في الجزائر العاصمة في جوان 1957 على شكل نشرية مقاسها 27 x 31 سم تم سحبها على آلة رونيو  . Roneo

        و تواصل صدور "المجاهد" حتى العدد رقم 6 في يناير 1957 أي بمعدل عدد واحد شهريا.

        و يشاء القدر أن تكتشف مطبعة "المجاهد" أثناء ما عرف باسم معركة الجزائر، و كان وقتها العدد السابع تحت الطبع، فأتلفت قوات الاحتلال المطبعة و الوثائق بحيث لم ير العدد السلبع من المجاهد النور أبدا.

        و هكذا انتهت الفترة العاصمية للمجاهد الذي انبعث من جدبد ليس فقط في الشكل بحيث أصبح جريدة مطبوعة  و لكن بالخصوص بوصفه اللسان المركزي لجبهة التحرير الوطني.

        فقد تحلى العدد الثامن المطبوع في مدينة تطوان في المغرب الشقيق بتاريخ 5 أوت 1957 ببلاغ صادر عن لجنة التنسق و التنفيذ (CEE) يقضي بإنهاء إصدار "المقاومة الجزائرية" بطبعاتها الثلاث ليصير "المجاهد" منذ ذلك التاريخ جريدة الثورة الجزائرية و لسانها الوحيد.

        صدرت في تطوان ثلاثة أعداد فقط من "المجاهد" (من عدد 8 الآنف الذكر إلى العدد رقم 10 الذي صدر في شهر سبتمبر 1957).

        الطبعة التطوانية كانت مزدوجة اللغة عربية و فرنسية و كان يشرف على رئاسة التحرير الأخ محي الدين موساوي.

        و مع العدد 11 الذي صدر بتونس بتاريخ فاتح نوفمبر 1957 انفصلت الطبعتان العربية و الفرنسية و أخذ "المجاهد" الشكل النهائي الذي عرف به بعد ذلك.

        و تدعمت هيئتا التحرير العربية و الفرنسية بشخصيات مختلفة المشارب نذكر منها عن الجانب العربي :

- الأخ المجاهد سي ابراهيم مزهودي كرئيس تحرير.

- الأخ محمد الميلي كمحرر.

- الأخ عبد الله شريط كمحلل سياسي.

- الأخ عيسى مسعودي مكلف بالجانب العسكري.

- الأخ عبد الرحمن شريط كمترجم انقليزي عربي - فرنسي .

- الأمين بششي كسكرتيرتحرير و مخرج للطبعة العربية.

 

أما هيئة التحرير بالفرنسية، فكانت تتكون من بعض المناضلين و أنصار الثورة الجزائرية أذكر من بينهم :

- الأخ رضا مالك كرئيس هيئة التحرير.

- السيد فرانز فانون كمحلل سياسي.

- السيد بيار شولي كمحرر سياسي.

- الأخ محي الدين موساوي كسكرتير تحرير و مخرج للجريدة.

 

أما قسم التصوير و هو مشترك بين الطبعتين فكان يشرف عليه المرحوم الأخ أحمد دحراوي بينما أوكلت مهمة التوزيع للأخ محمود حمروش.

        يجدر القول هنا بأن لكل من الطبعتين العربية و الفرنسية شخصيتها، فلم تكن إحداهما ترجمة للأخرى رغم اشتراكهما في الافتتاحية و في النصوص الأساسية أو الرسمية الصادرة عن قيادة الثورة.

        هذا و لزم التذكير بأن الراحل الأخ أحمد بومنجل كان يشرف على الخط السياسي للجريدتين تحت سلطة الفقيد عبان رمضان الذي كان يرأس قبل غيابه لجنة الإعلام الموسعة التي كانت تجمع كل الإخوة و السادة المذكورين آنفا في الطبعتين العربية و الفرنسية.

        و لا يمكن أن أختم هذا العرض دون الإشارة إلى الدور الفعال الذي لعبه الأخ محمد يزيد عندما آلت إليه الأمور كوزير للإعلام في الحكومة المؤقتة.

        فقد كانت تجربته الميدانية في مجال الإعلام داخل اتحادية الجبهة بفرنسا ثم كممثل للثورة و متكلم باسمها في المحافل الدولية خصوصا في هيئة الأمم المتحدة أكبر دافه لإعلام ديناميكي عصري فعال تترجمه الملاحظات التالية :

* ملاحظات :

1) طروحات "المجاهد" عددا وراء عدد لقضية التحرير بالجزائر خاصة و في العالم الثالث عامة جعلت من اللسان المركزي لجبهة التحرير الوطني مرجعا رئيسيا جديا لجميع المهتمين بقضايا الشعوب في العصر الحديث سواء كانوا من السياسيين الميدانيين أو من الباحثين في تطور المجتمعات و في الكفاح التحريري للشعوب.

2) سمحت مقالات "المجاهد" العديدة بحيوتها المتميزة و تحليلاتها الجادة من أن تصبح بعد جمعها حول مراكز اهتمام معينة كتيبات هامة و جد مفيدة للتعريف عالميا بمختلف القضايا و المشاكل على المستوى الوطني و الجهوي و القاري.

        و فيمل يلي بعض العناوين لكتيبات صدرت اقتباسا من "المجاهد"

أ- الثورة الجزائرية و تحرير إفرقيا

ب- إفريقيا تتحرر.

ج- إفريقيا في طريقها نحوة الوحدة.

د- النابالم في الجزائر

ه- مراكز التجمع

و- عبر ولايات الجزائر

ز- كلنا جزائريون

ق- الجزائر الصحراوية

3)مما سبق يتبين مدى الصيت الذي أصبح لجريدة "المجاهد" على جميع الأصعدة مما جعل الذهنية الاستعمارية الحقودة تتفتق على فكرة جهنمية تمثلت في تزييف "المجاهد" تماما كما فعلت "بصوت الجزائر" كما سبق أن ذكرت.

        و بالرجوع إلى الأعداد 63 و 64 و 65 و 66 من جريدة المجاهد الصادرة خلال عام 1958، نلاحظ مقالات دخيلة و صور مستهجنة أقل ما يقال عنها أنها كانت تدفع بالقارىء البسيط إلى الاستغراب إن لم نقل الاستنكار الذي يريدون أن ينسبوه للثورة تجاه أبناء شعبها أو حيال أصدقائها في العالم.

        و قد تم التصدي لهذه العملية الشيطانية كما تم رد كيد مصالح الحرب النفسية الفرنسية إلى نحور أصحابها فلم تجد بدا من الاقلاع عن أسلوبها التضليلي الذي لم تحصد من ورائهسوى الخزي و العار في كل مكان.

4) مجموعة "المجاهد" بالفرنسية تم إنجازها كاملة بيوغسلافيا في جوان 1962 في شكل ثلاث مجلدات متوسطة الحجم تشتمل على كل الأعداد الصادرة من العدد رقم 1 إلى العدد رقم 91 باستثناء العددين 5 و 6 الذين لم يعثر على أي نسخة منهما عند طبع المجموعة إضافة إلى العدد رقم 7 الذي أتلفه جنود "ماسو" أثناء معركة الجزائر العاصمة كما أسلفنا.

        أما النسخة العربية فقد طبعت بالجزائر بمناسبة الذكرى الثلاثين لاندلاع الثورة (نوفمبر 1984) أي 22 سنة بعد صدور المجموعة بالفرنسية.

        و قد طبعت في أربع مجلدات تشتمل على جميع النسخ من العدد 1 إلى العدد رقم 120 باستثناء الأعداد رقم 4، 5، 6 و 7.

        نست أن أذكر بأن النسختين من "المجاهد" كانتا تطبعان في مطبعة "لابريس"  La Presse   بقلب "باب بحر بتونس" و كان الناضل التونسي الوفي الأخ عز الدين سويسي والد المسرحي الشهير منصف سويسي هو صاحب الفضل في صقل عملية الإخراج و تحسينه.

 

"نشرة سياسية" :

        صدرت في تونس ابتداء من 21 أفريل 1959 عن وزارة الأخبار للحكومة المؤقتة وثيقة دورية تحمل عنوان "نشرة سياسية" أسندت رئاسة تحريرها للفقيد الراحل أحمد بومنجل رحمه الله.

        بدأت النشرة شهرية ثم صارت نصف شهرية و كانت بتحاليلها المعمقة موجهة أكثر إلى النخبة من التخصصين في القضايا السياسية أو المهتمين بالمعضلات و المشاكل المعاصرة.

        و كانت لا تخلو مما يحق أن يعتبر سجالا بين قيادة الثورة و السلطة الفرنسية خصوصا من اعتراف الجنرال ديغول بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره بنفسه.

        كانت أحسن الأقلام مجندة للإسهام فيها كما كانت صفوة من المثقفين مكلفة بترجمة أهم محتوياتها.

 

نشرات أخرى    

        كان لنشر ملزمتين عن التعذيب الذي تمارسه قوات العدو ضد المثقفين الجزائريين بالخصوص تأثير كبير إعلاميا على الأوساط العاليمة بما فيها الفرنسية.

        الملزمة الأولى بعنوان "السؤال" LA QUESTION للمناضل اليساري هنري علاق و صحافي مرموق في جريدة الجزائر الجمهورية ALGER REPUBLICAIN تم القبض عبيه بتهمة التواطؤ مع الثوار و عذب أشد التعذيب أثناء الاستنطاق.

        و الكتيب الذي سجل فيه الوان التعذيب الذي تعرض له راج كالنار في الهشيم في الأوساط التقدمية في فرنسا التي تجندت لإدانة الأساليب الوحشية للاستعمار.

        أما الكتيب الثاني فبعنوان "الجرح المتعفن"  La Gangrène  و هو عبارة عن رواية بعض طلبتنا بباريس من أعضاء الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين لما تعرضوا له من ألوان التعذيب في سجون فرنسا بسبب تعاطفهم مع شعبهم.

        و قد تبين الرأي العام الفرنسي و الدولي من خلال الكتابين مدى توغل السلطات الفرنسية في الخطأ بانتهاجها أسلوبا غير إنساني مخالفا للقوانين الدولية فضلا عن القوانين الأخلاقة.

        لا تحضرني عناوين نشرات أخرى اللهم إلا مجلة "الشباب" التي كانت تصدر عن مصلحة لشؤون الداخلية للثورة، و طبعا نشرة "صوت الجمهورية الجزائرية" التي كنا ننشر فيها دوريا أهم التعاليق السياسية لبرنامج "صوت الجزائر" من إذاعة تونس.

 

الإعلام عبر الوسائل السمعية - البصرية :

        سلاح إعلامي آخر استعملته الثورة للتعريف بكفاح شعبنا و عدالة قضيتنا يتمثل في اقتحامنا ميدان السينما.

        كان الأخ جمال شندرلي رحمه الله أول من برهن في صفوفنا على أن الكاميرا لا تقل خطورة عن البندقية في إصابة العدو.

        غير أن الميدان السينمائي بخصوصياته التقنية أوسع و أكثر تعقيدا من أن يحط به الأخ جمال شندرلي وحده رغم كفاءته و صدق عزيمته.

        لذا تمت الاستعانة بخبيرين من أكثر الفرنسين تحمسا للقضية الجزائرية و هما روني فوتي  RENE VAUTIER و روني كليمان RENE CLEMENT الذين وضعا فنهما في خدمة كفاح شعبنا، إيمانا منهما بعدالة قضيته.

        و إذا كانت السينما بالأمس - على غرار التلفزة اليوم - سلاحا بتارا. فإن السيطرة على فنونها و تقنياتها ليس بالأمر الهين مما تسبب في قلة الإنتاج وحد بالتالي  من فعالية النشاط السمعي البصري.

        على أنني - إذ أنوه بالأشرطة التسجيلية التي أنجزها الأخ جمال شندرلي و الرفقان فوتيه و كليمون - أعتبر أن أحسن إنجاز لهذه الخلية يتمثل في تكوين عناصر جزائرية في الميدان السينمائي كان لها صداها فيما بعد، و أقصد الأخوين أحمد راشدي و محمد الأخضر حامينا اللذين كانت مدرستهما الأولى في ميدان السينما هي هذه الخلية المتكونة من الرواد الآنف ذكرهم.

        ينبغي أن أشير إلى أن هذه الوحدة السينمائية نشطت أساسا فس المنطقة الخامسة التي تمتد على مساحة واسعة في شرق الولاية الأولى متاخمة للمنطقة الشرقية و للولاية الثانية و كان مركز قيادتها آنذاك في نواحي سدراته تحت إشراف الأخ الرائد محمود قنز.

 

الإعلام عبر وسائل أخرى :

الرياضة :

        "فريق جيش التحرير الوطني" :

        تكوّن في عام 1957 فريق رياضي لكرة القدم عرف باسم فريق جيش التحرير الوطني أذكر من أفراده مصطفى تيتي و الأخضر الاك رحمه الله و كريمو، و كانوا سابقا من هواة كرة القدم و أعضاء في فرق متفاوت المستوى تابعة لبعض الأندية الجزائرية.

        أنبهكم أن هذا الفريق ليست له أية علاقة بفريق الجبهة العتيد الذي تكون فيما بعد من رياضيين محترفين مرموقين كانوا يزاولون نشاطهم داخل أندية فرنسية.

        كان وراء تكوين فريق جيش التحرير هدفان إثنان :

الأول : التعريف بالقضية الجزائرية في الأوساط الشبابية العربية خاصة و الجماهير الواسعة العامة.

الثاني : جمع التبرعات لفائدة الثورة الجزائرية

        وقد جاب الفريق عدة عواصم عربية بنجاح متفاوت كان في مقدمتها - طرابلس - بنغازي - بغداد - الرياض

        كان الفريق مرفوقا ببعض قادة الثورة البارزين في مقدمتهم العقيد أوعنران الذي استقبل في بغداد - و لم تزل آنذاك في العهد الملكي - كأنه نت أساطين بني العباس.

        و لن أزال أذكر الملك فيصل (العراقي) رحمة الله عليه و هو يجهش بالبكاء عندما شرح له العقيد أو عمران ما يتعرض له الشعب الجزائري من ويلات بينما أشقاؤه في قصورهم يرتشفون الشاي ناعمين في أكواب مزركشة، و كانت الكؤوس المطلية بالذهب تدور بين الحاضرين.

        و قد أراد الأخ محمد بوده رحمه الله ممثل الجزائر آنذاك أن يشد على ذراع أوعمران لينبهه إلى أدب مجالسة الملوك فتفطن الملك فيصل و نهره عن ذلك و قال له و الدموع تنهمر من عينيه : "اتركه يتكلم".

        لم يتفتش خبر تواجد فريقنا ببغداد إلا في اليوم الثالث حيث انتشر أنه تقابل مع فريق عراقي في ملعب غير معتبر.

        فخرجت الجماهير الغفيرة في شوارع العاصمة العراقية متوجهة صوب الملعب الرئيسي ببغداد، رافعة الأعلام الجزائرية صارخة تأييدها لكفاح الشعب البطل، منددة بحكومة نوري السعيد. و وصل تخوف السلطات هناك إلى درجة أن ألغت المباراة المبرمجة و فرضت شبه حصار عسكري على بغداد حتى رحيل الفريق إلى المملكة السعودية. 

        و قد أبلغت الحكومة العراقية وفد الجبهة أنها ترصد للجزائر المجاهدة مبلغا يفوق أضعافا مضاعفة الحصيلة المرتقبة من عائدات المباريات المزمع تنظيمها في بغداد و المدن العراقية الكبرى.

 

***

        وصل الفريق إلى المملكة السعودية و تقرر أن يتقابل مع فريق "مدرسة أنجال الملك" و كان عاهل السعودية آنذاك المغفور له الملك سعود الذي قل لنا أن له 52 (إثنين و خمسين) ولدا.

        و مبارات كرة قدم في المملكة بمحضر العاهل أمر غير مألوف و طريف في نفس الوقت من النوادر التي صاحبت اللقاء في تلك المقابلة الرياضية أن حكم المباراة، و كان من بلد عربي شقيق، رجا من الفريق الجزائري ألا يفوز على الفريق السعودي بحضور العاهل احتراما لصاحب الدار الذي شرف المباراة بالحضور شخصيا مع حاشيته و كبار رجال الدولة.

        استنكر بعض أعضاء فريقنا ملتمس الحكم، و قالوا له إننا جئنا لتكون لنا الغلبة لا لنهدي النصر لأي مكان.

        و فعلا سجل الفريق الجزائري هدفا و اكتفى بالنتيجة مهدئا اللعب حتى الاستراحة بين الشوطين استغلها المنظمون للقيام بعملية جمع التبرعات.

        كان كل متبرع من الحاضرين يتقدم نحو الملك فيضع عند رجليه المبلغ المالي الذي عزم على التكرم به ثم يعود إدراجه نحو مكانه في المجلس و هكذا. و كان الملك يرد بإيماءة خفيفة عن كل تحية و هو جالس على كرسي فخم منصوب فوق منصة مغطاة بزربية كبيرة.

        عندما تمت العملية، و قد استغرقت وقتا أطول مما تحدده اللوائح بالنسبة لما بين الشوطين، استؤنف اللعب، و تمكن الفريق المنافس من تعدبل النتيجة إثر تسلسل صارخ لعدد من الاعبين تجاهل الحكم وضعهم، و لم تمر دقائق معدودات حتى أطلق صفارته معلنا نهاية المباراة التي دامت في مجملها خمسين دقيقة.

        و عندما احتج قائد الفريق الجزائري لعدم شرعية النتيجة و ضرورة مواصلة الشوط الثاني حتى نهايته أجابه الحكم :      

أولا : جلالة الملك عيان

ثانيا : حان وقت صلاة العصر

ثالثا: أنتم جئتم على الفلوس، و ها هم جمعوا لكم الفلوس.

        و كانت هذه الجولة أول و آخر نشاط لهذا الفريق الذي تحول كل فرد فيه بعد العودة إلى العمل الذي كان يمارسه قبل الرحلة.

 

فريق جبهة التحرير الوطني :

        كان التحاق عناصر ما عرف باسم "فريق جبهة التحرير الوطني: بالثورة أثر الصاعقة على الراي العام الشباني الفرنسي.

        فقد كان لجميع أعضاء الفريق سمعة طيبة في أوساط الجماهير الفرنسية بفضل مقدرتهم و حسن سلوكهم.

        لذا فإن الفرنسي العادي الواقع تحت سياط الدعاية الرسمية لم يدرك عمق الهوة بين بلاده و الجزائر إلا بعد أن ترك رشيد مخلوفي و بوبكر و رواوي و بن تيفور و زيتوني و ابراهيمي و بوشوك و غيرهم الأندية الفرنسية، الشبابية منها بالخصوص، كان كل لاعب من هؤلاء عنصرا أساسيا في فريقه يتمتع ليس فقط بإعجاب الهواة و الأنصار لأسلوبه المتميز في اللعب، و بالخصوص لأنه يتمتع باحترام كبير لدماثة أخلاقه و حسن معشره.

        بدا الفريق نشاطه تحت إدارة الراحل بومرزاق رحمه الله على صعيد المغرب العربي الكبير، ثم حاول التوسع على مستوى المشرق العربي غير ان الاتحادية المصرية لكرة القدم اعتذرت بسبب تخوفها من الفيفا (الاتحادية الدولية لكرة القدم) لأن عناصر الفريق الجزائري قد خرقوا عقودهم مع الأندية الفرنسية مما يجعلهم - على حد قول المسؤولين على الرياضة في مصر - عرضة للتتبعات ليس وحدهم و لكن كل من تعامل معهم. و هكذا لم تجر اية مقابلة مع أي فريق مصري من أي مستوى كان.

        هذا الموقف نبه المسؤولون في الجبهة إلى اقتراح تعويض مادي لأندية الفرنسية التي هجرها اللاعبون الجزائريونلكن السلطات الفرنسية تدخلت لدى الأندية التي أصرت على رفض اي تعويض، مطالبة ضرورة رجوع "المارقين" إلى مقر نشاطهم.

        لكن هذا لم يمنع الفريق من القيام بجولات ناجحة جدا عبر جميع بلدان أوروبا الشرقية و كذلك الشين لقد دخل فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم، دخل التاريخ من أوسع أبوابه، و عزز محبة الجزائر و شعبها في قلوب هواة هذه اللعبة الشعبية في كل مكان لعب فه فريقنا الرياضي. 

الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني :

        إدراكا منهم بدور الفنون في المعركة سواء من ناحية التعبىءة النفسية للجزائريين أو من ناحية ابرار الهوية الجزائرية المتميزة عن الكيان الفرنسي خلافا للمقولة الاستعمارية "شعب واحد من دانكارك إلى تمنغاست.                                                   (un seul peuple de Dunkerque à Tamanrasset)

 

        قرر مسؤولون في الجبهة تجنيد الفنانين من مختلف المشارب لتطوين فرقة فنية وطنية توكل إليها مهمة التعريف بتراث الجزائر و كفاح شعبها من أجل الحفاظ على مقومات شخصيته.

 

        و تم الاتصال الأول بعميد المسرح الجزائري الفقيد محي الدين باشتارزي رحمه الله و كان وقتها قد نزح إلى الدار البيضاء بالمغرب الشقيق، فاعتذر عن المسؤولية دون أن يقدم الأسباب التس دفعت به إلى اتخاذ هذا الموقف.

 

        و هكذا فضل القدر للقيام بهذه المهمة رجل المسرح الكبير الفنان المناضل الفقيد مصطفى كاتب رحمه الله الذي جند لفيفا من الفنانين الجزائريين من مسرحيين و موسيقيين، و كون منهم فرقة فنية تحمل شهادة ميلادها تاريخ 24 ماي 1958 بالعاصمة التونسية حيث كان الجميع على موعد.

 

        كان أول عنوان لأول مسرحية قدمتها هذه الفرقة هو "نحو النور" من تاليف المسرحي الراحل عبد الحليم رايس تلتها مسرحية "أولاد القصبة" ثم "الخالدون" شارك فيها جمع من الوجوه المعروفة أو التي اشتهرت فيما بعد أمثال طه العامري و يحيى بن مبروك (لابرانتي) و النمري رحمه الله و وافية و غيرهم.

 

        كما قامت الفرقة الموسيقية بجهود مركزة لإبراز ثروة التراث الغنائي الجزائري بواسطة أصوات أحمد وهبي و خليفي الشاب و فريد علي رحمه الله و الطاهر بن أحمد و غيرهم.

 

        و كان الشاعر الأخ محمد بوزيدي يرافق الفرقة في حلها و ترحالها عبر العواصم العربية و الأجنبيةن يصدح بجلال الثورة و يعبر بما ينظمه من شعر غزير عن ىلام و آمال شعبنا المكافح.

 

        كما لا أنسى أن أذكر الفنان حسيسن رحمه الله و هو مطرب شعبي ناجح وافته المنية في تونس حيث دفن، كما أذكر عميد الجماعة عمي الدهماني من الأوراس و الأخ بولعوينات يغمدهما الله بواسع رحمته.

  

        هذا وقد جالت هذه الفرقة الفنية عدة بلدان شقيقة و صديقة على غرار فريق كرة القدم العتيد المنوه به سالفا، و كانت بفضل ديناميكية مصطفى كاتب و خبرته و إخلاصه وجها وفيا للشخصية الجزائرية و كفاح شعبنا الدؤوب من أجل الحرية و الانعتاق و تأكيد هويته الوطنية.

        وقد خلدت هذه الفرقة بعض أعمالها آنذاك في أسطوانيتين 33 لفة أنجزت أولاهما في الجزائر في مناسبة وطنية. 

 

قضايا إعلامية أخرى :

المراسلون الأجانب :

        اما الشكوك التي زرعتها التصريحات العدوة في مختلف الأوساط عبر العالم و التي تتعارض مع بياناتنا حول سير الثورة المحترم نحو النصر، قررت أجهزة إعلام أجنبية عديدة إيفاد مراسلين لها للتأكد من الحقيقة بالرؤية المباشرة.

        و الحقيقة أن أشقاء و أصدقاء مؤمنين بعدالة قضيتنا كانوا سباقين إلى زيارة الواجهات الحربية حيث يعتبرون العيش وسط المجاهدين شرفا أسمى و تحقيقا لحلم طالما راود خيالهم.

        و هكذا عرفت ميادين القتال داخل الجزائر شخصيات من عدة جنسيات لا مجال لذكرهم جميعهم، لكني أستطيع أن أورد أسماء بعضهم و جنسياتهم  الجهة الإعلامية  التي أوفدتهم :  

1. المراسل الحربي زغلول سعد صاحب كتاب "90مع الثوار في خط النار"

2. المراسل الحربي محمد حسين شعبان صاحب كتاب "90 يوما مع ثوار الجزائر".

3. الرسام أحمد طوغان صاحب كتاب "أيام المجد في جبال وهران" جريدة الجمهورية.

4. المراسل الحربي إلهامي حسين مراسل مجلة "المصور".

5. المفكر الناصري محمد عودة موفد من جريدة "الجمهورية".

6. أبو الفتوح مراسل إذاعة "صوت العرب".

7. السيد بيتشار مراسل حربي يوغسلافي موفد من جريدة بوربا (BORBA)

8. مراسل حربي إيطالي عن جريدة (le Courreir de Trieste).

9. الصحافية الأمريكية (CATHRYN UPDEGRAFF) عن مجلة نسوية أمريكية.

10. كما سجلت شبكة NBC و CBS برامج في فائدة القضية الجزائرية كان لها تأثير كبير على الراي العام خصوصا برنامج شبكة CBS الذي ضمنه المراسل تصريحات لقادة جيش الاحتلال ثم ختمه بكوكبة من الأطفال الجزائريين بألبسة رثة متشبثين بالجزء الأعلى من عمود كهربائي و هو ينشدون بحماس : "من جبالنا طلع صوت الأحرار ينادينا للاستقلال" .

        و الواقع أن بعض الصحفيين كانوا يريدون الاطلاع ليس فقط على جيش التحرير و تنظيمه بلل و خصوصا تسليحه أمثال مراسل "نيويورك تايمس" السيد جامس مايكل فريدمان الذي كان يسال : "هل يتلقى جيش التحرير أسلحة من المعسكر الشيوعي"؟ و "هل أنساق جيش التحرير مع التيار الشيوعي"؟.

11. على أن بعثة تلفزيونية إيطالية هي التي كان لها سبق تسجيل مظاهرات 11 ديسمبر 1960 التاريخية و التي يمكن ان يعتبر عملها بحق آخر مسمار في نعش الدعاية الفرنسية المضللة.

        لقد جن جنون قادة الاحتلال عندما لاحظا بان صور المظاهرات العرمة في قلب العاصمة الجزائرية تبث عبر تلفزيونات العالم، فألقوا القبض على البعثة الإعلامية الإيطالية التابعة لقناه (RAI) و نكلوا بأفرادها قبل طردهم انتقاما لنجاحهم في تسريب تسجيلاتهم للخارج دون المرور على الرقيب العسكري و انقشع الضباب أمام حلفاء فرنسا أنفسهم بما فيهم أعضاء الحلف الأطلسي، و بدا للعيان بجلاء أن ثورة الجزائر شعبية جماهيرية، و أن الدعاية الفرنسية التي كانت تحصرها في عمل بعض من تصفهم "بالماقمن" أو تسميتهم "الخارجين عن القانون" ليس سوى تزييف و تضليل.

        و مازالت أذكر خطابا حماسيا مؤثرا للزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر يوم 23 ديسمبر 1960 ببور سعيد تعرض فيه لهذه المظاهرات قائلا :

"إنني أنحني باجلال أمام هؤلاء الأطفال و النساء في شوارع الجزائر، هؤلاء الأبطال الذين رأيناهم على شاشة التلفزيون و أيديهم عزلاء من كل سلاح و صدورهم عارية إلا بالإيمان، رأناهم يتصدون لجحافل الاستعمار المدججة بدباباتها و السيارات المصفحةن يصرخون في وجه المتعدي أن أخرج من أرضنا، هؤلاء جديرون بالحياة الحرة الكريمة.

        إن الجماهير التي رأيناها على شاشة التلفزيون تكتب تاريخا ساطعا للأمة العربية و تبشر بغد مشرق لأمتنا المجيدة ..."

        إثر هذا لاخطاب المشهود، علق عدد من الصحافيين المرموقينبالقاهرة في ذلك الوقت على مدى تأثير الإعلام و خاصة التلفزيون على الراي العام و الخاص بما في ذلك رجال شديدو البأس من أمثال الرئيس "جمال عبد الناصر".

  

أحداث فرضت نفسها على الإعلام الدولي :

        الضربات الهادفة التي كانت ثورتنا توجهها للعدو سواء بالحجة في الميدان السياسي أو باختيار مكان و زمان العملية العسكرية أو الفدائية دفعت بالمستعمر إلى التصرف خبط عشواء في كثير من المناسبات.

        و كانت لغطاته و رعونة تصرفاته صدى واسع في المحافل الدولية. و يكفينا ان نذكر عينات من هذه التصرفات الحمقاء. و ما أكثرها للتدليل على صحة ما نقولن و القائمة للمثال لا للحصر.

 

1- اختطاف الطائرة المغربية المقلة لخمسة من قادة الثورة الجزائرية

        كان لعملية اختطاف الطائرة المغربية المقلة للزعماء الجزائريين الخمسة المتوجهة من الرباط إلى تونس للمشاركة في قمة مغاربية و ذلك يوم 22 أكتوبر 1956 صدى إعلامي واسع لفائدة القورة الجزائرية رغم نجاح عملية السطو تقنيا.

        فبقدر ما أسقط في أيدي الداعين إلى إحلال السلام عن طريق التفاوض و في مقدمتهم الرئيس الحبيب بورقيبة بقدر ما كانت خيبتهم كبيرة لنسف العملة التفاوضية بسبب تنطع القادة السكريين الفرنسيين و من ورائهمكبار المعمرين المتغطرسين و من سار على منوالهم من ضعفاء السياسيين.

 

2- الاعتداء على قناة السويس :

        و لا أجد ضرورة للإطالة في هذه القضية المعروفة لدى القاصي و الداني و التي كشف الزمان على أن حكومة فرنسا برئاسة غي موللي الاشتراكي هي التي شجعت انكلترا و إسرائيل على القيام بها اعتقادا منها بأن ضرب القاهرة يعني القضاء على ما سمته رأس الأفعى، و الأفعى لعلكم في رأي غي مللي هي الثورة الجزائرية الذي كان الزعيم الاشتراكي الفرنسي يعتقد - خطأ - أن رأسها المدبر هو الرئيس المصري جمال عبد الناصر، جاهلا أو متجاهلا إرادة الشعب الجزائري القوية في افتكاك حريته و استقلاله من الاستعمار مهما كان الثمن.

        و لم تعد قضية الاعتداء على قناة السويس منحصرة في ضفتي حوض المتوسط، بل تسببت في تدخل القطبين السوفياتي و الأمريكي مما أكسبها بعدا عالميا.

        و هكذا فشل الاعتداء، وفشل المحرض عليه السيد غي موللي الذي تعتبر هزيمته في هذه القضية انتصارا للثورة الجزائرية ما دام قصده من التدخل العسكري في مصر هو محاولة إخماد ثورتنا المقدسة.

 

الحكم بالإعدام على الفدائية جميلة بوحيرد :

        تناقلت وكالات الأنباء خبر حكم القضاء الاستعماري بإعدام الفدائية الجزائرية الشابة جميلة بوحيرد.

        و أصبحت هذه القضية قضية الساعة في العالم أجمع بحيث تدخل ملوك و رؤساء دول من الشرق و الغرب لدى الجنرال ديغول حتى لا يتم تنفيذ الحكم في فتاة لم تتجاوز العشرين من العمر.

        و برزت المطربة المعروفة وردة الجزائرية أول ما برزت كفنانة على الصعيد الواسع بفضل أغنية ناجحة جدا تحمل إسم "جميلة" كان لذيوعها الفضل في اشتهار المطربة وردة عربيا و التعريف بقضية تمجد كفاحنا التحريري دوليا.  

        كما تحولت قصة "جميلة" إلى فيلم مؤثر جماهيريا بطولة الفنانة ماجدة و إخراج الأستاذ يوسف شاهين.

        و قد بلغ نجاح هذا الفيلم درجة جعلت السفير الفرنسي في كابول عاصمة أفغانستان يفقد أعصابه و يذهب شخصيا إلى القاعة التي يعرض فيها فيلم "جميلة" فيقطع بيديه الملصقات الدعائية صارخا "هذا كذب، هذان بهتان، هذا تضليل".

        مما نتج عنه احتجاج رسمي من حكومة أفغانستان لدى وزارة الخارجية الفرنسية خصوما و قد كاد السفير أن يأخذ لكمات من شبان أفغان مناصرين للثورة الجزائرية جاؤوا لمشاهدة فيلم "جميلة".

  

الغارة العدوانية على ساقية سيدي يوسف :

        انتهت معركة جبل الوسيطي على الحدود الجزائرية التونسية يوم 11 يناير 1958 بمقتل عدد من جنود الاستعمار و أسر أربعة آخرين نقلهم المجاهدون إلى غابة شمال المنطقة الشرقية.     

        و عبثا حاولت الجحافل الفرنسية المدججة ملاحقتهم أياما و ليالي لإنقاذهم لكنها رغم تمشيط المناطق المجاورة بقيت جهودها الكثيفة دون جدوى.

        و قد حز هذا في نفوس كبار الضباط الفرنسيين فقرروا تنفيذ ماأسموه "بحق اللتبع" داخل التراب التونسي لكنهم لم يجازفوا بإنجاز تهديداتهم برا بل أرسلوا سربا من طائراتهم المقاتلة التي رمت وابلا من القنابل على قرية سيدي يوسف التونسية و ذلك يوم 8 فبراير 1958 فأزهقت نفوسا بريئة و ألحقت أضرارا كبيرة بمنشآت اجتماعية و ثقافية مما كان له رد فعل احتجاجي من أوساط عديدة في العالم لم تكن في الماضي تعبأ بما يقترفه الجيش الفرنسي من جرائم في بلادنا.

        و قد وظفت الحكومة التونسية هذه الحادثة إعلاميا فنجحت في التشهير بالممارسات الحمقاء للعساكر الفرنسيين على المستوى الدولي.

سجلت ثورتنا بعد ذلك بمدة نجاحا سلمناهم للصليب الأحمر الدولي، مبرهنين بالتالي على احترام اللوائح الدولية خلافا للطرف المقابل.

 

سقوط الجمهورية الفرنسية الرابعة :

        وصل الأحباط بقادة الجيش الفرنسي في ربيع 1958 إلى درجة أم حاولوا تنفيذ انقلاب ضد حكومتهم المركزية في باريس.

        فقد سادت فوضى في صفوف قيادة الجيش الميداني على أعلى مستوى حتى وصل بهم الأمر إلى التفكير و تخطيط إنزال قواتهم جوا بعاصمة بلادهم للإستيلاء على مقاليد الحكم هناك بدعوى أن الحكومات الفرنسية الكثيرة المتعاقبة مصابة بوهن جذري أعجزها عن تدبير شؤون الدولة مما وفت على الجيش الفرنسي كل مرة فرص الانتصار الميداني في الجزائر على حد زعمهم.

        و هكذا تم استنجاد رئيس الجمهورية السيد روني كوتي RENE COTY بت "المنقذ" الجنرال ديغول و سلم له مقاليد الحكم إنقاذا للشرعية و لفرنسا كما يقال آنذاك.

        و أسلمت الجمهورية الرابعة الروح غير مأسوف عليها و واصلت ثورتنا سيرها الثابت نحو النصر النهائي.

        و كانت وسائل إعلامنا، مدعمة بأجهزة البلدان الشقيقة و الصديقة، ترصد كل صغيرة و كبيرة و تبين لمن يريد أن يعي صدق مسعانا و ثبات عزمنا حتى رضخت فرنسا للتفاوض مع من يحاربونها لا مع صنائع أرادت أن تقدمهم كمخاطب كفء يمثل الشعب الجزائري المناضل.

 

خاتمة :

        هذه أيها الإخوة و الأخوات ملامح عنالإعلام و دوره إبان حرب التحرير مع ذكر بعض جنوده في مختلف البقاع و شتى التخصصات، آمل أن تتاح للباحثين من الشباب فرصة التعمق فيه حتى يماط اللثام عن جنود معركة بالكلمة و القلم لا تقل ضراوة عن المعارك بالمدفع و البندقية، و التي أدت - متظافرة - إلى حرية الجزائر و استقلال شعبها.

        بقي لي أن أنبه بأن الجزائر المستقلة طالبت إلى جانب عدد من دول العالم النامي بنظام إعلامي دولي جديد يسمح للمستضعفن إسماع صوتهم و يمكنهم من التعبير عن تصوراتهم و آرائهم للسير العادل بالمعمورة التي أصبح سكانها بحكم وسائل الاتصال الجبارة كسكان عمارة واحدة لا تخفى فيها خافية بين الجيران.

        غير أن الدول المتقدمة ة التي تسيطر على وسائل الاتصال لا ترضى طبعا لأمثالنا أن يرفعو رؤوسهم. و تفرض عليهم مادتها الإعلامية و الثقافية تماما كما تفرض عليهم منتوجاتنا الاستهلاكية من كل نوع.

        لذا فإن شعوبنا لا مناص لها من مواصلة الكفاح لافتكاك نصيبها المشروع في هذا المجال مثلماافتكت بعد جهاد مر حقها في الحرية.     

        و في الختام، ليعذرني من سقط إسمه سهوا، فما سمي الإنسان إلا لنسيانه، و لعل الذاكرة التي خانت اليوم نجد من يسعفها من مواكبي القطاع. فليدلوا بدلوهم و ليكملوا تبليغ الأمانة فالوقت يمر و الذكرى الأربعين للثورة على الأبواب و جيل الثورة ينقرض تباعا فالبدار البدار، قبل فوات الأوان و عاشت الجزائر حرة كريمة.  

 

Voir les commentaires

دور الإعلام في معركة التحرير الجزائرية/المعارك السرية لمخابرات الجزائرية" المالك"/الجزؤ الاول

 

دور الإعلام في معركة التحرير
المعارك السرية لمخابرات الجزائرية المالك صد الاستعمار الفرنسي
الجزاء الاول       

 

حاولت جمع شتات الفكر بعد مرور الأعوام والسنين من العمل الإعلامي لألقي اليوم بعض الضوء على ميدان لم يعد خطره خافيا على الناس سواء كانوا مسؤولين أو مجرد متتبعين للأحداث.

وتشعب موضوع الإعلام عموما، وبخاصة إبان عهد الكفاح المسلح حتم علي ضبط الأمر في رؤوس أقلام تسهل على كل مهمتهم للإلمام بالقضية، إضافةة إلى وقاية الراوي من الإنزلاق وراء المعلومات التقريبية، أو السقوط في متاهات التقديرات النسبية خصوصا ولم يسبق للمتحدث أن كتب مذكرات في لإبان، أو حافظ على وثائق تساعد اليوم على التعمق في القضية المطروحة. لكن هناك أحداثا منقوشة في الصدر كأنها رسوم منقوشة في الصخر، وسيكون تناولي للموضوع حسب المرتكزات التالية:

أولا: الإعلام عبرالوسائل السمعية

ثانيا: الإعلام عن طريق الصحف ومختلف النشريات

ثالثا: الإعلام عن طريق الوسائل السمعية البصرية

رابعا: الإعلام عبر وسائل أخرى

خامسا: قضايا إعلامية متفرقة

سادسا: خاتمة

ولنبدأ بالوسائل السمعية رغم أنها كانت لاحقة للصحف ولمختلف النشريات نظرا لإتساع قاعدة من يصلهم الصوت الإذاعي مقارنة بعدد من يحسنون القراءة:

 

1) الإعلام عبر الوسائل السمعية:

1.1: الإذاعة السرية:

        بدأت المرحلة الأولى لهذه الإذاعة بجهاز إرسال من نوع PC 610 منتقل عبر شاحنة من نوع  GMC  أخرجت من القاعدة الأمريكية بالقنيطرة بالمغرب عام 1956.

وكانت هذه الإذاعة تبث برامجها متنقلة عبر وهاد وفجاج منطقة الريف الخاضع سابقا للحكم الإسباني ساعتين إثنتين يوميا على الموجات القصار حسب التقسيم التالي:

أ- ساعة كاملة باللغة العربية تششتمل على:

- أخبار عسكرية.

- أخبار سياسية.

- تعليق بالفصحى.

- تعليق بالدارجة.

ب- نصف ساعة بالأمازيغية

ج- نصف ساعة بالفرنسية.

وإذا كان صاحب الفضل في الحصول على الشاحنة وما فيها من أجهزة هو الفقيد رشيد زثار رحمه الله فإن كيفية خروج الشاحنة من القاعدة العسكرية الأمريكية بقيت غامضة.

فمن قائل أنه اختلسها من داخل القاعدة الأمريكية إلى مؤكد أنه اشتراها من أحد الضباط كانت له به صلة.

كان الإعلان عن برامج الإذاعة يتم بهذه العبارة:

" هنا إذاعة الجزائر الحرة المكافحة"

" صوت جبهة التحرير وجيش التحرير الوطني يخاطبكم"

" من قلب الجزائر"

أما المناضلون الطين أسندت لهم مهمة إعداد وتسيير الإذاعة السرية في مضمونها خصوصا التعاليق والبرامج السياسية والأخبار العسكرية فهم:

- السيد مدني حواس

- الأخ رشيد نجار

- الأخ المسمى"يوغرطة"

- الأخ بالعيد عبد السلام

- الأخ عبد المجيد مزيان

- الشيخ رضا بن الشيخ الحسين

- الأخ الهاشمي التيجاني

- المرحوم سيدي الشيخ وهو من طلبة الزيتونة.

من هذه القائمة أساسيون استمروا أمد طويلا، ومنهم من بقي مدو معينة ثم كلف بمهام أخرى كالأخوين بالعيد عبد السلام وعبد المجيد مزيان.

وكان الإشراف على الأجهزة التقنية يتم على يد تقنيين جزائريين من بينهم الأخ عبد الرحمن الأغواطي "سي العروسي" الأخ موسى وكذلك الأخ عبد الكريم حسني.

أما جهاز اللاسلكي فقد كان يعمل عليه الأخ علي قراز المعروف باسم"منقالة " MANGALA

هنا ينبغي أن نشير إلى أن السلطات الإستعمارية، بعد عجزها عن التشويش على برامج إذاعتنا المتنقلة عن طريق بث أغاني عربية من مركز إذاعي بالجزائر على نفس موجات إذاعتنا الفتية، عمدت عدة مرات إلى محاولة تحديد المكان الذي تتواجد فيه سيارة البث المتنقلة لسحقها، وتمكنت في إحدى المرات من تحديد موقعها، فأرسلت طائرة أطلقت أنوارا كاشفة تمهيدا لقنبلة سيارة البث، غير أن يقظة الحراسة وسرعة التصرف أفشلت محاولة العدو.

وللذين يتساءلون عن اسباب توقف بث الإذاعة السرية أشهرا عديدة بين عامي 57 و58، نلفت انتباههم إلى أن توقف البث منشؤه أسباب تقنية بحتة مرجعها عدم قدرة الجهاز المتنقل على مواجهة الإحتياجات اللازمة، وكان لابد من دخول مرحلة جديدة تفرضها التطورات المعتبرة الواقعة داخل الثورة في جميع الميادين وخصوصا في الميدانيين العسكري والسياسي.

وبالفعل فقد اقتنينا أجهزة جديدة تم تنصيبها بالقرب من مدينة الناظور بالإتفاق مع المسؤولين المغاربة.

وعاد البث مرة أخرى أقوى مما كان عليه، واستحدثت فترة صباحية وأخرى زاولية بالإضافية إلى الفترة الليلية الرئيسية.

 

مرحلة الإستقرار:

في عمارة بمدينة الناظور المغربية تم ترتيب استديو بكامل تجهيزاته، ونصبت آلات البث على بعد 15 كلم تقريبا. وتم افتتاح الإذاعة بمحضر الأخوين سعد دحلب وبوعلام بالسايح.

وقد سبق للأخ الشهيد رمضان عبان أن زار محطة الإذاعة قبل وفاته أثناء مرحلة تنقلها من موقع لموقع.

الجدير بالذكر أن كلمة افتتاح الإذاعة السرية قد كتب نصها الفرنسي وألقاها الأخ سعد دحلب بينما كتب التعليق بالعربية الأخ مدني حواس وألقاه الأخ عيسى مسعودي صاحب الصوت الرمز للثورة الذي وصل في نفس اليوم   02/07/1959 قادما من تونس، لتعزيز الطاقم افذاعي المتكون من الإخوة:

- مدني حواس- )عبد اللطيف)

- خالد سافر

- كمال داودي

- محمد بوزيدي

- سي محمد السوفي

- دحو ولد قابلية

- مولاي

- مصطفى التومي

- خالد التيجيني

 

أما المشرفون على الأجهزة التقنية فيها، فيمكن أن نذكر من بينهم:

- الأخ عيسى

- الأخ عبد المجيد قوار

- الأخ قدور ريان

- الأخ محمد مقيدش

- الأخ سعيد غماري

- الأخ لوصيف محمد " المعروف " بـ "القوردو" EL GOURDO

 

وهنا نذكر أن الاتصال كان مستمرا بين المشرفين على الإذاعة ومركز القيادة الأقرب بوجدة وذلك عن طريق مناضل اسمه بوثلجة كان يقوم بمهمة الاتصال باستمرار ممتطيا دراجة نارية.

وتحسبا لكل الطوارىء، أمر القائد الفقيد " سي المبروك " وهو ( عبد الحفيظ بوصوف ) رحمه الله ، أمر باقتناء ثلاثة أجهزة إرسال بقوة 15 كيلووات لكل واحد ، ثم وضع اثنين في مكانين مختلفين بمنطقة الناظور أما الثالث فقد أمر بإبقائه في الصناديق كقطع غيار يمكن الاستنجاد بها عند الحاجة.

هذا وأشير إلى أن جهاز آخر من نوع 610 PC للتلقي والاستماع قد أقيم في (وجدة) لتتبع الأخبار ليس فقط السياسية والعسكرية لكن وبالخصوص لمراقبة تعليمات العدو لوحداته العسكرية.

وهنا ينبغي أن نذكر بأن جهازا مثيلا مركزا في مدينة " الكاف " بغرب القطر التونسي قد مكن المشرفين على أجهزة الاتصال التابعة للثورة من فك شفرة العدو وهو الرمز المعروف (CODE SLIDEX) مما يعتبر بحق انتصارا كبيرا لجهاز الاتصال الجزائري جديرا بالتنويه

* * *

        هذا ما يمكن أن يقال باختصار عن الإذاعة السرية التي تتميز بأنها كانت جزائرية مائة بالمائة في برامجها و توجيهاتها و إطاراتها السياسية و التقنية على حد سواء.

        و كان احتضان سكان الريف الأشاوش لها بكل ما جلبوا عليه من صفاء و إخلاص رمزا لوحدة متينة صادقة منزهة عن كل شعار دعائي أو رابط مزيف.

        برامج الإذاعة الثابتة كانت تبث ثلاث مرات يوميا تدوم كل فترة ساعتين :

البرنامج الأول يبدأ على الساعة الخامسة صباحا.

البرنامج الثاني يبدأ على الساعة الواحدة ظهرا.

البنامج الثالث يبدأ على الساعة الثامنة مساءا.

و إذا كانت مصادر الأخبار في مرحلة التنقل الأولى مستقاة في أغلبها من مختلف الإذاعات، فإن الأمر قد تغير كثيرا بالنسبة للإذاعة الثابتة التي تعتمد على منشورات الثورة و في مقدمتها جريدة "المجاهد" إضافة إلى إعطاء أهمية لأدب الثورة، فضلا عن بث توجيهات القيادة الثورية و القيام بتحليلها و بث الأناشيد الوطنية و الحماسية.

        و فيما يلي مختارات من برامج الإذاعة السرية

الجزائر في أسبوع :

و هي عبارة عن عرض إخباري لنشاط الثورة السياسي و الدبلوماسي في سبعة أيام.

من أدب الثورة :

و هو عبارة عن برنامج أسبوعي تقدم فيه بصوت الأخ عيسى مسعودي قصائد ثورية جزائرية أو عربية، من بينها قصائد عديدة للمرحوم محمد بوزيدي.

أخي المواطن ثقف نفسك :

و هو عبارة عن برنامج للتكوين السياسي موجه إلى جنود جيش التحرير الوطني و المسؤولين السياسيين داخل المناطق و الولايات.

قارتنا السمراء :

كان هذا البرنامج يتابع تطورات القارة الإفريقية و كفاحها من أجل الاستقلال، و كان يرمز في نفس الوقت إلى الترابط النضالي بين كفاح شعبنا، و كان يرمز في نفس الوقت إلى الترابط النضالي بين كفاح شعبنا، و كفاح القارة، و هو في الأخير دليل قاطع على أن الثورة الجزائرية كانت تؤكد في كل مناسبة بعدها الإفريقي.

و بالطبع هناك برامج أخرى تتعلق بالمواضيع التاريخية و غيرها من البرامج بحيث تغطي الأسبوع كله.

 

2.1 – صوت الجزائر من تونس :

        كان برنامج "صوت الجزائر" عبر الأمواج التونسية مقسما إلى فترتين : الأولى خاصة بالأنباء العسكرية و الثانية للتعليق السياسي.

        يدوم البرنامج من 20 إلى 30 دقيقة و يتم بثه ثلاث مرات في الأسبوع.

        يستهل البرنامج بنشيد "قسما" لشاعر الثورة الراحل مفدي زكرياء رحمه الله و ينتهي بنفس النشيد، يفصل الفترتين العسكرية و السياسية نشيد "الله أكبر" الذي راج بنجاح عند العدوان الثلاثي على القنال خريف 1956.

        هنا ينبغي أن أنوه برجل غمط حقه باعتباره أول من لحن نشيد "قسما" و هو الموسيقار التونسي الشهير الأستاذ محمد التريكي أطال الله في عمره.

        فقد كانت له صلة حميمة و قديمة بشاعرنا مفدي زكرياء الذي سبق أن درس بتونس، و كان يتردد عليها بعد ذلك بين الحين و الآخر مما حدا به إلى إرسال النص من باربروس حيث كان سجينا إلى صديقه بتونس الأستاذ محمد التريك الذي اغتنم تواجده كأستاذ موسيقي بدار المعلمين و المعلمات بالمراكض بتونس ليسجل نشيد الثورة، بعد تلحينه بمجموعة صوتية منتقاة من دار المعلمين المذكورة قوامها 250 شابا و شابة.

        و اهتمام الأستاذ محمد التريكي بالقصيد جعله يلحن المقاطع الخمسة كل مقطع بلحن يناسب معناه إضافة إلى ما يسمى باللوازم و هي الفواصل بين المقاطع بحيث صار النشيد يستغرق كاملا قرابة 12 دقيقة.

        و كان نشيد قسما بلحن الأستاذ محمد التريكي هو أول ما سمعه الناس كلحن مميز لحصة صوت الجزائر التي تفتح هكذا بصوت الإذاعي التونسي اللطيف السيد محمد المحرزي.

"هنا صوت الزائر المجاهدة الشقيقة"

        و غني عن الإشارة إلى أن لحن محمد فوزي للنشيد لاحقا هو الذي شاءت الأقدار أن يحل محل لحن الأستاذ محمد التريكي في برنامج صوت الجزائر بل حاز أعلى شرف لاختياره فيما بعد نشيدا رسميا للجمهورية الجزائرية.

        إني – إذ أحيي بهذه المناسبة الفنان الكبير الأستاذ محمد التريكي – أرجو أن تبحثوا معي على نص تلحينه لنشيد قسما – خصوصا و أنا على قناعة تامة بأن الجهد الذي قام به لا نسبة بينه و بين من مكان الحظ حليفه فيما بعد.

        فإذا كان لحن الموسيقار محمد فوزي قد فرض نفسه لخفته و سلاسته، فإن عمل الأستاذ محمد التريكي عمل سمفوني دسم أرجو أن تتاح لنا الفرصة العثور عليه كجزء من تاريخ كفاحنا الإعلامي و لبنة في صرح مغربنا العتيد، كما أتمنى أن تتاح للدارسين في مجال الموسيقى و الأنغام فرصة دراسته و تحليله و مقارنته بغيره حتى يكتشفوا مستواه المعتبر.

        هذا و إذا كان الأستاذ محمد التريكي قد وفى بالأمانة فلحن النشيد كاملا كما ورده من الأستاذ مفدي زكرياء، فإن النص اذي تسلمه الفنان المصري محمد فوزي عليه رحمة الله كان قد بتر منه المقطع الذي يشهر بفرنسا و توعدها مطلعه : "يا فرنسا قد مضى وقت العتاب". كما حذفت كلمة "فرنسا" من المقطه الذي مطلعه : "نحن جند في سبيل الحق ثرنا".

        فعوض "لم تكن تصغي لنا فرنسا إذا نطقنا" حذفت كلمة "فرنسا" و أصبح التعبير للمجهول إلى اليوم هكذا : "لم يكن يصغى لنا لما نطقنا"

        الرابح أن الدافع إلى هذا التحوير هو إقناع بعض الأوساط السياسية في تونس و في غيرها مسؤولي الجبهة إلى ضرورة الفصل بين الاستعمار الفرنسي و بين الشعب الفرنسي الذي يوجد عدد من أبنائه في معارضة حكومته إن لم يكونوا صراحة في صف الثورة و الثوار.

        فهؤلاء التحرريون يناصرون كفاح الشعب الجزائري، لكنهم لا يرضون لاسم فرنسا أن تلوكه الألسن اعتباطان فكان لهم ما أرادوا.

أعود إلى الحصة في حد ذاتها .

مصادر الأخبار

سبق أن قلت أن الحصة كانت تشتمل على جزئين : الجانب السياسي و الجانب العسكري.

لمقتضيات القضية كنا نبدأ بأنباء المعارك و العمليات الفدائية، و كانت مصادرنا ثلاثة :

ما كان يأتينا من قيادتنا العسكرية على مستوى الولايات و المناطق و النواحي ثم – بعد تكوين الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية – ما يصلنا من بلاغات عن طريق وزارة القوات المسلحة.

ما تتناقله وكالات الأنباء الأجنبية بما فيها بلاغات العدو التي كنا نكفيها حسب تحليلنا لأسلوبه في الحرب النفسية.

ما يصرح به الأفراد من مواطنينا الذين يلجأون تحت قهر العدو إلى الحدود التونسية.

قلم الرقيب :

كنت أذهب ثلاث مرات في الأسبوع بمعيةأخي سي عيسى محمودي إلى محطة الإذاعة  التونسية قصد عرض أدبياتنا على السيد رئيس التحرير التونسي قبل تسجيلها.

كنا طبعا نتحاشى دوما فيما سنسجله – لأن الحصة كانت لا تبث على الهواء مباشرة – ما يمكن أن يحرج الجانب التونسي من قريب أو من بعيد.

غير أنه يحدث بين الحين و الآخر خلاف ينتهي في أغلب الأحيان أن لم يكن في كل الأحيان لصالح صاحب الدار.

أعطيكم مثالين أحدهما في جزء الأنباء العسكرية و الثاني في التعليق السياسي.

عبر الرقيب و كان و قتها شخصا إسمه أحمد بن سالم عن دهشته لنتيجة معركة وقعت بجبال الأوراس دامت ثلاثة أيام بلياليها استخدمت فيها المدفعية الثقيلة و الطائرات الاستعمارية حسب ما جاء في بلاغنا الذي انتهى بعدد كبير من القتلى و الجرحى في صفوف العدو بينما لم تسجل في صفوف الثوار سوى خسائر محدودة.

قال رئيس التحرير بأن هذا البلاغ العسكري غير جدي إلا إذا افترضنا كما قال بأن الجنود الفرنسيين يضربون بقنابل مصنوعة من الصوف خلافا للثوار الذين يجاهدون برصاص حقيقي.

و عبثا حاولنا اقناعه بأن التضاريس في الأوراس تسمح للثوار نيل مأربهم من الجيش الاستعماري خلافا للجحافل الاستمارية التي يخطىء من يعتقد بأن تعدادها و تسليحها العصري يكفيها للقضاء على من يعرفون كيف يتسترون و متى يهجمون.

ثم وجه لنا رئيس التحرير "نصيحة" يدعونا بمقتضاها إلى عدم مجاراة الأشداء، مشيرا علينا بضرورة التركيز على الاعتداءات و على القمع المسلط على شعبنا و على الدمار الذي تلحقه قوات الاستعمار بمواطننا و ما يملكون، راجيا منا عدم التعنتر بذكر بطولات المجاهدين أو الفدائيين.

و كنا آنذاك أمام خيارين، إما الآذعان "لنصيحة" رئيس التحرير أو الخروج من مكتبه دون تسجيل الحصة.

و نقحنا الخبر للضرورة القصوى و سجلنا الحصة.   

الحقيقة لاي لا مكن إغفالها هو أن شخصين لعبا دورا مهدنا و توفيقيا في كل مرة يصل تيار الخلاف حدا كبيره هما الأخ سي عبد الله شريط في المرحلة الأولى ثم الأخ سي محمد يزيد بعد توليه وزارة الأخبار عند تأسيس الحكومة المؤقتة.

أمل المثال الثاني و الخاص بالتعليق السياسي فأمر يدعو حقا الدهشة، و فيما يلي موجزه.

ترأس إحدى حكومات الجمهورية الرابعة اللفرنسية السيد بورجس موندري و قد سبق أن شغل منصب وزير الدفاع.

و قد تميزت عهذه بتكثيف التجنيد حتى أصبح عدد العساكر في الجزائر يتجاوز نصف المليون عسكري بما فيهم جنود الاحتياط.

و قلنا في التعليق السياسي بأن الاستعماري بورجس ستنال من عزينة شعبنا على افتكاك حقه في الحرية و الاستقلال.

و اعتبر الرقيب أن كلمة "الاستعماري" التي نعتنا بها رئيس الوزراء الفرنسي في غير محلها و أنه ينبغي أن تحذف.

و تمسكنا بأن الكلمة ليست شتيمة، بل هي صفة تنطبق تماما على المسؤول الفرنسي.

هنا قال لنا السيد بن سالم بأن بورجس موندري كانوراء دعم مالي للحكومة التونسية يقدر بمليار و نصف مليار ... و أنه لا يحق أن يشتم هذا الرجل لمساعد لتونس على أمواج إذاعة تونس.

و لما ألححنا على ضرورة بقاء الكلمة نبهنا إلى أن برنامج صوت الجزائر برنامج تونسي بحكم عنوانه "صوت الجزائر المجاهدة الشقيقة".

و عبرنا على إصرارنا، و وصل بنا النقاش إلى طريق مسدود فقال الرقيب : أرجوكم أعذروني : لو كنت عضوا في الحزب الدستوري لوافقت دون تردد على كل ملتريدون و ما تكتبون، لكني عكس ذلك، و ليس لي سند، فكل صغيرة أو كبيرة ستسحب علي و سأدفع ثمنها غاليا ...أنتم لا تعلمون ما يحدق بي من أخطار .. رجاء ساعدوني"..

و هممنا أن نقول : كف نساعد على السكوت على المنكر، ثم سكتنا في المكتب و عبرنا عن احتجاجنا خارجه.

و ما انتظرنا طويلا، فتم نقل السيد أحمد بن سالم إلى مهمة أخرى، و تحسنت الأمور بتولي كل من السيدين الشاذلي القليبي ثم الحبيب بولعراس بعده مقاليد الأمور في الإذاعة، و واصلت الحصة مسيرتها حية تذكي الهمم و تطلع الرأي العام الجزائري و المحلي على مجريات معركة التحرير عسكريا و سياسيا و دبلوماسيا إلى أن صدر مقال في جريدة "المجاهد" اللسان المركزي لجبهة التحرير الوطني تحت عنوان "الخبز المسموم" إليكم مجمل ملابساته :

الخبز المسموم

        كان لصدور مقال افتتاحي في العدد 27 من جريدة "المجاهد بتاريخ 22 جويلية 1958 أثر الصاعقة على المسؤولين التونسين.

        كان السبب في نشره هو توقيع الحكومة التونسية على عقد مع شركة TRAPSA البترولية القرنسية يقضي بمد أنبوب ينقل البترول الجزائري من العجيلة جنوب شرق القطر الجزائري، إلى مرفأ السخيرة التونسي قرب قابس.

        و قد اعتبرت قيادة الثورة هذا الإجراء من طرف الحكومة التونسية بمثابة طعنة في ظهر الجزائر المجاهدة و خرقا لاتفاقية طنجة التي لم يمض على توقيعها من طرف القيادات السياسية المغاربية الثلاث أكثر من عشرة أسابيع.

        لم ينفع التحذير المسبق خصوصا و قد كان موقف ليبيا و المغرب منسجما و متماشيا مع ضرورة التضامن الفعلي بين بلدانالمغرب العربي.

        فقد رفض الملك إدريس السنوسي تشجيع الاتفاقية مما دفع بكل من الحكومة اليبية و كذا البرلمان الليبي إلى رفض مغريات الشركة الفرنسية التي كانت تفضل مد الأنبوب عبر ليبيا لقصر المساقة و سهولة العبور.

        كما رفض المغرب الشقيق تكرير البترول الجزائري الخام في مصفاة القنيطرة باعتباره ملكا لشعب شقيق يقاوم المحتل.  

        لكن القيادة التونسية تذعرت بضرورة تحقيق الخبز اليومي لمواطنيها حسب تعبير أحد المسؤولين التونسيين آنذاك، و كان الرد الجزائري هو أن ما يسمى بالخبز اليومي ليس سوى "خبز مسموم".

 

ردود الفعل على المقال :

        كان أول رد فعل على المقال هو إيقاف حصة "صوت الجزائر" من طرف السلطات الفرنسية، و الحقيقة أننا نحن الذين تم توقيفنا. فلم يعد صوت عيسى مسعودي يكهرب الجماهير، كما لم عد صوتي الأجش على موعد مع من ألفوا تتبع القضية في بعدها الساسي.

        و سمح لنا - بعد تدخلات شتى دامت حوالي شهر - بالعودة إلى الاستديو لتسجيل حصة تحمل إسم "صوت الثورة الجزائرية" يتم بثها على موجة قصيرة أي لا تسمح في تونس خلافا للموجة المتوسطة التي تبلغ بكامل الوضوح إلى جماهير الشعبين الجزائري والتونسي.

        الشيء الإيجابي في برنامج "صوت الثورة الجزائرية" هو ثراؤه و تنوعه من حيث المادة الإعلامية مما جعلنا نستعين بعناصر جديدة نذكر منها :

- الأخ الشاعر محمد بوزيدي رحمه الله (للتعليق بالدارجة).

- الأخ العربي سعدوني رحمه الله (للتعليق بالأمازيغية).

- السيد سيرج مشال (للتعليق بالفرنسية)

        و كان الشاعر الفحل مفدي زكرياء لا يتأخر عن المشاركة بفضه الغزير ترسيخنا للأدب الثوري في معركة التحرير.

        طبعا كل هذا يضاف إلى القسمين العسكري و السياسي الثابتين في كل حصة.

        لعلكم كانت الحصة يومية و تدوم نصف ساعة.

 

صوت الثورة الجزائرية من ليبيا :

أ- محطة طرابلس :

        على غرار الشعب الليبي الذي فتح قلبه الجياش آنذاك للمجاهدين الجزائريين، فتحت إذاعة طرابلس أمواج أثيرها لصوت الجزائر الثائرة ثلاث مرات.

        و كان يشرف على الحصة المكونة من أنباء عسكرية و تعليق  سياسي الأخ بشير قاضي ثم الأستاذ محمد الصالح الصديق فالأخ عبد الحفيظ أمقران.

        غير قوة الإرسال التي كانت تصل بوضوح لسكان الجنوب التونسي، لم تكن تغطي القطر الليبي بأكمله الذي كانت وقتنئذ مملكة فيديرالية تتكون من ثلاث ولايات ذات كان سياسي ذاتي هي حسب الأهمية السكنية : ولاية طرابلس، و ولاية برقة و ولاية فزان.

        و كانت لكل ولاية هيئة حكومية خاصة تعلوها جميعا حكومة فيديرالية بنت لها عاصمة سمتها "البيضاء" غير أن الملك إدريس السنوسي كان يقيم في مدينة طبؤق.

        إذا كانت إمكانيات ولاية فزان محدودة جدا، فإن حكومة ولاية برقة و عاصمتها بنغازي لم ترد أن تبقى متأخرة على طرابلس، ففتحت بدورها مجالات في إذاعتها لصوت الجزائر.

 

ب- محطة بنغازي :

        كان صوت الثورة الجزائرية ينطلق من إذاعة بنغازي ثلاث مرات في الأسبوع كنظيره في طرابلس، و كان الأخ عبد الرحمان الشريف يقوم بتنشيط الحصة بمعية مناضل ليبي إسمه عبد القادر غوقة.

        و لما تم تعييني على رأس المكتب في ماي 1962، واصلت المهمة محافظا على مساهمة الأخ غوقة الذي صار فيما بعد ثورة الفاتح سفيرا لبلاده في إحدى العواصم العربية.

        كان المبدأ هو تسجبل الحصة قبل بثها، لكن حدث مرات و مرات أن كنا نصل إلى الأستوديو في الدقيقة الأخيرة لأسباب قاهرة، فيسمح لنا ببث البرامج على الهواء مباشرة دون مشكل يذكر.

        المرة الوحيدة لاي لم يسمح فيها الرقيب (وزير الأخبار) بإذاعة النص كان بمناسبة حشد جماهيري في بنغازي أكدنا فيه بأن البلدان العربية لن يكون لها شأن على سطح الأرض ما لم تحذ حذو الدولتين العظيمتين في الوحدة و جمع الشمل، فما قسمة أمريكا لو  لم تكنالولايات المتحدة الأمريكية ؟ و ما قيمة روسيا لو لم تكن ضمن اتحاد الجمهوريات السوفياتية ؟

        و اعتبر الرقيب أن هذا الكلام يصلح أن يبث من إذاعة القاهرة لا من إذاعة بنغازي التي لم تكن حكومتها مرتاحة للقومية العربية و لما اعتبرته دعاية للناصرية.

        المهم أن صوت الجزائر كان له تأثير جبار على الجماهير سواء من محطة طرابلس أو من محطة بنغازي.

        و كان هم الشعب الليبي الوحيد في ذلك الوقت هو متابعة أحداث ثورتنا سياسيا و عسكريا.

        و كانت لجان دعم ثورتنا و تسمى "لجان نصرة الجزائر" تقوم دوريا و في كل مكان بجمع التبرعات من مال و لباس و أدوية لصالح معركة التحرير الجزائرية.

        و كان الشعب الليبي بأكمله منجدا لنصرة الجزائر إلى درجة أن عدد الذين يدفعون اشتراكا شهريا سواء في المدن أو الأرياف و حتى لدى بدو الصحاري عدد لا يحصى، و كم من متسول تراه يذهب في آخر النهار إلى مكتب جمع التبرعات فيسلم للمسؤولين حصيلة يومه.

 

صوت الثورة الجزائرية من القاهرة :      

        مازال الجيل الذي واكب الثورة و لن يزال يذكر الدور الفعال الذي لعبته إذاعة "صوت العرب" الناصرية إنطلاقا من العاصمة المعزية في شحذ الهمم و التصدي الناجح للحرب التي كانت تشنها القوات الاستعمارية ميدانيا و إعلاميا.

        فصوت أحمد سعيد الرهيب بجانب أصوات أبو الفتوح و محمد عروق و السنهوري و أمين بسيوني و كذلك أناشيد فايدة كامل و نجاح سلام و سهام رفقي و كارم محمود و محمد قنديل و المجموعة الصوتية لصوت العرب و غيرهم سيبقى يرن في وجدان الملايين إلى آخر رمق.       

        غير أن هذا لا ينبغي أن ينسينا أنه كانت هناك في نفس الوقت و على نفس الموجات أصوات جزائرية محضة تعبر عن وجهة نظر الثورة الجزائرية و قيادتها، لا عن رؤية الثورة الناصرية لحركة التحرير الجزائرية.

        هكذا نلاحظ أن مكتب الإعلام الجزائري بقيادة الأخ سعد دحلب كان قد جندا عددا من المناضلين و حتى من الطلبة للقيام بإلقاء تعاليق سياسية في بعض القنوات الإذاعية المصرية خصوصا إذاعة "صوت العرب" و كذا في القناة الموجهة لأوروبا.

        و كان الأخ الفقيد عدة بن قطاط رحمه الله هو الناطق باسم الثورة في برنامج إذاعي باللغة الفرنسية موجه من إذاعة القاهرة الدولية إلى فرنسا.

و كانت حصته لا تتجاوز ربع ساعة تبث يوميا كل مساء تحت عنوان :

Un Algérien Parle aux Français

(جزائري يخاطب الفرنسيين)

"Raisonnons Ensembles"

 

        أما إذاعة "صوت العرب" فقد بدأنا نشاكنا عبر أمواجها بتعليق سياسي يومي تحت عنوان : "صوت

 

جبهة التحرير الوطني يخاطبكم من القاهرة "

        و قد نوالي عليه عدد من الإخوة أذكر منهم :

- عبد القادر بن قاسي رحمه الله.

- رشيد نجار

- علي مفتاحي رحمه الله.

- محمد قسوري.

- تركي رابح عمامره و غيرهم ...

        و لم يستقر في البرنامج إلا الفقيد عبد القادر بن قاسي الذي كان صوته بل إلقاؤه متميزا على الآخرين فثبت خلافا لغيره حتى الاستقلال.

        هذا البرنامج كان أسبق من غيره من حيث الزمن، فقد بدأ في 1956، و تبعه بعد تكوين الحكومة المؤقتة برنامج ثاني باللغة الفرنسية تحت عنوان :

"ICI LA VOIX DE LA REPUBLIQUE ALGERIENNE"

"هنا صوت الجمهورية الجزائرية"

 

        كان المشرف على هذا الركن هو الأخ ابراهيم غافة وتلا هذا البرنامج على أمواج إذاعة "صوت العرب" تعلق سياسي يومي بالدارجة المهذبة كان لي شرف تحريره  و إلقائه في آخر الفترات الإذاعية غير أنه - رغم نجاحه - لم يدم طويلا لظروف قاهرة.

 

ألغام تحت خطي رجل الإعلام :

        هنا ينبغي التنبيه إلى أن كاتب التعليق او محرر التحليل الساسي يجد نفسه في عديد من الأحيان في ظلام دامس خصوصا إذا كان بعيدا عن مصدر القرار، و مع ذلك لا يجد مندوحة عن التواجد اليومي أمام الميكروفون لأنه على موعد ثابت مع المستمعين.

        و يتسبب هذا أحيانا في لوك ما سبق قوله أو في الحماس المفرط الذي يؤدي بصاحبه إلى الإنزلاق في متاهات تتسبب له و لغيره في حرج كبير.

        أسوق لكم مثالا عن هذه الحالة :

        بعد مظاهرات 11 ديسمبر 1960 التاريخية في العاصمة الجزائرية كتب الأخ ابراهيم غافة تعليقا بالفرنسية يقول فيه ما معناه ، أن حق تقرير المصير أمر تجاوزته الأحداث ، و أن على الجنرال ديغول الاعتراف باستقلال الجزائر و إلا فإن الثورة سيشتعل أوراها أكثر من ذي قبل إلى أن يطرد آخر فرنس من الجزائر.

        و ما كان الأخ ابراهيم غافة و لا أي عضو بمكتب الإعلام و لا حتى في البعثة الدبلوماسية الجزائرية بالقاهرة و في مقدمتها رئيس البعثة الفقيد الشيخ توفيق المدني على علم بأن هناك اتصالات بسويسرا بين قيادة الثورة و الحكومة الفرنسية.

        في الصباح الموالي لإذاعة التعليق، تقدم الوفدان لمواصلة الماحثات، فبادر المندوب الفرنسي نظيره الجزائري الفقيد أحمد فرنسيس يستفسره عما إذا كان مبدأ تقرير المصير مازال القاعدة التي على أساسها ينبغي أن تتواصل المناقشات بين الطرفين، فرد الأخ أحمد فرنسيس بالإيجاب.

        و هنا أخرج الوفد الفرنسي نص التعليق الذي ألقاه الأخ ابراهيم غافة في الليلة السابقة على أمواج إذاعة "صوت العرب" من القاهرة و قال له : "إن المتحدث باسمكم في القاهرة يرى غير ما ترون، فاتفقوا فيما بينكم و تعالوا بعد ذلك للتفاوض".

        اتصل المرحو م أحمد فرنسيس فورا بالفقيد عبد الحفيظ بوصوف الذي كان يرقب سير المباحثات من مكان قريب، و هكذا و بكيفية مفاجئة نزل "بوصوف" مطار القاهرة و توجه لمقر الحكومة المؤقتة بجاردن سيتي و جمع كل الإطارات هناك و في مقدمتهم أعضاء مكتب الإعلام.

        لم يفصح (سي مبروك) عن أن هناك اتصالات سرية مع الجانب الفرنسي لكنه نصحنا بكبح جماع الحماس، منبها إلى الموقف الرسمي للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية التي قبلت مبدأ تقرير المصيركأساس للمفاوضات مع فرنسا.

        و أدركنا كلنا و في المقام الأول أعضاء مكتب الإعلام خصوصا الأخ ابراهيم غافة بأن تعليقه عن تقرير المصير هو الذي كان هذه المرة سبب زيارة (سي مبروك) الخاطفة للقاهرة.

        و ما أزال أذكر إلحاح الأخ غافة في المطالبة بالخط السياسي لجبهة التحرير كما يسهل عليه القيام بدوره كرجل بدوره كرجل إعلام و كمعلق سياسي. كما لن أنسى جواب الأخ سقراط (عبد المالك بن حبيلس) له بجملة كأنها نكتة تفلسف واقع رجل الإعلام آنئذ.

        قال سقراط للأخ غافة و الكلام موجه للجميع : "إذا بقيت في أمان و أنت تواصل تعاليقك، فأنت في الخط، أما إذا نزلت عليك صاعقة، فاعلم و تيقن أنك خرجت عن الصراط المستقيم".

        هذه الواقعة نموذج يبين صعوبة دور رجل الإعلام الميداني في الثورة.

        فهو مكلف من جهة بإبراز تقدم القضية و نجاحها، كما هو مأمور   من جهة أخرى بالحذر و المحافظة على سرية المعلومات مما يجعله مجرد مبلغ لنشاط يتسم بالخفاء و الكتمان في عديد من الأحيان.

Voir les commentaires

سياسة فرنسا للتوغل في الجنوب الغربي الجزائري /المخابرات الفرنسية زورت فتوى قورارة / الجاسوس المفتي ليون روش

سياسة فرنسا للتوغل في الجنوب الغربي الجزائري و بلاد السنغال

 

 المخابرات الفرنسية زورت فتوى قورارة  22 جوان 1893 م  

فرنسا الاستعمارية  استعانت بالجاسوس الشهير ليون روش

         من مبادىء الاستعمار الغربي الصليبي في بلدان العالم الإسلامي، العمل على تدمير أسس التقدم المعروفة عند شعوب هذا العالم المترامي الأطراف من كنجة إلى جاكارتا و من غانا إلى فرغانة فهذا الفضاء الجغرافي الكبير، يشتمل على أجناس و ألوان و لهجات و لغات متعددة ، لكنها تاريخيا، و في إطار النمط الإسلامي، كانت إلى مطلع العصر الحديث مسلمة دينا، عربية لسانا

من كتاب أسرار الاستيطان الاوروبي الفرنسي على الجزائر المحروسة

المؤلف صالح مختاري2004

 

         فلما دخل الاستعمار الفرنسي  ضرب على أوتار هدامة  بإحياء الجذور العرقية للشعوب، كما فعل في الشام بتشجيعه للنزعة الفينيقية، و التي كانت أهدافها القومية  الدعوة لإحياء اللهجات القديمة و محاربة العربية لسان الثقافة الإسلامية، و القرآن العظيم، و نجح الاستدمار الفرنسي إلى حد بعيد في تكوين نخبة مسيحية في لبنان، فهيأها للحكم و الثورة على الوجود العثماني .

          الجزائر  كانت بالنسبة للغرب الصليبي،  البوابة الحديدية التي تحطمت على أسوارها الأطماع الأسبانية و الفرنسية منذ دخولها ضمن دائرة الحضارة العربية الإسلامية، و قد تنبهت فرنسا إلى  مكانة الجزائر الدولية في مواجهة الغرب الصليبي و مخاطر سقوطها على العالم الإسلامي في العصر الحديث

    احتلال الجزائر من طرف فرنسا الكاتوليكية لم يكن مصادفة أو مغامرة لتأديب الداي   حسين   الذي  وبخ الدولة الفرنسية في شخص سفيرها   دوفال  اليهودي من خلال حادثة المروحة،  الحقائق الثابتة   هي أن استعمار فرنسا للجزائر قد شكل رأس الحربة لتمزيق العالم الإسلامي، و من هنا يكون من المناسب،  سياسة فرنسا التوسعبة في الجنوب الغربي الجزائري و بلاد السنغال،  ركزعلى  ضرب وحدة المنطقة و تمزيق نسيجها الاجتماعي و الثقافي.

         الحادثة قد تبدو – لغير المطلع على أسلوب الدوائر العسكرية الفرنسية – ليست ذات أهمية بالمقارنة مع أسلوب الدمار الشامل للفرق العسكرية الفرنسية في الجزائر و السنغال لتهدئة الأوضاع بعد احتلال مدينة   تينقورارين   قورارة    في مطلع القرن العشرين   1900   و ما يصحب هذا من دمار شامل و هجرة جماعية لسكان إقليم   توات  التاريخي ، بعد احتلال منطقة   قورارة    كانت الفرق العسكرية الفرنسية المرابطة في مدينة   سان لوي   بشمال السنغال تتهيأ لإفشال حركة عسكرية كبيرة بالمنطقة، و بالموازاة مع ما يحدث من تمشيط للجنوب الغربي الجزائري، و تتبع فلول القبائل الفارة من دمار المدفعية الفرنسية و وحشية و بربرية فرقها العسكرية  حيث كانت الفرق الاستعمارية

           تخشى عودة الاضطرابات إلى هذه المنطقة، فبدأت باستمالة أعيان المنطقة لتدجينهم من أجل نزع فتيل المقاومة و طمأنة  السكان   بإنسانية فرنسا التي جاءت إلى المنطقة بهدف إخراجها من دائرة العزلة, وربطها بسبل الحضارة و التقدم السياسة تهدف إلى أمرين أساسيين

   العمل عل نشر النفوذ الفرنسي بالصحراء في هدوء واجتناب المواجهة المسلحة  إلى حين و  إدماج السكان في الحضارة الفرنسية و تنصيرهم 

 

و قد أشار الأب شارل دوفوكو "أثناء إقامته بتامنراست بين عامي 1905-1916  في نص صريح : "الأمر الأول هو إقامة النظام الفرنسي و الحضارة في إمبراطوريتنا بالشمال الغربي الإفريقي .... و الأمر الثاني هو : التبشير "." ولم تميز أوروبة في ذلك العصر بين الإستعمار و التنصير".

  إن محور هذه الدراسة هي "النازلة"  التي أرسلها أحد علماء المنطقة إلى شيوخ الإسلام بمكة المكرمة يطلب فيها حكم الشرع, فيما إذا تغلب الكفار على "وطن من أوطان المسلمين" و لم يكن في وسعهم رد الإعتداء, كما أن المحتل الكافر لأرض المسلمين, رغبهم في إقامة الصلاة, و شجعهم على اختيار إمام الصلوات الخمس و الجمعة, و أنهم لا يستطيعون مغادرة أراضيهم لاستضعافهم و خوفهم من مشقة الطريق و الإبتعاد عن الأوطان.

كما أنه و في هذا المعنى بالذات أرسل حاكم الجزائر العام   جيل كامبون نازلة في عام 1893   إلى نفس الشيوخ يستفتيهم حول شرعية وجودهم بديار المسلمين، إذا كانت السلطات الفرنسية لا تتدخل في شؤونهم الإسلامية، فهل يبيح الشرع إقامة مسلم تحت سلطة كافر.

و قد أجمع شيوخ المذاهب الإسلامية الأحناف، المالكية، و الشافعية على وجوب إقامة المستضعفين إذا أقاموا دينهم و شعائرهم مع الظروف المذكورة في النازلة   الفتوى   و كان الرد حسب الوثيقة مؤرخا في 22 جوان 1893 م

و بحكم الغموض في سرد الأحكام الفقهية المعروفة و سوء فهم هؤلاء المشايخ مناط النازلة جيل كامبون  حاكم  

 الجزائر العام آناذاك  استغل النازلة و روج لها بطريقة عجيبة إذ أن النص المطاط أعطى لفرنسا حججا مكنها من استعمالها لصالحها، و تشير الوثائق الموجودة بأرشيف ما وراء البحر الخاصة باحتلال منطقة  قورارة  وتينقورارين  و إقليم توات و المراسلات المتبادلة بين حاكم إقليم وهران و حاكم الجزائر العام و السلطات الاستعمارية في السنغال و بلاد الهقار و المستعمرات الفرنسية الأخرى، ساحل العاج، مالي، غينيا الفرنسية، و الكونغو إلى ما كان يقوم به الإعلام الإستعماري الذكي لتحقيق أهداف فرنسا التوسعية، و السيطرة على السكان بأقل الخسائر الممكنة، و تحقيق أهدافها و مشاريعها الاقتصادية و العسكرية مثل مد خط السكة الحديدية من المنطقة الغربية إلى ورقلة، و منها إلى أقاليم الصحراء الشرقية و إحكام الطوق لاحتلال مدينة   جنات  و محاصرة الزوايا السنوسية المناهضة للوجود العسكري الفرنسي في الصحراء، و هذا بتحالفها مع قبائل الهقار و القبائل العربية في شمال تشاد

ويشير مؤرخ الجيل الدكتور سعد   إلى هذا الأمر فيقول  "  كانت سياسة الدولة العثمانية الإسلامية و خوف فرنسا على الوضع الدخلي بالجزائر، قد أجبرت الحاكم العام جول كامبون على تزوير فتوى جديدة  إشارة ربما لفتوى قورارة  تثبط المسلمين الجزائريين ضد الهجرة و تقاوم تأثير السياسة الإسلامية أو الدعاية العثمانية في الجزائر، و جول كامبون كما سلف، هو الذي أمر بدراسة نفوذ الطرق الصوفية و معرفة ما كان منها   وطني  أي نابعا من الجزائر، و ليس له فروع أو أصول في المشرق، و ما كان منها  عالميا  أو مشرقيا له فروع و أصول. و كانت فرنسا الاستعمارية قبل ذلك قد استعانت بالجاسوس الشهير ليون روش متنكرا في الزي العربي الإسلامي الذي أرسل إلى أهل القيروان و الأزهر و مكة و الرباط قبل هذا، و جاء من علماء هذه الحواضر و الدول   بفتوى  أعدتها مسبقا مصالح المخابرات الفرنسية، و ختمت عليها أيدي علماء الإسلام  الأعلام  في الأماكن المذكورة . . . فعلقت على جدران المساجد و قرئت في الخطب و نشرت في جريدة المبشر و سارت بها الركبان إلى الأرياف و الآفاق، و نادى بها البراحون في الأسواق، و كلهم يقولون   لا للهجرة الجماعية للمسلمين و لا لحمل السلاح في وجه الكفار ما داموا لم يتعرضوا للدين بالأذى و ما دام المسلمون عاجزين عن إخراجهم من الجزائر بقوة

 أن هذا الجاسوس المدعو ليون روش  الذي تمكن البوحميدي  المقرب من الأمير عبد القادر في جهاده ضد فرنسا الاستعمارية من اكتشاف أمره منذ مدة طيلة قد استعان بشرفاء وزان من أهل الطريقة الطيبية في استصدار الفتوى المشهورة عام 1843 م و هذا في أيام السفاح بوجو، كما أنه لما أرسل إلى مكة   في نفس عام 1842 م وافق على فتواه علماء مكة و مجلسهم الموقر الذي دعي إليه الشريف غالب حاكم مكة المكرمة، إلا محمد بن علي السنوسي الذي رفض التوقيع على استسلام أبناء المسلمين المجاهدين في الجزائر، و هو ما ذكره ليون روش نفسه في كتابه الشهير     اثنان و ثلاثون سنة في الإسلام

لقد حمل ليون روش نص فتوى إلى علماء مكة ليوافقوا عليه، و محتوى النص هو دعوة الجزائريين إلى الكف عن حرب الفرنسيين ما داموا قد سمحوا لهم العبادة. و معلوم أن روش قد روى بنفسه في كتابه القصة و كيف ذهب إلى مكة و من رافقه من مقدمي الطرق الصوفية الجزائريين و كان ذلك عام 1842 م و قد اعترف ليون روش أن العالم الوحيد الذي عارض الفتوى في المجلس العلمي  هو محمد بن علي السنوسي  

 

النازلة و مسألة الولاء و البراء

         إن هذه النازلة تطرح مسألة معروفة في الفقه الإسلامي، و لها علاقة وثيقة بعقيدة   الولاء و البراء  ، و لم تكن غريبة عن تاريخ الجزائر الحديث حيث ظهرت أولا عند العلامة أحمد بن يحيى الونشريسي  صاحب المعيار الذي عاصر ظروف المسلمين بعد سقوط غرناطة عام 1492 م آخر معاقل الإسلام المحاضر في أوروبة الجنوبية الغربية و عنوان رسالته   أسنى المتاجر في بيان أحكام من تغلب على وطنه النصارى و لم يهاجر و ما يترتب عليه من العقوبات و الزواجر   و قد تجددت النازلة على يد الأمير عبد القادر و سماها  حسام الدين لقطع شبع المرتدين   إن رسالتي الونشريسي و الأمير عبد القادر متحدثان في الموضوع و الدافع، مختلفتان في الحكم و الهدف، فموضوعهما فتوى دينية في قضية إسلامية، و دافعهما استفتاء وجه كل منهما من طرف مستفتيها في قضية الهجرة الشرعية، و هدف الونشريسي بفتواه أن يعود المسلمون القاطنون تحت ذمة الكفار في الأندلس إلى صوابهم، و يدخلوا إلى دار الإسلام بالمغرب، و يتوبوا من ذنب كبير قد ارتكبوه، و هدف الأمير – بفتواه – إرواء ظمأ مستفتيه و إطلاع سائله على حكم الشرع فمن بقي تحت ذمة الملة الكافرة و لم يهاجر إلى دار الإسلام و التي تحت حوزته بالمغرب الجزائري

         و نجد الامير قد أخطأ في توقعه و خاب اعتقاده، إذ أن جميع من بقي من المسلمين تحت ذمة الفرنسيين بأرض الجزائر قد بقي مسلما قلبا و قالبا و قد انتصر إلى هذه الفتوى علماء الجزائر    كــقدور بن رويلة و مصطفى بن الكبابطي و علي بن الحفاف، و لو امتثل الجزائريون لرأي الأمير لهاجروا جميعا من أرض الجزائر المحتلة و أخلوا البلاد للفرنسيين و ذلك ما كانوا يبغون، بل كانوا يشجعون على هذه الهجرة التي هي سياسة فرنسية ماكرة لإفراغ الجزائر من سكانها و نخبتها و فرسانها حتى تحقق حلم نخبتها البرجوازية الفرنسية في المزيد من الاحتلال و القتل للسكان في مجازر تاريخية لإفراغ الجزائر من سكانها

         أما الظروف و الملابسات الخاصة  بنازلة قورارة  فمختلف حسب ما تقتضيه المراسلات و ما تتظمنه الوثائق التي تمكنا من الإطلاع عليها، فهي الصورة الثانية للهدف الفرنسي المرجو من إقامة مرحلة سلم بالجنوب الغربي الجزائري للتفرغ إلى مشاريعها الاستعمارية في السنغال و مالي و ساحل العاج و الكونغو و غينيا، بعد القضاء على جهاد الحاج عمر الفوتي الذي كان هدفه الأسمى القضاء على تحالف القبائل و الإمارات الوثنية، الموالية للاستعمار الفرنسي، و إقامة دولة إسلامية بعيدة عن نفوذ الاحتلال الفرنسي الكافر

         كما أن حاكم الجزائر العام  جيل كامبون كان لا يزال تحت تأثير زيارة الوفد البرلماني الفرنسي عام 1892 م بقيادة جول فيري الوزير و الرأس المدبرة للفكر الكولونيالي، حيث اغتنم الجزائريون فرصة وجود لجنة جول فيري بينهم سنة 1892 م و تقدموا إليها بمطالب قوية، بما في ذلك تحوير نظام الضرائب و إصلاح التمثيل النيابي و استعادة القضاء الإسلامي، و فوق ذلك كله كما قال  فيري  فإن الجزائريين قد طلبوا من الفرنسيين أن  "  دعونا وحدنا  

         كما أن فرنسا الاستعمارية لا تزال تعيش حالة الاضطراب الذي عرفته أثناء ثورة بوعمامة    1881

  – 1908

                   هذه الملابسات كلها تركت سبيلها لإضفاء الدعاية الكبيرة على فتوى شيوخ الإسلام المؤرخة كما   في 22 جوان 1893 م و هي بذلك تسعى إلى كسب ود أعيان منطقة الصحراء و إدماجهم ضمن دائرة العائلات الكبيرة التي يسميها المؤرخون "أرستقراطية العصور الوسطى" أو الخيام الكبيرة أو النخبة التقليدية،  فإن فرنسا قد نجحت في كسب العائلات الكبيرة و سحبت منها الغطاء السياسي و الروحي و التمثيلي لدى الجماهير

         و قد عملت السلطات الاستعمارية على توسيع رقعة احتلالها بالجنوب الغربي و ربطت المنطقة بالسنغال و بمناطق نفوذها فيما يعرف بإفريقية الغربية الفرنسية أو بلاد السودان الفرنسي.

         أما حظ فتوى شيوخ الإسلام في السنغال فقد أشارت وثائق الأرشيف الفرنسي إلى قوة الدعاية التي قامت بها فرنسا في السنغال من أجل مسح آثار جهاد الشيخ الحاج عمر الفوتي و دلته الإسلامية، الذي لا يزال يتردد صداها منذ نهاية الستينيات من القرن التاسع عشر، و هو النجاح الذي تحقق بالموازاة مع  دور المبشرين و الجواسيس و المكتشفين الأوروبيين و المستشرقين خبراء الاستعمار  في تشويه صورة الإنسان الإفريقي بالمنطقة

         إن محتوى العمل الدعائي الذي قامت به دوائر الإعلام و الدعاية الاستعمارية جديرة بالاهتمام كمرحلة و منهجية متبعة ضمن أساليب الغزو و التدمير الذي  قامت به الفيالق العسكرية الفرنسية،  فما قامت به فرنسا أمام هذه النماذج الدعائية لكسب شرعية وجوها في ديار و أوطان المسلمين التي أبرزتها الوثائق  تبرهن على الأساليب المحكمة المتبعة في غزو الأرض و استغلال الثروات و تحييد أو تشويه النخب المتعلمة الواعية كلها معا، و تحدد ملابسات إخضاع أقاليم و مناطق الصحراء الجزائرية إلى قوانين فرنسا الاستعمارية بشتى الأساليب و أحط الوسائل.

         لقد كان الانتقام و اتباع سياسة الأرض المحروقة في الجزائر عامة و قصور الصحراء خاصة، انتقاما لقتلاها، و عدم استسلام أهالي المنطقة الذين دافعوا عن شرف قراهم و قصورهم و مدنهم بكل ما يدعو للتألم من صبر هؤلاء الرجال المجاهدين، و كيف قابلتهم فرنسا المتحضرة بمجازر لا تزال دماء شهداء إينغر الأولى و الثانية و قصر باجودة الشامخ و هضبة تيديكلت التي تحدت الغزاة، شاهدة على جهاد أهل المنطقة دفاعا عن الدين و الشرف و الوطن

 

نص الفتوى المزورة من طرف المخابرات الفرنسية

         ما قولكم في أهل بلدة مسلمين قد استولى عليهم الكافر و صار حاكما عليهم، و لم يتعرض لهم في أمور دينهم، بل يحثهم على إجراء أحكامهم الدينية، و وظف عليهم قاضيا من أهل دينهم يجري عليهم الأحكام الشرعية، و جعل له معاشا وافرا يأخذه على رأس كل شهر، فهل مع هذا تجب عليهم الهجرة أم لا ؟ و هل تجب عليهم مقاومته و محاربته مع عدم قدرتهم على ذلك أم لا؟ و هل بلدهم التي استولى عليها يقال لها دار حرب أم دار إسلام؟ بينوا لنا بيانا شافيا  

 

الكون استمد التوفيق و العون من حامد سماحة محمد الإجابة

         قال شيخنا العلامة رحمه الله في جواب نحو المسؤول عنه  المهاجرة واجبة من موضع لا يتمكن الرجل من إقامة أمور دينه بأي سبب كان، و من لم يقدر على ذلك يجب عليه الهجرة إن قدر عليها بأن كان له مال يكفيه لمؤنة الانتقال، فقد قال الله سبحانه و تعالى في حق قوم أسلموا و لم يهاجروا مع تمكنهم من ذلك " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها". الآية [ النساء : 97 ]

         فلم يعذرهم ربهم مع استضعافهم بتمكنهم من المهاجرة إلى محل آخر إلا من استثنى في آخر الآية، قال تعالى: " إلا المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان". [ النساء : 98 ]. و المعنى أن جهنم مأوى جميع من ترك الهجرة إلا من هو استضعف من جنس الرجال و النساء و الولدان حال كونهم لا يستطيعون حيلة في الخروج لعجزهم و فقرهم و لا يهتدون سبيلا أي لا معرفة لهم بالمسالك فولئك عسى الله أن يعفو عنهم ترك الهجرة.  .

         كذا قاله علماء التفسير. و قال صلى الله عليه و سلم: "من فر بدينه من أرض إلى أرض و إن كان شبرا من الأرض، استوجبت له الجنة و كان رفيق أبيه ابراهيم و نبيه محمد صلوات الله عليهم أجمعين"، و في "معراج الدراية" عن المبسوط: البلاد التي في أيدي الكفار بلاد إسلام،   لا بلاد حرب لأنهم لم يظهروا حكم الكفر بل القضاة و الولاة مسلمون يطيعونهم عن ضرورة أو بدونها، و كل مصر فيه و  من جهتهم يجوز له إقامة الجمع و الأعياد و الحدود. فلو  كان  الولاة كفارا يجوز للمسلمين إقامة الجمع و يصير القاضي قاضيا بتراضي المسلمين و يجب عليهم أن يلتمسوا واليا مسلما .

 

و في تنوير الأبصار و شرحه الدر المختار:  لا تصير دار الإسلام دار حرب إلا بأمور ثلاثة  بإجراء أحكام أهل الشرك و  باتصالها بدار الحرب و بأن لا يبقى فيها مسلم أو ذمي آمنا بالآمان الأول على نفسه.  .

         قال "العلامة الطحطاوي" في حاشيته عليه" و ظاهره أنه لو أجريت أحكام المسلمين و أحكام أهل الشرك لا تكون دار حرب. .

         فعلم مما نقلناه أنه، متى وجد قاض من المسلمين و لو بإقامة الكافر له و أجريت أحكام المسلمين على ما وصف أعلاه، لا تخرج البلاد عن أن تكون دار إسلام  .

         و الله سبحانه أعلمن أمر برقمه خادم الشريعة و المنهاج عبد الرحمان بن عبد الله سراج الحنفي مفتي مكة المكرمة كان الله لهما، حامدا مصليا مسلما.

الختم

عبد الرحمن بن عبد الله سراج

 

الحمد الله وحده و صلى الله و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و السالكين لنهجهم بعده

         اللهم هداية للصواب

         في فتاوى العلامة الشيغ محمد بن سليمان الكردي محشي شرح ابن حجر أن إقامة المسلمين بدار الكفر على أربعة أقيام

         إما لازمة بأن قدروا على الامتناع من الكفر و الاعتزال عنهم و لم يرجوا نصرة المسلمين لأن موضعهم دار إسلام، فإذا هاجروا صار دار حرب، أو مندوبة بأن أمكنهم إظهار دينهم و يرجى ظهور الإسلام  أو مكروهة بأن أمكنهم و لم يرجو ذلك، أو حرام بأن لم يمكنهم إظهار دينهم، فحينئذ إذا كان في إظهار الدين و أحكام المسلمين من حدود و غيرها إهلاك البلاد و قتل المسلمين بسبب أنه يتعطاه الوالي الكافر و لا يفوضه إلى حكم الإسلام، حرمت الإقامة عندهم، و وجبت الهجرة إلا لعاجز لا يقدر عليها فيعذر، انتهى. و في شرح الجمال الرملي على المنهاج إلا وجهان دار الإسلام التي استولوا أي الكفار عليها كذلك أي في التفصيل المذكور. انتهى.

         و من ذلك علم حكم السؤال الأول. و جواب السؤال الثاني: لا تجب مقاومة الكفار مع عدم القدرة و الله أعلم. و جواب السؤال الثالث: أن بلاد الإسلام لا تصير باستيلاء الكفار عليها دار حرب و الله سبحانه و تعالى أعلم، رقما لما تجري من به كلال النبل

         محمد سعيد بن محمد با بصيل مفتي الشافعية بمكة المحمية غفر الله له و لوالديه و مشايخه و جميع المسلمين.

الختم.

 

         الحمد لله وحده. اللهم هداية للصواب.

         أما بعد فإنني قد نظرت فيما أفاده السادة الأعلام فوجدته هو الصواب المعول عليه، و لا يكون الاعتماد إلا عليه، فجزاهم الله أحسن الجزاء، و أقام بهم شعائر الدين و بالله الاعتماد.

 

         أمر برقمه مفتي السادة المالكية بمكة المحمية محمد عابد ابن المرحوم الشيخ حسين.

الختم.

         الحمد لله وحده، اللهم هداية للصواب.

         أما بعد فإنني قد نظرت فيما أفاده السادة الأعلام فوجدته هو الصواب المعول عليه، و لا يكون الاعتماد إلا عليه، فجزاهم الله أحسن الجزاء، و أقام بهم شعائر الدين و بالله الاعتماد.

         أمر برقمه مفتي السادة المالكية بمكة المحمية محمد عابد ابن المرحوم الشيخ حسين.

الختم.

        

 

أثر الفتوى في المستعمرات الفرنسية

ترجمة رسالة حاكم السودان الفرنسي (مالي(كيس )المالي). في 17 يناير 1894

أ - قردوي، حاكم السودان (الفرنسي) إلى السيد : نائب كاتب الدولة للمستعمرات.

         لقد شرفتموني في رسالتكم المؤرخة بتاريخ 9 ديسمبر الماضي تحت رقم: 243 التي تتضمن نسخا من "الفتوى" التي رد فيها شيوخ المذاهب الثلاثة الأحناف، الشافعية و المالكية المقيمون بإفريقية الشمالية، و هذا على ما طلبه حاكم الجزائر العام  جيل كومبون  لمعرفة شرعية خضوع المسلمين تحت سلطة الكفار

         و قد طلبتم مني تسليم هذه النماذج إلى أعواننا الضباط أو موظفينا المتواجدين في الأقطار الإسلامية

         إن الدراسة المعمقة لهذه الوثيقة تجعلني أفكر بأنه من غير المناسب تبليغها إلى أتباع الإسلام الموجودين بالسودان الفرنسي

         إن الشعوب السوداء بالمستعمرة الذين يتبعون أحكام القرآن هم

         أولا  التكرور  ثم يليهم قدماء الوثنيين الذين انضموا تدريجيا إلى الدين بعد فتوحات الحاج عمر  الفوتي

         و إذا كان الأولون الذين كانوا و لا يزالون المبشرين الحقيقيين للإسلام في السودان، الذين تمكنوا آنذاك بمساعدة قوتهم العسكرية من فرض دينهم على عدة أقوام  وثنية و بقوا مع ذلك على دراية غير كافية بالكتاب المقدس و مفسريه

         إذ لم يتلقوا تربية دينية كاملة، التي يتمتع بها عرب الجزائر  و مرابطوهم  ليسوا سوى متعصبين جهلة، أما فيما يخص هؤلاء الوثنيين الذين أسلموا فإنهم أقل تنويرا، قليلو الإلمام بدينهم الجديد من التكرور، حيث إنهم لا يتكلمون و لا يقرؤون العربية، و القليل منهم فقط يستعمل الحروف العربية لكتابة لهجاتهم الخاصة

         و خلاصة القول  لا هؤلاء، و لا هؤلاء يمكن مقارنتهم   فيما يخص علوم الدين  مع شعوب الشمال الإفريقي، و أكثر من ذلك شعوب الشرق، غير أنهم كلهم يعوضون نقص معرفة شريعة الرسول، بتعصب أعمى، و لا يسمعون للاستدلال، و غير قادرين إلا على أن تكون موضع تفكير أو دراسة

         في مثل هذه الظروف و نظرا لأسلوب الفتوى الملتوي فإنه يتوجب علينا الحذر و في اعتقادي بأن مفعولها غير مجد و ربما يكون عكسيا، فالمرابطون سيتحفظون منها إلا العواطف الملائمة لأحكام الإسلام بدلا من روح الأجوبة المتعلقة بالفتوى التي طرحها حاكم الجزائر العام

         يتبين لي إذا أنه من المستحسن عدم نشر هذه الفتوى في هذه الآونة، اللهم إلا إذا صادفنا مرابط له من الذكاء و الفهم يمكنانه من شرحها للمسلمين في الاتجاه الإيجابي الذي يخدم مصالحنا، و هيمنتنا على السودان الفرنسي

         و إني . . . إلخ

الإمضاء : أ. قردوي.

باريس في 5 مارس 1894.

نيابة كتابة الدولة للمستعمرات

 

إلى السيد حاكم الجزائر العام

         السيد حاكم الجزائر العام، بما أنه كان لي الشرف بإبلاغكم بتاريخ 9 ديسمبر الماضي، فقد حولت النازلة  الفتوى  و ترجمتها إلى وكائلنا بالسنغال، السودان غينا الفرنسية، ساحل العاج، و الكونغو، أين أجاب شيوخ - المذاهب الثلاثة الموجودون بإفريقية الشمالية - عن سؤال حاكم الجزائر العام المتضمن إمكانية إقامة المسلمين تحت سلطة الكفار

         إن السيد حاكم السودان الفرنسي، يخشى أن يكون وقع الوثيقة سيئا على مصالحنا من طرف دعاة الإسلام بالمناطق الخاضعة لسلطته، و الذين يتلقون تربية دينية ناقصة جدا مع جهلهم بتفاسير القرآن

         لي الشرف أن أبعث لكم نسخة من تقرير حاكم السودان الذي يوافق هذه الرؤية و المضمون الذي يتضمن أفكارا هادفة، و أضيف أن السادة حكام غينيا الفرنسية، ساحل العاج عكس ما ذهبنا إليه يقترحان نشر هذه الفتوى في كل بقاع هاتين المستعمرتين أين يتبين جدوى ذلك

تقبلوا سيدي الحاكم العام العام خالص تقديري و احترامي.

 

موريس لولو

Voir les commentaires

أكثر من 17 قنبلة و تجربة نووية في صحراء الجزائر/الجريمة المعلنة في حق الإنسانية و الشعب الجزائري

التجارب النووية الفرنسية بالجزائر

بين العظمة المزيفة و الجريمة المعلنة

أكثر من 17 قنبلة و تجربة نووية في صحراء الجزائر

الجريمة المعلنة في حق الإنسانية و الشعب الجزائري

 

         إذا كانت الصحراء مجال  السياسة الاستعمارية الفرنسية الجديدة في مرحلتها الأخيرة مع الثورة الجزائرية فإن التجارب النووية و الأسلاك الشائكة أو طربق الموت كما كان يسميها المجاهدون كلها معا سياسية معلنة من طرف السياسي العجوز ديغول    

من كتاب أسرار الاستيطان الأوروبي الفرنسي على الجزائر المحروسة

تأليف المؤلف والصحفي المحقق صالح مختاري لكتاب مصادر

 2004

         لقد كان ديغول يسعى من أجل الخروج من دائرة الطوق الأمريكي التي ظهرت عقب التطويق الاقتصادي و العسكري الذي جاء بعد التفوق الاقتصادي الذي ظهر بعد الهيمنة السياسية الأمريكية، و في غياب الوعي الإقليمي و الدولي وجدت فرنسا  في منطقة آمنة بالوطن العربي و القارة الإفريقية، لتقوم بتجاربها النووية الباطنية و الجوية  فوق الأرض الصحراوية الجزائرية  حيث قامت فرنسا بتنفيذ مخططاتها الإجرامية دون أي اعتبار للبيئة و الإنسان، لأن الساسة الفرنسيون   لهم عقدة الرجل الأوروبي و الدولة العظمى المتفوقة

         و بحكم  تغير موازين القوى في  سنوات  الخمسينات إذ لم تعد هناك قيمة تذكر للمستعمرات التقليدية و الإمبراطوريات التي تغيب عنها الشمس، بل صار  عنصر القوة واحدا و هو امتلاك أحدث الأسلحة، و خاصة السلاح  النووي   الذي عرفته العلاقات الدولية من خلال توازن الرعب الواقع بين العملاقين الأمريكي و السوفياتي، و لهذا بدأت فرنسا في عهد ديغول بتنفيذ مشاريعها النووية حتى لا تقصى  من نادي الأقوياء لأنها  لم تكن تملك القوة الاقتصادية القادرة على مواجهة المنافسة الشديدة داخل   العالم الحر   لان قوتها العسكرية و الاقتصادية تحطمت أثناء الحرب الحرب الكونية الثانية و استنزفت ميزانيتها الكبيرة في حربها الخاسرة بالجزائرو لولا المساعدة الأمريكية  لما كانت فرنسا   قوية  رغم مراوغات العجوز ديغول للتملص من الهيمنة العسكرية و الاقتصادية للسيد الأمريكي الجديد حرر باريس و فرنسا     

          

إن التجارب و الدراسات و الأبحاث الفلكية و الجيولوجية التي قامت بها فرنسا في الصحراءالجزائرية  كانت  تصب في خانة المنافسة العلمية من أجل امتلاك قوة الردع و فرض سيطرتها  أوروبيا و إفريقيا   وكدا الالتحاق بركب أمريكا و الاتحاد السوفييتي في إنجازاتهما الفضائية  نظرا لما يحتويه هذا البعد من قوة لفرنسا و تعويض عقدة جيش فرنسا المنهزم عسكريا أثناء حروبها في أوروبة و الهند الصينية و الجزائر ، الهدف الحقيقي الذي طرحه الجنرال ديغول كما تثبت الدراسا ت الحديثة هو ضرب الانقلابيين الذين قاموا بمناوراتهم في 13 ماي 1958 م و رهن الثورة و الشعب الجزائري من أجل إقناع الرأي العام الفرنسي و الرأي العام الدولي أن فرنسا لا تزال الدولة العظيمة   القوية، لهذا فإن تجارب فرنسا النووية في الجزائر كان منطلقها العظمة المزيفة التي صاحبت الدولة الفرنسية طويلا إلا أنها لا تخفي جريمتها في حق الإنسانية عامة  و الشعب الجزائري خاصة الذي انتقم ديغول من ثورته التي لقنته الدروس العسكرية في الجبال و المدن و الوهاد و السهول و حتى في عقر دار فرنسا،  هذا كانت تجارب فرنسا النووية هي الورقة الأخيرة للضغط على المفاوض الجزائري و إقناع العالم بحتمية    فرنسة الصحراء  بحجة   هم الذين مهدوا السبل، و مدوا خطوط السكك الحديدية، و أقاموا المنشآت البترولية، و أحدثوا مجالات للصناعة، كما أقنعوا شركائهم بأن الصحراء مكان جيد لردم النفايات الأوروبية في فضاء خال هو ملك فرنسا وحدها دون بقية الدول الإفريقية و الجزائر بصورة خاصة رغم الرفض العالمي لخطوات و مغامرات فرنسا منذ جوان 1958 إلى جويلية 1962م

 

الجريمة المعلنة في حق الإنسانية و الشعب الجزائري

          13 فبراير 1960  فجرت فرنسا قنبلتها النووية الأولى في الصحراء الجزائرية في ظل تعتيم إعلامي غربي و فرنسي كامل حول الظروف و سير التجربة و أخطارها على الإنسان و الحيوان   فأكثر من 17 قنبلة و تجربة نووية كانت منطقة رقانبالهقار وواد النموس ببشار قد شهدتها      تفوق حدود المنطق العلمي و الضرورة الاستيراتيجية، حيث استباحت  فرنسا النووية الأرض و أصحابها بهذه الرعونة و الإجرام و تدمير المنطقة و أهلها  

 الدولة الفرنسية  المستعمرة   كانت تراوغ و تتفاوض مع الجزائريين، وتهددهم باستعمال القنبلة النووية    في أكبر التجمعات السكانية  هده الاخيرة   تفاوضت مع الجزائريين من أجل استقلال الشمال عن الجنوب،  الحلم   تحطم أمام الرفض التام للمجاهدين و من ورائهم الشعب الجزائري رفض ترجمته   مظاهرات 11 ديسمبر 1960   و مظاهرات المهاجرين في17 أكتوبر 1961م بباريس و مظاهرات 27 فبراير 1962   بورقلة و كل الأعمال البطولية التي قام بها الجيش الجزائري  مواقف كانت صورة واضحة للرد على ديغول و الساسة الاستعماريين  .

         إن تجارب القرن العشرين النووية جرائم حرب نووية، شهدتها اليابان و الجزائر  حيث تم تفجير القنابل الذرية الانشطارية على أراضي هذه البلدان

         و تسود دائما سياسات تضليلية و إعلام مقصود من قبل الدول الكبرى عندما يتعلق الأمر بمدى الأضرار و الأخطار المترتبة عن التلوث الإشعاعي الناتج عن التجارب النووية أو عن دفن النفايات النووية في بعض المناطق من العالم. و يزداد التتضليل كلما تعلق الأمر بمصير فئات كبيرة من سكان البلدان المنكوبة التي وضعتها سياسة الاحتقار للإنسان وجها لوجه مع الموت و المرض و التلوث، و يكفي أن نعرف أنه بعد أربعين سنة لا يزال أهل رقان و مثلث الموت الذي يزيد عن 1000 كلم² الذي يتعرض للإشعاع، و في غياب الوعي النووي و الوعي بتلوث المكان و الجو و المحيط فإن الأمية النووية مقصودة من الجميع ..

Voir les commentaires

terorismes modiale made in .le triangle usa israele et g.britaine..3

 

 

 

LE TERRORISME suite 3

magazine allemand Der Spiegel :   Al-Qaïda est une fiction née à Washington,

Israel a créer  une cellule locale d'Al-Qaïda"*

Comment le mosad .cia et m16 manipules les groupes teroristes

 

Oncle Sam-ikaze   explique comment fonctionne un attentat-suicide

Madrid londre et liban et bomby cibles par les terroristes de cia mosad et m16 américano sioniste et anglais

DGSE infiltrait le GIA algérienne

l.usa était teroiriser entre1817 et 1862

Mot "terrorisme"     remonte à la révolution française

- Origines - Causes - Remèdes ? -

 

 

What's Behind the London Attacks ?  par Matt Hutaff.

 

Al-Qu'eda or Al-a'diversion ?  par William Bowles, Global Research, Canada.

 

Les attentats de Londres sont à coup sûr le résultat d'une "opération hybride" faisant intervenir à la fois les services secrets (pour le choix des cibles, la préparation, l'assistance technique et le financement) et des groupes islamistes infiltrés ou créés de toutes pièces (pour la "main-d'oeuvre", les "colis" à transporter, les "traces" et autres "pistes" que révèlera "l'enquête" policière).

 

En pareil cas, si les services secrets font bien leur "travail" (on peut leur faire confiance), les fantassins du terrorisme ne s'aperçoivent pas qu'ils sont manipulés et croient agir pour la "bonne cause". A la limite, ils n'ont même pas conscience "d'agir". Ils prennent le métro comme chaque matin, avec leur petit sac à dos, sans savoir ce qu'il contient, tout simplement parce que "Mr. Ali" leur a demandé de le faire et qu'il faut bien rendre service. Et puis, au moment décisif, Ali est tout près d'eux sans qu'ils le sachent. Il reste sur le quai du métro tandis la rame disparaît dans le tunnel. Quelques secondes plus tard il appuie sur le bouton, et voilà que les "kamikazes" qui s'ignorent ont "frappé" pour le compte "d'Al-Qaïda". Ali (Chaïm de son vrai nom) peut faire son rapport et sera félicité par ses chefs - et peut-être même par le ministre. Voilà de l'avancement en perspective.

 

Cette façon de procéder peut varier selon les circonstances, le principe lui-même reste constant - lire ici ce que disait l'ancien ministre allemand Andreas von Bülow en janvier 2002 à propos des attentats du 11 septembre.

 

N'oublions pas que la devise du Mossad israélien est "By way of deception", c'est-à-dire par la ruse, par la tromperie. (Il est vrai que ces gens sont à la fois fiers de tromper le monde et "profondément indignés" lorsque quelqu'un - par définition un "antisémite" - ose venir le rappeler.)

 

Comme le fait remarquer Sacha Sher, historien et sociologue, sur son blog Ne plus faire fausse route, les informations les plus contradictoires s'entremêlent à propos de ces attentats. Ainsi, par exemple, huit jours après les explosions, alors que 42 des victimes n'étaient pas encore identifiées, on connaissait déjà les noms et adresses de tous les porteurs de bombes. Le hasard fait vraiment bien les choses.

 

Autre "coïncidence", signalée ici par le Réseau Voltaire : "Le 7 juillet 2005, Visor Consultants, une société spécialisée dans la 'gestion de crise', organisait un important exercice de simulation d'attentats terroristes, au même moment et au mêmes endroits que les véritables attentats, ce qui n'est pas sans rappeler les simulations qui ont permis aux auteurs des attentats du 11 septembre 2001 à New York et Washington de neutraliser les procédures de sécurité du contrôle aérien." Les "terroristes musulmans" participaient-ils à ces "grandes manoeuvres", s'interroge Sacha Sher, leur avait-on fait croire qu'ils transportaient de faux explosifs que les agents de sécurité étaient censés trouver ?  On ne le saura sans doute jamais, mais la thèse est assez plausible...

 

Voulait-on, avec ces attaques terroristes, se donner un prétexte pour intervenir plus vite contre l'Iran ?  Le 31 mai, quelques semaines avant les attentats, George Galloway, député britannique indépendant, opposé à la guerre de Bush-Blair-Sharon, avait déclaré dans le "show radiophonique" d'Alex Jones, aux Etats-Unis : "Je suis persuadé que l'opinion publique est tout à fait en mesure d'empêcher une nouvelle agression comme celle qui se prépare contre l'Iran - à moins qu'un attentat terroriste organisé par le complexe militaro-industriel et imputé aux dirigeants de Téhéran, ne vienne tout changer." (Malheureusement, le 7 juillet, au Parlement de Londres, Galloway oublie ce qu'il a dit précédemment et accuse Al-Qaïda.)

 

Le journaliste américain Wayne Madsen, de son côté, écrit le 8 juillet : "Si, par hasard, on devait découvrir que du RDX/C4 a été utilisé dans les attentats, l'appareil de propagande des néo-cons pourrait rapidement passer de la piste Al-Qaïda à la piste iranienne, arguant que Téhéran dispose de très grandes quantités de cet explosif."  L'avenir dira ce qu'il en est...

 

En attendant, dans les jours qui suivent les attentats, les attaques contre les musulmans se multiplient un peu partout en Grande-Bretagne. On signale même plusieurs incendies de mosquées.

 

Le 11 juillet, il se trouve que la caste politico-médiatique "célèbre" le dixième anniversaire du "massacre" de Srebrenica, en Bosnie. Comme l'écrit à juste titre le journaliste allemand Jürgen Elsässer à cette occasion (dans le quotidien junge Welt) : "La presse a atteint un tel niveau de schizophrénie que le public est depuis longtemps incapable d'y voir clair. D'un côté (Srebrenica), on présente les musulmans comme des victimes par excellence ; de l'autre (attentats de Londres), ils sont tous classés dans la catégorie des 'natural born killers'. On offre simultanément au lecteur deux images totalement contradictoires de l'Islam : ici, cible innocente d'un 'fascisme' serbe particulièrement brutal ; là, source monstrueuse d'un 'fascisme' aussi brutal, voire plus brutal encore : 'l'islamo-fascisme'. Certains éditorialistes demandent même en toute innocence que l'on applique aux musulmans des mesures d'épuration ethnique semblables à celles dont se seraient rendus coupables les 'chefs serbes' de Bosnie Radovan Karadzic et Ratko Mladic. Une société islamique parallèle ne saurait être tolérée..."

 

 

Comme les attentats de Madrid, et comme tous les précédents, ceux de Londres obéissent à la fois à des objectifs internationaux et à des considérations locales. Au niveau purement britannique, ils ont pour but de consolider le pouvoir de Tony Blair, affaibli par les scandales* (malgré sa réélection**), de faciliter le renforcement du fichage systématique et de la surveillance policière dans le pays, et de désamorcer le mouvement pacifiste.

 

* Notamment l'affaire du Downing Street Memo. Le locataire du 10 Downing Street y exposait, en 2002, la nécessité pour son gouvernement de fabriquer une justification "légale" à l'invasion de l'Irak.

 

** En mai 2005, grâce au système électoral majoritaire à un tour, les travaillistes de Tony Blair (Labour) obtiennent 36 % des voix (contre 33 % pour les conservateurs et 23 % pour les libéraux-démocrates), mais raflent néanmoins 57 % des sièges. Si l'on considère qu'il y a eu 40 % d'abstentions, on voit que Blair n'est soutenu que par 22 % des Britanniques - et encore, beaucoup d'électeurs travaillistes n'ont pas voté "pour Blair" mais pour leur député du Labour. L'écrasante majorité de la population est contre la guerre et pour le retrait des troupes.

 

Pour ce qui est de la date des attentats, on ne peut s'empêcher de remarquer que le timing était presque parfait. Si les explosions s'étaient produites fin avril ou début mai, Blair aurait sans doute subi le sort de son collègue Aznar, et la ville de Londres n'aurait pas été choisie pour organiser les Jeux Olympiques de 2012, la décision étant tombée la veille des attentats. On peut seulement se demander pourquoi on n'a pas laissé aux Londoniens le temps de fêter leur victoire. Le Mossad voulait-il "prouver" que les islamistes sont sans pitié ?...

 

21 juillet - les docteurs de l'ordre nouveau soumettent la population anglaise à une vaccination de rappel contre le syndrome de l'oubli : quatre pétards explosent dans les transports en commun de la capitale. Par manque d'imagination ou pour frapper les esprits, on a encore une fois pris pour cible trois stations de métro et un autobus. La presse nous explique que, cette fois, les quatre "bombes humaines" ont raté leur coup. C'est comme ça dans le monde du terrorisme suicidaire : ou bien ça marche à 100 %, ou bien ça foire complètement...  Mais pour rendre service aux "enquêteurs", les "kamikazes" ont quand même laissé plein de traces partout. Scotland Yard les remercie...

 

Le lendemain, pour montrer qu'elle ne reste pas les bras croisés, la police britannique assassine en plein jour, de sept balles dans la tête à bout portant, un jeune Brésilien "suspect" qui "donnait l'impression" de transporter une bombe.* En fait, il n'avait pas de bombe sur lui, mais comme on l'avait pris pour un Pakistanais, il était bel et bien suspect. Le maire de Londres, Ken Livingstone, approuve et justifie cet acte de terrorisme d'Etat - et pourtant, il y a quelques jours, il était encore pacifiste.

 

Les commanditaires de la terreur ont d'ores et déjà atteint un de leurs objectifs : le mouvement anti-guerre anglais tourne à vide.

 

* Les tueurs - en civil - font partie de "l'unité d'élite" SO 19 de la London Metropolitan Police. Ils ont été "formés" en Israël par l'INP (Israel National Police) et le Shin Beth. On voit qu'ils ont bien appris leur leçon. Lire ici à ce sujet un article de Michel Chossudovsky.

 

 

Une des caractéristiques du terrorisme actuel, c'est que personne n'a vraiment le temps d'analyser les incohérences de la désinformation officielle. A peine commence-t-on à se pencher sur un des attentats, que le suivant lui enlève déjà toute actualité. C'est ainsi que le 22 juillet, à Charm-el-Cheikh, en Egypte, plusieurs explosions tuent près de 90 personnes.

 

Les organisateurs du terrorisme-spectacle veulent que le public cesse de se poser les "mauvaises" questions. En multipliant les vraies attaques, les fausses alertes, les razzias style Gestapo et les arrestations arbitraires suivies d'"aveux", ils ne lui laissent plus aucun répit. La terreur omniprésente a aussi pour but d'étouffer la réflexion, le doute et la critique.

 

 

En 1988, Guy Debord écrivait dans ses Commentaires sur la Société du spectacle : "Cette démocratie si parfaite fabrique elle même son inconcevable ennemi, le terrorisme. Elle veut en effet, être jugée sur ses ennemis plutôt que sur ses résultats. L'histoire du terrorisme est écrite par l'État ; elle est donc éducative. Les populations spectatrices ne peuvent certes pas tout savoir du terrorisme, mais elles peuvent toujours en savoir assez pour être persuadées que, par rapport à ce terrorisme, tout le reste devra leur sembler plutôt acceptable, en tout cas plus rationnel et plus démocratique."

 

Depuis 1988, le terrorisme fabriqué par la "démocratie" s'est développé à la vitesse grand V. Il serait intéressant de savoir quel jugement Guy Debord, qui nous a quittés en 1994, porterait sur la situation actuelle s'il revenait aujourd'hui.

 

Autres attentats réels ou virtuels (2005-2008) :

 

Un peu plus tard, en octobre-novembre 2005, il y a de nouveaux attentats à Bali, puis d'autres encore à Trinidad et en Jordanie. Et comme toujours, "Al-Qaïda revendique" tandis que les pistes réelles mènent vers l'Etat terroriste juif.

 

L'attaque de Bali ressemble étrangement à celle de 2002. A Port-of-Spain, la police locale arrête un comploteur russo-israélien aux identités multiples, spécialisé dans le vol de passeports et de cartes de séjour (indispensables pour détourner l'attention vers "les islamistes"). Il semblerait en outre que l'homme soit au coeur d'un complot visant le Venezuela tout proche.

 

A Amman, bien que les hôtels touchés soient habituellement fréquentés par des Israéliens, pas de ressortissants de ce pays parmi les victimes : on les avait avertis à temps.

 

On a l'impression que toutes ces "activités" ne sont que le prélude à des attaques beaucoup plus importantes, destinées à "punir" les pays occidentaux réticents vis-à-vis de la politique de Washington et à briser les dernières velléités de résistance au sein de la population. Qui sera la prochaine cible ? L'Allemagne ? La France ?...

 

Le journaliste américain Wayne Madsen pense d'ailleurs que les "émeutes" nocturnes qui secouent les banlieues françaises en 2005 ne sont pas fortuites. Spontanées au départ, et déclenchées par la mort de deux adolescents suite à une action policière, les réactions de violence sont un peu trop systématiques, un peu trop organisées, pour être purement naturelles. Quelle aubaine pour Sarkozy (ministre de l'Intérieur "issu de l'immigration", pour employer son langage) et pour la racaille à ses ordres.

 

Le 11 juillet 2006, un jour avant le début de l'agression israélienne au Liban, une série d'attentats à Bombay fait plus de 200 morts. Ces attentats, qui rappellent ceux de Londres un an plus tôt (explosions simultanées dans plusieurs trains) n'ont aucun rapport avec le conflit du Cachemire, mais s'incrivent dans la stratégie terroriste israélo-américaine de la guerre globale (en pentagonais moderne : "guerre au terrorisme"). Les relations indo-israéliennes, dont on n'entend jamais parler ici, sont en effet excellentes - ce qui signifie en clair que le gouvernement de La Nouvelle-Delhi se plie inconditionnellement aux exigences du lobby sioniste. Il y a quelque temps, les autorités indiennes ont même interdit dans tout le pays les chaînes de télévision arabes, y compris dans les grands hôtels (où le touriste arabophone est désormais contraint de consommer l'habituelle propagande insipide diffusée par la BBC et CNN*, propagande d'ailleurs reprise par les chaînes locales).

 

Le 11 août 2006, pour détourner l'attention des crimes de guerre israéliens au Liban et faire oublier les difficultés rencontrées au sol par l'armée d'invasion, les maîtres du monde mettent en scène, à Londres, un nouveau méga-spectacle anti-alqaïdesque. Vingt terroristes qui voulaient placer vingt bombes dans vingt avions en partance pour les USA sont arrêtés à temps par vingt équipes de Scotland Yard. Depuis le 11 septembre, 20 est un nombre magique (voir les 19 de la "bande à Atta" + Moussaoui). Note attribuée à ce happening : 20 sur 20.

 

* Suite au "complot islamiste" du 11/8, on a pu voir sur CNN un Juif sioniste israélien (Wolf Blitzer, chef de "l'information" de la chaîne) interviewer un autre Juif sioniste israélien (Michael Chertoff, chef de la Homeland "Security" des Etats-Unis) à propos des "dangers du terrorisme musulman" : objectivité garantie. Quelques minutes plus tard, le même Wolf Blitzer s'entretenait avec Joe Lieberman, Juif sioniste américain et belliciste notoire, battu aux élections primaires démocrates du Connecticut (grâce à la fraude électronique, il sera "élu" comme "indépendant" en novembre). Dans la foulée, c'est une certaine Epi Lepsi ou Pipi Livni, Juive sioniste israélienne et ministre des Affaires étrangères de l'Etat terroriste de Tel Aviv, que Blitzer interrogeait en direct sur le "blitzkrieg" libanais raté.  Qui peut encore nier que CNN est une arme de guerre totalement aux mains des sionistes ?...

 

En guise de confirmation, quelques mois plus tard, le Juif sioniste Wolf Blitzer anime un "débat" politique auquel participent trois autres Juifs sionistes (David Frum, auteur des discours "présidentiels" ; Michael Rubin, de l'AEI, un think tank pro-israélien ; Ken Adelman, un ancien du Pentagone). CNN pourrait aussi bien s'appeler NCNN (Neo-Con News Network) ou ZNN (Zionist News Network) - ce qui serait infiniment plus honnête.

 

Complot terroriste au Royaume-Uni : que se passe-t-il vraiment ?  par Craig Murray, ancien ambassadeur britannique en Ouzbékistan.

 

Hystérie collective et manipulation des opinions publiques en pleins bombardements du Liban :  Terrorisme fictif, guerre réelle  par le journaliste allemand Jürgen Elsässer.

 

Quelques jours après le "complot" londonien "éventé de justesse", une affaire similaire éclate en Allemagne. Mais cette fois, ce sont des trains que les "terroristes" ont voulu frapper, en y déposant des bombes à retardement. Le "complot déjoué" est lui même à retardement. En effet, alors que les "bagages suspects" ont été découverts le 31 juillet, à Coblence et à Dortmund, la "bombe" médiatique n'éclate vraiment que deux semaines plus tard. Un des coupables, trahi par une caméra de surveillance, est un Libanais. Bien sûr on aurait pu prendre un Palestinien, mais un Libanais, cela prouve qu'on colle de près à l'actualité. La prochaine fois, on choisira un Syrien ou un Iranien, ou les deux.

 

S'inspirant de ses "prédécesseurs" du 11 septembre, le "terroriste libanais" prend bien soin de déposer dans la "valise piégée" des documents en arabe, des emballages de produits achetés au Liban et même un numéro de téléphone de Beyrouth.

 

Comme l'affaire de Londres, celle de Coblence déclenche l'hystérie générale. On ferme des gares (Hambourg, Kiel) pendant plusieurs heures, on chamboule les horaires des trains, on décide de généraliser l'observation vidéo et de renforcer le fichage et le flicage des citoyens. On ne peut pas encore annuler ou détourner les vols internationaux - pour le moment, seuls les USA et leur poulain anglais ont le droit de le faire. Mais on a réussi à instaurer un peu plus le règne de la peur et de l'arabo-islamophobie, comme le voulaient les manipulateurs de l'axe israélo-américain.

 

Le torchon Bild-Zeitung, numéro un de la presse de caniveau et farouchement pro-sioniste,* mène la danse infernale. Il va même jusqu'à "découvrir" une "lettre de revendication du Hezbollah" - vous voyez bien qu'Israël avait raison de bombarder le Liban.

 

* Le contrat de travail des rédacteurs du groupe Springer (dont Bild fait partie) comporte une clause d'allégeance à l'Etat juif.

 

Début février 2007, les services anglais "déjouent à temps" un nouveau "complot" à Birmingham. Cette fois, les "islamistes" projetaient de "kidnapper" un soldat musulman britannique pour le "décapiter". Vraiment très original...

 

Avril 2007 : pour fêter l'ouverture de sa 100ème succursale - Al-Qaïda Maghreb ® - l'organisation "islamo-terroriste" la plus performante du siècle organise un "feu d'artifice" en Algérie. Quatre attentats simultanés font une trentaine de morts.

 

Fin juin-début juillet 2007 : le criminel de guerre Tony Blair quitte le 10 Downing Street pour se consacrer au "processus de paix au Moyent-Orient". Afin que la population britannique n'aille pas imaginer que tout va aller mieux sans lui, les maîtres du monde réactivent la menace terroriste. Résumé de ce nouvel épisode : des attentats manqués à Londres et à Glasgow, l'alerte rouge dans tout le pays, des suspects islamistes comme s'il en pleuvait, Al-Qaïda est dans le coup, les Israéliens l'ont confirmé. Soyez extrêmement vigilants mais ne changez rien à vos habitudes. Soyez terrorisés mais gardez votre calme. L'Etat policier est là pour vous protéger. Evitez d'être présents quand il y aura des bavures...

 

 

Septembre 2007 : deux attentats réels en Algérie (plus de 50 morts), un attentat "déjoué" en Allemagne. Trois mois après, deux nouveaux attentats à Alger (76 morts), etc. etc..

 

Un an plus tard, attentat extrêmement louche à Islamabad, au Pakistan.

 

 

Bombay (2008) :

 

Fin novembre 2008, des attaques simultanées lancées contre deux grands hôtels, un restaurant, une gare et un centre juif de la capitale économique indienne, font près de 200 morts et donnent lieu à trois jours d'affrontements entre terroristes et forces spéciales. Les médias sont unanimes à dénoncer "les islamistes" et prétendent que les assaillants étaient tous pakistanais. Etant donné que les membres du commando sont morts (à l'exception d'un seul survivant), la chose est invérifiable.

 

On ne serait pas étonné d'apprendre que le groupe terroriste responsable de ces attaques a été créé pour les besoins de la cause par les services américano-israéliens. C'est un scénario désormais classique : on recrute des combattants musulmans, jeunes et politiquement inexpérimentés, pour une action "djihadiste" à l'étranger, on les entraîne, on les arme, on les amène à pied d'oeuvre, et une fois l'opération terminée, on les liquide sur place.

 

Chacun sait que le Mossad est chez lui en Inde, avec ses "hommes d'affaires" et ses "conseillers en sécurité", tout comme il est chez lui aux USA, en Europe et ailleurs. Le fait que cinq Israéliens aient été tués (sacrifiés) à cette occasion ne fait que renforcer la position des criminels sionistes ; ce n'est pas la première fois qu'ils tuent (ou font tuer) leurs propres gens. Depuis longtemps déjà, leur objectif avoué est d'étendre la guerre américaine à l'ensemble du Pakistan (et pas seulement à la région qui jouxte l'Afghanistan). Les attentats de Bombay sont peut-être le prétexte permettant d'intervenir ouvertement (avant ou après l'installation d'Obama à la Maison Blanche, en janvier 2009).

 

Lire sur le site de Pakistan Daily : The International Backers of the Mumbai Attacks

 

 

Encore des attentats "déjoués" (2008-2009) :

 

Décembre 2008 - Attentat "déjoué" au Printemps de Paris : "Les Services Secrets de Sarko ont posé une bombe désamorcée dans un grand magasin de Paris pour justifier l'envoi de militaires français en Afghanistan et SURTOUT pour justifier une répression accrue, pour justifier des flics et des militaires partout qui fouillent tout le monde sans que personne ne râle, pour interdire les rassemblements (comme les manifs contestataires par exemple). Le but essentiel de ce spectacle de terrorisme mis en scène par l'Etat est bien sûr de contrer la contestation montante, chez les lycéens et les étudiants notamment, mais pas seulement. Le but du terrorisme d'Etat est en particulier de paralyser les gens par la peur, de faire en sorte qu'ils se disent : Soit avec l'Etat, soit avec les terroristes. Seul l'Etat peut nous défendre contre les terroristes. Ne mettons pas de bâtons dans les roues de l'Etat, cessons d'en dire du mal, cessons de faire grève, etc..." ("do" - http://mai68.org/)

 

Mai 2009 : le régime Obama - ô combien différent du précédent - réussit, pour la première fois, à "empêcher" des attentats planifiés par d'abominables islamistes. Objectifs des terroristes affiliés à "Al-Qaïda" : une synagogue et un centre communautaire juif de New York, ainsi que plusieurs avions militaires (que ces antisémites antiaméricains haineux voulaient détruire à l'aide de missiles sol-air). Rien de bien nouveau, en somme. On voit que les scénaristes d'Hollywood, qui travaillent également pour le gouvernement US, commencent à être à court d'idées. Pour faire plus dramatique, ils auraient pu au moins prévoir un tunnel clandestin creusé par la Corée du Nord entre le Sud-Liban et le Bronx, afin d'acheminer des armes du Hezbollah fabriquées en Iran. Tant pis, ce sera pour la prochaine fois...

 

TERRORISME, DROGUE, CRIME ORGANISÉ

 

L'exploitation, la manipulation et le gonflement démesuré d'un phénomène relativement modeste et limité au départ, pour en faire une gigantesque menace universelle contre laquelle il faut réagir en priorité, voilà ce qui caractérise le terrorisme d'aujourd'hui.

 

Mais bien avant que ce fléau n'occupe le devant de la scène, les méthodes utilisées pour le créer et le "combattre" étaient déjà courantes dans les prétendues guerres menées un peu partout dans le monde contre la drogue et le crime organisé.

 

A propos du rôle des grandes puissances - des Etats-Unis en particulier - dans le déferlement de la drogue, lire ici l'analyse de Robert Delanne.

 

Alors que jusque dans les années 1960, la consommation de drogue, dans les pays occidentaux, était un luxe réservé aux classes aisées (les pauvres "se droguaient" à l'alcool), une formidable explosion accompagnée d'une "démocratisation" a depuis lors secoué le monde.

 

Au cours des quarante dernières années, les services américains ont joué un rôle capital dans la naissance et le développement de ce cataclysme. Tandis que dans les pays producteurs (Asie du Sud-Est, Asie centrale, Amérique du Sud), le trafic encouragé, stimulé ou organisé par la CIA* permettait et permet encore le financement occulte de la subversion locale, dans les ghettos de l'Occident, les drogues dures ne tuaient pas seulement les consommateurs, elles tuaient aussi dans l'oeuf toute tentative de contestation politique. On faisait de la sorte d'une pierre deux coups. (Dans les années 1970, les autorités ont ainsi pu détruire le mouvement noir des Black Panthers et l'American Indian Movement des Améridiens.)

 

* Comme le rappelle le journaliste Romain Migus, "le plus grand producteur de cocaïne, en 2007, est la Colombie avec 62 % de la production mondiale, le plus grand producteur d'opium au monde est l'Afghanistan, qui concentre 92 % de la production. Ces deux pays comptent sur une présence massive de l'armée des Etats-unis sur leur territoire."  Il est bien évident que l'US Army a pour rôle de protéger les producteurs et les gros trafiquants de drogue et de permettre aux services américains (CIA, DEA) d'accomplir leur sale besogne.

 

Dans le cas du grand banditisme, la responsabilité de l'Etat et des cercles dirigeants est plus ancienne encore. Si les petits truands ont toujours su agir de manière plus ou moins indépendante, les organisations criminelles de quelque envergure ne peuvent exister et prospérer sans la complicité du pouvoir politique et de l'oligarchie. Dans certaines circonstances, le gangstérisme peut d'ailleurs déboucher sur le terrorisme (voir plus haut).

 

Terrorisme, drogue et grande criminalité ne sont en fait que les trois volets d'un même triptyque. Ils ont besoin de la "liberté d'entreprise" pour se développer. Et sans eux, le système ne survivrait probablement pas. C'est pour cette raison qu'il les utilise chaque fois qu'il se sent menacé ou démasqué.

 

Ce que distingue cependant la "guerre au terrorisme" de celles mises en scène précédemment "contre la drogue" ou "contre le banditisme", c'est que ces dernières n'ont jamais comporté le risque de se transformer en guerre véritable - totale, mondiale, nucléaire. Et dans le cas de la "guerre antiterroriste", il ne s'agit probablement pas seulement d'un risque mais d'un calcul délibéré de la part des metteurs en scène.

 

 

Fin 2008, on commence à se demander s'il ne faut pas ajouter la piraterie maritime aux trois fléaux ci-dessus. Au large des côtes somaliennes, on ne compte plus les cas de détournements de navires et de prises d'otages. Explicables au début par la misère du pays, l'absence de véritable pouvoir d'Etat, la colère des habitants exaspérés par la pêche illégale étrangère dans les eaux territoriales et le déversement continuel de déchets industriels toxiques, les incidents prennent peu à peu une dimension surréaliste. Quand des gangsters locaux disposant d'armes et d'équipement ultrasophistiqués s'attaquent avec succès à des pétroliers de 200.000 tonnes, on est en droit de se poser des questions. Pour l'instant, les réponses satisfaisantes manquent encore.

 

Première tentative d'explication ("apolitique") : Somali pirates just pawns in a global business. Avec la crise, le commerce maritime est en recul, et le prix du transport par mer s'effondre. Mauvais pour les grandes compagnies. En encourageant la piraterie, elles peuvent stopper leurs pertes (primes de risque, itinéraires plus longs contournant l'Afrique). En cas d'incident, les assureurs paient de toute façon... et se rattrapent en augmentant les primes. Finalement tout le monde y trouve son compte, sauf le consommateur bien entendu.

 

Quelques réflexions sur la "piraterie" moderne : Une évolution délibérée au large des côtes somaliennes ?

 

Les pirates somaliens sont "teleguidés" depuis Londres par des équipes de "consultants" extrêmement bien informés.

 

 

LA MISE EN GARDE D'UN EXPERT :

 

Le 7 août 2005, le Washington Post publie une "enquête" sur "Les terroristes, l'Internet et la menace d'une attaque au bétaluminium". (Malheureusement l'article en ligne n'est pas accessible librement, mais on peut lire ici une réaction à ce texte.)

 

Si vous ignorez ce qu'est le "bétaluminium", ne vous inquiétez pas, vous n'êtes pas le seul. Personne ne semble avoir entendu ce mot avant le 7.8.05. Il est né de l'imagination fertile d'un expert* de la "guerre antiterroriste".

 

* Il s'agit d'un certain Evan Kohlmann, qui se dit "consultant en terrorisme international" - probablement parce que les terroristes de l'axe Washington-Tel Aviv le consultent de temps à autre. "Consultant en terrorisme", aux Etats-Unis, c'est un peu l'équivalent de "nouveau philosophe" en France. Kohlmann tire toute son "expertise" du fait qu'il est juif et sioniste et que le Washington Post est depuis longtemps aux mains de ces gens-là.

 

Si l'on en croit cet expert, le "bétaluminium" (au fait, pourquoi pas "bétalqaïdium" ?) est un poison dont les hommes de Ben Laden recommandent l'utilisation dans leur manuel intitulé The Mujahideen Poisons Handbook. Si vous ne trouvez pas cet ouvrage en librairie ou à la FNAC, pas grave, il est disponible en ligne. Où ça ?... Dieu seul le Washington Post seul le sait. Mais j'imagine que, pour des experts, ça ne doit pas être très difficile à trouver, car les "terroristes ont transformé le Web en base d'opérations", nous apprend le journal américain. Et une "base d'opérations", ça ne passe quand même pas inaperçu. Ça doit être quelque part entre les 700 millions de sites pédophiles et les 15 milliards de pages révisionno-négationnistes dont la presse nous parle tout le temps. En tout cas, les "islamistes" disposent d'une gigantesque bibliothèque informatisée et forment leurs adeptes à distance sans quitter leur caverne afghane où ils s'éclairent à la lampe à huile.

 

Mais revenons à nos poisons. Comment fabriquer du "bétaluminium" ?  Fastoche : tu prends du crottin de cheval, de la viande, des céréales et de l'eau,* tu mets le tout dans un récipient que tu rebouches hermétiquement. Terminé.

 

* Une ressemblance éventuelle avec la recette du "Big Mac" serait purement fortuite et ne saurait engager la responsabilité du Washington Post ou d'Evan Kohlmann.

 

Excellente recette, mais ce qui agace un peu, quand même, c'est que l'expert passe sous silence quelques détails essentiels (forcément, il ne veut pas faire le jeu des terroristes). Par exemple :  pour les proportions, est-ce que ça va avec un volume de chaque ?  Ou encore :  peut-on mettre de la bouse de vache quand on n'a pas de crottin ?  Et puis, quel genre de viande ?  Du porc ?  Si c'est pour empoisonner des infidèles, ça devrait aller...  Pour les céréales, d'accord, mais quoi comme céréales ?  Et quelle sorte d'eau : gazeuse ou plate ?  Combien de temps faut-il que ça reste fermé ?...  Doit-on agiter le flacon avant de s'en servir ?...  Non franchement, leur truc manque de précision...

 

Mais ce qui est sûr, au moins, c'est que cette recette explique l'étymologie du nom AL-QAQAÏDA.

 

Merci, le Washington Post, merci Kohlmann...

L'expert du mois :

 

Nom : Kohlmann, Evan

Profession : néo-con(sultant)

Signe particulier : se dope au bétaluminium

Coiffeur : à Guantánamo Bay depuis quatre ans

 

 

Mai 2007 :

Le Groupe Al-Qaïda International est heureux de vous présenter

son nouveau Directeur de la Communication,

le spécialiste israélicain Adam Pearlman

 

alias Adam Yehiye Gadahn (Gideon), alias Azzam al-Amriki,

alias Abu Suhayb, alias Yihya Majadin Adams

(pour les intimes : Al-Anfouari Ben Mossadi)

 

Pearlman est responsable de la production des vidéos du Groupe

(cassettes, DVD et CD-ROM en vente chez IntelCenter,

une entreprise agréée par le Pentagone)

 

________________________________________

 

Terry Jones (Monty Python) à propos de la "guerre au terrorisme" de George W. Bush : "Il est impossible de faire la guerre à un substantif abstrait : comment saura-t-on qu'on a gagné ? Quand le terme en question aura été supprimé du dictionnaire, peut-être ?..."

 

Comment la CIA mène la "guerre psychologique" par Michel Collon.

 

Un article de Réseau Voltaire à propos du rôle du terrorisme israélien dans les attentats "antisémites" des années 1990 en Argentine.

 

Le général Léonid Ivashov (chef d'état-major des armées russes le 11 septembre 2001) : Le terrorisme international n'existe pas (Réseau Voltaire).

 

Un entretien avec Youssef Aschkar : La "guerre contre le terrorisme" est une guerre contre les peuples (Réseau Voltaire).

 

Une excellente analyse publiée sur le site http://mai68.org : De l'intoxication sécuritaire à la dictature globale

 

Le rôle des Anglo-Américains dans l'apparition et le développement de l'islamisme : The Muslim Brotherhood - The Globalists' Secret Weapon

 

A propos d'une forme particulièrement virulente de terrorisme :

Farid Abboud  ambassadeur libanais aux Etats-Unis, répond à la chaîne américaine Fox News de Rupert Murdoch.

Voir les commentaires

DGSE infiltrait le GIA algérienne/Madrid londre et liban et bomby cibles par les terroristes de cia mosad et m16

 

 

 

LE TERRORISME

magazine allemand Der Spiegel :   Al-Qaïda est une fiction née à Washington,

Israel a créer  une cellule locale d'Al-Qaïda"*

Comment le mosad .cia et m16 manipules les groupes teroristes

 

Oncle Sam-ikaze   explique comment fonctionne un attentat-suicide

Madrid londre et liban et bomby cibles par les terroristes américano sioniste et anglais

DGSE infiltrait le GIA algérienne

l.usa était teroiriser entre1817 et 1862

Mot "terrorisme"     remonte à la révolution française

- Origines - Causes - Remèdes ? -

 

The CIA as a Terrorist Organization

 

 

 

Terrorisme d'Etat made in Israel

 

Perversion du langage et confusion permanente :

 

Depuis quelques décennies, l'incessante intoxication des esprits a conduit dans l'opinion à un renversement des valeurs et des références. Ce que dénonçait George Orwell s'est généralisé. Des termes comme liberté, démocratie ou droits de l'homme ont depuis longtemps été vidés de leur contenu profond. Utilisés à tort et à travers et à n'importe quelle occasion, leur force rhétorique tend à se rapprocher de celle de mots comme vertu ou devoir. Les tenants du pouvoir savent depuis longtemps qu'il est cent fois plus efficace de détourner à son profit une idée mobilisatrice née chez l'adversaire que de la combattre ouvertement. On fait ainsi d'une pierre deux coups, créant d'abord la confusion et suscitant ensuite un désintérêt général pour l'idée en question. Dépouillée de tout sens contestataire, elle devient la propriété de ceux contre qui elle était dirigée au départ.

 

Il y a trente et quelques années, la gauche française se réclamait du marxisme. Tout en rejetant le modèle est-européen, elle voulait - par conviction ou par opportunisme - "ouvrir la voie au socialisme" (Programme commun de gouvernement PC-PS de 1972). Les fronts étaient alors assez clairement définis, on appelait encore les choses par leur nom. Mais peu à peu, on en est venu à accoler des qualificatifs à connotation progressiste à des situations ou à des régimes qui étaient loin de l'être.

 

Ainsi, dès que l'opinion française a commencé à s'intéresser de près aux événements de Palestine, le soutien actif et unilatéral à Israël est devenu une revendication "de gauche", alors que la solidarité avec les Palestiniens prenait une odeur de soufre. La droite et le lobby pro-israélien pouvaient se frotter les mains.

 

Plus tard, lorsqu'il fut décidé à Bonn, au Vatican et en d'autres lieux qu'il était temps de dépecer la Yougoslavie, "la gauche", faisant cause commune avec la droite, se rangea du côté des dépeceurs et de leurs exécutants (oustachis croates, islamistes bosniaques, mafieux albanais). On en vint à soutenir ouvertement l'agression militaire contre la Yougoslavie. Quelques années auparavant, on avait soutenu celle contre l'Irak; on soutiendrait plus tard celle contre l'Afghanistan. Alors que trente ans plus tôt, on aurait dénoncé ces guerres pour ce qu'elles étaient: d'intolérables actes impérialistes.

 

Avant qu'on ait eu le temps de s'en apercevoir, on avait fait de l'agresseur le défenseur des valeurs démocratiques et de l'agressé un odieux terroriste coupable des pires crimes. La droite, extrême ou non, avait gagné la guerre idéologique. On pouvait récolter ses bravos tout en continuant de se réclamer des "valeurs de la gauche".

 

Si la guerre du Viêt-Nam avait lieu aujourd'hui, Cohn-Bendit et ses semblables exigeraient l'envoi d'un contingent français pour aider les Américains à "éradiquer le terrorisme vietcong", tandis que Robert Hue, du haut de ses 3 %, "s'inquièterait des risques de dérapage" tout en "condamnant fermement les violations des droits de l'homme commises par le régime dictatorial de Hanoï".

 

Jean Bricmont, professeur à l'Université Catholique de Louvain, analyse ce phénomène de revirement dans un article paru dans le Monde Diplomatique. Il s'appuie pour cela sur les prises de position de la gauche française face aux idées de Noam Chomsky,

 

 

La bonne couleur :

 

Si un public qui se veut de gauche se laisse si facilement leurrer dans les cas où la situation est somme toute assez claire, peut-on lui en vouloir d'être complètement désorienté lorsqu'il est question, par exemple, de la Corse, du Pays Basque, de l'Irlande du Nord, de la Tchétchénie ou du Tibet ?

 

Alors que ces deux derniers conflits - dans le cas du Tibet, on ne peut même pas parler de conflit - ont pour objectif évident de déstabiliser la Russie et la Chine et font intervenir des forces extérieures manipulées par des pays qui ne peuvent que profiter de cette déstabilisation, la situation dans les trois régions ouest-européennes est radicalement différente. Aucun pays étranger ne cherche à faire éclater la France, l'Espagne ou la Grande-Bretagne; aucune intervention extérieure n'a lieu, si ce n'est celle de compatriotes exilés des militants séparatistes.

 

Mais les combattants tchétchènes et les dissidents tibétains sont, quoi qu'ils fassent, présentés comme des héros de la liberté, et les autorités comme d'épouvantables oppresseurs - un peu comme dans l'Aghanistan des années 1980. (Notre subconscient nous suggère que ces Russes et ces Chinois, malgré Poutine et malgré les "réformes" entreprises par Pékin, sont restés les méchants communistes qu'ils ont toujours été.)  Les activistes (terroristes) de Derry, de Saint-Sébastien ou d'Ajaccio, en revanche, n'auraient aucune raison de se plaindre du traitement que leur réservent les gouvernements démocratiques de Londres, Madrid ou Paris.

 

Si c'était le cas, on pourrait se demander pourquoi ces trois guerres larvées qui empoisonnent l'Europe occidentale depuis trente ans ne sont toujours pas terminées, et pourquoi elles reçoivent encore sur place un large soutien populaire dont les gouvernements et la presse prétendent qu'il est quasiment nul. Dans le cas de l'Irlande, le parti-pris journalistique est particulièrement flagrant: tandis que l'IRA est toujours qualifiée de terroriste, les terroristes pro-anglais, eux, sont d'honorables unionistes ou loyalistes.

 

La difficulté pour l'observateur extérieur de se forger une opinion personnelle au sujet de ces conflits ne réside pas seulement dans la totale désinformation qui les accompagne depuis des décennies, mais aussi dans le fait qu'il est impossible de s'identifier avec l'une ou l'autre des parties concernées. Les habituels clivages politiques ne s'appliquent pas à ces affrontements. Quant au droit des peuples à disposer d'eux-mêmes, il semble se heurter, dans nos pays, à des limites naturelles. Si on leur donne ce qu'ils réclament, se dit le Français moyen, alors il faudrait aussi accorder l'indépendance à la Bretagne et à l'Alsace.

 

C'est pourtant bien ce qu'on a fait en Yougoslavie...

 

Une chose est sûre: les pays qui encouragent, financent ou organisent la subversion chez les autres, ne sauraient l'accepter chez eux.

 

 

L'intolérable :

 

Les groupes engagés dans la lutte armée et le "terrorisme au détail" peuvent avoir différentes façons d'agir: celle qui désigne clairement l'adversaire (militaires, policiers, magistrats, politiciens responsables) en évitant de s'attaquer aux personnes étrangères au conflit, ou l'autre, qui consiste à ne faire aucun choix préalable parmi les victimes, en frappant au hasard dans le but de terroriser tout un groupe de population. Il est parfois difficile de distinguer l'une de l'autre. Dans les comptes rendus qu'en fait la presse censurée ou alignée, les attentats sont toujours déclarés "aveugles", même quand ils sont très précisément ciblés.

 

Mais bien souvent les poseurs de bombes ratissent large dans le choix de leurs victimes. Certains commandos de l'IRA ou de l'ETA ont commis des attentats à Londres ou à Madrid pour la simple raison qu'ils voulaient infliger des pertes "aux Anglais" ou "aux Espagnols". Cet aveuglement à la fois politique et national a certainement fait beaucoup de tort à leur cause. Frapper au coeur du "pays étranger oppresseur" produit exactement le contraire de l'effet escompté lorsque les victimes sont d'innocents civils et non des responsables militaires ou politiques directement impliqués.

 

Ce terrorisme aveugle visant une population absolument étrangère au conflit se situe, sans le moindre doute possible, au-delà de toute limite tolérable. Certains services secrets, conscients de l'impact produit sur l'opinion publique par de tels attentats, n'hésitent pas à y recourir, en se servant le cas échéant de groupuscules dissidents qu'ils ont au préalable noyautés.

 

C'est une pratique courante en Israël, où beaucoup d'attentats imputés aux terroristes palestiniens n'auraient pu avoir lieu sans l'intervention du Mossad. Néanmoins, les attentats véritablement exécutés par des islamistes se rangent le plus souvent dans la catégorie des actions aveugles - moins par choix délibéré que par suite de l'impossibilité dans laquelle se trouve en général la résistance palestinienne de s'attaquer à des cibles militaires ou politiques. Placés devant le choix de ne rien faire - comme le veut Arafat - ou de tuer des civils israéliens, le Hamas et d'autres organisations similaires optent pour la seconde variante. Les Israéliens savent que leur pays est en guerre - même s'il s'agit d'une guerre coloniale - et qu'ils ne sont pas à l'abri. Mais comme ils n'ont pas encore conscience de l'ampleur réelle des pertes civiles palestiniennes et des souffrances que cause quotidiennement le "terrorisme en gros" pratiqué par leur gouvernement, ils ont tendance à se considérer comme les uniques victimes.

 

 

Le monopole de la violence :

 

Dans l'esprit des détenteurs du pouvoir et de leurs porte-parole des médias, l'intolérable ne réside pas tant dans le fait que le terrorisme affecte d'innocents civils, mais plutôt dans la mise en cause, par des individus ou des groupes extra-étatiques, du monopole de la violence que s'arroge l'Etat. A leurs yeux, ne peut être légitime et tolérée que la violence qui émane "d'en haut". Dans nos pays, elle serait couverte par le caractère démocratique des lois et des institutions qui régissent l'Etat de droit.

 

En y regardant de plus près, on s'aperçoit que, malgré d'innombrables nuances, ce caractère démocratique est singulièrement limité. Il se cantonne le plus souvent à une forme plus ou moins développée d'électoralisme basé sur le principe de la délégation de pouvoirs aveugle et automatique. N'importe qui peut s'exprimer dans la mesure où il répète ce que dit tout le monde ou se contente d'une audience très limitée. Dès que sa voix prend de l'ampleur, elle est étouffée, achetée ou aspirée par le système ambiant, qui n'est soumis, lui, à aucun code démocratique. La "démocratie", pas plus que l'absolutisme, ne tolère la mise en cause des rapports de force existants (rapports profonds, réels, sociaux ou économiques, et non rapports de façade, politiques ou personnels). On peut remplacer la dictature haïtienne ou chilienne par la "démocratie"; on torture alors un peu moins dans les prisons et les commissariats, mais les vrais maîtres du pays restent les mêmes.

 

D'ailleurs, exception faite de quelques rares autocraties comme l'Arabie Saoudite ou le Bhoutan, quel Etat ne se dit pas "démocratique" ?   Même les Etats-Unis se rangent dans cette catégorie, c'est tout dire. N'importe quel "citoyen" peut y "voter librement", avec le résultat que l'on sait. Il peut aussi avoir recours aux tribunaux; le succès de sa cause dépendra de sa fortune personnelle, de la puissance de son adversaire et du but poursuivi. Il n'en va pas différemment en Chine ou en Iran. Presque partout dans le monde, il y a des "élections" et des "tribunaux". Presque partout l'Etat défend le monopole de la force publique et de la violence qui en découle. Là où ce n'est pas le cas, d'autres éléments (seigneurs de la guerre ou barons de la drogue) exercent cette fonction. L'anarchie véritable n'existe pas; la jungle humaine a horreur du vide.

 

Si le cadre institutionnel a pour tâche de préserver les rapports économiques, sociaux et culturels existants, si un changement pacifique s'avère impossible ou illusoire, faut-il s'étonner que des groupes ou des individus osent défier le monopole de "ceux d'en haut" et prennent eux-mêmes les choses en mains, au mépris de lois qui les méprisent ?   "Une des conditions essentielles de tout développement humain est la révolte", écrivait Bakounine il y a près de 150 ans.

 

Bien entendu, la simple contestation du monopole de l'Etat en matière d'usage de la force n'a en soi rien de terroriste, même si le contestataire, pour se défendre ou se faire entendre, est amené à quitter le domaine de la non-violence. Mais l'Etat ne l'entend pas ainsi. Pour son appareil de répression, la différence a toujours été bien mince (voir le traitement réservé à la protestation altermondialiste à Gênes et ailleurs). Depuis le 11 septembre 2001, cette différence n'existe pratiquement plus.

 

 

QUELS REMÈDES ?

 

Avant de prescrire tel ou tel remède, tout médecin sérieux s'efforce, bien sûr, de formuler un diagnostic pertinent sur la nature de la maladie. C'est précisément ce qu'évitent de faire les plus zélés partisans de l'éradication du terrorisme. Dans le meilleur des cas, nos docteurs ès politique préconisent l'euthanasie; bien souvent, ils recommandent l'extermination pure et simple de l'entourage du malade (ou de ce qu'ils déclarent être l'entourage du malade). En réalité, ils sont eux-mêmes infiniment plus atteints que les patients qu'ils prétendent guérir, mais cela ils l'ignorent ou feignent de l'ignorer.

 

En fait, c'est le pouvoir, ou plutôt l'abus de pouvoir, qui génère à la fois le terrorisme groupusculaire et le terrorisme d'Etat. Ce n'est donc qu'à ce niveau que le remède, quel qu'il soit, doit agir si l'on veut qu'il soit efficace.

 

Le terrorisme sous toutes ses formes s'éteindra de lui-même le jour où les innombrables sources de frustration politique, sociale, nationale seront taries, le jour où la violence, l'arbitraire, le chantage, l'exploitation, l'arrogance et le cynisme auront disparu des relations internationales.

 

Autant dire jamais, si l'on considère le cours que prend l'histoire depuis une bonne décennie. Car ceux qui prétendent lutter contre le terrorisme et qui en sont les vrais responsables, ont tout intérêt à perpétuer son existence.

 

LE 11 SEPTEMBRE

 

Les attentats de New York et de Washington constituent probablement l'exemple le plus spectaculaire de terrorisme d'Etat jamais mis sur le compte d'un groupe dissident clandestin. En un temps record, ils ont permis de faire tomber d'innombrables obstacles qui s'opposaient à la mise en place, à l'échelle planétaire et sous contrôle américain, des fondements d'une future dictature plus ou moins librement consentie par une population naïve et docile. Et c'est au nom de la "lutte contre le terrorisme" que les terroristes du Pentagone et de la Maison Blanche peuvent réaliser leur projet. En outre, la terreur auto-pratiquée du 11 septembre 2001 "justifie" désormais la terreur de la guerre, n'importe où, n'importe quand, le cas échéant de manière "préventive".

 

Alors que le terrorisme d'Etat se développe à un rythme toujours plus effréné, ses propagandistes gonflent démesurément le spectre du terrorisme artisanal pour mieux couvrir leurs propres exactions ou celles de leurs maîtres.

 

Le terrorisme, depuis le 11 septembre, s'étend un peu à la façon de l'antisémitisme et des virus informatiques. La menace, quand elle est réelle, émane moins de ceux à qui elle est imputée que de profiteurs sans scrupules qui la brandissent systématiquement et la génèrent à dessein pour mieux nous effrayer et nous vendre à prix d'or un contrepoison plus mortel que le prétendu mal.

 

 

 

DU RÉSEAU AL-QAÏDA...

 

Les informations dont on peut disposer sur Al-Qaïda sont rares. Presque toutes émanent de sources occidentales et relèvent davantage de l'intoxication que de la réalité. Il existe bien entendu de très nombreux groupes islamistes clandestins opérant chacun pour soi dans différents pays. En revanche, la coordination de leurs activités dans un réseau fortement structuré et dirigé depuis un centre tout-puissant dominé par Oussama Ben Laden est hautement improbable.

 

Le fait que diverses organisations islamistes soient financées à partir d'une source unique crée sans aucun doute des dépendances et des relations occasionnelles, mais le réseau informel qui en résulte ne devient pas pour autant cette pieuvre gigantesque que nous présente la propagande américaine. Les intérêts en jeu sont trop divergents et trop marqués par les préoccupations locales. En outre, il est avéré que de nombreux mouvements clandestins jouissent de complicités officielles dans les milieux dirigeants de leurs pays respectifs (armée, police, services secrets, administration).

 

Beaucoup ont été soutenus, ou le sont encore, par les services américains. Ben Laden lui-même est un enfant de l'oligarchie obscurantiste saoudienne et de la subversion américaine. On sait qu'il a entretenu des contacts avec la CIA jusqu'à une époque récente, et jusqu'à preuve du contraire, rien ne permet de penser que l'antagonisme entre le "terroriste numéro un" et ses anciens partenaires soit réellement aussi profond qu'on essaie de nous le faire croire depuis septembre 2001.

 

Le grossissement démesuré du phénomène Al-Qaïda permet au pouvoir américain de présenter régulièrement à l'opinion mondiale crédule un seul et même ennemi ayant des ramifications et des soutiens dans tous les pays "voyous" ou en passe de le devenir. Pourquoi faut-il bombarder l'Afghanistan ? Parce que WTC = Al-Qaïda = Talibans. Pourquoi bombarder l'Irak ? Parce que Bali = Al-Qaïda = Saddam. Et demain et après-demain et plus tard encore, l'increvable et mythique Al-Qaïda devra encore et toujours porter la responsabilité de nouveaux carnages auxquels il conviendra de riposter par de nouveaux bombardements. Jusqu'à ce que l'opinion comprenne, ou jusqu'à ce qu'il soit trop tard pour stopper ce qui est peut-être déjà la troisième guerre mondiale.

 

 

Un an après l'attentat de New York, le professeur norvégien Johan Galtung, directeur du Réseau Transcend pour la paix et le développement, déclarait dans une interview au magazine allemand Der Spiegel : "A mon avis, Al-Qaïda est une fiction née à Washington, une projection tout à fait typique des vues du Pentagone. Lorsqu'il y a un ennemi, il doit correspondre à l'idée exacte que s'en font les stratèges ministériels : structuré comme leur propre administration, doté d'énormes moyens financiers et dirigé par une hiérarchie claire et précise dans ses moindres détails. La représentation occidentale de cette organisation est complètement fausse...  En fait, nous avons tout simplement affaire à des cellules indépendantes mues par une foi commune."

 

Adam Curtis, auteur d'un documentaire présenté à la BBC (The Power of Nightmares), confirme qu'il n'y a ni réseau terroriste international, ni membres, ni chef, ni cellules dormantes, ni stratégie d'ensemble : The making of the terror myth.

 

Does al-Qaeda exist ?  par Brendan O'Neill.  (Poser la question, c'est déjà y répondre.)

 

Pour Pierre-Henri Bunel, qui se présente lui-même comme un ancien du Renseignement militaire, Al-Qaïda est tout simplement un fantasme américain. Le mot, qui signifie base en arabe, désignait à l'origine la base de données informatiques de l'Organisation de la Conférence Islamique. Dans un but de désinformation, les services secrets US ont traduit le terme par base terroriste. Le zèle des politiciens et des journalistes a fait le reste - détails.

 

Une autre explication de l'origine du mot Al-Qaïda, fournie par le Dr Saad Al-Fagih dans une interview à la chaîne de télévision publique américaine PBS.

 

Comme le fait remarquer le Réseau Voltaire, début décembre 2003 : "Le président d'un comité d'experts antiterroristes de l'ONU, Michael Chandler, a présenté son rapport annuel sur la traque d'Al-Qaïda.   La véritable information de ce rapport, est que sur 191 Etats membres de l'ONU, 108 ont refusé de fournir des informations sur Al-Qaïda. Ils sont 108 à déclarer ne jamais avoir observé sur leur territoire quoi que ce soit qui valide l'existence d'Al-Qaïda et ne pas se sentir concernés par cette prétendue menace planétaire."

 

Propagande américaine et "guerre contre le terrorisme" :  Who is Abu Musab Al-Zarqawi ?  - un article de Michel Chossudovsky (professeur à l'Université d'Ottawa) sur le nouveau croque-mitaine lancé par la CIA et présenté par la presse comme le "bras droit de Ben Laden".

 

"Al-Qaïda n'existe pas, Zarkaoui non plus", déclare en mai 2005 Richard Labévière, éditorialiste de RFI - Radio France Internationale (sans doute plus pour très longtemps*).

 

* Labévière sera licencié par Radio France Internationale Israélienne en août 2008.

 

Un article de Thierry Messan (Réseau Voltaire - juillet 2007) : Al Qaïda en Irak : faut-il croire George Bush ou ses généraux ?

"Alors que le président Bush met en garde ses concitoyens contre le danger 'd'Al-Qaïda en Irak' qui formerait des cellules pour attaquer les États-Unis, des officiers supérieurs états-uniens ont admis que cette organisation n'existait pas. Les généraux Casey et Kimmitt ont reconnu qu'Al-Zarkaoui était une fabrication de leurs services de guerre psychologique et le général Bergner a déclaré que son successeur, Al-Baghdadi, était un acteur."

 

 

 

... AU RÉSEAU AL-BUSHAÏDA

 

Depuis le 11 septembre 2001, on a chaque jour un peu plus l'impression que le terrorisme d'Etat camouflé en terreur groupusculaire tend à supplanter partout le véritable terrorisme artisanal : Djerba, Bali, Kénya, Casablanca, Istanbul...  Il n'y a pratiquement plus qu'une seule sorte de terrorisme.

 

"Le terrorisme international de haut vol n'est pas spontané : il est artificiel et fabriqué. Il exige la présence d'experts pour le contrôler." (Webster G. Tarpley)

Irak - Mars 2004

 

Qu'ils choisissent la lutte armée ou la résistance pacifique,

les Irakiens savent qui sont les véritables terroristes.

 

 

 

Les attentats-suicides - réalité ou mythe ?

 

Depuis quelques années, et particulièrement depuis le 11 septembre, chaque fois que les médias parlent de terrorisme, on peut être sûr que les mots islamiste et attentat-suicide ne sont pas loin. La chose est assez curieuse car la religion musulmane - comme d'ailleurs la religion chrétienne - proscrit le suicide. Il semblerait donc que les fanatiques de l'islam ignorent tout de cet interdit. A en croire la presse, c'est par milliers qu'ils mettent fin à leurs jours - djihad oblige...

 

Bien sûr, des gens se suicident tous les jours, dans toutes les sociétés. Mais quand ils le font, c'est toujours pour des raisons personnelles. Ne voyant plus d'issue à une situation individuelle devenue inextricable (insurmontables problèmes de santé, d'argent, d'amour, de responsabilité, de raison d'être...), ils n'ont plus qu'une alternative pour mettre fin au cauchemar.

 

Lorsque la politique joue un rôle dans leur choix ultime, c'est qu'elle est à l'origine de l'impasse personnelle dans laquelle ils se trouvent. Mais elle ne les y pas précipités du jour au lendemain. Le suicide commis pour des raisons politiques est toujours l'aboutissement d'un long processus. On se tue par peur d'un scandale ou après une guerre perdue ou à cause de l'effondrement d'une idée à laquelle on avait cru très fort. On ne se tue pas, sans motif personnel, pour le plaisir de liquider deux GIs américains.

 

Sans "motivation" à la fois individuelle et inéluctable, le suicide purement politique est quasiment impossible. L'instinct commande à l'individu de rester en vie. Le cas des pilotes kamikazes japonais l'a prouvé. Très peu sont passés à l'acte ; la plupart ont été abattus avant d'atteindre leur objectif. Ceux qui ont survécu ont témoigné. Tout cela n'a d'ailleurs rien à voir avec "l'héroïsme" en temps de guerre. La plupart des histoires qu'on nous raconte à ce sujet tiennent de l'imagerie d'Epinal. Non qu'il ne puisse y avoir de "héros" dans ces conditions, mais les actes véritablement héroïques sont toujours spontanés, jamais réfléchis et encore moins planifiés.

 

On peut à la rigueur imaginer qu'un "kamikaze" moderne, atteint d'une maladie incurable ne lui laissant plus que quelques mois à vivre, se dise qu'il vaut mieux mourir en tuant des Israéliens que de finir dans son lit ou à l'hôpital. Par contre, on imagine mal que des Palestiniens, des Irakiens, des Pakistanais ou des Saoudiens jeunes, en bonne santé, ayant parfois des enfants ou faisant partie des classes moyennes, optent subitement pour l'attentat-suicide. C'est d'autant plus impensable que nous n'avons pas affaire à quelques cas isolés - toujours possibles - mais à un véritable phénomène de masse.

 

Ce qui devrait éveiller notre scepticisme, c'est que ce phénomène est très récent et qu'il a pris naissance en Palestine occupée. Et comme par hasard, tout ce que nous en savons provient de sources israéliennes. On prétend que le comportement aberrant du "terroriste" est rendu possible par la religion musulmane - "la plus conne de toutes les religions", comme dit Houellebecq - qui est lui-même le plus con de tous les écrivains. Ou encore par le lavage de cerveau auquel sont soumis les Arabes depuis leur plus jeune âge - car bien entendu, les autres peuples ne subissent pas de lavage de cerveau, surtout pas les Américains et les Israéliens.

 

En fait, le mythe des attentats-suicides, même s'il recèle au départ un grain de vérité comme tous les mythes, est le résultat d'une gigantesque campagne de propagande conçue et réalisée par les sionistes et amplifiée par les médias dont ils ont le contrôle. Si les journalistes prenaient la peine d'analyser les actes qu'ils qualifient d'attentats-suicides, ils verraient que les actions les mieux "réussies", en Israël-Palestine, portent la signature du Mossad. Dès qu'il y a plus d'un ou deux morts, c'est que les maîtres de la "ruse guerrière" sont passés par là. Leurs cibles sont souvent "secondaires", leurs victimes "israéliennes" sont souvent russes, arabes ou thaïlandaises. Les exécutants - arabes - sont manipulés sans le savoir, pensant agir pour la cause palestinienne, alors qu'ils servent en réalité les objectifs du l'expansionnisme juif. On sait que le Mossad noyaute beaucoup de groupes arabes clandestins. Dans les années 1970-80, c'était le groupe Abou Nidal avec ses attentats profitant presque toujours aux Israéliens. Plus tard, il y a eu le Hamas, qui s'est entre-temps émancipé de la tutelle sioniste. Aujourd'hui, ce sont les "cellules d'Al-Qaïda" créées et dirigées par des Juifs israéliens parfaitement bilingues que les jeunes Palestiniens prennent pour des Arabes.

 

En Irak, la résistance n'a nul besoin de recourir au suicide pour frapper l'occupant et ses collaborateurs locaux : elle le prouve cent fois par jour. Mais lorsqu'une explosion tue des douzaines de civils sortant d'une mosquée le vendredi, ou des enfants auxquels les GIs "distribuaient des bonbons" quelques minutes plus tôt, on peut se poser des questions. S'agit-il d'un acte criminel des "forces spéciales" maquillé en attentat-suicide ?...  A-t-on déposé une bombe dans un camion-citerne à l'insu du conducteur, pour la faire exploser à distance au moment voulu ?...  Est-ce tout simplement un attentat à la voiture piégée déclaré "suicidaire" par pure routine journalistique ?...

 

La mystification qui semble si bien fonctionner avec la Palestine et l'Irak - du moins vis-à-vis des foules occidentales, car le public arabo-musulman n'est certainement pas dupe - peut se répéter à l'envi d'un bout à l'autre de la planète.

 

Tant que l'Occident n'y verra que du feu, ce petit manège se poursuivra. Dans la société du spectacle du 21ème siècle, le spectacle n'est plus occasionnel mais permanent, et le public a de plus en plus de difficultés à réaliser qu'il s'agit d'un spectacle.

 

Oncle Sam-ikaze nous explique ici

comment fonctionne un attentat-suicide

 

Carol A. Valentine démolit le mythe des attentats-suicides : "Hi, my name is Abdula. I'll be your suicide bomber this evening"

 

Le journaliste Robert Fisk signale des cas concrets observés en Irak. Les occupants ou leurs complices prennent un jeune supplétif irakien, lui confient une voiture et un portable, et lui demandent d'aller à un endroit donné (près d'une mosquée, d'un marché ou d'une manifestation) avec l'ordre de leur téléphoner lorsqu'il sera sur les lieux. Arrivé sur place, l'apprenti-flic fraîchement embauché essaie en vain d'établir la communication, descend de voiture et va tenter sa chance un peu plus loin. Une minute plus tard, la connexion est possible... et le véhicule explose, causant des douzaines de morts et de blessés. Le "kamikaze" s'en tire avec la vie sauve. Il a eu de la chance, il aurait pu y passer comme des centaines de ses collègues, morts sans le savoir pour la cause israélo-américaine.

 

 

Terrorisme et pacifisme :

 

Aussi longtemps que les opposants à la guerre penseront que :

          "Washington et ses alliés profitent du terrorisme pour enterrer les libertés et créer de nouveaux conflits"

          "les attentats-suicides sont une conséquence directe de la guerre menée contre l'Islam"

          "il ne faut pas confondre quelques terroristes islamistes avec la masse des musulmans pacifiques"

les tueurs du clan Bush-Blair-Sharon n'auront rien à craindre et pourront tranquillement préparer les prochains attentats et les prochaines agressions.

 

Des personnalités connues et respectables, comme Noam Chomsky, Robert Fisk, George Galloway et beaucoup d'autres, prononcent des phrases semblables ou identiques pratiquement chaque jour. Mais ce type de pacifisme ne mène pas loin, car il ignore ou occulte le fait que LE CLAN BUSH-BLAIR-SHARON NE PROFITE PAS DES ATTENTATS TERRORISTES pour lancer de nouvelles guerres et museler davantage les citoyens. IL EST LUI-MÊME À L'ORIGINE DE CES ATTENTATS qui lui permettent de justifier sa politique criminelle. Ce n'est pas du tout la même chose. Si quelqu'un qui se veut anti-guerre ne comprend toujours pas cela quatre ans après les attaques du 11 septembre, c'est qu'il ne comprendra jamais.

 

C'est là le problème de beaucoup de pacifistes, et même de la plupart d'entre eux. Et c'est bien pour cette raison que le mouvement contre la guerre anglo-américaine en Irak, qui était si puissant au printemps 2003, a pratiquement implosé entre-temps. Il est rongé de l'intérieur par tous ces gens qui ne cessent de répéter : "Nous sommes contre la guerre, mais il faut combattre la terreur islamiste." Ils n'ont pas compris que ce sont les mêmes salopards qui pratiquent à la fois la "terreur islamiste" et la guerre permanente.

 

En 2005, cet aspect de la question est devenu essentiel. Après quatre ans de "terror show" à l'état pur, on en est arrivé à un point de blocage complet. Tant que les "gens de bonne volonté" continueront de croire les sornettes, ou du moins une grande partie des sornettes dont on les abreuve, ils se mettront eux-mêmes hors d'état de penser et d'agir, ils resteront paralysés devant le danger qui menace.

 

Et ce que nous avons vu depuis 2001 risque de passer pour "de la bibine" en comparaison de ce qui va certainement suivre dans un avenir sans doute pas très lointain. Il y a péril en la demeure : si le monde ne se réveille pas très vite, on court droit à la catastrophe...

 

 

Les attentats de Madrid (2004) :

 

 

Le 11 mars 2004 (deux ans et demi exactement après ceux de New York), des attentats perpétrés dans trois gares de Madrid font 190 morts. Mis sur le compte de l'ETA basque et d'Al-Qaïda, ils ont pour objectif :

          de stimuler l'hystérie générale voulue par Washington ;

          de tenter un dernier effort pour faire remonter la cote de popularité de la droite espagnole "antiterroriste" juste avant les élections ;

          d'affaiblir l'opposition antiguerre à quelques jours du premier anniversaire de l'agression américaine contre l'Irak (le 15 février 2003, 2.000.000 de personnes avaient manifesté à Madrid et 1.500.000 à Barcelone) ;

          de conduire les pacifistes à dénoncer le terrorisme de l'ETA et d'Al-Qaïda plutôt que le terrorisme US soutenu par l'Espagne officielle ;

          de détruire définitivement l'ETA, alors que son parti politique Batasuna est interdit et pourchassé comme à l'époque de la dictature fasciste de Franco.

Malheureusement pour leurs auteurs, il ne semble pas que les attentats aient produit l'effet escompté. Même si le mouvement pacifiste espagnol a beaucoup perdu de son énergie initiale, le gouvernement Aznar tombe et son successeur annonce un retrait des troupes engagées en Irak.

 

Le réseau Al-Bushaïda (alias Al-Mossaïda) ne se décourage pas pour autant. Il a certainement beaucoup d'autres objectifs sur sa liste : Paris, Berlin, Londres, Rome...

 

Plus les membres de la caste politique et journalistique seront dociles et complices face à ce fléau, plus vite pourra être réalisé le projet terroriste de domination mondiale, de dictature militaire généralisée et de guerre permanente.

 

Personne n'ose dénoncer publiquement les véritables coupables, hormis une partie du monde arabe et musulman. Mais il s'agit rarement de dirigeants politiques influents. Exception notable : en mai 2004, après qu'une explosion terroriste à proximité d'un complexe pétrochimique de Yanbou (Arabie Saoudite) ait tué six personnes (dont cinq étrangers), le prince héritier Abdallah (qui exerce de facto le pouvoir dans ce pays) déclare sans ambages que les sionistes de Tel Aviv sont responsables de l'attentat - une accusation aussitôt rejetée comme "antisémite", cela va de soi.

 

 

L'attentat de Beyrouth (2005) :

 

14 février 2005 : dans la capitale libanaise, les terroristes du Mossad font sauter une charge explosive de grande puissance, tuant une dizaine de personnes, dont l'ancien Premier ministre libanais Rafik Hariri. La Syrie est aussitôt désignée comme "coupable".  Si tout se passe comme le veulent ses auteurs, cet attentat devrait fournir le prétexte d'une guerre d'agression contre Damas, guerre prévue depuis plus de deux ans mais rendue (provisoirement) impossible par la résistance irakienne - détails.

 

 

Les attentats de Londres (2005) :

 

 

 

London bombings

 

7 juillet 2005 : attentats à la bombe dans le métro et dans un bus de Londres - 56 morts et 700 blessés. Planifiés et organisés par les terroristes de l'infâme réseau israélicain* avec l'appui logistique du criminel Tony Blair, ces attentats servent à relancer la psychose anti-arabe et à "prouver" la "nécessité" d'une guerre permanente "contre la terreur islamiste".

 

Les larbins de la presse aux ordres, un peu en manque depuis Madrid, peuvent enfin s'en donner à coeur joie. Un exemple parmi beaucoup d'autres : un certain Alain Hertoghe, journaliste "indépendant" qui se faisait encore passer pour un "adversaire" de la guerre américaine en Irak un an plus tôt, appelle aujourd'hui, quelques heures après le massacre de Londres, à "l'union sacrée des dirigeants du G8" contre la "barbarie djihadiste" (lu sur Yahoo France). Alors que le monde bascule peu à peu vers une barbarie mondialisée qui n'a vraiment rien de "djihadiste", on ne soulignera jamais assez la responsabilité et la complicité des représentants des médias dans ce processus.

 

*Selon Associated Press, Benjamin Nétanyahou, ministre israélien des Finances, qui devait participer à une conférence dans un hôtel de Londres situé juste au-dessus d'une des stations de métro visées par les attentats, a été averti peu de temps auparavant et a annulé sa participation. Les autres médias, quand ils reprennent la nouvelle, la déforment complètement en prétendant que Nétanyahou a été informé après la première explosion et qu'Israël a prévenu les Britanniques avant les attentats. Sans s'attarder sur le manque de logique de cette "rectification", tout le monde est d'accord pour dénoncer une "théorie de la conspiration" forcément "antisémite". En revanche, le fameux "message d'Al-Qaïda" revendiquant la paternité des attentats est tout ce qu'il y a de plus "authentique". (L'ex-premier ministre Nétanyahou est une personnalité influente en Israël ; il était donc certainement au courant de ce qui se tramait, sans pour autant connaître les détails opérationnels comme l'heure et le lieu exact des explosions.)

 

Depuis septembre 2004, c'est d'ailleurs la société israélienne Verint Systems (adresse : 23 Habarzel Street, Tel Aviv) qui assure la surveillance du métro de Londres. Autant dire que les terroristes du Mossad sont dans la place.

 

Quand on sait qu'une autre entreprise de "sécurité" de l'Etat juif (ICTS) contrôlait les passagers dans plusieurs aéroports américains le 11 septembre 2001 (elle les contrôle toujours, et pas seulement là-bas mais aussi en Europe, à Roissy notamment), il serait intéressant de dresser une liste de toutes les firmes similaires en activité dans les secteurs sensibles des grandes villes menacées. On pourrait ainsi - peut-être - avoir une idée de l'endroit où les tueurs israélicains vont assener leur prochain coup. Malheureusement, ce genre d'information est rarement disponible avant les attentats, et le journalisme d'investigation n'existe plus, ou alors il se cantonne à des secteurs tout à fait secondaires.

 

Les "sites islamistes" qui ont revendiqué les attentats étaient en réalité hébergés au Maryland et au Texas.

 

Voir les commentaires

Al-Qaïda est une fiction née à Washington/le mosad .cia et m16 manipules les groupes teroristes/DGSE infiltrait le GIA algérienne

 

 

 

LE TERRORISME

magazine allemand Der Spiegel :   Al-Qaïda est une fiction née à Washington,  

Israel a créer  une cellule locale d'Al-Qaïda"*

Comment le mosad .cia et m16 manipules les groupes teroristes

 madrid londre et liban et bomby victimes du terorisme des usa israel et anglais

Oncle Sam-ikaze   explique comment fonctionne un attentat-suicide

   

DGSE infiltrait le GIA algerienne

l.usa était teroiriser entre1817 et 1862

Mot "terrorisme"     remonte à la révolution française

- Origines - Causes - Remèdes ? -

"On a tort de penser que le terrorisme serait l'instrument des faibles. Comme la plupart des armes meurtrières, le terrorisme est surtout l'arme des puissants. Quand on prétend le contraire, c'est uniquement parce que les puissants contrôlent également les appareils idéologiques et culturels qui permettent que leur terreur passe pour autre chose que de la terreur."

(Noam Chomsky, dans son article Terrorisme, l'arme des puissants

paru en décembre 2001 dans le Monde Diplomatique)

 

 

"La guerre est le terrorisme des riches."

(Peter Ustinov)

 

 

"Le terrorisme moderne est le moyen par lequel les oligarchies mènent contre les peuples une guerre clandestine qu'il serait politiquement impossible de mener ouvertement...  Le terrorisme est intrinsèquement une activité contrôlée par une faction du gouvernement, agissant probablement sous l'influence de groupuscules financiers qui sont généralement l'ultime source d'autorité sur notre planète mondialisée."

 Webster G. Tarpley, dans La Terreur fabriquée   

 

 

"Ceux qui admettent que l'on peut avoir de bonnes raisons de faire la guerre doivent admettre pareillement que l'on peut en avoir aussi pour recourir au terrorisme. En fait, cette méthode n'est utilisée que par ceux qui n'ont pas d'autres moyens militaires à leur disposition, dès lors  'lutter contre le terrorisme' veut seulement dire museler les pauvres."

(Thierry Meyssan - Réseau Voltaire)

qaida wikipidia

Webster tarpley

 

 

 

 

Qu'est-ce que le terrorisme ?     Origines

 

Formes multiples - causes multiples  

Terrorisme groupusculaire     Légitimité     Manipulation     Déstabilisation

Terrorisme de droit commun     Terrorisme d'extrême droite aux USA     Terrorisme d'Etat

Confusion permanente     La bonne couleur     L'intolérable     Monopole de la violence

 

Quels remèdes ?     Le 11 septembre     Du réseau Al-Qaïda...

...au réseau Al-Bushaïda   :   Attentats-suicides ?     Terrorisme et pacifisme

 

Madrid 2004     Beyrouth 2005     Londres 2005     Autres attentats réels ou virtuels (2005-2008)

Bombay 2008     Encore des attentats "déjoués" (2008-2009)

 

Terrorisme, drogue, crime organisé...     et piraterie

 

La mise en garde d'un expert

 

QU'EST-CE QUE LE TERRORISME ?

 

Il est beaucoup question de terrorisme depuis la fin des années 1960, et plus encore depuis le 11 septembre 2001. Tout le monde en parle, tout le monde appelle à combattre ce fléau. Mais qu'est-ce au juste que le terrorisme ?

 

Les définitions ne manquent pas. Aux Nations-Unies, malgré des années de discussion en vue d'aboutir à une convention internationale, il n'a pas été possible de se mettre d'accord sur la signification de ce terme. Dire, comme le fait le Petit Larousse, qu'il s'agit de "l'ensemble des actes de violence commis par une organisation pour créer un climat d'insécurité ou renverser le gouvernement établi", c'est ne prendre en compte qu'une partie du problème.

 

Un des deux points de divergence au sein de l'ONU réside précisément dans la distinction à faire ou à ne pas faire entre organisations terroristes et mouvements de libération. L'autre a trait au terrorisme d'Etat, dont certains vont jusqu'à nier l'existence.

 

LES ORIGINES

 

La première utilisation du mot "terrorisme" - dans un sens assez différent de celui d'aujourd'hui - remonte à la révolution française, à Robespierre et à son régime de justice expéditive. C'est ce que le chef des Jacobins appelait lui-même "la terreur sans laquelle la vertu est impuissante", terreur à laquelle il finit lui aussi par succomber le 9 thermidor de l'an II. S'agissait-il de terrorisme d'Etat ou de violence exercée par un groupe politique sur un autre afin d'imposer un changement radical ? On en a longuement débattu, on pourrait en débattre encore. Le phénomène s'est reproduit plus d'un siècle plus tard avec la révolution russe de 1917, en s'amplifiant considérablement. La "terreur rouge", élevée au rang de vertu révolutionnaire en réponse à la "terreur blanche", a longtemps survécu à cette dernière.

 

Mais la terreur institutionnalisée de Robespierre ou de Staline - on en parle d'autant plus qu'eux-mêmes se sont vantés de la pratiquer - n'a pas été la première qu'ait connue l'histoire humaine. La crucifixion de milliers d'esclaves dans la Rome antique ou l'extermination de centaines de milliers d'Indiens d'Amérique sont antérieures. Il est vrai toutefois que ces excès passent rarement pour des actes de terrorisme. Pas plus que le massacre de 30.000 Parisiens, perpétré par les tueurs versaillais d'Adolphe Thiers en mai 1871, sous l'oeil bienveillant de l'occupant prussien.

 

En revanche, les assassinats individuels de rois, de princes, de présidents, d'hommes politiques, d'industriels ou de banquiers, tels qu'ils se pratiquent depuis le 19ème siècle, sont considérés comme terroristes.

 

Dès l'origine, il y a donc bien deux poids et deux mesures dans la manière d'appréhender cette question, à la fois pour ce qui est de la "couleur" du terrorisme (voir plus loin) que pour l'échelle à laquelle il se pratique (ce que le politologue américain Michael Parenti appelle "wholesale terrorism" et "retail terrorism" = terrorisme en gros ou au détail - ou comme l'a dit quelqu'un d'autre: "le terrorisme d'Etat est au terrorisme groupusculaire ce que la grande distribution est au petit commerce").

 

FORMES MULTIPLES - CAUSES MULTIPLES

 

Essayer de comprendre les causes du terrorisme, c'est avant tout tenter de cerner, dans toute leur complexité, les divers aspects du phénomène.

 

Terrorisme groupusculaire :

 

Si l'on en croit les enragés de l'après-11 septembre, le terrorisme serait le fait d'organisations radicales d'inspiration politique ou religieuse, jalouses de la liberté et du bien-être dont jouit la civilisation occidentale. Il y aurait sans doute beaucoup à dire sur cette fameuse "liberté", sur ce "bien-être" et sur cette "civilisation", mais c'est une autre affaire... Quoi qu'il en soit, la jalousie n'explique pas grand-chose. L'envieu convoite les biens d'autrui ou cherche à se les approprier par des moyens légaux ou illégaux, mais pourquoi irait-il les détruire ? C'est d'autant plus absurde que les chefs terroristes comme Oussama Ben Laden et quelques autres disposent eux-mêmes de plus de richesses et de liberté que la plupart des habitants de la planète.

 

De toute évidence, le monde musulman cultive d'autres valeurs que celles qui obnubilent l'Occident. Contrairement à nos pays, et quelle qu'en soit la raison, il est certain que "le cul et le fric" ne sont pas des sujets de conversation prioritaires dans l'univers islamique. Aussi anachronique que cela puisse paraître, principes et idéaux y ont encore un certain poids. Même si, hélas, la religion et l'obscurantisme qu'elle véhicule en constituent le centre.

 

Ceux qui, chez nous, s'insurgent à propos d'un foulard porté à l'école, d'un mouton égorgé selon la tradition musulmane ou d'un rite vaudou pratiqué dans un HLM de banlieue, devraient essayer d'imaginer l'état d'esprit de personnes contraintes de supporter l'intrusion incessante dans leur vie quotidienne de moeurs européennes ou américaines qu'elles trouvent pour le moins étranges, quand ce n'est pas franchement repoussantes ou décadentes. Notre société invoque sans cesse la liberté, mais il s'agit toujours de la "liberté" pour les autres de s'aligner sur nous. Il est évident que l'impérialisme culturel entraîne chez ceux qui en sont victimes frustration et révolte.

 

Une autre cause de révolte réside dans l'agression étrangère permanente à laquelle sont soumis certains peuples (occupation des territoires palestiniens, guerre contre l'Irak, interventions militaires multiples un peu partout dans le monde). L'impuissance face à la brutalité et à l'arrogance de l'agresseur conduit infailliblement à des actes de désespoir.

 

Le terrorisme est donc souvent - mais pas toujours - un signe de faiblesse qui se manifeste lorsque tous les autres moyens de lutte collective sont inexistants ou inefficaces. Il émane en général d'une organisation, aussi rudimentaire soit-elle, et n'est que rarement l'acte d'un individu isolé.

 

Quand, par exception, un homme seul frappe un grand coup, on crie aussitôt à la démence. C'est peut-être justifié lorsqu'un forcené tue au hasard les clients d'un restaurant. Mais si, comme à Zoug et à Nanterre, les morts sont des conseillers cantonaux ou municipaux, alors il vaut mieux se méfier du diagnostic. Dans un cas comme dans l'autre, les attentats portaient une griffe politique, même si personne n'a essayé de comprendre les vraies motivations de ces actes. Des élus - et seraient-ils locaux - qui prennent des décisions ruinant l'existence de leurs concitoyens, ont peut-être tort de croire qu'ils peuvent le faire en toute impunité.

 

Comme la frustration nationale et la frustration culturelle, la frustration sociale peut elle aussi déboucher sur une riposte violente.

 

 

Légitimité :

 

Le terme "terrorisme" ayant une valeur péjorative, plus personne ne s'en réclame. A chacun donc d'apprécier si une organisation doit être qualifiée de terroriste ou si, au contraire, il convient de la classer parmi les mouvements de libération, considérés eux comme tout à fait légitimes. (Dans son préambule, la Déclaration universelle des droits de l'homme de l'ONU reconnaît implicitement le droit "à la révolte contre la tyrannie et l'oppression".)

 

A cet égard, le comportement de la plupart des gouvernements est assez schizophrène. On voit des états issus d'une lutte de libération nationale refuser à d'autres ce pour quoi eux-mêmes se sont battus    suscitant ainsi une résistance qui revêt souvent l'aspect du terrorisme. Ailleurs, des pays qui refusent l'autonomie à certaines de leurs provinces s'érigent chez les autres en champions de la "liberté" (à commencer par la Grande-Bretagne et la France qui dénient à l'Irlande du Nord ou à la Corse ce qu'elles revendiquent pour la Tchétchénie ou le Tibet).

 

Dans un monde orwellien où les puissants prétendent agir au nom de la "démocratie" et des "droits de l'homme", où la mise en condition de la population est permanente, et où l'on peut faire croire n'importe quoi à n'importe qui, dès lors qu'on dispose des médias, l'histoire remet rarement les choses en place. Pour un Nelson Mandela réhabilité de toute accusation de terrorisme, combien d'autres conservent cette estampille infamante, à commencer par Yasser Arafat.

 

Dénigrer l'adversaire a toujours été de bon aloi, mais l'ère de la communication a fait de cette activité une arme idéologique de très gros calibre devant laquelle plus d'un groupe dissident a dû capituler. Les organisations clandestines sans accès aux outils modernes de persuasion de masse ne peuvent survivre que si elles jouissent par ailleurs d'une large assise populaire, comme par exemple l'IRA irlandaise ou l'ETA basque, pour ne citer qu'elles.

 

 

Manipulation :

 

Les gouvernements et leurs appareils ne se contentent pas de combattre la dissidence verbalement. Ils interviennent depuis longtemps sur le terrain, chez eux et à l'étranger : mise en place ou infiltration de groupes terroristes, préparation et organisation d'attentats, provocation, désinformation... Un des exemples les plus évidents et les plus "réussis" de manipulation est sans doute celui des Brigades rouges italiennes dans les années 1970-1980. Les services secrets italiens, épaulés par les Américains, réussirent alors à placer un de leurs hommes à la tête de l'organisation clandestine et purent ainsi télécommander diverses actions, dont l'enlèvement et l'assassinat d'Aldo Moro, un homme politique de droite jugé "dangereux", car partisan du "compromis historique" avec le parti communiste. Depuis, la tactique italienne a souvent été copiée un peu partout dans le monde. (Lire ici Types of Terrorism and 9/11 par George Pumphrey.)

 

Aux Pays-Bas, en 1970, le service de renseignement BVD alla même jusqu'à créer de toutes pièces un parti "marxiste-léniniste maoïste" (le MLPN) afin d'infiltrer les milieux "pro-chinois" que l'on croyait violents et manipulés par Pékin (en fait Mao se fichait éperdument des gauchistes hollandais). L'épisode du MLPN a été rendu public trente ans plus tard par un des responsables, mais parallèlement des douzaines d'autres cas similaires en Europe occidentale sont plus ou moins restés dans l'ombre.

 

Quand une bombe explose quelque part, qu'un avion est détourné ou s'écrase contre un gratte-ciel, on est donc parfaitement en droit de se poser la question: qui a vraiment fait le coup, à qui profite le crime ?... La question est pertinente, même lorsqu'une organisation revendique la paternité de l'attentat - et à plus forte raison quand ce n'est pas le cas.

 

Le dessous des cartes est rarement dévoilé au grand public. Avec l'aide de la presse, les responsables veillent à ce que rien ne transparaisse. Le journaliste digne de ce nom, celui pour qui l'investigation sérieuse et la mise en cause des idées toutes faites sont des objectifs permanents, est une espèce en voie de disparition.

 

Dans ces conditions, les services secrets peuvent se permettre d'exagérer à dessein l'importance d'organisations occultes existantes, organisations qu'ils ont parfois eux-mêmes contribué à créer (Al-Quaïda, par exemple); ou de "ressusciter" des groupes disparus depuis longtemps (Brigades rouges italiennes ou Sentier lumineux péruvien); ou encore de créer de toutes pièces une "nouvelle génération" terroriste (RAF allemande). Américains et Israéliens sont sans doute les plus actifs et les plus imaginatifs en matière de manipulation, même si leurs trouvailles sont souvent cousues de fil blanc.

 

A titre d'exemple, lire ici deux articles de Joe Vialls sur les attentats de Bali (octobre 2002) et du Kenya (novembre 2002). La procédure employée un an plus tard à Istanbul n'est pas très différente (traduction d'un article paru dans le journal turc Yeni Safak à propos du rôle joué par les services secrets américains, britanniques et israéliens dans la manipulation des groupuscules terroristes islamistes et dans les attentats "antisémites" perpétrés dans cette ville). Depuis le 11 septembre, cette forme de manipulation tend à devenir systématique.

 

Fin 2002, on apprend aussi que le Shinbet (police secrète israélienne) recrute des Palestiniens afin de former une "cellule locale d'Al-Qaïda"*. Rien de bien nouveau dans cette démarche, quand on sait que les services de l'Etat juif ont toujours manipulé les islamistes. Vingt ans plus tôt, Menahem Begin (tueur de l'Irgoun devenu premier ministre du Likoud) soutenait et encourageait la création du Hamas palestinien, dans le seul but d'affaiblir Arafat et les forces de gauche de l'OLP. A Tel Aviv comme à Washington, les gouvernants adorent jouer avec le feu, quitte à pousser des cris lorsque leurs créatures s'émancipent.

 

* Un an plus tard, le journal israélien Ha'aretz évoque une affaire similaire et donne des détails.

 

Voici quelques précisions sur les méthodes utilisées par le Mossad pour infiltrer et utiliser à son profit les cercles terroristes.

 

Guerre d'Irak : Qui est derrière l'enlèvement de Georges Malbrunot et de Christian Chesnot ?  Dans cet article, Gilles Munier évoque le noyautage et la manipulation des organisations clandestines irakiennes par les services étrangers. Munier conseille à la résistance de "faire le ménage dans ses rangs". C'est sans doute plus vite dit que fait.*

 . Cet argument, que l'on peut lire tel quel d'un bout à l'autre de notre presse, semble pour une bonne part relever de l'intox. On passe généralement sous silence le fait que les services occidentaux font preuve d'une étonnante mansuétude vis-à-vis des véritables terroristes. Depuis des années, les maîtres du monde et leurs assistants européens s'efforcent de renverser le régime algérien (pétrole) et n'ont aucun scrupule à utiliser les égorgeurs islamistes pour parvenir à leurs fins, comme ils l'ont fait dans d'autres pays, à commencer par l'Afghanistan. Corruption aidant, ces égorgeurs ont eux-même infiltré l'appareil d'Etat algérien,  

 

Terrorisme en Algérie - Quand la DGSE infiltrait le GIA - un lecteur attire notre attention sur un cas concret de manipulation du terrorisme algérien par les services secrets français (Omar Nasiri/Saïd al-Majda a écrit un livre-choc à ce sujet).

 

Finalement, une des causes du retail terrorism réside dans la subversion par le haut (ou de l'extérieur), telle que la pratiquent certains gouvernements au nom de la lutte contre le terrorisme.

 

 

Déstabilisation :

 

Mais l'intervention plus ou moins discrète de puissances étrangères dans des conflits locaux dépasse souvent le cadre de la simple manipulation. Le cas de l'Afghanistan dans les années 1980 est à la fois bien connu et très classique. L'exemple cambodgien l'est peut-être moins.

 

En 1975, avec la défaite américaine au Viêt-Nam, la guerilla cambodgienne accéda elle aussi au pouvoir. Mais à l'inverse des partisans vietnamiens, les soi-disant Khmers rouges, sous la conduite de Pol-Pot, instaurèrent dans leur pays un incroyable régime de terreur qui coûta la vie à un quart de la population. Les mesures les plus radicales jamais appliquées par une "révolution" (évacuation totale des villes, suppression du commerce, des échanges et de la monnaie, généralisation du travail forcé, abolition des liens familiaux, extinction de toute forme de vie culturelle, etc.) eurent des effets plus dévastateurs encore que des années de bombardements américains et conduisirent en un temps record à la ruine complète du pays. Par une étrange aberration, ce régime terroriste put se maintenir au pouvoir pendant plus de quatre ans grâce au soutien conjugué de la Chine et des Etats-Unis. Cette alliance contre nature, annonciatrice de la réconciliation des deux grands pays jusqu'alors ennemis, n'avait en fait d'autre but que de nuire à un adversaire commun: le Viêt-Nam, allié de l'URSS. Après que les Vietnamiens aient chassé les tueurs de Pol-Pot de Phnom-Penh (où ils étaient revenus) et les aient contraints à se réfugier dans la jungle, le soutien sino-américain aux massacreurs khmers (aide financière et diplomatique, livraisons d'armes) se poursuivit durant une bonne décennie.

 

Autre exemple de soutien - plus discret il est vrai - accordé par des grandes puissances à des groupes terroristes dans le but de déstabiliser un régime honni : l'Algérie. Les tueurs du FIS et du GIA jouissent en Europe occidentale, principalement en Grande-Bretagne, mais aussi en France, d'une assez large liberté de mouvement (voir plus haut). La déstabilisation du régime algérien s'effectue également par le biais d'une "opposition démocratique" ouvertement soutenue par Paris et les autres capitales européennes où, de toute évidence, on éprouve peu de scrupules à jouer les apprentis sorciers.

 

La Tunisie, elle aussi, est assez souvent l'objet de campagnes occidentales dénonçant ses "déficits démocratiques", de même que le Zimbabwe, dont le gouvernement, après vingt ans d'indépendance, ose s'attaquer aux séquelles les plus voyantes du colonialisme britannique. Le Maroc, par contre, est toujours présenté comme un modèle du genre, malgré la terreur permanente qui frappe toute forme de dissidence, malgré les assassinats et les emprisonnements arbitraires, malgré l'occupation illégale du Sahara Occidental.

 

En 2002, le Venezuela fournit le meilleur exemple de déstabilisation d'un gouvernement démocratique ne se pliant pas aux exigences de Washington : putsch avorté, actes de sabotage, "grève" organisée et financée par le patronat, les syndicats jaunes et l'ambassade des USA, revendication de nouvelles élections "libres" (sur le modèle des élections américaines de novembre 2000 ?), manifestants payés défilant dans les rues de la capitale pour les besoins des télévisions occidentales (pancartes en anglais). L'immense soutien populaire au président élu est totalement passé sous silence par la presse et la télévision locales (à 95 % aux mains des partisans du putsch) et par la quasi-totalité des médias étrangers... Tous ces ingrédients rappellent étrangement le Chili de 1973, peu avant le coup de force fasciste de Pinochet et l'assassinat du président Salvador Allende. (Lire ici deux articles de Maurice Lemoine du Monde Diplomatique: Déstabilisation au Venezuela et Hugo Chávez sauvé par le peuple.)

 

Les offensives de déstabilisation ne font pas toujours intervenir d'emblée des éléments terroristes, mais si les résultats souhaités ne se manifestent pas très rapidement, leur mise en oeuvre ne saurait tarder.

 

Pour ce qui est du Caucase, la chose est en cours depuis une quinzaine d'années, contre l'URSS d'abord, contre la Russie ensuite. En Tchétchénie, l'infiltration étrangère, soutenue et organisée idéologiquement, financièrement et militairement par l'Arabie Saoudite, les Etats-Unis et certains de leurs nouveaux alliés de la région (Géorgie) est censée produire les mêmes effets que dans l'Afghanistan des années 1970-80.

 

A court terme, le conflit tchétchène constitue le moyen de pression numéro un pour obtenir l'alignement russe sur les positions américaines. A plus longue échéance, la déstabilisation du Caucase et d'autres régions devrait être le prélude à un remodèlement géopolitique de l'Asie au détriment de la Russie et de la Chine, qui restent à ce jour deux obstacles potentiels majeurs sur la voie de l'univers mondialisé.

 

Lorsque, comme en Tchétchénie, ou encore en Yougoslavie (années 90) ou au Nicaragua (années 80), la déstabilisation dégénère en agression extérieure, on quitte alors tout à fait le domaine du retail terrorism.

 

Sur les méthodes utilisées par la CIA pendant la guerre froide : Stay-Behind - un article du Réseau Voltaire.

 

Al-Qu'eda or Al-a'diversion ?  par William Bowles, Global Research, Canada.

 

Les attentats de Londres sont à coup sûr le résultat d'une "opération hybride" faisant intervenir à la fois les services secrets (pour le choix des cibles, la préparation, l'assistance technique et le financement) et des groupes islamistes infiltrés ou créés de toutes pièces (pour la "main-d'oeuvre", les "colis" à transporter, les "traces" et autres "pistes" que révèlera "l'enquête" policière).

 

En pareil cas, si les services secrets font bien leur "travail" (on peut leur faire confiance), les fantassins du terrorisme ne s'aperçoivent pas qu'ils sont manipulés et croient agir pour la "bonne cause". A la limite, ils n'ont même pas conscience "d'agir". Ils prennent le métro comme chaque matin, avec leur petit sac à dos, sans savoir ce qu'il contient, tout simplement parce que "Mr. Ali" leur a demandé de le faire et qu'il faut bien rendre service. Et puis, au moment décisif, Ali est tout près d'eux sans qu'ils le sachent. Il reste sur le quai du métro tandis la rame disparaît dans le tunnel. Quelques secondes plus tard il appuie sur le bouton, et voilà que les "kamikazes" qui s'ignorent ont "frappé" pour le compte "d'Al-Qaïda". Ali (Chaïm de son vrai nom) peut faire son rapport et sera félicité par ses chefs - et peut-être même par le ministre. Voilà de l'avancement en perspective.

 

Cette façon de procéder peut varier selon les circonstances, le principe lui-même reste constant - lire ici ce que disait l'ancien ministre allemand Andreas von Bülow en janvier 2002 à propos des attentats du 11 septembre.

 

N'oublions pas que la devise du Mossad israélien est "By way of deception", c'est-à-dire par la ruse, par la tromperie. (Il est vrai que ces gens sont à la fois fiers de tromper le monde et "profondément indignés" lorsque quelqu'un - par définition un "antisémite" - ose venir le rappeler.)

 

Comme le fait remarquer Sacha Sher, historien et sociologue, sur son blog Ne plus faire fausse route, les informations les plus contradictoires s'entremêlent à propos de ces attentats. Ainsi, par exemple, huit jours après les explosions, alors que 42 des victimes n'étaient pas encore identifiées, on connaissait déjà les noms et adresses de tous les porteurs de bombes. Le hasard fait vraiment bien les choses.

 

Autre "coïncidence", signalée ici par le Réseau Voltaire : "Le 7 juillet 2005, Visor Consultants, une société spécialisée dans la 'gestion de crise', organisait un important exercice de simulation d'attentats terroristes, au même moment et au mêmes endroits que les véritables attentats, ce qui n'est pas sans rappeler les simulations qui ont permis aux auteurs des attentats du 11 septembre 2001 à New York et Washington de neutraliser les procédures de sécurité du contrôle aérien." Les "terroristes musulmans" participaient-ils à ces "grandes manoeuvres", s'interroge Sacha Sher, leur avait-on fait croire qu'ils transportaient de faux explosifs que les agents de sécurité étaient censés trouver ?  On ne le saura sans doute jamais, mais la thèse est assez plausible...

 

Voulait-on, avec ces attaques terroristes, se donner un prétexte pour intervenir plus vite contre l'Iran ?  Le 31 mai, quelques semaines avant les attentats, George Galloway, député britannique indépendant, opposé à la guerre de Bush-Blair-Sharon, avait déclaré dans le "show radiophonique" d'Alex Jones, aux Etats-Unis : "Je suis persuadé que l'opinion publique est tout à fait en mesure d'empêcher une nouvelle agression comme celle qui se prépare contre l'Iran - à moins qu'un attentat terroriste organisé par le complexe militaro-industriel et imputé aux dirigeants de Téhéran, ne vienne tout changer." (Malheureusement, le 7 juillet, au Parlement de Londres, Galloway oublie ce qu'il a dit précédemment et accuse Al-Qaïda.)

 

Le journaliste américain Wayne Madsen, de son côté, écrit le 8 juillet : "Si, par hasard, on devait découvrir que du RDX/C4 a été utilisé dans les attentats, l'appareil de propagande des néo-cons pourrait rapidement passer de la piste Al-Qaïda à la piste iranienne, arguant que Téhéran dispose de très grandes quantités de cet explosif."  L'avenir dira ce qu'il en est...

 

En attendant, dans les jours qui suivent les attentats, les attaques contre les musulmans se multiplient un peu partout en Grande-Bretagne. On signale même plusieurs incendies de mosquées.

 

Le 11 juillet, il se trouve que la caste politico-médiatique "célèbre" le dixième anniversaire du "massacre" de Srebrenica, en Bosnie. Comme l'écrit à juste titre le journaliste allemand Jürgen Elsässer à cette occasion (dans le quotidien junge Welt) : "La presse a atteint un tel niveau de schizophrénie que le public est depuis longtemps incapable d'y voir clair. D'un côté (Srebrenica), on présente les musulmans comme des victimes par excellence ; de l'autre (attentats de Londres), ils sont tous classés dans la catégorie des 'natural born killers'. On offre simultanément au lecteur deux images totalement contradictoires de l'Islam : ici, cible innocente d'un 'fascisme' serbe particulièrement brutal ; là, source monstrueuse d'un 'fascisme' aussi brutal, voire plus brutal encore : 'l'islamo-fascisme'. Certains éditorialistes demandent même en toute innocence que l'on applique aux musulmans des mesures d'épuration ethnique semblables à celles dont se seraient rendus coupables les 'chefs serbes' de Bosnie Radovan Karadzic et Ratko Mladic. Une société islamique parallèle ne saurait être tolérée..."

 

 

Comme les attentats de Madrid, et comme tous les précédents, ceux de Londres obéissent à la fois à des objectifs internationaux et à des considérations locales. Au niveau purement britannique, ils ont pour but de consolider le pouvoir de Tony Blair, affaibli par les scandales* (malgré sa réélection**), de faciliter le renforcement du fichage systématique et de la surveillance policière dans le pays, et de désamorcer le mouvement pacifiste.

 

* Notamment l'affaire du Downing Street Memo. Le locataire du 10 Downing Street y exposait, en 2002, la nécessité pour son gouvernement de fabriquer une justification "légale" à l'invasion de l'Irak.

 

** En mai 2005, grâce au système électoral majoritaire à un tour, les travaillistes de Tony Blair (Labour) obtiennent 36 % des voix (contre 33 % pour les conservateurs et 23 % pour les libéraux-démocrates), mais raflent néanmoins 57 % des sièges. Si l'on considère qu'il y a eu 40 % d'abstentions, on voit que Blair n'est soutenu que par 22 % des Britanniques - et encore, beaucoup d'électeurs travaillistes n'ont pas voté "pour Blair" mais pour leur député du Labour. L'écrasante majorité de la population est contre la guerre et pour le retrait des troupes.

 

Pour ce qui est de la date des attentats, on ne peut s'empêcher de remarquer que le timing était presque parfait. Si les explosions s'étaient produites fin avril ou début mai, Blair aurait sans doute subi le sort de son collègue Aznar, et la ville de Londres n'aurait pas été choisie pour organiser les Jeux Olympiques de 2012, la décision étant tombée la veille des attentats. On peut seulement se demander pourquoi on n'a pas laissé aux Londoniens le temps de fêter leur victoire. Le Mossad voulait-il "prouver" que les islamistes sont sans pitié ?...

 

21 juillet - les docteurs de l'ordre nouveau soumettent la population anglaise à une vaccination de rappel contre le syndrome de l'oubli : quatre pétards explosent dans les transports en commun de la capitale. Par manque d'imagination ou pour frapper les esprits, on a encore une fois pris pour cible trois stations de métro et un autobus. La presse nous explique que, cette fois, les quatre "bombes humaines" ont raté leur coup. C'est comme ça dans le monde du terrorisme suicidaire : ou bien ça marche à 100 %, ou bien ça foire complètement...  Mais pour rendre service aux "enquêteurs", les "kamikazes" ont quand même laissé plein de traces partout. Scotland Yard les remercie...

 

Le lendemain, pour montrer qu'elle ne reste pas les bras croisés, la police britannique assassine en plein jour, de sept balles dans la tête à bout portant, un jeune Brésilien "suspect" qui "donnait l'impression" de transporter une bombe.* En fait, il n'avait pas de bombe sur lui, mais comme on l'avait pris pour un Pakistanais, il était bel et bien suspect. Le maire de Londres, Ken Livingstone, approuve et justifie cet acte de terrorisme d'Etat - et pourtant, il y a quelques jours, il était encore pacifiste.

 

Les commanditaires de la terreur ont d'ores et déjà atteint un de leurs objectifs : le mouvement anti-guerre anglais tourne à vide.

 

* Les tueurs - en civil - font partie de "l'unité d'élite" SO 19 de la London Metropolitan Police. Ils ont été "formés" en Israël par l'INP (Israel National Police) et le Shin Beth. On voit qu'ils ont bien appris leur leçon. Lire ici à ce sujet un article de Michel Chossudovsky.

 

 

Une des caractéristiques du terrorisme actuel, c'est que personne n'a vraiment le temps d'analyser les incohérences de la désinformation officielle. A peine commence-t-on à se pencher sur un des attentats, que le suivant lui enlève déjà toute actualité. C'est ainsi que le 22 juillet, à Charm-el-Cheikh, en Egypte, plusieurs explosions tuent près de 90 personnes.

 

Les organisateurs du terrorisme-spectacle veulent que le public cesse de se poser les "mauvaises" questions. En multipliant les vraies attaques, les fausses alertes, les razzias style Gestapo et les arrestations arbitraires suivies d'"aveux", ils ne lui laissent plus aucun répit. La terreur omniprésente a aussi pour but d'étouffer la réflexion, le doute et la critique.

 

 

En 1988, Guy Debord écrivait dans ses Commentaires sur la Société du spectacle : "Cette démocratie si parfaite fabrique elle même son inconcevable ennemi, le terrorisme. Elle veut en effet, être jugée sur ses ennemis plutôt que sur ses résultats. L'histoire du terrorisme est écrite par l'État ; elle est donc éducative. Les populations spectatrices ne peuvent certes pas tout savoir du terrorisme, mais elles peuvent toujours en savoir assez pour être persuadées que, par rapport à ce terrorisme, tout le reste devra leur sembler plutôt acceptable, en tout cas plus rationnel et plus démocratique."

 

Depuis 1988, le terrorisme fabriqué par la "démocratie" s'est développé à la vitesse grand V. Il serait intéressant de savoir quel jugement Guy Debord, qui nous a quittés en 1994, porterait sur la situation actuelle s'il revenait aujourd'hui.

 

Autres attentats réels ou virtuels (2005-2008) :

 

Un peu plus tard, en octobre-novembre 2005, il y a de nouveaux attentats à Bali, puis d'autres encore à Trinidad et en Jordanie. Et comme toujours, "Al-Qaïda revendique" tandis que les pistes réelles mènent vers l'Etat terroriste juif.

 

L'attaque de Bali ressemble étrangement à celle de 2002. A Port-of-Spain, la police locale arrête un comploteur russo-israélien aux identités multiples, spécialisé dans le vol de passeports et de cartes de séjour (indispensables pour détourner l'attention vers "les islamistes"). Il semblerait en outre que l'homme soit au coeur d'un complot visant le Venezuela tout proche.

 

A Amman, bien que les hôtels touchés soient habituellement fréquentés par des Israéliens, pas de ressortissants de ce pays parmi les victimes : on les avait avertis à temps.

 

On a l'impression que toutes ces "activités" ne sont que le prélude à des attaques beaucoup plus importantes, destinées à "punir" les pays occidentaux réticents vis-à-vis de la politique de Washington et à briser les dernières velléités de résistance au sein de la population. Qui sera la prochaine cible ? L'Allemagne ? La France ?...

 

Le journaliste américain Wayne Madsen pense d'ailleurs que les "émeutes" nocturnes qui secouent les banlieues françaises en 2005 ne sont pas fortuites. Spontanées au départ, et déclenchées par la mort de deux adolescents suite à une action policière, les réactions de violence sont un peu trop systématiques, un peu trop organisées, pour être purement naturelles. Quelle aubaine pour Sarkozy (ministre de l'Intérieur "issu de l'immigration", pour employer son langage) et pour la racaille à ses ordres.

 

Le 11 juillet 2006, un jour avant le début de l'agression israélienne au Liban, une série d'attentats à Bombay fait plus de 200 morts. Ces attentats, qui rappellent ceux de Londres un an plus tôt (explosions simultanées dans plusieurs trains) n'ont aucun rapport avec le conflit du Cachemire, mais s'incrivent dans la stratégie terroriste israélo-américaine de la guerre globale (en pentagonais moderne : "guerre au terrorisme"). Les relations indo-israéliennes, dont on n'entend jamais parler ici, sont en effet excellentes - ce qui signifie en clair que le gouvernement de La Nouvelle-Delhi se plie inconditionnellement aux exigences du lobby sioniste. Il y a quelque temps, les autorités indiennes ont même interdit dans tout le pays les chaînes de télévision arabes, y compris dans les grands hôtels (où le touriste arabophone est désormais contraint de consommer l'habituelle propagande insipide diffusée par la BBC et CNN*, propagande d'ailleurs reprise par les chaînes locales).

 

Le 11 août 2006, pour détourner l'attention des crimes de guerre israéliens au Liban et faire oublier les difficultés rencontrées au sol par l'armée d'invasion, les maîtres du monde mettent en scène, à Londres, un nouveau méga-spectacle anti-alqaïdesque. Vingt terroristes qui voulaient placer vingt bombes dans vingt avions en partance pour les USA sont arrêtés à temps par vingt équipes de Scotland Yard. Depuis le 11 septembre, 20 est un nombre magique (voir les 19 de la "bande à Atta" + Moussaoui). Note attribuée à ce happening : 20 sur 20.

 

* Suite au "complot islamiste" du 11/8, on a pu voir sur CNN un Juif sioniste israélien (Wolf Blitzer, chef de "l'information" de la chaîne) interviewer un autre Juif sioniste israélien (Michael Chertoff, chef de la Homeland "Security" des Etats-Unis) à propos des "dangers du terrorisme musulman" : objectivité garantie. Quelques minutes plus tard, le même Wolf Blitzer s'entretenait avec Joe Lieberman, Juif sioniste américain et belliciste notoire, battu aux élections primaires démocrates du Connecticut (grâce à la fraude électronique, il sera "élu" comme "indépendant" en novembre). Dans la foulée, c'est une certaine Epi Lepsi ou Pipi Livni, Juive sioniste israélienne et ministre des Affaires étrangères de l'Etat terroriste de Tel Aviv, que Blitzer interrogeait en direct sur le "blitzkrieg" libanais raté.  Qui peut encore nier que CNN est une arme de guerre totalement aux mains des sionistes ?...

 

En guise de confirmation, quelques mois plus tard, le Juif sioniste Wolf Blitzer anime un "débat" politique auquel participent trois autres Juifs sionistes (David Frum, auteur des discours "présidentiels" ; Michael Rubin, de l'AEI, un think tank pro-israélien ; Ken Adelman, un ancien du Pentagone). CNN pourrait aussi bien s'appeler NCNN (Neo-Con News Network) ou ZNN (Zionist News Network) - ce qui serait infiniment plus honnête.

 

Complot terroriste au Royaume-Uni : que se passe-t-il vraiment ?  par Craig Murray, ancien ambassadeur britannique en Ouzbékistan.

 

Hystérie collective et manipulation des opinions publiques en pleins bombardements du Liban :  Terrorisme fictif, guerre réelle  par le journaliste allemand Jürgen Elsässer.

 

Quelques jours après le "complot" londonien "éventé de justesse", une affaire similaire éclate en Allemagne. Mais cette fois, ce sont des trains que les "terroristes" ont voulu frapper, en y déposant des bombes à retardement. Le "complot déjoué" est lui même à retardement. En effet, alors que les "bagages suspects" ont été découverts le 31 juillet, à Coblence et à Dortmund, la "bombe" médiatique n'éclate vraiment que deux semaines plus tard. Un des coupables, trahi par une caméra de surveillance, est un Libanais. Bien sûr on aurait pu prendre un Palestinien, mais un Libanais, cela prouve qu'on colle de près à l'actualité. La prochaine fois, on choisira un Syrien ou un Iranien, ou les deux.

 

S'inspirant de ses "prédécesseurs" du 11 septembre, le "terroriste libanais" prend bien soin de déposer dans la "valise piégée" des documents en arabe, des emballages de produits achetés au Liban et même un numéro de téléphone de Beyrouth.

 

Comme l'affaire de Londres, celle de Coblence déclenche l'hystérie générale. On ferme des gares (Hambourg, Kiel) pendant plusieurs heures, on chamboule les horaires des trains, on décide de généraliser l'observation vidéo et de renforcer le fichage et le flicage des citoyens. On ne peut pas encore annuler ou détourner les vols internationaux - pour le moment, seuls les USA et leur poulain anglais ont le droit de le faire. Mais on a réussi à instaurer un peu plus le règne de la peur et de l'arabo-islamophobie, comme le voulaient les manipulateurs de l'axe israélo-américain.

 

Le torchon Bild-Zeitung, numéro un de la presse de caniveau et farouchement pro-sioniste,* mène la danse infernale. Il va même jusqu'à "découvrir" une "lettre de revendication du Hezbollah" - vous voyez bien qu'Israël avait raison de bombarder le Liban.

 

* Le contrat de travail des rédacteurs du groupe Springer (dont Bild fait partie) comporte une clause d'allégeance à l'Etat juif.

 

Début février 2007, les services anglais "déjouent à temps" un nouveau "complot" à Birmingham. Cette fois, les "islamistes" projetaient de "kidnapper" un soldat musulman britannique pour le "décapiter". Vraiment très original...

 

Avril 2007 : pour fêter l'ouverture de sa 100ème succursale - Al-Qaïda Maghreb ® - l'organisation "islamo-terroriste" la plus performante du siècle organise un "feu d'artifice" en Algérie. Quatre attentats simultanés font une trentaine de morts.

 

Fin juin-début juillet 2007 : le criminel de guerre Tony Blair quitte le 10 Downing Street pour se consacrer au "processus de paix au Moyent-Orient". Afin que la population britannique n'aille pas imaginer que tout va aller mieux sans lui, les maîtres du monde réactivent la menace terroriste. Résumé de ce nouvel épisode : des attentats manqués à Londres et à Glasgow, l'alerte rouge dans tout le pays, des suspects islamistes comme s'il en pleuvait, Al-Qaïda est dans le coup, les Israéliens l'ont confirmé. Soyez extrêmement vigilants mais ne changez rien à vos habitudes. Soyez terrorisés mais gardez votre calme. L'Etat policier est là pour vous protéger. Evitez d'être présents quand il y aura des bavures...

 

 

Septembre 2007 : deux attentats réels en Algérie (plus de 50 morts), un attentat "déjoué" en Allemagne. Trois mois après, deux nouveaux attentats à Alger (76 morts), etc. etc..

 

Un an plus tard, attentat extrêmement louche à Islamabad, au Pakistan.

 

 

Bombay (2008) :

 

Fin novembre 2008, des attaques simultanées lancées contre deux grands hôtels, un restaurant, une gare et un centre juif de la capitale économique indienne, font près de 200 morts et donnent lieu à trois jours d'affrontements entre terroristes et forces spéciales. Les médias sont unanimes à dénoncer "les islamistes" et prétendent que les assaillants étaient tous pakistanais. Etant donné que les membres du commando sont morts (à l'exception d'un seul survivant), la chose est invérifiable.

 

On ne serait pas étonné d'apprendre que le groupe terroriste responsable de ces attaques a été créé pour les besoins de la cause par les services américano-israéliens. C'est un scénario désormais classique : on recrute des combattants musulmans, jeunes et politiquement inexpérimentés, pour une action "djihadiste" à l'étranger, on les entraîne, on les arme, on les amène à pied d'oeuvre, et une fois l'opération terminée, on les liquide sur place.

 

Chacun sait que le Mossad est chez lui en Inde, avec ses "hommes d'affaires" et ses "conseillers en sécurité", tout comme il est chez lui aux USA, en Europe et ailleurs. Le fait que cinq Israéliens aient été tués (sacrifiés) à cette occasion ne fait que renforcer la position des criminels sionistes ; ce n'est pas la première fois qu'ils tuent (ou font tuer) leurs propres gens. Depuis longtemps déjà, leur objectif avoué est d'étendre la guerre américaine à l'ensemble du Pakistan (et pas seulement à la région qui jouxte l'Afghanistan). Les attentats de Bombay sont peut-être le prétexte permettant d'intervenir ouvertement (avant ou après l'installation d'Obama à la Maison Blanche, en janvier 2009).

 

Lire sur le site de Pakistan Daily : The International Backers of the Mumbai Attacks

 

 

Encore des attentats "déjoués" (2008-2009) :

 

Décembre 2008 - Attentat "déjoué" au Printemps de Paris : "Les Services Secrets de Sarko ont posé une bombe désamorcée dans un grand magasin de Paris pour justifier l'envoi de militaires français en Afghanistan et SURTOUT pour justifier une répression accrue, pour justifier des flics et des militaires partout qui fouillent tout le monde sans que personne ne râle, pour interdire les rassemblements (comme les manifs contestataires par exemple). Le but essentiel de ce spectacle de terrorisme mis en scène par l'Etat est bien sûr de contrer la contestation montante, chez les lycéens et les étudiants notamment, mais pas seulement. Le but du terrorisme d'Etat est en particulier de paralyser les gens par la peur, de faire en sorte qu'ils se disent : Soit avec l'Etat, soit avec les terroristes. Seul l'Etat peut nous défendre contre les terroristes. Ne mettons pas de bâtons dans les roues de l'Etat, cessons d'en dire du mal, cessons de faire grève, etc..." ("do" - http://mai68.org/)

 

Mai 2009 : le régime Obama - ô combien différent du précédent - réussit, pour la première fois, à "empêcher" des attentats planifiés par d'abominables islamistes. Objectifs des terroristes affiliés à "Al-Qaïda" : une synagogue et un centre communautaire juif de New York, ainsi que plusieurs avions militaires (que ces antisémites antiaméricains haineux voulaient détruire à l'aide de missiles sol-air). Rien de bien nouveau, en somme. On voit que les scénaristes d'Hollywood, qui travaillent également pour le gouvernement US, commencent à être à court d'idées. Pour faire plus dramatique, ils auraient pu au moins prévoir un tunnel clandestin creusé par la Corée du Nord entre le Sud-Liban et le Bronx, afin d'acheminer des armes du Hezbollah fabriquées en Iran. Tant pis, ce sera pour la prochaine fois...

 

TERRORISME, DROGUE, CRIME ORGANISÉ

 

L'exploitation, la manipulation et le gonflement démesuré d'un phénomène relativement modeste et limité au départ, pour en faire une gigantesque menace universelle contre laquelle il faut réagir en priorité, voilà ce qui caractérise le terrorisme d'aujourd'hui.

 

Mais bien avant que ce fléau n'occupe le devant de la scène, les méthodes utilisées pour le créer et le "combattre" étaient déjà courantes dans les prétendues guerres menées un peu partout dans le monde contre la drogue et le crime organisé.

 

A propos du rôle des grandes puissances - des Etats-Unis en particulier - dans le déferlement de la drogue, lire ici l'analyse de Robert Delanne.

 

Alors que jusque dans les années 1960, la consommation de drogue, dans les pays occidentaux, était un luxe réservé aux classes aisées (les pauvres "se droguaient" à l'alcool), une formidable explosion accompagnée d'une "démocratisation" a depuis lors secoué le monde.

 

Au cours des quarante dernières années, les services américains ont joué un rôle capital dans la naissance et le développement de ce cataclysme. Tandis que dans les pays producteurs (Asie du Sud-Est, Asie centrale, Amérique du Sud), le trafic encouragé, stimulé ou organisé par la CIA* permettait et permet encore le financement occulte de la subversion locale, dans les ghettos de l'Occident, les drogues dures ne tuaient pas seulement les consommateurs, elles tuaient aussi dans l'oeuf toute tentative de contestation politique. On faisait de la sorte d'une pierre deux coups. (Dans les années 1970, les autorités ont ainsi pu détruire le mouvement noir des Black Panthers et l'American Indian Movement des Améridiens.)

 

* Comme le rappelle le journaliste Romain Migus, "le plus grand producteur de cocaïne, en 2007, est la Colombie avec 62 % de la production mondiale, le plus grand producteur d'opium au monde est l'Afghanistan, qui concentre 92 % de la production. Ces deux pays comptent sur une présence massive de l'armée des Etats-unis sur leur territoire."  Il est bien évident que l'US Army a pour rôle de protéger les producteurs et les gros trafiquants de drogue et de permettre aux services américains (CIA, DEA) d'accomplir leur sale besogne.

 

Dans le cas du grand banditisme, la responsabilité de l'Etat et des cercles dirigeants est plus ancienne encore. Si les petits truands ont toujours su agir de manière plus ou moins indépendante, les organisations criminelles de quelque envergure ne peuvent exister et prospérer sans la complicité du pouvoir politique et de l'oligarchie. Dans certaines circonstances, le gangstérisme peut d'ailleurs déboucher sur le terrorisme (voir plus haut).

 

Terrorisme, drogue et grande criminalité ne sont en fait que les trois volets d'un même triptyque. Ils ont besoin de la "liberté d'entreprise" pour se développer. Et sans eux, le système ne survivrait probablement pas. C'est pour cette raison qu'il les utilise chaque fois qu'il se sent menacé ou démasqué.

 

Ce que distingue cependant la "guerre au terrorisme" de celles mises en scène précédemment "contre la drogue" ou "contre le banditisme", c'est que ces dernières n'ont jamais comporté le risque de se transformer en guerre véritable - totale, mondiale, nucléaire. Et dans le cas de la "guerre antiterroriste", il ne s'agit probablement pas seulement d'un risque mais d'un calcul délibéré de la part des metteurs en scène.

 

 

Fin 2008, on commence à se demander s'il ne faut pas ajouter la piraterie maritime aux trois fléaux ci-dessus. Au large des côtes somaliennes, on ne compte plus les cas de détournements de navires et de prises d'otages. Explicables au début par la misère du pays, l'absence de véritable pouvoir d'Etat, la colère des habitants exaspérés par la pêche illégale étrangère dans les eaux territoriales et le déversement continuel de déchets industriels toxiques, les incidents prennent peu à peu une dimension surréaliste. Quand des gangsters locaux disposant d'armes et d'équipement ultrasophistiqués s'attaquent avec succès à des pétroliers de 200.000 tonnes, on est en droit de se poser des questions. Pour l'instant, les réponses satisfaisantes manquent encore.

 

Première tentative d'explication ("apolitique") : Somali pirates just pawns in a global business. Avec la crise, le commerce maritime est en recul, et le prix du transport par mer s'effondre. Mauvais pour les grandes compagnies. En encourageant la piraterie, elles peuvent stopper leurs pertes (primes de risque, itinéraires plus longs contournant l'Afrique). En cas d'incident, les assureurs paient de toute façon... et se rattrapent en augmentant les primes. Finalement tout le monde y trouve son compte, sauf le consommateur bien entendu.

 

Quelques réflexions sur la "piraterie" moderne : Une évolution délibérée au large des côtes somaliennes ?

 

Les pirates somaliens sont "teleguidés" depuis Londres par des équipes de "consultants" extrêmement bien informés.

 

 

LA MISE EN GARDE D'UN EXPERT :

 

Le 7 août 2005, le Washington Post publie une "enquête" sur "Les terroristes, l'Internet et la menace d'une attaque au bétaluminium". (Malheureusement l'article en ligne n'est pas accessible librement, mais on peut lire ici une réaction à ce texte.)

 

Si vous ignorez ce qu'est le "bétaluminium", ne vous inquiétez pas, vous n'êtes pas le seul. Personne ne semble avoir entendu ce mot avant le 7.8.05. Il est né de l'imagination fertile d'un expert* de la "guerre antiterroriste".

 

* Il s'agit d'un certain Evan Kohlmann, qui se dit "consultant en terrorisme international" - probablement parce que les terroristes de l'axe Washington-Tel Aviv le consultent de temps à autre. "Consultant en terrorisme", aux Etats-Unis, c'est un peu l'équivalent de "nouveau philosophe" en France. Kohlmann tire toute son "expertise" du fait qu'il est juif et sioniste et que le Washington Post est depuis longtemps aux mains de ces gens-là.

 

Si l'on en croit cet expert, le "bétaluminium" (au fait, pourquoi pas "bétalqaïdium" ?) est un poison dont les hommes de Ben Laden recommandent l'utilisation dans leur manuel intitulé The Mujahideen Poisons Handbook. Si vous ne trouvez pas cet ouvrage en librairie ou à la FNAC, pas grave, il est disponible en ligne. Où ça ?... Dieu seul le Washington Post seul le sait. Mais j'imagine que, pour des experts, ça ne doit pas être très difficile à trouver, car les "terroristes ont transformé le Web en base d'opérations", nous apprend le journal américain. Et une "base d'opérations", ça ne passe quand même pas inaperçu. Ça doit être quelque part entre les 700 millions de sites pédophiles et les 15 milliards de pages révisionno-négationnistes dont la presse nous parle tout le temps. En tout cas, les "islamistes" disposent d'une gigantesque bibliothèque informatisée et forment leurs adeptes à distance sans quitter leur caverne afghane où ils s'éclairent à la lampe à huile.

 

Mais revenons à nos poisons. Comment fabriquer du "bétaluminium" ?  Fastoche : tu prends du crottin de cheval, de la viande, des céréales et de l'eau,* tu mets le tout dans un récipient que tu rebouches hermétiquement. Terminé.

 

* Une ressemblance éventuelle avec la recette du "Big Mac" serait purement fortuite et ne saurait engager la responsabilité du Washington Post ou d'Evan Kohlmann.

 

Excellente recette, mais ce qui agace un peu, quand même, c'est que l'expert passe sous silence quelques détails essentiels (forcément, il ne veut pas faire le jeu des terroristes). Par exemple :  pour les proportions, est-ce que ça va avec un volume de chaque ?  Ou encore :  peut-on mettre de la bouse de vache quand on n'a pas de crottin ?  Et puis, quel genre de viande ?  Du porc ?  Si c'est pour empoisonner des infidèles, ça devrait aller...  Pour les céréales, d'accord, mais quoi comme céréales ?  Et quelle sorte d'eau : gazeuse ou plate ?  Combien de temps faut-il que ça reste fermé ?...  Doit-on agiter le flacon avant de s'en servir ?...  Non franchement, leur truc manque de précision...

 

Mais ce qui est sûr, au moins, c'est que cette recette explique l'étymologie du nom AL-QAQAÏDA.

 

Merci, le Washington Post, merci Kohlmann...

L'expert du mois :

 

Nom : Kohlmann, Evan

Profession : néo-con(sultant)

Signe particulier : se dope au bétaluminium

Coiffeur : à Guantánamo Bay depuis quatre ans

 

 

Mai 2007 :

Le Groupe Al-Qaïda International est heureux de vous présenter

son nouveau Directeur de la Communication,

le spécialiste israélicain Adam Pearlman

 

alias Adam Yehiye Gadahn (Gideon), alias Azzam al-Amriki,

alias Abu Suhayb, alias Yihya Majadin Adams

(pour les intimes : Al-Anfouari Ben Mossadi)

 

Pearlman est responsable de la production des vidéos du Groupe

(cassettes, DVD et CD-ROM en vente chez IntelCenter,

une entreprise agréée par le Pentagone)

 

________________________________________

 

Terry Jones (Monty Python) à propos de la "guerre au terrorisme" de George W. Bush : "Il est impossible de faire la guerre à un substantif abstrait : comment saura-t-on qu'on a gagné ? Quand le terme en question aura été supprimé du dictionnaire, peut-être ?..."

 

Comment la CIA mène la "guerre psychologique" par Michel Collon.

 

Un article de Réseau Voltaire à propos du rôle du terrorisme israélien dans les attentats "antisémites" des années 1990 en Argentine.

 

Le général Léonid Ivashov (chef d'état-major des armées russes le 11 septembre 2001) : Le terrorisme international n'existe pas (Réseau Voltaire).

 

Un entretien avec Youssef Aschkar : La "guerre contre le terrorisme" est une guerre contre les peuples (Réseau Voltaire).

 

Une excellente analyse publiée sur le site http://mai68.org : De l'intoxication sécuritaire à la dictature globale

 

Le rôle des Anglo-Américains dans l'apparition et le développement de l'islamisme : The Muslim Brotherhood - The Globalists' Secret Weapon

 

A propos d'une forme particulièrement virulente de terrorisme :

Farid Abboud  ambassadeur libanais aux Etats-Unis, répond à la chaîne américaine Fox News de Rupert Murdoch.

Voir les commentaires

<< < 10