Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

كتاب المعارك السرية بين مخابرات الثورة الجزائرية ومخابرات الاستعمار/عقلية الاستعمارمن خلال كتابه/صالح مختار

عقلية الاستعمار الفرنسي من خلال كتابه

كتاب من أجل قطعة أرض للسفاح بيجار يفضح فرنسا الاستعمارية

 

يقول الكولونيل بيجار في كتابه (Pour une parcelle de gloire) عندما استلم برقية نقله في يونيو 1956 قال: عندما وصلني الامر وانا بمدينة عنابة أن أتحرك ببفليقي إلى الجبال النما مشة، جمعت جنودي وقلت لهم: "أفهموني جيدا إنه في الجنوب في النمامشة هذه، يكون من الصعب علينا أن نلعب دور الأبطال، في مواجهة متمرد يقبل، المتمردين وموضع رهبة الشرق القسنطيني، المتواجدة في منطقة ذات جبال مسننة وعارية من الغابات، وذات هضاب مرتفعة بصخورها ووهادها، (أبواب جهنم) كما قالعنها الجنرال فانوكسيم (Vanuxem) جرداء صعبة مقطوعة، مملوءة بالمغارات والصخور حيث لا احد يتشجع على الاحتكاك بالمتمردين المخندقين في كهوف هذه المنطقة الرهيبة ..".

يصف تنقل فليقة إلى وادي الجديد سيرا على الاقدام حيث يحتاج كل جندي إلى خمسة ليترات من الماء يشربها سار كليو مترين تنقل له بواسطة الطائرات العمودية، حتى يباغت المجاهدين يقول:

ووصلت يوم 09 يونيو إلى منطقة الوادي ليلا فنمنا. وفي الساعة 23 ليلا سمعت صراخ إنذار: "الفلاقة يهاجموننا، وهم كثيرون، مسلحون جيدا، سمعناهم يثرثرون كما سمعنا صليات من مدفع رشاش تصفر، الظلام كان دامسا، لا نرى شيئا"، فأصدرت أمري: "لا تتحركوا، أبقوا في آمانكم، تجنبوا مفاجأة العدو" دام الهجوم ساعة ...

وركب بيجار الغزو فتصور ان اختلاسا لشبه النصر الذي حققه في معركة الجديدة هو قاعدة ثابتة، فطلب الاستقرار في جبال النمامشة وجاءت الموافقة ودفعة حماقته المشهور بها بين العسكريين الفرنسيين إلى تعقب الثوار لكن رصاصات البطل الأزهر شريط أو قناصية التي لا تخطئ هدفها انتقمت لمعركة الجديدة بعد ستة أيام من وقوعها، فنفذت، إحدهما بسنتمتر واحد فوق قلب الكولونيل المغرور، فنقل على الفور إلى مطار تبسة، ومنه إلى قسنطينة، حيث أدخل المستشمفى الذي راى نقله لباريس نظرا لخطورة إصابته ولنقرأ ما كتبه الكولونيل المغرور ... وبعد دراسة الوثائق، واستنطاق الأسري، تمكنا من جديد عصابة للخارجين على قانون على بعد 20 كلم غربا. فتحركنا نحوهم يوم 16/06/1956 على الساعة الواحدة صباحا ووضع تحت تصرفي فيلق من اللفيف الأجنبي انطلق من قاعدتنا بقنتيس، باكمال التطويق.

·                                الخامسة صباحا اللفيف يصتدم ببعض الفلاقة، الساعة 06 حطة الطائرات السمتية في قيادة على الموقع 1280 حيث أشرف على الساحة مستعملا اجهزة راديو اتصال رائعة. (السميتية : الهيليكوبتر).

·                                دورية من الطائرات (2T6) راحت تغير عموديا، وفجأة طائرة منها تصاب فتهوي محترقة، أمرت بانقاد الطيار الذي قفز بالمنظلة.

·                                بدأت المسألة سيئة، نحن نضيع الوقت، لابد من الانتهاء بسرعة، انهم تحت قبضتنا.

·                                الساعة 12:20 نقيب اللفيف يخبرني بأنه رغم قصفنا فإن الفلاقة للازمون لمواقعهم ويطلقون من كل الأسلحة وان الاقتحام صار مستحيلا.

·                                في نفس اللحظة طارت بسمتية حطت بي قرب وحدة اللفيف، أمرت صائحا بالهجوم .. ولم أعطي امرا أخر فقد لفحني صوة كبيرا في صدري، خرج الدم من فمي .. راسي في الرمال الملتهبة : لقد نفذت رصاصة فوق القلب بسنتمتر واحد وخرجت من الظهر .. استنشقت الهواء .. حاولت الوقوف، أنا واعي لكن في وعي ثانوي وبحذر شديد حملت لسمتية التي اقلعت وسط صليات الرشاشات ..


كتاب "اسناد ناري على واد هيلال" للقائد الطيار بيير كلوستمان يروي همجية الطيارين الفرنسيين خلال الثورة

 

تورد النصوص الفرنسية مترجمة من المحقق الدكتور عثمان سعدي.

يعتبر هذا الكتاب من اهم الكتب التي صدرت تصف حربا الجزائر وبخاصة على الأوراس النماشسة. مؤلفه طيار حارب في الحرب العالمية الثانية في سماء أروبا. يقول عنه الجنرال ديغول: "هو ضابط سامن، طيار مطارد مؤثر حاصل على أوسمة لامعة.. تطوع [وهو ضابط احتياط] للخدمة في الجزائر في اطار عمليات [حفظ النظام]. كان دائما يتطوع لخوض أكثر المعارك خطورة، حيث كانت طائرته في عدة مرات تصاب بطلقات الخارجين عن القانون".  

عمل بالجزائر سنتي 1956 و 1957 حيث تدور أحداث مذكرات الرائد عثمان. شارك في معركة الجرف الكبرى. ركز في معاركه على تريد اسم المجاهد الكبير الأزهر شريط. وعلى مقر قيادته في شقة اليهودي بواد هلال، ويسمى كتابه بهذا الوادي يصف جبال النمامشة باعجاب يشوبه خوف ورعب بتبين أن المؤلف أديب له أسلوب شاعري تحكمه مشاعر انسانية تدفعه إلى أن يحترم ويقدر خصمه .. ويبدو من خلال تصدير كتابه بهذا الوادي بنص ألبير كامو أنه لا يؤمن بالحروب .. ونص كامو: "يكفي أن تقود الحركة إلى الموت لكي تلمس نوعا من العظمة الخاصة بالرجال: والتي تسمى العبث".

يقدر عدد الذين قتلوا من شباب الخدمة الوطنية الفرنسيين في السنتين اللتين عمل فيهما في الجزائر، أو حتى سنة 1956، سنة توقيعه لمقدمة الكتاب بـ ثلاثة عشر ألف.

يوصف وصوله لمنطقة أوراس النمامشة فيقول كان الجينرال أوكسيفان الواقف في ساحة المدينة الصغيرة [خنشلة] يقدم لنا نبذة عن عمليات الغد. كان دورفا يستمع بعناية، لأن واد هلال وشقة اليهودي [مقر الأزهر شريط]، كانت دائما أمرا عظيما يعبر عن حرب حقيقية وليس "عمليات الحفاظ على النظام..".

كان الجنرال ذو العينيين المصنوعتين من الصلب، والشخصية الحديدية يقود منطقة الأوراس النمامشة. فمنطقته هذه كانت دائما جهنمية، في مواجهة مجموعات الفلاقة الأكثر تنظيما والأفضل تسلحا بالجزائر كلها ففي أوراس النمامشة ولدت الثورة، وفيها اكتسبت صلابتها إن التحدث عن التربيع والحصار التقليدي عبارة عن مسخرة مرة وسط هذه الطبيعة المرعبة المشوية بشمس لا ترحم الفرق الآتية من فرنسا في جبال النمامشة الوعول نمور.

الاعجاب بواد هلال لم يقتصر على الرجال بل شل النساء فزوجة الجنرال تطلب منه يأخذها بطائرته لرؤية واد هلال المشهور، ويلبي رغبتها خفية على زوجها ..

كانت جلالة شهاب واد هلال تقطع نفس دورفال فلا يوجد مكان ملحق فوقه يشبه هذه الطبيعة التي كوتها الشمس، وعذبتها الرياح، ونحتها الطوفان، إنه لم يشاهد طبيعة جهنمية كهذه: ففعلى امتداد القرون شق الوادي بوحشية في جسد الصخر حنجرة وعرة عميقة بثمانمائة متر بواسطة دوران وعودة دوران .. على بعد عشر كيلومترات شمال الجرف، كسر كوع تدفق المياه فرمى على الضفة كتلا جبارة من الصخر اصغرها يساوي حجم قوس النصر [بياريس]. وفي الأعماق شق التيار الجارف ممرات متتالية، واورقة ضخمة كلها في صلب [بوجويب] إنها حصن مشاد بعنف مرصوص بعضها على بعض، مخترقة بأبراج مراقبة، ومسننة بمتاريس طبيعية، ومنحورة بستائر جدارية .. إنها هذيان عمارة عسكرية دفاعية بزواياها المنعية، بفتحات رماة السهام، وباخاديدها المنحدرة المزروعة بالحصى الأبيض.

كل ممر عبارة عن ترسانة تأوي كل شيئ: السلاح والذخائر، المغارات التي تأوي مهاجع الجنود، وقاعت التمريض، وقطعان الماعز والأغنام، أما الماء فهو متوفر في سائر المواسم .. تشاهد يوميا طائرات الاستكشفات دخان المشوي الذي ينضجه الخارجون على القانون دون محاولة اخفائه .. إنها للفلاقة قلاع دائمة، وقواعد انطلاق للهجمات ومركز اجتماع قادة الولايات ومرسى راحة عصابات الازهر شريط الذين يسيطرون على الدعامات المتاخمة للصحراء والممتدة من بئر العاقر وحتى تبسة.

حاولت قيادة اركان أوراس النمامشة [الفرنسية] تفجير الدملة بواسطة ثلاث او اربع عمليات واسعة، فشلت كلها بمجرد سقوط الليل مع تكبدها لخسائر جسمية. لاتنفع المدفعية ضد هذه المتاتريس الطبيعية، التجاويف تحمي الخارجين على القانون من قذائف المورتيية. سبكت الطائرات مئات الاطنان من القنابل ذات الوزن الثقيل المدرعات لا تفيذ لانها لا تستطيع النزول إلى عمق الوادي لقد جربنا كل الوسائل دون جدوى. إن أفضل قناصيهم المترصدين برشاشاتهم صاروا مختصصين بجناح في التصدي لطائراتنا..

في هذه المرة وضعت القادة العامة كل وزنها، فالقائد الكبير تنقل بنفسه من مدينة الجزائر إلى هنا عمليا كل القوات المتوفرة في أوراس النمامشة، وتبسة، واريس، ومن خنشلة إلى نقرين، هرعت في الليل للمحاصرة جاءت سائر طائرات الهيلكوبتر من مطار سطيف وتلاغمة وحطت بجرف .. على الساعة الثامنة صباحا آلاف مؤلفة مع مدفعيتهم نصبوا في القمم المسيطرة على الوادي.

        واعلنت حالة الطوارئ بتلاغمة وباتنة وتبسة من ميسترال واسراب الاسناد الخفيفة و بـ: 47 .. دورفال يعرف جيدا أن أي حركة من حركاته في الجو مراقبة من الفلاقة لمخفيين .. لكنهم كغير عادتهم فإنهم لم تبدر منهم أية حركة حتى الآن ولم يطلقوا طلقة واحدة حتى الساعة العاشرة .. وفجأة تنفجر المعركة: كلاك .. كلاك .. وخفض راسه لا شعوريا، لقد ثقب زجاج قمرة الطيار تقبين، وتمزق المعدن.

-                               مونكوموندان أصيبت من عدة اماكن.

-                               آلو، هنا الباز الأحمر هنا ليو لقد أصابني الأوباش انا داخل إلى تبسة .. سد هائل من المدفعية يحاصر شقة اليهودي [حيث مقر قيادة الأزهر شريط]، يرتفع الغبار الذي تخلله القذائف الملتهبة. هذا يكلف كثير دافعي الضرائب بفرنسا ولا يضايق الفلاقة الذين هم الآن ينامون في قيلولتهم بملاجئهم الباردة ينتظرون الوقت المناسب .. للرد طائرة هيلكوبتر تخلي المصابين إلى المستشفى الميداني بالمزرعة.

أسقط الملازم جوليان حاولت هيلكوبتر التقاطه .. الغليان يعم شقة اليهودي، لقد أصبت لنا في ساعتين سبع طائرات [ويعلق المؤلف على ذلك بالهامش فيقول: في 1957 تصاب لنا شهريا 50 طائرة، وفي شهر يناير 1958 أصيبت لنا 85 طائرة، وفي شهر فبراير 116 طائرة].

وانطلقت نيران الفلاقة الين كانوا ينتظرون منذ الفجر هذا الوقت وكانت نيرانا جهنمية ..

في هذه اللحظة تفتت زجاج الهيلكوبتر إلى ألف جزيئ لتهوي كسهم ملتهب .. حاول الطيار النداء بالراديو لكن الدم الكامن في حنجرة خفته حاول  ان ويبصق أو ينفخ ليسلك منخريه لكنه لم يستطع... ويصف   المؤلف آخر طلعاته على جبال النمامشة في آخر الكتاب فيقول:

بعد الاقلاع من تبسة مر دوفال من خلال فجوة الدكان، فوق قصعة ثلجيان، وارتفع حتى ثلاثة آلاف متر، باحثا عن هواء بارد .. تحت عينيه ترتفع جبال النمامشة على أعمدة متتالية .. هذه الكتلة الجبلية الرهيبة، ذات التضاريس المجوفة البارزة، المزروعة بكثافة المذهلة العجيبة التي تهز فكرة الالهام بمسلسل الابعاد .. هذه الهضبة العظمية الخالية من الترحيب والاستضافة المطوي سطحها قليلا، المتركزة على الكتلة الخضراء للأوراس والمسيطرة جنوبا بارتفاع ألف متر قائمة عموديا على الصحراء الممتدة بحمادتها على ما بعد الأفق والمنغمسة في ضباب جاف

Voir les commentaires

كتاب المعارك السرية بين مخابرات الثورة الجزائرية ومخابرات الاستعمار /من افواه قادة الاستعمار/صالح مختاري

من أفواه قادة الاستعمار الفرنسي

 

إن الفترة مكثها الاستعمار الفرنسي في الجزائر جعلت قادته يؤمنون حق الإيمان بأن الجزائر هي فرنسا وراحوا يتشدقون بها في خطبهم ويدونونها في مذكراتهم ويصدرونها في كتابتهم، إلا أن للباطل جولة وللحق وصوله ونور الحق مهما كان باهتا فإنه سيصبح وضاء ويبهر ذوي الأبصار الضعيفة الذين لا يبصرون الحقيقة، وفخر العدل مهما طال سينبلج ويكشف الخائن المتغطرس ويده ملوثة بدماء الجريمة.

ومن خلال المقتطفات الآتية من تصريحات لقادة واعضاء الحكومة الفرنسية يتبين لنا تراجع السياسة الفرنسية عن فكرتها بأن الجزائر فرنسية منذ اندلاع شرارة الثورة التحريرية في أول نوفمبر 1954 إلى أن أعلن ديغول وبصفة رسمية اعتراف فرنسا باستقلال الجزائر.

1954

"الجزائر هي فرنسا ، ملف فلاندر إلى الكونغو هناك قانونواحد ومجلس نيابي واحد، وبذلك فهي أمة واحدة، هذا هو دستورنا وتلك هي إرادتنا".

فرانسوا ميتران وزير الداخلية

   5 نوفمبر 1954

1955

"إن فرنسا هنا في ديارها أو على الأصح فإن الجزائر وجميع سكانها جزء لفرنسا كما أنها جزء لا يتجزا منها... إن مصير الجزائر فرنسي وهو اختيار قررته فرنسا، وهذا الاختيار يدعى الاندماج"

جاك سوستيل الحاكم العام

 

 

"لن يكون هناك حل مثل الحل المغربي أو التونسي للقضية الجزائرية"

غي موليه 2 جوان 1956

"نحن في الربع ساعة فلا نتسرع بتقديم اصلاحات سياسية"

روبيرت لاكوست الوزير المقيم في الجزائر

20 أكتوبر 1956

"في إطار القانون، هناك ثلاث التزامات. الأول : لا أحد ولا شيء سيفرق بين الجزائر وفرنسا... تفاوض؟ مع من؟ السلم بأي ثمن؟ لا يمكن التفاوض إلا مع ممثلين أكفاء، ونحن لا يمكن أن نعتبر ممثلين أكفاء أولئك الذين يستمدون كفاءتهم عن طريق الإجرام والإرهاب"

بورجس مونري رئيس مجلس الوزظراء

  

1958

"أعن أنه ابتداء من اليوم أن فرنسا تعتبر أنه لا توجد في الجزائر كلها إلا فئة واحدة من السكان: أنه لا يوجد إلا فرنسيون كاملي الحقوق".

شارل ديغول رئيس المجلس

  

"لقد تكلمت عن سلم الشجعان، فما معنى ذلك؟ بكل بساطة : أن الذين فتحوا النار عليهم أن أن يقفوا النار، وان يعودو بدون إهانة إلى عائلتهم وإلى عملهم، ويقال لي: ولكن كيف يستطيعون العمل من اجل وضع للمعارك؟ وأجيب : حيثما يوجدون منظمين للحرب في عين مكان لا يتعلق الأمر إلا برؤسائهم لاتصال مع القيادة الفرنسية فعندما يريد الناس أن تسكن الاسلحة، يرفعون رايةالتفاوض البيضاء".

ديغول ندوة صحفية

 

1959

"اعتبار لكل المعطيات الجزائرية الوطنية منها والدولية، اعتبر أنه من الضروري أن يتم الاعلان منذ اليوم على اللجوء إلى تقرير المصير... والعهد بأن أطلب من الجزائريين في عمالاتهم (ولاياتهم)، الاثني عشر ما يريدون أن يكونا في النهاية.

أما بالنسبة لتاريخ الانتخاب فسأحدد عندما يحين الوقت، ومع أكثر تقدير بعد أرع سنوات،بعد العودة النهائية للسلام"

ديغول 16 سبتمبر 1959

1960

"هناك جزائر، هناك كيان جزائري، هناك شخصية جزائري، إلى الجزائريين يعودون تقرير مصيرهم... فما هو الحل الذي سيصل إليه الجزائريون إذن؟ اعتقد أنهم سيريدون في جميع الحالات أن تكون الجزائر جزائرية"

ديغول 5 سبتمبر 1960

1961

"إن المسألة الجزائرية تنحصر بالنسبة إلينا في ثلاث عبارات أساسية :

- إقامة دولة جزائري- علاقة فرنسا مع هذه الدولة – مستقبل الصحراء وفبيما يخص الصحراء فإن خط سيرنا هو خط حرية مصالحنا وهو كذلك الخط الذي يأخذ الواقع بعين الاعتبار".

ديغول 5 سبتمبر 1961

1962

"ومع ذلك فغننا نقترب من الهدف الذي هو هدفنا، وبالنسبة لنا فالأمر يعني، أن نحقق في أقرب الآجال السلام، وأن نساعد الجزائر على أن تمسك بأيديها زمام أمرها، وذلك بإنشاء هيئة تنفيذية مؤقتة، وأن نكون مستعدين للاعتراف، دون أي تحديد، الشيء الذي سيخرج من تقرير المصير أي دولة ذات سيادة ومستقلة"

ديغول 5 فيفري 1962

"إن رئيس الجمهورية الفرنسية يعلن أن فرنسا تعترف رسميا باستقلال الجزائر"

ديغول 3 جويلية 1962

Voir les commentaires

كتاب المعرك السرية بين مخابرات الثورة الجزائرية ومخابرات الاستعمار/معارك الثوار/صالح مختاري

معركة جبال الحلفاء (سفرينة 15 أفريل 1959)

 

تقع هذه الجبال شمال بلدية جميلة دائرة العلمة ولاية سطيف وتبعد عن مقر البلدية بحوالي 20 كلم تجاه الشمال تتخللها الهضاب مثل هضبة سفرينة المعروف والمشهور على مستوى الناحية من خلال المعارك التي خاضتها بها فصائل جيش التحرير الوطني ضد القوات الاستعمارية وهناك العديد من الهضاب التي تخلل هذه الجبال منها هضبة (فرد الحداد) من الجهة الغربية وهضبة بولواشون من الجهة الشمالية الشرقية.

وبصفة عامة كانت هذه المنطقة ذات موقع استراتيجي بحيث تشرف على العديد من الجهات والمنافذ المؤدية إلى فرجيوة ونواحيها في الجهة الشرقية وكذا المنافذ المؤدية إلى بلدية معاوية في الجهة الغربية والمنافذ المؤدية إلى الجهة الشمالية نحو الطاهير وجيجل. وكذا الفجاج والمسالك التي تتصل ببلدية جميلة والعلمة.

وبذلك كان موقع هذه الهضاب والجبال نقطة استراتيجية بالنسبة لقوة جيش التحرير الوطني وكانت تعتبر نقطة العبور لقوات جيش التحرير الوطني في تحركاته الغرب والشمال نحو المنطقة الشرقية، بحيث كانت هذه المنطقة بما تحتويه من مراكز تموين للمجاهدين عبارة عن مركز تخزين الأسلحة والذخيرة ونقطة عبورها شرقا إلى الولاية الثالثة عبر جبال البابور.

وكانت المنطقة إبان ثورة التحرير تقع في القسم الثالث الناحية الثانية المنطقة الأولى الولاية الثانية (شمال القسنطيني).

وكانت مكسوة بالأشجار الغبية والعديد من البساتين ذات الأشجار المثمرة إضافة على أنها تشرف على المسالك والمعابر المذكورة سالفا والمؤدية عن منطقة ملاحظة بالنسبة للمجاهدين إذ منها يستطيعون أن يرصدوا تحركات القوات الاستعمارية في المنطقة من والى جميع الاتجاهات المجاورة.

الجو العام بالمنطقة قبل هذه المعركة

كما ذكرنا سابقا فإن المنطقة تحتوي العديد من المراكز التي يأوي إليها المجاهدون بعد تنفيذ عملياتهم في المدن والقرى المجاورة إضافة إلى انها عبارة عن نقطة عبور بالنسبة لأسلحة والذخيرة القادمة من الشرق فياتجاه الولاية الثالثة والرابعة ولذلك كانت دوما تجلب أنظار العدو فيقوم بعمليات تمشيط واسعة النطاق للمناطق المجاورة لهذه الجبال وفي كل مرة يتلقى الهزيمة النكراء على يد المجاهدين مما يؤدي بقواته إلى استنطاق السكان وصب جام غضبها عليهم انتقاما لفشله أمام أشاوش هذه الجبال. وأهم المعارك التي خاضتها فصائل جيش التحرير الوطني في هذه المنطقة كانت سنة 1957 وقد دارت المعركة بين فصائل من قوات جيش التحرير الوطني وما يزيد عن فلقين من قوات العدو مدعمين بالطائرات والمدفعية الثقيلة ودامت يوما كاملا انتهت بانهزام قوات الاستعمار، حيث قتل ما يقرب عن 100 جنديا مع ضابطين الأول برتبة نقيب  والثاني برتبة ملازم ومن ذلك التاريخ أصبحت هذه المنطقة تنزل الرعب في قلوب المستعمرين وتخفيهم أشد الخوف وبالمقابل رفعت معنويات السكان والمجاهدين على حد السواء وقد اصبح العدو لا يستطيع أن يقترب من المنطقة إلا وكانت صفوفه تضم جحافل من العساكر والطائرات والمدرعات وكذا المدفعيات الثقيلة وعمليات تنسيق بين قواته في جميع جهات المناطق المجاورة.

أسباب المعركة

في الخامس عشر أفريل من عام 1959م ، ونقلا عن بعض سكان المنطقة وصلت معلومات للمجاهدين تفيد ان بوجود قوات للعدو بقرية سيدي ناصر المجاورة لمدينة جميلة على أهبة الاستعداد للخروج في عملية مسح وتمشيط بجميع نواحي الجهة بحثا عن المجاهدين وعلى إثر هذه المعلومات قرر قائد فرقة جيش التحرير الوطني، يدعى رابح ومغلاوة نصب كمين لهذه القوات على طريق الرابط بين بلدية جميلة ومكان تواجد قوات العدو وما إن كان منتصف الليل حتى انتهت كل الترتيبات اللازمة والضرورية لنصب الكمين ولكن قوات العدو غيرت رأيها في آخر لحظة ولم تسلك الطريق المذكورة آنفا بل غيرت اتجاهها في اتجاه الشمال نحو جبال الحلفاء وسلكت أقرب الطرق حتى تصل قبل القوات الاستعمارية وعند وصولها منطقة (سفرينة) تظاهرت أمام العدو حتى تجذب نظره إلى أماكن تواجد المجاهدين ثم انسحبت في اتجاه الشمال حتى تجذب القوات الاستعمارية إلىىالمنطقة المختارة لجو المعركة وتم كل شيء حسب الخطة الذكية التي وضعها المجاهدون، وهكذا كانت قوات العدو تطاردهم وهم يتظاهرون بالانسحاب بل الهروب حتى أوقعوها في جيب كان معدا مسبقا وبمجرد وصولهم إلى المنطقة المختارة تمركزوا في جميع أنحاء المنطقة وظلوا على تلك الحال ما يقارب الساعة متخذين في ذلك كل الاحتياطات اللازمة لسعة الحسم.

ولكن طيران العدو اكتشف مرة أخرى أماكن تمركز المجاهدين وأخبر قيادته بذلك وهكذا أقبلت قوات الاستعمار تنزل قواتها بواسطة طائرات الهليكوبتر لحصار المجاهدين والقضاء عليهم.

 ولكن طيران العدو اكتشف مرة أخرى أماكن تمركز المجاهدين وأخبر قيادتهم بذلك وهكذا أقبلت قوات الاستعمار تنزل قواتها بواسطة طائرات الهيلوكبتر لحصار المجاهدين والقضاء عليهم.


ميزان القوى والوسائل

فرقة جيش التحرير الوطني: كان قوامها كتيبة من الأفراد أي ما يقارب 190 مجاهدا كانوا مسلحين برشاشات فردية عيار 49 وقطع رشاش 24/29 (عشريات 303) والعديد من أنواع الموزير الألماني وماص 17 صنع أمريكي بالإضافة إلى أسلحة خفيفة أتوماتيكية .

كانت قوات العدو تضم في صفوفها ما يزيد عن فيلقين من الجنود بالإضافة إلى عدة كتائب إسناد وكانت تحوز على أكبر عدد من الأسلحة الفتاكة من رشاشات وأسلحة فردية وكذا مدافع رشاشة ومدفعية الميدان 105 مم حوالي 80 قطعة ومدافع الميدان عيار 60 ملم، بالإضافة إلى المدرعات والأسراب من الطائرات من نوع الهليكوبتر وت 6 وسيتغير والطائرات العمودية وغيرها من الأسلحة الفتاكة.

ما إن دقت الساعة التاسعة صباحا، حتى نشبت المعركة بين الطرفين واشتدت بكل ضراوة خاصة بين الساعة الحادية عشرة صباحا والساعة الثالثة بعد الزوال. إذا في هذا الوقت وبعد قصف الطيران والمدفعية لمنطقة تواجد المجاهدين المختفين بصخور الجبال وبأشجار الغابات. قررت قيادة القوات الاستعمارية زج مشاتها في ميدان المعركة وما إن أصبحوا في مرمى أسلحة المجاهدين حتى انهالوا عليهم رميا بالرصاص  من فوهات رشاشاتهم وسقط العديد من جنود العدو في ميدان المعركة مما أدى بهم إلى التراجع إلى الخلف لعدم تمكنهم من اقتحام أماكن تواجد المجاهدين وفسحوا المجال للمدفعية وبعد ساعة من ذلك تقدموا ثانية وسقط العديد منهم فعاودوا الانسحاب من جديد ليتدخل الطيران الذي قصف المنطقة بقنابل النبالم والقنابل الفسفورية المحرقة  مما أشعل نيران كثيفة في البساتين والأشجار الغابية الموجودة في المنطقة وبعدها تقدمت المشاة مرة أخرى ووقع الاشتباك وكان هذه المرة عنيفا جدا بحيث وصلت النجدات التي طلبتها القوات الاستعمارية من المراكز المتواجدة في فرجيوة ومنطقة معاوية وبلدية بني عزيز وغيرها من المراكز القريبة من المنطقة، وبذلك شدد الحصار على عناصر المجاهدين من جميع الجهات، وقد وجد المجاهدون  صعوبات جمة خاصة في المساء، وكانت ظروف المعركة تتطلب الاستمرار والثبات في المواقع مهما كلفهم  ذلك من ثمن، واشتدت المعركة وحصلت إلى حد المواجهة المباشرة واستعمل فيها السلاح الأبيض، وهكذا استمر الحال أقبل الليل وعم الظلام وهدأ القتال تحت الظلام الحالك وبذلك تمكن من بقي من المجاهدين على قيد الحياة من التسلل عبر المسالك الوعرة للمنطقة متخفيين تحت الظلام والأشجار وصخور الجبال.


نتائج المعركة

كانت نتائج هذه المعركة جد معتبرة بحيث كانت الخسائر على النحو التالي:

1-                            الخسائر في صفوف المجاهدين

استشهاد 16 مجاهدا وجرح ما يقرب من عشرة مجاهدين آخرين.

قائمة المجاهدون الذين استشهدوا

1- بقطوشة عبد الرحمان 2- قسوم لخضر 3- دحمان أحمد 4- شرقي الذوادي 5- بلحي سعيد 6- السبع محمد الشريف 7- الطاهر حبروش 8- عيسى مخلوف المدعو (حلاب) 9- ورناني أحمد لخضر 10- مشري علاوة 11- موسى البتي 12- عبد الرحمان حب الحمص المدعو (السعالجب) 13- مسعود برففطة 14- عمر بوسعدية 15- رابح ححمريشي 16- الجمعي حبرش.

2- الخسائر في صفوف العدو

سقط ما لا يقل عن 60 عسكريا فثي صفوف القوات المعادية بالإضافة إلى 100 جريح وتحطيم العديد من الآليات وغنم عدة رشاشات وكان هذا الإحصاء حسب ما أدلى به سكان المنطقة.


Voir les commentaires

كتاب المعرك السرية بين مخابرات الثورة الجزائرية ومخابرات الاستعمار /معركالثوار

معركة حاسي قنبو 27 نوفمبر 1957 (تيميمون)

 

من بين الآبار التي كانت مشهورة في صحراء تيميمون حاسي قنبو وحاسي تاسلغة، بحيث كان هذا البئر يوفر الماء على مدار السنة للمسافرين عبر هذه الصحراء.

يقع هذا البئر في منطقة تتخللها مجموعة من التلال الرملية العارية من النباتات يتخلل هذه التلال الرملية وادي طوله حوالي 09 كلم تنبت على جنباته شجيرات العلندة.

يحد هذا المكان من الجهة الشمالية "تيميمون" ومن الجنوب "حاسي تاسلغة" ومن الشرق "حدبان الشلح" ومن الغرب "حاسي أونيعيش".

وكان حاسي قنيو خلال الثورة التحريرية يتبع الناحية الثالثة من المنطقة الثامنة الولاية الخامسة وهو يتبع الأن بلدية ينتركوك دائرة تيميمون ولاية ادرار ويبعد عن بلدية يتنركوك حوالي 40 كلم، وكان جيش التحرير الوطني يعتمد استراتيجية خاصة في هذه المناطق فبالرغم من انتشار الآبار وعلى مساحات واسعة في هذه المناطق إلا أن جيش التحرير الوطني فبالرغم من انتشار الآبار وعلى مساحات واسعة في هذه المناطق إلا أن جيش التحرير الوطني كان لا يعتمد عليها خوفا من تسميمها من طرف العدو الفرنسي وكذلك تجنبا لاستراتيجية العدو والتي كانت مبنية على أن المجاهدين يجتمعون حول هذه الآبار وبذلك كان ينصب الكمائن بالقرب منها وكانت له عبون دائمة على هذه الآبار.

وبذلك أخذ الثوار طريقة اخرى وهي تخزين الميه في صهاريج توضع تحت التربة بالقرب من هذه اللابار مع بعض الشيئ من المؤونة قد تحتاجها المجاهدون أثناء عبورهم هذه المناطق.

وكانت استراتيجية العدو في هذه المناطق تعتمد على توفير قوات ضخمة بغرض ضمان المراقبة الجيدة لتلك الصحاري المترامية الأطراف وكانت قوته الكبرى تتمركز في تيميمون ومنها تنطلق وحدات من الطيران والخيالة والهجانة لتفتيش الصحراء وبطريقة دورية بحيث كانت الهجانة في دورتها وتدوم هذه الدورية ما يقرب السنة في بعض الأحيان ثم تعود إلى أماكنها لتخلفها دورية أخرى، ومن بين النقاط التي كانت لاتغفل عنها القوات الفرنسية اثناء تفتيشها الآبار بغرض منع المجاهدين من الالتقاء عند هذه النقاط الحساسة.

وكانت وحدة جيش التحرير المشاركة في هذه المعركة تتشكل من:

فصيلتين قوامهما 65 جندي تحت قيادة محمد الهامشي "شهيد" وينبوبه الفضيل بشراير "شهيد" وعبد القادر عيساوي "شهيد" والبشير الشيخ "شهيد" وكانت الفصيلة الأولى يقودها حميدة بلعقون.

ومعظم جنود الفصيلتين هم من أبناء المنطقة كانوا مجندين في صفوف الجيش الفرنسي وبذلك هم على دراية كبيرة بالمنطقة بالتكتيك الذي يطبقه العدو، وكان تسليح الفصيلتين عبارة عن بنادق، رشاشات بالاضافة إلى القنابل اليدوية ومعظم هذه الاسلحة تم غنمها من المعارك السابقة مع العدو.

أسباب المعركة

من المراكز التي يتردد عليها المجاهدون باستمرار كان مركز "تاسلغة" وكانت الصدقة هذه المرة ان تمركزت هذه الوحدة بقيادة محمد الهاشمي في هذا المكان وبثت عيونها نحو مناطق المجاورة وفي يوم 26 نوفمبر وصلت أخبار من مسبلي قرية تينركوك تقول ان العدو الفرنسي سيقوم في اليوم التالي بتفتيش هذه المناطق، ونظرا لكون المركز السالف الذكر والذي تتمركز به وحدة جيش التحرير كان غير حصين وات قيادة هذه الوحدة أن تنتقل إلى بمركز آخر واستعدت لذلك لكن فجأة ظهرت طائرات من نوع بـ 26 ووجتنكير وحلقت حول المجاهدي واكتشفت بعض الجمال التي كانت تستعمل لحمل المؤونة والذخيرة فأخذت القصف بواسطة رشاشات بذلك 11 جملا لكن المجاهدين قد نجوا من هذه العملية وحين خيم ظلام الليل انتقل المجاهدين إلى مركز حاسي قنبو والذي يبعد بحوالي 5 كلم عن مركز المذكور "تاسلغت".

وهكذا تمركزت وحدة جيش التحرير حول حافةو وادي قريب من الحاسي كان مكسو بشجيرات العلنذة.

سير المعركة

بمجرد أن وصل المجاهدون على الوادي امر قائد الوحدة جنوده بالتمركز حسب خطة معدة مسبقا والتي تقضي باحتلال المجاهدين للمواقع المحصنة والتمركز خلف الشجيرات الموجودة في ضفتي الوادي عند حلول الصباح اعيد توزيع الحراسة بشكل جيد تسمح براقبة الوادي وما جاوره واعطي التعليمات بكيفية مواجهة العدو في حالة وصول.

في هذه الأثناء بالذات بدأت قوات كبيرة من العدو تتقدم راجلة ف ياتجاه الوادي متبعة في ذلك آثار المجلهدون المرسومة على الرمال واستعد المجاهدون للمواجهة لكن القائد أمرهم بعد اطلاق الرصاص حتى تصل هذه الوحدات إلى مناطق معينة على الميدان لكن مشاهد منم العدو ما هو إلا عبارة عن المقدمة أو قوات الاستطلاع وكان هدفها تطويق الوادي بالاضافة إلى قوات كبيرة كانت تنزلها طائرات مروحية بالقرب من الوادي ولما بلغت كتيبة العدو التلال الرملية المطلقة على الوادي واصبحت مواتية للاصطياد بادر المجاهدون في هذه الآونة باطلاق الرصاص فكانت بذلك المفاجأة، وبذلك اصيب اكبر عدد من افراد الكتيبة وتراجع الباقي منهم على الساعة 11 صباحا توقف القتال لبعض الوقت حينما تقدم المجاهدون وغنوا العيد من الاسلحة.

 


معركة جبل السبع

 

     يقع جبل السبع غرب مدينة فرندة (مقر الدائرة) بولاية تيارت، ويبعد عنها بحوالي 30 كلم.

ويحدها من الناحية الشمالية بلدية تاخمارت، ومن الناحية الجنوبية جبل أولاد بخالد أما من الجهة الغربية فيحده جبل مزايطية، ويحده من الناحية الشرقية جبل القعدة ذو الموقع الاستراتيجي الهام بالناحية.

أما أثناء الثورة فكان يقع ضمن القسم الأول من الناحية الثانية المنطقة السابعة، الولاية الخامسة والجبل في عمومه ليس وعرا، واسع الأرجاء تغطيه  غابات متوسطة، توفر الحماية الضرورية في الحالات العادية، كما تتوزع عبره من القرى والمداشر تعرف باسم عرش القرشة الذي توجد به بعض مراكز جيش التحرير هي : مركز المناضل بادور عبد القادر المدعو أرماك.

مركز المناضل بارودي أحمد المدعو فرقاص.

مركز بلحروش حمو الذي في نفس الوقت المسؤول السياسي للعرش.

تتكون وحدة جيش التحرير التي شاركت في هذه المعركة من كتيبة واحدة، هي كتيبة الناحية الثانية وتتالف من ثلاث فرق – فصائل – مجموعة أفرادها حوالي 109 مجاهديقودها الأخ سليمان بمساعدة الأخوة قادة الفرق.

-عسعاسي الميلود الفرقة الأولى

-بوكنودة سنوسي المدعو بغداد (شهيد) للفرقة الثانية

-بن تلاز بن عودة شهيد للفرقة الثانية.

كان تسليح الكتيبة متوسطا، إذ كان بحوزتها ثلاثة قطع رشاشة جماعية من نوع لويس. و.م.ج 42 وبران والباقي هي بنادق فردية آلية ونصف آلية، بالإضافة  إلى القنابل اليدوية.

تؤكد كل شهادات المجاهدين الذين شاركوا في هذه المعركة على أن قوات العدو كانت أساسا تقوم بحملة تفتيش جهوية، الهدف منها إرهاب السكان المدنيين والضغط عليهم حتى لا يتعاونوا مع الثورة، ومن ثم فإنها  كانت تتشكل من فياليق من مختلف القوات البرية في حماية فيلق ميكانيكي. وعدة طائرات حربية من مختلف الأشكال والأحجام.

وهذا وقد تم تجميع أفراد هذه القوة من عدة مراكز تنتشر عبر الناحية وتكون في الأساس محورا حول مكان المعركة، وهذه المراكز هي :
-مركز تخميرات ومزرعة الرومون وهما يقعان شمالا.

-مركزا عين الحديد واللواتي، ويقعان شرقا.

-مركزا بلول وعرش أولاد بخالد (ترسين) ويقعان غربا

بالإضافة إلى مراكز أخرى منتشرة عبر الناحية بمسافات متفاوتة.

حسب المجاهدين عن وقائع هذا اليوم فقالوا.. كانت الكتيبة في مركز القعدة الذي يبعد بحوالي 25 كلم شرق جبل السبع، وفي 26 ماي 1958 صدر أمر بتحركها في إطار التنقلات العادية نحو القسم الأول من الناحية (2) الذي يقع جبل السبع ضمنه، ولما وصل أفراد الكتيبة إلى دوار الباردية نزلوا بعرش القرشة، وكانت الأمور تبدوا عادية وهادئة، ولم يسجل أو يلاحظ أي شيء ينبئ بتوقع قيام العدو بمثل هذه الحملة في هذا الوقت، وكان بالمركز الذي نزلت به الكتيبة أيضا المسؤول العسكري على مستوى المنطقة الأخ فلوحي عبد القادر المدعو (مصطفى) وبعد فترة من الوقت غادر المركز واتجه نحو مركز آخر غير بعيد عن المركز الأول، وبه اكتشف خروج قوات العدو، وتقدمها نحو عرش القرشة. وكانت آتية من الناحية الشمالية من مركزي خمارت وعين الحديد وعلى سبيل الاحتياط والاستعداد لشتى الاحتمالات أخبر قائد الكتيبة بما لاحظه، وقامت الكتيبة بمغادرة المركز،واتجهت في بداية نحو جبل أولاد بخالد الواقع غرب جبل السبع، وبه انتشر أفرادها جنوب الوادي الذي يدعى بوادي الحي في انتظار ما سيؤول إليه الوضع وتتحدد وجهة تحركات قوات العدو، وفي نفس الوقت كلف قائد الكتيبة دورية الاستطلاع برصد تحركات العدو وتحديد مجال تحركها، وبعد فترة يسيرة أخبرت الدورية قيادة الكتيبة بأن العدو، يتقدم فياتجاه مواقع جيش التحرير الموزعة عبر أطراف الوادي، وأن عملية التقدم هذه تتم عبر محاور متعددة، بما يوحي أنها تنوي اكتساح المنطقة، واكتشف جيش التحرير عندئذ أنه أصبح محاصرا من جميع الجهات وما عليه سوى الاستعداد واتخاذ  المواقع للقتال إذا ما اضطر إلى ذلك. ولما أعادت قيادة الكتيبة دراسة الموقع تبين لها لا يصلح للبقاء وقتال العدو فيه وهو بهذه القوة فقررت إذن الخروج منه قبل أن تتطور الأمور إلى ما هو أسوأ.

وتسرب الجنود عبر الوادي وصعدوا جبل السبع الذي يوفر حرية المناورة ويتوفر على غطاء نباتي ملائم نسبيا ولما وصلوا اتخذوا مواقع قتالية استعدادا لأي احتمال.

بيد أنه تبين لهم بعد طلوع النهار أن هدف الحملة قد لا يشملهم وان هدفها الأساسي هو لأحكام حصار حول عرش القرشة، وتجميع سكانها  بهدف إرهابهم وترغيبهم بالوعيد والتهديد وبشتى الأساليب بالامتناع عن التعاون مع الثورة، كان الأمر كذلك، بينما ظل جنود جيش التحرير ملزمين لأماكنهم بناء على تعليمات المسؤول السياسي والعسكري للناحية الأخ شايب على المدعو نور الدين أخذ معه عددا من المجاهدين وتسرب بهم نحو الوادي الآنف الذكر وذلك لنصب كمين للقافلة التي تتخذ الطريق المحاذي له أثناء عودتها ولكن صادف عندما شرع في تنفيذ خطته أن قام العدو أيضا بإقامة مقر قيادته فوق قمة الجبل استعدادا لتناول الغذاء، وحتى هذه اللحظة لم يكشف وجود جيش التحرير بالقرب منه.

بداية القتال بين الطرفين

 

قلت بمجرد أتن تمركز جنود العدو الجبل شرعوا في تناول الغذاء، في نفس اللحظة اغتنم المجاهدون الوضعية المستجدة والعدو على مثل هذه الحالة من الاسترخاء، ولكن عند التطبيق، وواجهتهم مشكلة كادت أن تجعل العملية فاشلة ربما ضارة إلى أبعد الحدود، إذ لما حاول المسؤول العسكري للمنطقة الاتصال مع بقية أفراد الكتيبة للتنسيق معهم وتنفيذ خطة الهجوم ضد جزء من قوات العدو التي حطت رحالها فوق القمة، لم يستطع تنفيذ ذلك، وذلك بسبب تقدم فرقة أخرى للعدو حاولت دونه الفرقة المتمركزة في الجبل ولما تبين أن الوقت لا يسير بالشروع في القتال، عندها فقط تفطن جنود العدو للخطة وبادروا بإطلاق نيران رشاشاتهم بغزارة ولكن بطريقة عشوائية. وكان  هذا في حدود الساعة الواحدة والنصف بعد الزوال من يوم 28 ماي 1958.

ففي البداية قام العدو بالهجوم على مواقع المجاهدين بعد ما حدد إمكانهم، ولكنه فشل فيه  بسبب كثافة نيرانهم وتركيزها الأمر الذي أحدث ارتكابا في صفوفه شل من قدرته وأصبحت المبادرة في يد المجاهدين بسبب قيام أفراد آخرين بالاشتراك في القتال من خلف ظهر العدو وهؤلاء هم الذين ذهبوا من قبل مع المسؤول العسكري والسياسي للناحية (سي مصطفى) لنصب الكمين  للقافلة الذي لم يتم. وبهذه الطريقة أصبحت نيران جيش التحرير تحصدهم وتواجههم من الأمامومن الخلف مما أوقع في صفوفه خسائر معتبرة من جهة، وعطل القوات الأخرى من تقديم النجدة والمساعدة في الوقت المناسب من جهة ثانية واستمر القتال بين الطرفين خمسة وأربعون دقيقة كانت السيطرة الواضحة فيها لجيش التحرير، وقد ساعد على ذلك فقدان قوة العدو المحاصرة لجهاز الإرسال والاتصال بالاستيلاء عليه الأمر الذي جعل الاتصال مع القوات الأخرى أو مع الطيران الحربي الذي حاول المشاركة في القتال مفقودا، واختلط الأمر عليهم، ولم يستطيعوا التقدم إلا بعد ما انتهت المعركة وغادر  جنود جيش التحرير الميدان، عندها أخبر العدد اليسير الذي بقي حيا قيادته التي سارعت بتقديم النجدة ولكن بدون فائدة وانسحب المجاهدون خارج نطاق العمليات لإعادة تنظيم صفوفهم وتقييم العمليات والاستعداد للجولات المقبلة. وبحلول الليل خيم الهدوء على المنطقة، ولكن هدوء مرعب ظلت آثارها تفرض نفسها على جنود العدو بالناحية لفترة طويلة.


نتائج المعركة

أ-خسائر في صفوف العدو :

حسب المعلومات التي وردت فيما بعد من مصادر مختلفة، فقد تم القضاء على 441 عسكري، وجرح العديد منهم، كما أسر جنديان آخران، وقد أعيدا إلى أهليهم في أوروبا.

ب-الخسائر في صفوف المجاهدين :

سقط في ساحة الشرف خلال هذه المعركة شهيدان هما :
1- بليح أحمد ولد الميلود

2- حداوي لحبيب

الغنائم : تم غنم 12 قطعة سلاح من نوع ماط 49 وماس 55، وقطعة رشاشة جماعية من نوع 24/29 بالإضافة عدة قنابل يدوية ومئات الطلقات وبضع حقائب، كما تم أيضا غنم جهاز الإرسال والاستقبال.

Voir les commentaires

كتاب المعرك السرية بين مخابرات الثورة الجزائرية ومخابرات الاستعمار /نماذج من مراسلات

نماذج عن مراسلات المحاكم العسكرية والعقوبات

خلال الثورة الجزائرية

جبهة التحرير الوطني

جيش التحرير الوطني

الولاية 04 المنطقة 04

المقررة العامة رقم 18.

تلبية لمطالب عدة محاكم عسكرية جعل مجلس الولاية المقر رقم 18 اساسا لتحديد الغلطات والعقوبات اللازمة فالمطلوب من مجالس المناطق نشرها على جميع المجالس والوحدات والمراكز العسكرية وجميع الفروع (الهلال الأحمر، الممونون، المسبلون، إلخ...) المطلوب من الجميع التنفيذ القاطع للمقررة رقم 18 نظرا للمقررة العامة رقم 02 التي تطلب اجتماع محاكم عسكرية لبحث الغلطات.

نداء إلى الاطارات

أيها الضابط وضباط الصف اعطيت لكم مراتب لتحصيل الانتصارات بدون خسائر الاطار يلزمه ان يفهم بانه جعل للتسيير الواجب عليه ان يكون مطاعا والأحسن أن يحصل على الطاعة الاختيارية ولكن لا يقبل عدم الطاعة الاوامر الصادرة دائما تكون موزونة حسب الحالة المدروسة وكل تاخير في التنفيذ هو تأخير لنظامنا الحربي ويكون ضررا لقواتنا المكافحة، ولكن من الأحسن احترام الامر عند تعين صاحب التنفيذ، والمسؤولية المشتركة غير صالحة وخطتنا ما يلي:

لكل عمل او مشكلة او صعوبة يلزم تعين مسؤول واحد ووسائل موافقة، عدم الطاعة جريمة ضد النظام والوطن تجب محاربتها قطعا، فعلى المسؤول أن يفهم كل ما ينقص من سلطته والوطن تجب محاربتها قطعا، فعلى المسؤول أن يفهم كل ما ينقص الاخوة بل تقويها غير ان المزاج "الدسارة" يحطها "كثرة المزاج تذهب الهيبة". "المزاج في الكلام كالملح في الطعام" فعلى المسؤولين ان يفرقوا بين الاخوة والمزاج.

نذلء إلى الجنود

الجندي الوطني يلزمه أن يفهم ضرورة الطاعة للمسؤولين والأمر مقدس وكل شيئ يضر باتحاد الفوج فهو خطر للجماعة، والثورة كونت بيننا روابط مقدسة"و الشهداء تركوا لنا إرثا من الواجبات "و لذا يجب علينا أن نتحد و نتحاب و نطيع مسؤولينا .

الطاعة:

بعض الجنود يجهلون الطاعة الثورية المطبعة في جيش التحرير. يلزم أن نفهم بأن الحياة الاجتماعية لها قوانين و خصوصا في الجيش الذي يتطلب الاتحاد و السرعة في العمل و الطاعة للمسؤولين مع الإيمان بقضيتنا التي هي سبب الانتصار .و الرتبة لا تكون عرقلة في وحداثنا، والصبغة الثورية لا تنافي التسيير ولا الطاعة بل تكون الطاعة التامة بيننا والفوضى جريمة لا يقبلها مجلس الولاية ويحاربها بدون تفريط، وعلى المسؤول ان ينصت إلى مقترحات نوابة وعلى الجندي ان يعطي اقتراحاته لفائدة الكفاح التحريري ثم تجب المناقشة على الحاضرين ليحصلوا على اناس لهم فكرة نظامية وتضحية "أقوى من جميع الجيوش في العالم" والمناضل المكافح يجب عليه ان يضحي بفكرته لطاعة مسؤوله، وزيادة على هذا يضحي بنفسه لكي يصل إلى النصر.

المحاكم العسكرية والعقوبات

العقوبات تصدر من المحاكم العسكرية والمحكمة الشرعية كما يلي:

رئيس ومستشارين وكاتب ومحام يطلب من كل عضو في المحكمة ان يقوم بدوره كما ينبغي وعلى المحامي أن يدافع عن صاحب الغلطة بكل تفنن.

1/الغلطات:

الغلطات ثلاثة أنواع:

1 – الصغير:

1 – سب الدين

2 – الاستماع لصوت البلاد

3 – الانصات للأسطوانات المنافية للاخلاق

4 – قراءة الجرائد التي تمس معنوية الثروة

5 – التلاهي مثل لعب الكرطة والدمين

6 – الاكاذيب نوعان: 1 – تغيير الحقيقةن وو .. 2 – كتمانها.

7 – العبث بالسلاح وتنظيفه وسط الجماعة

8 – الرشوة بالمال

9 – التفضيل الشخصي

3/الخطيرة:

1 – عدم تنفيذ المقرات الطاعة العامة تطلب قبل كل شيئ تنفيذ المقرات، يجب على الاطارات ان يضربوا المثل في التفتيش على تطبيقها بذكاء مناسب للاوامر الصادرة ويلزم درس المقرر ولا يكتف ببعثها كتابه ويلزم تفهيمها للمامورين في اجتماع.

2 – النعاس في الحراسة

3 – الشكوى المشتركة تبث داء التفرقة والتحزب ولذا كل طلب او شكوى تقدم شخصيا.

4 – النسيان أو ضياع الوثائق او السلاح او الذخائر او الألبسة في المراكز او الراحة.

5 – بث السر العسكري في المراكز المدنية او العسكرية او امام من تهمة معرفته.

6 – الخصام بين المسؤولين أمام المأمورين او المدينين او الشعب يلزم المسؤول المحافظة على سلطته وبها يكون محترما وسلطة الجيش قوية والعكس بالعكس يلزم كل مشكلة تخص من يهمهم الأمر وتسوى سريا.

7 – التفصيل: كل انسان يعبر بان له قسم او ناحية او منطقة او ولاية قد ارتكب جريمة تقسيم اتلجهات في الجزائر يكون لاجل الاستراتيجية يلزم فكرة الوحدة الجزائرية دائما تتوى ويجب محاربة التفضيل النظامي وان جيش التحرير الوطني موحد.

8 – الأخلاق الرديئة

9 – التذبير

10- المكاتبة مع العائلة او المدينين بدون امر النظام

11 – الدعاية المفشلة غير مقبولة

12 – عدم كشف من ارتكب جريمة واجبنا الثوري يدعونا لمحاربة الغلطلات والمجاهد الذي يكشف الغلطات يقدم للنظام ويصحح الغلطات ويرجع اخاه إلى طريق المستقيم.

13 – حادث السلاح بالعبث أو نظافته وسط الجماعة

14 – التغيير في الاوامر على المجاهدين ان يطيعوا الأوامر والمكلفين بها.

15 - حكم الاعدام بدون محكمة شرعية مهما كانت درجات الغلطات الواجب يحتم علينا ان تكون محاكم في كل مرة وفي كل حاثة.

16 – التقارير المزورة لما يخفي الانسان الحقيقة عن الحالة الحاضرة يكون قد ارتكب جريمة النظام.

17 – الشهادة المزورة مهما كان الغرض فإنها مضادة لثورتنا وديننا.

18 – الغتبة في وحدة او مسؤول امام وحدة أو مسؤول إن هذه السيرة تحطم الطاعة وتقلب الافكار وهي مضادة لسيرة المجاهد.

مشاكل العامة لوحدة او مجلس او فرع تسوى وتبقى داخلية والواجب اظهار الحقيقة اثناء الاجتماع الانتقاد المفيد والانتقاد الذاتي هو خصال ثورتنا.

3/الخطيرة جداً:

1 – الفرار: كل مجاهد يترك وحدته وبدون إذن فهو فار لا يجوز للمجاهد ان يذهب من وحدته بدون امر مهما كان نوع السبب وهذا أيضا في شأن المسبلين وجميع جنود المراكز العسكرية والفدائيين فعلى الجندي ان يقدم طلبه باحترام الدرجة ويجب نشره الخبر بسرعة.

2 – الخيانة ليست محصورة في الانضمام إلى العدر بل منها افشاء أسرار الجيش ولو بالتعذيب وحينئذ يذهب للجندي الصبغة وشرف المجاهد.

3 – ترك المجروح او السلاح او الراية في ميدان المعركة

4 – أعمال التمييز يعني تكوين احزاب في صفوف التحرير الجزائريون الموجودون في جيش التحرير لهم وطنية تدل على حضورهم في الجيش لا فوق بين جميع المسؤولين في نظام واحد وتحت مراقبة المجلس الوطني فهو خطر على نظامنا. التربية ضررة في هذا الشان والثروة موحدة لا تقبل التجزئة.

5 – عدم الطاعة غير مقبولة في الجيش وخصوصا في وقت المعركة والطاعة التامة ضرورية في نجاح اعمالنل التنفيذ قبل كل شيئ والطلب من بعد.

6 – الانضمام على العدو مهما كانت الأسباب والمجاهد يحترم قدر الشعب والجيش ويدافع حتى الاستشهاد.

7 – السرقة تؤدي بصاحبها على الخانة

8 – استعمال اسم الجيش للأغراض الشخصية.

العقوبات:

العقوبات مختلفة والمحاكم اللعسكرية حرة في اختيار العقوبات حسب الغلطات.

1 – عقوبات الغلطات الصغيرة: الزيادة في الحراسة الزيادة في العمل حلق الراس التوبيخ الخفيف الدفن في الأ رض التوبيخ العنيف مع التسجيل في الدفتر العسكري.

2 – عقوبات الغلطات الخطيرة: الخفض من المسؤولية التجند من الرتبة مؤقتا او مؤبدا

3 – عقوبات الغلطات الخطيرة جدا: الاعلام بارصاص بدون تجريد المجاهد من الثياب.

تنبيهات:

1 – الطاعة وقت المعركة: المجاهد تجد عليه طاعة المسؤول ويقوم بالتحريكات التي تطلب منه مثلا: اطلاق النار الهوم الانتقال مكن الموضع في وقت الاشتباك الانسحاب التفرق إن دعا إليه المسؤول بعدما يكون محل الملاقاة معينا ويجب على جميع الجنود الوصول على المكان المعين في اقرب وقت والاهتمام بالاجتماع في مكان الملاقاة وياخذ الاحتياطات اللازمة ويجب على المسؤول تبديل الموضع إن وقع جندي اسير في يد العدو.

2 – في مدة التفرقة يلزم الحضور في الاجتماعات السياسية والمطالعة في الجرائد والمناشير العمليات الداخلية والمشاركة في المحادثاث تقوي التربية والتدريب العسكري يكون متتابعا باهتمام والتربية السياسية للمجاهديبن صيغة ولهذا يلزم الاطلاع على كل ما يصدر من الجبهة في الميدان السياسي ويلزم حفظ القوانين العشر الااساسية لجيش التحرير والقانون الداخلي والدروس العسكرية والمقررات.

4 – الدوران والانتقال في المراكز ينبه العدو ويمنع المدينون من كثرة التحرك في المراكز.

5 – السير ليلا يكون بالصمت وله قوانين يجب احترامها والتكلم بالفرنسية تقع من حوادث خطيرة.

6 – السيرة مع تكون محمودة ويجب على الجندي ان يستأذن مسؤوله في طلب ما يحتاج من الشعب.

7 – مراقبة الرسائل الخاصة دائما موجودة وتكون على يد المسؤول المباشر والمكاتب هاته مرتين في الشهر.

8 – محاربة الأمية والجهل يكون دائما موجودة في الجيش فعلى المجاهدين أن يوسعوا معرفتهم في لغتهم الغربية.

9 – كل من نزع السلاح لاخيه المجروح قد ارتكب في الجيش والواجب ان يترك له سلاحه والمجروح خطير يعطي له مسدسا وكل من يذهب إلى المستشفى له سلاحه.

10 – كل مجاهد ينتقل بإذن الولاية أو المنظمة أو الناحية يترك له سلاحه.

11 – يجب احترام الدرجات في الرتبة.

12 – يمنع ترك الجندي أكثر من ثمانية أيام بدون تعيين عمل.

13 – الصحبة والالعاب لا يتغير الاحترام

14 – يلزم التاكيد على نظافة الجسد والثياب وحمل آلة الحلاقة وما ينظف الفم لجميع المجاهدين.

15 – يلزم مراقبة الأكل من المسؤول المعين

ملحقات

1 – تكرار الغلطة الصغيرة يصيرها كبيرة وتدل على صاحبها انه مسيء السيرة والخطيرة، تصير خطيرة جدا.

2 – صاحب الغلطة عند انتقال يجب علينا ان نعينه ليرجع إلى السيرة الحسنة.

عن مجلس الولاية الرابعة

في 18 أكتوبر 1958

Voir les commentaires

كتاب المعارك السرية بين مخابرات الثورة الجزائرية ومخابرات الاستعمار /حاملي الحقائب فرنسيون في خدمة السلم

حاملي الحقائب فرنسيون في خدمة السلم

Les porteurs de valises

إن الفترة التي شهدت ميلاد المجموعة السرية الفرنسية من أصدقاء الثورة الجزائرية هذه المجموعة سميت بشبكة جونسون (Réseau Jeanson) فجنسية عناصر هذه الشبكة هم فرنسيون أغلبهم من الطبقة المثقفة وفرنسيون من جناح اليسار الديمقراطي إتخذوا مواقف مشرفة ضد بلادهم فرنسا حيث إختلفوا معها فيما تقوم به منذ حرب إبادة ضد شعب أعزل وإحتلال  غير مشروع لأرض ليست أرضهم.

فميلاد هذه الشبكة المسماة حاملي الحقائب (Les porteurs de valises ) كان عام 1957 فحسب رئيسها جونسون أن طابع نشاطاتها التنظيم يترجم موقف سياسي منذ البربرية الاستعمارية الفرنسية المسلطة على الجزائر وموقف لتعرية  التناقضات النظام الاستعماري الذي واصل حد تضيق الخناق على الديمقراطيين الفرنسيين الذين لا  يشاطرونه بخصوص ما يحدث في الجزائر، فحتى هؤلاء الفرنسيين المتعاطفين مع الثورة الجزائرية لم يسلموهم كذلك من التعذيب فتعرضت عناصر شبكة جونسون إلى ممارسات غير انسانية وملاحقات بوليسية في أهم العواصم الأوربية أين كانوا ينشطون بضفة منتظمة مع قيادة حزب جبهة التحرير الوطني بالخارج فشبكة جونسون كانت لها ميزانيه تقدر ب 3 مليون فرنك فرنسي قديم. فأعضاء الشبكة هم محترفون تخلوا على وظائفهم من أجل العمل مع FLN  امثال CIRAT وHELENEو POLO.

قامت مصالح المخابرات الفرنسية الداخلية DST بإعتقال أعضاء شبكة حونسون ووجهت لهم تهمة التجسس والخيانة العظمى ضذ فرنسا.

تنظيم ومهام حمالي الحقائب
شبكة فرانسيس جونسون Francic Jeanson

 

جاك بارتيلات Jack Berthelet

عضو نشط في مجموعة التعاون الخاصة بالشبكة كان يقيم في سويسرا، من مهامه استقبال الفارين من الجيش الفرنسي طرد من السويس في جانفي 1960.

جون ماري جوق هن Jean Marie Boeghin   :

هو صحافي كان يقوم بتأمين الحماية والتموين للجنود الفرنسيين المعارضين للحرب الجزائر كون شبكة مدينة ليون عام 1959 حكم عليه 10 سنوات أقام بالجزائر بعد الاستقلال.


داني برجي   Denis Berger

ينتمي إلى حركة المنشقين اليسارية، أنشأ سنة 1956 مجلة تسمى Tribune de Debat ألقي عليه القبض من طرف AST الفرنسية بعد عشرة ايام من هذا الانجاز النظالي كان مختص في مجال ما بعد التكوين ومهام الإختراق (Infiltration ).

إيتيان بالوEtienne Balo

كان أستاذ في الفلسفة وهو من أوائل الأعضاء الناشطين في شبكة جونسون عام 1959 ألقي عليه القبض عام 1960.

غوبار بانيو Robert Bunnaud

أستاذ في التاريخ، دخل الجيش الفرنسي عام 1956 شارك في انتفاضة الجنود الفرنسيين الذين تمردوا ضد الادارة الاستعمارية بالجزائر.

في أفريل 1957 نشر شهادة في مجلة الضمير "Esprit" بخصوص التعذيب وبربرية الاستعمار الفرنسي في الجزائر، إنظم إلى شبكة جونسون المتمركزة بمرسيليا عام 1959.

سيمون بلومانSimmon Blumen

طرد من الحزب الشيوعي الفرنسي PCF لما إختلف مع قيادة هذا الحزب بخصوص مواقفه إتجاه الثورة الجزائرية إنظم إلى الحكومة المؤقتة GPARA بتونس كلم عليه بعشرة سنوات سجن وبعد سقوط شبكة حاملي الحقائب الفرنسية أقام بالجزائر بعد الاستقلال.

هلان قيناتHelenne Ghenat 

أستاذ في الأدب، توجهه يساري انظم إلى شبكة جونسون عام 1957 ألقي عليه القبض في فيفري 1960 حكم عليه ب 10 سنوات سجن هرب من السجن في فيفري عام 1960 أقام بالجزائر بعد الاستقلال.

هنري كيريالHenri Curiel :

هو مصري الجنسية ومؤسس الحركة المصرية للتحرير  MDLN  بدأ في شبكة جونسون عام 1957 بعدها قادة مجموعة خاصة به، أغتيل في ماي 1978.

فرنسيس جونسون Francic Jeanson

هو فيلسوف ومدير مجلة "Temps Modernes" كتب بالتعاون مع زوجته كولت (Colette) كتاب يساند  فيه الثورة الجزائرية بعنوان الجزائر خارج القانون (L’Algérie Hors la loi) عام 1955.


Michel Raptis  المدعوه   Pablo

عمل كمتعاون مع جبهة التحرير الوطني بخصوص نقل الأسلحة إلى المغرب لحساب الثورة ألقي عليه القبض في جوان 1960 بأمستدرام هولندا.

إن كل عناصر شبكة جونسون ألقي عليها القبض بين جانفي، مارس 1960حكم أعضائها بتهمة الخيانة أغلب عناصرها حكموا بعشرة سنوات سجن وعن أسباب ظهور هذه المجموعة المناضلة التي ساهمت مع جبهة التحرير الوطني في تحرير الجزائر من قبضة الاستعمار الفرنسي صرح مؤسس حاملي الحقائب فرنسيس جونسون يوم 15 أفريل 1960 في ندوة صحفية بالصحافة الأوربية حيث قال لدينا وثائق تدين النظام الاستعماري الفرنسي وتفضح وسائل الابادة والتعذيب الممارسة ضذ الشعب الجزائري، وخلاصة القول أن شبكة جونسون تعتبر انتصار للثورة الجزائرية وهناك أسماء أخرى نشطت ضمن شبكة جونسون كـ ERADSPITZEN و JACQUES VINES وCECIL MARION و LOUISORHANT و JEAN CLAUDEوPAURERT وJEAN JACQUES PORCHEEL .

Voir les commentaires

كتاب المعارك السرية بين مخابرات الثورة الجزائرية ومخابرات الاستعمار/عملية العصفور الازرق تفشل في القبائل /صا

عملية "العصفور الأزرق"

تفشل في القبائل

قررت المخابرات الفرنسية تشكيل جيش عميل من الجزائريين لمحاربة جيش التحرير الوطني، وذلك بعد فشل المدعو الجنرال "بلونيس" كانت المحاولة هي تجند عملاء جزائريين من سكان منطقة القبائل لصد المجاهدين حيث تم إسناد المهمة إلى عناصر المنطقة العسكرية العاشرة للجيش الفرنسي بالتعاون مع بعض أفراد قبائليين عاملين في جهاز المخابرات الفرنسية وفي مقدمتهم المدعو "الطاهر حشيش"  عنصر ذكي صديق حميم لقائد جهاز مراقبة التراب الفرنسي بباريس DST.

التحق الطاهر حشيش بمدينة عزازقة حيث قصد مطعم أصدقاؤه المدعو زياديد الذي كان مناضلا ومسؤولا في صفوف الحركة ممن أجل انتصار الحريات الديمقراطية، ونظرا لظروف الاجتماعية والخاصة كان قد ابتعد عن الحركة الوطنية من غير ما ينفصل عنها تماما، ولعل ابتعاده هذا عن النضال منذ عام 1950 هو الذي جلب إليه انتباه الطاهر حشيش الذي قرر زيارة في مطعمه.

التقى الرجلان وجرى الحديث بينهما حول أحداث الثورة المسلحة والمجاهدين وتواجد كريم بلقاسم وما يشكله المجاهدون من قوة ضاربة في المنطقة، وقد تواصل الحديث من غير ما يكشف زايديد نوايا الطاهر حشيش. إلى أن وصف هذا الأخير ما يقوم به جيش التحرير بالقتلة للأطفال وبالمجرمين في حق النساء تبين لزايدد موقف صديقه الحميم من الثورة فلم يشأ أن يخالف في موقفه وآرائه، بل أيده أكد له ما أنعت به المجاهدين وأضاف له أوصاف ما يعانيه الشعب منهم، فوثق حشيش بصاحبه وباح له بما عزم على الإقدام عليه.

لم يبد زياديد أية معارضة ولم تظهر عليه علامات القلق والخوف بل أبدى ما يشجعه صديقه بعدما اهتدى في قرار نفسه إلى ما قد يفيد به الثورة ويكفي أن يلعب فيها الدور الأساسي تعويضا لما فاته من نضال.

عرض عليه حشيش أن يقوم بعمل ما، خدمة لفرنسا حتى تكرمهما بما يليق بعملهما.. لم يعلق زايديد على عرض صديقه وإنما استفسره عن نوع العمل وأسلوبه، وقد اندهش زياديد لما رد عليه صديقه بقوله : "أن نقاوم الفلاقة بالأسلوب الاستخباري الذي يطوق شملهم وأن يتم ذلك بالدخول في وسطهم واختراق صفوفهم".

اظهر زايديد حيرته وعلى أنها حيرة المستصغر قبوله العرض حتى وإن كان ما يريده من صديقه غير واضح وغير مفهوم، وعقد الاثنان اتفاق لقاء ثاني بينهما.

أن زايديد كان مناضلا في صفوف الحركة من اجل انتصار الحريات والديمقراطية، وترقى في إطارها إلى مستوى المسؤولية، وهذا ما يؤكد ما كان عليه من روح وطنية عالية، إلا إن ظروف الحياة وما حدث في صفوف الحركة فيما بعد جعله يبقى حياديا مهتما بشؤون عائلته، ومع اندلاع الثورة عاد إلى نشاطه الوطني انبعثت فيه روح الوطنية، فاتصل برجالات الثورة وعلى رأسهم كريم بلقاسم.

فلم يترك زايديد الوقت يضيع منه، فما أن افترق بصديقه حشيش حتى اتصل لكريم بلقاسم واستعرض عليه تفاصيل قصة لقاءه مع حشيش وما ينوي هذا الأخير القيام به ضد الثورة وضد المجاهدين.

لم يندهش كريم بلقاسم ولم يعقب في بداية الأمر، بل فكر طويلا، ثم قال لزايديد ما عزم عليه ورتب له.

وطلب منه أن يبقى على اتصال دائم مع حشيش وأن يظهر له المودة والإخلاص وان يحثه على أن يحقق ما يريده، وقبل أن يودع كريم بلقاسم زايديد قدمه إلى المدعو حمد بازوران قائد ناحية عزازقة، ثم ودعهما في الأخير على أمل اللقاء.

التقى زايديد بحشيش الذي كان عائدا من العاصمة يحمل معه إلى زايديد خبر حصوله على أسلحة وذخيرة ومال،  ويبقى الحصول على العناصر من مهمة  زايديد الذي أكد لصديقه أنه في صدد البحث عنهم وقادرا على استمالتهم وتجنيده، ولكن يجهل عدد العناصر المطلوبة، إلا أن حشيش رد عليه  بأنه بحاجة إلى العشرات والمهم في الأمر أن لا يلتفوا الانتباه إليهم ويلتزمون بأشغالهم العادية نهارا، أما المهمة المطلوبة منهم فيتم تنفيذها ليل فقط وعليهم بالإخلاص لفرنسا.

تواصلت اللقاءات بيتن زايديد وحشيش من اجل التحضير والإعداد، وفي نفس الوقت كانت تجري لقاءات بين زايديد وكريم بلقاسم الذي أشعر العقيد محمدي سعيد بما نوى القيام به لاستغلال مخطط العميل حشيش عن طريق زايديد، لكن العقيد محمدي سعيد لم يبد ارتياحه لهذه العملية لما تشكله من خطورة على حياة المناضل زايديد وباقي الوطنيين من أبناء المنطقة الذين تم الاتصال بهم للتجنيد كعملاء تحت قيادة حشيش وضمن جهاز مخابراتي ليس من السهل الإفلات منه، كما أن تجربة العقيد محمدي سعيد مع "الجستابو"   الألماني تركه يفكر طويلا، لكن إصرار كريم بلقاسم على تنفيذ خطته أصبح في نفسه عزيمة وإرادة، لأنه كان يعلم أن الوطني زايديد يمتاز بذكائه الحاد وشدة رزانته وهدوءه وهو الذي سيقود "فيلق العملاء" وريثما يقوم حشيش بتسليحهم.

سارعت مخابرات الثورة، بالتحضيرات والاستعدادات اللازمة وكذلك أهمية الاعتناء بهذا الملف السري، تم كل شيء دون أن يعلم ذكاء عناصر الأجهزة الفرنسية، ورغم أنها كانت الناشطة بدون منافس في الساحة الجزائرية.

وهكذا سقط جهاز المخابرات الفرنسية في الفخ بسقوط "عصفور الأزرق" بناه له وطني قروي بسيط اسمه زايديد دون سابق إنذار إلى الجهاز المخابرات لجزائر الثورة، وهي العملية التي أطلق عليها وعلى منفذها قوة كا Force K.  نسبة للحرف الأول من كلمة القبائل جند فيها زايديد رجالا من خيرة المناضلين والوطنيين الذين كانوا يشكلون جهاز اتصال، والذي تحول فيما بعد إلى ما يسمى بجهاز الثورة للمخابرات.

وتلك العملية كانت الأولى من نوعها التي نجح فيها هذا الجهاز، مما رفعه إلى مستوى أجهزة الاستخبارات العالمية لتطوير مع مرور السنين وقد روى لنا المرحوم قاصدي مرباح كيف كان جهاز المخابرات مسيطرا على الأوضاع داخل الوطن وداخل فرنسا...

لقد شارك في اختيار وتجنيد الرجال القائد كريم بلقاسم، حتى يضمن التفوق والنجاح على جهاز المكتب الثاني، حيث تمكن زايديد أن يوهم حشيش العميل إلى أن وفر له المال والسلاح بمختلف أنواعه وتم تسليح في الدفعة الأولى ثلاثين رجلا، وحصول على مبلغ من المال، والذي وزع على الجندين.

دخلت "قوة كا" في تنفيذ العمليات العسكرية ليلا، وهي عمليات كان كريم بلقاسم يعدها ويحضرها بنفسه حتى يسيطر على الوضع، حيث كانت الاشتباكات تجري بطرق وهمية يعود بعدها المجندون إلى حياتهم العادية وحتى الخسائر المادية والبشرية التي كان يتم الإعلان عنها.في الواقع كانت في صفوف الخونة والحركة والعملاء الذين كانت قيادة الثورة تأتي بهم من مناطق أخرى ليعدموا في ساحة المعركة حتى يتأكد بفرنسا وفاء المجندين" العملاء "و زاد "حماس" المخبرات الفرنسية فسادت في التجنيد التسليح، وما زال زايديد هو قائدهم، وصاحب القرار في الاختيار، حتى وصل عدد المجندين في "قوة كا" إلى 1500 رجل، وهو ما دفع كريم بلقاسم أن يعين المدعو محمد مخلوف من آيت وانيش مساعدا لزايديد الذي أصبح يتمتع بثقة الفرنسيين  صاحبه حشيش.

ولما تولي محمد مخلوف هذا المنصب أصبح التمويل بالأسلحة الذخيرة ، مباشرة من طرف أحد الضباط من جهاز الاستخبارات على مستوى المنطقة العسكرية بتيزي وزو ، وكان هذا الضابط هو الذي ينقلها إلى قرية آيت وانيش ليستلهمها منه محمد مخلوف في سرية تامة.

وذات يوم وصلت تعليمات إلى زايديد تحثه على جمع كل المعلومات عن صديقه حشيش ، وكل ما يمكن معرفته عن شخص بلونيس فأخبره بأنه عميل خطير يعمل مع ضابط المخبرات الموجودة بمدينة "غتراليس".

في الوقت الذي كان حشيش يخطط إلى بلوغ ما كان يطمح الوصول إلى تحقيقه، تمت الإجراءات لانعقاد مؤتمر الصومام، فأمر كريم بالقاسم بسحب المجاهدين من عملية العصفور الأزرق لتحويلها إلى قوة جهاد ظاهرة تتكلف بحماية المنطقة والدفاع عنها في حالة شن أي هجوم فرنسي على المنطقة، وصادف هذا القرار لجوء الجنرال الفرنسي" اوكي" إلى التفكير جيدا في "قوة كا"  مباشرة بعد تعينه لتسيير هذه القوة فبدا يراوده الشك. إلا أن "جاك سوستال" عارض هذا التعيين، وعين بدله النقيب" هنتيك "-الذي أول خطوة قام بها تمثلت في فتح تحقيق لمعرفة كل فرد من أفراد قوة كا-

طالب النقيب "هنتيك" تدعيمه بعاصر فرنسية من الفلق الخاص للمظليين، والمعروف باسم"الصدمة11"(11e CHOC )  حيث لبى طلبه الكولونال -ديكروس-  ومده بثلاثين عسكريا، من بينهم سبعة عشر مظليا، واثني عشر ضابط صف من ذوي الكفاءة العسكرية عالية، تحت قيادة الملازم-داكسل- ثم "جون سرفيي" في مهمة سرية، لأنه يحسن التحدث بالقبائلية والعربية والشاوية، ويعرف حسن المعرفة منطقة القبائل الكبرى والصغرى. وأكد النقيب بأن رجال "قوة كا" ليسوا كلهم من القبائل والا ينتمون لناحية تيزي وزو وعزازقة.

وبذلك تأكدت شكوك "هنتيك".

سارع أسد الجبال كريم بلقاسم بإعطاء الأوامر عاجلة أفراد "قوة كا" للإتحاف بصفوف جيش التحرير الوطني، وبالتالي وضع حدا للمهمة والانسحاب من غابة "تمغوت" جنوب بورفيدون- في حين التقى زايديد بصديقه الطاهر حشيش لإخباره بما حصل متجاهل أمامه بانتماء بعض من عناصر "قوة كا" إلى المخابرات الجزائرية.

وبعد فترة ظهر حشيش بوحشية يريد الانتقام لفشله من صديقه زايديد لكن هذا الأخير كان أسرع منه فأخرج مسدسه 9 مم وصوبه في صدر حشيش حيث أطلق ثلاث عيارات سقط على إثرها حشيش ميتا من أجل فرنسا.

في نفس الوقت أعلنت القوات الفرنسية حالة طوارئ من منطقة القبائل، بعدما أصيبت مخابراتها بالجنون وانقلب كل شيء في باريس، فأمرت قيادة المخابرات الفرنسية وكذلك "جاك سوستال" بإبادة كل المجندين في "قوة كا" الشيء الذي حول المنطقة إلى جحيم من النار والدمار.

ومن جانب الطرف الجزائري فقد أعلن كريم بلقاسم عن التحاق 600 عنصرا من "قوة كا" بصفوف جيش التحرير. بينما العناصر الأخرى، منها من تسللت داخل المدن، ومنها من دخلت في اشتباكات مع المظللين الفرنسيين.

لم يتناول الإعلام الفرنسي هذه الواقعة المتمثلة في انهزام مخابراتها، إلا بعد مرور عشرة أشهر، ولم يكن وقع الفضيحة على المخابرات الفرنسية فحسب، وإنما على فرنسا بقوتها العسكرية والصناعية، وما يليها من علم وثقافة وتلك هذه قصة العصفور الأزرق الذي تربى في عش فرنسا ثم طار ليرفرف ويحط في قمم جبال الجزائر الشامخة وذلك هو الانتصار الذي حققه جهاز المخابرات الجزائرية وهو عز تأسيسه..لازال في مهده وتغلب على أقوى جهاز في أوربا. ولأن الانتصار لا يعود في أصله إلى قوة عسكرية، وإنما يعود أصلا إلى الإيمان بقضية ما..لما كانت قضية إيمان الجزائريين هي تحرير الجزائر من بطش الاستعمار. وليس لدينا ما نقوله أكثر من قولنا إنه كان استعمارا خبيثا وخبيثا جدا.

Voir les commentaires

كتاب المعارك السرية بين مخابرات الثورة الجزائرية ومخابرات الاستعمار الفرنسي/ اخطر جاسوس فرنسي خلال الثورة ال

أخطر جاسوس فرنسي خلال الثروة التحريرية الجزائرية.

السفاح جورج واتين

 

كان هذا إبان الثورة التحريرية جورج واتين ملقب عند الفرنسيين الذئب "LE LOUP" ومعروف عند الجزائرين "الجن الأحمر".

لجورج واتين ماض بضواحي مليلة، حيث درس ونال شهادة مهندس زراعي واتقن الحديث باللغة العربية العامية فهو ابن كولون ... وكان حارسا لمرمى فريق كرة القدم لمدينة خميس مليانة. إنه مجرم .. مجرم مدني .. ومجرم حرب نظرا لتعامله مع مصالح المخابرات الفرنسية في الجزائر خلال الفترة الممتدة من 1954 إلى 1960 قبل أن يلتحق بالمنظمة الارهابية السرية OAS  - وانتمائه للجنرالات الانقلابيين: صالان – جوهود – زالار ...

سكان مناطق سهل الشلف يتذكرون ذلك المجاهد الذي اتصل بأمر من جبهة التحرير بجورج واتين لتسليمه وصل الاشتراك بقيمة 02 مليون سنتيم، بعد موافقته و طلبه، لكن الحقيقة كانت غير ذلك فبمجرد وصول المجاهد إلى مزرعة واتين حتى قام هذا الأخير رفقة شقيقته باغتيال المجاهد والتمثيل ببحثه، حيث أثبت السفاح  جورج واتين الوصول بمسمار كبير على عظم جبهة المجاهد الشهيد، ثم نقله على متن سيارته "جيب" إلى الساحة الرئيسية للمدينة وعرضها أمام أنظار الجميع.

وتفيد وثائق المخابرات الفرنسية أن جورج واتين كان قد التحق بمصالح المخبرات (الامن العسكري) بتاريخ أول نوفمبر 1954. وقد تعرض لعملية اعتقال في سنة 1956، من طرف الشرطة الفرنسية، حيث مكث بالسجن 06 أشهر أن يحاكم.

وتضيف المعلومات أن جورج واتين قد حكم عليه بالاعدام مرتين بفرنسا لمحاولة تنفيذ اغتيال ضد الجنرال ديغول في سنة 1962، المحاولة الأولى نفدت بمدينة "بوتي كلامار"، والثانية وقعت بالمدرسة العسكرية، وحكم عليه بالاعدام في الجزائر ثماني مرات على إثر جرائم ضمن المنظمة السرية الارهابية – OAS

كما كان جورج واتين المتسبب الرئيسي في المذبحة البريد المركزي بالعاصمة عندما دفع السكان الفرنسيين في مظاهرة، تصدى لها الجيش الفرنسي بالنار.

ثم فر واتين إلى فرنسا، حيث قام بزرع 85 عبوة ناسفة (بلاستيك) في باريس، استهدفت مناصري الجزائر جزائرية واليساريين.

وبعد استرجاع استقلال الوطن فر جورج واتين من عقاب الثورة الجزائرية إلى سويسرا، ومكث طوعا منه بالسجن لمدة 24 شهرا، ثم التحق بالباراغواي في نهاية سنة 1965.

وعندما فاز الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا متيران بالرئسيات سنة 1980، عاد السفاح جورج واتين إلى فرنسا حرا طليقا مدركا أن فرانسوا متيران كان مثل عدوه لواد للثروة الجزائرية، خاصة عندما صرح في قسنطينة بصفته وزيرا للداخلية قائلا: "نهاية الفلاقة وشيكة ..يجب دوسهم" لكن واتين لم يستطيع الاستقرار، فعاد ثانية إلى الباراغواي.

يناهز سن هذا السفاح 76 سنة وهو يعيش بمدينة – أسنصيون – بالباراغواي، ويعتبر بشهادة الملفات السرية للمخابرات الفرنسية اكبر وأخطر مجرم مدني خلال حرب الجزائر.

لقد ارتكب هذا السفاح عدة جرائم في حق الشعب الجزائري وكان يملك اراضي شاسعة وعددا من السيارات والجرارات، ورغم ذلك لم يدفع ثمن جرائمه مثله مثل السفاح بيجار.


Voir les commentaires

كتاب المعارك السرية بين مخابرات الثورة الجزائرية ومخابرات الاستعمار /قصة قتل العميل الجاسوس كويس/صالح مختاري

قصة قتل العميل الجاسوس كوبيس

 

كويبيس اسمه الأصلي بلحاج الجيلالي عبد القادر، من مواليد قرية "زدين" الفلاحية المتخامة لعين الدفلة معقل الشيوعيين الجزائريين أنذاك، ينتمي بلحاج إلى عائلة عريقة، التحق بمدرسة ضباط الصق بشرشال وتخرج منها برتبة عريف. انتسب إلى حركة انتصار الحريات الديمقراطية وأصبح عضوا في المنظمة الخاصة (O.S) ونظرا لكونه عسكريا أسندت إليه مهمة تدريب أعضاء المنطقة، ولما كان مؤتمر حركة انتصار الحريات الديمقراطية عام 1946 احتصنته في مزرعة ب "زدين".

ولما اكتشف أمر المنظمةالخاصة اعتقلت الشرطة الفرنسية مناضليها بمن فيهم بلحاج، لكنه لم يلبث في السجن طويلا حتى أطلق سراحه دون غيره بعد أن أباح لها بجميع الأسرار وعدم البوح بها مهما كانت ظروف الاستنطاق والتعذيب.

ما إن غادر السجن حتى تحول إلى مخبر يعمل في جهاز شرطة العدو دون أن ينسى ما كان عليه أبوه الضابط في جهاز الصبايحية...أتقن بلحاج مهمة المخبر بوجهين، بحيث ظل على اتصاله الدائم بالحركة الوطنية من جهة وبجهاز شرطة العدو من جهة ثانية، حتى إذا اندلعت ثورة التحرير اختار بلحاج أن يكون في صفوف المصاليين، واتخذ لنفسه اسم "كوبيس" عوضا عن بلحاج في نهاية عام 1956.

تمكن في بداية الأمر من مغالطة المواطنين في نواحي الشلف "الأصنام" على اعتبار أنه سجين سياسي قديم ومناضل في الحركة الوطنية فأوقع الكثير في شراكه وجندهم في صفوفه مدعيا أنه سيصنع منهم النواة الصحيحة لثورة التحرير تؤازره ماديا ومعنويا أجهزة الاستخبارات الفرنسية، وقد تمركزت قواته بإحدى الثكنات الفرنسية، وكان جل اتباعه من نواحي الشلف ومنطقة الشراقة وبئر خادم بأحواز العاصمة، ينتمون في غالبيتهم الساحقة إلى فئات الفقراء المعدومين الذين غرر بهم معتمدا أسلوب الوعود الكاذبة والمغالطة موهما إياهم بانهم هم الفئة الناجية التي تقع على عاتقها تجديد الجزائر، والحقيقة أن "كوبيس" هو مجرد منفذ لمخطط العدو لضرب الثرورة من داخلها واشعال نار الفتنة بين الجزائريين وتحويل الأنظار عن الثوار الحقيقيين إلى غيرهم من الزائفين، فقد كلب من العدو الذي وافق بخبث على طلبه رفع العلم الجزائري إلى جانب العلم الفرنسي فوق ثكنتة وانطلق في محاربة الثورة ونصب الكمائن للمجاهدين والاستباك معهم بقوة وصل تعدادها خمس مائة رجل مدعمين بعتاد معتبر وأسلحة متطورة مده بها العدو، كانت مجموعاته المقاتلة لا تعلم شيئا عما يجري باستثناء فلة من معاونيه أعمتها الخيانة وأفسدها الطمع.

تفطن اتباعه لمكائد قائدهم الذي كان يحرضهم على قتال الجزائريين دون الفرنسيين وارتابوا في أمره حتى إذا تبينوا حقيقته غادروه إلى صفوف جيش التحرير...فما كان إلا أن ركب رأسه وتحالف مع العميل الخائن "باش آغا بوعلام" وصارا يقاتلان جنبا إلى حنب مع قوات العدو جيش التحرير وجبهة التحلرير الوطنيين، ومن ورائهما كل الشعب الجزائري.

وبقي على هذا الأمر إلى رمضان سنة 1957 عندما قام كومندوس  جيش التحرير بقيادة النقيب سي محمد بلحاج بمهاجمة مركزه وقتل عددل هائلا من عناصره، وقد تدخل يومها طيران العدو إلى جانب قوات العميل "كوبيس" يؤازرها، فتأكد بذلك لمن كانوا على غير بينّة منه أنه يمثل الخيانة والردة، وهكذا فر نفر كبير من جنوده والتحقوا بالثورة، ودب الشك في العناصر القريبة منه وبدأوا يدبرون لاغتياله والتخلص منه، وسعيا للصفح على ما ارتكبوه في حق الثورة..لكنه تفطن للأمر وبادر إلى قتل قائد حركة التمرد أحمد قاسم...لكن جذوة الانتقام من عمالته لم تمت بحيث استمرت الاتصالات بين المنشقين والمجاهد رشيد بوشوشي من المنطقة الثالة المكلف بالأخبار ةوالاتصال في جيش التحرير...وبعد مشاورات طويلة وتمحيص دقيق وافقت قيادة الثورة على انضمام ما تبقى من عناصر كوبيس إلى صفوف الثورة على شرط أن يصفوا قائدهم العميل ولا يقبل منهم دون ذلك شرط أخر وإن كان تعدادهم ألف مقاتل. شغلت عناصر "كوبيس" جماهير الشعب والثورة لما أحدثته من شغب ونهب ومحاربة المجاهدين وسطو على المواطنين العزل تسندهم قوات العدو بالعدة والأسلحة وبسط حمايتهم عليهم. رتبت مجموعة من أبطال جيش التحرير خطة سرية شديدة الاحكام لقتل هذا العميل بإشراف المجاهد رشيد بوشوشي وامحمد بلحاج صهر"كوبيس" بعد أن جمعت كل المعلومات عن تحرك العميل ومكانه وأنشطته وأوقات تواجده...رسمت خطة تصفيته ثم رصد لها خيرة المجاهدين...تحركت جماعة المجاهدين المكلفين بالمهمة إلى نواحي عين الدفلة حيث ثكنة العميل وأقيمت حراسة مشددة لتحديد وقت ومكان تواجد العميل الذي عرف بكثرة تحركه وسرعة انتقاله بين مراكز قواته التي لا يفتأ يتفقدها ويزودها بالامدادت، وهكذا تمت مهاجمة موقعه بعد محاصرته وتك القضاء عليه ونقل رأسه إلى مقر القيادة.

نفذت هذه العملية الجزيئة يوم 16 أفريل 1958 كما جاء في الاجتماع الذي عقده القائد سي امحمد حضره الشهيد بوقرة بصفته قائد الكتيبة الزبيرية المكلفة بتأمين ذلك اللقاء المنعقد في نواحي "سدا غريب" تحدث سي امحمد في ذلك الاجتماع عن ظروف تشكيل فرقة كومندوس تابع للمنطقة الثانية والأسس التي يجب أن يتم على ضوئها اهتيار عناصر الفرقة وكان من بينهم بعض جنود كتيبتي، كما تطرق إلى موضوع إرسال بعض ضباط ولايتنا إلى الحدود المغربية (كاحمد بن شريف وبشير رويس وعبد الرحمان مامي).

Voir les commentaires

كتاب المعارك السرية بين مخابرات الثورة الجزائرية ومخابرات الاستعمار/وقائع اغتيال اغتيال العربي بن مهدي من طر

وقائع اغتيال العربي بن مهيدي من طرف
المخابرات الفرنسيةDST

 

الشهيد العربي بن مهيدي كان المسؤول المباشر عن العمل المسلح في العاصمة. وكان بشهادة من عرفوه عن كثب مثقفا أنيفا، ومفكرا ملتزما ومنظر أصيلا للثورة وكان من انصار المزاوجة بين التحرك الواسع للجماهير و"خروج الثورة إلى الشارع"، وفي نفس الوقت "التنظيم العقلاني والفعال" للعمل السري. وكان وراء التحضير المعنوي للسكان من أجل خوض معركة الجزائر. وكان يردد دوما: "يجب أن تصبح مدينة الجزائر "ديان بيان فو الثاني للجيش الفرنسي".

قال ياسف سعدي "رحلت لجنة التنسيق والتنفيذ (C.C.E) إلى الخارج لكن بدون العربي بن ذلك أنه اعتقل يوم 23 فيفري في شقة بشارع كلود ديبيسي، في قلب المدينة الاوروبية ولم يكن في عداد الرحلة.

وزعم تخوفي أن أبدو مبالغا في الاعجاب بهذا الرجل فإني أعترف أن صلابته الوطنية تثير الافتتان، وقد شعرنا أن اعتقاله هو مثابة الكارثة فكأننا فقدنا انسانا عزيزا في قلوب أقربائه فراغا لا يعوض، وبكينا بما في ذلك أولئك الذين تعلموا بمرور الزمن اخفاء دموعهم حتى لا يظهرون ضعاف أو مستضعفين أمام المحن.

كان رد فعلنا، عادة حين تصيبنا مصيبة تنطوي على مخاطر زعزعة قواعد تنظيما هو القيام بأعمال انتقامية لكن هذه المرة يستحيل مهما فكرنا أن نقوم بأي رد فعل.

فقد هوجرت صفوف الفدائيين، بسبب الاضراب إلى درجة أن الحل البديل الأقل مخاطرة كان هو الترقب، وكانت رغبتي حالا هي القيام بعمليات اختطاف رهائن، لكن غياب الوسائل وخاصة الأشخاص المدربين، صرفني عن هذه الفكرة وكنت أخشى أن الذين اعتقلوا بن مهيدي سيحتاجون ضده. وظل هناك أمل وهو ان نعرف كيف اعتقل وكذلك المكان الذي يوجد فيه، ثم بد ذلك نحاول اكتشاف اسرار أخرى من اجل استكما خطتنا أي تاريخ وساعة تحويله إلى السجن حيث يوضع لا محالة تحت رقابة مشددة إلى غاية محاكمته هل وشى أحد ببن مهيدي ؟.

ورغم الغموظ الذي احيط به عمدا مكان استنطاقه فإني لم اتخل ابداً عن متابعة أثاره بفضل نتف المعلومات التي كانت مصلحة استعلاماتنا تجمعها بطريقة أو باخرى.

وفي انتظار ذلك كان شبح اختطافه يطاردوني في كل مكان وكانت كل ساعة تمر ترهقني بالتساؤلات اسبوع كامل من الحيرة الطاغية ثم بعد ذلك اتخذت المسالة فجأة منحنى اخر.

والراوية المحتملة اكثر هي التالية وعلى أية حال فهي ليست موافقة للروايات الأخرى التي هي في الغالب مبتكرة ورائجة هنا وهناك في بعض الأحيان بحسن النية لكنها في الغالب بهدف تاكيد اشاعة "الصدفة او المصادفة" في قضية لا تترك نهايتها المأساوية أي مجال للصدفة هل وشى احد ببن مهيدي ؟ ذلك أكثر من أكيد.

وبلا شك ان الذي وشى به هو ليس "جسوسا" في خدمة العدو، لكن احد منا استسلم بعد ان اوسعوه ضربا مدة ساعات فلنحاول ان نفهم الأمور أن بن مهيدي لم يأت إلى الشارع كلود ديبيسي كما كان يفعل ذلك بطريقة روتينية فقد ذهب إلى هناك استجابة إلى مسعى مرتبط بلا شك بتحضير السفر إلى الخارج طبقاً للقرار الذي اتخذ أو عمارة رشيد في التليملي ومبدائيا كانت شقة شارع كلود ديبيسي مكانا سريا مخصصا للأعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ من أجل تبادل المرسلات بينهم أو رسائل مستعجلة تقرا وتتلف فورا وهذا المكان الذي كنا نعتبره سريا حتى نحن الذراع الايمن للجنة التنسيق والتنفيذ لم يكن كذلك في نهاية المطاف إلا نظريا مداغم بعض الاعوان الاتصال كانوا لا يجهلون وجوده وعنوانه الدقيق.

كان السفر إلى الخارج وشيك الوقوع وقد تلقى بن مهيدي رسالة ثانية تدعوه إلى الذهاب إلى الشارع الديبيسي من اجل معرفة التاريخ والمسار الذي يجب اتباعه من أجل تجاوز المرحلة الأولى ونحن نتذكر ان رسالة الاولى رحلته من القصبة التي لجأ إليها أنى ذاك التق بحي السكالا وانطلاقا من هناك قام اعوان الاتصال بباقي الأمور وفي اثناء ذلك هل تم اجتماع التليملي ؟ في الحقيقة أن بن مهيدي وقع في الفخ بين هذا الاجتماع وموعد شارع الديبيسي وتبرز التارير التي أعدها أعوان اسشتعلماتنا في جملتها دلائل تحرك الذي أدى إلى اعتقاله.

فخ شارع دبيسي

قبل ايام من التاريخ المشوم ليوم 23 فيفري 1957 أوقفت دورية من الجنود سيارة من نوع "بيجو 403" بالقرب من الحاجز مراقبة واقيم على طريق الرابط بين أحياء الابيار وفريفالون وكان صاحب السيارة وكان صاحب السيارة بن شيكو وخضعت السيارة إلى التفتيش وفي الوقت نفسه خضع السائق إلى تفتيش جدي متبوع بمراقبة هويته كل شيئ جرى بدون مشاكل لكن في اللحظة التي كان الجنود على وشك تصريح صاحب "بيجو 403" اقترب احد الجنود وقد كان واقفا جانبا على بعد امتار وامر السائق بفتح الصندوق الخلفي للسيارة مرة ثانية امتثل بن شيكو وأشار الجندي بسبابته إلى الحقيبة الصغيرة الموضوعة في عمق الصندوق وأمسك بها وفتحها واتضحى انها ملايين من الفرنكات وفي تلك اللحظة تحول بن شيكو الذي كان يتأهب للالتحاق بمنزله.

إن مشبوه واقتيدة إلى أقرب محافظة للشرطة حيث اوساعهوه ضربا وفي نظام كهذا فإن المبطولات لا تصمت طويلا فعد أن عذبه المظليون الذين جاؤا بأعداد كبيرة اعترف بن شيكو ان المبلغ المالي ليس له وانه موجه إلى شخص أسمه حميدة (اسمه الحقيقي شرقي ابراهيم) اعتقل شرقي بدوره في حي سانت أوجين حيث عترو بحوزته على ما يبدوا عليه دلائل ملموسة بأنه يعمل لصالح لجنة التنصيق والتنفيذ كما انه كان معروفا كعون اتصال لبن مهيدي خارج القصبة وفي اللحظة التي اعتقل فيها يحمل أي سلاح وقد حاول في مركز الشرطة التقليل من دوره وبذل كل ما في وسعه لنفي كل شيئ جملة وتفصيلا لكن محاولاته كانت يأيسة بعد ذلك قابل الباشاغا بوطالب الذي اعتقل قبل بذلك بيوم وكذلك بن شيكو فاستسلم واعترف أنه زار مرتين او ثلاث مراة الباشاغا بوطالب في القصبة من أجل الحصول على تعليمات من بن بهيدي.

ومنذ ذلك الوقت أصبح مهماً في النظر المظليين، الذين اصبحت تحركهم فكرة واحدة منذ تلك اللحظة وهي دفعته  للاعتراف بالتفصيل بطبيعة الصلات التي تربطه بالقائد السابق للولاية الخامسة وبعد أن اخضع لعدة حصص من التعذيب المستمر انهار واستسلم. فراح يفشي العناوين بلا ترتيب، وبالتأكيد عنوان مخبأ نهج كلود ديبيسيحيبئذ بدات المطاردة وحوصري فورا كل المخابئ المذكورة.

وحاصر المليوم حي بلانو سولبير، وطوقوا المبنى "المشبوه" بوضع موانع وحواجز شائكة لعزل الحي عن الأحياء الأخرى وبدات فصائل المظليين تنزل بسرعة نحو الدرج حيث توجد الشقة – صندوق البريد، تردد لجنود لحظات وبعدها صرخ أحدهم آمرا: "هنا".

وفي هذه المسألة توجد بالتأكيد روايتان الأولى تؤكد فرضية كسر الباب والثانية .. لا يهم، فالباب المذكور انفتح مع ذلك وهناك اكتشف المظليون رجلا وحيدا واقفا في قاعة الجلوس وبعد رطانة صاخبة نموذجية من نوع "ارفع يديك" "لا تتحرك وإلا اطلقنا النار" وقرروا ان يسألوه عن اسمه تردد بعض الوقت كان بن مهيدي بارد الطبع مهما كانت الظروف وكان يؤخذ دائما الوقت الكافي قبل الاجابة وبعد أن تأكد من مفعول جوابه كشف هويته الحقيقية ولم يصدق الظابط الذي كان يستجوبه.

لحظات بعد ذلك بدات فرقعات المصورين والصرير كميرات مصالح العمل السيكولوي للجيش وكان بن مهيدي يتركه يصورون دون ابداء أي نفور كان يبتسم ويقال ان الجنرال ماسي حين سمع خبر اعتقاله عبى الشامبانيا هل هذا الخبر صحيح أم لا ؟ ... هذا الخبر لا يغير بتاتاً مصيره ذلك ان اعتقاله عاشى الاعداء كانتصار فهو يبرر بالنسبة للعدو على الاقل جزء من "مصاريف" الاضراب بل يمكن ان يعتبر غنيمة يستطيع بفضلها ماسي ان يعلن انتصاره.

ونقل بن مهيدي فورا إلى مركز قيادة الكلونيل بيجار وهناك كان يجب الاستماع إلية واثناء الجلسة الأولى وسلسلة من الاستجوابات قدم تصريحا مطولا لتحديد أسباب حرب التحرير الوطني وتطورها واهدافها النمهائية اما فيما يخص الباقي أي تنظيم جيش التحرير الوطني وجبهة التحرير الوطني في البلد ومحاور تفمفصلها الكبرى ونشاطها اليومي ورجالها المتنفذين عن كل هذه الاسئلة رفد بن مهيدي رفدا قاطعا الاجابة.

حين وصل عند بيجار درس بن مهيدي بالتفصيل وفتش جسده تفتيشا دقيقا ولم يعثروا عنده إلا على نسخة من مشروع أرضية الصومام وكان بيجار وماسي وشركاؤهم يذركون جيدا انهم لن يحصلوا على أي شيئ منه مهما كانت الطريقة التي يستعملونها فما المانع إذن لو انهم حاولوا حيلة أولى بمقابلته مع شرقي ابراهيم هنا ايضا رد بدون حدة وكأنه يتكرر بالتعليق على هذا اللقاء بمثل هذه الجملة الغامظة "كنت موجودا في الديبيسي صدفة ولم يكن في استطاعت شرقي أن يتنباء بذالك".

واثناء الايام المقلقة اعتقاله اتخذ بن مهيدي موقفا كله شجاعة وعزة النفس فعن الأسئلة المتعلقة بمكان او امكنة الاختباء عبان رمضان والاعضاء الاخرين للجنة التنسيق والتنفيذ أجاب بن مهيدي انهم غادروا المدينة ما بين 19 و 20 فيفري مضيفا وواضحا في جوابه ظلالا من المرارة: "حتى لا يسقطوا في الفخ مثل من العبث ايضا البحث عن كريم بالقاسم فهو يقيم في الخارج مع أوعمران منذ ديسمبر 1956 أما فيما يخص ياسف واعوان قيادتهم فقد التحقوهم الاخرون بالجبل منذ الاعلان عن الاضراب وحتى انا كنت على وشك الالتحاق بمنطقة وهران" ونلاحظ اننا حتى لو أخذنا هذه الاجوبة بنوع من التحفظ فإن مقاربتها تدين بالطبع خطورة الوضعية.

لم يتزعزع بن مهيدي حين تعلق الأمر بأسرار جيش التحرير الوطني وكان ذلك موقفه طوال احتماله للمصائب وقد حاول بيجار "تدويره" لكن حقيقته كان ينقصها الحجة الدقيقة. ومع ذلك فخلال هذه المبارزة لم يفسد بيجار كل شيئ. وحين كان يحاول ان يدلي "بحقيقته" الفضة إلى بن مهيدي، افتتن به بدوره فعند بن مهيدي تعلم اشياء نافعة من بينها مذهب الحرب عند جبة التحرير الوطني، الذي تعلمه من افضل استاذ لم يسبق له ان التقى به من قبل. ولم يكن بيجار هو الوحيد في حالته فقد كانوا كثيرين. كان الضباط يتناوبون لمشاهدة السجين لارغاء بفضول طبيعي بفرط ما كان جهلهم بالميدان كبيرا. أليس لهذا السبب سموا ابن مهيدي "المدمن على الثورة" ؟.

ظل بن مهيدي حبيسا محاط بالسرية عند بيجار من 23 فيفري إلى بداية شهر مارس 1957. وفي 4 مارس وصل أمر غير منتظر إلى مركز قيادة بيجار يطلب منه تحويل "المحبوس" فورا إلى القطاع العسكري لميزون كاري وكانت هذه التعليمة غير قابلة للنقاش، وهي صادرة عن قائد فرقة المظلين العاشرة، أو إن شئتم عن ماسي شخصيا.

هكذا حيكت مؤامرة قتله

وإذا صدقنا استعلمات ذلك الوقت يكون قد جرى الحديث عن تفويض امر حراسة بن مهيدي مؤقتا إلى قائد الفيلق الاول للقناصة المظلين وكأن حراسة التي فرضت عليه حتى الان لم تكن كافية.

وفي الحقيقة لم يكن نقله سوى خدعة من اجل تقريبه من ميدان الرماية (المضلع) حيث كان من الفروض أن يعدم بعد ساعات. ويبدوا ان حكومة غيمولي لم تتردد لحظة في الامتناع من السقوط في مثل هذا الحكم الكريه فالمؤامرة ضد بن مهيدي كانت قد دبرت في الخفاء، دون أدنى خلاف بين المدنيين والعسكر.

وفي اليوم الموالي، 6 مارس، أعلنت الصحافة المحلية التي يزودها "بالأخبار" المكتب الخامس للجيش في صفحاتها الأولى "انتحار بن مهيدي" وقد وصفت  (L’échos d’Alger) موضوع الجريمة المقترفة بهذه العبارات "انتحار القائد المتورد في مقر مديرية أمن الاقليم"

 (D.S.T) خلال الليلة ما بين الأحد والاثنين وقد شنق بن مهيدي بحبل أعده بفضل خرق قميصه الممزق". وفي أعقاب هذه المحاولات التظليلية الفظة، من يدل الجنرال ماسي بأي تعليق. فهو الذي كان من عادته ان ينعتنا بالمجرمين في كل أن لم يتمكن أن ينعت بنفس النعت.

واخيرا فإن ماسي كان يعرف كيف يموه، وكيف حول القتل إلى انتحار. لكنه من اجل التجنب والتحقق بفرضية الانتحار أعطى امرا لرجاله من اجل تنظيم جنازة، هي خليط من الشعائر الاسلامية واجراءات عاجلة لدفن اتلفجسد بمقبرة القطار. وبمنعه لاهله من توديعه إلى مثواه الأخير، فإن ماسي اعتقد بلا شك أن مرور الوقت وابقاء الجزائر تحت السيطرة الفرنسية سيثني الفضوليين عن الرغبة في معرفة الظروف الدقيقة التي قتل فيها العربي بن مهيدي. وكان ذلك خطأ. ذلك أنه بعد الاستقلال، وبمبادرة من رفقائه في السلاح أخرجت رفات بن مهيدي بلطف من قبره لنقلها إلى مقبرة العالية الشاسعة في مربع شهداء الثورة.

كانت الشعائر المتطلبة اكثر في وقت السن تفرض قبرا يليق بمقامه وكان اقرباؤه واهله يرغبون أن يختفي من جسده أي أثر للتدنيس وبالرغم من تحلل جسديه المتقدم، فإن الجزء العلوي منه كان متآكلا إلى الربع فقط، فوق الأحشاء حتى القفص الصدري، النتيجة إذن رغم 5 سنوات قضاها في قبره بالقطار، مزالت تبدوا على صدره اثار الرصاص واضحة لا تمحى انه الدليل القاطع أن العربي بن مهيدي أغتيل حقا.

 

المظليون يعتقلون بن مهيدي

حسب ألبير بول لونتن

 

في 15 فيفري تداول الأعضاء الخمسة للجنة التنسيق والتنفيذ بشكل مثير للعواطف.

قال عبان رمضان: "يجب مغادرة الجزائر العاصمة. وإذا ركبنا رؤوسنا، وبقينا في هذه المدينة الملعونة، سيتم اصطيادنا مثل الفئران" . فرد عليه بن مهيدي متدمرا :" انت، إذن تقترح علينا أن نكون الفئران التي تغادر الباخرة الغارقة ؟.. واضاف إنها مسؤولية ثقيبة بالنسبة لقادة ان يهجرو الميدان، حين يصبح ملتهبا". ردا عبان باصرار: "ستكون مسؤولياتنا اثقل، إذا نحن تركنا العدو يختطف منا حياتنا وأسرارنا إني افضل واقعية المحارب، الذي لا يتشبت بالقضايا اليائسة ويواصل المعركة، على رومانسية الربان عديمة الجدوى". وانتصرت وجهة النظر الاخيرة. وتم الاتفاق على ان تنظم للجنة التنسيق والتنفيذ، قبل رحيلها، مسالة استخلافها في منطقة الجزائر الحرة، في اجل أقصاه 10 ايام وان بن مهيدي هو الذي أبلغ هذا القرار لياسف سعدي. وكلفه بممارسة المهام التي كانت حتى الآن من اختصاص بن خدة. وأعلن لياسف سعدي أنه لن يسكن من الآن فصاعدا، في القصبة، لأنه يريد أن يعرف "ماذا يجري فعلا في الجزائر الأخرى، جزائر الأوروبين". وسينام في المساء في شارع كلود ديبيسي، في شقة استاجرتنها قيادة جبهة التحرير الوطني، باستعمال أسماء مسخرة وهكذا استمر بن مهيدي في قلب العاصمة في أسوء وقت ذلك أن القيادة العامة للمظلين كانت تتعقد، بالفعل اثار بن خدة. وكانت تعرف أن هذا الأخير يمكن ان يستفيد من مساعدة الأقدام السود اللبيرالين، وخاصة الكاتوليك القاطنين بالمدينة الأوروبية لذلك عززت المراقبة في بعض الاحياء السكنية. وقد قدم المسؤولون عن مجموعات المنازل في جهاز الحماية الحضرية (D.P.U) التي كان العقيد ترانكي (Trinquier) قد شرع في انشائها، مساعدة ثمينة للقيادة العامة عن طريق تبليغها "معلومات قيمة" كان في امكانهم الحصول عليها في العمارات التي كلفوا بمراقبتها، فالذي أبلغ بوجود "مستاجر عربي جديد لعل من المفيد مراقبة نشطاته" في شقة شارع كلود ديبيسي، هم هواة شرطة جهاز الحماية الحضرية ولكن يكن "المشتبه في امره" سوى بن مهيدي. وحين جاء رجال الشرطة، مرفقين بمظليي الفيلق الثالث، لاستجواب المقيم في استديوا بشارع ديبيسي يوم 23 فيفري سرعان ما تيقنوا أنه بن مهيدي نفسه، وأن "البركة" لن تنقده هذه المرة.

وحتى هو، المسؤول عن العمل المسلح في لجنة التنسيق والتنفيذ، لم ينكر ذلك. وقال "لقد انتصرتم ايها السادة لكن اعلموا، أنه ما كان في وسعكم احراز هذا النصر، لو اني بقيت في القصبة".

Voir les commentaires

<< < 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 > >>