Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

مشاريع المنظمة السرية الارهابية في الجزائر/وثيقة سالان وبداية المجازر

 

 

 

مشاريع المنظمة السرية الارهابية في الجزائر

وثيقة  سالان  وبداية المجازر

 اعداد /صالح مختاري

لقد بينت الحوادث الدامية التي وجدت في بعض المدن الجزائرية و خاصة في وهران و العاصمة ، بعد وقف القتال أن المنظمة السرية مصممة على إحباط الاتفاقات الجزائرية الفرنسية ، و   نشرت صحيفة لوموند الفرنسة  فقرات ومعلومات مدققة عن برنامج و مشاريع المنظمة الفاشستية و هي برامج التي تنذر بأخطر الشرور إذا تمكن أصحابها من تنفيذها . حاولت منظمة الجيش السرية أن تخفي حتى اللحظة التي يبرم فيها وقف القتال أن تخفي بكل عناية نواياها المضبوطة قاصدة من وراء ذلك الاستغلال المفاجأة التي تتلو حيرة السكان و جهلهم لبرامج الإرهاب الأوروبي و قد شمل هذا الجهل إلى حر الأيام الماضية السلطات الرسمية ذاتها حيث أن المعلومات   بشان مشاريع المنظمة السرية ناقصة لكن عثورها على عدة مستندات و وثائق ببعض المعلومات حول هذه المشاريع . فقد علمنا أن التفتيش الذي جرى   بإحدى الفيلات في ضواحي العاصمة الجزائرية أتت بثمار لا باس بها ، كما وقعت بين أيدي قوات الأمن في عمالة قسنطينة وثائق أخرى أتت بمعلومات هامة ، يتضمن جزء من هذه المستندات كمية وافرة من المعلومات التفصيلية حيث وجدت بها عدة تصميمات لتجنيد الأوروبيين و برامج مكتوبة بالألغاز و قوائم الأسماء و مشاريع خاصة بنشاط العصابات داخل المدن . و من طبيعي أن يسارع قادة المنظمة السرية حالما علموا  باكتشاف هذه الوثائق إلى تخفيف من مدار تبليغ السلطات عليها و لا شك أن البرامج و التعليمات التي عثر عليها قد تم استبدالها ببرامج و تعليمات أخرى ، في ظرف قصير و مع ذلك فان هناك تعليمات و تنظيمات عامة لا يمكن إلغاؤها أو استبدالها بسرعة اللهم إلا إذا كان قادة المنظمة قد ضبطوا منذ البداية نوعين من البرامج بحيث يسهل عليهم تعويض البرامج المكتشفة ببرامج مجهولة . انه أهم وثيقة التي عثر عليها هي تلك التي تتضمن تعليمات أمضاها سالان في 23 فيفري المنصرم و التي يرفقها أمر عام بتوقيع الكونونيل الذي يقود المنظمة السرية في المناطق الشرقية من القطر الجزائري و قد صدر هذا الأمر العام في 4 مارس الجاري . أما التعليمات سالان في عبارة عن وثيقة من 6 صفحات و تبدأ بهذه العبارة (( إن الحدث المحتوم على وشك الوقوع )) و يعني بذلك وقف القتال و يضيف قائد المنظمة السرية قائلا (( يتعين علينا إذن أن نستغل الأيام القليلة التي تفصلنا عن وقف القتال لندرس بصفة مدققة الوضعية و ردود الفعل لتي سنتخذها ... أريد أن أسيطر بقدر المستطاع على الأحداث ، أريد أن أتسبب فيها و ليس أن أتحملها و بعبارة وجيزة ارفض مسبقا كل فكرة دفاعية بحيث نكون في موقف الهجوم العام ..)) ثم يأخذ سالان في تحليل العناصر التي يتألف منها الوضع الراهن  فيلاحظ في صدد الحديث عن الخصم بان قوات الأمن احتشدت في كبريات المدن و أنها وفرت لنفسها وائل هائلة من اجل الوقوف في وجه حركة تظهر في الشارع مهما كان مصدرها )) و يبدو تحت عنوان وضعيتنا الملاحظات التالية

في شأن السكان (( أعتبر أنس السكان المدن الكبيرة بلغوا الوحدات العسكرية فرصة الإعلان عن وقف إطلاق النار لتقطع الخطوة الحاسمة و تدخل في الكفاح بقيادة ضباط صغار السن ..)) في شأن المقاومين في الجبال (( أن المقاومين الذين لدينا في الجبال لا يشكلون أداة حاسمة لانجاز مهمتنا ، و لهذا فاني ألح على تنفيذ البرامج الراهنة بكل استعجال ...)) و يستخلص الجنرال سالان من هذه الملاحظات نواياه على النحو التالي فيقول استنادا على العناصر المسبقة الذكر  فاني انوي

- إفساد مناورات الخصم و إرغامه على تغيير برامجه جزئيا أو بصفة كاملة .

-الهيئة التنفيذية الجديدة من أداء مهمتها .

-         إقامة نشاطنا على الوسيلتين اللتين بين أيدينا أي الجيش و المقاومين في الجبال من ناحية ، و من ناحية أخرى السكان المدنيون باعتبارهم جيشا في أوائل الأمر و بحرا نسبح فيه في أخر الأمر ، و الغرض من ذلك هو استغلال التعفن يجب أن ينتج عن مناوراتنا .

-         اعتمادا على المعلومات التي عبرت عنها في عدة مناسبات التي أريد منكم أن تقوموا بترد ملحوظ

-         و أخيرا بودنا  يساهم التراب الفرنسي بقدر الإمكان في تنفيذ برامجنا بصفة عملية و ايجابية ...))

ثم تأتي بعض التفاصيل في وثيقة سالان ، فيقول بخصوص اختيار التاريخ في تنفيذ هذا البرنامج ((( نظرا إلى أن وقف القتال أمر محتوم فانه تاريخه سيكون هو تاريخ الشعور في هذه المرحلة الجديدة من نشاطنا .

و أما النشاط ذاته فانه يجب ان يكتسي صبغتين

                - إنشاء مناطق ثورية في الأرياف على أساسا الوحدات العسكرية التي تلتحق بنا و المقاومين الموجودين في الجبال

-مضاعفة الجو الثوري إلى أقصى حد داخل المدن الكبيرة و يتوجه سالان بأمر إلى قواد المناطق ليحثهم على (( للشروع في جلب الوحدات العسكرية التي أبت نيتا في الانضمام إلينا ))ويعرب عن رغبته في (( أن تتكون بين 15 مارس و 20 مارس بكامل القطر المناطق ثورية ))

و لكن سالان يوجه عناية خاصة للمدن كبيرة فيقول (( يجب علينا تكسير النظام الذي يحفظ به الأمن فيها )) و يعد في هذا الصدد الأوامر التالية 

- إطلاق النار بدون تردد على وحدات الجندرمة المنتقلة و الحرس لجمهوري

-اللجوء إلى استعمال جميع الوسائل الشوارع مثل مراكز توزع البنزين .

-في حال الهجوم من طرف المسلكين يجب الدعوة السكان الأوروبيين  إلى التزام منازلهم ي موقف دفاعي ، و في نفس الوقت تنتصب فرق دفاعية مسلحة في المواقع مختارة للدفاع عن السكان إذا عجزت قوات الأمن عن صد الهجوم .

-كل هذه العمليات ليس بالضرورة أن تقوم بها فرق الانقضاض المختصة بل يجب أن يشترك فيها المدنيون المسلحون.

- تخرج الجماهير إلى الشوارع بأمر من قواد المناطق يتطور في صالحنا ...

- و على كل حال فإنه من الضروري أن يدرك كل شخص مهما كان مستواه أن هذا العمل لا يجب أن يجري في مرة واحدة  أي أنه ليس انقلابا ولكنه حملة متسللة الحلقات في الوقت و المساحة و أن هذه الحملة يمكن و يجب أن تكون حاسمة .

و يخصص قائد المنظمة السرية فقرة لدور التراب الفرنسي فيقول (( إن المندوب العام للمنظمة في فرنسا سيسعى إلى تنسيق وسائله و إمكانياته في فرنسا على غرار ما يجري بالجزائر ، و أنها من البديهي أن الوضع هناك له مميزاته المتجهة بصفة خاصة نحو خلق جو سياسي بمناسبة نشاطنا في الجزائر ))

هذا و اكتشفت قوات الأمن وثيقة ثانية بعنوان (( البرنامج العام لنشاط الدعائي )) و تكمل هذه الوثيقة الصادرة في 24 فيفري التعليمات الخاصة بالنشاط المسلح ، و تتعلق الوثيقة الثانية أولا بتنوير الأذهان حول حقيقة الخصم بالنسبة للحركة السرية المسلحة ، و الخصم يتمثل قبل كل شيء في الهيئة التنفيذية التي تعتبر حكومة الجبهة في الجزائر ، و تتضمن الوثيقة من ناحية أخرى التعليمات الضرورية لمواجهة التأثيرات التي يمكن أن تحدثها الحملة الإخبارية التي تقوم بها الحكومة ، و يتمثل الرد على الحملة الرسمية في السخرية من الضمانات لممنوحة للأوروبيين ضمن اتفاقات افيان و يوجد من بين الوسائل الدعائية التي يدعوا إليها سالان توزيع النشريات و المعلقات و المناشير و الإكثار من الكتابات على الجدران و الإذاعات السرية .

أما الوثائق المحجوزة الأخرى فإنها تفصل بعض النقاط التي تضمنتها التعليمات السابقة لسالان ، و مثال ذلك أن الوثيقة التي حررها قائد منطقة قسنطينة تلح بالخصوص على ضرورةالتحاقوحدات عسكرية بالمتمردين و ظهور مناطق ثورية ، و يقول في هذا الصدد (( انه من المستحسن ان تضم بعض هذه المناطق مدنا بدون ان يؤدي ذلك الى وقوعنا في حالة دفاعية )) و يقول في شان النشاط الخاص بالمدن (( أسلوبنا سيتمثل في خلق في خلق كافة الحوادث الممكنة و الخاصة في حالة تظاهر المسلمين مع تحاشي اصطدامنا بقوات الأمن ، بل يجب أن نجر هذه القوات إلى تسليط قمعها على المسلمين الموالين للجبهة )) . و أما بخصوص علاقات  المنظمة السرية بالمسلمين فانه ورد في  بعض الوثائق مايلي (( إن التجربة بينت بان أفراد قلائل من لفرنسيين المسلمين الذين هم من أصل جزائري أو المنصبين في عاصمة الجزائر تطوعوا للقيام بعمل مسلح في الأحياء الآهلة بالفرنسيين المسلمين )) و هنا فقرة أخرى تعطينا فكرة عن الاغتيالات التي جرت مؤخرا ضد الجزائريين العاملين في المراكز الاجتماعية و الصيدليات  بعاصمة الجزائر تقول هذه الفقرة (( يجب الاعتداء على الشخصيات الإسلامية المثقفة الذين يمثلون سندا للثورة على الأخص الأطباء و أطباء الأسنان و الصيادلة المسلمين فكلما يشك في أن واحدا منهم يعطف على الجبهة يتعين اغتياله  ، و معنى ذلك أنه يجب أن يشعر الوسط الإسلامي بضرورة استمرار وجود فرنسا في الحياة اليومية ...)).

     

 

Voir les commentaires

فضائح بمئات الملا يير بمجمع إيناجو البليدة/ديون بـ 125مليار سنتيم ذهبت أدراج الرياح

 

فضائح بمئات الملا يير بمجمع إيناجو البليدة

ديون بـ 125مليار سنتيم ذهبت أدراج الرياح

محررات مصرفية مزورة وراءها مسؤولون وزبائن من نوع خاص

وحدة نقاوس للمشروبات و المصبرات كغيرها من الشركات العمومية بيعت بالدينار الرمزي ضمن عملية الخوصصة التي ترعاها وزارة المساهمات وينفذها مجلس مساهمات الدولة، هذا الأخير قام بتاريخ442006 بعقد اجتماع تم على إثره منح وحدة نقاوس التابعة لمجمع إيناجو لصالح شركة خاصة تسمى >سيماكروف< بناء على قرار رقم,6413 رغم أن ذات الشركة مدانة لوحدة نقاوس بأكثـر من 5,6 مليار سنتيم حسب إحصاء30062006 يضاف إليه دين آخر بـ67,2 مليار ·

 

 تحقيق /صالح مختاري

تحصلت >المحقق< على تقرير مؤرخ في2006/05/21 أنجزته خلية المراقبة بمجمع >إيناجو< البليدة، ممضى من طرف السيدة >ت<، كشف فيه عن وجود عدة تجاوزات مست وحدتي نقاوس و>منعة< أخطرها مستحقات الديون المترتبة على عاتق زبائن هاتين الوحدتين، فوحدة منعة وإلى غاية 2006/03/30 تم تسجيل مستحقات ديونها ب39,134,087,.368دج، تشمل مبلغ 89,543,385,135دج ديون الخواص و مستحقات تقدر بـ96,305,378,40دج تعود إلى عام 1998 لم يتم استردادها، مصلحة المبيعات والتسويق كانت متورطة في حدوث هذه الكوارث المالية التي أفلست الوحدة بحيث وقفت اللجنة على ملفات لزبائن غير كاملة وفواتيرغير مطابقة للمعايير مع غياب عقود البيع وعدم احترام السقف الأدنى لقروض البيع .

ثماني زبائن كلفوا الوحدة خسارة قدرها التقرير بـ 48,836,574,51دج، أي مايقارب5,51 مليار سنتيم، سيماروف بنحو 6,25مليار سنتيم، وشركة >إ-ع، سطيف< بـ25,18مليار سنتيم. وقد كان >ب-ع< مسؤول المبيعات وبمباركة مديرية مجمع إيناجو مهندس إفلاس الشركة ومسهل تقديمها في طابق من ذهب لشركة سيماروف رغم ديونها المترتبة منذ عقدها اتفاقية الزبائن التي كانت في الحقيقة حيلة تجارية للاستحواذ على ممتلكات نقاوس المقدرة ب208مليار سنتيم .

وحدة نقاوس لم تسلم هي كذلك من مرض الاختلاسات وهروب الزبائن الكبار من دفع مستحقاتهم، وبهذا الصدد كشف التقرير أن مجمل هذه الديون وصل إلى غــاية 30 مارس2006 مبلغ .86,34مليـــار سنتيم، وديــــون تبلغ17مليار سنتيم تعود إلى تاريــخ .1998

هندسة الإفلاس ورحلات ليون

ما وصلت إليه وحدة نقاوس ومنعة من إفلاس وتحويل للأموال وتزوير لمحررات مصرفية هو من هندسة رئيس مصلحة البيع الذي أكد بشأنه >المحقق< >ب< أنه لم يتخذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على مصلحة الوحدتين، وتغاضى عن ديون الزبائن والسكوت على التزوير الذي مس محررات مصرفية قدمها زبائن محسوبون عليه مثل المدعو >ك-ش- ت< من باتنة الذي تمكن من الاستحواذ على بضاعة بـ249,9مليون سنتيم لم يدفع ثمنها لحد اليوم، رغم أن ملفه فارغ، كما أن المدعو >ب-ح< أخذ بضاعة خلال عام2005 بمبلغ 500مليون سنتيم ليقوم بتزوير وصولات دفع مصرفية خاصة ببنك الفلاحة والتنمية الريفية وكالة بن بولعيد باتنة، والوصول هي، وصل رقم0214-4 ve مؤرخ في,06/08/30 وصل رقم 0224 -ve7 ليوم31أوت ,2006 وآخر وصل مزور كذلك يحمل رقم0026,2 مؤرخ في,70906 أرسلها إلى وحدة نقاوس عبر الفاكس، هذا الزبون رغم عمليات التزوير المتكررة التي هندسها إلا أنه استفاد من تواطؤ المدعو >ب-ع< رئيس مصلحة البيع، لجنة التحقيق قدمت أدلة بشأن ذلك، كتأشيرة ذات المسؤول على فواتير البضاعة للمدعو >ب ح< على أنها مسوية و أن جميع وصولات الشحن ممضاة من طرفه والحقيقة أن مبلغ هذه الفواتير المقدرة بـ249 مليون سنتيم لم تسو أبدا .

سوء التسيير والتواطؤ مع الزبائن الذي قام به المدعو >ب ع< رئيس مصلحة المبيعات بنقاوس إيناجو، تم بمباركة مدير وحدة نقاوس الذي منح صلاحيات واسعة له في مراسلة مؤرخة بتاريخ 2005/11/21 وجهها إلى مدير وحدة منعة جاء فيها أن >إن المبيعات من الاختصاص الحصري لرئيس ذات المصلحة..< مؤكدة على تحصيل جميع الديون لعام ,2005 وخاصة ديون الزبون المدعو >ك< الذي، حسب رسالة مدير وحدة منعة المؤرخة في 17 سبتمبر2005 فهرس226 الموجهة إلى وكيل الجمهورية لمحكمة آريس ضد>ب ع< المعروف باسم >ك ش< كان وراء تزوير وصولات مصرفية عليها تأشيرة البنك، وأكثر من ذلك وجه رئيس مصلحة المبيعات >ب< رسالة إلى محامي الشركة يوم 24 ماي 2006 يطالبه فيها بوقف متابعة >ك< المزور، بحجة أنه بصدد تسوية وضعيته اتجاه الوحدة لأنه، حسب الرسالة، قد وفر لها قطع غيار صناعية وعجلات، ذات المسؤول أرجع قضية متابعة >ك< إلى الرئيس السابق للمصلحة الذي يقول إنه أقيل من منصبه بسبب سوء التسيير، ومن خلال الوثائق التي تحصلت عليها المحقق والخاصة بعطل رئيس مصلحة حماية الزبائن، يتبين أنه قضى عطله بليون الفرنسية، ففي ظرف شهر ذهب ثلاث مرات متتالية إلى ليون، وهنا يكمن السر .

الموتى الزبائن واختلاس 50 مليار سنتيم

بعدما كانت >إيناجو< رائدة في مجال صناعة المصبرات والمشروبات، واشتهرت بمشروب نقاوس، تحصلت خلال عام ,2007على >وسام الإفلاس والاختلاسات< منحه لها مسؤولون عقدوا اتفاقيات سرية مع بارونات الخوصصة، فبعدما تم التخلي عن وحدة نقاوس ومنعة لصالح >سارل سيماروف<، تمكنت شركة >سيم< من الحصول على وحدة البليدة، في حين تم غلق وحدة >الطاهير< بجيجل و>باديس< ببلعباس وكذا وحدة >جي كوب< ببوفاريك التي كان مديرها المقال قد راسل كلا من وكيل الجمهورية وقائد فرقة البحث والتحري للدرك الوطني بالبليدة بشأن قضية اختلاس مبلغ 73,231·758·1 دج من وحدة بوفاريك كان وراءها المدعو >م ت أ< المدير السابق و >ج ا< مسؤول المالية و>أ -خ<، وعوض أن تعطي المديرية العامة والمصالح المختصة أهمية للقضية تم فصل السيد >ز- ن< من مهامه، وهنا صرح هذا الأخير لـ>المحقق< أنه كان ضحية مؤامرة بعدما رفض طلب المدير العام الحالي الخاص بتبني مستحقات ديون بـ50 مليار سنتيم لتكون ضمن حسابات وحدة بوفاريك، وبذات الشأن، أكد المتحدث أن هذا المبلغ هو لأصدقاء المدير الذين، يقول المتحدث، استعملوا سجلات تجارية لأموات للحصول على بضائع إيناجو تقدر بأكثر من هذا المبلغ، وقد أكدت شهادة أحد التجار بالعاصمة أن تاجر مشروبات المدعو>ب-ح< قام بإفراغ حمولة مشروبات انقاوس بمخزن يقع بـ>شارع علاوة فضل< بجوار عيادة شهر زاد بالشراقة، بحيث عرضها للبيع حسب صاحب الشهادة بأسعار تثير الشبهة .

من وراء شركة سيماروف؟

شركة >سارل سيماروف< التي استولت على وحدة نقاوس تأسست بتاريخ 2002/03/28 برأس مال يقدر بـ500 مليون سنتيم لم تودع منه يوم تأسيسها لدى الخزينة سوى 100مليون سنتيم، حيث عقد كل من >هـ - م< تاجر من وهران و>ب- ر<، والإخوة >خ< >ع< و>م< شراكة على أنقاض العمال والوحدة، فرغم أن سيماروف لها مستحقات ديون لصالح نقاوس تقدر بـ5,6 مليار سنتيم قديمة و8,3 مليار إلى غاية 2006 أي يقارب 3,10ملايير، إلا أن صفقة الخوصصة رست عليها، فحسب تحاليل اللجنة المكلفة من طرف المديرية العامة فإن عرض سيماروف هو الأفضل والذي كان في حدود 37 و4,45 مليار سنتيم مقارنة بشركة >اصب ميطال< التي قدمت عرضا بين 72و26 مليار سنتيم .

وقد ذكرت ذات اللجنة أن سيماروف تعهدت بتطوير وحدة نقاوس ومنعة وتبني مخطط للاستثمار والمحافظة على مناصب العمال البالغة ,442 والغريب في الأمر أنه تم تقديمها على أنها تنشط منذ سنوات في مجال توزيع المشروبات وأنها قد دخلت في شراكة مع الوحدتين منذ 2002 بتموينهما بوسائل التخزين التي تم شراؤها من إسبانيا عن طريق > سوسيتي بنك< بالشراقة بتاريخ 02/06/26 بمبلغ 575,365 ألف أورو أي ما يعادل 8,2 مليار سنتيم، وهو ما يطرح تساؤلات حول تمكن هذه الشركة من الدخول في شراكة مع وحدة نقاوس بعد ثلاثة أشهر من تأسيسها وتمكنها من شراء عتاد بالعملة الصعبة وهي لم تتمكن من إيداع مبلغ رأس مالها كاملا، فمستحقات الديون التي عجزت مديرية إيناجو من تحصيلها قدرت إلى غاية2006/04/30 بمبلغ 125مليار سنتيم، ثماني عشر منها متعلقة بالشركات العمومية و82 خاصة بالزبائن الخواص بحيث تحتل وحدة نقاوس المرتبة الأولى بـ41 مليارسنتيم التي بيعت بـ10مليار سنتيم وليس كما جاء في تحاليل أصحاب التحايل،

Voir les commentaires

كتاب المعارك السرية بين مخابرات الثورة الجزائرية ومخابرات الاستعمار/بيان اول نوفمبر/صالح مختاري

بيان أول نوفمبر 1954

"أيها الشعب الجزائري،

أيها المناضلون من اجل القضية الوطنية:

أنتم الذين ستصدرون حكمكم بشأننا – نعني الشعب بصفة عامة، والمناضلون بصفة خاصة- نعلمكم أن غرضنا من نشر هذا الإعلان هو:

أن نوضح لكم الأسباب العميقة التي دفعتنا إلى العمل، بأن نوضح لكم مشروعنا والهدف من عملنا، ومقومات وجهة نظرنا الأساسية، التي تهدف إلى الاستقلال الوطني في إطار الشمال الإفريقي، ورغبتنا أيضا هو أن نجنبكم الالتباس الذي يمكن أن توقعكم فيه الإمبريالية وعملاؤها الإداريون وبعض محترفي السياسة الانتهازية.

فنحن نعتبر، قبل كل شيء أن الحركة الوطنية – بعد مراحل من الكفاح- قد أدركت مرحلة التحقيق النهائية. فإذا كان هدف أي حرة ثورية- في الواقع- هو خلق جميع الظروف الثورية للقيام بعملية تحريرية، فإننا نعتبر أن الشعب الجزائري، في أوضاعه الداخلية متحدا حول قضية الاستقلال والعمل. أما في الأوضاع الخارجية فإن الانفراج الدولي مناسب لتسوية بعض المشاكل الثانوية. التي من بينها قضيتنا التي تجد سندها الديبلوماسي وخاصة من طرف إخواننا العرب والمسلمين.

إن أحداث المغرب وتونس لها دلالتها في هذا الصدد. فهي تمثل بعمق مراحل الكفاح التحرري في شمال إفريقيا. ومما يلاحظ في هذا الميدان أننا كنا منذ مدة طويلة أول الداعين إلى الوحدة في العمل. هذه الوحدة التي لم يتح لها مع الأسف التحقق أبدا بين الأقطار الثلاثة.

إن كل واحد منها قد اندفع اليوم في هذا السبيل. أما نحن الذين بقينا في مؤخرة الركب فإننا نتعرض إلى مصير من تجاوزته الأحداث.

وهكذا، فإن حركتنا الوطنية قد وجدت نفسها، محطة نتيجة لسنوات طويلة من الجمود والروتين، توجيهها سيئ محرومة من سند الرأي العام الضروري، قد تجاوزته الأحداث، الأمر الذي جعل الاستعمار يطير فرحا ظنا منه انه قد أحرز أضخم انتصاراته في كفاحه ضد الطليعة الجزائرية. إن المرحلة خطيرة.

أمام هذه الوضعية التي يخشى أن يصبح  علاجها مستحيلا، رأت مجموعة من الشباب المسؤولين المناضلين الواعين التي جمعت حولها أغلب العناصر التي لا تزال سليمة ومصممة، أن الوقت قد حان لإخراج الحركة الوطنية من المأزق الذي أوقعها فيه صراع الأشخاص والتأثيرات لدفعها إلى المعركة الحقيقية الثورية إلى جانب إخواننا المغاربة والتونسيين.

وبهذا الصدد فإننا نوضح بأننا مستقلين عن الطرفين الذين يتنازعان السلطة، إن حركتنا قد وضعت المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات التافهة والمغلوطة لقضية الأشخاص والسمعة، ولذلك فهي موجهة فقط ضد الاستعمار الذي هو العدو الوحيد الأعمى. الذي رفض أمام وسائل الكفاح السليمة، أن يمنح لأدنى حرية.

نظن أن هذه الأسباب كافية لجعل حركتنا التجديدية تظهر تحت اسم:

"جبهة التحرير الوطني"

وهكذا نتخلص من جميع التنازلات المحتلة، ونتيح الفرصة لجميع المواطنين الجزائريين مع جميع الطبقات الاجتماعية، وجميع الأحزاب والحركات الجزائرية، أن تنظم إلى الكفاح التحرري دون أدنى اعتبار آخر.

ولكي نبين بوضوح هدفنا فإننا نسطر فيما يلي الخطوط العريضة لبرنامجنا-

الهدف:

الاستقلال الوطني: بواسطة:

·                                إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات سيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية

·                                احترام جميع الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني

·                                التطهير السياسي بإعادة الحركة الوطنية إلى نهجها الحقيقي والقضاء على جميع مخلفات الفساد وروح الإصلاح التي كانت عاملا هاما  في تخلفنا الحالي.

·                                 تجميع وتنظيم جميع الطاقات السليمة لدى الشعب الجزائري لتصفية النظام الاستعماري.

 الأهداف الخارجية :

·                                تدليل القضية الجزائرية

·                                تحقيق الوحدة الإفريقية في داخل إطارها الطبيعي العربي الإسلامي.

·                                تأكيد عطفنا الفعال تجاه جميع الأمم التي تساند قضيتنا التحريرية

وسائل الكفاح:

وانسجاما مع المبادئ الثورية، واعتبارا للأوضاع الداخلية والخارجية، فإننا سنواصل الكفاح بجميع الوسائل حتى تحقيق هدفنا.

إن جبهة التحرير الوطني، لكي تحقق هدفها يجب عليها أن تنجز مهمتين أساسيتين في وقت واحد هما:

أولا- العمل الداخلي:  سواء في الميدان السياسي أوفي ميدان العمل المحض.

ثانيا- العمل في الخارج  لجعل القضية الجزائرية حقيقة واقعة في العالم كله، وذلك بمساندة كل حلفائنا الطبيعيين.

إن هذه مهمة شاقة ثقيلة العبء، وتتطلب تجنيد كل القوى وتعبئة كل الموارد الوطنية ". وحقيقة أن الكفاح سيكون طويلا ولطن النصر محقق.

"وفي الأخير، وتحاشيا للتأويلات الخاطئة وللتدليل على رغباتنا الحقيقية في السلم، وتحديدا للخسائر البشرية وإراقة الدماء، فقد أعدنا للسلطات الفرنسية وثيقة مشرفة للمناقشة، إذا كانت هذه السلطات تحدوها النية الطيبة، وتعترف نهائيا للشعوب التي تستعمرها بحقها وتقرير مصيرها بنفسه.

·  الاعتراف بالجنسية الجزائرية بطريقة علنية ورسمية، ملغية بذلك الأقاويل والقرارات والقوانين التي تجعل من الجزائر أيضا فرنسية التاريخ، الجغرافيا واللغة والدين والعادات للشعب الجزائري.

·  فتح مفاوضات مع الممثلين المفاوضين منى طرف الشعب الجزائري على تسس الاعتراف بالسيادة الجزائرية وحدة لا تتجزأ.

·  خلق جو من الثقة وذلك بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ورفع كل الإجراءات الخاصة، وإيقاف كل المطاردة ضد القوات المكافحة.

وفي المقابل:

·  فإن المصالح الفرنسية، ثقافية كانت أو اقتصادية والمحصل عليها بنزاهة، ستحترم وكذلك الأمر بالنسبة للأشخاص والعائلات.

·  جميع الفرنسيين الذين يرغبون في البقاء بالجزائر يكون لهم الإخبار بين جنسيتهم الأصلية ويعتبرون بذلك كأجانب تجاه القانيين السارية، أو يختارون الجنسية الجزائرية وفي هذه الحالة يعتبرن كجزائريين بما لهم من حقوق وعليهم من واجبات.

·  تحدد الروابط بين فرنسا والجزائر وتكون موضوع اتفاق بين القوتين الاثنين على أساس المساواة والاحترام المتبادل.

أيها الجزائري ! إننا ندعوك لتبارك هذه الوثيقة. وواجبك هو أن تنضم إليها لإنقاذ بلادنا والعمل على أن نسترجع له حريته: إن جبهة التحرير الوطني هي جبهتك، و انتصارها هو انتصارك.

أما نحن، العازمين على مواصلة الكفاح، الواثقين من مشاعرك المناهضة للإمبرياليين، فإننا نقدم للوطن أنفس ما نملك.

أول نوفمبر 1954 الأمانة الوطنية

مصادر الكتاب

 

-مذكرات الرائد سي لخضر بورقعة كتاب بقلم الفريق سعد الدين الشاذلي قائد الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973.

-كتاب هواري بومدين الرئيس القائد 1932-1978.

--كتاب للمجاهد ياسف سعدي دار القصبة 1981 ترجمة عبد القادر بوباكير معركة الجزائر الجزأ الثالث.

-كتاب حاملي الحقائب Les Porteurs de Valises

La Résistance Françaises à la guerre d’Algérie,

Matrick Rotman, Hervé Hamon.,

-رواية ألبير بول لونتن حول إغتيال الشهيد العربي بن مهيدي.

-دورية الذاكرة عدد2  في عام 1995.

-مجلة الباحث أحاديث حول تسليح الثورة 1954-1962 عام 1987.

-مجلد الأول، الطريق الأول إلى نوفمبر للمنظمة الوطنية للمجاهدين.

-مجلة الباحث عدد 01 جويلية 1982.

-كتاب لفرانس فانون Sociologie d’une Révolution 

-كتاب كلود كولات Le régime de la hausse musulmane Algérienne.

-جريدة Le monde 9مارس 1954.

-جريدة La dépêche d’Algérie  17 مارس 1962.

-مجلة الجيش عدد 352 نوفمبر 92.

-مجلة المجاهد عدد 1403 26/06/1987.

-مجلة الجيش عدد 337 سبتمبر 91.

-مجلة الجيش عدد 356 مارس 93.

-مجلة الجيش عدد 354 جانفي 93.

_اسبوعية الخبر عدد عام2002

Voir les commentaires

كتاب المعارك السرية بين مخابرات الثورة الجزائرية ومخابرات الاستعمار/19 مارس 1962 نهاية مغامرة فرنسا في الجزائر

19 مارس 1962 نهاية مغامرة فرنسا في الجزائر

 

إن الحقائق التاريخية في كينونتها الواقعية و صحة إثبات وجودها في السياق التاريخي مثلها مثل حقائق العلوم التجريبية في وجودها المسبق في إثباتها عبر تسلسل الاكتشافات العلمية وفق قوانينها الموجودة مسبقا في الطبيعة.

فالقانون الطبيعي المكتشف في عام 1962، في مجال من المجالات العلمية مثلا، لا يعني أن هذا القانون المكتشف قد ولد في الطبيعة يوم اكتشافه، ولكن فقط يعني أن في هذا اليوم هو الذي توصل فيه العقل البشري لاكتشاف ذلك القانون عندما توافرت له شروط الاكتشاف.

وعلى الرغم من الاختلاف الموضوعي في الدقة العلمية بين العلوم التجريبية والعلوم الإنسانية التي يعتبر التاريخ فرع منها، إلا أن الحقائق التاريخية الواقعة فعلا هي الأحرى تبقى ثابتة الوقوع  مؤثرة في الأحداث و موجهة للسلوكات حتى و لم يظهر على المسرح الرسمية العام بصفة بارزة لأسباب موضوعية أو شخصية كي تظهر بعد زمن لتحل مكانتها الحقيقية ضمن المسار التاريخي العام .

و كما أن اكتشاف قانون علمي جديد في أي مجال من المجالات العلمية لا يمكن إلا أن يكون له بالغ الأثر على زيادة الفهم الصحيح و الشامل للحياة و الكون و فتح آفاق أوسع أمام البحث العلمي خدمة للإنسان.

فإن ترسيخ حقيقة تاريخية كانت مجهولة لا يمكن إلا أن يزيد في تصحيح البناء التاريخي و التقرب أكثر نحو الإحاطة الكلية بالحقيقة التاريخية فضلا عن كونه عملا يندرج ضمن المجهود الهادف إلى رد الحقوق لأصحابها الشرعيين ودفع المظالم التاريخية فضلا هن كونه عملا يندرج ضمن المجهود الهادف إلى رد الحقوق لأصحابها الشرعيين و دفع المظالم  التاريخية التي تكون قد حصلت وتسببت في الكثير من التصدع و المآسي و الآلام التي لم تكن لتنفع لولا هذا التنكر والجحود لحقائق تاريخية كان من المفروض أن تلعب دور الموحد والموجه والمعالج.

في هذا السياق يندرج يوم  النصر، يوم ال 19 مارس 1962 كعلامة بارزة على درب التحرير الوطني في تاريخ الجزائر عبر كفاحها الطويل ضد الاستعمار.

لقد افتك هذا اليوم التاريخي في حياة الجزائر بقوة الحديد والنار التي ما فتئ جيش التحرير الوطني يسلطها على الاستعمار منذ الفاتح من نوفمبر 1945، إلى أن رضخت فرنسا أخيرا وجلست على طاولة المفاوضات لتواجه الحنكة السياسية للمستعمر وبالإرادة الفولاذية التي تحلي بها رجال الثورة الجزائرية في تفاوضهم على وقف إطلاق النار واستقلال الجزائر.

إن عظمة هذا اليوم عيد النصر في نفسية الجزائري لا تضاهيها إلا الرغبة الأكيدة لديه والتصميم الراسخ في إخراج الاستعمار من دياره ودحر أعدائه من أول يوم دخلت فيه فرنسا إلى الجزائر.

كما إن صعوبة انتزاعه وجسامة التضحيات للوصول إليه لا تقاسان إلا بضخامة الجيش الفرنسي ومن ورائه الحلف الأطلسي الذي قهره جيش التحرير الوطني بالإيمان والصبر وصدق العزيمة إلى ان وصلنا إلى 19 مارس 1962 رغم كل الدهاء الفرنسي والمناورات الاستعمارية الخبيثة من أمثال سلم الأبطال إلى مقولة الربع ساعة الأخير والتي باءت كلها بالفشل وتحطمت على صخرة الثورية الجزائرية التي انتهت فرنسا مرغمة تحت ضارباتها بالتوقف عند 19 مارس 1962 عيد النصر للجزائريين وتاريخ الهزيمة والخزي والعار لفرنسا.

إذا وعلى قدم المساواة جلست فرنسا الدولة العظمى مدعمة بالحلف الأطلسي على طاولة المفاوضات مع وفد الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وجيش التحرير الوطني كطرف كامل الحقوق ليتعرف العدو بعد عدة جولات من المفاوضات بحق الجزائر لإيقاف الحرب، ليأتي بعد ذلك الاستفتاء الذي لم يكن سوى إجراء شكلي لاحق ليعد النصر يوم 19 مارس 1962.

إن هذا اليوم كحقيقة تاريخية وافقعية على درب التحرير الوطني قد طغت عليه الأحداث في ظل ظروف وطنية خاصة واعتبرات عدة جعلته يبقى إلى حد كبير محتشما على هامش المناسبات والأعياد الوطنية إلى أن تغيرت تلك الظروف فتجلت ذكرى 19 مارس على المسرح الوطني هذا العام جلى صورة لها تاريخا الوطني التحريري وتصبح ابتداءا من 1992 عيدا وطنيا رسميا يحتفل به عبر كافى أرجاء الوطن كعيد للنصر.

إن إهمال الاحتفال بهذا اليوم وعدم إعطائه حقه الذي يستحقه إلى غاية 1992 منذ 1962، إنما كان تقصيرا وقصورتا في الفهم وسوء تقدير للأمور وعدم وجود حسن تاريخي وهو ما جعل من النظرة الشخصية والذاتية الضيقة تعلو على يوم بزغت شمسه على الشعب الجزائري وهو في صورة على أروع ما تكون التجمع والوحدة والوئام.

19 مارس ثمرة جهاد ونتاج مفاوضات

لم يكن التاسع عشر مارس 1962 الذي توج مفاوضات ايفيان باتفاقية وقف اطلاق النار بين فرنسا والجزائر سهل المنال ولاهدية من أية جهة كانت، بل كان ثمرة لجهاد مقدس خاضه الشعب الجزائري ضد قوى الظلم والاستعمار في حرب ثورية استمرت ما يزيد عن 7 سنوات إلى أن خضعت فرنسا للتفاوض مع الشعب الجزائري ممثلا في حكومته المؤقتة وجيشه الوطني.

إذن فالمفاوضات في حد ذاتها لم يكن الوصول إليها من السهولة بمكان لذات كانت طويلة وشاقة وعسيرة ولا غرابة إذا تولدت عن عيد النصر المبين يوم 19 مارس وهو اليوم التالي مباشرة للتوقيع على الاتفاقية في ايفيان.

إن الجلوس إلى طاولة المفاوضات في حد ذاته هو الآخر لم يكن سهلا بالنسبة للجزائريينولا بالنسبة لفرنسا التي لم تكن للتفاوض إلا مرغمة وعلى امل أن تربح الوقت وترجح الكفة في الميدان لصالحها حتى لا تخسر حربا تخوضها منذ أكثر من قرن وربع ويضيع شرف فرنسا ومجدها.

أما بالنسبة للجزائري المتفاوض، فهو يعلم جيدا ويعي تماما الوعي أن الموت برصاصة في الميدان إنما هو شرف الشهادة في سبيل الله والوطن، وهو يختلف عن الموت التاريخي عن فشل المفازضات أو التفريط قيد أنملة في حق الجزائر والشعب الجزائري لصالح فرنسا لأن في ذلك الخزي والعار ولعتة الأجيال الأبدية.

من هنا كانت صعوبة المفاوضات وخطورة اتخاد المواقف وجسامة المسؤولية التي كان يشعر بها أعضاء الوفد الجزائري في اتفاقيات ايفيان.

لقد كان على الطرف الجزائري أن يكون ملما تمام الالمام بالصورة الكلية والشاملة لما يدور قي ذهن الطرف الفرنسي وما يريد تحقيقه من أهداف للتصدي لها بالحنكة السياسية والبرتعة الديبلوماسية والذكاء التفاوضي والاخلاص الوطني بروح تستشرف معالم المستقبل.

ومن أجل هذا كان على الطرف الجزائري أن يرسم في ذهنه ويضع في اعتباره أت فرنسا عندما دخلت إلى الجزائر في 1830، لم تكن تنوي الخروج منها وإن تصرفاتها وقوانينها نظمها عملت في هذا الاتجاه وهو ما يتطلب مراجعة عميقة لتاريخ فرنسا في الجزائر ليكون التفاوض موضوعا في هذا المنظار التاريخي الهادف إلى البقاء الأبدي الذي هو على النقيض المكلق للهدف الجزائري من التفاوض مع فرنسا.

لقد كان على الطرف الجزائري في مفاوضات ايفيان أن يتعرف أيضا أن الهدف الحقيقي من غزو فرنسا للجزئر إنما يكمن في إرادتها الاستعمارية الهادفة إلى توسيع مجال نفوذها وبسط سيادتها عبر العالم وهو ما يتعاكس مع تخيلها عن الجزائر بموقعها الاستؤاتيجي في شمال افريقيا ومنها إلى بقية القارة السمراء.

وكما هو مصير كل المستعمرات كانت الجزائر سوقا للصناعة الفرنسية، إضافة إلى كونها مصدر مواد أولية ويد كاملة رخيصة بما يجعل اقتصادها محكوما عليه بالتخلف وتابعا للدولة المستعمرة وإذا ما علم الطرف الجزائري كل هذه الحقائق التاريخية والاستراتيجية كسلاح نظري يعتمد عليه في المفاوضات ومع فرنسا، فإنه لا يقل أهمية بالنسبة للجزائريين معرقة حقائق أخرى يعتمد عليها في فرض موقفه على الطرف الفرنسي.

فبالاضافة إلى أن الجمهوريات الفرنسية التي تساقطت تباعا تحت ضربات الثورة الجزائرية فإن فرنسا لم تقدم على التقاوض إلا عندما تأكدت بأن الخطر يحوم حول الجمهورية الخامسة  التي عجزت ميزانيتها عن تمويل الجيش الفرنسي في الجزائر، وبالتالي استحالة مواصلة الحرب والقضاء على ثورة الشعب الجزائري، فالمفاوضات بالنسبة لفرنسا مع التذمر العام لدى الشعب الفرنسي من الحرب في الجزائر، أصبحت قضية حياة أو موت وكان لا بد من التفاوض لحفظ ماء الوجه وانهاء هذه الحرب، لقد هزمت فرنسا على كل المستويات يوم أن جلست مؤغمة على طاولة المفاوضات مع الثوار الجزائريين فهي الطرف الأصعف في هذه المفاوضات ولو أنها تريد أن تظهر عكس ذلك.

حقيقة أخرى لكنها تتعلق بنا نحن الجزائريين في هذه المفاوضات. أن الشعب الجزائري الذي أقسم بالنازلات الماحقات والذي قدم ألاف القوافل من الشهداء بعد أن عانى أبشع أنواع الحرمان وقاسى منتهى الظلم وتعرض لكل انواع الاهانة والاذلال لم يكن بقبوله مبدأ التفاوض، إلى قطع أصيعه مع آخر سنبلة، فالثورة مازالت مستمرة والشعب مازال يغذيها لتزداد ضراوة وشدة في وجه المستعمر الغاشم، وهو الأمر الذي يسند المفاوض الجزائري ويعطيه من القوة في فرض الرأي ومقارعة الحجة بالحجة دون أن يترسب الضعف والوهن إلى نفسيته، فالثورة الجزائرية العارمة ساقت فرنسا إلى التفاوض ونقلت المعركة معها إلى قاعة المفاوصات بالتوازي مع العمليات الميدانية على ساحة القتال.

في ظل هذه المعطيات ةتلك كل الحقائق التاريخية انطلقت المفاوضات الجزائرية الفرنسية دون وقف القتال في الجزائر ووضع حد نهائيلحرب استمرت فترة تزيد عن القرن والربع من الزمان.

لقد كانت الأجواء السائدة بإيفيان قبيل بدء المفاوضات مثقلة بعبء 130 سنة من الاستعمار الفرنسي للجزائر وكان الصمت الرهيب الذي خيم على على القاعة قبيل بدء عملية التفاوض بقليل ينطق عن الجانب الجزائري بأن لا تزال قيد أنملة عن حق الوطن والشعب الجزائري، وعلى الجانب الفرنسي لم يكن لينطق إلا بخيبة وأزمة الضمير والاحساس بالمرارة يائسة ترمي إلى العمل على إفراغ النصر والاستقلال السياسي الجزائري  من محتواه الحقيقي فكيف جرت المفاوضات وماذا وقع بإيفيان التي ستظل أبدا الشاهد على هزيمة فرنسا قبل أن تشهد على انتصار الجزائر التي تشهد عليه كل ذرة أرض هذا الوطن المفدى.


معركة البساط الأخضر  تتوج بنصر أخضر

 

 إن المفاوضات، خاصة منها تلك التي تتعلق بتقرير مصير أمة بكاملها وتحديد مستقبل بلاد، وتستهدف استكمال ما حققته ثورة شعبية مسلحة في الميدان العسكري لا تقل ضراوة ولا أهمية عما يجري خارج قلعة المفاوضات على أرض المعركة بين الأطراف المتحاربة.

فكما أن الطرف المتفاوض يستقي أفكاره وحججه ومطالبه من إيجاد النتائج،فإن هذه الأخيرة تتأثر سلبا ةإيجابا بكل كلمة يقولها المتفاوض وكل موقف يعلن عنه أثناء المفاوضات التي تجري في خط تصاعدي ةفق تغيرات الموقف القتالي لطرف آخر.

لذلك فإن المعركة حول البساط الأخضر (المفاوضات) هي الأخرى رهيبة وصعبة وشاقة مثل المعركة المسلحة فالمفاوضات هي الأخرى لها قوانينها، أهدافها واستراتيجيتها وتكتيكها وكلها، عناصر يمكن أن تستغل من قبل الصديق في الاتجاه السلبي، كما يمكن أن توجه من قبل العدو وتستغل سلبا ولصالحه للتفرقة والتأثير على المعنويات وتثبيط العزائم وإضعاف المقاموة وزرع بذور المهادئة في النقوس وتحضيرها للاستسلام بذلك قد حقق من خلال البساط الأخضر ما عجز عن تحقيقه في الميدان المسلخ على أرضية المعركة.

كل هذه الوسائل والأحابيل لم تكن لتخفى على فرنسا، بل استعملتها أثناء التفاوض مع الجزائريين منذ اللقاءات الأولى وحتى إلى إيفيان، ولكن لم تكن أيضا خافية على متفاوضي الطرف الجزائري الذين ةضعوا لها الخطط المضادة وتم تطبيقها أثناء التفاوض في يقضة دائمة وحنكة ثاقبة.

وكما هو معروف فإن كل مفاوضات تتطلب نوعا من الاستيراتيجية والتكتيك العسكري إلى السياسة والثقافة والدبلوماسية، فهي عماية حربية شاملة في شكل صفقة تجارية يكون أحد الأطراف فيها منتصرا بالضرورة.

ولكن في كل هذا هناك مبادئ أساسية لا يمكن التنازل عنها قيد أنملة مهما كانت الظروف وتشبعت المسالك وتشابكت المعطيات أثناء سير المفاوصات.

لقد حددت الثورة الجزائرية للوفد المتفاوض مع فرنسا مبادئ لا يمكن القفز عليها، وهذه المبادئ هي: وحدة التراب الوطني، وحدة الأمة الجزائرية ،  السيادة الجزائرية، واعتبار جبهة التحرير الوطني المتفاوض الوحيد.

إن هذه المبادئ هي الدعائم الأساسية التي تسير المفاوضات مع فرنسا على هديتها ويجب أن تكون كلها مجتمعة أولا تكون فإهمال احداها هو بالضرورة هدم كامل للصرح الذي كافح الشعب الجزائري من أجله طويلا.

من هنا تكمن خطورة الموقف وجسامة المسؤولية في عدم ارتكاب أي خطأ لأن في ذلك فتح المجال لفرنسا في أن تعكس موازين القرى لصالحها وتسرب بذرة الفرقة بين صوفو القيادة الجزائرية وانعكاسها على الشعب الجزائري.

لقد كانت المفاوضات عسيرة طويلة وشاقة خاصة فيما يتعلق بالمبادئ الأربعة التي حددها الطرف الجزائري ككليات لا يجوز التنازل عنها قيد انماة، وهي كلها في الحقيقة تتخلص في مضطلح واحد ألا وهو السيادة الوطنية الجزائرية في كنف الوحدة الشعبية والترابية للجزائر المستقلة عن فرنسا.

إن السيادة التي يتهدف الوفد الجزائري انتزاع الاعتراف بها رسميا من قبل فرنسا أثناء المحادثات هي في تظر الطرف الجزائري كل لا يتجزأ فإما أن تكون كاملة غير منقوصة وإلا لا تكون على الاطلاق.

في المقابل نجد فرنسا يتوجيه من ديغول وباستثناء من نظريته السياسية في الجزائر تسنهدف إجهاض الثورة المسلحة وانقسام الشعب الجزائري عن نفسه وربط  الجزائر الأبدي بعجلة فرنسا عن طريق الاقتصاد والثقافة ولتفرغ بذلك مفهوم السيادة والاستقلال اللذان تبحث عنهما الجزائر من أي محتوى يذكر.

بين الأمل الذي يبعثه في النفوس اللون الأخضر لبساط طاولة المفاوضات والترقب الحذر الذي تفرصه الظروف السائدة أنذاك انطلقت المفاوضات الجزائرية الفرنسية في محاولة للوصول إلى نمقطة النقاء بين الأهداف المتباعدة والمتناقصة التي يرمي الوصول إليها كل من جهته.

إن أول مشافهة للوفد الجزائري، ولو لم ينطق اللسان كانت حقيقة الانتصار الساحق للثورة الجزائرية على الجيش الفرنسي المستعمر على ارض المعركة في الجزائر، كما أن اول مشافهة في المفاوضات ولو أنها لم تنطق بها صلفا وغرورا هي عين ذات الحقيقة كما يدل على ذلك انصياغ فرنسا للتفاوض، ولكن بفكرة العمل على نسف هذا الانتصار العظيم للشعب الجزاغئري على فرنسا من خلال المفاوصات التي تريد أن تجعل منها المفجر لكل مكتسبات الشعب الجزائري والثورة الجزائرية.

فعلى الرغم من اعتراف ديغول بمبدأ التفاوض إلا انه أخذ يبحث عن أطراف أخرى للتباحث معها غير تلك التي قادت الكفاح المسلح للشعب الجزائري. وهو ما يبرهن على أن الهدجف الأساسي لفرنسا لم يكن المفاوضات بقدر ما كان يرمي إلى بث الفرقة والشقاق في أوسط الشعب الجزائري، وحتى عندما بدأت المفاوضات فعلا مع الطرف الجزائري الشرعي المئهل شعبيا وثوريا للتحدث باسم الجزائر لم يتردد ديغول في البحث عن البلبلة وتفريق الصفوف لكا الطرف الجزائري كان صارما في هذا الموضوع ولم تستطع فرنسات فرض رأيها إذ لا بديل عن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية تحت لواء جبهة التحرير الوطني كطرف وحيد للتفاوض باسم الجزائر.

أما فشل في بذر الشقاق داخل الوفد الجزائري الذي حقق الانتصار في مجل النقطة الأولى ضمن المطالب الجزائرية من محتواهل، ألا وهي السيادة المطلقة الداخلية والخارجية للجزائر.

أما الخديعة الثانية التي لجأت إليها فرنسا تفاوضها مع الجزائر فهي مناوراتها العديدة لإفراغ السيادة الوطنية التي يطالب بها الطرف الجزائري من محتواهل الحقيقي بحيث كانت تريد حبس الجزائر في استقلال داخلي ذاتي وعملت فرنسا من أجل هذا السبيل الاحتفاظ لنفسها كوصية على الجزائر ببعض صلاحيات السيادة، بل بالسيادة كلها الدفاع الوطني والشؤون الخارجية بالاضافة إلى انها كانت تريد الابقاء على القدام السوداء وادماجهم ضمن الشعب الجزائري.        

لكن الوفد الجزائري كان من الصلابة بمكان ورفض هذا الاتجاه بقوة ولم يقبل سوى بالسيادة الجزائرية المطلقة في صورتها الكاملة غير المنقوصة كما رفض بقتء الأوربيين رفضغا مطلقا وألح في ابراز خصوصية الشعب الجزائري وذاتيته المتفردة التي لا يمكن للأوربي معها أن يكسب الجنسية الجزائرية ويندمج في المجتمع الجزائري.

اما المعضلة الكبرى التي أثارتها فرنسا أثناء المفاوضات فهي مسالة فصل الصحراء عن بقية الترب الجزائري.

إن هذه القضية الأخيرة التي كانت بمثابة القلاع الأخيرة التي كانت تريد فرنسا التحصن بها لافشال المفاوضات وبالتالي نسف فكرة الاستقلال الوطني من أساسه لكن هيهات، فرمال صحرائنا الساخنة على قدر ما كانت شديدة على فرنيا يجعلها تعوض في هذه الرمال وتحترق بحرارتها وتتيه في شساعتها كانت كذلك مصدر إلهام لجال الثورة المتفاوضين الذين لمك يمونوا ليفرطوا في الصحراء الجزائرية حتى ولو طالت مدة الحرب إلى أبعد الحدود وإلا ما معنى استقلال الجزائر دون الصحراء.

وهكذا وبلباقة الديبلوماسي الماهر ودماء المؤمن بعدالة قضية وثورية المجاهد الذي لا يعرف اليأس إلى نفسه سبيلا استطاع المتفاوض الجزائري في وحدة لا تنفصم عراها أن يفرض رأيه على الطرف الفرنسي الذي تهاوى تدريجا أمام الطرف الجزائري ليرضخ في النهاية تمام الرضوخ للارادة الجزائرية التي حققت النصر بحصولها على الكليات في وثيقةرسمية في اتفاقيات إيفيان المضادة من الطرفين الفرنسي والجزائري يوم 18 مارس 1962 ليكون اليوم التالي هو يوم للنصر الأخضر للشعب الجزائري. 

Voir les commentaires

كتاب المعارك السرية بين مخابرات الثورة الجزائرية ومخابرات الاستعمار/ثورة نوفمبر في منظور الصحافة العربية وا

ثورة نوفمبر في منظور الصحافة العربية والدولية

 

* صحيفة لومند بتاريخ :3/2/1956 تصريح ممثل جبهة التحرير الوطني للصحيفة:

"إن شروط الجبهة لوقف القتال هي:

1-   إعلان فرنسا اعترافها للجزائر بالاستقلال التام.

2-    إطلاق سراح الموقوفين والمسجونين المحكوم عليهم بتهم سياسية منذ عام 1830 . وإعادة المنفيين السياسيين إلى بلادهم ووقف الإجراءات التعسفية ضد المواطنين الجزائريين وأخيرا وقف العمليات العسكرية في الجزائر.

3-   تكوين حكومة عربية في الجزائر لإجراء المفاوضات. أما التفكير بعقد هدنة بين الجزائر وفرنسا فإنه لم يدرك بخلد جبهة التحرير الوطني. وإن هذه الفكرة هي مجرد خيال اخترعه رجال ساسة الصالونات الفرنسية والجزائرية.  أما المفاوضات التي نشترطها قبل وقف القتال فيجب أن تتم بين ممثلي جبهة التحرير الوطني وممثلي الحكومة الفرنسية وأن تتخذ شكلا رسميا . وأما الانتخابات التي يتحدث عنها العالم في الجزائر فهي مسألة جزائرية صرفة وليست لغير الحكومة الجزائرية الحق في التحديد موعدها أو بيان طرائقها. وأخيرا من الضروري أن نكرر موقفنا من المسألة الأقلية الأوروبية ففي حال اختبارهم للجنسية الجزائرية- سيكون لأفراد الجالية جميع حقوق الجزائريين العرب بقدر ما يقع عليهم من واجبات وفقا للقانون الدولي."

·        جريدة (العلم) الممثلة لحزب الاستقلال المراكشي بتاريخ23/4/195.

"إذا لم تتحرر الجزائر فإننا سنجد أنفسنا في عزلة تامة عن تونس والعالم العربي بأجمعه ومعنى ذلك أننا سنعيش في صحراء فاصلة تحدها الجزائر الممثلة من جهة والصحراء الجنوبية من جهة أخرى والمحيط الأطلسي من جهة ثالثة وهذا ما لا يمكن أن نقبله أبدا".

·        لومند 24 /4/1956(تصريح الدكتور صادق المقدم وزير الصحة التونسي).

" تحتل قضية الجزائر المركز الأول من اهتماماتنا لأن استقلال تونس لن يكتمل إلا بعد ظفر الجزائر بكل مطالبها العادية"

·        صحيفة لومند بتاريخ26 /4/1956. تصريح الزعيم فرحات عباس:

" نحن مستعدون للمفاوضة مع فرنسا باسم جبهة التحرير الوطني ولكننا نضع لذلك شرطا  واحدا: اعتراف فرنسا بكيان الشعب الجزائري وقوميته".


 

·        صحيفة الصليب(لاكروا) الفرنسية 16/5/1956. من مقالة للأب (دوكانيون) عن واقع الوطنية:

" من المهم جدا التدليل على أن مفهوم الوطن مسيحيا بالضرورة. وأنه حتى في حالة تلونه باللون المسيحي يمكن أن يتحول إلى مجرد إحياء لمفهوم الوثيقة ..أي رفع الوطن لمصاف العبادة. وأنه إذا كانت هناك وطنية صحيحة، فيجب أن لا ننسى أن هناك بجانبها وطنية مزيفة إن حدود الوطن يجب أن تكون محدودة، لأنها فوقها حقوقا أخرى أعلى منها هي (حقوق الرب) ويجب أن لا يخلط بين النوعين...إن أزمة الوطنية في الوقت الحاضر. إنما تنبعث فعلا من هدا التحول المفاجئ فباسم الاعتبارات  والضرورات الدولية، يقلل من شأن الاعتبارات الوطنية بل يتم سحقها سحقا تاما، وباسم السلام العالمي يشجب أي استعمال للقوة وباسم العدالة والإنسانية تجاه الشعوب الأخرى يتم تجاهل العدالة الإنسانية تجاه أبناء الوطن...وان من واجب الوطن الأم حماية أبنائه المقيمين في البلاد المستعمر، إن هددهم مهدد في أمنهم وطمأنينتهم أو أرواحهم وأموالهم. ولعل هذا الأخير يبرر للوطن الأم فرض سيادته على البلدان المذكورة تحقيقا للحماية اللازمة وهذا هو الأساس الحقيقي السياسي في إقامة المستعمرات. إن متابعة السير نحو التحرير من قبل الشعوب الموضوعة تحت الوصاية مخالف للعدالة( ؟ ) لأنه يضر بالمصالح الجدد في البلاد المستعمرة، كذلك ليس لأي شعب من الشعوب التشبث بحقوقه الوطنية مهما كانت شرعيتها وصحتها بالوسائل المتصلة من قريب أو من بعيد بالإرهاب ومن الضروري في كل الأحوال القضاء بدون رحمة على هذا الإرهاب".

·        جريدة (الشعب) البغدادية 27 /5/1956.

" تفيد الأنباء  بأن القوات الفرنسية تشعر بالقلق نتيجة التهديد الذي تلقته من جيش التحرير المراكشي بالتداخل إلى جانب الوطنيين الجزائريين ويضم هذا الجيش عشرة آلاف مقاتل كانوا قد حاربوا فرنسا قبل أن تنال مراكش استقلالها. وقد أعلن زعماء أنهم سيظلون تحت السلاح إلى أن يتم تحرير الجزائر".

·        مجلة الشباب( الجزائرية العدد 25 أوت 1961 . دعم الطلاب الجزائريين للثورة.

"اهتمت قيادة الثورة برعاية القطاع الطلابي منذ البداية، وفي الواقع فقد كانت التنظيمات المختلفة للشباب والطلاب هي البؤرة الحقيقية لتفجير الوعي الثوري وما أن تفجرت الثورة حتى بدأت التنظيمات الطلاب بإلقاء ثقلها في المعركة الضارية ودفعت من دماء شبابها ثمنا غاليا لدعم الثورة وكان إضراب 19 ماي نموذجا لما كان عليه الطلاب".

·        جريدة (الشعب) البغدادية بتاريخ 28/5/1956. من تصريح السيد حسين التريكي (عضو لجنة تحرير المغرب العربي).

" إن كل حل لقطر واحد من أقطار المغرب العربي يعتبر خديعة استعمارية فاضحة ولا يمكن بحال أن يؤمن استقلال أي قطر ولذلك فإننا نؤمن أن استقلال تونس و مراكش متوقف على استقلال الجزائر. ولهذا تجد الفرنسيين يلجؤون إلى المناورة السياسية وألفاظ الاستقلال ضمن التكامل والتبعية المتبادلة وذلك حتى يتمكنوا من إضعاف المغرب وتشتيت صفوفه وبذلك تتاح لهم الفرصة للظفر بالمغرب بلدا الأخر كما احتلوا المغرب قطرا بعد قطر. أن الثورة المندلعة الآن في الجزائر هي في الحقيقة ثورة المغرب العربي، ولذلك وجب على كل من شعبي تونس ومراكش  أن يساندا الجزائر في ثورتها لكي يتمكنا من الحصول على استقلالها الحقيقي والاحتفاظ به.

·        المقاومة الجزائرية (لسان حال جبهة التحرير الوطني) العدد1 نوفمبر1956.

"في منتصف الليل ليلة أول نوفمبر 1954 قتل ضابط وجنديان وحارسان وأشعلت النار في مخزن للفرنان ووجهت طلقات نارية ضد مراكز الحرس الفرنسي واستعملت بعض المفرقعات التي لم تحدث أضرار كبيرة. بهذا ابتدأت ثورة الجزائر وانطلق تاريخها من جديد يحيا أيام البطولة والكفاح وعندما ينظر الإنسان الآن إلى هذه الثورة وقد توسعت فشملت كل أنحاء القطر الجزائري الواسع قد يشعر بشيء من الإعجاب والدهشة...لقد  واجهت الحكومة الفرنسية في ذلك الحين بجسد القوى وإرهاب السكان وعمرت أودية الصحف بتصريحات المسؤولين السياسيين التي كانت تتسم بطابع التفاؤل والتحقق من فشل أعمال إرهابية قامت بها أقلية من المجرمين و" قطاع الطرق" لا صلة لها بـأغلبية الشعب المخلصة والموالية لفرنسا . والآن ماذا يستطيع أن يقول ساسة فرنسا بعد أن رأوا بأنفسهم نجاح الثورة هذا النجاح الرائع وانتشاره هذا الانتشار الكبير؟      

·                                مجلة روز اليوسف. إضراب الثماني أيام فيفري 1957

" نص النداء: أيها الشعب المجاهد، أيها المواطنون من تجار وعمال، وموظفين وفلاحين ومحترفين، أنكم أتستعدون لأسبوع الإضراب العظيم، أسبوع الكفاح السلمي للأمة التي فاتها الكفاح المسلح، فامضوا مصممين، واصبروا للمنحة والبطش وأنواع العذاب التي يسلطها عليكم العدو، فالله معكم وجبهة التحرير بجيشها العتيد ورائكم، تشد أزركم وتأخذ بأيديكم إلى النصر إلى الحرية، إلى الاستقلال.


·                                مجلة روز اليوسف. 13 جانفي 1958

"هناك أيضا..مصيرنا يتقرر منا اليوم أن ننقل معركة الجزائر إلى مرحلة جديدة وأن نخرج قضيتها من (الروتين الذي دخلت فيه..والروتين الذي دخلت فيه قضية الجزائر هو: الإعجاب ببسالة الشعب الجزائري، والتشجيع الأدبي لرفع روحه المعنوية، والثقة المطلقة-أو بالأحرى- الثقة المريحة من أن النصر آت لا ريب فيه).        

·                                المجاهد 8 فيفري 1958

حادثة ساقية سيدي يوسف فضحت مسؤولية الاستعمار وجسمت وحدة المغرب العربي إلى الاعتداء المدبر، الذي ذهبت ضحيته قرية ساقية سيدي يوسف التونسية صباح يوم 8 فيفري 1958 قد بين مرة أخرى بصورة لا تقبل الجدال مبلغ الإجرام من العمل الذي تقوم به الحكومات الفرنسية في شمال إفريقيا. منذ ثلاث سنوات ونحن نشهد بهذه الوحشية ولم نكن في تشهدنا نتبع الخيال ولا الغضب ولا نرمي إلى دعاية وضعية لقد كنا نقف عند حدود الوقع كما هو. وفي هذه المرة كانت الصحافة الأجنبية وكان شهود لا ترد شهادتهم، وكان ممثل الصليب الأحمر الدولي- كانوا كلهم حاضرين. لقد استطاعوا أن يتأكدوا بأنفسهم كيف تقوم فرنسا بحريتها الأبدية ضد الشعوب التي تناضل لتتخلص من اعتدائها وقمعها الأثيم.

·                                المجاهد 19 سبتمبر 1958

ميلاد أول حكومة حرة الجمهورية الجزائرية يعلن عنه الجزائر وفي عواصم الأقطار العربية. ست حكومات تعترف منذ الساعات الأولى.

·                                صحيفة لاثريبون جنيف السويسرية

"لقد تحطمت موجة التفاؤل بنتائج (التهدئة) ولم يعد هناك سواء في فرنسا أو في الجزائر من يذكر على طرف لسانه عبارة (الربع الساعة الأخيرة) ،اللهم إلا بعض الدوائر المتطرفة في عاصمة الجزائر وباريس، بل أنه من تشم فيه رائحة الإيمان بالربع الساعة الأخيرة، أصبح ينظر إليه كالمصاب في عقله.

·                                خبر لوكالة الأنباء الأمريكية يونايتد بريس الأمريكية

"أننا نعيش في حالة طوارئ ولذا يجب أن تمتاز أعمالنا بالشرعة الفائقة" هذا ما صرح في عاصمة الجزائر "تسابان د لماس" وزير الخرب الفرنسي يوم الاثنين الماضي، وأكدت القيادة العليا للجيش الفرنسي من ناحيتها بان (الثوار الجزائريين كانوا منذ –18 شهرا عصابات تضم كل واحدة منها حوالي الثلاثين شخصا مسلحين ببنادق الصيد ولكننا اليوم نتصادم بوحدات مجهزة بالرشاشات الثقيلة ومدافع الهاون وتتكون كل واحدة من 200 إلى 400 ثائر...).

·                                صحيفة لوموند الصادرة يوم جانفي 1959

تقول "تعتبر الفترة التي تتراوح بين 20 و 24 جانفي1959 من أبرز الفترات التي أصيبت فيها قوات الأمن بخسائر فادحة منذ بداية الثورة إلى اليوم. ولهذا فإن الفوات الفرنسية ستجد نفسها مضطرة إلى مواجهة العدو المفاجئة بأسلوب من أساليب الكفاح هو أشرسها فتكا وقتلا.

·                                صحيفة باري جونارل

" إن المشكل العسكري الفرنسي يتمثل في مظهرين : نقص الجنود والتكتيك العسكري ذلك أن المجندين العاليين هم من مواليد 1937. 1939 ومواليد هذه السنوات أقل من مواليد السنوات الأخيرة مما يضاعف النقص الموجود في الجنود خلال سنة 1959 بمقدار خمسين ألف جندي، وفيما يخص التكتيك ينوي الجنرال "شال" أن يوجد أسلوبا يتناسب مع الوضعية الحالية لأن جيش الحرير صار يسلك أسلوبا في الحرب.

·                                المجاهد 25 فيفري 1959. خط موريس بين الحقيقة والخيال 

"منذ ظان انتهى الفرنسيون من بناء خط موريس وتمديده من عنابة إلى تبسة في أواخر 1957 وقد مددوه بعد ذلك إلى نقرين جنوبا، وهم ينشرون دعاية ضخمة واسعة النطاق حول فعاليته في" خنق الثورة" وفي الحيلولة دون تنقل فرق جيش التحرير عبره ومنذ ذلك الحين ونحن نقرأ في كل تصريح رسمي  فرنسي يدور حول الجزائر أن خط موريس يستحيل اجتيازه وانه جعل جيش التحرير يصطدم بعدة مصاعب تتعلق بالتموين والذخيرة بل أن الحملة التي شنتها الصحافة الفرنسية في خريف 1957 حول "قرب انتهاء الثورة" كانت إلى حد بعيد تعتمد على خط الألغام والمراكز العسكرية المتفاوتة، والمصفحات المتنقلة على طوله ليل نهار، والمدفعية المسيرة بالرادار بقدر ما كانت الدعاية الفرنسية تتضخم. وفي الأخير كانت نتيجة هذه الحملات الدعائية الواسعة أن الفرنسيين وحدهم هم الذين كانوا ضحية دعاياتهم فصدقوها وضنه أنها هي الحقيقة وانهم يستطيعون النوم مطمئنين خلف هذا الخط.

نظمت فرق جيش التحرير الوطني الخاصة هجوما أخر على عدة نقاط من خط موريس ألحقت به أضرار مادية بليغة على طول عدة كيلومترات وأحدثت ثغرات فسيحة بهذا الخط خصوصا بنواحي سوق أهراس، تبسة ، مجاز الصفا...وقد تمكنت فرق جيش التحرير من اجتياز الخط أثناء هذا الهجوم خصوصا بناحية العينات.


*الحلف الأطلسي والجزائر (المجاهد 2افريل 1959)

ما تزال حرب الجزائر كالسرطان تنخر جسد فرنسا المتآكل وتثير لها  الأزمات المتوالية في كل ميدان من ميادين الحياة الفرنسية. ولقد تجاوزت تأثير هذه الحرب النطاق الفرنسي وأصبح يثير الأزمات الخانقة في حلف الأطلنطي كله، ولأدراك خطورة   الأزمة القائمة بين فرنسا وحلفائها في هذه الأيام بعد إعلان فرنسا عن  سحب قواتها البحرية عن منظمة الحلف ووضعها في حالتي السلم والحرب معا تحت القيادة الفرنسية الصرفية لإدراك ذلك يجب الإلمام بنشأة الحلف الأطلنطي وتطوره إلى حالته الراهنة وعلاقة هذا التطور بالحرب التي تشنها فرنسا في الجزائر.

الدليل عن تفهم قيادة الثورة للجوانب الأخرى للحرب (غير العسكرية) في وسائل إعلام  الثورة التي نجحت رغم بساطتها  وضيق  مجال تحركها، في ترويج نص بيان أول نوفمبر فور إعلانه على نطاق واسع من العالم.

Voir les commentaires

كتاب المعارك السرية بين مخابرات الثورة الجزائرية ومخابرات الاستعمار/الفرنسي جاكجليار يكشفحقائق التعذيب في ا

الفرنسي JACQUES JULLIARD يكشف حقائق التعذيب
في الجزائر
Les vrais auteurs du crime, c'était les politiques

Torture : ce que j’ai vu en Algerie

 

Si nous voulons empêcher le retour de cette honte, il faut la regarder en face. II ne faut pas que les fils retrouvent un jour l'horreur sur leur chemin parce que leurs pères auront menti ma première rencontre avec la torture au cours de la guerre d'Algérie fut en quelque sorte pédagogique. J'étais alors élève officier à l'école militaire de Cherchell, au titre de l'instruction militaire obligatoire (IMO) qui obligeait les élèves des grandes écoles – pour moi, l'Ecole normale supérieure  à faire leur service comme aspirants officiers, puis comme sous-lieutenants. En février 1960, nous fûmes en

voyés à Arzew, petite ville côtière à l'est d'Oran, pour un stage de formation à la gué

rilla, au tir instinctif, aux actions commando.

C'est durant un cours sur le renseignement que l'incroyable se produisit et que l'innommable fut nommé. L'officier instructeur, un capi

taine dans mon souvenir, se lança tout bonnement dans une leçon sur la torture devant quelque 150 élèves officiers médusés. Il y fallait un local discret, en sous-sol de préfé

rence, propre à étouffer les bruits. L'équipement pouvait être sommaire : un généra

teur de campagne couramment appelée gégène N, l'eau courante, quelques solides gourdins. Cela suffisait. Il s'adressait à des garçons intel

ligents, ils comprendraient...

A la sortie, des groupes se formèrent. Nous avions beau être sans illusions, c'était trop, un pas supplémentaire venait d'être franchi. Je fis partie de la délégation qui demanda à être reçue par le colonel commandant le camp. Nous lunules part de notre indigtlatton : de telles instructions étaient contraires au code militaire et à l'honneur. Je me rappelle avoir ajouté que nous envisagions une lettre au « Monde », pour faire connaître l'incident. La lettre au «Monde * était alors s'agissait d'un regrettable débordement, d'une initiative personnelle de l'instructeur. Le jour même, il réunit tous les élèves pour faire une mise au point qui prit la forme d'un désaveu et même d'excuses. De telles paroles étaient en effet contraires au code militaire et ne se renou velleraient pas. Nous restâmes sceptiques sur « C'est durât un cours sur le renseignement que l'in croyable se produisit... »

ce dernier point mais c'était une victoire psyargument qui veut que l'on ne fasse pas d'omelette sans casser des oeufs. Les oeufs étaient des hommes et, surtout, pour quelle omelette ?

Les discussions se poursuivirent les jours suivants, notamment avec le lieutenant qui dirigeait notre section depuis Cherchell. Beaucoup d'autorité et de stature, de la culture, le visage et le corps outurés de cicatrices reçues au combat, il jouissait chez nous d'un grand prestige. Ce baroudeur, qui était aussi un chrétien convaincu, nous déclara qu'il n'avait jamais pratiqué la torture, ne la pratiquerait jamais, et que l'on pouvait faire cette guerre sans se déshonorer. J'ai plaisir à citer le nom de cet officier qui est resté mon ami, et qui devait ensuite commander les forces de l'ONU au Liban, où il fut de nouveau blessé : c'est le général jean Salvan. Les noms des autres, je les ai oubliés.

Ma seconde rencontre avec la torture fut infiniment plus dramatique. A quelques semaines de là, je rejoignis l'unité à laquelle j'étais affecté sur un piton éloigné de tout, dans la montagne kabyle. A l'issue du repas d'accueil, au cours duquel se déroulèrent les blagues habituelles en pareille circonstance (inversion des grades entre le capitaine et son ordonnance, incidents factices, récits effrayants de la guerre), on me demanda en guise de dessert si, comme dans « les Plaideurs », je ne voulais pas « voir donner la question ». On interrogeait une vieille femme soupçonnée d'en savoir long. Je refusai avec horreur. « Dommage, me répondit le capitaine, je pensais à vous comme officier de renseignement ! » Le soir, je rejoignis nia chambre, une soupente dans une mechta kabyle, à laquelle on accédait par une échelle. Au pied de celle-ci ; il n’y avais pas d’èlectricié bien sur, je terébuchai sur une masse informe.

.C'était, enveloppé dans des guenilles, le corps de la vieille femme que l'on avait abandonné là. Au matin, le cadavre avait disparu.

Toute ma vie, je me suis demandé si je n'aurais pas dû accepter d'assister à la séance. Peutêtre la femme auraitelle eu la vie sauve. Aux moralistes de trancher. Cette nuitlà, bou

levers, impuissant, je me fis à moimême le serment absurde de ne jamais faire de politique. De la recherche, du syndicalisme, du journalisme, mais pas de politique ! Pour moi, c'était une évidence : les vrais auteurs de ce meurtre, ce n'étaient pas les bourreaux, c'étaient les hommes politiques qui nous avaient envoyés là, et notamment Guy Mollet et la SFIO. Depuis, j'ai eu beaucoup d'amis au Parti socialiste : il faut qu'ils sachent que jusqu'à mon dernier souffle, je ne serai jamais en paix avec leur parti ni avec François Mitterrand.

Mon troisième contact avec la torture fut moins désespérant. A quelques mois de là, je fus envoyé, toujours en Kabylie mais sur la côte, dans une autre unité où je fus chargé de l'encadrement de chefs de villages ralliés. On était à l'automne 1960 et, à la suite de l'opération « Jumelles », la Kabylie était beaucoup plus calme. On ne dira jamais assez que dans la révolte d'une partie des officiers contre de Gaulle, l'année suivante, il y avait le sentiment qu'onleur avait volé leur victoire après leur avoir fait « Je demande que le pratiquer une guerre sale et compromettre des milliers de harkis qui le paierait de leur vie. Eux pouvoir politique recon aussi allaient connaître la torture.

A l'automne de 1960, il y avait quelques naisse que c'est la France

agrnbats, quelques prisonniers aussi. Le corn mandant P. qui commandait l'unité où je ve qui est responsable... »

Mûs d'être détaché, était un ancien déporté de Dean, où il avait connu Edmond Michelet, auquel il vouait un véritable culte. Cela ne l'empêchait pas de faire ou de laisser pratiquer la torture mais de façon « modérée » et contrô

lée. Nous en avons parlé des soirées entières, entre deux parties de tarot dont il était, autant que moi, un passionné. Un soir où nous avions fait deux prisonniers, je lui demandai : « Naturellement, vous allez les interroger ? – Ille faut bien... – Croyez vous qu'Edmond Michelet approuverait cela ? » Le commandant P. ne me répondit pas mais changea de visage. Le lendemain, comme je le croisai au mess, il me jeta négligemment « Vous savez, vos deux fellagl us, on ne leur a rien fait». Ce fut à mon tour (le ne pas répondre. Je n'ai jamais revu le comandant P., mais je sus que c'était un hommennête et si, par hasard, il tombe sur ces lignes et reconnaît, qu'il y trouve aussi mes lamifiés. N.avoir sauvé tant de vies à Dachau, il en avait sauvé encore comme garde des Sceaux sous de Gaulle. JeanMarie Domenach écrivit alors que Michelet était un saint laïque et qu'il fallait le canoniser. Puisqu'il faut, diton, pour cela trois miracles, je lui dis que j'en avais au moins un à sa disposition...

La vie, alors, tenait à peu de chose et à de grands hasards. Dans cette même unité, quelque temps avant mon arrivée, s'était déroulée la scène suivante. Le commandant fait venir ut sergent et lui dit : «Menez huit hommes avec vous et descendez le prisonnier à la ferme B » (c'était la base arrière de l'unité).

Le sergent salue réglementairement et s'en va. Puis revient sur ses pas. « Mon commandant, non, décidément je ne veux pas faire ce sale boulot. – Quel sale boulot ? – Eh bien "descendre" un prisonnier ! Vous n'avez pas le droit de me demander cela ! – Imbécile l ne t'ai pas dit de le descendre tout court, mais de le descendre à la ferme ! »

Celui-là faillit mourir à cause d'un jeu de mots. Si j'étais romancier, j'en aurais fait une nouvelle dans le goût du « Mur » de Sartre. Cela prouve en tout cas que la liquidation des prisonniers, la fameuse « corvée de bois », était chose assez banale et assez courante pour expliquer la méprise du sergent.Te n'accable nacnn le unit_ les militaires.

n'étaient pas des barbares. Loin delà. J'ai passé des nuits à discuter avec des officiers paras, ou des légionnaires. Ils ne me traitaient pas de « gonzesse » ou de « pédé » parce que je leur disais réprouver absolument la torture. Beaucoup disaient me comprendre. Je ne fais pas le malin. Je ne cherche pas à me donner le beau rôle, loin de là. Tout cela n'est pas brillant et, comme tous mes camarades, j'ai pendant quarante ans enfoui mes souvenirs. La torture a ceci de commun avec le viol qu'elle donne un sentiment de salissure à ceux qui la subissent ou même à ceux qui la combattent presque autant qu'à ceux qui la pratiquent. Tant de choses qu'il faudrait maintenant dire ou ra

conter. Les crimes des nationalistes algériens contre les « colons », contre les Algé

riens eux-mêmes, contre les harkis. Ces crimes qui continueront, comme on le voit au

jourd'hui en Algérie, aussi longtemps que le pouvoir algérien ne les aura pas recon

nus. Cela ne suffira peut être pas, mais aussi longtemps que l'Algérie ne regardera pas en face ses propres crimes, elle ne connaîtra pas la paix. Je reviens aux crimes de l'armée française, ceux que nous avons commis. Directement ou indirectement, ils sont l'oeuvre du pouvoir politique. La preuve, c'est que le contingent ne se révolta jamais contre la torture – elle faisait partie à leurs yeux du mandat implicite et inavouable de la nation – mais qu'il se leva comme un seul homme contre le putsch des généraux, en 1961. Quand je demandais aux appelés pourquoi cette différence de comportement, tous me répondaient : dans le premier cas, on nous fait faire un sale boulot, c'est tout. Dans le second, on veut nous couper de la nation, de nos parents, de nos amis, de nos fiancées...  Voilà pourquoi je ne demande pas le jugement des militaires, même les plus com

promis. Mais je demande fermement et sans hésitation que le pouvoir politique reconnaisse solennellement que c'est la France qui est responsable, que c'est elle qui a torturé en Algérie. L'histoire, dit Renan à propos de la mort de jésus, a oublié le nom des bourreaux mais elle a retenu celui du magistrat responsable. C'est de Ponce Pilate qu'il s'agissait alors. Ici, du pouvoir politique. Mon seul souci dans cette affaire est de comprendre comment un peuple civilisé peut retomber dans la barbarie. Si nous voulons empêcher le retour de cette honte, il faut la regarder en face. Dire la vérité, la vérité politique sur la torture. Nous ne voulons pas que les fils retrouvent l'horreur sur leur chemin et la honte au fond de leur coeur, tout cela parce que leurs nérés ont menti.

 

Voir les commentaires

كتاب المعارك السرية بين مخابرات الثورة الجزائرية ومخابرات الاستعمار/ثورة نوفمبر من منظور الصحافة العربية وا

ثورة نوفمبر  من منظور الصحافة العربية والدولية

 

* صحيفة لومند بتاريخ :3/2/1956 تصريح ممثل جبهة التحرير الوطني للصحيفة:

"إن شروط الجبهة لوقف القتال هي:

1-   إعلان فرنسا اعترافها للجزائر بالاستقلال التام.

2-    إطلاق سراح الموقوفين والمسجونين المحكوم عليهم بتهم سياسية منذ عام 1830 . وإعادة المنفيين السياسيين إلى بلادهم ووقف الإجراءات التعسفية ضد المواطنين الجزائريين وأخيرا وقف العمليات العسكرية في الجزائر.

3-   تكوين حكومة عربية في الجزائر لإجراء المفاوضات. أما التفكير بعقد هدنة بين الجزائر وفرنسا فإنه لم يدرك بخلد جبهة التحرير الوطني. وإن هذه الفكرة هي مجرد خيال اخترعه رجال ساسة الصالونات الفرنسية والجزائرية.  أما المفاوضات التي نشترطها قبل وقف القتال فيجب أن تتم بين ممثلي جبهة التحرير الوطني وممثلي الحكومة الفرنسية وأن تتخذ شكلا رسميا . وأما الانتخابات التي يتحدث عنها العالم في الجزائر فهي مسألة جزائرية صرفة وليست لغير الحكومة الجزائرية الحق في التحديد موعدها أو بيان طرائقها. وأخيرا من الضروري أن نكرر موقفنا من المسألة الأقلية الأوروبية ففي حال اختبارهم للجنسية الجزائرية- سيكون لأفراد الجالية جميع حقوق الجزائريين العرب بقدر ما يقع عليهم من واجبات وفقا للقانون الدولي."

·        جريدة (العلم) الممثلة لحزب الاستقلال المراكشي بتاريخ23/4/195.

"إذا لم تتحرر الجزائر فإننا سنجد أنفسنا في عزلة تامة عن تونس والعالم العربي بأجمعه ومعنى ذلك أننا سنعيش في صحراء فاصلة تحدها الجزائر الممثلة من جهة والصحراء الجنوبية من جهة أخرى والمحيط الأطلسي من جهة ثالثة وهذا ما لا يمكن أن نقبله أبدا".

·        لومند 24 /4/1956(تصريح الدكتور صادق المقدم وزير الصحة التونسي).

" تحتل قضية الجزائر المركز الأول من اهتماماتنا لأن استقلال تونس لن يكتمل إلا بعد ظفر الجزائر بكل مطالبها العادية"

·        صحيفة لومند بتاريخ26 /4/1956. تصريح الزعيم فرحات عباس:

" نحن مستعدون للمفاوضة مع فرنسا باسم جبهة التحرير الوطني ولكننا نضع لذلك شرطا  واحدا: اعتراف فرنسا بكيان الشعب الجزائري وقوميته".


 

·        صحيفة الصليب(لاكروا) الفرنسية 16/5/1956. من مقالة للأب (دوكانيون) عن واقع الوطنية:

" من المهم جدا التدليل على أن مفهوم الوطن مسيحيا بالضرورة. وأنه حتى في حالة تلونه باللون المسيحي يمكن أن يتحول إلى مجرد إحياء لمفهوم الوثيقة ..أي رفع الوطن لمصاف العبادة. وأنه إذا كانت هناك وطنية صحيحة، فيجب أن لا ننسى أن هناك بجانبها وطنية مزيفة إن حدود الوطن يجب أن تكون محدودة، لأنها فوقها حقوقا أخرى أعلى منها هي (حقوق الرب) ويجب أن لا يخلط بين النوعين...إن أزمة الوطنية في الوقت الحاضر. إنما تنبعث فعلا من هدا التحول المفاجئ فباسم الاعتبارات  والضرورات الدولية، يقلل من شأن الاعتبارات الوطنية بل يتم سحقها سحقا تاما، وباسم السلام العالمي يشجب أي استعمال للقوة وباسم العدالة والإنسانية تجاه الشعوب الأخرى يتم تجاهل العدالة الإنسانية تجاه أبناء الوطن...وان من واجب الوطن الأم حماية أبنائه المقيمين في البلاد المستعمر، إن هددهم مهدد في أمنهم وطمأنينتهم أو أرواحهم وأموالهم. ولعل هذا الأخير يبرر للوطن الأم فرض سيادته على البلدان المذكورة تحقيقا للحماية اللازمة وهذا هو الأساس الحقيقي السياسي في إقامة المستعمرات. إن متابعة السير نحو التحرير من قبل الشعوب الموضوعة تحت الوصاية مخالف للعدالة( ؟ ) لأنه يضر بالمصالح الجدد في البلاد المستعمرة، كذلك ليس لأي شعب من الشعوب التشبث بحقوقه الوطنية مهما كانت شرعيتها وصحتها بالوسائل المتصلة من قريب أو من بعيد بالإرهاب ومن الضروري في كل الأحوال القضاء بدون رحمة على هذا الإرهاب".

·        جريدة (الشعب) البغدادية 27 /5/1956.

" تفيد الأنباء  بأن القوات الفرنسية تشعر بالقلق نتيجة التهديد الذي تلقته من جيش التحرير المراكشي بالتداخل إلى جانب الوطنيين الجزائريين ويضم هذا الجيش عشرة آلاف مقاتل كانوا قد حاربوا فرنسا قبل أن تنال مراكش استقلالها. وقد أعلن زعماء أنهم سيظلون تحت السلاح إلى أن يتم تحرير الجزائر".

·        مجلة الشباب( الجزائرية العدد 25 أوت 1961 . دعم الطلاب الجزائريين للثورة.

"اهتمت قيادة الثورة برعاية القطاع الطلابي منذ البداية، وفي الواقع فقد كانت التنظيمات المختلفة للشباب والطلاب هي البؤرة الحقيقية لتفجير الوعي الثوري وما أن تفجرت الثورة حتى بدأت التنظيمات الطلاب بإلقاء ثقلها في المعركة الضارية ودفعت من دماء شبابها ثمنا غاليا لدعم الثورة وكان إضراب 19 ماي نموذجا لما كان عليه الطلاب".

·        جريدة (الشعب) البغدادية بتاريخ 28/5/1956. من تصريح السيد حسين التريكي (عضو لجنة تحرير المغرب العربي).

" إن كل حل لقطر واحد من أقطار المغرب العربي يعتبر خديعة استعمارية فاضحة ولا يمكن بحال أن يؤمن استقلال أي قطر ولذلك فإننا نؤمن أن استقلال تونس و مراكش متوقف على استقلال الجزائر. ولهذا تجد الفرنسيين يلجؤون إلى المناورة السياسية وألفاظ الاستقلال ضمن التكامل والتبعية المتبادلة وذلك حتى يتمكنوا من إضعاف المغرب وتشتيت صفوفه وبذلك تتاح لهم الفرصة للظفر بالمغرب بلدا الأخر كما احتلوا المغرب قطرا بعد قطر. أن الثورة المندلعة الآن في الجزائر هي في الحقيقة ثورة المغرب العربي، ولذلك وجب على كل من شعبي تونس ومراكش  أن يساندا الجزائر في ثورتها لكي يتمكنا من الحصول على استقلالها الحقيقي والاحتفاظ به.

·        المقاومة الجزائرية (لسان حال جبهة التحرير الوطني) العدد1 نوفمبر1956.

"في منتصف الليل ليلة أول نوفمبر 1954 قتل ضابط وجنديان وحارسان وأشعلت النار في مخزن للفرنان ووجهت طلقات نارية ضد مراكز الحرس الفرنسي واستعملت بعض المفرقعات التي لم تحدث أضرار كبيرة. بهذا ابتدأت ثورة الجزائر وانطلق تاريخها من جديد يحيا أيام البطولة والكفاح وعندما ينظر الإنسان الآن إلى هذه الثورة وقد توسعت فشملت كل أنحاء القطر الجزائري الواسع قد يشعر بشيء من الإعجاب والدهشة...لقد  واجهت الحكومة الفرنسية في ذلك الحين بجسد القوى وإرهاب السكان وعمرت أودية الصحف بتصريحات المسؤولين السياسيين التي كانت تتسم بطابع التفاؤل والتحقق من فشل أعمال إرهابية قامت بها أقلية من المجرمين و" قطاع الطرق" لا صلة لها بـأغلبية الشعب المخلصة والموالية لفرنسا . والآن ماذا يستطيع أن يقول ساسة فرنسا بعد أن رأوا بأنفسهم نجاح الثورة هذا النجاح الرائع وانتشاره هذا الانتشار الكبير؟      

·                                مجلة روز اليوسف. إضراب الثماني أيام فيفري 1957

" نص النداء: أيها الشعب المجاهد، أيها المواطنون من تجار وعمال، وموظفين وفلاحين ومحترفين، أنكم أتستعدون لأسبوع الإضراب العظيم، أسبوع الكفاح السلمي للأمة التي فاتها الكفاح المسلح، فامضوا مصممين، واصبروا للمنحة والبطش وأنواع العذاب التي يسلطها عليكم العدو، فالله معكم وجبهة التحرير بجيشها العتيد ورائكم، تشد أزركم وتأخذ بأيديكم إلى النصر إلى الحرية، إلى الاستقلال.


·                                مجلة روز اليوسف. 13 جانفي 1958

"هناك أيضا..مصيرنا يتقرر منا اليوم أن ننقل معركة الجزائر إلى مرحلة جديدة وأن نخرج قضيتها من (الروتين الذي دخلت فيه..والروتين الذي دخلت فيه قضية الجزائر هو: الإعجاب ببسالة الشعب الجزائري، والتشجيع الأدبي لرفع روحه المعنوية، والثقة المطلقة-أو بالأحرى- الثقة المريحة من أن النصر آت لا ريب فيه).        

·                                المجاهد 8 فيفري 1958

حادثة ساقية سيدي يوسف فضحت مسؤولية الاستعمار وجسمت وحدة المغرب العربي إلى الاعتداء المدبر، الذي ذهبت ضحيته قرية ساقية سيدي يوسف التونسية صباح يوم 8 فيفري 1958 قد بين مرة أخرى بصورة لا تقبل الجدال مبلغ الإجرام من العمل الذي تقوم به الحكومات الفرنسية في شمال إفريقيا. منذ ثلاث سنوات ونحن نشهد بهذه الوحشية ولم نكن في تشهدنا نتبع الخيال ولا الغضب ولا نرمي إلى دعاية وضعية لقد كنا نقف عند حدود الوقع كما هو. وفي هذه المرة كانت الصحافة الأجنبية وكان شهود لا ترد شهادتهم، وكان ممثل الصليب الأحمر الدولي- كانوا كلهم حاضرين. لقد استطاعوا أن يتأكدوا بأنفسهم كيف تقوم فرنسا بحريتها الأبدية ضد الشعوب التي تناضل لتتخلص من اعتدائها وقمعها الأثيم.

·                                المجاهد 19 سبتمبر 1958

ميلاد أول حكومة حرة الجمهورية الجزائرية يعلن عنه الجزائر وفي عواصم الأقطار العربية. ست حكومات تعترف منذ الساعات الأولى.

·                                صحيفة لاثريبون جنيف السويسرية

"لقد تحطمت موجة التفاؤل بنتائج (التهدئة) ولم يعد هناك سواء في فرنسا أو في الجزائر من يذكر على طرف لسانه عبارة (الربع الساعة الأخيرة) ،اللهم إلا بعض الدوائر المتطرفة في عاصمة الجزائر وباريس، بل أنه من تشم فيه رائحة الإيمان بالربع الساعة الأخيرة، أصبح ينظر إليه كالمصاب في عقله.

·                                خبر لوكالة الأنباء الأمريكية يونايتد بريس الأمريكية

"أننا نعيش في حالة طوارئ ولذا يجب أن تمتاز أعمالنا بالشرعة الفائقة" هذا ما صرح في عاصمة الجزائر "تسابان د لماس" وزير الخرب الفرنسي يوم الاثنين الماضي، وأكدت القيادة العليا للجيش الفرنسي من ناحيتها بان (الثوار الجزائريين كانوا منذ –18 شهرا عصابات تضم كل واحدة منها حوالي الثلاثين شخصا مسلحين ببنادق الصيد ولكننا اليوم نتصادم بوحدات مجهزة بالرشاشات الثقيلة ومدافع الهاون وتتكون كل واحدة من 200 إلى 400 ثائر...).

·                                صحيفة لوموند الصادرة يوم جانفي 1959

تقول "تعتبر الفترة التي تتراوح بين 20 و 24 جانفي1959 من أبرز الفترات التي أصيبت فيها قوات الأمن بخسائر فادحة منذ بداية الثورة إلى اليوم. ولهذا فإن الفوات الفرنسية ستجد نفسها مضطرة إلى مواجهة العدو المفاجئة بأسلوب من أساليب الكفاح هو أشرسها فتكا وقتلا.

·                                صحيفة باري جونارل

" إن المشكل العسكري الفرنسي يتمثل في مظهرين : نقص الجنود والتكتيك العسكري ذلك أن المجندين العاليين هم من مواليد 1937. 1939 ومواليد هذه السنوات أقل من مواليد السنوات الأخيرة مما يضاعف النقص الموجود في الجنود خلال سنة 1959 بمقدار خمسين ألف جندي، وفيما يخص التكتيك ينوي الجنرال "شال" أن يوجد أسلوبا يتناسب مع الوضعية الحالية لأن جيش الحرير صار يسلك أسلوبا في الحرب.

·                                المجاهد 25 فيفري 1959. خط موريس بين الحقيقة والخيال 

"منذ ظان انتهى الفرنسيون من بناء خط موريس وتمديده من عنابة إلى تبسة في أواخر 1957 وقد مددوه بعد ذلك إلى نقرين جنوبا، وهم ينشرون دعاية ضخمة واسعة النطاق حول فعاليته في" خنق الثورة" وفي الحيلولة دون تنقل فرق جيش التحرير عبره ومنذ ذلك الحين ونحن نقرأ في كل تصريح رسمي  فرنسي يدور حول الجزائر أن خط موريس يستحيل اجتيازه وانه جعل جيش التحرير يصطدم بعدة مصاعب تتعلق بالتموين والذخيرة بل أن الحملة التي شنتها الصحافة الفرنسية في خريف 1957 حول "قرب انتهاء الثورة" كانت إلى حد بعيد تعتمد على خط الألغام والمراكز العسكرية المتفاوتة، والمصفحات المتنقلة على طوله ليل نهار، والمدفعية المسيرة بالرادار بقدر ما كانت الدعاية الفرنسية تتضخم. وفي الأخير كانت نتيجة هذه الحملات الدعائية الواسعة أن الفرنسيين وحدهم هم الذين كانوا ضحية دعاياتهم فصدقوها وضنه أنها هي الحقيقة وانهم يستطيعون النوم مطمئنين خلف هذا الخط.

نظمت فرق جيش التحرير الوطني الخاصة هجوما أخر على عدة نقاط من خط موريس ألحقت به أضرار مادية بليغة على طول عدة كيلومترات وأحدثت ثغرات فسيحة بهذا الخط خصوصا بنواحي سوق أهراس، تبسة ، مجاز الصفا...وقد تمكنت فرق جيش التحرير من اجتياز الخط أثناء هذا الهجوم خصوصا بناحية العينات.


*الحلف الأطلسي والجزائر (المجاهد 2افريل 1959)

ما تزال حرب الجزائر كالسرطان تنخر جسد فرنسا المتآكل وتثير لها  الأزمات المتوالية في كل ميدان من ميادين الحياة الفرنسية. ولقد تجاوزت تأثير هذه الحرب النطاق الفرنسي وأصبح يثير الأزمات الخانقة في حلف الأطلنطي كله، ولأدراك خطورة   الأزمة القائمة بين فرنسا وحلفائها في هذه الأيام بعد إعلان فرنسا عن  سحب قواتها البحرية عن منظمة الحلف ووضعها في حالتي السلم والحرب معا تحت القيادة الفرنسية الصرفية لإدراك ذلك يجب الإلمام بنشأة الحلف الأطلنطي وتطوره إلى حالته الراهنة وعلاقة هذا التطور بالحرب التي تشنها فرنسا في الجزائر.

الدليل عن تفهم قيادة الثورة للجوانب الأخرى للحرب (غير العسكرية) في وسائل إعلام  الثورة التي نجحت رغم بساطتها  وضيق  مجال تحركها، في ترويج نص بيان أول نوفمبر فور إعلانه على نطاق واسع من العالم.

Voir les commentaires

كتاب المعارك السرية بين مخابرات الثورة الجزائرية ومخابرات الاستعمار/من اقوال الشهداء/صالح مختاري

من أقوال الخالدين

 

"حاولوا دائما حتى ولو كانت نسبة النجاح تبدو ضئيلة جدا، فإذا فشلتم قيل أنهم حاولا وفي ذلك رجولة وفخر"

"لا أكلف أحدا منكم بهذا الطريق الخطير قبل أن ألزمه على نفسي، فإذا نجوت وعدت فسوف تذهبون واحدا بعد واحد، وإذا لأسرفت..."

الشهيد مصطفى بن بو لعيد

"إننا سننتصر لأننا نمثل قوة المستقبل الزاهر، وأنتم ستنهزمون لأنكم تريدون وقف عجلة التاريخ الذي سيسحقكم ولأنكم تريدون التشبت بماضي استعماري متعفن حكم عليه بالزوال"

الشهيد العربي بن مهيدي

"إذا ما استشهدنا دافعوا على أرواحنا... نحن خلقنا من أجل أن نموت لكي تستخلفنا أجيال لاستكمال المسيرة"

الشهيد ديدوش مراد

"أفضل االموت بين إخواني بدل الاستسلام للسفاحين"

حسيبة بن بوعلي

"إذا قلت فإن (ايكو الجزائر) وسوستال لن يضيعا الفرصة لاستغلال الحدث، ولكن الشعب الجزائري ناضج لتحقيق الاستقلال والثورة إلى الأمام لأن الجزائريين يدركون أنهم لا يقاتلون من اجل عميروش ولكنهم يقاتلون من أجل الجزائر."

العبقيد عميروش

"إن الثورة أمر بالغ الأهمية إلى حد يجعل كل ما فعله الشعب الجزائري في أعيننا نحن أبناء هذا هذا الجيل ليس سوى تمهيد لهذه الثورة التي اليزم سوف نعيشها فيما بعد وهذا يتطلب منا ونحن في مواجهة عدو يفقنا عدة وعددا أن نخوضها معركة، وعلينا أن ننظم أنفسنا تنظيما محكما، وذلك هو سلاحنا الأوحد.

العقيد سي امحمد بوقرة

Voir les commentaires

كتاب المعارك السرية بين مخابرات الثورة الجزائرية ومخابرات الاستعمار/شهداء الثورة /صالح مختاري

الشهيد أحمد بوقرة

 

ولد العقيد (أحمد بوقرة) المدعو بسي أحمد (الاسم الثوري للشهيد) بتاريخ 2 ديسمبر 1926 بمدينة خميس مليانة ولاية عين الدفلة وقد حفظ القرآن الكريم ثم تعلم اللغة الفرنسية بمدرسة (لانابيت) بمسقط راسه وفي هذه المرحلة كتب عليه شأن غيره من ابناء الجزائر أداة لها، ولقد تفطن بغضل نباهته لسياسة التشوية والتزييف بلاده وأمته الاسلامية فواجه ذلك بشجاعة تلميذ ثائر.

كان (بوقرة) بحسه الوطني المبكر من الاوائل الذي انخرطوا في الكشافة الاسلامية، حيث وجد فيها في الوسط المناسب لتنمية مداركه وصقل ميوله الثورية، وقد الفت نشاطاته انتباه المستعمر، مما حذا به إلى تمويه نشاطه السياسي بالأنضواء تحت لواء الاتحاد الرياضي لخميس مليانة غير أن أحداث 8 ماي 1945 أزاحت عنه الستار وكان من الاوائل الذين خرجوا إلى الشوارع للتعبير عن سخطهم ورفضهم للاستعمار مما سببا في اعتقاله وما ان افرج عنه حتى انخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري.

وقد سافر في نفس العام إلى تونس للدراسة في جامعة الزيتونة، الا انه بعد عام واحد عاد إلى الوطن ليباشر نضاله السياسي في صفوف اللجنة السرية لحركة أنصار الحريات الديموقراطية، فاعتقل مرة أخرى سنة 1950، وقضى بالسجن مدة طويلة وعندما اطلق سراحه منعت عليه الاقامة بمسقط راسه، ورغم كل ذلك لم يتوقف لحظة واحدة عن ممارسة العمل الثوري والنضال سرا فلم يزده هذا الطرد إلا عزما وتصميما على مواصلة درب الكفاح، وكانت الجزائر بالنسبة إليه ولا مثاله كل لا يتجزأ والنضال هو النضال في أي شبر ارض الجزائر.

عندما انذلعت ثورة التحرير بدأ الشهيد يقوم بالاتصال والتنسيق مع العاصمة والقبائل الكبرى ومناطق اخرى من البلاد مباشرا في ذلك أعماله العسكرية إلى جانب نشاطته الثورية الأخرى المتمثلة في مكافحة المعتقدات الجامدة والأضاليل المولدة لروح اليأس التي كان يبثها المستعمرون في صفوف الشعب لابعاد الجماهير عن الثورة وقد لعب الشهيد دورا كبيرا في التمهيد لعقد مؤتمر الصومام التاريخي (20 أوت 1956) الذي عين على اثره قائد سياسي وعضو ضمن مجلس الولاية الرابعة وبعد عامين من العمل الدؤوب رقي إلى رتبة عقيد مسؤول عن الولاية نفسها وتشهد المعارك الكبرى التي شاهدتها ولايته في تلك المرحلة (معارك جبال وادي الملح، وبوزقزة والونشريس، ووادي الفضة وتبيرقنت عسكري من الطراز الأول).

فالعقيد سي أمحمد بالاضافة إلى الخصائص الثورية العسكرية التي يتجلى بها، فهو ذو روح ديمقراطية وتفتح فكرى واسع أكسبه شعبية جعلت منه قائدا مثاليا وقدوة للمجاهدين ومما قاله يوما للشباب المثقف : "أنثم القادمون من المدن والحاملون للشهدات تتمتعو بتكوين جامعي او ثانوي ولكن ستندهشو لما ستتعلمونه من شعبكم، فإن العلم الذي يحصل في المدارس الشعبية لا يدرس في أية جامعة".

وقال يوما للثوار الذين كانو يشاهدون ظروف معيشة الفلاحين المؤلمة "أن الاستقبال الذي نكافح من اجله اليوم ليس هدفنا في حد ذاته، بل هو وسيلة استئصال النظام الاقطاعي والاستعماري، عنصر الفقر والاستغلال".

في 5 ماي 1959 استشهد العقيد البطل (سي محمد بوقرة) بعد معركة عنيفة اشتبك فيها مع قوات العدوبقرية اولاد بوعشرة بنواحي المدية الذي كان مركزا لقيادة الولاية الرابعة في تلك الفترة وبذلك اضاف البطل بقرة اسمه في قائمة الشهداء الذين سجلوا اسماءهم في سجل الخالدين.


الشهيد زيغود يوسف

 

ولد الشهيد زيغود يوسف في 18 فيفري 1921 في السمندو (زيغود يوسف حاليا) من اسرة فقيرة حفظ القرآن الكريم في احدى الكتاتيب بالناحية وبعدما طرد من المدرسة التي دخلها لتعلم اللغة الفرنسية بحجة تجاوزه السن القانونية عمل حداد عمل حداد لكسب قوته بعرق جبينه وفي هذه الأثناء ابدى زيغود اهتماما متزايد بخطب جمعية العلماء المسلمين التي ساهمت إلى حد كبير في توسيع مداركه للقضية الوطنية ولقد تاثر وهو في ريعان شبابه.

بحوادث 08 ماي 1945 وغدا اثرها احد المنصهرين في بوتقة النضال السياسي الوطني.

عند اعلان ثورة اول نوفمبر 1954 بادر زيغود يوسف رفقة ديدوش مراد إلى تنظيم المقاومة بالشمال القسنطيني (الولاية 2) ومن هنا برزت قدراته الفعلية وامكانياته التكتيكية في حرب العصابات التي تعتمد على المفاجأة وسرعة الحركة وقد استطاع زيغود يوسف تنظيم الولاية سياسيا وعسكريا ويتضح مستوى الآداء الجيد لهذا التنظيم من خلال مراسلته الكثيرة مع مصطفى بن بولعيد التي تعكس ايضا انشغاله بضرورة عقد اجتماع عام لقادة الثوار خلال سنة 1955.

في اطار الهجوم العام على الشمال القسنطيني التي أشرف على تنظيمه زيغود يوسف والذي استهدف بعملياته المركزة فك ًالحصار الحديديً المضروب على منطقة الأوراس، والذي أعطى نتائج عسكرية وسياسية هامة حطمت أسطورة "الجيش الفرنسي الذي لا يقهر"، وأعادت الثقة إلى النفوس بادر زيغود لدراسة مسألة إمكانية عقد مؤتمر وطني يضم مسؤولي الثورة لتحديد الأطر النظامية والإدارية والإستراتيجية للثورة المسلحة و إقترح منطقة قسنطينة لاحتضانه ولكن نتيجة للضروف الأمنية عقد المؤتمر في 20 أوت 1956 في الصومام (الولاية الثالثة). وفي هذا المؤتمر تمت ترقية عدد من ظباط جيش التحرير الوطني ومنهم زيغود يوسف الى رتبة عقيد، وكلف هذا الاخير رسميا بقيادة الولاية الثانية، وأيضا بالعوية الدائمة في المجلس الوطني للثورة الجزائرية.

وفي سبتمبر 1956 وقع زيغود يوسف في كمين للعدو قرب بو كركر عندما كان يقوم بجولة تنفيدية للمنطقة وقد قاوم بإسبسال للأعداء حتى نفذت ذخيرته وكان اثناء ذلك يتلف ما كان يحمله من اوراق ائتمن عليها وفي هذا الأشتباك غير مكافء سقط الشهيد البطل زيغود يوسف في ميدان شرف تلبية لنداء الوطن.


الشهيد عميروش

 

ولد العقيد عميروش (أيت حمودة) في 31/10/1926 بدوار أيت وسيف دائرة جرجرة وقبل اندلاع الثورة. كان مجرد عامل بسيط ولكن شخصيته الفذة تفتقت ابان الكفاح المسلح الذي ابدى فيه من الاستعدادات والقدرات ما اهلت لان يصبح قائدا للولاية الثالثة (القبائل الكبرى) عرف عميروش ابان الثورة المسلحة بحنكة في التخطيط مكنته من ادحاض كل تخطيطات الجنرالات الفرنسيين في مرحلة لا حقه بوضع مخطط مضادة لخطوط المكهربة الشرقية والغربية التي اقامها الاستعمار واستهدف خنق الثورة المسلحة بعزلها عن وسطها الاقليمي والدولي.

في 29 مارس 1959 استشهد البطل عميروش مع زميله سي الحواس في معركة حامية الوطيس كان يقودها العقيد عميروش بنفسه وعندما كانا في طريقهما إلى تونس للمشاركة في مؤثمر العام لقادة الولايات حيث تعرضا بجبل زاخر بناحية بوسعادة إلى حصار القوات المعادية، فخاضا معها معركة ضارية انتهت بسقوطهما بفعل شضايا قنابل مدقع 105 المحرقة التي اوقفت حياة بطلين اشتهرا بالشجاعة والجرأة في كل المعارك التحريرية التي خاضها كل منهما في ولايته.


الشهيد العقيد لطفي

 

الشهيد بن علي بودغن المدعوا (لطفي) من مواليد مدينة تلمسان، تلقى دراسته الابتدائية بمسقط راسه ثم واصل دراسته في الجزائر العاصمة وفي سنة 1950 سافر إلى المغرب ثم عاد مرة ثانية إلى تلمسان لمواصلة دراسته بأحسن مدارسها.

بدأ النضال وهو لا يزال شابا حيث انضم إلى الخلايا السرية لجبهة التحرير الوطني وفي سنة 1955 ترك العقيد لطفي مقاعد الدراسة ليلتحق باحدى فرق جيش التحرير الوطني بناحية تلمسان، وقد نظم وقاد عدة هجمات ناجحة على مراكز العدو العسكرية المتواجدة في المنظمة.

ونظر لما ابرزه من كفاءة عالية وصفات قيادية ممتازة كلفته قيادة جبهة التحرير الوطني بمهمة تنظيم العمليات العسكرية في جنوب البلاد مما أعطى دعما جديدا للمجهودات التي كانت تبذل آنذاك لنشر المعركة عبر كامل انحاء التراب الوطني وهناك قاد عدة معارك كللت بالنجاح نذكر منها فقط معركة جبل عمور في 02/10/1956، التي كانت إحدى الدروس القاسية للمستعمر هناك.

إن معرفة الشهيد لطفي الجيدة للمناطق الجنوبية خولته لأن يكون مسؤولا للمنطقة الثامنة وقد نجح بشكل ملحوظ في مهمته وابدى من النشاط والعمل والحزم ما جعل قيادته الثورية تعمد إلى ترقية إلى رتبة رائد سنة 1957 ثم إلى عقيد قائد للولاية الخامسة في السنة الموالية وفي سنة 1959 كان الشهيد أحد المشاركين في اعمال المجلس الوطني للثورة الذي عقد بطرابلس وبمجرد انتهاء اشغال المؤثمر قفل راجعا إلى أرض الوطن رفقة الرائد الطاهر وثلاثة من جنود جيش التحرير الوطني، سالكين طريق الجنوب وبعد ثلاثة أيام من السير بلغوا جبل بشار، حيث وقع اشتباك بينهم وبين جنود الاحتلال الذين تفظلوا لوجودهم بالمنطقة.

وكانت نتائج هذا الاشتباك الذي تواصل يوما أن استشهد خلاله العقيد لطفي ونائبه الرائد الطاهر وكان الأقدار بذلك شاءت أن يسقط في ميدان الشرف شهيدان ينتميان لبلدة واحدة ويحملان رسالة واحدة في زمن واحد ومكان واحد.


الشهيد مصطفى بن بولعيد

 

ولد الشهيد مصطفى بن محمد بن بولعيد في 5 فيفري 1917 في قرية آفرة باحدى ضواحي مدينة اريس بالأوراس في اسرة متوسطة الحال حفظ القرآن بكتاب القرية ثم انتقل إلى باتنة حيث زاول تعليمه الابتدائي في مدرسة الأمير عبد القادر (انديجان سابقا) إلى أن نال الشهادة الابتدائية وفي سنة 1937 استدعي إلى الخدمة العسكرية الاجبارية ولكن نفس الأبية جعلته يرفض العمل في صفوف جيش اجنبي مما دفعه إلى القرار غير أن السلطة الاستعمارية القت عليه القبض وزجت به السجن بقالمة حيث قضى فيه ثمانية اشهر ذاق فيها كل انواع التعذيب ولما اطلق سراحه في سنة 1941 انخرط بدون تردد في صفوف حزب الشعب الجزائري وقد ابدى فيه من النشاط والمثابرة ما جعل قيادة الحزب تعينه عضوا في اللجنة المركزية ثم عضوا في اللجنة الثورية للوحدة والعمل استندت إليه الحركة السرية في قطاع الأوراس.

في سنة 1954 وعندما بلغت الأحداث الوطنية منعطفها الحاسم باتجاه العمل وطنه المسلح بعد فشل اسلوب العمل السياسي بدا المناضلون يجمعون التبوعات للشروع في التعبئة للمقاومة المسلحة وهنا بادر بن بولعيد بالتبرع بثروته لصالح الثورة المسلحة أيمانا منه بحرية وكرامة وطنه الذي يهون في سببيله كل شيئ، كما كان بحكم عمله كقائد للحركة السرية في القطاع الاوراسي يعمل بكل طاقته استعدادا بيدء الكفاح المسلح حيث شرع في عقد الاجتماعات وتنظيم الاتصالات بالمناظلين المكجندين لمرحلة الكفاح المسلح.

في 30 سبتمبر 1954 انعقد اجتماع في احدى ضواحي مدينة باتنة اشراف بن بولعيد الذي قام بشرح خطة الثورة واهدافها ودعا إلى الضرورة تعبئة جميع الطاقات لنجاحها، وقد خرج المجتمعون بعدة قرارات تضمن التخطيط لانطلاق الثورة المسلحة واختيار الثوار الذين تتوفر فيهم المقاييس لتولى هذه المهمة والاشراف عليها.

وفي 30 أكتوبر 1954 وعلى الساعة العاشرة ليلا في مكان يسمى (تاورة) بين اريس وفم الطوب دعا بن بولعيد قادة العمليات إلى الاجتماع الأخير ليلقي عليهم اخر تعليماته قبل الهجوم العام بأربعة وعشرين ساعة وفي هذا الاجتماع القى الشهيد خطابا حماسيا على الفرقة التي تقوم بعملياتها في مدينة اريس وقد جاء في اخر كلمته (أن الأولين في هذا الخطة لهم الشرف في بدايتهم بالثورة ...) وقد اختار بن بولعيد مقر قيادته في مكان قرب أريس حتى يتسنى له الاطلاع على كتب على نتائج العمليات وايضا تزويد القادة بالتعليمات والارشادات وقد اختار كلمة السر (خالد وعقبة) للنداء والتعارف بين رمز المجاهدين الأمر الذي يعكس ايمانه العميق بأن الحرب ضد الاستعمار هي امتداد لحروب الايمان التي خاضها المسلمون طوال تاريخهم.

لقد ارتاح بن بولعيد لهجومات أول نوفمبر ونجاحها مما زاد من ارتفاع معنويات المجاهدين، اما العدو فقد اذهلته المفاجأة وقام بحشد كل قواته بالاوراس الذي اصبح مسرحا لاعنف العمليات العسكرية التي تولى قيادتها في الغالب، البطل بن بولعيد بنفسه.

وكرد فعل لذلك قامت قيادة العدو بنشر قواتها في كل ارجاء المنطقة وزجت بالأهالي في المحتشدات ومارست كل الوان التنكيل والتعذيب والتقتيل فاصبحت الثورة وفق هذه الأساليب شبه محاصرة وكان من الصعب تحطيم الستار الحديدي الذي ضربته حولها القوات الفرنسية وكان من الضروري في الوقت ذاته البحث عن ثغرات لتلقي الامدادات وضمان مسيرة الثورة ولتحقيق ذلك سافر البطل بن بولعيد إلى المشرق العربي.

(ولكن تجري الرياح بما لاتشتهي السفن) حيث القي القبض عليه في 12/02/1955 من قبل العدو ووقع أسيراً وهو يحمل أنبل رسالة في سبيل الحرية والاستقلال ووضع الشهيد اثر ذلك في زنزالة بثكنة القصبة (في تونس) التي كان يحتلها الجيش الفرنسي وقتنذ وبعد تسعة اشهر قدم للمحاكمة في محكمة عسكرية كونت في نفس الثكنة لهذا الغرض وحكم عليه بالاعدام ثم نقل إلى السجن "الكودية" بقسنطينة حيث حوكم مرة ثانية وصدر عليه نفس الحكم وعندما تأكد بن بولعيد من تنفي أخذ يفكر في الطريق التي تمكنه من الفرار وبالفعل استطاع بمعية إحدى عشرة من زملائه المعتقلين، أن يخلق شبه معجزة حين اخترق قضبان اكبر السجون الموجودة في القطاع القسنطيني بتاريخ 11/02/1956، وقد ولي وجهه على الاثر شطر جبال الأوراس وكان رجوعه للقيادة من جديد اكبر انتصار للثورة الجزائرية التي عمت كل أرجاء البلاد بفضل الهجمات المتتالية التي كان يشنها جيش التحرير الوطني على نطاق واسع وفي ليلة 22 مارس 1956 استشهد البطل بن بولعيد بمنطقة (تافزنت) قرب الجبل الازرق اثر استيلامه لمذياع  ملغم كان المستعمر واعوانه قد أعدوه لهذا الغرض وقد استشهد معه احد عشر من خيرة ابناء هذا الوطن وبذلك انطفأت شعلة بلغ دورها الثاقب إلى كل قلب مؤمن بالحرية والكرامة الانسانية.


الشهيد ديدوش مراد

 

ولد ديدوش مراد بالجزائر العاصمة في 13 جويلية 1927 من عائلة متوسطة الحال زوال تعليمه الابتدائي بالجزائر حيث تحصل على الشهادة الابتدائية في سنة 1939.

واصل دراسته الثانوية بالمدرسة العليا ثم انتقل إلى قسنطينة في سنة 1934، وهناك تحصل على شهادة الأهلية وكان لانتقال (مراد) من العاصمة إلى قسنطينة اثر كبير في تكوينه السياسي اثر تعرفه على عناصر في حزب الشعب وكان ذلك ايذنا لانخراط في النضال السياسي بحزب الشعب الجزائري ثم في حركة انتصار الحريات الديمقراطية في مستهل ماي 1945 وقام ديدوش مراد بتنظيم وقيادة المظاهرات التي جرت في العاصمة وبعد مجزرة 8 ماي 1945 الرهيبة، ادرك ديدوش مراد كغيره من المناظلين ان الحرية لا تعطى وانما تؤخذ بحد السلاح ومن هنا اخذ يفكر جديا في تعبئة الشعب لاعلان الثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي.

في سنة 1948 انتدب ديدوش مراد للعمل في المنظمة السرية ونظرا لما أداه فيها من نشاط وقدرات قيادية اصبح جهويا بعدما كان أحد المراقبين الرئيسيين في القطاع القسنطيني.

في سنة 1952 عين ديدوش مراد عضوا دائما بالحزب وكلف بقيادة ناحية المدية، ونظرا لنشاطه السياسي الكثيف تمكنت الشرطة الفرنسية التي كانت تراقبه عن قريب من اعتقاله اثناء احدى الاجتماعات وقد تم نقله على الفور إلى محافظة الشرطة بالمدية الا انه تمكن من الافلات من حراسه، فالتحق بالجزائر العاصمة ليتم تعينيه من جديد في القطاع الوهراني كمسؤول مساعد لعمالة وهران وفي نهاية سنة 1952 قرر الحزب ان يوفد ديدوس على فرنسا لاشغال منصب مسؤول المنظمة هناك وقد قام بعمل كبير في الشرح والتوجيه والتنظيم وبعد فترة قصيرة عاد إلى ارض الوطن وكان من الذين امنوا بأن العمل المسلح هو السبيل الوحيد لتوحيد صفوف الشعب وتحرير الوطن من الاستعمار. شارك ديدوش مراد في تحريربيان أول نوفمبر 1954 وعين مع انطلاقة شرارتها على راس منطقة الشمال القسنطيني الولاية الثانية فيما بعد وعلى الرغم من كل الصعاب استطاع ارساء دعائم تنظيم متين وقام ببعض العمليات العسكرية الهامة التي اربكت ادارة الاستعمار في المنطقة. في شهر جانفي 1955، وبينما كان ديدوش متوجها بمعية 18 مقاتلا من (سفر جانة) قرب السمندو (زيغود يوسف حاليا) إلى بوكركار حاولت القوات الاستعمارية تطويقه فقام مراد وزيغود يوسف بمجابهتها حيث راى البطلان ان العركة كانت ضرورية ولا مفر منها واثناء اشتباكات عنيفة سقط ديدوش مراد في ميدان الشرف وكان ذلك يوم 18 جانفي 1955 فرحم الله الشهيد وأدخله فسيح جنانه.


الشهيد الحاج أحمد حمدي

ولد الشهيد الحاج احمد حمدي المعروف ابان ثورة التحرير باسم (أرسلان) يوم 29 سبتمبر 1931 بحي تاقبو – بمدينة – ادخله والد الكتاب لتعلم وحفظ القرآن، فأكمل حفظه وهو لا يزال صبيا، ثم تعلم المبادئ اللغة العربية على يد مشايخ المدينة. في عام 1947 سافر على تونس لمواصلة الدراسة بجامعة الزيتزن، وقد عرف بين زملائه بالجد والمثابرة والقدرة على التحصيل، وفي سنة 1951 تحصل على الشهادة الاهلية فانصم على الصفوف الحركة الوطنية (حركة انتصار لحريات الديمقراطية) وكان هذا بخلية الطلبة. وقد كان من بين الطلبة الجزائريين والتونسيين الذين شاركوا بفعالية في الحركة الطلابية التي بفضلها تم ادخال اصلاحات على النظام التعليمي بجامع الزيتونة وذلك على اثر الأحداث التي وقعت في العام الدراسي 1950– 1951. وفي هذه الأثناء كان الجو مشحونا بالتوترات السياسية على المستويين الاقليمي واتلدولي وفي هذا المناخ تبلور فكر الشهيد وتححد هدفه، واتسع ادراكه بعمق مشاكل ومآسي الشعب الجزائري، وقد تخمرت في ذهنه فكرة انعتاق الشعب من هذا الاجحاف وآمن بعدها ايمانا قاطعا بان تغيير الواقع لن يتاتي الا بلغة الحديد والنار، وما أخذ بالقوة لن يسترجع الابالقوة. وفي سنة 1953 عاد الشهيد إلى ارض الوطن واستقر بمسقط راسه مدينة المدية وعمل معلما في المدرسة الزبيرية (نسبة إلى مؤسسها) التي كانت معقلا للوطنية ومن هذا المنطلق بدأ في تنوير الجيل الصاعد على وجه الخصوص بحقائق الوضع المزري المأسوي الذي يعيشه الشعب الجزائري، وكان هذا من خلال ما كان يقدمه من دروس التوعية وكذا الاتصالات المباشرة مع ابناء شعبه في المدية وخارجها. وهنا تفطن المستعمر لنشاط الشهيد فأخذ يرصد جميع حركاته وتصرفاته كبيرة كانت أم صغيرة بغرض مضايقة ومنعه من تايد مهامه وتم للمستعمر ذلك بحيث ضغط على الجمعية التي تشرف على المدرسة التي كان يعمل بها فطردته – وسافر بعدها على الجزائر العاصمة وتزامن سفره ها مع الغليان الكبير الذي كان يعرفه الوضع السياسي آنذاك وكان هذا ايام للثورة. وبالجزائر العاصمة مارس الشهيد (أحمد أرسلان) مهنة التعلم بمدرسة (لابيشرى) حيث وظف من جديد كل قواه بصورة اوسع وأعمق وكان له العديد من النشاط السياسي الخفي في الحراش وضواحيها ثم عاد بعد وقت قليل إلى المدينة المدية وزاول بها عمله في مهنة التعليم مرة أخرى، وقد بقي على اتصالاته لكنه منع هذه المرة من الدخول إلى المسجد ليلقي دروسا في التوعية الدينية والسياسية يدعو من خلالها على مؤزرة الثورة وتقديم الدعم لها. هذه الدروس التي كانت تلقي اقبالا واسعا من طرف المواطنين على اختلاف اعمارهم وطبقاتهم ونالت صدى واسعا في الأوساط الشعبية نظرا للاسلوب الشيق وابراز الحائق كما هي، في الأوساط الشعبية نظرا للاسلوب الشيق وابراز الحقائق كما هي، وقدرته على اثارة حماس المستمعين وشحذ مهمهم، وقد واكب الشهيد هذه المرحلة بعد أن اصبحت الثورة في حاجة ماسة إلى توعية الناس وتعبئتهم بالكلمة المعبرة.

وهكذا بدا التعرف به من جديد خاصة وانه بدا يوسع من دائرة اتصالاته إلى خارج المدية ويتصل بين الفينة والأخرى بعناصر الثورة، وقد ظهر على هذا النشاط إلى أن جاءت سنة 1956 فانضم إلى فوج من أفواج الثورة وبدأ يقوم مع بعض زملائه بتنظيم الخلايا في أحياء المدينة واحصاء الناس القادرين على حمل السلاح وجمعه وهذا طبقا وتنفيذ لاوامر الثورة واستعداد للمرحلة المقبلة. كانت القيادة الثورية قد قسمت آنذاك العمل بالناحية إلى قسمين قسم سياسي يقوم به الشهيد ضمن فوجه وقسم عسكري يقوم به عسكريون في فوج أخر. ولم يمض وقت طويل حتى تم زرع خلايا الثورة في الجهة كلها، وفي شهر نوفمبر عام 1956 استطاع العدو أن يكشف حقيقة الشهيد فسارع إلى مغادرة المدية والالتحاق بصفوف اخوانه بالجبال، وعين على اثرها باحدى فرق جيش التحرير الوطني ولكن نظرا لتكوينه السياسي وثقافته الواسعة – كلفته القيادة بمهمة الصحافة والدعاية وهذا رغم التفاوت الكبير في الوسائل والمكانيات بين الطرفين. في شهر جويلية سنة 1959 قام العدو الفرنسي بتوجيه حملة عسكرية كبيرة في اطار عمليات شال نحو جبل (مقورنو) وخلالها وقعت معركة كبيرة بينه وبين جيش التحرير الوطني ايتعمل فيها العدو وكل ما اوتى من قوة ووسائل جهنمية وهو ما أدى إلى استشهاد العديد من المجاهدين وجرح عدد كبير منهم وكان بين هؤلاء الشهيد (أرسلان) الذي كان آنذاك المرشد العام للولاية الرابعة والمسؤول عن الصحافة بها، حيث القي عليه القبض ونقل على معتقل (الداميات) وقد قضي به وقتا كبيرا قبل ان ينقل إلى السجن البليدة حيث تلقى اشد العقاب والعذاب والتنكيل بغرض الافشاء بسر الثورة والثوار، ولكن الاستعمار فشل في انتزاع أي كلمة منه، وفي عام 1960 فكر الشهيد في الهروب من السجن خوفا على حياته وقد وجد مساعدة من حارسين جزائريين فنجح في الافلات من قبضة المستعمر، فعاد إلى العمل مع اخوانه المجاهدين مرة اخرى.

واقعة استشهاده:

في يوم 29 سبتمبر توجه الشهيد الحاج احمد لزيارة عائلته وكان برفقة شخصين اخرين من المجاهدين وبعد قضاء فترة قصيرة من الزيارة في منزل احد اخواته، وكانت الساعة الحادية عشر ليلا اراد مغادرة المنزل فاكتشفتهم دورية عسكرية فوقع اشتباك بين الطرفين مما ادى إلى اصابة الشهيد اصابة بالغة في رجله وحال ذلك دون هروبه وبذلك طوقت المنطقة والقي عليه القيض وحمل على سيارة مصفحة وبعدها نفد فيه حكم الاعدام رحم الله الشهيد واسكنه فسيح جنانه.


الشهيد سي الحواس

ولد الشهيد العقيد سي الحواس واسمه الحقيقي محمد بن عبد الزاق في سنة 1924 بقرية مشونش بولاية بسكرة حاليا وفي مسقط راسه زوال تعليمه الأول في المدرسة القرآنية ثم اتخرط في في حركة انتصار الحريات الديمقراطية إلى جانب مصطفى بن بولعيد والعربي بن مهيدي حيث نلقي تكوينا سياسيا ميدانيا اهله لان يكون قدوة الشباب آنذاك.

وقد لعب منذ سنة 1947 ادوار كبيرة لصالح حزبه وشعبه مما الفت اليه انظار رجل المخابرات الفرنسية التي بقيت تطارده اينما حل وارتحل إلى ان التحق بصفوف جيش التحرير الوطني.

وحرص في بداية اندلاع الثورة المسلحة بتنظيم الناحية العسكرية الرابعة (الولاية الأولى) وبعدها اخذ اهتمامه يتوجه نحو الولاية السادسة التي كانت تحت اشراف مصطفى بن بولعيد، ولما استشهد هذا الأخير اعطى جيش التحرير العقيد سي الحواس ثقة أعطى جيش التحرير العقيد سي الحواس ثقته الكاملة حيث استطاع في الصحراء القاحلة أن ينظم جيشا قويا مدربا على طبيعة الصحراء، وان يقضي على الخلافات المحلية السائدة بين قبائل منظمة بسكرة وأولاد نايل، واولاد جلال إلى جانب وقوفه ضد السياسة الفرنسية التي كانت تهدف إلى فصل الصحراء عن الجزائر.

ولقد استطاع العقيد سي الحواس ان يراقب منطقة الواحات وأولاد جلال، وتوقرت وغرداية وورقلة وذلك منذ سنة 1957 لوحدات من افراد جيش لا يتجاوز عددهم 300 مجاهد.

وفي سنة 1958 عين قائدا للولاية السادسة وهنا كرس جهده للقضاء على كل العناصر التي تعمل ضد الثورة وخاصة في منطقة التيزي، وقد استشهد في معركة جبل ثامر مع زميله العقيد عميروش وعدد من المجاهدين في يوم 29 مارس 1959.


الشهيد بن عبد المالك رمضان

ولد الشهيد البطل بن عبد المالك رمضان في عام 1928 بمدينة قسنطينة – وهو ثالث اخوته دخل المدرسة الابتدائية وحصل على الشهادة الابتدائية باللغة الفرنسية وحصل على الابتدائية باللغة الفرنسية (أراقو سابقا وجمعية السلام فيما بعد) وتابع دراسته حتى نهاية الرحلة المتوسطة، دل ميدان العمل السياسي في سن مبكرة وذلك عام 1942 ضمن صفوف حزب الشعب الجزائري، ولما اضمحل حزب الشعب وحل محله حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية في عام 1946، تابع الشهيد العمل بكل جدية واخلاص ضمن صفوف الحزب الجديدة، ولما تأسست المنظمة الخاصة في نهاية عام 1946 والمعروفة تحت اسم (لوس) كان من الشباب الاوائل الذي لبى نداءها، نظرا لما كانت ترمى اليه وما نهدف إلى تحقيقه وفي عام 1948 اتجه على مزاولة العمل في ميدان التجارة بيد انه لم يوجه جل امكانياته وجهده للاهتمام بهذا الجانب، إذ استحوذ العمل السياسي وقضية تحرير البلاد من ربقة الاستعمار على الجانب الأكبر من اهتمامه ومجهوداته، ويقال انه إتخذ هذا الاتجاه ليخفي وراءه نشاطه الحقيقي وهدفه الأسمى، وفي نهاية عام 1948 أو بداية سنة 1949 هاجر الشهيد إلى فرنسا وهناك تفتحت عيناه اكثر وبصورة شاملة على مدى البون الشاسع بين حياة الشعبين وازداد معها الاعتقاد الواسع من انه لا سبيل إلى تغير هذا الواقع الماساوي الذي يتخبط فيه شعبنا سوى طريق واحد، رغم صعوبته، الا وهو طريق الكفاح والنضال بالعنف والعنف المسلح وحده الكفيل بتحقيق الهدف المقدس: وهو تحرير البلاد.

ولقد استغل الشهيد الفترة القصيرة التي قضاها في فرنسا لتعليم الرياضة وبتسلح بها وتخصص في رياضة الكاراتيه، وفي بداية سنة 1950 عاد إلى الجزائر وكله عزم وتصميم على مضاعفة الجهود، وضاعف من نشاطاته الهادفة على خلق الجبهة العريضة المتكاملة القادرة على تحمل أعباء ومشاق المرحلة القادمة، ومكان لنشاطاته الواسعة السبب الكفيل باثارة اعين العدو وخدامه، وبالفعل فقد تم اعتقاله في عام 1952 مرتين واودع السجن ولكنه تمكن في كلا المرتين من الفار احداهما من السجن سوق أهراس والمرة الأخرى من عيون بوزيان.

وفي نفس السنة أي في سنة 1952 ونتيجة لوشاية من طرف احد الخونة حاولت شرطة العدو السرية لالقاء القبض عليه هو وجمع من رفقائه ولكنه تمكن من الافلات منهم واختفى من اعين العدو واعوانه لمدة من الوقت وفي 29 أكتوبر 1952 – تمكن العدو إلقاء القبض على مجموعة من المناضلين، واستطاع بعد اذاقهم ألوانا من التعذيب الوحشي أن ينتزع منهم معلومات مكنت الشرطة الفرنسية من اكتشاف أماكن التدريب ومخازن الأسلحة فقبض على البعض وفر البعض الآخر منهم وكان الشهيد من بين الافراد الذين نجو من قبضة العدو ورغم هذه المضايقات والحصار الدائم تعرض له الشهيد الا أنه ظل كتلة من النشاط وشعلة وقادة في سماء العمل الدؤوب من اجل وضع الأمس المادية والمعنوية استعداد لساعة الصفر.

ويقول أخاه  انه عاد إلى المنزل قبل شهر تقريبا من إندلاع شرارة الثورة في الأول من نوفمبر 1954 ليودع العائلة ويغادر المنزل على أثرها، على اساس أنه يعمل مع وكيل اعلان ودعاية لاحدى الشركات الاوروبية ولم نتاكد من مكان تواجده ومنذ ان غادر المنزل الا بعد ان دوى الرصاص في جميع أنحاء التراب الوطني إيذانا باندلاع الشرارة الأولى للثورة المظفر، وفي اليوم التالي أي في 02 نوفمبر 1954 جاءه شخص اوروبي كان على معرفة به وخاطبه بقوله (إنكم عائلة الفلاقة) ويومها تأكدنا وحددنا مكانه بالضبط ولم يمض سوى يوم جميع مراكز البوليس والدرك في القطر وفي شمال افريقيا يحذر فيه من خطورة هذا البطل ويوضح بانه رجل خطير جداً، تجدون نصه ضمن هذا العدد.

وفي 04 نوفمبر 1954 سقط البطل على مذبح الحرية على اثر وشاية به في سيدي علي بولاية مستغانم بعد أن خاض معركة ضارية ضد قوات العدو المحاصرة وبعد، فهذه لمحة مختصرة بعد لحياة وأعمال هذا البطل المغوار الذي وهب حياته من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة، وكم هي مناسبة لتناول حياة وأعمال ابطال ثورة نوفمبر الرائدة للاستلهام واخذ العبر منها من اجل الاستمرار على الدرب حتى تحقق الأهداف التي ضحوا من أجلها رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه.


 

المجاهد حسين آيت احمد

 

ولد حسين آيت حوالي سنة 1926 في ميشلي ببلاد القبائل، أول تعليمه الابتدائي في قرية – طاقة – والثانوي في عاصمة الجزائر بمعهد أبن عكنون إلى أن نال شهادة البكالوريا وكان يقوم مدة دراسته الثانوية بنشاط سري حزبي داخل المنظمات الكشفية، وبعد إتمام دراسته الثانوية، أرادت السلطات الفرنسية اعتقاله فالتجأ على الجبال حيث بقي إلى سنة 1950 كان أثناءها يعمل في المنظمات السرية العسكري منذ سنة 1948، وأثناءها تخلى عن النشاط السياسي وأعطى كل جهوده للتنظيم العسكري وقد حكم عليه بالإعدام، وفي سنة 1951 سافر إلى القاهرة ليعمل مع ممثلي حركة الانتصار في الخارج.

كان من أعضاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل التي شنت الثورة في أول نوفمبر 1954 واصبح عضوا في الوفد الخارجي للجبهة، وترأس وفد الجزائر في مؤتمر باندونغ (باندونيسيا) كما كان عضوا في الوفد الجزائري لدى الامم المتحدة عند عرض القضية الجزائرية سنة 1955.

عين عضوا في مجلس الثورة في مؤتمر الصومام آوت 1956 ثم في لجنة التنسيق والتنفيذ في آوت 1957 بالقاهرة، كما ضمن أعضاء الوفد الخارجي للجبهة الذي اختطف من قبل السلطات العسكرية الفرنسية بالجزائر وهو في طريقه إلى تونس.

عين نائبا لرئيس الحكومة المؤقتة الأولى والثانية ووزيرا للدولة في الحكومة المؤقتة الثالثة.

عين نائبا لرئيس وهو في السجن بفرنسا إلى أن أطلق سراحه بعد توقيف القتال، فسلك طريق المعارضة مع كريم بلقاسم ومحمد بوضياف وأسس أثناءها جبهة القوة الاشتراكية، كما أسس مع بوضياف لجنة للدفاع عن الثورة الجزائرية بتاريخ 6/7/1964 إلى أن تم اعتقاله وفر من السجن بعد حركة 19 جوان والتحق بفرنسا وبقي يعمل في إطار المعارضة إلى حين دخوله الجزائر يوم الجمعة 15 ديسمبر 1989 بعد تكريس مبدأ التعددية الحزبية.


المجاهد عبد العزيز بوتفليقة
 المدعو سي عبد القادر

المجاهد عبد العزيز بوتفليقة من مواليد 2 مارس 1937 دخل النظال السياسي مبكرا من أجل القضية الوطنية الجزائرية، إلتحق بصفوف جيش التحرير الجزائري عام 1956 وسنه لا يتجاوز 19 سنة أصبح ضابط عمل بالمنطقة رقم 4 والمنطقة رقم 7 بالولاية الخامسة، وكان من خيرة رجالات مخابرات الثورة MALG، والتحاقه بالثورة المسلحة عن طريق جماعة وجدة بالمغرب أين التقى بالراحل هواري بومدين وآيت أحمد وجميع قيادة FLN.

أسندت له مهمتان بالولاية الخامسة، مراقب عام ثم ملحق بقيادة الولاية الخامسة ليوجه إلى مركز القيادة (PC) بقيادة الأركان للجيش التحرير بالغرب، ثم بعدها أصبح يعمل بمركز قيادة أركان جيش، عام 1960 كلف بمهمة على الحدود الصحراوية للبلاد لقيادة جبهة مالي بهدف افشال محاولات الاستعمار الفرنسي الهادفة إلى  تقسيم البلاد، عام 1961 دخل العمل السري فكلف من طرف مخابرات الثورة MALG، بمهمة خطيرة  وهي الإتصال بقادة الثورة المسجونين في أورلى فرنسا، وهم أحمد بن بلة، آيت أحمد وبوضياف وخيثر الذين إخططفوا على إثر تحويل الطائرة المغربية التي كانوا على متنها من طرف القوات الجوية الفرنسية عندما كانت في رحلة من المغرب نحو تونس في 22 أكتوبر 1956 وأنهى مشواره الثوري برتبة رائد بامتياز واستحقاق.

 بعد الاستقلال عين السيد عبد العزيز بوتفليقة وزير للشباب والرياضة وكان ذلك مساء يوم 28 سبتمبر 1962، ليصبح على رأس الديبلوماسية الجزائرية كوزير للخارجية يوم 5 سبتمبر 1963 إلى غاية 27/12/1978 تاريخ إغتيال رفيق دربه الراحل هواري بومدين

Voir les commentaires

كتاب المعارك السرية بين مخابرات الثورة اجزائرية ومخابرات الاستعمار/شهداء الثورة /صالح مختاري

الشهيد العربي بن مهيدي

 

ولد الشهيد العربي بن مهيدي في سنة 1923 بعرش الكواهي بناحية عين مليلة ولاية ام البواقي وهو الابن الثاني في الترتيب لأسرة تتكون من ثلاث بنات وولدين دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية بمسقط رأسه، وبعد سنة دراسية واحدة انتقل إلى باتنة لمواصلة التعليم الابتدائي ولما تحصل على الشهادة الابتدائية عاد إلى أسرته التي انتقلت هي الأخرى إلى مدينة بسكرة، وفي بسكرة تابع دراسته مع المجاهد عبد القادر العمودي أحد الـ 21 التاريخيين. ومن المؤسسين للحركة الوطنية بوادي سوف.

-                               ثم قبل العربي بن مهيدي في قسم الأعداد للالتحاق بمدرسة قسنطينة – مدرسة تكوين المعلمين – فغادر بعد ذلك بسكرة متجها إلى قسنطينة وهو لا يزال شابا في الثانية والعشرون، استقر في هذه المدينة وداوم لمدة طويلة للاستماع إلى الشيخ عبد الحميد بن باديس.

-                               وفي عام 1942 انضم لصفوف حزب الشعب بمكان إقامته فشارك في مظاهرات 8 ما 1945 وتم اعتقاله من طرف الشرطة الاستعمارية التي زجت به في السجن قسنطينة ثم افرج عنه بعد ثلاث أسابيع قضاها والاستنطاق.

-                               شارك في مؤتمر فبراير 1947 الذي قرر تأسيس المنظمة الخاصة، وساهم في تكوين هذه المنظمة ببسكرة وما لبث أن اصبح مسؤولا لمنظمة على مستوى الجنوب الشرقي للبلاد، فنائب لمحمد بوضياف الذي كان على راس المنظمة الخاصة بالشرق الجزائري غير إن نشاط الحزب لم يكن ليخفي على أعين الاستعمار الذي شن حملة مطاردة لأعضاء المنظمة الخاصة فلم يجد بن مهيدي من سبيل سوى مغادرة قسنطينة قاصدا الجزائر العاصمة ثم وهران، لكن اتهامه فيها سماه الاستعمار بمؤامرة 1950.

-                               وتعقبه من طرف المصالح الخاصة واصدر الحكم عليه غيابيا بعشر سنوات سجن، وعشر سنوات منفى، وعشر سنوات حرمان من الحقوق المدنية كل هذه العوامل جعلته يلتجئ إلى تغيير هويته مرات عديدة حتى اصبح يعرف بالرجل العشرين هوية.

-                               وبعد حادث مارس 1950 واختفائه عن الأنظار وحل المنظمة الخاصة عين كمسؤول الدائرة الحزبية بوهران إلى غاية 1953.

-                               شارك بن مهيدي في افريل 1945 بفاعلية في إنشاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل، وهذا ما أهله لان يصبح أحد أعضائها الـ22 والتي عين إثرها مسؤولا لمنطقة الغرب الجزائري والتي عرفت تاريخيا بالمنطقة ثم الولاية الخامسة.

-                               قاد بن مهيدي ثورة الفاتح من نوفمبر بالمنظمة الخامسة وفي عام 1956 دخل العاصمة وشارك في تحضير مؤتمر الصومام الذي كان له شرف ورئاسة أشغاله وقد عين في المؤتمر عضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ مكلفا بالفداء.

-                               قام بين سنتي 1955/1956 باسفار إلى القاهرة وإلى المغرب وتنقل عبر مناطق الوطن المختلفة داعيا داعيا للثورة وناشر اخبارها وشمل نسشاطه كذلك الميدان الصحفي، فكانت مقالاته الشجاعة ردا مفحما على اعاءات العدو وفضحا للصور المشوهة التي ارادت بها الصحافة الاستعمار تلويث سمعة الثورة الجزائرية.

-                               وفي عام 1957 وبالضبط في 23 من شهر فيفري تم اعتقال عقيد جيش التحرير العربي بن مهيدي بالعاصمة واقتيد إلى إدارة  (مراقبة) التي يشرف عليها الجلادون المظلمون وقد سلط عليه الإرهابي بيجار أحدث ما توصل إليه زبانية من فنون التعذيب الوحشي.

-                               ونفذ فيه حكم الإعدام صبيحة يوم 04 مارس 1957 وباستشهاد فقدت الثورة الجزائرية أحد القادة النادرين الذين تركوا بصمات واضحة في تاريخ النضال والتضحية وحب الوطن.  

 


المرحوم محمد خيضر

 

ولد  محمد خيضر حوالي  سنة 1902 بمنطقة بسكرة بدا حياته في عمالة الجزائر كعامل بسيط في شركة للترامواي، ثم اصبح مناضلا في حزب الشعب الجزائري قبل الحرب العالمية الثانية، وارتقى على إدارة الحزب بفضل مجهودات الجبارة التي كون بها نسه واصبح يتقن اللغة العربية والفرنسية وتكون تكوينا سياسيا ممتازا ساهم في نشر الشبكة السرية لحزب الشعب.

-                               كان يمثل (المنظمة العسكري الثورية) في اللجنة المركزية لحركة انتصار الحريات الديمقراطية وعضوا في اللجنة الادارية اودع السجن والمعتقلات.

-                               ترشح في انتخابات 1946 للمجلس الوطني في قائمة الحركة الوطنية واصل عمل الوطني السياسي وهو يتمتع بالحضانة البرلمانية إلى أن انتزعت منه هذه الحصانة فاختفى ثم انتقل إلى القاهرة في سنة 1951 حيث تولى مع إخوانه في الخارج تسير أمور حركة الانتصار.

-                               كان عضوا في اللجنة الثورية للوحدة والعمل التي أعلنت الثورة في فاتح نوفمبر 1954، وكان أحد مسيري وفد جبهة التحرير الوطني في الخارج على يوم اختطاف الطائرات المقلة لقادة الثورة من طرف السلطات الفرنسية، كما كان عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية سنة 1956، وعضوا شرفيا في لجنة التنسيق والتنفيذ بالقاهرة في آوت 1957، وعندما أعلن على تأسيس الحكومة المؤقتة عين في منصب وزير دولة شرفيا وانتقل على الخارج الوطن إلى أن وجد مقتولا بمدريد في جانفي 1967.


المجاهد الراحل بوخروبة محمد المدعو هواري بومدين

ولد هواري بومدين يوم 23 أوت 1932 بهليوبوليس قرب قالمة من أسرة فقيرة، أبوه إبراهيم بن عبد الله عربي الأصل، أما أمه فتدعى بوحزبلة تونس بنت محمد أمازيغية الأصل، فكان بذلك مزيجا من العنصرين العربي والأمازيغي مثلما مزج الإسلام بين هذين العنصرين في الجزائر منذ 14 قرنا.اسم بومدين الحقيقي محمد بوخروبة ولم يتخذ اسم هواري بومدين إلا عند التحاقه بالثورة، بالغرب الجزائري وكانت الظروف تستدعي تغيير الاسم لمغالطة العدو، فاختار لقب هواري بومدين، فهواري لقب مشهور في المنطقة أما بومدين فنسبة ضريح ومسجد الولي الصالح سيدي بومدين الموجودة بمدينة تلمسان. التحق الطفل محمد بوخروبة بالمدرسة القرآنية ببلدية حيث حفظ القرآن الكريم ثم تابع دروسه في المدرسة الابتدائية الفرنسية، وبعد بلوغه الرابعة عشر من عمره التحق بالمدرسة الكتانية بقسنطينة التابعة لحزب الشعب الجزائريأين تابع الدراسات الإسلامية. وكان التلميذ محمد بوخروبة يتميز بذكاء وذكائه وذاكرة قويين  جدا إلى درجة القدرة على حفظ وتاتيعاب الدرس لمجرد سماعه مرة واحدة من زميل له في القسم، وعرف بومدين بحبه االشديد للتاريخ فصنع ذلك منه رجلاا ذا رؤية سياسية دقيقة وقدرة على فهم مجريات الأحداث واتجاهاتها أمو ما كان يبسميه باتجاه التاريخ، وهي صفة السياسيين الكبار في العالم. استدعى الشاب محمد بوخروبة للالتحاق بالخدمة العسكرية الاجبارية في الجيش الفرنسي عام 1951، لكنه رفض أن يكون ولو لدقيقة واحدة تحت العلم الفرنسي، وخاصة وأنه كان يتميز بروح وطنية ودينية شديدة تشكلت لديه على يد أبويه ثم أثناء معايشته مجازر 8 ماي 1945 بقالمة وسطيف وخراطة، وتبلورت هذه الوطنية أكثر في المدرسة الكتانية. قرر الشاب محمد بوخروبة الذهاب إلى مصر هربا من التجنيد في الجيش الفرنسي وأملا في تحقيق حلمه وهو الدراسة بجامع الأزهر. فوضع خطة مع صديقه محمد صالح شيروف لتحقيق ذلك، ونظرا لفقرهما قررا الذهاب سيرا على الأقدام، انتقلا في البداية بتونس أين سجلا للدراسة في جامع الزيتونة ثم التحقا بعد ذلك إلى مصر عبر ليبيا، فدرسا بجامع الأزهر وهناك تعمق الطالب محمد بوخروبة في دراساته الإسلامية مع التفتح على مختلف الأفكار السياسية المنتشرة آنذاك في مصر. كل هذه الظروف صنعت من بومدين رجلا شديد التدين لكنه متفتح على العصر. فهو يستلم إسلام العدالة والتقدم والقوة ويرفض الاستغلال والتحجر والانغلاق والظلم باسم الدين، وكان شديد التأثر بعدالة عمر بن الخطاب فأراد تحقيقها في جزائر الاستقلال. غنت استلهام بومدين من روح الإسلام الحقيقية جعله عرضة للاتهامات من كل الأطراف التي كان يهدد مصالحها فهو "مسلم متعصب" لدى الاستعمار، و"ضعيف التدين" لدى المتحجرين الذين يستغلون الدين ويسترون به لامتصاص عرق الشعب أو الوصول إلى السلطة والذين وصفهم الأديب المسرحي الفرنسي موليير بدقة في كتابه "المرائى" الذي فيه بعض رجال الكنيسة الذين تحالفوا مع الظلم والاستغلال في فرنسا القرن 17م. عند اندلاع الثورة المسلحة في أول نوفمبر 1954، كان الطالب محمد بوخروبة يتابع أخبارها باهتمام كبير، ويبحث عن وسيلة للاتحاق بها، فكانت له فرصة عندما اتصل به أحمد بن بلة أحد ممثلي الثورة في الخارج، فطلب منه مع مجموعة أخرى من الطلبة الالتحاق بالجهاد. فالتحق بقاعدة انشاص العسكرية قبر القاهرة بمصر للتدرب على استعمال السلاح وفي عام 1955 دخل الغرب الجزائري على متن باخرة الملكة دينا المحملة بالسلاح خاصة وان منطقة الغرب كانت تنقصها المعدات. فاستقبله البطل الشهيد العربي بن مهيدي قائد المكنطقة ونائبه عبد الحفيظ بوصوف بفرح شديد لأنهما سمعا كثيرا عن شجاعته وذكائه وإيمانه الشديد بالدين والوطن. وهناك أصبح اسمه هواري بومدين بدل محمد بوخروبة، فهواري نسبة إلى الولي الصالح سيدي الهواري بوهران وبومدين نسبة إلى الولي الصالح سيدي بومدين بتلمسان. كان مشهورا بذكائه وشجاعته وإيمانه وصلابة مواقفه وتواضعه وإيثاره، وهذه الخصال كلها سمحت له بالارتقاء بسرعة فائقة في صفوف جيش التحرير الوطني، فبعد التحاق العربي بن مهيدي بلجنة التنسيق والتنفيذ بعد مؤتمر الصومام عام 1956 أصبح بومدين المساعد الرئيسي لبوصوف القائد الجديد للولاية. فقد ساعده كثيرة في إدخال سلاح الإشارة وتنظيم الاتصالات أثناء الثورة لأن ذلك يعتبر ضروريا  لإنجاحها. خاصة وإن بومدين اعتمد في ذلك على الطلبة الذين التحقوا بالثورة. وبعد ثلاث سنوات ارتقى هواري بومدين إلى قائد للولاية الخامسة خلفا لعبد الحفيظ بوصوف الذي أصبح عضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ وهي السلطة العليا للثورة، وبذلك أصبح بومدين يحمل رتبة عقيد ولم يتجاوز عمره 24 سنة، واستطاع بفضل حنكته وشجاعته وذكائه أن يدوخ جنرالات الجيش الفرنسي وان يعطي للثورة دفعا قويا في المنطقة الغربية. بعد الاستقلال أصبح هواري بومدين وزيرا للدفاع ونائبا أول لرئيس الجمهورية أحمد بن بلة، لكن في عهد هذا الاخير لم يستتب الأمن والاستقرار، إذ نشبت تمردات في بعض المناطق، وبدأت الانحرافات عن قيم ومبادئ الثورة وأهدافها وقيم الشعب وتقاليده، وأكثر من هذا شرع بن بلة في تشكيل ميليشيات عسكرية تحت قيادته موازية للجيش الوطني الشعبي الذي كان يقوده بومدين، فأدرك هذا الأخير بأن هذا العمل يمكن أن يهدد الوحدة الوطنية ويشعل فتيل الحرب الأهلين، لأن بومدين بذكائه وفطنته وتعلمه من دروس التاريخ كان يدرك بأن أخطر ما يهدد الدول هو وجود عدة جيوش تحت قيادة متعدد، وكلما ظهر خلاف بين القادة استعملت تلك الجيوش في ذلك. وأمام هذا الوضع اضطر هواري بومدين إلى عزل الرئيس أحمد بن بلة في 19 جوان 1965 وإيقاف عملية تشكيله جيش مواز للجيش الوطني الشعبي. توفي إثر عملية اغتيال توفي على إثرها الراحل يوم 27 ديسمبر 1978.


محمد بوضياف

 

ولد محمد بوضياف بمدينة المسيلة بتاريخ 23 جوان 1919، بدا النضال في صفوف حزب الشعب الجزائري أثناء الحرب العالمية الثانية بجيجل أولا حيث كان يعمل في الإدارة الجبائية ثم بقسنطينة حيث كان يؤدي الخدمة العسكرية.

عايش أحداث 8 ماي 1945 بالمنظمة فزادته قناعة بان العمل المسلح هو السبيل الوحي للاستعمار.

في سنة 1946 اصبح مسؤولا بناحية سطيف وفي أواخر 1947 تم تكليف بتنظيم الخاصة على مستوى عمالة قسنطينة.

أدى اكتشاف المنظمة الخاصة سنة 1950 أن حكم بالسجن لمدة ثمانية سنوات وبعد سنتين من الحياة السرية بالجزائر تمكن من الهروب على فرنسا حيث اصبح مسؤول التنظيم باتحادية الحزب هناك.

في مارس 1954 عاد إلى الجزائر ليساهم في تأسيس اللجنة الثورية للوحدة والعمل، ثم في تأسيس جبهة التحرير الوطني بعد اجتماع الـ: 22 الشهير الذي انعقد بالمدينة في النصف الثاني من من شهر جوان 1954 وانتخب بوضياف منسقا للجنة الخمسة المنبثقة عنه.

شارك في إجماع عقد بالجزائر في شهر أفريل 1954 الذي تقرر أثناءه في اللجوء إلى العمل المسلح وخلال هذا الاجتماع تعين مع بن مهيدي ليبلغ نتائج الاجتماع إلى بن بلة وآت أحمد ومحمد خيضر الذين كانوا آنذاك بجنيف بتاريخ 26 أكتوبر 1954.

كان الجزء الكبير من نشاطه الخارج موجها نحو تدعيم الثورة في مواجهة الغربية من البلاد، على أن تم إلقاء القبض عليه في الطائرة التي كانت تنقله مع بلة وأصحابه يوم 22 أكتوبر 1956.

عضو في المجلس الوطني للثورة الجزائرية منذ مؤتمر الصومام في شهر أوت 1956 وعضوا شرفيا في لجنة التنسيق والتنفيذ في مؤتمر القاهرة، كما عين وزير دولة الحكومة المؤقتة الاولى والثانية ونائبا لرئيس الحكومة المؤقتة الثالثة.

بعد الاستقلال قام بتأسيس حزب الثورة الاشتراكية في 20 سبتمبر 1962 الذي يصادفها انتخاب أول مجلس تأسيسي وطني، ولم يحل هذا الحزب إلا بعد وفاة الرئيس الراحل هواري بومدين حيث تيقن من خلال مشاهدته لتوديعه إلى مثواه الأخير أن الشعب الجزائري يكن كل الحب والتقدير للرئيس بومدين، وبالتالي تبين أن معارضته كانت في غير محلها فقام بحل الحزب.

القي عليه القبض في جوان 1963 ثم اضطر إلى الهجرة سنة 1964 وقد حكم عليه بالإعدام غيابيا في نفس السنة ومن فرنسا انتقال على المغرب سنة 1972 واستقر بمدينة القنيطرة على أن رجع إلى ارض الوطن يوم 16 جانفي 1992 لأداء اليمين الدستوري بصفته رئيسا للمجلس الأعلى للدولة بعد استقالة الرئيس الشاذلي بن جديد يوم 11 جانفي 1992، وواصل مهامه كرئيس للمجلس الأعلى للدولة إلى يوم اغتياله بقصر الثقافة بمدينة عنابة يوم 29 جوان 1992.


العقيد المرحوم عبد الحفيظ بو الصوف

المدعو سي مبروك

 

ولد العقيد عبد الحفيظ بو الصوف في مدينة ملية حوالي سنة 1926، بدا نضاله السياسي وهو شاب فعمل في منظمة حزب الشعب الجزائري حتى اصبح مسؤول عمالة قسنطينة، كما لحركة انتصار الحريات الديمقراطية، وبعد اكتشاف أمر المنظمة انتقل إلى عمالة وهران حيث تولى مسؤولية تسيير العمل السياسي، ورغم مهامه السياسية فإن شغله الشاغل كان هو التفكير في الثورة.

كان عضوا في اللجنة الثورية للوحدة والعمل التي منها اندلعت أول شرارة الثورية ليلة الفاتح من نوفمبر.

تولى مسؤولية قيادة ولاية وهران في الكفاح المسلح بعد مؤتمر الصومام وبعد أن تولى الشهيد العربي بن مهيدي مسؤولية في لجنة التنسيق والتنفيذ في الجزائر خلف بو الصوف مؤتمر قيادة الولاية.

وفي مؤتمر 20 أوت 1956 انتخب عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية وحضر مؤتمر القاهرة في أوت 1957، حيث انتخب عضوا في لجنة التنسيق والتنفيذ.

عين في ماي 1958 مسؤولا عن وزارة الاتصالات  العامة والمواصلات وفي الحكومة المؤقتة الثانية والثالثة اصبح وزير للتسليح والاتصالات العامة.

كان عضوا بارزا في قيادة بجانب كريم بلقاسم ولحضور بن طوبال وبعد الاستقلال اعتزل النشاط السياسي واكتفى بالنشاط التجاري الخاص.


العقيد المرحوم كريم بلقاسم

الملقب بأسد جرجرة

 

ولد العقيد كريم بالقاسم في دوار ايت يحي بقرية – تيزران – دائرة ذراع الميزان يوم 14 ديسمبر 1922، درس المرحلة الابتدائية بمدرسة (صاوري) في حي القصبة السفلي بالعاصمة، وكذلك تعليمه الثانوي كان ولده ويتمهن التجارة.

كان موضفا في ادارة البلدية في ميرايو، أول عمل سياسي ظهر فيه هو أحباب البيان والحرية سنة 1943، والتحق بحزب الشعب الجزائري في خريف 1945 غداة تسريحه من الجيش الفرنسي، وقد اصطدام في حياته النضالية الأولى بعائلته وبادارته الاحتلال مما جعله يدخل الحياة السرية في ربيع 1947، ويحاول تصفية قريبه القايد سليمان دحمون في آخر السنة؟.

وفي هذه الأثناء بدأت السلطات الفرنسية تبحث عن نشاطه السياسي فالتحق بالجبال للتهيئة للعمل العسكري الثوري.

وفي سنة 1949 اصدرت المحاكم الفرنسية عليه حكم الاعداد غيابيا، كما اصدرت نفس الحكم سنة 1950، ولكنه بقي يعمل في المنظمة السرية في جبال القبائل حيث تخلى عن النشاط السياسي وانقطع لاستعداد العسكري وتكوين الاطارات للثورة وتخرج عدد كبير من الشباب الذين تحملوا في الداخل بعد خروجه مسؤولية كبيرة في الثورة.

وكان من العناصر الأولى التي هيأت الثورة سرا ومن الاعضاء الستة التاريخيين للجنة الثورية للوحدة والعمل والتي شنت الشرارة في نوفمبر 1954.

وبعد قيام الثورة وهو الهدف الرئيسي الذي كان يعمل له دائما فيس سبيل كل طاقته.

واصل تسييره للثورة في بلاد القبائل كلها، وقد برهن على مقدرة قوية في تسيير الحزي واحباط مناورات العدو، فقد حاول سوستيل في سنة 1955 عندما كان حاكما عاما للجزائر ان يسلح جماعات قوية من رجال القوم يتظاهرون للناس بانهم مجاهدون ليقاوموا جيش التحرير في الخفاء.

ولكن كريم بلقاسم استطاع ان يضع على رأس الاتصال بين سوستيل والجماعة التي يريد تسليحها رجلا من جبهة التحرير الوطني، وبذلك كان جميع الأفراد الذين تتركب منهم تلك الجماعات مجاهدين مخلصين في الوقت الذي كان سوستيل يعتقد إنهم من أعوانه.

وبهذا تمكن جيش التحرير الوطني من ان يتزود بالأسلحة الفرنسية مدة طويلة، إلى أن كشفت جبهة التحرير عن المهزلة في المؤثمر وادي الصومام في سنة 1956.

كان من منظمي مؤتمر 20 اوت 1956، واصبح عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزارية وفي لجنتي التنسيق والتنفيذ الاولى والثانية (56/57).

شغل منصب نائب رئيس الحكومة المؤقتة الاولى ووزيرا للقوات المسلحة، وفي الحكومة المؤقتة الثانية تولى كذالك نيابة رئيس الحكومة وزيرا للشؤون الخارجية وفي الحكومة المؤقتة الثالثة بقي نائب لرئيس الحكومة مع تكليفه لمهام وزارة للشؤون الخارجية، وفي الحكومة المؤقتة الثالثة بقي نائبا لرئيس الحكومة مع تكاليفه لمهام وزارة الداخلية. كان رئيس الوفد الجزائري في مفاوضات إيفيان مارس 1962 وهو الذي وقع الاتفاقيات باسم جبهة التحرير الوطني.

بعد الاستقلال جنح إلى المعارضة اولا مع محمد بوضياف ثم في جبهة القوى الاشتراكية واخيرا في حركة التجديد الديموقراطي التي اسسها في اكتوبر 1967.

حكمت عليه محكمة الثورة، بوهران في 7 افريل 1967 بالاعدام غيابيا، عثر عليه مقتولا يوم 18 أكتوبر 1970 في غرفة بنزل – انتروكو نتيتتال – بفرنكوفرت في المانيا الاتحادية.


الشهيد عبان رمضان

 

ولد عبان رمضان في 10/6/1920 بالاربعاء ناث إيراثن (فورنا سيونال سابقا) ولاية تيزي وزو.

برز نشاطه الوطني ووعيه السياسي والنضالي وهو طالب وقد عرف بالتنظيم الدقيق في كل المهامالتي استدت غليه سواء قبل الثورة او بعد اندلاعها.

في سنة 1950 حكم عليه ست سنوات سجنا بتهمة الاخلال بالنظام العام وقد قضى منها 5 سنوات وافرج عنه في جانفي 1955، والتحق مباشرة بصفوف الثورة بناحية البليدة حيث اسندت غليه مسؤولية تنظيم الاتصالات بين مختلف أجهزة الثورة في الداخل والخارج وقام بدور فعال في التحضير لمؤتمر الصومام الذي انعقد في 20 اوت 1956 وفي شهر افريل من سنة 1957 غادر الجزائر متوجها إلى تونس ثم القاهرة للمشاركة في مختلف المؤتمرات التي عقدتها جبهة التحرير الوطني وكان الشهيد عضوا بالمجلس الوطني للثورة الجزائرية وأحد اعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ البارزين.

-                               استشهد البطل عبان رمضان في شهر افريل 1958 ففقدت فيه الثورة الجزائرية احد ابنائها البررة في مرحلة دقيقة من حياة كفاحها المسلح.


Voir les commentaires

<< < 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 > >>