Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

كتاب جواسيس في مهام سرية / تابع قصة الجاسوسة متاهاري 17

كان رئيس المخابرات البريطانية (التي أطلق عليها فيما بعد اسم S.I.S.) الكابتن مانسفيلد سميث كامينغ. فقد ذكر في أحد راوياته بأنه قد فقد ساقه، 1914، في حادث سيارة كان يتواجد فيها مع ابنه قرب باريس، و بأنه حين سمع أنين ابنه، استل سكينا و قطع بها ساقه العالقة بين ركام السيارة ثم زحف نحو ابنه و غطاه بمعطف ثم غاب عن الوعي. لكن الحقيقة لا علاقة لها البتة بهذه الرواية: فكامينغ فقد ساقيه الاثنين في حادث بعد أن أجريت له عملية جراحية في المستشفى. لكن دوائر المخابرات، مع ذلك، غدت و أطلقت هذه الأسطورة لأغراضها الخاصة.

 

و لكن لعبة الأسطورة لم تستطع تغطية فشل المخابرات على أرض الواقع. فكامينغ عين، على سبيل المثال، عميلا له في روسيا، ليس لأن هذا العميل يتقن اللغة الروسية و يعرف تلك البلاد، بل لأنه شاطره الإعجاب بمجموعة من المسدسات. و حين أوفد كامينغ عميلين إلى ألمانيا لرصد تحركات القوات المسلحة، سارعت برلين إلى اعتقالهما و رميهما في غياهب السجن بعد أن أثارت ضجة دبلوماسية حولها.

 

إضافة إلى ذلك، كان كامينغ يعاني من مشكلة عويصة هي نوع العملاء الذين يجب تجنيدهم و مدى مقاومتهم لإغراءات هذه المهنة، و في طليعتها إغراء اختراع المعلومات لتدبير استمرارريته في العمل. و كان ثمة إغراء ثان هو سوء استخدام الأموال الطائلة التي توضح تحت تصرفه : فمن المستبعد أن يوقع الناس الذين يتلقون الأموال مقابل المعلومات، أي إيصال، و لم يكن أمام كامينغ و "الأس. آي. اس." سوى إبداء الثقة بـ " نظافة كف" العميل، و هي ثقة كانت في غالب الأحيان، في غير محلها !و هذا ما حدث مثلا، مع عميل بريطاني في المجرد مثل مسرحية الانتحار ثم فر إلى الولايات المتحدة مع كل ما ملكت يداه من أموال الـ " أس. آي. أس."  و هناك عميل آخر أطلق النار على نفسه حين سئل عما فعل بمبلغ 28 ألف جنيه إسترليني من مخصصات المخبرات.

 

لا ريب أن هذه المشاكل، أدت إلى تفرع و تكاثر أجهزة المخابرات البريطانية غداة الحرب العالمية الأولى، إذ عمد سلاح البحرية إلى إقامة جهاز التجسس الخاص به و جعل مركزه في جنيف، و الجيش البري حذو البحرية و كذلك فعلت قيادة الجيوش البريطانية في الهند بهدف" الحماية من المخططات الألمانية."

لكن كل الأجهزة لم تجمع سوى فتات المعلومات التي لا تفيد إلا لأغراض تكتيكية، مثل مستوى المعنويات الألمانية و ما إذا كان ثمة مجموعات ألمانية معرضة للقيصر و كيف تتغلغل ألمانيا في الدول المحايدة.

 

 

 

Voir les commentaires

كتاب جواسيس في مهام سرية /قصة متاهاري 16

هستيريا في ألمانيا

 

كيف كانت ردة الفعل الألمانية على هستيريا التجسس التي انطلقت من بريطانيا ؟

في أوائل عام 1912، نشر الجنرال فون بيرنهاردي كتابا بعنوان » ألمانيا و الحرب المقبلة« نظر فيه إلى ألمانيا من الزاوية نفسها التي نظر فيها لي لوكس إلى بريطانيا : أنها الدولة الشريفة و لكن الساذجة التي لا تدرك المخاطر المحيقة بها من قبل بريطانيا و فرنسا و روسيا. و قد شدد الجنرال على أن أهم هذه المخاطر كانت شبكات التجسس البريطانية التي اكتسحت سواحل ألمانيا.

لقد أصيب الرأي العام الألماني بهوس الجواسيس، كما الأمر في بريطانيا، و كان يصدق أغرب الشائعات مهما بدت غير منطقية. فقد قيل في تلك الفترة أن البريطانيين أطلقوا وابلا من الحمام الزاجل الذي يحمل في ساحته كاميرات دقيقة تقوم بالتقاط الصور على مدار الساعة. و قيل أن السيارات البريطانية تعبر إلى ألمانيا و هي محملة بالذهب لدفع رواتب و نفقات العملاء و الجواسيس.

 

لا بل أن السلطات الألمانية أحدثت ضجة هائلة حول خادمة امرأة قالت أنها كانت تخفي شيفرة سرية في عجيزتها. و قد عمدت السلطات إلى تصوير هذه » الشيفرة  « و إرسالها إلى المختبرات العسكرية المختصة. لكننا نعلم الآن أن هذه الخادمة كانت  بريئة، إذ تبين أنها دخلت حمام القطار و وضعت على مقعد التواليت صحيفة » فرانكفورتر زيتونغ « لأسباب صحية. و بالتالي لم تكن الكتابة على عجيزتها سوى فقرات من حبر تلك الصحيفة!

هل تعني كل هذه التطورات في بريطانيا و ألمانيا و غيرها، أن أجهزة المخابرات لم تحقق نجاحات في خلال الحرب العالمية الأولى.

 

الأمر ليس كذلك تماما، فجهاز " أن- دي" الألماني حصل على تقارير مهمة من الأمريكي "ولبرت ستراتون" حول عمليات التعبئة العسكرية في روسيا كانت لها أهمية بارزة خلال العمليات الحربية، و المخابرات الفرنسية وضعت يدها على تفاصيل» خطة شلايفن « (خطة الغزو الألمانية لفرنسا عير بلجيكا) من ضابط في هيئة الأركان العامة الألمانية.

 

كما تلقت المخابرات الفرنسية تقارير أخرى تثبت صحة المعلومات حول خطة شلايفن، و على أي حال، كانت هذه الخطة سرا مفتوحا سنة 1909 بعد أن نشرت صحيفة دويتشر ريفيو مقالا ينتقد تفاصيل هذه الخطة !

 

لكن هيئة الأركان العامة الفرنسية رفضت تصديق الخطة، و اعتبرت حتى النهاية أنها سيناريو سربته المخابرات الألمانية لحرف نظرها عن خط الهجوم الحقيقي. لكن هيئة الأركان كانت مخطئة، فالطريق الذي سلكه الألمان عام 1914 كان تماما هو الطريق الذي ذكرته خطة شلايفن. و حين حاول الماريشال بيتان إجراء تحقيق بعد الحرب، اكتشف أن الوثائق التي سربها الضابط الألماني حول خطة شلايفن قد أحرقت.

 

في المقابل، حصلت المخابرات الألمانية على خطة هجوم الحلفاء في معركة "سوم" من أسير فرنسي، كما حصلت على معلومات حول الدبابات الأولى في العالم من أسير بريطاني، لكن هيئة الأركان الألمانية (و كذلك و كالة المخابرات الألمانية نفسها) رفضت تصديق هذه المعلومات.

 

لكن عدا هذه النجاحات المحدودة، لا يبدو أن »  قبيلة « المخابرات حققت الكثير إبان الحرب العالمية الأولى، و كذلك الأمر بالنسبة للجواسيس الذين حيكت حولهم الأساطير الضخمة. و إذا كان الأمر كذلك، كيف يمكننا إذن تفسير الأساطير التي لا تزال حية حول جواسيس مثل ماتاهاري، تلك الراقصة الفاتنة التي عينها الألمان (كما تقول الروايات) رئيسة لشبكة جواسيسهم في ألمانيا و التي أصبحت عشيقة وزير فرنسي و قضت نحبها أمام فرقة إعدام فرنسية ؟

 

فعلى مدى السنين، أصبحت ماتاهاري نموذجا للجاسوس المتفاني، و ملحمة يونانية عن تلك الفتاة الجميلة التي نجحت، بدافع من حبها للمال و المغامرات، بنسج شباكها لجذب العشاق المهمين بهدف الحصول على أهم أسرار الدولة الفرنسية.

للوهلة الأولى، يبدو أن قصتها تتضمن كل العوامل الكلاسيكية المرتبطة بالتجسس: الخداع، الإثارة، مستوى المعيشة المرتفع، المال و الشجاعة. و لكي تكتمل شعائر هذه القصة، تتقدم الأسطورة لتعلن بان ماتاهاري كانت ترقص في زنزانتها أمام الحرس، و بأنها كشفت عن صدرها أمام فرقة الإعدام الفرنسية مراهنة منها على أن الجنود لن يتمكنوا من التصويب بدقة إذا ما رأوا دقائق جسدها الفتان.

و لكن القصة الحقيقية أقل إثارة و ربما أكثر إيلاما.

 

الاسم الحقيقي لماتاهاري هو مرغريتا جيروترودا ذيل، ولدت في عام 1876 في ليغاردن بهولندا، و بعد زواج فاشل من ضابط في القوات الاستعمارية الهولندية، أمضت خلاله ست سنوات في جاوا (إندونيسيا حاليا) برزت مرغريتا في باريس سنة 1905 تحت اسم ماتاهاري (أي عين الصباح) لتؤدي رقصات هندية مثيرة و هي عارية أحيانا.

 

حققت مرغريتا نجاحا سريعا، و أدت وصلاتها في سنوات ما قبل الحرب في باريس و برلين و لندن و روما، كما أنها مومسا من الدرجة الراقية التي تجتذب كبار المسؤولين و الموظفين الرسميين.

 

كانت مرغريتا في برلين حين اندلعت الحرب، و بوصفها مواطنة من دولة محايدة، كان في وسعها التنقل بحرية بين ألمانيا و فرنسا و إيطاليا و بريطانيا و إسبانيا. و قد اشتبه بها كل من المخابرات الألمانية و الفرنسية و البريطانية بأنها جاسوس لطرف ما، لكن أحدا لم يستطع العثور على دليل يثبت ذلك، عدا الحقيقة بـأنها ذهبت إلى السرير مع ضباط و وزراء فرنسيين .. و بأنها جاءت إلى لندن للتجسس لحساب الفرنسيين ! كما ادعى رئيس سكوتلانديارد السير بازل تومسون الذي حقق معها.

 

اعتقلت مرغريتا في باريس سنة 1917، و تمت محاكمتها أمام محكمة عرفية، 24-25 جويلية من ذلك العام. و ذلك الدليل الأساسي الذي سيق ضدها كان لائحة بمبالغ قبضتها من الألمان خلال عامي 1916 و 1917. و قد اكتشفت السلطات الفرنسية هذه المبالغ عبر البرقيات التي كانت ترسل من الملحق العسكري الألماني في إسبانيا إلى مدريد. كيف يمكن لها تفسير ذلك ؟

 

قالت ماتاهاري، أن المبالغ التي استلمتها من الملحق العسكري كانت هدايا لأنها كانت عشيقته. و بأنه إذا كان الملحق قد سرق هذه الأموال من صندوق المخابرات الألماني، فهذا ليس شأنها و لا تؤاخذ عليه. و اعترفت ماتاهاري بأنها تلقت مبلغين من المال في باريس من عشيقها في هولندا البارون فان در كابلن الذي لا علاقة له بالمخابرات الألمانية، حتى و لو كانت أمواله موجودة في ألمانيا.

 

Voir les commentaires

كتاب جواسيس في مهام سرية/قصة الجاسوسة متاهاري15

 

 

 

 

ماتاهري
هل هي جسوسة أم دعاية مغرضة؟

 

 

 

 


كان رئيس المخابرات البريطانية (التي أطلق عليها فيما بعد اسم S.I.S.) الكابتن مانسفيلد سميث كامينغ. فقد ذكر في أحد راوياته بأنه قد فقد ساقه، 1914، في حادث سيارة كان يتواجد فيها مع ابنه قرب باريس، و بأنه حين سمع أنين ابنه، استل سكينا و قطع بها ساقه العالقة بين ركام السيارة ثم زحف نحو ابنه و غطاه بمعطف ثم غاب عن الوعي. لكن الحقيقة لا علاقة لها البتة بهذه الرواية: فكامينغ فقد ساقيه الاثنين في حادث بعد أن أجريت له عملية جراحية في المستشفى. لكن دوائر المخابرات، مع ذلك، غدت و أطلقت هذه الأسطورة لأغراضها الخاصة.

 

و لكن لعبة الأسطورة لم تستطع تغطية فشل المخابرات على أرض الواقع. فكامينغ عين، على سبيل المثال، عميلا له في روسيا، ليس لأن هذا العميل يتقن اللغة الروسية و يعرف تلك البلاد، بل لأنه شاطره الإعجاب بمجموعة من المسدسات. و حين أوفد كامينغ عميلين إلى ألمانيا لرصد تحركات القوات المسلحة، سارعت برلين إلى اعتقالهما و رميهما في غياهب السجن بعد أن أثارت ضجة دبلوماسية حولها.

 

إضافة إلى ذلك، كان كامينغ يعاني من مشكلة عويصة هي نوع العملاء الذين يجب تجنيدهم و مدى مقاومتهم لإغراءات هذه المهنة، و في طليعتها إغراء اختراع المعلومات لتدبير استمرارريته في العمل. و كان ثمة إغراء ثان هو سوء استخدام الأموال الطائلة التي توضح تحت تصرفه : فمن المستبعد أن يوقع الناس الذين يتلقون الأموال مقابل المعلومات، أي إيصال، و لم يكن أمام كامينغ و "الأس. آي. اس." سوى إبداء الثقة بـ " نظافة كف" العميل، و هي ثقة كانت في غالب الأحيان، في غير محلها !و هذا ما حدث مثلا، مع عميل بريطاني في المجرد مثل مسرحية الانتحار ثم فر إلى الولايات المتحدة مع كل ما ملكت يداه من أموال الـ " أس. آي. أس."  و هناك عميل آخر أطلق النار على نفسه حين سئل عما فعل بمبلغ 28 ألف جنيه إسترليني من مخصصات المخبرات.

 

لا ريب أن هذه المشاكل، أدت إلى تفرع و تكاثر أجهزة المخابرات البريطانية غداة الحرب العالمية الأولى، إذ عمد سلاح البحرية إلى إقامة جهاز التجسس الخاص به و جعل مركزه في جنيف، و الجيش البري حذو البحرية و كذلك فعلت قيادة الجيوش البريطانية في الهند بهدف" الحماية من المخططات الألمانية."

لكن كل الأجهزة لم تجمع سوى فتات المعلومات التي لا تفيد إلا لأغراض تكتيكية، مثل مستوى المعنويات الألمانية و ما إذا كان ثمة مجموعات ألمانية معرضة للقيصر و كيف تتغلغل ألمانيا في الدول المحايدة. 

Voir les commentaires

كتاب جواسيس في مهام سرية /التنويم المغناطيسي 14

 

 

 

التنويم المغناطيسي

و الجوسسة

 

 

 


ما دام ممكنا أن أمارس تأثيرا على شخص ما، و أن أجعله يتحرك و يفعل ما أريد، و ما دام ممكنا أيضا أن أوحي له.. فلماذا إذن لا أحاول أن أكلفه بمهمة محددة، رغم إرادته و دون أن يعرف هو نفسه بما يفعل !

فالفكرة جريئة و منطقية و ليست مستحيلة في نفس الوقت.

 

و التنويم المغناطيسي يشبه العامل المقسم للهاتف الذي يقوم بنفس المهمة، حيث يوصل خطا بآخر، لكنه لا يعرف ما يدور من حديث بين الطرفين.. أي يمكن تجاوز مراكز المراقبة في الدماغ.

 

التنويم المغناطيسي علم له قواعد و أصول و ليس مجرد إيحاء و تلفيق، و هو ككل علم يتعرض لكثير من التزوير و الدس و الخداع.. فمثلا هناك الكثير من يدعي الطب و ما هو بطبيب، و هناك من يدعي الحكمة و هو في حقيقة الأمر مجنون.

 

و التنويم أنواع و أشكال و درجات، لكنه في الأساس يعتمد على إقامة اتصال مع اللاشعور أو العقل الباطن.

فالمنوم إذا تحدث مع شخص بصوت هامس، يسأله في أمر ما، فإنه يجعله يعترف بأشياء، يرفض الاعتراف بها في يقظته و حيت تكون حواسه منتبهة.

 

و في بعض البلدان يعتمد المحققون على حرمان المتهم من النوم مدة طويلة، حتى يفقد القدرة على التحكم بأعصابه و وعيه، و عندما يسأل و يجيب يكون خاضع لجهاز الدفاع الذاتي المرتبط بوعي الإنسان.

و من هنا فالتنويم لا يعني بالتأكيد أن يكون الشخص نائما بل قد يكون صاحيا مفتحا العينين و قادرا على استيعاب ما حوله و تكون الأقنية مفتوحة على مراكز اللاوعي في دماغه.

 

فمهمة المنوم البارع هو أن يفتح (خطوط الهاتف) مع الطبقات البعيدة الغائرة من الوعي دون أن يعزل الشخص عما يدور حوله.

و هناك أيضا عملية الإيحاء و معناها أن يركز المنوم ذهنه في الشخص، دون أن ينطق بكلمة واحدة، فيجعله يتحرك ليسوق مثلا سيارة أو يطلق النار على فلان.. لأن المنوم أمره بذلك عن طريق الإيحاء.

و التجارب من هذا النوع كثيرة، و من أهم المراكز التي قامت بهذه التجارب هو معهد كييف بالاتحاد السوفياتي سابقا.

في العلوم العسكرية نعرف أن مسألة الإشارة أو الاتصال هي من الموضوعات التي تنفذ منها جواسيس العدو .. إذ يحاولون دوما الحصول على الوثائق السرية و حل رموز الشفرة و معرفة محتواها و التصنت إلى المكالمات الهاتفية .. و لكن ماذا يحدث لو أمكن نقل كل هذه الأسرار عن طريق الإيحاء ؟

و بالفعل فقد قطعت الأبحاث في هذا المجال شوطا لا يستهان به، و يرى الكثير مثلا، أن قاتلي الرئيس الأمريكي كنيدي و أخيه فيما بعد، كانا واقعين تحت عملية الإيحاء، أي أنه كما يقال، أجريت لهما عملية غسل الدماغ.

 

و هذه التجارب بدأت خطواتها الأولى إبان الحرب العالمية الثانية و من بين أشهر الأسماء اللامعة في هذا الميدان العالم الأمريكي " أستابروكس " الذي أثرى المكتبة العسكرية بمؤلفات و دراسات عن التنويم المغناطيسي، كما أنه عمل خبيرا و مستشارا في ميدان تخصصه بالجيش الأمريكي.

و التجارب العديدة التي أجراها تكاد تكون معجزات، و يعلق عليها هو نفسه، فيقول :         »إننا نعيش في عالم ضاع فيه الحد الفاصل بين الحقيقة و الخيال « .. و قد حقق (أستابروكس) الكثير من النجاحات في مجال الاستخبارات العسكرية، و سنورد هذه القصة بلسان العالم (أستابروكس) حيث يحكي :

» سأروي لكم تفاصيل عملية نفذت أثناء الحرب العالمية الثانية، و تتعلق بضابط مخابرات أمريكي برتية نقيب «

 

فلقد أخضعت هذا الضابط لتدريبات كثيرة، وظهر لي أنه صالح للتنويم المغناطيسي .. لقد هيأته بما أوحيت إليه عندما يكون منوما، و هو نفسه لو يكن يعرف تلك الخاصية فيه. و كنت في كل مرة أنومه فيها، أوحي إليه بقدراته و بما أريد منه، ثم آمره بأن ينسى كل  ما قلته له حينما يصحو، كذلك أن ينسى أنه كان منوما مغناطيسيا.. و في كل مرة كان الضابط يعود فيها إلى وعيه، لا يتذكر ما قلته له و لا يعرف حتى أنه كان منوما.. و هكذا أيقنت أنه أصبح مهيئا للقيام بالتجربة التي خططتها.

رتبت الأمريكي لكي يقوم البنتاغون باستدعائه، و عندما تم ذلك أخبروه بأنه يوجد بطوكيو تقرير عن احتياجات ميكانيكية لكتيبة أمريكية تعسكر باليابان، و أنهم يطلبون منه أن يسافر إلى طوكيو، و يعود بالتقرير معه و يسلمه إليهم يدا بيد.

و يجب عليه إضافة إلى ذلك أن يرجع في نفس اليوم و في نفس الطائرة التي يسافر على متنها.

كانت هذه هي المهمة العلنية و التي أخبر بها زوجته و أصدقاءه.

و لكن بعد أن تلقى أوامر البنتاغون، نومته تنويما مغناطيسيا، وحفظته رسالة شفوية طلبت منه أن ينقلها، لدى وصوله إلى طوكيو، إلى ضابط من الاستخبارات العسكرية الأمريكية برتبة عقيد.

و أوحيت له أيضا أن لا أحد يستطيع تنويمه مغناطيسيا سوى أنا و العقيد.. كان هذا الأسلوب الأمثل بمثابة صمام الأمان، لأضمن أن لا أحد يمكن أن ينوم النقيب. و أعطيته كلمة السر و هي (القمر واضح) و أوضحت له، بأنه حينما يسمع هذه الكلمة من العقيد ينام مغناطيسيا و يدلي بالرسالة الشفوية التي حفظتها له.

حين صحا الضابط النقيب من التنويم المغناطيسي، كان قد نسي كل ما قلته له، و الشيء الوحيد الذي يعرفه هو أنه سيسافر إلى طوكيو ليحضر تقريرا خاص باحتياجات كتيبة فقط.

سافر النقيب إلى طوكيو و تقابل مع العقيد، و مباشرة بعد أن سمع كلمة (القمر واضح) نام مغناطيسيا، و سلم الرسالة الشفوية إلى العقيد، و بالمقابل تسلم تقريرا شفويا منه.

و لما عاد إلى واشنطن نومته ثانية و تلقيت تقرير العقيد السري، و لما صحا، نسي كل شيء، و لم يكن في ذهنه أي تصور حول نقله لرسالة سرية.

 

القصة تبدوا كأنها من نسج الخيال أو سيناريو لفيلم سينمائي من نوع علم الخيال، إلا أنها حقيقة من جملة عشرات التجارب و النجاحات الحقيقية التي أجراها العالم (أستابروكس).

و مثل هذه العملية تعتبر الوسيلة الأكثر أمنا في نقل الأسرار العسكرية.

و هناك تجارب مماثلة تجري في ألمانيا و بريطانيا و اليابان و فرنسا و الاتحاد السوفياتي، و ربما في عدد آخر من الدول، غير أننا لا نعرف شيــئا عن درجة نجاحها أو فشلها.

 

المهم أن كل التجارب تجتمع حول استخدام المواهب (اللامادية) في أجهزة مخابراتنا، و ذلك للمحافظة على أسرار عسكرية أو حتى اقتصادية.

و يمكننا القول بأن التنويم المغناطيسي تطور، و لم يعد مقتصرا، كما يظن الكثير، على استعراضات أمام جمهور من المتفرجين يصفقون على المنوم الذي يأمر  شخصا ما مثلا بتقليد فلان أو بالقيام بعمل ما، بل تعدى ذلك و أصبح شكلا من أشكال (غسل الدماغ) و لكن لمهمات محددة و خاصة.

 

و إن استمرت المجهودات في هذا الميدان، فإن سلاح المخابرات سيحقق ثورة لم يسبق لها مثيل في نقل المعلومات و الأسرار.

و سيصبح المخبر أشبه بالآلة، ينقل رسالة و لا يعرف شيئا عن مضمونها.

و هذا النوع من التنويم المغناطيسي، يطلق عليه تسمية (التنويم الواعي).

فالشخص يتم تلقيمه بالمعلومات كما يتم تلقيم الكومبيوتر، غير أن هذا الأخير يمكن الوصول إليه في حالة اكتشاف منهجية الحصول على المعلومة، بينما الشخص المنوم لا أحد يستطيع معرفة سره، إلا المنوم المغناطيسي الذي نومه.

 

و أخيرا يرى الخبراء بأن العشر سنوات المقبلة ستشهد ثورة لم يسبق لها مثيل في ميدان المخابرات العسكرية و نقل المعلومات و الأسرار و تفادي مخاطر كشف الأسرار من طرف مخابرات العدو، و سيكون لعلم التنويم المغناطيسي دورا رئيسيا في إحداث هذه الثورة.

 

 

 

 

Voir les commentaires

كتاب جواسيس في مهام سرية /خطة اغتيال هواري بومدين تابع 13

 

التحدي

 

الاحداث تتفاعل والخطط تتعقد واصابع الاتهام توجه للجزائر. كل ذلك اصبح يتلاحق بسرعة وكان بومدين من حيث لا يدري، يدفع اعداءه لخطة الثأر منه.

هذه سابقة الرباط وقبلها سابقة تحريض افريقيا على مقاطعة اسرائيل .. وسوابق اخرى وعلى ضفة البحر الشمالية من الجزائر، كان الرئيس جيسكار ديسنان يراقب بحذر تنامي دور الجزائر عربيا ودوليا.

سكنه هاجس الخوف.. خوف من مستعمرة الامس القريب، وقد غدت الجزائر مهابة الجانب ذلك ما دفع فرنسا الى موقع الهجوم فدعت الى ندوة عالمية للطاقة، وكانت الطاقة ايامها سلاح العرب الفتاك على أن تعقد في باريس.

الجزائر، عارضت الفكرة وقالت إذا كان لا بد من ندوة فلنتعقد في الامم المتحدة ولتشمل موضوع، النظام الاقتصادي العالمي.

اصيب جيسكار من هذا الرد بخيبة امل كبيرة، عبر عنها فيما بعد في أحد كتبه.

تألق بومدين في الأمم المتحدة، وقد خاطب العالم كزعيم من على منبرها، مقترحا "نخلاما إقتصاديا عالميا" وهو بهذا يرفع التحدي إلى أعلى مستوياته.. ويعلن تمرده عن الكبار.

 

الرئيس وامريكا

 

على هامش انعقاد مؤتمر الامم المتحدة سنة 1994، تم لقاء ، ودي بين الرئيس الراحل هواري بومدين وبين الرئيس الأمريكي نيكسون طلب فيه الرئيس الأمريكي من بومدين أن يتولى " تخفيف تصاعد الحقد في إفريقيا وأسيا ضد أمريكا".

أطرق بومدين لحظة وقال لنيكسون:

"كيف يمكنني ذلك وأنتم تحرضون الشاه على احتلال الأرض العربية في الخليج وتشجعون إسرائيل على إبتلاع مزيد من الأقطار في الشرق العربي.

        كانت إجابة نيكسون فورية:

لديك من أمريكا ضوء أخضر بإصلاح الخلافات بين العراق وإيران، وسنطلب من شاه إيران أن يسحب قواته".

وصمت

تسائل بومدين:

وفلسطين

رد نيكسون

" أن موضوع الشاه من صلاحياتي كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، أما قضية إسرائيل فتلك من صلاحيات أمريكا."

 

القنبلة النووية

 

        بعد العودة، رتب بومدين لقاء المصالحة بين الشاه ونائب الرئيس العراقي أنذاك السيد: صدام حسين في الجزائر عام 1975، توج باتفاق الجزائر، وكان ذلك بداية التنسيق بين قوى المنتجة للنفط مستحظرا في ذهنه دور هذا السلاح في الصراع العربي، الصهيوني والغرب.

نظراته الإستشراقية لم تتوقف عند هذا الحد، بل حملته لأن يفكر بجد في تأمين سلاح نووي للجزائر يكون الرداع الحقيقي للتهديدات التي تلوح بها إسرائيل. في عام 1974 أثناء زيارته إلى لاهور (الباكستان) طرح موضوع القنبلة النووية الإسلامية في لقاء مغلق جمعه مع رئيس الوزراء الباكستاني على بوتو والعقيد الليبي أمعمر القذافي.

        تم الإتفاق في تلك القمة السرية على السعي لتحقيق مشروع السلاح النووي الإسلامي: التمويل ليبي العلماء من الباكستان الأنجاز والتجارب في الجزائر لكن هذا التحرك الواسع الإستراتيجية الدولية لم يكن كله مضمون الجانب ولم يكن أيضا أصحابه في مأمن من عيون وأذان الأعداء و جواسيسهم.

و تشاء الأقدار ان:

·   يشتق على بوتو من طرف جنرال غامض حمله إنقلاب أمريكي إلى سدة السلطة في الباكستان.

·   وأن يغتال الملك فيصل الذي أفصح عن أمنيته أنه سيصلي في القدس من طرف احد الأمراء العائدين من أمريكا. وقد سبق ذلك الموت الغامض والمفاجئ للرئيس جمال عبد الناصر.

توالى نزيف تصفية قادة العالم الثالث، أمثال: اليندي وأكينو، وسامروا.. وحتى شاه إيران لم يسلم هو الآخر من القتل بالسم.

 

اللقاء المستحيل

 

        تفجرت أزمة الصحراء الغربية من جديد، وبدأ واضحا لأطراف المتنازعة أن حل الصراع بات كمن يجري وراء السراب والمفتاح الرئيسي في أيدي القوى الدولية. وتحركت من الداخل قوى وطنية معارضة ومتضامنة مع موقف الملك المغربي وظهرت التملل في بعض قيادات الجبس وبدأت ترتسم ظلال مبهمة لشيء ما كان قد أعد وقرر دوليا : أنه قرار الموت.

        بدأ هاجس الموت يدب في كيان الرجل الحديدي وسكرات الألم المبهم تخدر الحركة في أوصاله.. شق عليه وهو الرجل المسكون بكبرياء الثورة والوطن أن يتأوه أن يشكو مصابة إذ ليس كالشكوى مجلبة للشفقة والرفقة.

        ثم كيف به أن يتحول به بين لحظة وأخرى إلى هدف سهل لأسئلة الناس وتقولاتهم نحل بدنه وتناقص شعر راسه ولازم الفراش، توقفت قدرته على التركيز فكم من مرة باغته المقربون يقرأ القران الكريم كانت الآيات ملاذه الأخير وعزاؤه في حياة زائفة.

راجع الرئيس هواري بومدين، شريط الذكريات منقبا في توليفات النسيان عن ملامح الداء الذي استشرى في بدنه.. تذكر أشياء كثيرة، أحداث تعاقبت..وجوه ترددت وصور تماهت… مصير الوطن في قلبه، هل أن الأوان أن يستريح على إحدى قمم المجهول.

بغته توقفت الذاكرة في إحدى محطات النسيان، عند صورة زائر دخل قصره مرسلا من قبل ملك الرباط عادت ملامح الرجل يردد رسالة سيده قائلا:

" سيادة الرئيس، يقول لك مولاي: إن لم نلتق في مطلع العام القادم، فإننا لن نلتق ابدا"

        غابت صورة الرجل في تفاصيل السؤال" وبقي بومدين تائها بين مجهول الداء القاتل وتحذير الملك:

"لن نلتق أبدا"

 

Voir les commentaires

كتاب جواسيس في مهام سرية /خطة اغتيال هواري بومدين تابع 12

 

سر الفيروس؟

 

 

يقال تجري الرياح بما لا تشتهي السفن لقد استفحل الداء و لم يعد بد من اخفائه، إذ كثرت الشائعات حول إختفاء الرئيس بومدين، الذي لم يعد يظهر للناس بقامته المديدة و نظراته الثاقبة، يدشن أو يستقبل أو يخطب، إذ لزم الفراش واستسلم للداء الخبيث، و بدت أعراضه على بعض أجزاء جسده، فانتفخت قدماه، ولم يعد يقوى على لبس حذائه العادي (42) الأمر الذي استدعى  صنع حذاء سعته (46).

في أحد أيام شهر رمضان الكريم من عام 1978، اشتد السعال ببومدين، و هو شديد الإحساس لإصابات الزكام عادة أحس برعشة و نزول حالة برد عليه، رغم حرارة الطقس.

و كان رحمه الله قد عاد من زيارة ليوغسلافيا، بعد أن حضر قمة الخرطوم التي كان على جدول أعمالها، ثلاث موضوعات عربية ساخنة، و هي:

1-القضية الفلسطينية.

2-اتفاقيات كامب ديفيد، و زيارة السادات لإسرائيل.

3-مسألة الصحراء الغربية.

إذن، اشتد به السعال، و طلب لأحد وزرائه أن يحضر له طبيبا يفحصه جاءه الدكتورين شريف، لكنه لم يصل لأية نتيجة، فاقترح الطبيب نقل الرئيس إلى المستشفى العسكري، و بعد سلسلة من الفحوص أدرك أن الرجل مصاب بمرض غير واضح المعالم واقترح نقل صور الكشف بالأشعة إلى مدينة ليون الفرنسية، حيث بعض أصدقائه من الأطباء المختصين. سافر الطبيب إلى مدينة ليون، لكنه عاد بتقارير أن المريض مصاب بسرطان المثانة.

و أوصى الطبيب باجراء عملية جراحية لاستئصال الورم الخبيث في إحدى عواصم العالم المتقدم.

بدأت المداولات في إطار محدود، بين الطبيب و بين من لهم علم بالمرض واصطدمت اقتراحاتهم برفض الرئيس للعلاج في أية عاصمة غربية تحسبا للحملات الاعلامية الغربية المغرضة، و ربما احتمال الأضرار به عوض علاجه.

        ومرة أخرى باغتت السياسة والمسؤولية بومدين فأجل العلاج.وسافر إلى سوريا لحضور قمة الصمود والتصدي وتقرر يوم السفر صحية طبيبه المعالج.تأمين سرية المرض، حيث اتخذت إجراءات أمنية وبروتوكولية في غاية الشدة والتزم بومدبن مقر إقامته بدمشق لا يظهر للصحفيين والزيار إلا للضرورة القصوى واشتد عليه الألم ليصل به أحيانا حد الغثيان والسهو المباغث، وتفاجئه من حين لاخر نزلات برد شديد.

صمد في وجه النداء وقاومه بأعصاب من حديد دون أن يلين أو يتأوه حتى أن لا أحدا في المؤتمر لاحظ أو اكتشف بعض ما كان يكايده باستثناء طبيبه ووزيره المرافق، وامام تزايد حالات الألم، قرر تقليص مدة الإقامة، وقال لوزير خارجيته السيد عبد العزيز بوتفليقة " الرئيس الحالي للجمهورية الجزائرية "نعود الليلة إلى الجزائر، أريد أن أموت في فراشي".

 

 

 

 

باريس والوجوه الزرقاء

 

        حفلت سنوات السبعينات بجو نضالي متميز في أوروبا، و تحديدا بباريس ، حيث استشرست حرب الظل وحرب الجواسيس، والحرب المضادة، إلى درجة لم يعد يمر أسبوع دون تفجير أو إغتيال أو تحويل طائرة… أو قتل عميل في شبكات الموساد…الخ.

فأصبحت الملاهي والمحلات الكبرى والسيارات المشبوهة، هدفا للفجير… حتى شاعت تسمية تلك الأعوام، بعمليات الأسلوب الجزائري، لأنها عمليات عشوائية لا تستهدف فردا باته، كما كان الشأن في معركة الجزائر ضد قوات الجيش المظلى والكتائب الخاصة للجيش الفرنسي.

        ولمعت اسماء في تلك المرحلة، ملأت الدنيا، وزكمت بها تقارير المخبرين من أمثال "الإرهابي" العالمي كارلوس وألوية الجيش الأحمر السري وفصائل الثورة الفلسطينية بقيادة الدكتور وديع حداد صاحب العقل التنظيمي الجبار ومحمد بودية الجزائري الذي تعده المخابرات الدولية والصهيونية تحديدا "سيدا" للإرهاب الدولي.

 

التقرير السري

 

        في غمرة هذه الأجواء المرعبة، نشطت حرب الإستعمالات وتعددت الإختراقات، والإختراقات المضادة بين أجهزة المخابرات الدولية، التي زرعت "جنودها" في جميع المستويات سعيا للوصول إلى مصادر القرار وتفكيك خلايا التجسس المضاد.

        هز الذعر الرأي العام الغربي وانتشر هاجس الإرهاب في أرجاء أوروبا كلها وكانت عمليات ميونيخ ومطار اللد وغيرهما وشما في الذاكرة.

        في أواخر عام 1977 وصل تقرير سري جدا إلى يادة منظمة التحرير الفلسطسنية يفيد أن مخططا أعد بأحكام مع جهات عربية ودولية، لإغتيال الرئيس هواري بومدين وأن الرئيس الفرنسي جيسكارديستا الذي كان على خلاف شخصي وسياسي، مع بومدين على علم بالمخطط"

        سارعت أنئذ قيادة منظمة التحرير الفلسطينية  إلى وضع الرئيس هواري بومدين في الصورة بما يحاك ضده… ووافقته بمعلومات مدهشة لكن على ما يبدو لم يعر بومدين اهتماما خاصا بالموضوع، واعتبره أمرا على غير ذي أهمية لأنه سبق أن قدمت له في تلك الفترة تقارير عن إمكانية إغتياله…بسلاح الأشعة المطعمة أو غازات الأعصاب والسم.

 

رجل المخابرات الجزائري الذي إكتشف مخطط الاغتيال

 

        وقبل ثلاث سنوات، أي في عام 1975 أبلغ الإتحاد السوفياتي القايدة الجزائرية بأن المخابرات الأمريكية والصهيونية تعد خطة إغتيال لرئيس بومدين ولم ترفق تلك الإشارة السوفياتية بأية تفاصيل عن الخطة الأمر الذي جعل بومدين يكلف أخد مقربيه من المدنيين أن يقوم بالتحقيق في الموضوع.

        سافرت هذه الشخصية إلى أمريكا واستطلعت دوائر القرار، الوثيقة بالمخابرات المركزية الأمريكية، وبعد تقصر جاد على أعلى المستويات..تأكد الخبر.

        تبين للزائر الجزائري في واشنطن ان قرار التخلص من بومدين ودور الجزائر في العالم الثالث بات  امرا محسوما حيث تجمع التقارير في الدوائر النافذة في واشنطن بأن الرئيس بومدين هو المسؤول المباشر على عرقلة المخططات الأمريكية في المنطقة والمساس بمصالحها العليا كما أحس كيسنجر وزير الولايات المتحدة الأمريكية. آنذاك بأن سياسة بومدين الموجهة لإفشال مخططات الدول الرأسمالية في المنطقة تعتبر هجوما موجها لشخصه ولنظرة لمخطط السياسة الدولية التي تعتبره أمريكا من صلاحياتها الإستراتيجية العليا وقد اعترف هنري كيسنجر، ضمن دوائر خاصة، بالهزيمة المرحلية، وعلق بمرارة ستعرف كيف نعاقب مثل هؤلاء.

        منذ أن حمل كيسنجر حقيبة البيت الأبيض شرع في تطبيق استراتيجيا سياسية جديدة لم تعهدها أمريكا من قبل، وكان لا ينزل بعاصمة حتى ينتقل لأخرى، حتى وصفت جولاته بالمكوكبة وقد عرف عنه، أنه مفاوض بارع ومقنع لا يقاوم وتمكن بصفته رجل الثقافة التاريخية الواسعة والسياسي محنك، أن يستحوذ على منطقة الشرق العربي، بعد أن لقيت سياسته هوى في قلب السادات المغرم بأمريكا والغرب عامة.

        وقد كان طموح كيسنجر كبيرا بإعادة تركيب المنطقة كلها، وهو الأمر الذي كان بومدين يتابعه بحذر ويخطط لمواجهته في صمت كبير.

بدا كيسنجر في وضع يرنامجه، للسيطرة على المنطقة العربية، و أصبحت  محل التنفيذ، وكان هاجسه الأول تطبيع العلاقات العربية، الإسرائيلية، و تقزيم القضية الفلسطينية أي تحويلها إلى قضية لاجئين يتم إدماجهم على مراحل في الأردن وداخل الضفة الغربية وتقديم مساعدات لهم، تدفعها الدول العربية النفطية. وبذلك يجد العرب أنفسهم أمام حتمية المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.

        كانت هذه هي الصيغة المتفق عليها من عدة أطراف عربية وكانت بمثابة ورقة العمل التي عقدت وكانت بمثابة ورقة العمل التي عقدت لها قمة الرباط عام 1974.

        العقبة التي كانت تواجه الجميع، هو موقف الراحل بومدين، الذي اتصل به أنذاك العاهل المغربي الحسن الثاني وترجاه أن يكون مرنا في القمة العربية، وأن " القضية أمانة في عنقك".

تقرر موعد القمة، وسافر الرئيس هواري بومدين الرباط، وكانت أول قمة بعد حرب أكتوبر 1973، وشعر الشارع العربي بنخوة رفع التحدي الصهيوني بسقوط أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر.

        كان قصر المؤتمرات في الرباط يرفل في حلة من رايات عربية تعددت فيها الألوان والاشكال وتوحدت الشعارات.

        كان موقع الرئيس بومدين، في القاعة الفخمة إلى جانب الملك فيصل عاهل المملكة العربية السعودية، رحمه الله.

        في الجلسة المغلقة، كان الحديث عن نتائج حرب أكتوبر ومستقبل القضية الفلسطينية.. تداول القادة العرب الحديث، حتى جاء دور الرئيس هواري بومدين.. استقام في جلسته وأدار رأسه في اتجاهات مواقع القادة العرب، وانطلق في عرض وجهة نظره بوضوح وصراحة وأكد على أن:

·   لا وصاية على الفلسطنيين.

·   لا تفاوض، لا تطبيع ولا تعامل مع العدو.

ودعا الى ضرورة رفع التحدي ومقاومة الاستعمار والامبريالية.

لم يعلق أحد على كلمة الرئيس بومدين، وكتم كل مستمع ماخذه عليه.

        اعطيت الكلمة من بعده للمرحوم الملك فيصل، وكان يجلس على يمين بومدين..

ودون اطناب قال:

انا موافق على الذي قاله الاخ بومدين وختم والسلام عليكم ورحمة الله.

انتهت القمة العربية بموقف عربي موحد مرجعي الى اليوم، وبذلك خيبت أمال امريكا ومهندس سياستها الخارجية.

Voir les commentaires

كتاب جواسيس في مهام سرية /خطة اغتيال هواري بومدين 11

 

 

خطة إغتيال الرئيس

الراحل هواري بومدين

بعد نحو30.سنة من اغتيال الرئيس الراحا هواري بومدين ،طهرت حقيقة المؤامرة التي كان البطل ضحية لها ،فبد  تاكيد  الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نايف حواتمة  على ان الهواري مات مسموما ،مسيرا في موقع شبكة فلسطين الاخبارية ان تسميمه تم بداخل الجزائر بسم خاص، ثلاثة دول كان لها دور في اغتيال الرجل البطل اسرائيل ،امريكا وحلفائها ،فرنسا وعملائها في الداخل تواطات معهم دول عربية معروفة بخيانتها للقضايا العربية والاسلامية.البداية من الايام الاخيرة لشهيد الامة العربية والاسلامية .

 

 

كان الرئيس هواري بومدين منتصبا في مقعده الأمامي مكللا هامته ببرنسه المعهود، تعلو محياه مسحة انقباض و قد غارت حدقتي عيناه في جبين عريض.

وزيره المرافق، كان هو الآخر يعلم أن الرجل مريض. يدنو منه كل مرة يسأله حينا عن الأجواء التي تميزت بها القمة و حينا آخر يعرض في حياء خدماته.

لكن بومدين كعادته في كبريائه يصطنع ابتسامة هادئة تخفي في أعماقها ألما مبرحا يسحق في صمت جسمه الغض.

مازالت الطائرة نقطة ملتهبة في فضاء دامس، زفير محركاتها يقطع على ركابها وتيرة الانشغال بهموم الرحلة و فجأة أشار الرئيس بومدين على مساعده فسارع الوزير، و قال: "ان شاء الله لا بأس يا سي بومدين" لم يرد عليه الرئيس و أسر له في كلمات مختصرة:

"من الأفضل أن تنزل بنا الطائرة في مطار بوفاريك العسكري على أن تحط بنا في مطار الدار البيضاء" (هواري بومدين حاليا).

و بعد أكثر من خمس ساعات فضاها الوفد الرئاسي في الجو و حطت الطائرة على أرضية المطار العسكري بوفاريك، و قد اتخذت إجراءات أمنية في غاية السرية، لكي لا تتسرب معلومات أو صور عن المشهد الذي جرى على غير العادة. تحت أنوار خافتة تقدم شخصان، أحدهما عسكري برتبة عقيد و الآخر بلباس مدني و ظلا منتصبين قرب الطائرة التي لم يغادرها أحد حتى تلك اللحظة.

 

نزل أعضاء الوفد المرافق للرئيس من باب خلفي وانتقلوا خارج أرضية المطار. تململ الرئيس هواري بومدين قليلا واتكأ على مرفقي أريكته وانتصب واقفا واتجه نحو باب الطائرة الأمامي يتبعه وزيره، و بلفتة سريعة أشار الرئيس على الوزير أن يقدم له كتفه ليعينه على مواصلة السير.

نزل الرئيس هواري بومدين مدارج الطائرة بهدوء عندها تحرك الرجلان المنتصبان منذ زمن قرب الطائرة، صوب الرئيس و صافحاه بحرارة و كانا العقيد الأطرش و مدير التشريفات السيد عبد المجيد أعلاهم.

هكذا عاد بومدين من آخر قمة عربية وزع بعدها الحياة و كانت تلك القمة آخر محاولة يائسة منه مع بعض قادة الدول العربية لوقف نزيف انهيار و تدهور الوضع العربي الرديء، على أثر مفاوضات كامب دافيد بين السادات و بيغين.

ركن بومدين، بعد عودته من قمة دمشق إلى مغالبة الداء هذا الداء الذي استعصى علاجه على جميع معادلات الطب الحديث، في كل عواصم المعمورة… و من عجائب القدر أن يرتبط مرضه و موته بضارطة سياسية واستيراتيجية عالمية مجنونا.

الوضع الدولي العام، تميز بركود سياسة الاتحاد السوفياتي، و بداية تاكل الإمبراطورية الثلجية المترامية الأطراف…

و كان عقل الثورة الكادحة، الثورة التي بشرت بجنة على الأرض شاخ و تهرأ كأسد هصور… و طمعت فيه الذئاب الكاسرة، في وقت كانت الكاسحات الأمريكية الاقتصادية و السياسية ترسم معالم عهد جديد على انقباض الحرب الباردة.

و سقطت ظلال بدايات اختلال التوازن على العالم كما تسقط الشهب الحارقة على حديقة هانئة. فهزيمة أمريكا في حرب الفيتنام، حولت اتجاه الآلة الأمريكية لفضاء آخر… لنفط الخليج العربي و المياه الدافئة، لعالم مسكون و بذاكرة الأسطورة و جنان الخلد… و اهرامات الفراعنة، و كأنما بأحفاد يوليوس قيصر و الأسكندر المقدوني عادوا من جديد ليأخذوا تعاليم بابل و أسرار أخنانون.

هكذا كبر حلم أمريكا في المنطقة العربية و أصبح مشروعا يلتهم النفط و الحضارة و الإنسان.

و كان بومدين، إبن الفلاح، الثائر، الذي وصل القاهرة يوما على قدميه أشبه ما تكون بمغامرة مستحيلة، كادت الذئاب أن تفترسه مع رفيقه، لو لا ذكاءه الذي أملى عليه حيلة إيقاذ شمعة في الظلام، فذعرت منها الذئاب و فرت…

بعد رحلة التحصيل و الثورة، ها هو بومدين الذي يحمل مشعل الثورة في قيادة الجزائر، متابعا مخطط ابتلاع المنطقة العربية، و كجندي تمرن على تفكيك الألغام… كان بالمرصاد لمخططات القوى العظمى، يقاوم و يناور، حفاظا على استقلال القرار.

 

 

السمكة و الطعم

 

إطمأنت أمريكا على منطقة الخليج العربي لوجود دركيها الكبير في المنطقة:

شاه إيران الذي جعلت من ترسانته العسكرية القوة الخامسة في العالم أنذاك. و لم يبق لها إلا إصطياد "السمكة الكبيرة" المتبقية في المياه الدافئة… و كانت هذه حاول إصطياده كسمكة كبيرة من خمسة عشر سنة… و هاهي قد أفلحت" ربما في قتله.

بعد الخليج شرعت أمريكا في ترتيب الأوضاع في المشرق العربي، بإخراج سيناريو و حرب أكتوبر 1973 ثم ما سمى ب "فك الارتباط" بين القوات المصرية و الإسرائيلية و كانت النتيجة: التطبيع، ثم تلتها مفاوضات كامب دافيد، التي أخرجت مصر من الاحتياطي العربي في الصراع الاستيراتيجي مع العدو الصهيوني.

و بهذا تم آخر فصل في سيناريو بسط اليد الأمريكية الإسرائيلية على المنطقة.

أما في المغرب العربي، فقد كانت عاصفة الصحراء الغربية" و أوج عنفوانها، و لم يكن ذلك بعيدا عن المخططات الأمريكية و الأوربية في المنطقة، الأمر الذي اعتبره الرئيس هواري بومدين عدوانا سافرا على استقرار المنطقة و تهديدا لمصالح شعوبها.

Voir les commentaires

محمد بومعراف شاهد عيان على مجازر مالية بديوان المطبوعة المدرسية العاشور

محمد بومعراف ...

عون امن شاهد عيان على مجازر ديوان الورق...     

 

المشوار/ 1959.الميلاد بحسين داي/1979.أداء الخدمة الوطنية/1982.الحصول على شهادة عون تقني في الوقاية        والأمن والصحة / 1986.الهجرة إلى اسبانيا /1988.حارس وحدائقي بروضة أطفال سونلغاز   /1990.عون امن بالديوان الوطني للمطبوعات المدرسية/ 2000.الطرد من المؤسسة بمؤامرة/

 

        السيد بومعراف ليس مجرد عون امن، بل هو إنسان  متعدد الأرضيات عندما يتعلق الأمر بتوفير لقمة العيش ،عاش طفولته وسط عائلة محرومة ،صفة لحقته مند ميلاده إلى اليوم ،ولكن هدا الحرمان ولد   لديه شجاعة بقيت تلازمه مدى الحياة

 صالح مختاري

 

 

 

الرجل خرج إلى النور بحي شعبي يسمى" لاقلاسيار" بحسين داي، من عائلة فقيرة مازالت كدالك إلى اليوم  ،لم يسعفه الحط  لمواصلة الدراسة بعد  وصوله مستوى الرابعة متوسط ، بومعراف دالك الإنسان المتواضع كانت تكمن في ذاته شجاعة قل ما يتحلى بها شباب اليوم،   هو نفسه لم يكن يعلم بدالك إلا  في يوم ليس كالسائر الأيام  لحطة قال عنها الشاب المغامر" دالك اليوم سلك من الموت "وعن السبب كشف"وفاة بومدين نزل علينا  كالصاعقة  ،رغم فقرنا كنا نحب  هدا الرجل" مضيفا انه يوم مرور الموكب الجنائزي بشوارع العاصمة كان  برفقة الجمع الغفير من الجماهير التي آبت مثله  أن تودع زعيم الأمة ،  عند مروره  بمسلك لافلاسيار وسط هتفات   الجميع  وهنا قال الشاب بومعراف" اندفعت بقوة البرق مخترقا جدار الأمن لا جد نفسي  فوق العربة الحاملة لجثمان الفقيد محاولا رفع العلم المثبت فوق الصندوق ، ليتدخل احد الأعوان في تلك اللحظة مانعا ايايا   من دالك" ،ليواصل الرحلة بالقرب من   الراحل هواري بومدين  إلى غاية مقبرة العالية ،

 

في الجيش تعلم معنى الرجولة....  وأدبيات الحرب

  .

التحاقه بالخدمة الوطنية في جانفى   من عام 1979.كان له الاثر الاجابي في حياته مكنه من معرفة الرجال على حد قوله  ، ثكنة بوغار العسكرية المعروفة بجدية التدريب وقساوة المناخ كانت المحطة الاولى في مساره العسكري   "من يمر ببوغار لبد ان يكون ر جل ونصف،البرد والتدريبات   القاصية هي  ميزات  هده الثكنة دات الشهرة الوطنية "، تخرج برتبة  عريف في سلاح المدفعية ليتم تحويله   إلى احد الثكنات بتندوف.  

 ،لم يجد العريف السابق في الجيش بعد إنهاء الخدمة اي منصب  شغل  ،ولكن روح المغامرة جعلت منه يجرب  حطه  بشركة التبغ والكبريت ببلكور   ،لم يتكبر عن العمل  الذي  اكلى إليه ،  عمل كل شيء ،تنظيف قنوات صرف المياه القدرة،مساعدة رجال الإطفاء  ،وغير دالك من الأعمال التي جعلت منه عامل متعدد الخدمات  

 فتمكن من اجراء تربص تحصل من خلاله على دبلوم عون  تقني في الوقاية ،الأمن،والصحة،....بعد  مغادرته هده الشركة  فكر الفتى المغامر في الهجرة  إلى اوروبا ،فكان له دالك في عام 1986.حيث وصل إلى برشلونا  الاسبانية كسائح ليبقى هناك ثمانية اشهر يمارس البزنسة على حد قوله ،بعد عودته إلى ارض الأجداد اشتغل  كحارس وحدائقي باحد روضات الأطفال التابعة لشركة سونلغاز مهمة قال بشأنها"كنت اعمل كل شيء ،اساعد المربيات ،اطعم الأطفال....  ا نتقل بعدها إلى شركة "انوفاك"بسونطراك كعون امن، بقاءه هناك لم يدم طويلا بسبب بعض الأمور التي كانت تحدث والتي لم ترضيه على حد قوله

 

ديوان المطبوعات المدرسية..و مناورات التهديد.

 

،ضميره الحي كان دائما صديقه الوفي في كل رحلاته المهنية التى حطت به في عام 1990   بمؤسسة ديوان المطبوعات  المدرسية.،  وطف كعون امن بوحدة بلكور  ،من هنا بدأت محنته الأليمة مع عالم يكرهه اشد الكره   وهو خيانة الأمانة ، سمع بحدوث سرقة 400.مازرو400.بذلة رياضية من مكتب النقابة  الكائن بالمؤسسة الأم التي التحق بها بعد ثلاثة أشهر ،   تحريات الدرك كانت قائمة  لكشف ملابسات القضية،التى حسبه كان فيها تواطؤ من بعض المسئولين ،بومعراف لم يكن يعرف ان وجوده هناك لايتماشى وعقلية التسير التى لاتقبل الخروج  عن الطاعة عندما يتعلق الامر بمثل هده الاشياء ،اولى اشارات التصادم يقول عنها هدا العون "بعض المسئولين لم ترضيهم طريقة عملى، كنت دائما احرص على حماية مصالح الشركة ،لكونى رجل ميداني، أردت إجراء دورات تدريبية للأعوان، الا ان اصحاب القرار ارادو غير دالك "مضيفا ان مقاييس  التوظيف بالديوان لاستند على الكفاءة بل  اسسها المعرفة والجهوية   ،لتصبح الرشوة من ضمن هده المقاييس التى ساهمت في حدوث كوارث تم السكوت عنها ،والتى قال  بشانها "قام نائب المدير بسرقة 6. علب من الكتب ،  وعندما بلغنا عنه تم  فبركة وثائق  برءته من  دالك بعدما وصلت القضية إلى العدالة ،" منحة المرد ودية لم تكن أبدا من نصيب بومعراف  فاهتدى في احد المرات إلى فكرة الكسل     فنال نقطة 10/10. التى كانت في السابق لاتتعدى 5/10.فحسبه ديوان تحول  إلى  "قهوة موح..شرب اوروح  " ، حتى وصل الامر إلى خروج 50.كتاب يوميا  بدون الحديث على سرقة كميات معتبرة من الورق  بمعدل 20.رامة يوميا  ، ويكشف في ذات السياق انه تم تحويل مساعدات كانت موجهة في عام 1994.الى البوسنة والعراق   اختف مع الشاحنة ،المسئولين حسبه لم يتركوا أي شىء الا واستغلوه للاغراضهم الشخصية ،ككمية الخشب المستوردة التى حولت إلى مكتبات وكراسى لمساكن حافظي الأمانة  .

  

 

مؤامرة  الاقصاء ..ونداء التدخل

 

عمل الضحية بومعراف كعون امن في الوقاية امتدى حتى خارج الشركة ،ففي عام0 200.وهو يتجول في احد احياء الحراش وجد شخص يبيع كتب الديوان فانتدابه الشك عن مصدرها ،فسال صاحبها عن دالك  فكانت تلك الحطة الشرارة الاولى  للانطلاق خيوط المؤامرة ،حدثت  مناوشة بين الرجلين انتهت عند محافظة الشرطة، ليجد المسكين بومعراف نفسه يقضي ليلته في السجن على ذمة التحقيق  متهم بتمويل البائع بعد ما اجتهد مسؤوليه المباشرين فى اقناع مصالح الشرطة ان عونهم سارق ،محمد احد  زملائه في المهنة يقول عن هدا السيناريو"عملت مع بومعراف مدة عام ،اكتشفت فيه صفات الرجل النزيه ،المخلص لعمله ،يتمتع بسمعة طيبة بين زملائه،لقد تعرض لمؤامرة كان وراءها اشخاص عدمي الكفاءة" مضيفا ان كل المشاكل وراءها مسؤولى مصلحة الامن التى كان يراسها  شخص امي متورط في جريمة قتل وسرقة  حدثت خلال سنة 1997

.

بائع الكتب انكر التهمة المنسوبة لبومعراف امام الشرطة ولكن هدا لم يشفع في اطلاق سراحه، ليتم تحويله إلى وكيل الجمهورية وهنا كررالشاهد ماقاله  الا ان المسؤولين  صمموا على الصاق التهمة به   القدرة ،السيد الطاهر الدي بدا العمل مع الضحية قال"بومعراف إنسان يتقن عمله جيدا ،ليس من النوع الدي يحترف السرقة التى كانت ومازالت حكرا على الأشخاص الدين لفقوا له هده التهمة " كاشفا انه حدث وان انقطعت الكهرباء كليا  ،الكل هرب ليبقى الزميل بومعراف برفقة بعض الاعوان هدا الاخير امر باخراج السيارات واشعال الاضواء لحماية الشركة ،   كما خاطر بحياته للاطفاء حريق كان قد اشتعل باحدى ورشات الشركة عام1994.فحسبه مثل هده التضحيات لا يعرفها من وطفو بدون مستوى، ولا يحسنون الا الانتقام من امثال بومعراف الدى تعرض   لطلم  وحقرة لا تصف على حد قوله.

 قضى مدة اسبوع بسجن الحراش لتنطق المحكمة بعدها بادانته بعام حبس غير نافذ مع الرجوع   إلى  منصبه،    نصحه  الجميع وعلى راسهم المتامرون بان لا يطعن في الحكم  حتى لا يطول ادماجه  ،بلع الطعم ليجد نفسه بعد شهر مقصيا على يد لجنة تاديب كونت على المقاص ، بقي ثمانية اشهر يعاني من البطالة ،ليتقررارجاعه بعدما وجه رسائل استغاثة لمن يهمه الامر ولكن بقاءه لم يدم طويلا ،بعد اسبوع جاءه امر الاقصاء  الدي مازال مستمرا لحد اليوم ،وكعادته انتهى حيث بدا اصبح منظف وحمال لتوفير العيش الكريم لعلئلته التى تقيم في مسكن من اربعة امتار مربع في وقت يقول بومعراف تم اعادة ادماج اشخاص دو سوابق ،فحسبه ان متابعة المسؤول الحالى اللامن ومن معه كان بالإمكان ان تكون في وقت   سابق  بحكم التقارير التى  كنت اعدها يوميا بخصوص ما حدث اليوم وبدالك تتجنب الشركة الخسائر المادية والمعنوية التى لقت بها  ..فهل من من مجيب  لنداء بومعراف الدى عرف مصدر الداء  عندما غاب  الأطباء

نشر في الجريدة

 

Voir les commentaires

انخابات 17 ماي تنافس فيها 30 في المئة من رجال الاعمال

  رجال أعمال  تنافسون على30.% من مقاعد البرلمان

صالح مختاري

         قبل الانتخابات البرلمانية السابقة  تصاعد الحديث مند الانتهاء من وضع القوائم الانتخابية عن تصدُّر عدد كبير من رجال الأعمال  لها  حيث أثار هدا الترشُّح   تساؤلات عديدة... البعض  اعتبروا   أن هدف  هولاء  هو الحصول على "الحصانة البرلمانية" التي تعتبر طوق نجاة    لبعض الملاحقين   قضائيا   في ملفات الفساد ..  وقد   اثرت  هذه الظاهرة على نزاهة الانتخابات  التى اجريت  في 17  ماي  من عام 2007 عن طريق تفشي عمليات "بيع وشراء الأصوات الانتخابية".وهو ما لمسناه من خلال   تصريحات سابقة لرئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم  لوكالة الأنباء الجزائرية حيث قال "إن المتاجرة بالأصوات والارتشاء السياسي ظواهر بدأت تتفاقم في مجتمعنا وفي الأحزاب السياسية الدي دعى وقتها    إلى التصدي لتلك الظواهر السلبية.....    الحملة الانتخابية  التي  تنافس فيها المرشحون لكسب أصوات أكثر من 18.7مليون ناخب امتدت   إلى غاية  14  من الشهر المقبل

   شارك في هده الانتخابات،24 حزبا سياسيا قدموا 11243 مرشحا مسجلا ضمن 1042 قائمة، ونحو 986 مرشحا مستقلا ضمن 102 قائمة.  يتنافس فيها رجال الأعمال على نحو 30% من إجمالي مقاعد البرلمان البالغة 389 مقعدا، وهو ما دفع لويزة حنون، رئيسة حزب العمال  ، إلى القول بأنها ستكون جنبا إلى جنب مع غرمائها من رجال الأعمال تحت قبة برلمان 2007.

 

Voir les commentaires

الدكتور سعيد بوالشعير رجل قانون ملقب بدوفارجي الجزائر

عمي رشيد...حلاق

علي منجلي ،ايت احمد ،بن بله ،بومدين ،بلخادم...وآخرون.

                                                                                                                 

                 2001                  1965                       1962                        1956                    1955         1938

 المشوار.   الميلاد بعين    بداية التربص    اللالتحاق بجيش التحرير  حلاق بالمجلس التاسيسي        حلاق باللافلان   حلاق   بمجلس الامة      

                                                                                                 بتونس                         قي الحلاقة         البيضاء                 

 

الجزائر لها  من الابناء مايجعلها تفتخر على مدى الدهر بانجازتهم  التى مازال يخلدها التاريخ الى اليوم ،زاوية رشيد   وان لم يكن من ضمن المنجزين الا انه دخل التاريخ  بالتحقه بجيش التحرير وعمره لايتجاوز  18.سنة   ، حاملا معه حرفة كانت سلاحا معنويا دعم بها اخوانه المجاهدين .

 صالح مختاري

 

 الرجل الذي    يبلغ من العمر 69.سنة  ، بدا   الحلاقة كمتربص  عام1955.   بمحل  سي عبد الحميد بويسي  بعين البيضاء     ، بعد مباشرة السلطات الاستعمارية  الانتقام من ابناء المنطقة التحق    .بصفوف جيش التحرير متوجها إلى  تونس أين عمل كحلاق للمجاهدين   خاصة الجرحى منهم    بمستشفى تابع للجبهة ، هنا احتك بكبار رجالاتها  كالبروفسور  بن تومي المشرف على المركز الصحي  أنداك  فكان له شرف حلاقة شعر الكثير من القيادات الثورية البارزة كالشهيد علي منجلي،امين خان، ،والعقيد محمدي سعيد ....... 

في 4.أكتوبر من عام 1962    التحق  المجاهد عمي رشيد باول مجلس تاسيسي ليس كنائب بل لمواصلة  الحلاقة بمبنى زيغوت يوسف،    .   متسلحا بالثقة في النفس ودبلوماسية المعاملة التي جعلت منه محبوب الجميع  بد ون استثناء ،  فكان اول حلاق للاول رئيس جمهورية  في عهد الاستقلال، وهنا قال  "لقد تشرفت بحلاقة شعر احمد بن بلة". كاشفا ان كل من المجاهد ايت احمد ،احمد مدغري ،  ،بشير بومعزة، و وزير الخارجية الحالي   محمد بيجاوي الدي كان مدير ديوان فرحات عباس رئيس المجلس    كانوا من ضمن زبائنه  للحصول  على"تحليقة شعر"على حد قوله، وزير الد فاع انداك المرحوم هواري بومدين  زار قاعة عمي رشيد  و الدي يقول عنه"في عام 1963.تفاحات بدخول بومدين إلى  قاعة الحلاقة   من اجل تحليق شعره ،و طيلة مدة الحلافة لم يتكلم الرجل في حين كان في كل مرة يلمس شنبه " وعن بوتفليقة قال "الرجل  زارني عندما كان وزيرا لشباب والرياضة ولم  اتشرف بتسريح  شعره"،   .

 بعد عام1965 وطف   بمقر اللجنة المركزية للافلان بزيغوت يوسف  اين باشر عمله في نفس الاختصاص  .ليكون بدلك اول حلاق يد شن  قاعة للحلاقة  بدات المقر لتصبح  كل الشخصيات البارزة   تزور باستمرار نادي عمي رشيد،  من بينهم،    محمد       جغابة،المرحوم محمد شريف مساعدية،محمد صالح يحياوي، علي بن فليس ، بوبنيدر،عبدا لكريم عبادة،بوحارة ،صويلح بوجمعة،  العقيد بن عودة  ،وعبد العزيز بلخادم هدا الاخير قال عنه شيخ الحلاقين" بلخادم حلقتلوا حتى شبع،" الرجل   كسب باحترافيته وتواضعه قلوب كل الشخصيات السياسية والحكومية التى وجدت فيه مثال الرجل الى يتحلى بالانضباط وحسن السلوك والمعاملة.

في عام 1986  تقاعد .صاحب المقص الدهبي    بعد 30سنة قضاها في مداعبة المقص والمشت،مدة قال عنها  "في حياتي أنا الذي  احتكت بكل الشخصيات الجزائرية بداية من حرب التحرير الى غاية اليوم"،     صاحبنا مازال يحتفط بالمقص و المشت وغبرة الحلاقة   ، أدوات  بدا العمل بها  عام 1962. ابنته الوسطى  كرومة .انفجرت بالبكاء وهي تقول"لم نصدق خبر مجيء الصحافة لانه طيلة حياته المهنية لم يتلقى ولو التفاتة صغيرة،فانا فخورة بوالدي الدي استطاع   بالمقص والمشتطة  تربية،وتعليم،وتزويج اربعة بنات "مضيفتا انه في عام1995 أوقفت منحته لمدة اربعة سنوات بما اضطره للعمل عوض مد يديه .    زوجته  وصفته بالزوج المثالي الدي عمل المستحيل للاسعاد اسرته حتى في احلك الظروف " فالكرامة  عند  عمي رشيد هي اعز شيء يملكه الانسان  ،.تجربته علمته أن اي مهنة لابدا ان يكون صاحبها  له  تكتيك و خبير نفساني يعطي لكل انسان "هواه"   مع حرصه على ربط علاقته مع الغير على اساس اللاحسان بالإضافة إلى الثقة بالنفس.   

في عام 2001 التحاق  بمجلس الامة  بفضل المرحوم محمد الشريف المساعدية الدي قال له "ستكون اول من يدشن قاعة الحلاقة بالمجلس" هدا االا ختيار لم يكن بمحض الصدفة بل لكون عمي رشيد رجل ثقة،يمتاز بالخفة، فاقصى مدة لتحليق شعرالزبون هي 20.دقيقة في هدا الصدد قال صهره عزيز" هدا الرجل مدرسة،تعلم الدبلوماسية عن طريق الحلاقة،فاحتكاكه بالشخصيات البارزة من خلال حرفته البسيطة  جعلت منه  شخصية عاشت في الطل،فانا اعتبره في مقام والدي للانه انسان طيب،حنون،وشجاع"خاتما قوله "هدا الرجل يستحق التكريم ".

الرجل  المدرسة  يتمنى أن يكون له تلاميذ لينقل إليهم تجربته الثرية  التي لا يريدها أن تذهب سدى ،وطنيته المخلصة جعلته يصف الشعب الجزائري بالبطل ناصحا الصحافة  أن تلعب دور ربط الثقة بين الناس

نشر في الجريدة جزائر نيوز    

Voir les commentaires

<< < 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 > >>